كلمة سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في العيد الخامس والعشرين لإذاعة النور 9-5-2013
كلمة سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في العيد الخامس والعشرين لإذاعة النور 9-5-2013
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا خاتم النبيين أبي القاسم محمد بن عبدالله وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه الأخيار المنتجبين، وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.
إخواني وأخواتي، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إنني في البداية، كما هي العادة، أرحب بالحضور الكريم، بكم جميعاً، في هذا الحفل المبارك الذي يتوّج ويكرّم جهاد ثلّة من الإخوة والأخوات خلال 25 عام.
"نحن كنا مخبيين حالنا لهذا اليوم" لكن رأينا أن الموضوعات كثيرة، ولقد تحدثت الثلاثاء الماضي على أمل أن الكلمة اليوم أعطي جزءاً منها للإذاعة وموضوع الإعلام، ونعطي بعض الوقت للشأن اللبناني، بطبيعة الحال لا نستطيع أن نهمل الشأن الداخلي وإن كان لم تحدث مستجدات مهمة بمعنى التطور، لكن الحدث الفلسطيني والعدوان الإسرائيلي الأخير على محيط دمشق يفرضان علي أن أعطي جزءاً من الوقت لهذا الأمر المهم جداً.
أبدأ من الإذاعة.
يجب أن أتوجه بالتحية إلى جميع الإخوة والأخوات العاملين في إذاعة النور، وإلى كل الإخوة والأخوات الذين عملوا، وبعضهم انتقل إلى أماكن أخرى، وبعضهم ما زال يواصل العمل، إلى المدراء السابقين جميعاً، إلى المدير العام الحالي الأخ الحاج يوسف الزين. ويجب أن أستحضر بقوة أيضاً ذكرى المرحوم الدكتور حسن القلا والذي فاجأنا رحيله في ذلك الوقت، رحمة الله عليه، وأشكر إخواني وأخواتي في هذه الإذاعة المقاومة على كل صمودهم وتعبهم وجهودهم وصبرهم على المشقات وتحملهم للأخطار وعلى إنتاجيتهم وإبداعهم ورساليتهم، وقبل كل شيء، على إيمانهم وإخلاصهم.
أيها الإخوة والأخوات: هذه الإذاعة بدأت كجزء من مسيرة المقاومة، كما كان حال بقية أجزاء المقاومة بإمكانات متواضعة جداً، بعدد قليل من الأفراد، بخبرة ناشئة وفتية، ولكن بتوكل كبير على الله، بأمل عظيم بالمستقبل وبثقة بالنفس بأننا قادرون على الإنجاز وعلى صنع الإنتصار في أي مجال من المجالات.
وكما بدأت المقاومة مجموعة صغيرة، مع عدد من رشاشات الكلاشنكوف وعدد من القنابل اليدوية وعبوات صغيرة، بدأت إذاعة النور بغرفة وميكروفون وإذاعة بث متواضعة ومسجّلة تعمل باليد.
هكذا كانت البداية، تعبّر عن الصفاء، عن البساطة، عن عدم التعقيد، وتعبّر أيضاً عن المبادرة الذاتية، كما كانت بدايات المقاومة تعبر عن المبادرة الذاتية.
أنا كنت موجوداً في مكان عملي، طبعاً كانت الظروف حساسة، اتصل الإخوة، ولم يكن لدي علم، وأصلاً لم يكن لدينا هذه الهيكليات التنظيمية، أمين عام ومسؤول تنفيذ، كان لدينا هيكل مبسط ومتواضع أكثر، فاتصل الإخوة وقالوا لي: هل لديك راديو؟ قلت لهم: طبيعي لدي راديو، قالوا: فيه f m؟ فقلت: نعم، فقالوا برمجها على التردد الفلاني، وضعت فـ (سمعت):هنا اذاعة النور، قلت: لمن هذه الإذاعة؟ فقالوا: هذه لحزب الله والمقاومة. هكذا كانت البداية.
وكما تطورت مقاومة الميدان، تطور إعلام المقاومة بنفس الروحية، بنفس الصفاء، بنفس العزم، بنفس الجدية، بنفس الإبداع، بنفس الإنتاجية، بنفس الإخلاص.
وكان دائماً إعلام المقاومة مواكباً لعلمها الميداني، ولذلك نحن دائماً كنا نعتبر إعلام المقاومة، وفي مقدمه الذي كان له طبعا سبق التأسيس والوجود، إذاعة النور جزء من المقاومة وليست شيئاً مواكبا للمقاومة.
كنت دائما عندما ألتقي بالإخوة والأخوات في تلك الأماكن الضيقة أو في الملجأ، كنت أقول لهم: أنتم هنا تعملون في موقع من مواقع المقاومة تماما كإخوانكم المقاتلين الذين يعملون في الخطوط الأمامية، كل واحد لديه وظيفة، وكل واحد لديه دور، يقوم بمهمته وبوظيفته.
بطبيعة الحال إذاعة النور بذلت جهوداً كبيرة كما تفضل الإخوة قبلي، إلى أن وصلت إلى موقعها المتقدم في المرحلة الحالية.
كان دورها معروفاً ومشهوداً منذ بداية الإنطلاقة، على صعيد المقاومة، وعلى مدى سنوات المقاومة، وصولاً إلى التحرير، ودورها عام 2000، وكان الترقّي الأعلى في حرب تموز عام 2006 وما بعد حرب تموز، وعليهم "شدّ همّتهم" لما بعد ما بعد حرب تموز. إذاعة النور هي جزء من منظومة الإعلام المقاوم، ولذلك هي إعلام ملتزم لا يبحث لا عن المال ولا عن الأستثمار ولا عن الأرباح ولا عن الشهرة.
هو إعلام صاحب قضية ورسالة، حامل همّ، يفرح ويحزن ويتأثر، لأنه من سنخ المقاتلين الذين يقاتلون في الخطوط الأمامية، ومن سنخ الناس الذين يصمدون في أرضهم أو يهجّرون منها أو يقتلون في المجازر.
ولذلك، ولأن إذاعة النور هي جزء من إعلام مقاومة ملتزم، كان المهم والأهم هو الصدق والأمانة.
والصدق في القول، أصلاً دين الأنبياء هو دين الصدق، الصدق في الفكر، والصدق في القول، والصدق في النية، والصدق في العمل، والصدق في الممارسة.
هذا الإلتزام كان حاسماً وقاطعاً، وهو جزء من قيمنا الدينية والثقافية والجهادية والأخلاقية والإنسانية، ودائماً نعود ونجدّد ونؤكد، في هذا الزمن نحتاج إلى هذا التأكيد أكثر.
أحياناً، في المنافسات ـ وأنا دائماً كنت أقول لوسائلنا الإعلامية، نحن لسنا وسائل منافسة، أخرجوا من عقل المنافسة التقليدية الموجودة في السوق الإعلامي، لسنا نفتش على إعلانات، لسنا ننافس أحد ـ أحياناً، نتيجة المنافسة والحرص على السبق الصحفي، يتورط عديدون بالكذب، يتورطون بتلفيق الأخبار، بتحريف الوقائع، "هلأ غير الكلام" في الخلفيات السياسية، نتكلم أحياناً مهنياً. دائماً كنا نقول ونجدد، نحن أهل الصدق ويجب أن نكون صادقين.
