كلمة الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله المتلفزة حول الشائعات التي تم ترويجها على سماحته مساء الاربعاء 27/2/2013
كلمة الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله المتلفزة حول الشائعات التي تم ترويجها على سماحته مساء الاربعاء 27/2/2013
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا في الحقيقة لم يكن في نيتي أن أزاحمكم أو آخذ بعضاً من وقتكم، وإن كان بعض الموضوعات التي سأتحدث عنها الليلة هي على درجة عالية من الاهمية، وكنت أنتظر فرصة قريبة لتناولها. ولكن في طبيعة الحال الشائعات التي تم ترويجها في اليومين الماضيين، وما تركته من آثار سلبية في مجال ما، بكل صراحة هي التي دعتني لأن أستعجل الحديث الاعلامي وتناول الموضوعات التي أود أن أتناولها، ولأؤكد بالصوت والصورة أن كل ما سمعتموه هو عارٍ عن الصحة كلياً وليس له أي أساس، وهذا يقدم لكم جميعا نموذجاً أو مثالاً على الأخبار والحرب الإعلامية التي تشنّ على حزب الله في الآونة الاخيرة وخصوصاً في السنوات الأخيرة.
في كل الأحوال، أنا أتوجه بالشكر إلى كل الذين اتصلوا بالأمس، وسألوا واهتموا ودعوا وتأثروا، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلني عند حسن ظنهم، وأنا أيضاً أبادلهم نفس الحب ونفس الاحترام.
حسناً، الآن نحن نستفيد من المناسبة، لأنه يوجد بعض النقاط المستجدة والحساسة، هي تحتاج إلى موقف وإلى تعليق.
النقطة الأولى، ما يرتبط بقانون الانتخابات، وخصوصاً أنه اليوم قد صار تطوّر، أن دولة الرئيس نبيه بري قد سحب الاقتراح الذي كان قد قدّمه، على أمل أن يكون مادة لتوافق بين الأطراف المختلفة.
نحن سمعنا خلال الأسابيع الماضية تعليقات حول اقتراح اللقاء الارثوذكسي، الذي ـ في طبيعة الحال ـ نحن جزء من الفريق الذي صوّت له في اللجان المشتركة.
الآن، الذي سمعناه في الأسابيع الماضية يمكن أن نقسمه إلى قسمين: قسم، هو بالحقيقة اتهامات، يعني لا تستحق التعليق أو الرد، لأن هناك ناس لا يعرفون إلا أن يتهموا ويشتموا إلى آخره.. ويوجد قسم ثانٍ حاول أن يقوم بمقاربة علمية موضوعية، يقوم بنقاش، تكلم عن مخاطر، تكلم عن هواجس، تكلم عن ملاحظات.
طبعاً، نحن يجب أن نحترم كل الملاحظات وكل الهواجس.
حُكي عن موضوع تعميق الطائفية، تعميق المذهبية، موضوع الفدرالية، الخطر على الوحدة الوطنية، الخشية على الدولة، على موضوع التطرف، الطوائف.
يوجد مجموعة ملاحظات قيلت، أنا لا أريد أن آخذ الملاحظات الآن وأناقشها.
لكن أنا أريد أن آخذ منهجية أخرى، لأقول، جيد، يوجد البديل الذي يعالج كل هذه الملاحظات دفعة واحدة، وهو ليس بديل جديد، ولكن ما أريد أن أقوله ، نحن، أنا اليوم، أنا وأخواني إن شاء الله سنعمل بكل جدية لهذا البديل، لهذا الخيار.
سوف يبقى اقتراح اللقاء الأرثوذكسي قائماً ومتقدماً بحسب التصويت الذي حصل في اللجان المشتركة، ولكن الكل الآن يبحث عن بدائل.
"طيب"، لو أتينا نحن لنناقش، ولو ببعض المنطق والموضوعية، الاقتراح الذي يتحدث عن لبنان دائرة واحدة مع النسبية. هذا قانون عادل، أصلاً لا يوجد قانون عادل مثله، هذا قانون يحقق المساواة، يحقق الاندماج الوطني، يحقق الوحدة الوطنية، يحمي البلد، يمنع التطرف. ونستطيع، "طبعاً ليس الآن وقته ولكن، يعني الوقت لا يتسع، لكن الآن وقته، مني ومن غيري"، أن نخرج إلى الناس ونقول لهم: تعالوا لنرَ إيجابيات هذا الاقتراح، هذا القانون على المستوى الوطني.
هذا القانون ـ إذا تكلمت بخلاصة سريعة ـ أولاً، يعتمد معياراً واحداً، لبنان دائرة واحدة، "ما جايين نقص دوائر ونلصق"، هذا يقص دوائر على قياس زعامته ـ بكل صراحة هذا الذي يحصل في البلد ـ هذا يقص دوائر ويلصق على قياس مذهبه، طائفته، حزبه، تياره، تحالفه، جهته، تنظيمه، عائلته. هنا لا يوجد لا "قص ولا تلصيق"، ولا تعدد معايير، أنه لماذا هنا الدائرة ضيقة وهنا واسعة، لماذا هنا نائبان وهناك ستة، لا يوجد وحدة معايير، بأغلب القوانين والاقتراحات التي قدمت، هنا يوجد وحدة معيار لبنان دائرة واحدة، لا يوجد "لا قص ولا تلصيق".
ثانياً، هذا يحقق مساواة، كل لبناني، مسلماً كان أو مسيحياً، هو ينتخب مئة وثمانية وعشرين نائباً، إذ اعتمدنا العدد الحالي، من المسلمين والمسيحيين.
لماذا انا بدائرة أنتخب نائبين، وغيري بدائرة أخرى ينتخب 3 نواب، وانا لبناني ثالث انتخب 5 نواب وفلان بدائرة ينتخب 10 نواب، كلنا مثل بعضنا من أقصى الجنوب الى أقصى الشمال، أنا وأنت على قدر المساواة، نضع ورقة وننتخب 128 نائباً.
