لقاء الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله مع وزير الإعلام ميشال سماحة والنائب ناصر قنديل
استقبل الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله في مقر الأمانة العامة للحزب وزير الإعلام ميشال سماحة بحضور المستشار الإعلامي للأمين العام المهندس محمد عفيف، وجرى عرض للتطورات على الساحتين المحلية والإقليمية. وقال سماحة إثر اللقاء: "أجواء الزيارة، كما دائماً مع سماحة السيد، كان اللقاء هادئاً، هادفاً عميقاً مستشرفاً شاملاً من حيث المواضيع والمضامين، وأنا أخرج منه كما دائماً باطمئنان وبموقف متكامل مع المقاومة اللبنانية ومع حزب الله في استشراف المرحلة المقبلة".
وتعليقاً على قضية الكشف عن أرصدة حركة حماس في لبنان، قال الوزير سماحة: "للولايات المتحدة وإدارتها أن تطلب ما تراه هي مناسباً ولكن الحكومة اللبنانية موقفها وموقفنا السياسي أن هذه التنظيمات ليست تنظيمات إرهابية، ولنا تعريفنا للإرهاب وبالتالي ليس هذا موضوع أخذ ورد أو تجاوب من موقع الحكومة اللبنانية. وأعتقد صدر عن مصرف لبنان بعد ظهر اليوم ما يوضح ملابسات هذا الموضوع ولا أريد الدخول في أكثر من ذلك ولا أعتبر أن موضوع حماس أو حزب الله هو موضوع مطروح للنقاش الداخلي أو مطروح للنقاش مع أي فريق. وأضاف أن "هذا القرار أصلاً يتناقض مع السرية المصرفية، وثانياً وأهم من ذلك يتناقض مع الموقف الوطني للحكومة اللبنانية في النظر إلى حركات المقاومة في لبنان وفي فلسطين المحتلة ولا يندرج في إطار تعريف الغير للإرهاب، يندرج في تعريفنا نحن للمقاومة وفي تعريفنا لإرهاب الدولة الذي تقوم به إسرائيل".
ولفت سماحة إلى أنه تم التطرق إلى موضوع الأسرى والمعتقلين مشيراً إلى أن "مضمون هذا الموضوع هو ملك من يتولاه..في الوقت الحاضر ليس لي أي كلمة أقولها في هذا الموضوع". وحول شهادة عون في الكونغرس قال الوزير سماحة: "أنا أتناول أكثر، ومن موقعي، موضوع ما يسمى بمشروع قانون محاسبة سوريا في إحدى اللجان الفرعية للكونغرس الأميركي والتي أعتقد أن الإدارة الأميركية والكونغرس تهيّبا حتى الآن من ولوجها من باب المحاسبة الحقيقية، وبالتالي وراء هذا المشروع صهاينة عريقون في الولايات المتحدة الأميركية لم يضمروا إلا الشر دائماً للبنان في كل ما كتبوه وقالوه ولم يضمروا الشر إلا لسوريا وللقضايا العربية ولحقوق الشعب الفلسطيني وهم متحالفون مع ما يسمون اليوم في الولايات المتحدة بالمحافظين الجدد".
وأضاف سماحة: "أعتبر أن كل لبنان أو عربي يتعاون معهم أو يسلك الطريق الذي يفتحون إنما هو يتعاون مع عتاة الصهاينة في الولايات المتحدة، وكأنه بذلك يسلك الطريق التي لا تشرّف اللبنانيين إطلاقاً في سلوكها في هذه الفترة التي تتهدد إسرائيل ويهدد هؤلاء الصهاينة وحدة لبنان من جهة، ووحدة الموقف العربي من جهة أخرى، وصلابة الموقف السوري – اللبناني في طلب حقيقي من المجتمع الدولي ومن الولايات المتحدة في المجيء فوراً لإحلال سلام عادل شامل ليكون دائماً في المنطقة ويأتي للجميع بالأمن والاستقرار".
وحول احتمال أن يأخذ الملف بعداً قضائياً قال الوزير سماحة: "أنا وزير في الحكومة، والحكومة تتعاطى مع الموضوع من زاوية التي أسلفت وللقضاء رؤيته وقراءته للقانون ولأفعال اللبنانيين في إطار هذا القانون ولن أتدخل إطلاقاً ولن أعطي رأيي في هذا الموضوع القانوني. وأضيف فأقول: إن الموضوع الأساسي هو ما نتعرض له في المنطقة، ما نتعرض له كأصحاب قضايا من تعنّت وخاصة من استهداف من قبل الدوائر الصهيونية في الإدارة الأميركية ومن دوائر المحافظين الجدد في الولايات المتحدة وحلفاء هؤلاء من عتاة الصهاينة الذين يحكمون إسرائيل".
واستقبل سماحة السيد نصر الله النائب ناصر قنديل، الذي صرح أن "اللقاء مع صاحب السماحة هو دائماً مناسبة للإطلاع على آخر التطورات في الساحة وتطورات الصراع المفتوح بيننا وبين مع العدو، والحاجات التي تمليها هذه المواجهة من المزيد من التحصين على ساحتنا الوطنية، خاصة أننا أمام حالة من المواجهة التي أخشى باستمرار أن يلجأ فيها الإسرائيلي إلى لحظات من الجنون، أو لحظات من سوء فهم وقراءة المعادلات مما يستدعي الجهوزية المستمرة في حالتنا الوطنية، في حالة المقاومة وثقافة المقاومة..".
أضاف قنديل: "في اللقاء مع صاحب السماحة تم التطرق بالتأكيد إلى الأوضاع المحيطة بالمنطقة وإلى تطورات وتداعيات الأحداث التي تشهدها الساحة السياسية العربية، وكانت مناسبة لنشد على أيدي المقاومة الإسلامية في إدارتها الحكيمة للمفاوضات المتصلة بمستقبل الأسرى داخل سجون الاحتلال، وآمال اللبنانيين والفلسطينيين والعرب بأن تصل إلى النهايات السعيدة وأن تثبت المقاومة كما عهدناها باستمرار بأنها الطريق الذي يعيد الأرض ويحررها ولكنه أيضاً يعيد الأسرى ويحررهم".
وحول قضية الكشف عن أرصدة حركة حماس في لبنان قال النائب قنديل: "أعتقد أن ذلك إن كان يدل على شيء، رغم التوضيح الذي صدر هذا اليوم عن مصرف لبنان، فإن التوضيح يضع الأمور في دائرتها الوظيفية، ولكننا في الحقيقة نعتقد أن المسألة أكثر من ممارسة وظيفة. نحن أمام مفهوم ثقافة المقاومة، الذي نخشى أن نكون شعرنا بأنه ارتد في موقع من المواقع. لبنان دائماً كان يقدّم المثال، كان القدوة في إظهار حالة التمسك في ثقافة المقاومة، وهذه السقطة لا نريدها أن تتكرر، ونتوقع من الحكومة اللبنانية ومن أعلى المستويات أن تضع الأطر التي تعالج وتمنع تكرار هذا الخطأ المميت لأننا نعتقد أن التمسك بثوابتنا وفي مقدمتها حماية ثقافة المقاومة إنما يشكل أحد الحصانات في الدفاع عن مقاومتنا نحن، وفي الدفاع عن قرارنا الحر وعن أننا لسنا في موقع يتلقى الإملاءات من الإدارة الأميركية".
كما استقبل سماحة السيد نصر الله وفداً من جمعية التعليم الديني الإسلامي وعرض معه شؤوناً تربوية.