
كلمة للأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله مطالباً بتخفيض سن الاقتراع في قانون الانتخاب الى ثمانية عشرة عاما 14-1-2005
طالب سماحة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله بتخفيض سن الاقتراع في قانون الانتخاب الى ثمانية عشرة عاما ،متسائلا لماذا لا تقدم الحكومة على خطوة وطنية كهذه .وقال خلال رعايته حفل التخرج الجامعي الثامن عشر لألف واربعمئة وخمسة وستين طالبا وطالبة في قاعة مجمع سيد الشهداء "الرويس" وبحضور وزير الدفاع عبد الرحيم مراد وعدد من الشخصيات النيابية والتربوية والنقابية والاجتماعية وأهالي الطلاب . في الماضي كان يقال لنا ان سوريا هي العقبة في هذا الأمر ولكن تبين ان بعض المجاملات اللبنانية التي لا طعم لها ولا لون ولا رائحة هي العقبة . وشدد سماحته على انه لا يجوز ان نصادر رأي الشباب اللبناني المسلم والمسيحي على حد سواء من اجل إرضاء مرجعية معينة او شخصية معينة ،لأنه لا يجوز اختصار الوطن والشعب وشباب لبنان ومستقبله بان يقال لنا ان مرجعية او شخصية معينة تضع فيتو على خفض سن الاقتراع مؤكدا ان هذا المنطق مرفوض ويجب ان يرفضه شباب لبنان جميعا .
وناشد سماحته الرؤساء الثلاثة والوزراء والنواب ان ينجروا الخطوة التي تضمن مصير هذا الوطن في زمن الأعاصير والعواصف الدولية ،باعتبار ان الضمانة هي ان ندخل الشباب المستعد للتضحية من اجل الوطن في العملية السياسية . وقال" أنا أقول لرئيس الجمهورية العماد اميل لحود أنت أمام انجاز وطني كبير لا يقل أهمية عن الانجاز الوطني بتحرير جنوب لبنان، وهذه هي مقدمة التحرير السياسية، من الاقطاع السياسي والاقطاع الديني والاقطاع المالي، وهيمنة المال وتسلط المال على عقول اللبنانيين، هل تكون الدولة والسلطة والمجلس النيابي على مستوى المسؤولي الملقاة على عاتقهم من أجل تحقيق هذا الأمر".
وأضاف :ان هذه المرحلة لا تتحمل أي مجاملة محذرا من انه اذا وجد ان المجاملة هي التي تحكم هذا الأمر قد يضطر في يوم من الأيام الى قول الحقيقة كما هي .ورأى سماحته ان مداراة هذه المرجعية او تلك الشخصية ستحرم الحكومة ثقة الشعب معتبرا ان إقدام الحكومة على خطوة تاريخية ،بحجم تخفيض سن الاقتراع اللبناني سوف تجعل هذه الحكومة هي أكثر حكومة تحظي بالاحترام والتأييد والثقة.
وإذ أشار سماحته الى أن جيل الشباب الذي كان عمدة المقاومة في إنجاز تحرير الارض، أكد أن أي تغيير واصلاح حقيقيين في البلد لا يمكن أن يتحققا ما دام الشباب مشطوباً من المعادلة السياسية.
وتابع لماذا الخوف من إعطاء هذا الحق للشباب، أقول أنهم يخافون من الشباب ومن وضع وحيوية واستقلال الشباب لانه لا يمكن شرائهم لانهم لا يعيشيون الضغوط الاجتماعية والمعيشية المباشرة.
هذا ورأى سماحته أن قانون الانتخاب هو مفتاح مهم جداً من مفاتيح معالجة الأزمة السياسية، التي نعاني منها في هذه الأيام، فالمدخل الطبيعي أن يكون هناك قانون منصف، وأن تجري على ضوئه الانتخابات بشكل نزيه وشفاف، وان يتمثل اللبنانيون والقوى المختلفة في المجلس النيابي المقبل من خلال نوابهم الذين فازوا في الانتخابات، وأن يتحول المجلس النيابي الى مؤتمر دائم للحوار بين اللبنانيين، والى المؤسسة المؤهلة لمعالجة المشاكل الرئيسية، وحسم الخلافات الأساسية القائمة على المستوى الوطني، فهذا هو المدخل والباب والمفتاح لمعالجة الأزمة السياسية القائمة". وأضاف سماحته" هذا هو المسار الحقيقي، لأن الآليات الأخرى مرفوضة، وفي مقدمتها آلية الاستفتاء" . وسأل هل هناك استعداد وطني في لبنان ،لكي يعتمد الاستفتاء لحسم المسائل المصيرية؟ وقال : نحن جاهزون لهذا التحدي .مضيفا: ان البعض يقول بان خروج القوات السورية من لبنان هو مطلب شعبي ووطني ،لماذا لا تعرضون هذا الأمر على الاستفتاء ،وان العلاقة بين لبنان وسوريا تواجه رفضا شعبيا ،وان المقاومة في لبنان لم تعد خيارا شعبيا ،وان الإرادة الشعبية تدعوا الى نزع سلاح المقاومة ،ونزع سلاح المخيمات الفلسطينية ،وكل واحد منا يقف ويقول هذه الإرادة الشعبية ،وهذه الإرادة الوطنية ،وهذا ما يريده البعض ان يتحقق للشعب اللبناني ... ومجلس الأمن الدولي الذي قال بأن القرار 1559 يعبر عن إرادة اللبنانيين، لا بد أن نسأل كيف أكتشف هذه الارادة..." وتساءل سماحته لماذا لا يتم الاتفاق على آلية واضحة نستكشف من خلالها الارادة الشعبية معبراً عن استعداد حزب الله لاعتماد أي آلية موضوعية ،يمكن ان تكشف عن الإرادة الشعبية في لبنان .
وحول قضية الجامعة اللبنانية دعا السيد نصرالله الى رفع الأيادي عنها وتحويلها الى مؤسسة علمية أكاديمية بحتة وشدد على إعادة كامل الصلاحيات الى مجلسها ،مستغربا ان تكون المعايير السياسية او الانتماء السياسي او الحزبي او تنظيم او مرجعية او زعامة، هي التي تحكم تعيين العمداء والأساتذة .وأضاف ان الجامعات الخاصة كما المدارس الخاصة ،لا تستطيع ان تكون الحل .وتبقى الجامعة اللبنانية هي الجامعة الوطنية ، ولا يجوز ان تستمر في واقعها الحالي ،ونحن نقول من موقع وطني يجب ان ترفع أيدي السياسيين عن الجامعة اللبنانية ،ويجب العمل على تحويلها الى مؤسسة تعليمية وأكاديمية وتربوية ،وقوية الى ابعد الحدود وفي المستوى المطلوب من كافة الجوانب .
ودعا سماحته الى تأسيس مجلس جامعة على أسس صحيحة وسليمة من خلال اعتماد المقاييس الفنية والتقنية ،واعتماد النزاهة والكفاءة والقدرات العلمية والإدارية ،لأنه لا مستقبل للجامعة اللبنانية إلا اذا اعتمدت الحكومة هذه السياسة .
وقال سماحته إذا كانت الدولة عاجزة عن تمويل الجامعة، لماذا لا تشكل الأحزاب والجمعيات والمرجعيات الدينية لجان لجمع التبرعات للجامعة اللبنانية مبدياً استعداد حزب الله للقيام بذلك شرط ان يصبح لدينا جامعة موثوق بمستواها الأكاديمي ونزاهتها وقدراتها.