ثالثا: الموضوع الوطني، انا المسلم انتخب 120 نائباً مسلماً ومسيحياً وانت المسيحي تنخب 120 نائباً مسلماً ومسيحياً، وهكذا اذا ذهبنا إلى الطوائف. يحقق المساواة ويحقق انفتاح المناطق على بعضها البعض، ويحقق انفتاح الطوائف على بعضها البعض، "عن جد" يصبح النائب نائب الامة جمعاء بدون تحليل وفذلكة وفلسفة حول كيف تنتخب بدائرة ضيقة نائباً يصبح بعدها نائب الأمة جمعاء، هكذا بدون وسائط وبدون فلسفة يصبح نائب الأمة جمعاء.
هذا ماذا يفرض؟
يفرض على الطوائف والمذاهب والقوى السياسية بالذهاب إلى التحالف، لأننا نتحدث عن نسبة وعن دائرة واحدة وهذا سوف يقوي خيارات الاعتدال في الطوائف ويضعف التطرف، سوف يعلي من صوت الاعتدال ويخفت من صوت التطرف.
أيضاً، عندما نعتمد النسبية فهذا يتيح المجال للكل أن يتمثل والكل يأخذ حجمه الطبيعي ولا يلغي أحد أحداً، ولا يشطب أحد على مستوى كل الطوائف وعلى مستوى كل القوى السياسية، سواء التي تعتمد الإطار الطائفي أو العابرة للطوائف كما يقولون.
إذاً، نحن أمام قانون إنتخابات انساني وطني أخلاقي عادل منصف يساوي بين اللبنانيين، يحفظ الوحدة اللبنانية، يعطي تمثيلاً صحيحاً. لماذا لا، حقيقة لماذا لا،
اذا كنّا نتحدث اليوم عن مخاطر في البلد، ونحكي عن مخاطر مذهبية وطائفية، لماذا لا، لماذا لا، فليناقشوا بشكل موضوعي.
حتى الآن، هذا الأمر كان يتم مقاربته منا ومن غيرنا أحيانا على سبيل المحاججة أو كأنه حلم غير قابل للتحقق، من يقول إن هذا حلم غير قابل للتحقق؟
الآن هذه فرصة ليتحقق هذا الحلم الوطني، وأنا أقول هذا حلم إنساني أيضاً، وهذا حلم عدالة وحلم مساواة وحلم تمثيل صحيح، وبالتالي كل ما ذُكر من ملاحظات على قانون اللقاء الارذوكسي أو على كل القوانين التي يتم وضعها، يتم تجاوزها هنا، ولذلك نحن ندعو بشكل جدي إلى دراسة هذا الاقتراح وسنقوم بخطوات أيضاً قانونية على هذا الصعيد ونكون معاً.
الآن، قانون اللقاء الارثوذكسي موجود، تريدون بديلاً وطنياً حقيقياً؟ تفضلوا هذا البديل الوطني الحقيقي الإنساني، وأقول للفريق الآخر: ما دمتم (قوى 14 آذار) تقولون إن الأغلبية الشعبية معكم ـ ومنذ عدة أيام كانوا يقولون إنهم هم الطائفة الأكبر في لبنان ـ عظيم، تفضلوا إلى لبنان على أساس دائرة انتخابية واحدة، وخذوا الأغلبية واحكموا البلد، لماذا لا؟
النقطة الثانية: الحديث عن تأجيل الانتخابات، وبدء إلقاء الاتهامات سلفاً وتحميل جهات محددة، من جملتها حزب الله، المسؤولية عن تأجيل الانتخابات، أو إنها تريد تأجيل الانتخابات وتعطيل الانتخابات.
حتى أكون مع اللبنانيين صريحاً وشفافاً: تحت الطاولة الآن فهناك الكثير من الكلام عن تأجيل الانتخابات، الكثيرون تحدثوا عن هذا الموضوع.
وهناك شيء يقدم بصراحة بعنوان سؤال، وهناك قوى خارجية الآن تدفع باتجاه تأجيل الانتخابات وقوى داخلية تدفع باتجاه تأجيل الانتخابات، ولكن لا أحد من هؤلاء عنده الجرأة أن يقول: أنا أريد أن أؤجل الانتخابات، يريد أن "يلبسها" لأحد آخر.
الآن يوجد عدة قوى في لبنان، من جملتها ـ ولا أريد أن أدافع عن حلفائنا ـ نحن، (نتعرض لاتهام) أن حزب الله يريد تعطيل الانتخابات ويريد تأجيل الانتخابات.
هذا افتراء، وهذا كذب، ولا يستند إلى أي منطق. بالعكس نحن في حزب الله، بكل صراحة، مصلحتنا الأكيدة أن تجري الانتخابات في موعدها وفق قانون جديد.
قانون الستين، الأغلبية الساحقة من اللبنانيين "خلصوا منه"، ولا أحد يريد الانتخابات على أساس قانون الستين. نريد قانوناً جديداً، نحن نريد انتخابات.
نرى هنا التناقض بمنطقهم، هم يقولون إن حزب الله يعمل ولديه الفرصة مع حلفائه ليحصلوا على الأغلبية في الانتخابات المقبلة. عندما يناقشون قانون اللقاء الأرثوذكسي، حين يناقشون الكتائب والقوات عن قبولهم القانون الأرثوذكسي يقولون لهم إن هذا يعطي قوى 8 اذار وحلفاءها اغلبية في الانتخابات المقبلة، لما ناتي إلى (قانون) لبنان دائرة نسبية واحدة يقول لك هذا يعطيك الأغلبية، لما نأتي إلى لبنان 5 محافظات يقول لك هذا يعطيك أغلبية، لما نأتي إلى اقتراح قانون الحكومة يقولون لك هذا يعطيك أغلبية، ولما نأتي حتى إلى اقتراح دولة الرئيس بري 64/64 بتقديرهم هم أن هذا يعطينا الأغلبية. حسناً، إذا كانت أغلب القوانين تعطينا الأغلبية، لماذا أنا لا أريد أن تجري الانتخابات؟
بالعكس، نحن مصلحتنا أن تحصل الانتخابات، بل أكثر من ذلك: نحن تحالفاتنا متينة وشعبيتنا كقوى متحالفة شعبية في أحسن حال الآن، ولا أعرف بعد 6 أشهر وبعد سنة أو بعد سنتين (كيف يكون الحال) لأن الأحوال متقلبة ومتغيرة. نحن لا نعاني من أي أزمات، لا تنظيمية ولا مالية ولا أي شيء، خلافاً طبعاً لما يقولون في الإعلام. الوضع في سوريا هو على ما هو عليه، فلماذا أنا أؤجل الانتخابات. دع الذي يتهمنا يشرح لنا كيف نحن نريد أن نؤجل الانتخابات. لماذا نؤجل؟
كل مصلحتنا هي في إجراء الانتخابات النيابية.