وظيفة وسيلة الإعلام هي أن تخبر الناس بالحقائق والوقائع لا أن تخترع أهدافاً لا وجود لها، لا أن تشوّه الوقائع والأهداف ولا أن تزوّر ولا أن تلفّق، أن تنقل الأخبار بصدق. ودعوني أكون أكثر صدقاً معكم، كنا نقول لبعض الاخوة: نعم، نقل بعض الأخبار الصادقة قد يكون مضراً، بمسار الوضع العام، بالمناخ السياسي، قد يؤدي حكماً إلى تحريض، قد يخدم العدو. حسناً، لسنا مجبرين أن نقول كل الأخبار الصادقة، فلنسكت عنها، ولكن لا يجوز لنا أن نكذب. في ما نقوله من خبر، فيما ننقله من معطيات، فيما نقدّمه من وقائع، يجب أن نكون صادقين.
ومن يتصور أنه ينجو في الدنيا من حساب القانون والقضاء، عندما يكذب ويزوّر ويفتري، ولكنه لن ينجو يوم القيامة، لأن الله سبحانه وتعالى يحاسب على هذا النوع من الكذب أكثر، لأنه أخطر وأشد فتكاً بالعقول والقلوب والعواطف والمجتمعات والسلم الأهلي ومصائر الجبهات والقضايا المصيرية.
حتى في الحرب النفسية، الصدق في تجربتنا وفي خبرنا وفي معطياتنا هو نقطة القوة الأساس في أي حرب نفسية خضناها مع هذا العدو. طبعاً، بالمناسبة، الإسرائيلي يعترف للمقاومة في لبنان بقدرتها على شن حرب نفسية متوازنة ومتفوقة، تعرفون لماذا؟ لأن الحرب النفسية التي شنّتها المقاومة إلى جانب قتالها الميداني، كانت تعتمد الصدق والوقائع.
أما الذي "يهول ويهبّط حيطان" ويكذب ويعمل بإدعاءات فارغة، فيكتشف العدو كذبه، لأن الحرب النفسية موجهة إلى العدو بالدرجة الأولى قبل الصديق، ويكتشف العدو أن هذايخترع، يكذب ويتكلم، ليس لديه شيئ، ماذا تصبح الحرب النفسية؟ مجرد كلام، كلام يقال، ليس له أي أثر على العدو، بل بالعكس، قد يجرئ هذا العدو على التقدم وعلى العدوان، لأنه يعتقد ويعتبر أن هؤلاء ليس لديهم سوى الكلام.
الأصل في الحرب النفسية هو أن يكون الإنسان صادقاً، و يستطيع أن يشن أفضل وأقوى حرب نفسية وهو صادق، دون أن يكذب كذبة واحدة، وتجربة الثلاثين عاماً للمقاومة في لبنان تؤكد هذا المعطى.
أيها الأخوة والأخوات، اليوم أخطر معضلة يواجهها كثير من وسائل الإعلام، في العالم وفي العالم العربي، ولا تؤاخذوني أيضاً في لبنان، لأن اليوم يوجد تلفزيونات كثيرة وإذاعات كثيرة، ويوجد مواقع انترنت "ما شاء الله"، إعلام مكتوب- مقروء، الذي تريدونه، الامور مفتوحة.
المعضلة الحقيقية اليوم، عند الكثيرين، هي عدم مصداقية، عدم الصدق، كذب، تزوير، تضليل، إفتراء الوقائع، في كل شيء: في السياسة وفي الأمن وفي الإقتصاد وفي العلاقات وفي الأخبار.
لا أظن انه مر في تاريخ البشرية، الآن نتيجة التطور، الإتصالات وثورة الإتصالات، لا أظن انه حصل في تاريخ البشرية كما يحصل الآن في العالم في السنوات الآخيرة، نتيجة ما أتيح من إمكانات، هذا القدر من تشويه الشخصيات والقوى والشعوب والأمم وصولاً إلى الأنبياء العظام، كرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، كالسيد المسيح (صلوات الله وسلامه عليه)، وأنبياء آخرين، وصولاً إلى نبي الله موسى (عليه السلام)، أمم، ديانات، حضارات، ثقافات، حركات مقاومة، شعوب، شخصيات، (تتعرض) لتزوير حقائق، معلومات كاذبة وخاطئة، ويتعمدون الكذب. ليس أنه أتتني معلومة خاطئة فنقلتها خاطئة، بل يتعمدون الكذب، وهم يعرفون أنهم يكذبون، إلى أن وصلنا إلى وضع اليوم، أنه عندما تجلس أمام عدد كبير من الفضائيات أو تستمع وتقرأ لوسائل إعلام مختلفة، عندما تسمع الخبر يجب أن تدقق، ترى الفضائيات الأخرى ماذا تقول، التلفزيونات الأخرى ماذا تقول، المصادر الأخرى ماذا تقول. هل هناك ما يؤكد صحة هذا الخبر، تقوم بالاتصال. أحياناً، تأتي أخبار عن معارك طاحنة في أماكن لا يكون فيها في الأصل أي طلقة نار، يحكى عن معارك طاحنة. وهكذا، أنتم تعيشون هذه الأجواء كلها.
اليوم، بدأ كثير من وسائل الإعلام يفقد وظيفته الأساسية، وهي نقل الخبر، نقل الواقع، تقديم الحقيقة، وتحوّل إلى وظيفة أخرى بالكامل: التضليل، التشويه، التسقيط، وهذا في نهاية المطاف يترك الكثير من الآثار.
في مواجهة من هذا النوع، نحن يجب أن نتمسك بصدقنا، بإلتزامنا، بأمانتنا، مهما كانت الحملة شديدة، نحن لا يجوز لنا أن نكذب بحق الآخرين، ولا أن نفتري على الآخرين، ولا أن نتهم الآخرين زوراً وظلماً، ولا أن نخترع أموراً هي ليست وقائع وليست حقائق، لأن هذا السلوك هو الذي يؤدي إلى التوفيق، هو الذي يستجلب رضى الله سبحانه وتعالى، وهو الذي يثبت المصداقية وهو الذي يصنع النصر.
إعلام المقاومة، لأنه التزم مبادئ الصدق والأمانة والدقة، استطاع أن يحقق إنجازات كبيرة واستطاع أن يكون شريكاً في الإنجاز، مع كل خطوة، مع كل حركة، مع كل مرحلة، كان يواكب بشكل دقيق وممتاز ومهم جداً.
ولذلك استطاع هذا الاعلام، ولو من باب التذكير، في الجانب الذاتي، الذي يتعلق بالمقاومة، تثبيت المجاهدين، استنهاض الأمة. تذكروا في مرحلة كنا نطرح أن هدف المقاومة هو إستنهاض الامة، الذين كانوا يائسين، الذي كانوا يقولون ليس هناك أمل، لا قدرة لنا على أن ننتصر، كان الدم والصوت والصورة والكلمة معاً، تقول للناس ثقوا بالله وتوكلوا على الله وثقوا بقدراتكم وعقولكم وأدمغة شبابكم وسواعدهم، ثقوا بشعبكم، بصبره، بصدقه، بمحبته، ثقوا بقدرتكم على صنع الإنجاز وبالتالي على صنع الإنتصار.
