
كلمة الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله في الليلة السادسة من ليالي عاشوراء 15-3-2002
أشار الأمين العام في حزب الله الى ان الأمريكيين يحضرون بالتأكيد لعدوان على العراق ،وان جولة تشيني هي لاقناع الدول العربية بالتخلي الكامل عن موضوع حق العودة للفلسطينيين .أما بالنسبة إلى الحل الأفضل في العقل الأمريكي والحضارة الأمريكية للمشكلة الفلسطينية هو حل الهنود الحمر وما فعله الأمريكيون بهم .هذا ما قاله سماحة الأمين العام في حزب الله السيد حسن نصرالله في الليلة السابعة من ليالي عاشوراء وفي المجلس المركزي الذي يقام في مجمع سيد الشهداء في الحي الأبيض، مستعرض المشاكل الأخلاقية النابعة من القيم الأمريكية في الولايات المتحدة الأمريكية، ومذكرا بما قامت به الولايات المتحدة ضد الهنود الحمر في أمريكا، وضد السود، وممارسة العنف والإرهاب على شعوب العالم ،مستعيدا الى الذاكرة ما فعلته أمريكا في اليابان وفي فيتنام وفي أفغانستان وفي القارة الأفريقية وبعض دول العالم ..من اجل سحق إرادة الشعوب .وصولا الى مد يد العون الى بعض الأنظمة الإرهابية القمعية في العالم ويكفينا مثلا على ذلك إسرائيل التي تتكفلها الولايات المتحدة على المستوى العسكري بالكامل .
وقال سماحته حتى ان الحرب التي أعلنها بوش، هي لم تكن تستند الى أي أسس نظرية او فكرية او ثقافية، بعد إعلانه للحرب في اكثر من مناسبة ،أوكل الى عدد من المثقفين الأمريكيين ان ينظروا لهذه الحرب، كما قال قبل ايام سماحة الإمام القائد السيد الخامينئي بعد إعلان الحرب والدخول فيها ومهاجمة أفغانستان ،وقتلوا ما قتلوا وهذا يؤكد ان ما هو معتمد هو القتل أولا وإصدار الفتوى لاحقا ،
المثقفون الأمريكيون اصدروا فتوى القتل الجماعي ولكن بعد وقوع القتل الجماعي مما يؤكد ان الأسس التي تعتمد عليها الحرب الأمريكية هي ليست ما يقوله هؤلاء المثقفون .
عندما نأتي إلى القيم التي يدعونا إليها السيد بوش وبالتأكيد هو يتحدث عن العالم العربي والإسلامي، بالدرجة الأولى العالم الذي خرج منه الإرهابيون ،واستعرض سماحته القيم الحاكمة في المجتمع الأمريكي ،التي يعدنا ويبشرنا بها بوش ،قال اذا ذهبنا الى واقع المجتمع الأمريكي والقيم الحاكمة لهذا المجتمع الأمريكي، سوف نجد ان هناك ثلاثة أمور أساسية حاكمة المال والجنس والسلطة، لكن اغلب ما في المجتمع الأمريكي من ظواهر ومن حالات ومن سياسات ومن علاقات وروابط محكومة لهذه الأمور الثلاثة .
ولان القيم الحاكمة في المجتمع الأمريكي أيضا هي نفسها القيم التي كانت حاكمة في الإمبراطورية الرومانية، هذه القيم سوف تترجم نفسها بقوة عندما ندخل إلى المجال الاجتماعي والعائلي والأخلاقي ،الى المحال الاقتصادي والعسكري والسياسي والى بقية المجالات ..وما يقوله الأمريكيون عن الديمقراطية وحقوق الإنسان ما هي الا أكاذيب للسلطة وللسيطرة وللهيمنة على العالم، القيم الأمريكية تقول ان تتدخل في شؤون كل دولة وكل بلد وكل شعب خلافا للقانون الدولي ،القيم الأمريكية تقول افرضوا أنظمة على الشعوب لا تريدها هذه الشعوب، ولطالما استطاعت الاستخبارات الأمريكية ان تنظم انقلابا ت وانتفاضات وتغيرات، في بعض أنظمة العالم. وفرضت حكاما على شعوبهم بقوة الحديد والنار ،هذه الدولة الديمقراطية الداعية الى الديمقراطية .أيضا من المعلوم ان الولايات المتحدة كانت وما زالت تدعم بعض اعتى الدكتاتوريات في العالم .وهناك أنظمة دكتاتورية غير منتخبة في هذا العالم تدعمها وتحميها الولايات المتحدة لانهم منسجمون مع مصالحهم .
قيم المجتمع الأمريكي هي التي تسمح للإدارة الأمريكية ان تدعم الغازي والمحتل والإرهابي والقاتل وان يعاقب ويحاصر ويذل الشعب المظلوم المضطهد التي احتلت أرضه والذي اخرج من دياره. .
وحول جولة تشيني الى المنطقة وزيني الى فلسطين ، قال سماحته بالتأكيد يحضرون الى عدوان جديد على العراق، وتشيني عندما يزور شارون يقول لعرفات اذا نفذت خطة تينيت سوف اعمل على ان التقي معك في المستقبل،أي اذلال هذا الإذلال الذي يمارس بحق الفلسطينيين.واشار سماحته الى ما نشر في الصحف اليوم عن خطة تينيت التي تعني الاستسلام الفلسطيني بالكامل. واكثر من ذلك ومن جملة أهداف جولة تشيني على الدول العربية ليس موضوع العراق فقط، بل إقناع الدول العربية بالنسبة للقمة بالتخلي الكامل عن موضوع حق العودة الفلسطينية ،والمعلومات التي املكها تقول ان بعض الدول العربية الان تعمل ليكون هذا القرار في القمة في بيروت .
.الأمريكي هنا ماذا يعمل انه يعمل بكل تاكيد لمصلحة الكيان الإسرائيلي، وصولا الى مرحلة شطب مصطلح المقاومة من القاموس السياسي واعتبار المقاومة إرهاب، وهذا قمة الطغيان الأمريكي ونهاية السقوط في القيم الأمريكية، عندما يصبح الظالم المعتدي المحتل له حصانة والذي يقاوم المحتل إرهابيا يقول عنه بوش لا يجوز ان نسمح له بالحياة .
وشدد سماحته في ختام كلمته على موضوع الوقوف في وجه هذه الهجمة الأمريكية على المنطقة وقال ان هذه المرحلة بحاجة الى تضحيات وبحاجة الى رجال ونساء لديهم استعداد للتضحية، والمهزومون والمستسلمون والراضون بان يجلسوا على عروشهم الذليلة هم ليسوا أهلا للدفاع عن هذه الأمة وكرامتها وقيمها، ولكن دائما كان يولد في امتنا رجال ونساء قادة وجنود كان لديهم هذا الاستعداد لحمل الراية والتقدم الى الأمام.