نعم، الذي لديه تصدع بتحالفاته، الذي عنده أزمات مالية، الذي كان يبني أن يأتي وقت الانتخابات ويكون الوضع في سوريا قد انتهى، هذا يريد أن يؤجل الانتخابات، يريد أن يؤجل 6 أشهر أو سنة أو يمكن أكثر من ذلك، بانتظار متغيرات يمكن أن تحصل في سوريا أو في لبنان أو في المنطقة. وأنتم تعرفون رأينا في كل هذا التحليل، وما هي قناعتنا بما يمكن أن تذهب إليه الأمور. لذلك أنا أقول بهذه النقطة: لا، نحن بالعكس، مصرون على إجراء الانتخابات في موعدها بقانون جديد. وأمس كان هناك لقاء بين رئيس كتلة الوفاء للمقاومة وفخامة رئيس الجمهورية، وبلّغناه هذا الموقف، ونحن نبلّغ كل القوى، واليوم أنا أبلغ في الإعلام: نحن لسنا مع تأجيل الانتخابات، نحن مع إجراء الانتخابات في موعدها .
والذي يريد أن يؤجل يجب أن يملك شجاعة أمام الناس ويقول لهم: ينبغي أن نؤجل الانتخابات للأسباب الوطنية التالية.. لا أن يعمل من أجل الذهاب إلى التأجيل ويرمي أو يحمّل التهمة لجهات أخرى.
النقطة الثالثة، فيما يتعلق بسلسلة الرتب والرواتب وتظاهرات الهيئات النقابية: نحن موقفنا طبعاً سابق وأنا قلته في أكثر من مناسبة، الإخوان الوزراء ،النواب، والمسؤولون أعلنوا هذا الموضوع: نحن مع حسم هذا الأمر، مع الدعوة إلى جلسة استثنائية سريعة. (نحن نقدّم) التمني والرجاء إلى فخامة الرئيس ورئيس الحكومة والوزراء ان لا يكون هناك رهان على من يتعب ومن لا يتعب، ولا أيضاً الهيئات الاقتصادية ـ مع احترامنا الكبير لهم ـ لهم أن يهددوا الحكومة بالطريقة التي يهددون فيها.
نحن ندعو إلى مجلس وزراء استثنائي 6 ساعات أو 7 ساعات و8 ساعات، فالموضوع "يستاهل" ويُحسم هذا الموضوع ويُرسل الى مجلس النواب، ومجرد إرساله إلى مجلس النواب، اذا كان هناك ملاحظات (فهذا ادعاء أنه سيؤدي إلى) انهيار النقد وإلى انهيار الوضع الاقتصادي، هذا غير صحيح، هذا تهويل، لأن إرساله من مجلس الوزراء هذا ليس معناه أنه صار قراراً، ولا معناه أنه أصبح قانوناً، فهذا يتطلب نقاشاً في مجلس النواب. في مجلس النواب كل الكتل موجودة وستظهر مواقف الكتل، لانه ليس جيداً أن نتكلم مع النقابات بطريقة ونتكلم في مكان آخر بطريقة أخرى.
لا، في مجلس النواب هناك نقاش علني، وتأتي الهيئات الاقتصادية ليُستمع إلى رأيها والهيئات النقابية أيضاً، ويتم حسم الموضوع، ولا يجوز أن يبقى هذا الأمر على عهدة الحكومة، ويبقى التعاطي معه بهذه الطريقة.
ولذلك نحن ندعو إلى جلسة، نتمنى أن تُعقد جلسة سريعة واستثنائية ومفتوحة لحسم هذا الأمر على وجه من الوجوه وإرساله إلى مجلس النواب، وهناك فليكن حوار طويل وعريض وواسع مع كل الجهات المعنية وتؤخذ كل الخواطر والهواجس بعين الاعتبار.
النقطة الرابعة: أريد أن أتحدث عن ظاهرة الخطف التي باتت ظاهرة خطيرة ومزعجة جداً بالوضع اللبناني.
طبعاً، من المسلمات، إننا نوصّفها بأنها ظاهرة إجرامية خطيرة، أنا أدعو إلى تعاون وطني. طبعاً مسؤولية الدولة، الأجهزة الأمنية، الجهات القضائية، أن تبذل أقصى الجهود والجدية في هذا الاطار.
دعوة أيضا منا ومن غيرنا، لأن أسباب الخطف التي يحاول البعض التذرع بها أحياناً موجودة عند الجميع، لرفع الغطاء عن أي خاطف وعن أي مجموعة خاطفة، أيّا كان، يجب أن يُعتقل، يجب أن يُلاحق، يجب أن يُداهم. لا يوجد أي مكان مغلق على الجيش وعلى الاجهزة الأمنية ويجب أن يتم القضاء على هذه الظاهرة بشكل حاسم و قاطع ونحن نؤيد هذا الاتجاه. وأنا أدعو جميع المواطنين ـ إذا كنتم تريدوننا أن نتحدث بالواجب الوطني فهذا واجب الوطني، اذا تكلمنا بالواجب الاخلاقي فهذا واجب اخلاقي، اذا حكينا بالدين وبالمسؤولية الشرعية فأنا اقول لكم هذا واجب شرعي ـ أن يتعاون المواطنون جميعاً مع مختلف الأجهزة الامنية بدون استثناء لمواجهة هذه الظاهرة، كشف، إعطاء معلومات، قطع طريق على عملية خطف اذا حصلت عملية خطف، التعاون مع الأجهزة الأمنية لكشف الخاطفين ولتحرير المخطوفين. هذا من الواجبات الوطنية والأخلاقية وأيضاً الدينية والشرعية. علينا جميعاً ويجب أن نتعاضد في هذا الأمر.