تبيين الحق والحقيقة، الدفاع عن المقاومة منذ اليوم الأول، أمام إتهامات الإرهاب وإتهامات التبعية لمحور إقليمي هنا أو هناك، أو لدولة إقليمية هنا أو هناك، ومحاولات الشيطنة وتشويه الصورة، الآن إذا أحد يتكلم عن الشيطنة الآن، هذه عمرها ثلاثين سنة، "هذه الأوضاع عتيقة، أين أنتم، أين تعيشون".
إعلام المقاومة ساهم في الدفاع عن صورة المقاومة، الصورة الإنسانية، الصورة الأخلاقية، الصورة الجهادية، صورة التضحية والفداء، صورة الثبات والوفاء، صورة الإخلاص، دفاعاً عن شعب ووطن وكرامة وأمة ومقدسات. وفي الجانب الآخر، ساهم بشكل قوي بالمس بمعنويات العدو، كان جزءاً فاعلاً في الحرب النفسية لحركة المقاومة، وكشف الواقع الهش لهذا الجيش الذي كان يدعي أنه لا يقهر.
وإن شاء الله، وسائل إعلام المقاومة، وفي مقدمتها إذاعة النور، ستستمر في أداء هذا الواجب الجهادي، في هذه الايام هناك أناس تزعجهم هذه الكلمة، وسائل إعلام المقاومة ستستمر في أداء هذا الواجب الجهادي إلى جانب كل مواقع المقاومة التي تتطلع بيقين، بثقة، بأمل إلى الإنتصار.
في مناسبة جليلة من هذا النوع تتقدم فلسطين لتفرض نفسها عليّ وعليكم وعلى الجميع بقوة.
المخاطر التي تتهدد القضية الفلسطينية اليوم: الأرض والهوية، لانه يمكن أن تحتل الأرض لعشرين سنة وخمسين سنة ولمئة سنة ومئتين سنة، ولكن لا يعترف بهوية الاحتلال، فهذا يعني أننا لا زلنا في قلب المعركة. عندما نسلّم بهوية الاحتلال فهذا يعني أن المعركة انتهت بالنسبة لكثيرين، والهوية والشعب وآلاف الأسرى في السجون والمقدسات الإسلامية والمسيحية، والقدس والمسجد الأقصى بالتحديد في هذه الايام.
ما يجري في المنطقة أيها الإخوة والأخوات يساعد العدو للأسف الشديد على الاستفادة من الفرص المتاحة، ويجب أن نعترف للعدو بأنه "شاطر" يحسن الاستفادة من الفرص، وللأسف الشديد نحن أمة نضيّع الكثير من الفرص وهو يحسن الإستفادة من الفرص لفرض وقائع جديدة في فلسطين في سوريا، في لبنان، وفي المنطقة.
عندما ينظر الإسرائيلي حوله ويجد الساكتين أصبحوا أو أضحوا أكثر سكوتا (يمكن لو نقول أمضى سكوتاً يكون بها القليل من اللؤم) ويجد أن المهتمين يتم اشغالهم بتحديات خطيرة، فلماذا لا العدو يستفيد من الفرصة؟ لماذا؟ طبيعي أن يستفيد.
وعندما يجد العدو أن النظام الرسمي العربي اليوم ـ وضعوا خطين تحت (كلمة) اليوم ـ أكثر استعداداً للتنازل عن الحقوق بعد الربيع العربي للاسف الشديد، بعد الربيع العربي. خلال حراك الربيع العربي أو الصحوات الشعبية كان العدو في حالة انهيار، رعب، ارتباك شديد. وكان توقع الشعب الفلسطيني، الذي علّق آمالاً كبيرة على الربيع العربي، وكذلك حركات المقاومة ومنها نحن، أن الربيع العربي سوف يؤسس لدول تجعل الموقف الرسمي العربي أقوى، أفعل، أشد حضوراً، أكثر تمسكاً بالحقوق، أقل استعداداً للتنازل، ولكن للأسف الشديد مظهر ذاك العدد من وزراء الخارجية العرب يتوسطهم وزير خارجية الولايات المتحدة ومن بينهم وزراء في دول الربيع العربي ويتقدمون بتنازل خطير يعني القضية الفلسطينية والأراضي الفلسطينية، أليس هذا وألا ينبغي أن يكون هذا محزنا للصديق ومفرحاً للعدو؟ لا أريد أن أدخل بالأسماء، لأنه يكفينا مشاكل، ولكن دققوا وراجعوا الصورة وانظروا.
ثم ما هو رد الاسرائيلي؟ هنا العبرة، انتم العرب "طالعين" على حطام، تتصورونه أنه حطام وهو ليس بحطام. انتم في مشهد أن المقاومة الفلسطينية قد حشرتموها في الزاوية، أدخلتموها في مأزق .
سوريا تواجه حرباً قاسية جداً، وفي لبنان تعرفون ماذا في لبنان.. الآن وقتها، وتفترضون أن إيران محاصرة ومهددة، الآن الوقت أن نذهب ونقدم للأمريكيين ما كنا لا نجرؤ أن نقدمه في السابق، وليس ما كنا مقتنعين أن نقدّمه في السابق.
أنا أقول لكم في هذا اليوم، وعلى مسؤوليتي في الدنيا والآخرة، هذا النظام الرسمي العربي يتصرف مع فلسطين وشعب فلسطين والمسجد الاقصى وبيت المقدس، وكنيسة القيامة واللاجئين الفلسطينين على أنهم عبء تاريخي وليس قضية، هو مستعد ومقتنع منذ زمن أن يخلص (ينتهي منه) ولكن لديه مشكلة: يحتاج إلى الظرف، إلى الشجاعة، إلى الجرأة.
هذه هي الحقيقة، ولذلك ترون أنه كلما سمحت تطورات ما فإنه يقتحم، يقتحم الى اين؟ إلى المزيد من التنازل، إلى المزيد من إعطاء الامتيازات للعدو، عندما يرى أنه لا يوجد من يسأل.. (فهو يقدم تنازلات).
والآن، النظام الرسمي العربي، حتى في موضوع المسجد الأقصى، وفي يوم من الأيام كان هناك أقوال إنه اذا تم مسّ المسجد الاقصى أو تم المس بقبة الصخرة، أو إذا تم المس بحجر في المسجد الاقصى فإن العالم العربي سيفعل الأفاعيل.
يحزنني أن أقول لكم إن بعض قيادات في حركات إسلامية اليوم يخطبون في بعض المساجد ويقولون ما قاله كلينتون بعد مفاوضات "واي بلانتايشن" بين الرئيس الراحل ياسر عرفات وباراك.
أنا اذكر في حينها ان كلينتون قال: هؤلاء في الشرق الاوسط لا أعرف كيف يفكرون!؟ مختلفون على جامع قديم، نحن نعطيكم أرضاً وأبنوا أجمل جامع في الدنيا. هكذا كان الكلام.
