كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله في ذكرى أربعين الإمام الحسين 2-5-2002
إيصال السلاح الى الفلسطينيين في الداخل هو العنوان البارز لكلمة سماحة الأمين العام في حزب الله السيد حسن نصرالله في المجلس الحسيني بمناسبة أربعين الإمام الحسين في مجمع سيد الشهداء في الرويس ،وتأكيدا على الدور الإعلامي الهام في إدارة المعركة وابراز عامل القوة بدل عامل الضعف وتسليط الضوء على المجازر والاستفادة القصوى من الموقف الشجاع الذي وقفه المناضلين في مخيم جنين .وموقف الأمم المتحدة المنحاز لارادة الولايات المتحدة وإسرائيل ،هذه العناوين وغيرها كانت النقاط البارزة في كلمة الامين العام .
انطلقا من كربلاء الإمام الحسين ومنهجية كربلاء انطلق سماحته وقال يجب ان نتعاطى من خلال هذه المنهجية مع كل الأحداث المشابهة ولا نقع في أي أخطاء على هذا الصعيد .
واضاف عندما نأخذ على سبيل المثال حادثة مخيم جنين يمكننا ان ننظر الى ما جرى من هذه الزاوية وتلك الزاوية ،من الزاوية الإنسانية نحن نقف أمام مخيم قتل فيه مئات الشهداء من المقاتلين والرجال والنساء والأطفال، والذين هدمت بيوتهم فوق رؤوسهم واحرقت منازلهم، وكأن زلزالا ضرب جزا كبيرا من هذا المخيم هنا المشهد الإنساني المأساة ،العائدون الى المخيم لم يجدوا لا بيوتهم ولا أهليهم .
المشهد الأخر الذي لا يجوز ان يغيب، مشهد الصمود عشرات المجاهدين الأبطال اتخذوا قرارا بان يقاتلوا قوات الاحتلال حتى أخر طلقة واخر عبوة واخر نفس واخر قطرة دم والحقوا بجيش العدو خسائر أليمة ،كما يقول رئيس أركان جيش العدو وعطلوا الجيش الذي اجتاح الضفة الغربية خلال ايام قليلة في سنة ،67 وقف اكثر من عشرة أيام على أعتاب وابواب البيوت في مخيم جنين هذه بطولة راقية وهذا تصميم وارادة على الاستشهاد وعلى الصمود لا مثيل له .
وتابع سماحته عندما نتحدث عن جنين لا يجوز ان نغيب أحد المشهدين على حساب الأخر ،في وسائل الإعلام في الخطاب السياسي والتعبوي في التثقيف في وسائل الإعلام لانه التركيز على البطولة وتجاوز المأساة إخفاء لجرائم العدو .في المقابل ايضا الحديث عن المأساة وعن المجزرة فقط ،وتغييب البطولة والملحمة في جنين فيه نشر للهلع والرعب واليأس في قلوب الناس، يجب ان نقدم المشهدين سويا لان كل منهما يكمل الأخر .
ويجب علينا ان نلتفت الى وسائل الإعلام وكيفية نقلها للخبر، في الوقت الذي يجب ان نعرض المأساة يجب ان نكون حذيرين وواضحي،ن لا ان نخفي ما فعله العدو من جرائم ،وفي نفس الوقت لا نضخم الحقائق الموجودة.ويجب جانب علينا ان لا نسلط الضوء فقط على هذا الجانب الإنساني المأساوي، يجب ان نسلط الضوء أيضا على الجانب الأخر والذي يعبر عن البطولة والصلابة، في المقابلات التلفزيونية والصحفية .
واستعرض سماحته الأحداث منذ قيام العدو في عملية السور الواقي الى يومنا هذا وقال إننا نجد أنفسنا أمام مرحلة مهمة جدا من مراحل الصراع الدامي مع هذا العدو، هذه المرحلة بكل تأكيد تحتاج الى قراءة موضوعية وهادئة ودقيقة لاستخلاص العبر والاستفادة منها، لمواصلة المسيرة باتجاه الهدف المنشود وهو تحرير الأرض والمقدسات .عندما نقف امام هذه المرحلة نجد بان هناك مجموعة من الحقائق تكشفت وان هناك مجموعة من الحقائق تأكدت مصداقيتها وصدقيتها. التي كانت تقال في الأشهر والسنين الماضية وايضا الرهانات والخيارات أصبحت واضحة اكثر .
لقد تأكد بشكل قاطع للشعب الفلسطيني وللشعوب العربية مدى العجز الذي تعاني منه مؤسسة الأمم المتحدة وما يسمى بمجلس الأمن الدولي .ومدى هشاشة هذه المؤسسة وقراراتها ،اقول ذلك حتى لا يغرق بعضنا بالتفاؤل ولا يهلل كثيرا لبعض القرارات السخيفة ،التي تصدر من هنا وهناك ويشتم فيها رائحة بعض الدعم للفلسطينيين او لقضايا شعوبنا ،قرارات الشرعية الدولية هي حبر على ورق ليس لها أي قيمة على الإطلاق، ولا تمثل أي واقع على الإطلاق طالما ان موضوع هذه القرارات يتصل بنا وبشعوبنا ،وتنقلب لجنة التحقيق الى لجنة تقصي حقائق ثم تفرض حكومة العدو الشروط التي تراها وتقبل الأمم المتحدة ثم في نهاية المطاف ترفض حكومة العدو استقبال لجنة تقصي الحقائق، فيضطر الأمين العام الى التوصية بحل اللجنة.