وأيضاً أريد أن أقول لبعض الخاطفين، وأيضاً لبعض عائلاتهم بأن هذا المال الذي يُجنى بهذه الوسيلة هو من أبشع المال الحرام، وهذا يدمر العائلات والبيوت، يدمرها في الدنيا ويدمرها في الاخرة، ويجب أن نتعاون جميعا بشكل جدي لمواجهة هذه الظاهرة.
النقطة الخامسة: أريد أن أعقّب قليلاً على حوادث المنطقة الحدودية مع الهرمل، أو في ريف القصير، لأنه خلال الأسبوع الماضي بات هناك ضجيج إعلامي كبير حول هذه الأحداث، ومن جملتها"فاتوا علينا"، أن واحدة من الأحداث أن الجيش السوري الحر قصف مواقع لحزب الله في الهرمل، وأنا كنت موجود هناك و"انجرحت"، وكذلك أيضاً الخبر الذي اخترعوه امس أنه على جديدة يابوس تعرض موكب قيادي في حزب الله لعملية تفجير وأصيب أخونا سماحة الشيخ نعيم قاسم . طبعاً كل هذه افتراءات واكاذيب وليس لها أي اساس من الصحة. ولكن أنا أريد أن أعقّب على موضوع القصير لأنه وضع في سياق جديد وخطر. حتى لا نكرر الكلام القديم، وإن كنت سأعود إليه، ولكن الذي يدفعني لتناول هذا الموضوع أنه يوضع في سياق جديد وخطر، ما هو هذا السياق الجديد والخطر؟
نقلت وسائل الاعلام عن السفيرة الأميركية في لبنان، وهي لم تنفِ طبعاً ـ لم تؤكد ولكنها لم تنفِ ـ أنها قالت للبنانين أن هناك مشروعاً متفقاً عليه بين حزب الله وبين النظام في سوريا على احتلال ـ بحسب تعبيرهم ـ أو السيطرة على عدد من القرى السنيّة بحسب تعبيرهم ـ للأسف سوف نستعمل هذا التعبير ـ في ريف القصير القريبة من الحدود اللبنانية مع الهرمل لوصل القرى التي يسكنها شيعة داخل سوريا مع الحدود إلى القرى التي يسكنها العلويون ضمن مخطط التقسيم والدولة العلوية وما شاكل.
وعندما حدثت الأحداث في الأيام القليلة الماضية وظهر الموضوع في الإعلام بشكل قوي، وضعت الصدامات في هذا السياق. طبعاً هذا جديد وخطر. وظهرت عند عدد كبير من وسائل الاعلام ومعها الضجيج والتهويلات والتهديدات، ولم يبقَ مسؤول في المعارضة السورية والجيش الحر (مسؤول فعلي أو مسؤول معزول) إلا وخرج وهدّد وحلّل وتكلّم وعقّب على الأحداث التي حصلت في المنطقة هناك.
طبعاً أنا سوف أتحدث بعد قليل أنه في الحقيقة أهم ما نحتاجه لنعرف الحقائق ولنأخذ موقفاً صحيحاً هو الاطلاع على الوقائع. لنرى ماذا ستقول الوقائع؟ عندما تأتي حضرتك وتقول لي هناك مخطط، هناك مشروع، آتني بدليلك، آتني بمعطى، معطى حسي، معلومة، سند، أي شيء .
أنا أريد أن أعقّب على الموضوع بالشكل التالي:
أولاً: أنا أجزم لكم أن ما قيل أو يقال إن هناك مخططاً أو مشروعاً من هذا النوع هو كذب وافتراء وعارٍ عن الصحة، وليس له أي أساس وليس له أي دليلأ وليس له أي معطى.
ثانيا: المعطيات الميدانية التي سأتحدث عنها قليلا تؤكد العكس. في تلك المنطقة لم يقم السكان اللبنانيون ـ الذين أغلبهم من الشيعة وبعضهم ينتمي الى حزب الله وهذا لا يحتاج إلى أن تفتشوا على دليل لأنني تحدثت به سابقاً على التلفزيون ـ لم يقم هؤلاء في يوم من الأيام، حتى هذه اللحظة، وليس هناك مشروع كهذا في المستقبل- ولكن أقول حتى هذه اللحظة لأقول وقائع على الارض- بالسيطرة على أي قرية سنية أو يسكنها أهل سنة في تلك المنطقة على الإطلاق.
ثالثاً: الذي حصل هو العكس. إن المعارضة المسلحة هي التي قامت في الأشهر القليلة الماضية بالسيطرة على قرى يسكنها لبنانيون شيعة وقامت بتهجيرهم وحرق بعضهم، كما حصل في قرية أم الدمامل وهي قرية معروفة وأهلها مهجرون والآن هم موجودون سواء في القرى الحدودية أو في الهرمل وتستطيع كل وسائل الإعلام أن تسألهم: أين بيوتكم وأين قريتكم ومن احتل القرية؟ إذا كنا نريد أن نقول بالتصنيف فهذه قرية شيعية، هناك أحياء شيعية في قرى وبلدات يسكنها غالبية سنية تم تهجيرهم أيضاً. هناك تفصيل كبير لا أريد أن أدخل به.
الذي يحصل هو العكس. الذي يحصل وحصل في الأيام القليلة الماضية وشاهدتم بعض النداءات وبعض التصريحات على التلفزيون وعلى اليوتيوب ونقلتها وسائل الاعلام، انه كلا، هناك حملة عسكرية واسعة من قبل مئات المسلحين لتهجير أهل هذه القرى والسيطرة عليها وإنهاء وجودهم،أي إنكم انتم لا يحق لكم بأن تكونوا موجودين هنا، بالنتيجة اخرجوا خارج الحدود .
الذي يجري، أيها اللبنانيون، أيها الناس، أيها السوريون، وإلى كل الذي يتابع الوضع في العالم العربي، الذي يحصل هو العكس.