للأسف الشديد، اليوم هناك ناس يقولون: ليست الأولوية للمسجد الاقصى، وما هو المسجد الاقصى؟ حيطان وعواميد، ويأتي يوم ونقول مَن وكيف.
الأولوية باتت في مكان آخر،الأولوية أصبحت كيف نقتل بعضنا في سوريا، كيف نقتل بعضنا في العراق، كيف نقتل بعضنا في باكستان، وكيف ندفع لبنان الى الهاوية.. هذه الأولوية، حتى المسجد الاقصى، من اعظم مقدسات المسلمين طوال التاريخ لم يعد أولوية.
ما بالك في نظام عربي رسمي بالٍ؟ كيف يفكر؟ ما هي القناعات التي يحملها؟
أيضاً ماذا كان الرد في اسرائيل؟ نتنياهو نقل عنه وزير في حكومته إنه قال إن مسألة تبادل الاراضي هذه مسألة تفصيلية ونتحدث عنها في المفاوضات. أصلاً المشكلة ليست هنا، المشكلة مع الشعب الفلسطيني، مع الفلسطينيين ومع العرب هي الاعتراف بيهودية الدولة، يعني مقابل التنازل المجاني، لم يحصلوا على شيء وتم رفع الصوت من قبل الاسرائيلي، يعني أن تتحدثوا بموضوع قطعة أرض هنا أو هناك، الموضوع ليس هنا. الموضوع أن المطلوب هو اعتراف عربي رسمي، وليس اعترافاً فلسطينياً فقط، بيهودية الدولة، والمبادرة الأميركية التي يحملها الآن جون كيري إلى المنطقة هي الطلب من العرب أن يعترفوا بيهودية الدولة.
والآن الوقت لا يسمح للدخول بالتفاصل.. لكن أنا أطلب من العلماء والخطباء والمفكرين والكتاب والذين يطلّون عبر وسائل الاعلام ويجرون حوارات، يجب أن نشرح لشعوبنا وللرأي العام ماذا يعني الاعتراف بيهودية الدولة؟ ماذا يعني أن نقر بيهودية الدولة؟ ما هي مخاطر الاعتراف بيهودية الدولة على اللاجئين، على المقدسات، حتى على فلسطينيي 48، حتى على نضالات الشعب الفلسطيني منذ عشرات السنين.
غداً يقولون إن هذه الأرض هي يهودية وأن الشعب الفلسطيني مغتصب لها، والمطالب أن يدفع تعويضات هم العرب، والعرب جاهزون أن يدفعوا تعويضات.
ليسوا جاهزين لأن يدفعوا من مئات مليارات الدولارات الخاصة بهم خبزاً وطحيناً لمئات الآلاف من المسلمين السنّة في الصومال الذين يموتون جوعاً، وليسوا مستعدين لأن يمدوا يد المساعدة الحقيقية للنازحين السوريين خارج سوريا وداخلها ليعيشوا هذه الحياة القاسية وتضطر الحكومة اللبنانية والاردنية وغيرها أن تذهب لتتسول الأموال من العالم، وليسوا مستعدين أن يقدموا دعماً حقيقياً للمقدسيين ليبقوا في أرضهمـ ولو ثمن مدينة رياضية واحدة من الاولمبياد العالمي أو كرة القدم العالمية، ولكنهم جاهزون أن يدفعوا التعويض لليهود.
لأنه سيتبين أن الحق علينا نحن وعلى آبائنا واجدادنا وسيتبين أن الحق على الخليفة الثاني وعلى جيش المسلمين وما قبل الفتح الاسلامي وما بعد الفتح الاسلامي وسندفع تعويضات، عندما نقر أن هذه الأرض هي لهم وأن هذه الأرض هي ليست للشعب الفلسطيني .
على كل حال هناك مخاطر كبيرة وجمة، حضارية وثقافية وأمنية وديموغرافية وإنسانية واقتصادية وغيرها يجب أن تشرح.
بعض الناس يقولزن ما هي المشكلة إذن؟ فهي موجودة ودولة يهودية، يريدون هاتين الكلمتين، اعطوهم هاتين الكلمتين.
كلمتان وكلمتان.. وبعد خمسين سنة وأكثر رأيتم أين أصبحنا..
من جملة المساعي الاسرائيلية - هذا ما نسميه حسن الاستفادة من الفرص عند العدو للأسف- أن ما يجري الآن في ما يتعلق بالمسجد الاقصى نفسه، القدس يتم تهويدها مثل ما جرى أمس من الاعتداء على الفلسطينين المقدسيين، من هجوم قطعان المستوطنين، من اعتقال سماحة مفتي القدس والديار الفلسطينية لساعات.
إلى أين هم ذاهبون هؤلاء؟ أنا أقول لكم إن هناك خشية حقيقية، ان يدخلوا إلى المسجد الاقصى ويصبح الموضوع طبيعياً جداً، مع أن هذا الأمر لم يحصل بعد .
الشعب الفلسطيني دفع تضحيات منذ سنة 1967 وهو يدافع ـ بعد احتلال القدس الشرقية ـ عن المسجد الأقصى بلحمه العاري وصدره ونسائه واطفاله كما رأينا أمس، لكن في النهاية ليس هناك عالم عربي، وليس هناك عالم إسلامي.
تقول لهم القدس يقولون لك سورية.. تقول لهم فلسطين، يقولون لك لا أعرف أين..
طيب الآن وقته (المناسب)، أن يدخل ويفرض واقعاً على المسجد الأقصى، كما حصل سابقاً في الحرم الإبراهيمي. ونأتي أمام المشكل والمشكل والمشكل، فتدخل التسوية: نصف المسجد للمسلمين يصلون فيه، ونصف المسجد لليهود، ويُقبل (هذا الحل).
الخشية الآن قبل الحديث عن هدم مسجد وبناء هيكل هي مصادرة المسجد.
هذا كيف ينبغي أن يواجه وكيف يمكن أن يواجه؟ هذا يتطلب موقفاً كبيراً وأعود إليه في نهاية الكلمة.
لكن السؤال الذي يتجدد بعد 65 عاماً للشعب الفلسطيني، كل أخ فلسطيني وكل أخت فلسطينية، هذا الشعب الصابر المجاهد المضحي الشريف الذي تحمل ما لا يطاق المخذول المتروك على مدى عقود من الزمن المتاجر به، الذي قدّم تضحيات جسيمة، كل واحد يعود ويسأل نفسه، أنه بعد 65 عاماً نحن على ماذا نراهن؟ هل نعود لنراهن على هذا النظام الرسمي العربي، فقط لأن هناك أسماء تغيرت أو أشكالاً تبدلت أو ماذا؟ نراهن أم يجب أن نعيد النظر كما كنت دائماً اقول، نخرج من التفاصيل ونقف فوق، على قمة الجبل، نخرج من عصبياتنا وأحقادنا وزواريبنا وحزبياتنا وفصائلياتنا وقطرياتنا.. ونقعد على الجبل وننظر ونقول: فلسطين إلى أين، ولبنان إلى أين، وسورية إلى أين، العراق إلى أين، والأردن إلى أين، والمنطقة كلها إلى أين، ونحزم موقفنا.
