
شدد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله على وجوب أن يسارع كل معني بأمن مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في جنوب لبنان وكل حريص عليه إلى تسليم القتلة المسؤولين عن جريمة قتل المغدور "مروان عيسى" والمعروفين بأسمائهم وبأماكن تواجدهم، إلى الدولة اللبنانية، لأنه لا يمكن لأحد أن يقبل بأن تمرّ هذه الجريمة مروراً عابراً، مضيفاً أننا كمقاومة وحزب، لا تمر الجرائم التي ترتكب بحق مجاهدينا وأهلنا مرور الكرام، ولذلك فإن المطلوب الإسراع بهذه الخطوة حتى تعود الأمور إلى سياقها الطبيعي، لأن القتلة يجب أن يحاسبوا على فعلتهم أمام الدولة وقضائها ومؤسساتها المعنية بالدرجة الأولى بمنع هذا الانفلات الذي يحصل من خلال هذه المجموعات التي تريد شراً بالفلسطينيين وبمخيماتهم وبقضيتهم، وتقدم خدمة مجانية للعدو الإسرائيلي. وقال: "إننا نعمل دائماً للابتعاد عن الفتنة حتى لا تصيب بشرورها الفلسطينيين واللبنانيين، ولكن هذا لا يعني أن لا يتحمّل أبناء مخيم عين الحلوة والقوى الشريفة والحرّة فيه مسؤولياتهم من خلال منع القتلة من جعل المخيم بؤرة للإرهاب ولتصدير الانتحاريين والتكفيريين.
كلام النائب فضل الله جاء خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه حزب الله لمناسبة مرور أسبوع على استشهاد الأخ المجاهد المغدور مروان عباس عيسى في حسينية بلدته عيترون الجنوبية بحضور عدد من علماء الدين وفعاليات وشخصيات وحشد من أهالي البلدة والقرى المجاورة، حيث تخلله كلمة للشيخ حسن عياد.
ووصف النائب فضل الله العدوان الحالي على اليمن بالمغامرة غير المحسوبة التي سترتد سلباً على من سلكها، معتبراً أن تصويت البرلمان الباكستاني برفض الانجرار إلى هذا العدوان شكل صفعة قوية لما سمي بالتحالف العربي الإسلامي ضد الشعب اليمني، مشيراً إلى أن من يريد أن يساعد الشعب اليمني، عليه ألا يقتله وألا يدمّر البنية التحتية لدولته، بل أن يعمل على جمع اليمنيين على طاولة حوار، مؤكداً أن الأيام والأسابيع المقبلة ستظهر أن الشعب اليمني قادر على الصمود وتحقيق آماله وطموحاته بسيادته على أرضه، وبحريته واستقلاله مهما كانت التضحيات، ورفض سياسة كم الأفواه التي تجري في الكثير من دول العالم العربي والإسلامي، عبر شراء الذمم والأصوات وبعض الإعلام وبعض الكتبة الكسبة الذين يمارسون لغة الشتيمة ويحاولون استثارة الغرائز والنعرات الطائفية والمذهبية، من أجل تبرير العدوان.
وشدد النائب فضل الله على "أننا جميعاً معنيون بتحصين لبنان وبمحاولة منع امتدادات الأزمات التي تحيط بنا، ويجب بالتالي اعتماد لغة سياسية موزونة بعيداً عن الخطاب المذهبي العصبي الطائفي الذي يستخدمه أولئك المأزومون نتيجة فشل رهاناتهم في سوريا وفشلها اليوم في اليمن"، واصفا "العدوان على اليمن بالمغامرة غير المحسوبة والتي سترتد سلباً على من سلكها، وها نحن نرى الأصوات تعلو على مستوى عالمنا العربي والإسلامي رفضاً لهذه المغامرة أو للانجرار في حساباتها الخاطئة، وما تصويت البرلمان الباكستاني إلاّ أحد التعابير عن رفض الانجرار إلى هذا العدوان، وهذا مؤشر واضح على أن شعوب أمّتنا أو أغلب شعوب أمّتنا العربية والإسلامية ترفض هذا العدوان، وكل التبريرات الواهية التي حاول المعتدون أن يقدموها، ويشكل هذا التصويت صفعة قوية لهذا الادعاء بأن هناك تحالفاً عربياً وإسلامياً ضد الشعب اليمني"، معتبراً أنه لا يوجد مثل هذا التحالف إلاّ في مخيلة أولئك الذين أرادوا أن يجروا الأمة إلى هذا العدوان، ورأى "أن كل هذه الأصوات التي بدأت تعلو تؤكد مرة أخرى صوابية الخيار الذي اتخذناه نحن هنا في لبنان، عندما كنا من أوائل المبادرين إلى رفع الصوت عالياً في وجه هذا العدوان ودعوتنا إلى المعالجة السلمية من خلال الحوار بين اليمنيين".