لذلك ما يجري هناك الآن أن بقية سكان هذه البلدات هم منذ البداية حملوا السلاح ليدافعوا عن أنفسهم وهذا ما شرحته سابقاً، ليدافعوا عن أنفسهم وعن بيوتهم وعن ممتلكاتهم وعن حقولهم وهم موجودون في هذه الأرض منذ مئات السنين، وليس منذ عشرات السنين. ولكن مع تقسيم سايكس-بيكو وتقسيم الحدود أصبحوا داخل الأراضي السورية وجنسياتهم لبنانية. من حق هؤلاء أن يدافعوا عن أنفسهم وعن ممتلكاتهم وعن وجودهم، وهذا عليه اجماع العقلاء، وعندما نتكلم من منطلق الاسلام عليه اجماع فقهاء المسلمين، ومن قُتل في هذا السبيل فهو شهيد، باجماع فقهاء المسلمين وباحترام العقلاء طوال التاريخ، هذا لا يحتاج إلى فتوى من هنا أو هناك.
هذا الذي يحصل.
في المقابل هؤلاء لا يعتدون، لم يقتلوا مدنيين، ولا يعتدون على أعراض الناس، ولا ينهبون أموال الناس. كل ما يتطلعون إليه هو أن لا يُعتدى عليهم، وأنا الآن أؤكد لهم ولكل الموجودين هناك، وبعضهم من إخواننا، وأقول لهم: أنتم حقكم الشرعي فقط، هو أن تدافعوا عن قراكم وعن وجودكم وعن دمائكم وعن أنفسكم، وأن تقاتلوا من يعتدي عليكم من المسلحين. أما بقية الناس من مدنيين، إلى أي طائفة إنتموا، حتى لو كان لديهم خط سياسي معارض، هذا لا يُبيح لكم دماءهم ولا أموالهم ولا كراماتهم ولا أعراضهم، وهذا ما نؤكد عليه وأريد التأكيد عليه. وحتى في مواجهة المسلحين، الحفاظ على الأسير وعدم الإجهاز على الجريح، وهم يعرفون هذا، وهم يعرفون أن هذا يحصل، وأن الجرحى الذين يسقطون في جانب المسلحين يتم نقلهم إلى المستشفيات اللبنانية عبر القرى التي يوجد فيها لبنانيون يقاتلون للدفاع عن أنفسهم.
هذه حقائق يعرفها سكان المنطقة، بل أكثر من ذلك أقول لكم، إنه خلال كل الفترة السابقة، كان أحياناً يدخل وسطاء وعقلاء ووجهاء موجودون في المنطقة، لأن الناس يعرفون بعضهم جيداً، ويعيشون مع بعضهم منذ مئات السنين، ويحققوا مصالحات، لكن كان يأتي مسلحون من خارج المنطقة، من خارج المنطقة في سوريا ومن خارج سوريا، يعتبرون أن لديهم معركة وأنه لماذا هذه المنطقة تريد أن تُحيّد، وكانوا يُعطلون أية إمكانية للتصالح، وأية هدنة كانت تحصل بين سكان المنطقة، في الوقت الذي أنا أؤيد وأدعو وأجدد الدعوة إلى سكان المنطقة، لأن يُوظفوا وأن يستفيدوا من أي فرصة للتصالح، وللتهادن ولحقن الدماء فيما بينهم، وللحفاظ على الأنفس والأموال والممتلكات والحقول، وقطع الطريق على كل من يريد في هذه المنطقة قتالاً أو فتنةً أو صراعاً دموياً.
وبعد أريد أن أقول أكثر من ذلك، حسناً، هؤلاء لبنانيون، بعض الناس الذين يخرجون لينتقدوا، (نسألهم) هذه الدولة ماذا فعلت لثلاثين ألف لبناني موجودين هناك، وليس كلهم شيعة بل من مختلف الطوائف، ماذا فعلت لهم؟، وماذا سعت لهم؟
لا أقول أن نُرسل الجيش اللبناني ليدخل إلى الأراضي السورية، ليدافع عن البلدات التي يسكنها لبنانيون، ولكن أي جهد سياسي عُمل؟، وأي جهد دبلوماسي عُمل؟
هؤلاء المسلحون تمون عليهم السعودية، وتمون عليهم قطر، وتمون عليهم تركيا، وتمون عليهم حبيبة قلوب الكثيرين الولايات المتحدة الأميركية، ما هو الجهد الذي عُمل به؟، كلنا نعرف أن هذه المعارضة وأن الكثير من هذه المجموعات ممسوكة في مكان ما إقليمياً ودولياً، هل قام أحد من القوى السياسية اللبنانية أو على المستوى الدولي وبذل جهداً لوقف هذا الإعتداء وهذا الإجتياح وهذا التغيير الديموغرافي وهذا التهجير الجماعي ، بل هذا التطهير الديني والمذهبي الذي يحصل في القرى الحدودية؟
لا أحد حرّك ساكناً، بل بالعكس "يخرجون ليتفلسفوا علينا"، وهذا يقول لك بأوامر من كذا.. وهذا يقول لك مشروع.. ويقول لك مخطط ..، هذه كلها أكاذيب ليس لها أي أساس من الصحة، ونحن ما نتطلع إليه في سوريا، نحن نُصر أن تبقى سوريا موحدة وأن تبقى سوريا متماسكة، ونحن لسنا أصلاً مع تقسيم سوريا، لأن هذا خطر إستراتيجي يُهدد الأمة والمنطقة بأكملها، وهذا هو مشروع "إسرائيلي"، ونحن لسنا معه ولسنا جاهزين أن نُشارك حتى بمئتي متر لها علاقة بالمشروع التقسيمي من هذا النوع.