طبعاً في ظل هذا الوضع العربي المؤسف والمحزن لا بد من الإشادة بالقرار الصادر عن مجلس النواب الأردني وتضرب له تحية ـ مسألة إستجابة السلطة والحكومة الأردنية تستجيب، لا أعرف ـ لكن في هذا الزمن الصعب أن يخرج هذا الموقف من مجلس النواب الأردني فهذه خطوة معبرة جداً وقوية جداً.
أيضا على سبيل الإستفادة من الفرص، وهنا ادخل إلى سورية والموضوع الذي يجب أن نتحدث به، وليس أنه لا نستطيع الحديث عنه، يجب أن نتحدث به، العدوان الإسرائيلي الأخير على سورية.
استمعتم لكثير من التحليلات واستمعتم لكثير من المواقف، لكن أريد في بداية هذه النقطة أن أدعو إلى التوقف أمام مشهد عام، مشهد المنطقة، الصراع القائم في المنطقة، والتحديات الموجودة في المنطقة: يأتي العدو الإسرائيلي ويقصف محيط دمشق بعدد من الغارات التي شاهدناها جميعاً عبر وسائل الإعلام. هذا طبعاً يجب أن يقف الجميع عنده.
خرج الإسرائيلي يقول للأسف الشديد، تحدث عن عدو العدو وصديق الصديق، نحن ماذا نقول؟ هذه أدبياتنا، أدبياتنا الإسلامية. أليس هذا المعيار، وهذا الأصل، وهذا الاساس؟ على كل حال هذه وقفة عامة لأنني سأنتقل إلى أصل الموضوع.
الإسرائيلي عندما قام بهذه الغارات، طبعاً هو له أهداف، ويحاول دائما في وسط الأحداث أن يحقق هذه الأهداف.
سأوصّف هذا الواقع، لأتحدث عن طبيعة الرد. نفهمه (العدو) دائماً من أهدافه، وخصوصاً في السنتين الأخيرتين. بات من أهدافه وأهداف غيره إخراج سورية من معادلة الصراع مع العدو الإسرائيلي. أولاً سورية لم تبرم معاهدة سلام مع إسرائيل كباقي الدول العربية.
هناك هدنة، لكن الكل يعرف، والعدو يعرف قبل الصديق، ويعرف لعله أكثر من الأصدقاء، ماذا قدمت سورية لحركات المقاومة خلال عشرات السنين وخصوصاً في السنوات الأخيرة للمقاومة اللبنانية والمقاومة الفلسطينية بالتحديد، وربما يأتي يوم، ويخرج إخواننا بالمقاومة الفلسطينية ويقولون على المنابر ما كانوا يقولونه في الجلسات الداخلية.
سيقولون: في تاريخ الأنظمة العربية لم يقدم لنا أي نظام عربي ما قدمه لنا نظام الرئيس بشار الأسد. هذا يقولونه في الجلسات الداخلية. فليعذروني، وربما يعتبر بعضهم أن السيد يريد أن يحشرنا، الآن هذه مرحلة حصحص الحق.
الإسرائيلي يعرف بأن مصدر قوة المقاومة في لبنان والمقاومة في فلسطين، ومن أهم مصادر القوة هي سورية ـ طبعاً والجمهورية الإسلامية في إيران، لكننا نتحدث عن سورية، لذلك هو (العدو) يريد أن يخرج سورية من المعادلة، ويريد أن يحاصر المقاومة في فلسطين ويحاصر المقاومة في لبنان. المقاومة في فلسطين دعوها جانباً، كلكم تعرفون المستجدات. المقاومة في لبنان يود أن يعمل على حصارها، ماذا يعني حصارها؟ بحسب تعبيره أن أي دعم مادي، أي دعم معنوي، أي دعم تسليحي ممّن يدعم المقاومة ينبغي أن يتوقف وأن ينقطع.
أنا سأتابع الآن وأفترض ما قاله الإسرائيلي. الإسرائيلي ماذا يقول بالموضوع السوري والمقاومة في لبنان؟
يأتي ويقول: في مرحلة من المراحل قال أنا لن أسمح بنقل سلاح كاسر للتوازن إلى المقاومة في لبنان، ثم حديثا وخلال هذه الفترة طرح عنواناً جديداً يقول: أنا سأمنع تعاظم القدرة لدى المقاومة في لبنان، حتى السلاح الموجود عندكم لن أسمح لكم أن تضيفوا إليه سلاحاً، هذا هو تعاظم القوة. قصف (العدو) في دمشق وفي محيط دمشق ليقول لسورية ـ هنا أتمنى أن ندقق قليلاَ في هذه القراءة لنفهم الرد السوري ـ
نفهم حجم وطبيعة الرد السوري، نخرج قليلاً من التفاصيل، ونتكلم إستراتيجيات، ماذا يقول لسوريا؟، إنه ـ بمعزل عن الأهداف التي قصفها هذا بحث آخر، لست أنا الذي يقول ما هي الأهداف التي قُصفت، هذا الأمر يعود إلى القيادة السورية وإلى الحكومة السورية ـ يريد أن يقول بناءً على ما إفترضه وما قاله، إن الإستمرار في دعم المقاومة أو إيصال إمكانيات المقاومة يعني سقوط النظام وإعلان الحرب على سوريا، وبالتالي الهدف الحقيقي للغارات الإسرائيلية الأخيرة هو إخضاع سوريا والمس بإرادة قيادتها وجيشها وشعبها، وإخراجها من معادلة الصراع مع العدو.
أي أنه إذا كنتم تريدون أن تتقاتلوا مع بعضكم كسوريين أنا كإسرائيلي لدي حسابات ثانية، لكن الآن هذا الموضوع يجب أن يُنجز، هدف الغارات هو إنجاز هدف، أسمه: خروج سوريا نهائياً من معادلة الصراع مع العدو الإسرائيلي.
طبعاً بالمناسبة، بين هلالين، كل شيء سمعتموه في وسائل الإعلام، ثلاثمئة شهيد ومئتا شهيد وأربعمائة، كله أكاذيب، للأسف الشديد نسمع عبر الفضائيات تكبيراً وتهليلاً لأن الطيران الإسرائيلي يقوم بقصف أماكن أوقواعد أو منشآت أو مؤسسات سورية، محزن جداً هذا الأمر، وطبعاً خرجوا ليقولوا هناك ثلاثمئة شهيد، وبالواقع يوجد أربعة شهداء بحسب معلوماتي الصحيحة، أربعة أو خمسة شهداء من العسكريين الذين كانوا يحرسون في هذه المناطق من الجيش السوري.
هذا هو الهدف من العدوان، عندما تأتي إلى الرد، ماذا يجب أن تعمل؟
أولاً: يجب أن تُفشل أهداف العدوان، إفشال أهداف العدوان، وأصلاً بحركات المقاومة والصمود والممانعة، الحد الأدنى هو العمل لإفشال أهداف العدوان، وإذا أمكن التوقي وهو قلب السحر على الساحر، وهذا ما فعلته القيادة السورية.