وسيعملون على ان تنسى الأمة كل هذا الذي جرى في الأيام الماضية وسيشارك الكثيرين في ان تنسى الأمة ذلك هذه هي الأمم المتحدة .ولقد تأكد من جديد ان اللجوء الى القرارات الدولية ليس له أي قيمة. هي فقط قرارات لتخديرنا ولوضع القيود في أيدينا .ويخرج الأمين العام وممثليه ليقولوا انهم نفذوا القرار 425 نحن نسأل ما هي مساهمتكم في تنفيذ القرار 425 لو لم يقاتل المقاومون وكافة الناس في لبنان ويتحملوا آلاف الشهداء وعشرات الجرحى لم ينفذ القرار 425 .تصوروا لو ان لجنة تقصي الحقائق شكلت للذهاب الى بلد عربي او بلد مسلم ورفضت حكومة ذلك البلد استقبال لجنة تقصي الحقائق .ماذا كانت ستفعل الأمم المتحدة وأمريكا والاتحاد الأوروبي ،كانت الدنيا ستقوم وتجيش الجيوش وسيقدم ذاك البلد العربي المسلم على انه مارق ومتمرد وخارج على الإرادة الدولية والمجتمع الدولي وإرهابي ومتوحش وجاهل.
وعن التدخل الأمريكي قال سماحته ان الجهد الأساسي الأمريكي هو وقف الانتفاضة وتحقيق أمن إسرائيل. وليس هناك رؤية سياسية وما تعيينه لجنرال في هذه المهمة الا تأكيد على جدية أمريكا، في إنهاء الانتفاضة .ان وصف كولن باول الانتفاضة بالإرهاب فيه إهانة لكل العرب ولكل المسلمين ولكل الحكومات العربية والإسلامية التي اجتمعت في قمم القاهرة وعمان والمؤتمر الإسلامي في الدوحة. وأعلنت بالإجماع دعمها للانتفاضة الفلسطينية ان كولن باول يقول لكل حكام العرب والمسلمين انتم عندما تدعمون الانتفاضة تدعمون الإرهاب وانتظروا حربنا التي لم تقف عند حدود أفغانستان .يعني من ألان فصاعدا اما ان تكون مع شارون لتكون مع بوش واما ان تكون مع الانتفاضة او المقاومة او تقف على الحياد لتكون إرهابيا وداعم للإرهاب ان خطاب الرؤية ادخل إسرائيل في الحرب الأمريكية على الإرهاب.
ان هاجس الإدارة الأمريكية هو فقط تحقيق الأمن لإسرائيل في لبنان وفلسطين. وهي ليست جادة في تحقيق ما يطلقون عليه سلام عادل وشامل في المنطقة ،واذا كان لديكم ارض محتلة او حقوق مغتصبة فأمامكم طريق واحد ان تجلسوا على طاولة المفاوضات في ظل العدالة الأمريكية، وفي ظل الحرية الأمريكية، وتفاوضوا للحصول على حقوقكم وارضكم عشرات السنين ولكن من الان لا تتعبوا أنفسكم فلن تحصلوا الا على ما تجود به نفس الصهاينة . ممنوع عليكم في السياسة الأمريكية ان تكونوا اقوياء وممنوع ان تدافعوا عن أنفسكم .أقصى ما يحق لكم ان قتلتم ان ترفعوا شكوى الى مجلس الأمن وسترى أمريكا اذا كان هناك من داع ليزعج أعضاء مجلس الأمن أنفسهم في الاجتماع او لا. ممنوع ان تكونوا أقوياء، وممنوع ان تدافعوا عن أنفسكم .ولم يعد للمقاومة ولمصطلح المقاومة وجود في القاموس السياسي العالمي .
وقال سماحته ان حزب الله قدم اكثر من مبادرة بموضوع الشباب المتهمين بقتل زائيفي وموضوع الشباب في كنيسة المهد وفي مخيم جني،ن والإسرائيليين رفضوا وكنا نحاول ان نساعد في إيجاد مخرج لهاتين المشكلتين العالقتين مناسب ومشرف. وهناك مائتي ألف رسالة وجهت على الإنترنت الى رئيس وزراء العدو شارون تطالبه بقبول عملية المقايضة والاستفادة من هذه الفرصة الذهبية، لكن شارون لم يقبل وبعد ذلك قال مسؤولون إسرائيليون بأننا لن نسمح ولن نعطي لحزب الله هذا الشرف او هذا الدور في هذا الصراع القائم على ارض فلسطين .ونحن لا نبحث عن هذا الشرف او هذا الدور نحن نؤدي واجبا في لحظة حساسة ومصيرية ولو كان هذا الواجب على حساب عواطفنا وعلى حساب أهلنا وأحبائنا وعشرات ومئات المعتقلين . وكشفت الأسابيع الماضية اكثر من أي زمن مضى شجاعة وثبات الشعب الفلسطيني في مواجهة اعتي هجمة إرهابية . وشدد سماحته على الدعم الكامل للانتفاضة ومواصلة الحرب على العدو الصهيوني .