من هنا أنا أُريد أن أدخل إلى الجزء الداخلي قليلاً في لبنان، بالأجواء الداخلية التي يعيش اللبنانيون اليوم همومها، غير البحث السياسي وسلسلة الرتب والرواتب وقانون الإنتخابات والخطف، لأنه حتى الخطف هي ظواهر فردية، عصابات، يوجد شيء أكبر من هذا وأخطر من هذا، والكل بدأ يتكلم عنه بشكل واضح، وأنا أريد أن أتطرق إليه، على سبيل كيف نريد أن نعالج، ولا أريد أن أتكلم فيه من باب التهويل على أحد. كلا هذه وقائع، لا يجوز أن نختبىء خلف أصبعنا، أن نقول كلا كلا لا يوجد شيء، و"مش صحيح"، بالعكس أنا أقول لكم، حتى لا نُخفي الأمور، هناك من يدفع لبنان بشكل متسارع جداً إلى إقتتال طائفي، وهناك من يعمل في الليل وفي النهار كي لا يُريح البلد، ويدفع الأمور بإتجاه إقتتال طائفي وإقتتال مذهبي، وخصوصاً إقتتال يأخذ طابعاً سنياً – شيعياً. كل الوقائع تؤكد هذا المعنى. هل يجب أن نستسلم لهذا الواقع؟ كلا، فكلنا يعرف أن الفتنة الشيعية – السنية ليست لمصلحة الشيعة ولا لمصلحة السنة ولا لمصلحة اللبنانيين، ولا مصلحة وطنية ولا قومية ولا شرعية ولا ... ولا... لأي إعتبار، أي إقتتال طائفي أو أي فتنة داخلية سواءٌ بين المسلمين والمسيحيين أو داخل المسلمين أو داخل المسيحيين، هي أمر خطير ومرفوض بكل المعايير والمقاييس. وأود أن أقول للذين يقفون على التل، ويفرحون ويتربصون بقتال طائفي من هذا النوع، لا تفرحوا، لأن هذا يُدمر الجميع، ويقضي على الجميع ويحرق البلد، هذا ليس لأحد مصلحة فيه، وإذا أحد اعتبر أنه توجد لديه مصلحة فيه، هو مشتبه.
حسناً، عندما نأتي لكي نُعالج، هذا طبعاً يحتاج إلى حديث ويحتاج إلى عقلاء يتحملون المسؤولية، وأناس يدخلون في الوسط، وكل الأطراف تسعى إلى تبيين الأمور، وإلى توضيحها، وكل شخص حريص على بلده، إذا نريد أن نتحدث بالإعتبارات الدنيوية، وأقول للمتدينين خصوصاً، الذين يؤمنون بيوم القيامة وبيوم الحساب، أن نكون حريصين على آخرتنا، والله سوف يسألنا. يعني أننا يجب أن نتأكد من الوقائع، أي أن لا نمشي في الغوغاء، وأن لا ننعق مع كل ناعق، وأن لا نصيح مع كل صائح، وأن لا نميل مع كل ريح، وأنا أقول هذا للشيعة وللسنة ولبقية المسلمين وللمسيحيين،أنا لا قصد جهة معينة أو أناساً، كلا، هذا خطاب لنا جميعاً ومعاً، نحن كلنا معنيون أن نُدقق وأن نُحقق وأن نتأكد من المعطيات، لأن عادةً الفتنة كيف تحدث؟، الفتنة أو التقاتل وإستخدام السلاح بوجه بعضنا البعض، هو يأتي نتيجة الإحتقان الذي يصل إلى محل يتعطل العقل معه ، والمنطق يتعطل، تصبح المشاعر والعصبيات هي المسيطرة على الإرادات، يذهب الناس بجنون إلى القتال، ويبدأون بقتل بعضهم.
هذا الإحتقان بالأعم الأغلب من أين أتي؟ يأتي من التحريض الذي ليس له حدود، طيب التحريض على ماذا يستند؟ هل يستند على حقائق؟ أو على إفتراءات وأوهام؟ هذا الذي يجب أن نُدقق فيه وأن نبدأ من هنا، إذاكان يستند على حقائق، تعالوا لكي نُواجه بعضنا بهذه الحقائق، وإذا كان يستند على أوهام وإفتراءات، تعالوا لنُوضح هذه الأوهام والإفتراءات مع بعضنا البعض، حتى لا نحرق بلدنا، وحتى لا نذهب إلى ما يريده أعداؤنا، وإلى ما ليس فيه صلاحنا وصلاح أولادنا وأحفادنا وأجيالنا.
حسناً، الآن يقدر أي أحد أن يخرج ويقول: أنتم يا جماعة حزب الله مثلاً ، إذا أردنا أن نتكلم بالمنطق الطائفي، لأنه يوجد الآن أناس لا يتكلمون إلا بهذه اللغة، أنتم الشيعة (تفعلون) واحد إثنين ثلاثة أربعة خمسة.. ليس مشكلة. لنعرف ما هي المسائل، طبعاً نحن نسمع كل شيء في وسائل الإعلام وفي الجلسات، تعالوا نرى كيف يمكن معالجة هذا الموضوع.
لكن حتى في بعض الحقائق لا يجوز لأحد ـ إذا إفترضناها حقائق ـ أن يأتي ويضع حتى عشرة بالمائة حقائق، أو عشرون بالمائة حقائق، إذا إفترضناها حقائق، ويزيد عليها ثمانين بالمائة أوهام وإفتراءات، وأهجم عليك، وتهجم علي، ونذهب إلى الإحتقان الكبير الذي يؤدّي على التفجير.
أنا اريد أن أتكلم قليلاً بشفافية، يمكن أن يعتبر البعض أنه ليس هناك مصلحة أن أتكلم هذا، لكنني أعتقد أنه توجد مصلحة، وهو أن الكلام الصعب يجب أن يكون في الزمن الصعب.
أنا أعتقد وهذا واضح، يعني آتي بأدلة عليه من التلفزيون، لا آتي بمستندات خاصة، البيانات والتصريحات والمؤتمرات الصحفية والخطابات، التي تطلع في التلفزيونات. يوجد بعض النواب في الطائفة السنية الكريمة، وبعض المشايخ يأخذون منحى تصعيدياً وتحريضياً كبيراً وخطير جداً، طبعاً لا أحد يقول لهم، يا مشايخنا ويا إخواننا ويا نوابنا أين تريدون أن تصلوا؟
الآن إذا كان ما يقولونه خطأ، يوجد في البلد عقلاء كثر، يجب أن نعمل على معالجة هذه الحقائق أو الوقائع، لكن هناك جزء مبني على أوهام، مبني على اتهامات تكبر وتؤدي إلى الاحتقان، وهذا الذي قد يؤدي بنا إلى سوء النية، وعندها كل صغيرة أو كبيرة وحزب الله قطعاً لا يكون له علاقة فيها. وأنا أتكلم كحزب الله وفي دائرة الثنائية الشيعية، أمل وحزب الله قطعا ليس لهما علاقة فيها، أو أي أحد شيعي ليس له علاقة فيها، يأتي من يتهم فوراً الشيعة وحزب الله، هذا إلى أين؟ ما هو التفسير الذي يستطيع أي أحد أن يشرحه لنا أو أن نشرحه لأنفسنا.