كيف؟، طبعاً يوجد أناس محبون يريدون أن تقوم سوريا بالقصف في فلسطين المحتلة، ويوجد أناس مبغضون يريدون أن تقوم سوريا بالقصف في فلسطين المحتلة، المحبون لديهم حساب المعنويات، والمبغضون لديهم حساب "إن شاء الله أن تعلق بين إسرائيل وسوريا ولا يبقى حجر على حجر" هذا الكلام هو كلام الشارع وكلام العقل وكلام الإستراتيجيا وكلام التكتيك.
الرد السوري، إسمعوا معي:
الرد الأول:الرد الأول هو أنت يا إسرائيلي تقول إن هدفك من العدوان هو منع تعاظم قوة المقاومة، إذاً الرد الأول: خُذ علماً أيها الإسرائيلي أنك إذا كنت تعتبر سوريا ممراً للسلاح إلى المقاومة فإن سوريا ستعطي السلاح إلى المقاومة، هذا هو قرار إستراتيجي كبير كبير. أكثر من ذلك إذا أنت تدعي أن عدوانك هدفه منع تعاظم قدرة المقاومة فإن سوريا ستعطي للمقاومة سلاحاً نوعياً لم تحصل عليه المقاومة حتى الآن، يعني أعلى أعلى مما هو أعظم قدرة، يعني أننا ذهبنا إلى ما هو كاسر للتوازن.
من هي هذه القيادة، ومن هو هذا النظام؟
دُلوني اليوم على نظام عربي يجرؤ رسمياً أن يُقدم بندقية للمقاومة الفلسطينية، وليس صاروخاً نوعياً، دُلوني على نظام عربي، من دول الربيع العربي ومن غير الربيع العربي، من الملكيات والإمارات والمشيخات، ليس بندقية بل طلقة، وإذا تخرج قيادة مقصوفة قبل يومين، لتقول: أريد أن أعطيهم سلاحاً أصلاً لم يحصلوا عليه.
هذا هو الرد السوري الإستراتيجي، هذا هو الرد، هذا أكبر بكثير ممّا إذا قصفوا صاروخاً أو سواه، أو يشنوا غارة على هدف في فلسطين المحتلة.
ثانياً: حسناً أنت أيها الإسرائيلي ماذا تقول حول هدفك؟ تريد أن تُخرج سوريا من معادلة الصراع معك.
الرد الإستراتيجي الثاني الذي لا يقل خطورة وأهمية هو: هذه جبهة الجولان مفتوحة. إعلان فتح الباب للمقاومة الشعبية في جبهة الجولان، هذا طبيعي.
كل الذين كانوا ينتقدون سابقاً القيادة السورية في موضوع الجولان، كنا نقول له هناك فرق بين لبنان والجولان، أنه في لبنان يوجد هامش للمقاومة نتيجة أن العالم يعتبر أن الدولة المركزية ضعيفة، فلا تدفع الدولة ثمن عمل المقاومة، أما سوريا دولة مركزية قوية، هذا الهامش غير متاح. بالحرب التي فرضتموها على سوريا تم تحويل التهديد إلى فرصة، أليس هذا ما يقولونه بالإدارة؟ تحويل التهديد إلى فرصة؟ فرضتم حرباً على سوريا لإضعافها، هذا يعني أن الهامش الذي يتيح قيام مقاومة شعبية في الجولان أصبح موجوداً، فإلى المقاومة الشعبية في الجولان، هذا رد إستراتيجي كبير.
ثالثاً: هذا طبعاً لن أدخل فيه لأنه صار من خصوصيات القوات السورية، أنه جهزنا منصات ووجهنا صواريخ بإتجاه أهداف في فلسطين وأعطينا أوامر والعودة إلى القيادة وعدم العودة إلى القيادة، هذا أرعب الإسرائيليين، عملوا إجراءات وخافوا، أخذوا يبعثون رسائل تهدئة وتطمين ...الخ، لكن هذا الرد ماذا يعني في دلالاته السياسية والمعنوية؟، تريدني أن أنكفئ، أنا كلا، إذا كنت تريد أن تعتدي من جديد، أنا أعطيت الأوامر إلى قواتي أن ترد دون العودة إلي، من يجرؤ أن يفعل هذا اليوم في العالم العربي؟.
عادةً بعد أن أخطب هناك أناس يعلقون ويقولون: كان السيد منفعلاً ومتوتراً، أنا لست متوتراً ولا شيء، لكن طبيعة المناسبة والخطاب والحماسة، لكل مقام مقال.
أيضاً نحن نريد أن نلاقيهم، بالرد الثالث: ضعوه جانباً.
في الرد الأول: نعم، نحن في المقاومة في لبنان نُعلن: أننا مستعدون لأن نستلم أي سلاحٍ نوعيٍ ولو كان كاسراً للتوازن، ومستعدون أن نحافظ على هذا السلاح، وجديرون بأن نمتلك هذا السلاح وسندفع بهذا السلاح العدواني عن شعبنا وبلدنا ومقدساتنا.
في الثاني: كما وقفت سوريا إلى جانب الشعب اللبناني، ودعمت مقاومته الشعبية، مادياً ومعنوياً، حتى تمكنت هذه المقاومة من تحرير جنوب لبنان، فإننا في المقاومة اللبنانية نُعلن: أننا نقف إلى جانب المقاومة الشعبية السورية ونُقدم دعمنا المادي والمعنوي والتعاون والتنسيق من أجل تحرير الجولان السوري.
الرد الثالث صار قصة كبيرة من الأفضل أن لا نتكلم فيه الآن.
أيها الأخوة والأخوات، ليس من موقع الحماسة ولا من موقع الإنفعال ومن موقع العاطفة، بل من موقع التقييم الهادىء، كل واحد يطل على كل المشهد في المنطقة والذي يحدث فيها، يستطيع أن يفهم أن التجربة الأخيرة والردود والمواقف الصادرة عن القيادة السورية تُدلل على وجود قيادة لديها أعصاب قوية، أنا أتكلم عن تجربة، كلنا يعرف ماذا تعني الحرب وإدارة الحرب وخوض حرب، وأنت قاعد والقصف نازل فوق رأسك والبنايات تنزل من حولك و...و...،هذا مفهوم، تدلل على وجود قيادة لديها أعصاب قوية وحكمة عالية وتدير المعركة مع الإسرائيلي بعقل إستراتيجي وليس بإنفعال وغضب، هذا الذي أنا أفهمه من مجريات الأيام الأخيرة، وإلى الآن أنا أؤكد لكم أساساً أن كل هذا المحور المقاوم والممانع هو الذي حقق إنجازات وإنتصارات منذ التسعينات إلى اليوم، وأسقط الكثير من المشاريع، مشاريع الإستعمار والإحتلال والهيمنة الكبرى على بلادنا وعلى منطقتنا، إنه تمكن من ذلك بفعل الهدوء والتدبر والتعقل والثبات والشجاعة والعمل الجدي والبعد عن المزايدات، وهذا ما سيحقق النصر في المستقبل إن شاء الله.
