لقاء الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله مع وزير التنمية الإدارية كريم بقرادوني ووفداً من ممثلي الأحزاب الوطنية والهيئات الإسلامية في الشمال
استقبل الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله في مقر الأمانة العامة وزير التنمية الإدارية كريم بقرادوني بحضور عضو المجلس السياسي في حزب الله غالب أبوزينب وجرى استعراض الأوضاع الإقليمية والمحلية. وقال بقرادوني إثر اللقاء:" عندما نكون عند حزب الله تصغرالمشاكل الداخلية لنركز على المشاكل الإقليمية ولا بد أن نقول بشكل واضح أننا نعتقد أن هناك تلازم المسارات الثلاثة اللبناني والسوري والفلسطيني، وهناك تلازم الخيارات الثلاثة: دعم سياسية إميل لحود، حماية المقاومة والحفاظ عليها، والتحالف مع سوريا والتنسيق معها". وأضاف:" أعتقد أننا نواجه مرحلة ستكون صعبة لكن وحدتنا الداخلية هي ضمانتنا، والتفاهم مع سوريا هو الأساس لهذه الوحدة". وأشار إلى أنه "لأول مرة في تاريخ لبنان هناك تفاهم بين أكبر حجم من الأحزاب السياسية التي نحن واحد منها وتنسيقنا مع حزب الله هو جزء من هذا التحالف الوطني الواسع". ورأى "أن الرد على الوضع رغم صعوبته يكون بوحدتنا التي بها نؤمن حقوقنا، وهذا ما نقوله لإخواننا الفلسطينيين: الوحدة الوطنية أولاً لتأمين الحقوق الوطنية، وأكبر خطر يواجه الفلسطينيين هو الخطر الذي عانى منه اللبنانيون، أي الانقسام الداخلي. والحمد لله القوى الفلسطينية على اختلافها تخطت في كل مرة خطر الانقسام والاقتتال الداخلي".
وتابع بقرادوني: نحن حققنا شعار ما اخذ بالقوة يسترد بالمقاومة ولبنان حقق هذا الشعار وآمل أن سوريا ستحقق هذا الشعار والفلسطينيين أيضاً".
ولفت إلى أنه تم التطرق إلى الملفات الداخلية، محدداً ثلاثة هموم: أولاُ، الهم الاجتماعي وكيفية معالجة الشؤون الاجتماعية، فلا شك أننا في حزب الله وحزب الكتائب نعتبر أن الفقراء هم همنا لأن الأغنياء ليسوا محتاجين لا للدولة ولا للأحزاب، أما الفقراء وهم غالبية اللبنانيين هم الذين يحتاجوننا ويحتاجون عنايتنا.
الهم الثاني، هو موضوع الانماء المتوازن، ونحن نلتقي على ضرورة إنماء كل لبنان بشكل متوازن لأنه بدون الإنماء المتوازن ليس هناك إنماء، وإنما نكون نصنع حرب إجتماعية وطبقية.
والنقطة الأخيرة، كانت الوضع السياسي العام. نحن نرى أن أفضل طريقة حالياً هي التضامن الوزاري والتضامن الداخلي حتى نجتاز المصاعب الداخلية والإقتصادية والمخاطر الخارجية.
ورداً على سؤال عن تغيير حكومي في آب أو أيلول، قال بقرادوني:" أعتقد أن الحكومة باقية وليس هناك سبب لتغييرها، وعلى كل الأحوال فإن أهمية هذه الحكومة أنها تمثل خط سياسي واضح، ونحن ندعوا إلى تخفيف الخلافات داخل الخط الواحد حتى نستطيع أن نواجه الخط الآخر، فهناك خطين : خط الرهان على الانتصار الأميركي وهناك لبنانيين يراهنون على أن الانتصار الأميركي في العراق سيستكمل ويستمر من خلال إنتصار في سوريا وانتصار في لبنان وانتصار في فلسطين، وهناك ايضاً من يعتقد بالصمود العربي والصمود اللبناني ونحن من الخط الثاني، ونعتبر أنه مقابل الانتصار الأميركي هناك الصمود العربي المتمثل بالمقاومة في لبنان وسوريا وفلسطين ومن خلال ذلك، نحن ننبه إلى أنه لا يجوز لأصحاب الخط الواحد أن يختلفوا الآن، وصغائرنا حتى إذا كانت كبيرة تبقى صغيرة أمام الأوضاع الإقليمية، لذلك نحن ندعو أصحاب الخط الواحد، والحكومة اليوم مشكلة من أصحاب الخط الواحد، إلى التفاهم والتضامن لأن هناك مواجهات صعبة، وانا لا أتوقع مرحلة وردية أو مرحلة سهلة بل مرحلة فيها صعوبات ولكن التضامن الداخلي الذي بدأ في الحكومة والوحدة الوطنية والشعبية هي الأساس في مواجهة الأوضاع.
كما استقبل السيد نصر الله وفداً من ممثلي الأحزاب الوطنية والهيئات الإسلامية في الشمال بحضور عضو المجلس السياسي في حزب محمد صالح، وكان اللقاء مناسبة للتداول في الأوضاع الراهنة في ظل التحديات والمخاطر التي تواجهها الأمة والتي تتمثل بارتفاع وتيرة الاعتداءات الصهيونية في فلسطين المحتلة واستمرار الاحتلال الأميركي البريطاني للعراق وزيادة ضغوط الإدارة الأميركية على كل من سوريا ولبنان وإيران. وأكدت الأحزاب والهيئات على خيار المقاومة والمواجهة في لبنان وفلسطين والعراق وعلى التلاحم اللبناني السوري والمصير الواحد في وجه الضغوطات الأميركية الصهيونية وتفعيل دور الأحزاب في الحياة السياسية اللبنانية ومتابعة شؤون وشجون المواطنين خاصة لجهة رفض الضرائب والرسوم الجائرة على الناس.
وكان اللقاء مناسبة عبر فيها الأخوة ممثلو الأحزاب والهيئات عن تقديرهم للدور الجهادي والنضالي الذي يلعبه حزب الله على الساحة اللبنانية، كما كان أيضاً تأكيد على ضرورة تفعيل المؤسسات الوطنية والدستورية والسياسية لأن في وجودها وانسجام عملها الضمانة لحل معظم الاشكالات والتباينات التي تظهر في مجرى العمل السياسي والوطني.