سوف أعطي أمثلة في الدقائق المتبقية وأختم.
حين حصول حادث على حاجز في الشمال، على حاجز الجيش اللبناني وأدى إلى استشهاد الشيخين أحمد عبد الواحد ومحمد مرعب، حينها خرج نواب في الشمال ومشايخ في الشمال واتهموا حزب الله بقتل الشيخين. هذا ظلم واضح، افتراء واضح. أين هو حزب الله، هل هو موجود على الحاجز من أجل قتل الشيخين؟ يصبح التحليل فيما بعد، أن مخابرات الجيش تنفذ وتأتمر بأوامر حزب الله، هذا الحاجز ليس للمخابرات، يصبح الأمر أن الجيش كله يأتمر بأوامر حزب الله، وهذا أيضا كلام افتراء. من الذي يقول إن قيادة الجيش اللبناني أو مخابرات الجيش اللبناني تأتمر بأوامر حزب الله؟ يا أخي أنت مدّعٍ وأنت تقوم بدعوى تؤدي إلى حرب أهلية وتؤدي إلى فتنة بين المسلمين، أين البيّنة على ما تدعيه وأين الدليل كي يأتي العقلاء، كي يروا البيّنة التي تدعيها وأنا أقبل بمحاكمتهم وقضائهم والذي تريدونه، وإن أنكر عليّ اليمين وأنت الذي عليه البيّنة، ليس أنا الذي يتوجب عليه الدليل أن قيادة الجيش تأتمر بأوامر حزب الله، أنت الذي يجب أن يقدم الدليل، أنا أنكر، أنا انفي ذلك بشكل قاطع. حسناً (في قضية) مقتل الشيخين في الشمال، حزب الله يقف خلف مقتل الشيخين!
بعد ذلك جاء موضوع الموقوفين الإسلاميين، من الذي يعطّل محاكمة الموقوفين الإسلاميين؟ حزب الله، لأن حزب الله هو الذي يسيطر على القضاء اللبناني. هذا كذب.
أولاً: حزب الله لا يسيطر على القضاء اللبناني.
ثانياً: إذا كان هناك إي مكان من الأمكنة حزب الله يمن فيه على أي شخص في القضاء اللبناني فهو لم يعطّل ولا يعطّل محاكمة الموقوفين بل يطالب بإنصافهم. أنت من تدعي فعليك بالبينة، هناك مئات من الموقوفين الإسلاميين والعائلات السنية في بيروت يستمعون وخارج لبنان يسمعون أن هناك مئات الموقوفين الإسلاميين في السجون منذ خمس سنوات، ومن الذي يعطل محاكمتهم وإنصافهم؟ حزب الله، هذا الأمر إلى أين يأخذنا؟؟؟
حصلت عملية اغتيال إجرامية للواء وسام الحسن. استشهد الرجل وقبل أن يحقق أحد وأن يدقق أحد وحتى الآن ما زالوا يوحققون ويدققون، ومنذ اللحظة الأولى هؤلاء النواب وهؤلاء المشايخ وهؤلاء السياسيون ووسائل الإعلام (يدّعون أن) حزب الله قتل وسام الحسن، وهذا يطلق من اللحظة الأولى إلى الآن، يتداول على أنه مسلّمات. أنت لا تتهم، أنت تثبّت الاتهام وتبني عليه نتائج. هذا خطير. هذا إلى أين يأخذ البلد؟
وبعد ذلك مجموعة تل كلخ، يعبرون الحدود اللبنانية السورية إلى الأراضي السورية، ويحصل اصطدام مع القوات السورية، وبعد ذلك يُقتل من يُقتل وينجو من ينجو ويجرح من يجرح. يخرج البعض ليقولوا إن الذي خرق المجموعة هوحزب الله والذي أعطى المعلومات هو حزب الله والذي أعطى المعلومات للجيش السوري هو حزب الله والذي قام بالكمين في تل كلخ هو حزب الله والذي قتل أولادكم هوحزب الله.... هناك آخرة، هناك يوم قيامة. هذا من الأدلة الأكيدة على وجوب وجود يوم قيامة ويوم حساب لأنه في الدنيا ليس هناك من سينصف أحداً لكن هناك آخرة. حين تأتي أنت وتقول نحن أعطينا المعلومات ونحن الذين قتلنا ونحن الذي قمنا بالكمين، على إي أساس؟ أين دليلك، معطياتك، بينتك؟ ألا تخاف الله؟
بعد ذلك وصلنا إلى حادثة عرسال، وكانت حادثة كبيرة وضخمة وأدت إلى إستشهاد شهداء من الجيش اللبناني الأعزاء على عائلاتهم وعلى المؤسسة، والمؤسسة عزيزة على كل اللبنانيين. منذ اللحظة الأولى وقبل أن يحققوا وقبل أن يروا والناس ما زالت في ضياع لم تعلم ما الذي حصل.. (اتهموا) حزب الله –المجموعة التي دخلت إلى عرسال وكانت تريد أن تخطف واشتبكت وقتلت هي من حزب الله، ومن هذا الكلام، وحين تبيّن أنه ليس لهذا الكلام أي اساس، خرج من يقول إن الجيش يأتمر بأوامر حزب الله. حزب الله هو الذي أمر الجيش أن يذهب إلى عرسال من أجل إعتقال فلان أو فلان.
كل هذا الكلام ما هي بيّنته أو معطياته؟ ماذا تفعل أنت الذي تتهم؟
عرسال بلدة بقاعية في بعلبك الهرمل، تعيش في محيط كله محيط شيعي، وأغلب هذا المحيط هو حزب الله وأمل، أذا أنت تقول لأهالي عرسال إن حزب الله هو الذي أرسل الجيش وهو الذي دخل وهو الذي يخطف وهو الذي يقتل ... إلى أين تأخذ المنطقة؟ هل لديك دليل؟ يا أخي أرني إياه. دع العقلاء يشاهدونه وليس أنا.