هنا أعود وأجمع الأمرين، لمن يريد أن يبقى المسجد الأقصى لأهله، ولمن يريد أن تبقى المقدسات المسيحية والإسلامية في فلسطين لأهلها، ولمن يريد أن تعود القدس لشعب فلسطين وللأمة، ولمن يريد أن يحقق وينجز حقوق الفلسطينيين وآمال الفلسطينيين، ليس في الجامعة العربية ولا في الأمم المتحدة ولا في مجلس الأمن الدولي ولا في منظمة التعاون الإسلامي ولا في أي مكان. عوداً على بدء، منذ البداية كان الخيار الموصل هو المقاومة واليوم هو المقاومة، وأيها الشعب الفلسطيني وإلى شعوب المنطقة الذين يرفضون وترفضون الهيمنة الإسرائيلية على بلادكم، لن تجدوا من يقف إلى جانبكم إلا من وقف إلى جانبكم خلال عشرات السنين، ولن تجدوا، ويبدو أن الوضع من سيء إلى أسوأ، ولذلك تعالوا وحافظوا على من كان يقف إلى جانبكم، تعالوا وحافظوا على أسس القوة في محوركم الذي يعلق عليه الآمال.
ولذلك نحن مع كل سعي جاد لتحقيق حل سياسي وتسوية سياسية في سورية، ومنع سقوط سورية في يد أميركا وأسرائيل والتكفيريين.
هذه هي معركة فلسطين والقدس والمسجد الأقصى بكل وضوح، أوقفوا هذا التآمر وليتحرك الشرفاء والأحرار، بقية الشرفاء والأحرار في العالم العربي والاسلامي، وهم كثر، وليعملوا على إنجاز هذه التسوية.
من المعيب في هذا المطاف أن يصبح الأميركي الذي تواطأ وتآمر لتدمير سورية كأنه هو المنقذ لسورية من خلال الحل السياسي، ويتبين أن جامعة الدول العربية ومنظمة العالم الإسلامي هما من دمر سورية. هذا عيب تاريخي، على الدول العربية والاسلامية أن تتدارك قبل أن تأتيها التعليمات من معلمها الكبير وتحفظ ماء وجهها وتتوب إلى الله سبحانه وتعالى وأن تعالج الأمور لأن كل وقت يمر يعني المزيد من نزف الدماء، المزيد من الدمار والخسائر، لمصلحة من؟ لمصلحة العدو الاسرائيلي.
نعم هذا موقفنا بكل وضوح وكل شفافية، وهذا تعقيبنا على ما جرى وعلى ما يجري.
أتكلم في الأخير كلمتين عن الوضع اللبناني حتى لا يقولوا إنني تجاهلت الوضع اللبناني.
بالشأن الداخلي طبعاً للأسف هنا في البلد كل الناس تقوم بالمساعي، لكن كل واحد يوجه اتهامات للآخر، ويتهم بالعمل للفراغ.
نحن أيها الإخوة والأخوات، نحن نريد أن تتشكل حكومة في أسرع وقت، نحن نريد أن يقرّ في المجلس النيابي قانون انتخابات، نحن نريد إجراء الانتخابات في مواعيدها، والتأجيل الذي وقع هو تقني وهذا أمر طبيعي. نحن نريد ذلك، وأنا اقول لكم ، بالعكس ظروفنا جيدة جداً، ويوجد اناس يتكلمون في التلفزيونات شيء ولكن نحن نعرف ماذا يتكلمون في الجلسات الداخلية، وفي لقاءاتهم، ونعرف الكثير من الذين خابت آمالهم، وأخطأت تحليلاتهم وتبدلت اتجاهات الريح وتفاجأوا لأن اتجاهات الريح بدأت تتبدل في المنطقة والخ.... اسمعوا، إن كنتم تريدون انتخابات الآن فنحن جاهزون، تريدون الانتخابات لاحقاً، نحن جاهزون.
أبداً نحن لا ندفع إلى تأجيل الانتخابات، نحن مع إجراء الانتخابات، نحن مع تشكيل الحكومة.
حسناً، موضوع تشكيل الحكومة، حتى لا يقال إنه مجرد كلام في العموميات، نحن تعاطينا ونتعاطى مع تشكيل الحكومة بشكل مختلف عما تعاطى فريق 14 اذار بعد تسمية الرئيس نجيب ميقاتي.
حسناً، فريقنا سمى الرئيس نجيب ميقاتي وهم لم يسموه، وحجبوا الثقة عنه عرض عليهم المشاركة في حكومة وحدة وطنية وفريقنا كان موافقاً على حكومة وحدة وطنية ولكنهم لم يقبلوا، أصلاً لم تصل المسألة إلى الوزارات والتمثيل والحقائب، وبعدها شنوا حرباً شعواء ودعوا العالم إلى مقاطعة دولة الرئيس نجيب ميقاتي وحكومة الرئيس نجيب ميقاتي، وقالوا عنها حكومة حزب الله.
وعلى مدى عامين (كان هناك) تحريض وتهويل واعلام قاسٍ، حتى أنهم لم يعطوا فرصة واحدة، و(شهدنا) حرق دواليب ومظاهرات وقطع طرقات واشتباكات، وكان الهدف من وراء كل هذا هو إسقاط هذه الحكومة.
حسناً، حصل ما حصل، لا يوجد وقت للتحليل، استقال الرئيس ميقاتي، جاء الفريق الآخر وسمى دولة الرئيس تمام سلام، هو سمى "نضحك على بعضنا! الفريق الاخر من سمى" وسمى شخصية منه، يعني دولة الرئيس تمام هو جزء من فريق 14 اذار، ونحن فريقنا قبل بهذه التسمية وتعاطى معها بإجابية لاننا وجدنا في شخصية دولة الرئيس تمام سلام، شخصية معقولة متزنة متوازنة هادئة، ويمكن العمل معها، وهذا يفتح الباب ويعطي فرصة للبلد: انه تفضلوا لنذهب الى حكومة وحدة وطنية، حكومة شراكة وطنية، وحكومة انقاذ وطني وحكومة مصلحة وطنية، وليس إلى حكومة تحدٍّ.
حسنا، بطبيعة الحال في النقاش أنه الناس تريد أن تشارك، تريد أن تكون موجودة، تريد أن تشعر بأنها شريكة. اذا كانت هذه الحكومة، فقط حكومة انتخابات فقط ـ أنا أتكلم من جهتهم، نحن برأينا هي ليست فقط حكومة انتخابات ـ إذا برأي دولة الرئيس أو من يشارك في تشكيل حكومة، هي فقط حكومة إجراء انتخابات، حسناً ما هو الفرق بين 8 و9 و10، يعني عنّدنا! نحن بالنسبة لنا هناك فرق، عندما نطالب بأن يشارك فريقنا بحسب الاحجام النيابية ـ أنا لا اطالب بحسب الاحجام الواقعية لأنهم يعرفون بأن الاحجام النيابية لا تعبر عن الأحجام الواقعية، ومشكلة قانون الانتخاب أنه كل شخص يشكل قانون انتخاب ويقص من هنا ويشيل من هناك ويضع هنا، لان هذا القانون يجلب له الأغلبية، لكن هذا القانون لا يأتي له بذلك، إذا القانون والانتخابات لا تعبر حقيقةً عن الأحجام الواقعية في لبنان ـ نحن لم نطالب أن نشارك في الحكومة كفريق من الأحجام الواقعية، وإنما بأحجامنا النيابية، ونعتبر أن هذه الحكومة ليست فقط حكومة انتخابات، وحتى لو كانت حكومة لشهر أو اثنين أو ثلاثة، هي حكومة معنية بإدارة البلد والدولة والأمن والسلم والاستقرار والوضع الاقتصادي والاجتماعي ولو لأسبوع، هي ليست معفية من هذه المسؤولية، وبالتالي الصحيح هو أن يشعر الجميع بأنهم شركاء فعليّون في هذه الحكومة.