وأضاف فضل الله: من أراد اليوم أن يساعد الشعب اليمني عليه ألا يقتله وألا يدمّر البنية التحتية لدولته، بل أن يعمل على جمع اليمنيين على طاولة حوار، وتقديم العون والمساعدة بوقف العدوان ونزيف الدم، لأن خيار الحرب لا طائل منه، وستبدي لنا الأيام والأسابيع المقبلة أن الشعب اليمني قادر على الصمود وعلى تحقيق آماله وطموحاته بسيادته على أرضه، وبحريته واستقلاله مهما كانت التضحيات، لأن هذه سُنّة الله في أرضه، وهؤلاء الجبابرة الذين يريدون تركيع شعوب أمّتنا لن يجدوا من هذه الأمة إلاّ صلابة وصموداً ورفضاً.
وقال النائب فضل الله: اليوم تمر أمتنا بمحن ومآس وحروب، ونحن معنيون انطلاقاً من مسؤولياتنا بأن نحدد الموقف ممّا يحدث حولنا، وهو ما عبرنا عنه حيال الحرب العدوانية على اليمن، وإن موقفنا من العدوان على اليمن ينطلق من معاييرنا الأخلاقية والشرعية والقانونية التي تحتم علينا أن ننتصر للمظلومين، والشعب اليمني هو شعب مظلوم، تمارس ضده حرب عدوانية لا يمكن لأحد أن يسكت عمّا يرتكب بحقه، حيث يُقتل الأطفال والنساء والشيوخ، وتُدمر مؤسسات هذا الشعب من أجل تحقيق مآرب سياسية لهذه الدولة أو تلك، وهذه الحرب هي خارج قيم أهل الأرض وشرعة أهل السماء، لا مسوّغ لها ولا مبرر، لا على المستوى القانوني ولا الأخلاقي ولا الشرعي.
وتابع النائب فضل الله: نحن وقفنا في وجه هذا العدوان على مستوى الموقف، وأفضل الجهاد كلمة حق في وجه سلطان جائر، وهناك سلاطين جور مارسوا هذا العدوان، وقد قلنا كلمة حق أراد البعض أن يسكتها واهماً أنه يستطيع ذلك، وأراد البعض في لبنان أن يكون وكيلاً عن المعتدين، من خلال العمل على ممارسة سياسة كم الأفواه كما يجري في الكثير من عالمنا العربي والإسلامي، عبر شراء الذمم والأصوات وبعض الإعلام وبعض الكتبة الكسبة الذين يمارسون لغة الشتيمة ويحاولون استثارة الغرائز والنعرات الطائفية والمذهبية، من أجل تبرير العدوان، وقد قلنا إن هذا لا يمشي في لبنان، لأن لبنان بلد الكلمة الحرة وهو بلد سيبقى للإعلام والصوت الحر، وهذا الصوت سيكبر مع الوقت وسيجد من يتفاعل معه على امتداد عالمنا العربي والإسلامي.
وأضاف النائب فضل الله: صحيح أننا ندعو دائماً إلى أن يكون هذا البلد هادئاً ومستقراً وبعيداً عن النزاعات، لكن هذا لا يعني على الإطلاق أن نسكت في مواجهة الظلم أو أن لا نعبر عن موقفنا بوضوح وصراحة وقد دعونا إلى أن يعبر الجميع عن آرائهم تجاه ما يجري في اليمن أو في أي منطقة انطلاقاً من الحرص على المصلحة الوطنية وعلى الهدوء والاستقرار وعلى إبقاء المناخ اللبناني مناخاً هادئاً، لكن البعض في لبنان لا يعجبه مثل هذا الموقف لأنه يريد أن يكون ناطقاً باسم المعتدين ووكيلاً لهم ويحاول في لبنان أن يواجه أي صوت معترض، وهذا أمر لا يمكن للبنانيين أن يقبلوا به ونحن منهم، ولن نقبل وسنبقى على هذا الموقف انطلاقاً من فهمنا لمصلحة ودور وموقع لبنان في مواجهة التحديات التي تجري في المنطقة.
وقال النائب فضل الله: دعوتنا اليوم للجميع في لبنان هي أن يغلبوا المصلحة الوطنية، وليس مصلحة من يعتدي على بلد شقيق أو هذه الدولة أو تلك، وتغليب مصلحة لبنان يستدعي خطاباً سياسياً موزوناً لا يعبر عن الضيق وعن الأزمات الشخصية والسياسية لأن هناك من ينتقد ولاة الأمر عند هؤلاء.
وأشار النائب فضل الله إلى أن "بلدنا يحتاج إلى تضافر جهود جميع قواه السياسية من خلال معالجة أزماتنا الداخلية، وصحيح أن أزمات المنطقة تضغط علينا وتؤثر على بلدنا، لكننا جميعاً معنيون بتحصين هذا البلد وبمحاولة منع امتدادات الأزمات التي تحيط بنا، وعلينا بالتالي أن نعبر عن مواقفنا بلغة موزونة سياسية بعيداً عن الخطاب المذهبي العصبي الطائفي الذي يستخدمه أولئك المأزومون نتيجة فشل رهاناتهم في سوريا واليوم فشل رهاناتهم في اليمن، لكن من اعتاد على لغة الإمرة والولاء الأعمى لأولي أمرهم، لا يستطيع أن يقارب قضايا بلدنا وأمتنا بلغة هادئة عاقلة حكيمة".
وكان الإحتفال قد تخلل كلمة لفضيلة الشيخ حسن عياد.