كل هذا إلى أين يأخذ الامور. لا يجب أن نختبئ وراء أصابعنا.
قد يخرج من يقول يا سيد ما الذي تقوله؟ هذا ما يجب أن نقوله الآن، وأنا واحد من الناس، بدأت اعتقد أن هناك من يريد أن يجعل بيننا وبين الفتنة أياماً قليلة وليس شهوراً أو سنين. الأمر يحتاج إلى صراحة ومكاشفة إلى حق.
نصل إلى صيدا، اليوم في صيدا، مع أنه لنا الكثير من الحلفاء والأحبة في صيدا من مختلف الطوائف وخصوصاً من الطائفة السنية الكريمة، لكن هناك آلاف العائلات الشيعية في صيدا منذ مئات السنين، ولدينا آلاف الناخبين في مدينة صيدا. الآن، أصبح السكن في صيدا يحتاج إلى إذن من هذه الجهة أو تلك الجهة! ويخرج ويقول أنا أسمح لفلان أو فلانة، أنا أسمح أن تأتي عائلة شيعية أو نساء أو أطفال ويأتون ويسكنون في هذا البيت أو ذاك البيت.
نحن في صيدا، نحن جزء ممن قاتل لتحرير صيدا في الجنوب، هناك شباب شيعة من صيدا أيضاً قاتلوا لتحرير صيدا والجنوب إلى جانب كل المقاومين، وبعد الانسحاب الإسرائيلي من صيدا، نحن في حزب الله لدينا مراكز وشقق وبيوت ومساجد ومجمعات من عشرين سنة و25 سنة و23 سنة، الآن هناك أشخاص "يريدون أن يعملوا لنا مفعول رجعي". نحن لدينا مراكز في عبرا قبل أن يقام مصلى، قبل أن يبنى مسجد، لم نأتِ نحن ونفتح مركزاً بجانب المسجد، هناك أناس جاؤوا وبنوا مسجداً بجانب مركزنا الموجود منذ أكثر من عشرين سنة. إلى أين؟ يذهبون، شتائم، شتائم، شتائم، نحن لن نرد على شتائم ولن ننجر إلى شتائم ولن يقوم أحد بأي رد فعل ميداني على شتائم، وهذا بحمد الله هناك التزام كبير فيه وأنا أؤكد على كل أحبائنا وجمهورنا وقواعدنا حرمة القيام بأي رد فعل على شتائم، لأن هذا يؤدي إلى الفتنة.
أحياناً يريدون إختراع معركة أعلام، أحياناً يخترعون معركة لافتات، أحياناً يخترعون معركة شقق، أحياناً معركة مجمعات.
حسناً، سؤال لأهل صيدا، لكل إخواننا في المنطقة، ماذا، يا أخي ألا يوجد عقلاء، ألا يوجد حكماء، ألا يوجد أناس تتحمل المسؤولية، ألا يوجد دولة تتحمل المسؤولية.
يعني، هل المطلوب جرنا لقتال؟ وكل الشواهد تقول ذلك، ونحن نصبر ونصبر ... بكل الاحوال، أنا الآن سأكتفي بهذا المقدار، لأقول: يوجد وضع يحتاج إلى وقفة، يوجد أناس يجب أن يتحملوا مسؤولياتهم، نحن حريصون جداً جداً، لكن "ما حدا يعمل معنا حسابات غلط"، أرجع وأعيد، نحن حريصون جداً جداً جداً... حتى ينقطع النفس ، لكن "ما حدا يعمل معنا حسابات غلط".
نحن لا نريد أن ندخل إلى بيت أحد، ولا إلى مسجد أحد، ولا نريد أن نهدد أحداً، ولا نريد أن نعتدي على أحد، ولا نريد أن نسيطر على أحد، نحن في الليل والنهار مشغولون في كيفية المحافطة على جهوزيتنا في مواجهة ما تعدّه إسرائيل للبنان والمنطقة وللشعب الفلسطيني، لا يأخذنا أحد إلى محل آخر، في نفس الوقت " ما حدا يعمل حسابات غلط معنا" .
هذا البلد مسؤوليتنا جميعاً، كلنا حريصون عليه، كلنا يجب أن نبذل كل جهد ممكن، من أجل أن نحافظ عليه، الدولة هي المسؤولة في الدرجة الاولى، وهي التي يجب أن تتحمل مسؤوليتها في كامل المناطق. وهذه حكاية أن هناك مكاناً مغلقاً، طيب، دلوني أين المكان المغلق، في الضاحية الجنوبية، " كل شوي يقول لك في الضاحية الجنوبية"، كان لدينا في الزمان مربع أمني، فتحناه كله. هذا الوضع الحاصل الآن، لا يجوز الاستمرار به، بشكل أو بآخر، نتمنى إن شاء الله أن يلجأ البعض الى المعالجة وأن يتحمل الجميع مسؤولياته، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يحفظ هذا البلد وشعب هذا البلد وأناس هذا البلد.
نحن طبعاً مختلفون على الموقف من سوريا، لكن هذا ليس نزاعاً سنياً شيعياً، هناك جزء كبير من السنة في سوريا موقفهم مثل موقفنا. أيضاً، هناك جزء كبير من السنة في لبنان موقفهم مثل موقفنا، يوجد جرء كبير من السنة في العالم العربي والعالم الاسلامي موقفهم مثل موقفنا. وهذا خلاف سياسي، لماذا تريدون تحويله إلى (خلاف) سني- شيعي، ليس صحيحاً.
طيب، مختلفون على موقف، على توصيف حتى على أداء، دعونا نحصر هذا الخلاف، لماذا يتم أخذه إلى كل شيء ونحمل الأمور إفتراءات وظلم أو نفتح معارك ليس لها أي مبرر وليس لها أي منطق على الاطلاق.
على كل حال، الله يعافينا ويعافيكم جميعاً، الله يساعد الجميع ويساعدنا أن نتجاوز هذه المرحلة بالمسؤولية وبالعقل والوضوح والبصيرة والصدق، أيضاً بالالتزام والثبات.
"إذا طلّعوا عليّ إشاعات جديدة" أعود وأطل عليكم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.