حسناً، في الدستور لا يوجد هذا الأمر، لكن وهل يوجد غير هذا في الدستور؟ هذا أمر مفتوح، يمكنك أن تشكل كيفما تريد، حكومة وحدة وطنية، أن تعطي بحسب الأحجام الانتخابية أو تعطي بحسب الأحجام الواقعية، يمكنك أن تتجاهل العالم، نعم يمكنك ذلك عبر إيجاد فتوى سياسية لها، "ما نحتج بالدستور" المصلحة الوطنية، نحن معك يا دولة الرئيس، نريد حكومة مصلحة وطنية، في الظرف الحالي والداخلي والإقليمي، وما يجري في المنطقة، وفي ظل العدوان الإسرائيلي على سورية وفي ظل الاعتداءات اليومية على لبنان، وفي ظل التوتر القائم في المنطقة ككل، المصلحة الوطنية تقضي بتشكيل حكومة شراكة وطنية حقيقية، وأن لا نقف عند 1 و2 و3 إذا كان هذا يؤمّن الشراكة الوطنية، وبالتالي هذه نقطة أنا أقول بأن لا نضيّع بها الوقت، هذا موضوع فريقنا متمسك بأن يتمثل بحسب هذه الأحجام، وأن يشعر بأنه شريك حقيقي لنحمل المسؤوليات سوياً.
يوم وإثنان وثلاثة وأسبوع وأسبوعان وثلاثة، نحن نضيع وقتاً. أنا لا أقوم بإغلاق هامش المناورة، وأنما أكون صادقاً وصريحاً لأن هناك بعض الناس يقولون إن هناك من يقوم بتعطيل تشكيل الحكومة الجديدة لأنه يراد أن تبقى حكومة تصرف الأعمال؟ لا. تفضلوا وشكلوا حكومة بالأحجام الحقيقية، وطمئنوا هؤلاء الناس وأريحوهم بأنكم غير مستهدفين لأحد ولتتشكل الحكومة غداً ولا مشكلة في الموضوع.
كلمتان أيضاً باختصار شديد، موضوع قانون الانتخاب، نحن نقترب من 15 أيار، دولة الرئيس نبيه بري أعلن عن عقد جلسات في هذا الموعد وفي الأيام التالية. بطبيعة الحال، اللجان المشتركة "طلعت" الاقتراح الأرثوذكسي. بالنسبة إلينا أحب أن أؤكد اليوم، إذا عرض هذا الأمر على التصويت، لن أشرح الحيثيات مجدداً لأنه حتى مع بعض حلفائنا هناك قليل من النقاش في هذا الموضوع، الحيثيات تكلمنا عنها كثيراً في السابق، نحن إذا طرح هذا الأمر للتصويت سنصوت معه. ونحن التزمنا بهذا الأمر أياً يكن من صوّت ومن لم يصوّت، لأننا أعطينا كلمتنا وقلنا حيثياتنا وكنا واضحين في هذا الموضوع، نحن لم ولا نناور ولا نقطّع وقتاً، ولا شيء أبداً. نحن واضحون وصادقون بهذا الالتزام.
هذا القانون تم التصويت عليه في مجلس النواب، يسلك مساره الدستوري والقانوني ونرى لاحقاً ماذا سيحصل، لأن هناك موقف رئيس الجمهورية، موقف المجلس الدستوري. لو افترضنا لم تسلك الأمور كما ذكرت في المجلس النيابي، أيضاً بصراحة، فريقنا حتى هذه اللحظة ليس متفقاً على البديل، وأيضاً حتى نكون شفافين وصادقين لسنا متفقين على بديل.
فلننتظر 15 أيار، ونرى إذا تم التصويت على المشروع (الأرثوذكسي) فيكون تم، وإذا لم يتم التصويت عليه، نجلس، "ما كلنا حافظين الدرس" في الليلة نفسها، في الغد صباحاً، نجلس ونتشاور ونبحث ما هو البديل على ضوء مناقشات وخيارات 15 أيار.
مسار قانون الانتخاب يبدو أنه سالك هذا المسار، أما إذا لم ينجح الاقتراح الارثوذكسي، هل سيحصل قانون آخر على أغلبية في المجلس النيابي، لا أظن أن أحداً لديه هذا الوضوح. الأمر سيكون متروكاً لطبيعة الجلسات والمناقشات وحشرة الوقت.
هل تدرون ماذا نفعل نحن اللبنانيون بأنفسنا؟ كلنا نحشر الوقت، نحشر الوقت، نحشر الوقت، حتى نرى في النهاية إذا انحشرنا كلنا سوياً هل ننتج شيئاً أم لا ننتج. لكن بالتأكيد، بالتأكيد، نحن لسنا مع الفراغ، حزب الله ليس مع الفراغ، الخيارات الأخرى غير الفراغ كلها قابلة للنقاش بالنسبة إلينا.
جملتان صغيرتان: الجملة الأولى: في موضوع مخطوفي أعزاز وما يجري حول هذا الملف، أستطيع أن أقول إن ما علينا القيام به قمنا به والأمور إن شاء الله ستأخذ المنحى الإيجابي والباقي على عهدة الدولة، وكفى. لأننا نريد أن يسير الموضوع ولا نريد أن نشتغل فيه إعلام وسياسة. لكن فقط أريد أن أطمئن في هذا الاتجاه.
والنقطة الأخرى، القصف الذي يسقط بين الحين والآخر في بعض المناطق اللبنانية خصوصاً اليوم سقط باتجاه منطقة الشواغير ومنطقة الهرمل، أنا أقول لأهل الهرمل وأهل القصر وأهل الشواغير وحوش السيد علي وسهلات الماي، وكل هذه القرى والبلدات والمدن، أنتم تتحملون وتصبرون لأن هذه الضريبة اليوم يدفعها كل الشعب السوري، وتدفعها سوريا، ويدفع جزء منها لبنان، وهذا جزء من الضريبة، ويجب أن نتقبل هذا الأمر، طبعاً يجب أن نعمل على معالجته وأنا أعتقد أنه سيعالج إن شاء الله.
مجدداً أبارك للأخوة والأخوات في إذاعة النور ولكل إعلامي في هذا المقاومة، ولكل إعلامي مع هذه المقاومة، وواكب هذه المقاومة في أي موقع إعلامي وفي أي مؤسسة إعلامية، كل الشكر وكل التحايا وكل التقدير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وعقبال 25 سنة جداد إن شاء الله.