كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله حول موضوع المختطفين اللبنانيين في سوريا في مداخلة على الهاتف عبر شاشة "المنار" مساء اليوم: 22-05-2012
كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله حول موضوع المختطفين اللبنانيين في سوريا في مداخلة على الهاتف عبر شاشة "المنار" مساء اليوم: 22-05-2012
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله الطاهرين، وصحبه الأخيار المنتجبين، وعلى جميع الأنبياء والمرسلين، سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
طبعاً حديثي موجّه بشكل أساسي إلى العائلات، سواء كانوا في بيوتهم أم كانوا موجودين في مجمع الإمام الكاظم (عليه السلام)، وكذلك خطاب إلى كل المواطنين، خصوصاً إلى الذين يشعرون بتعاطف خاص بهذه الحادثة.
والأمر الثاني أن الكلام الذي سوف أقوله الآن، من موقع المسؤولية، هو كلام باسم دولة الرئيس الأخ نبيه بري، وباسمي وباسم قيادتي حزب الله وحركة أمل، ونحن نسّقنا مع بعضنا هذا المضمون.
لا يوجد شك أن هذه الحادثة هي مدانة، يعني أن ما أقدمت عليه بعض الجماعات المسلحة من عملية إختطاف مدانة بكل المعايير.
نحن الأولوية بالنسبة لنا وبالنسبة للأهالي هي كيفية معالجة هذا الموضوع، الكلام في السياسة له وقت آخر، لكننا سنذهب الآن إلى صلب الموضوع، الأمر الأساسي الذي أحب أن أؤكد عليه للناس وللمواطنين، أن دولة الرئيس نبيه بري وأنا شخصياً وقيادتي حزب الله وحركة أمل سنتعاطى مع هذا الموضوع بمسؤولية كبيرة جداً، وبدأنا بالتعاطي منذ اللحظة الأولى، يعني قبل أن يظهر الموضوع في الإعلام، نحن كنا نشتغل بالملف بشكل حثيث جداً، نعتبر هذا الموضوع إلى جانب أهاليهم هو مسؤوليتنا، كما لو أن أولادنا وأخواتنا هم المخطوفين.
إذاً نريد أن نقارب الموضوع، المخطوفون هم مواطنون لبنانيون، يوجد دولة في لبنان وتوجد حكومة في لبنان هي بالدرجة الأولى التي تتحمل مسؤولية العمل على إطلاق سراحهم، مثل أي دولة أو حكومة تحترم نفسها عندما يتم إختطاف المواطنين المنتمين إليها في أي بلد من البلدان.
بالفعل دولة الرئيس نبيه بري أجرى إتصالاً مع دولة الرئيس ميقاتي، وكذلك إخواننا اتصلوا بالرئيس ميقاتي، والذي أعرفه أنا أن الرئيسين قد بدأا بالإتصالات، نحن أيضاً لدينا إتصالات أخرى على خطوط أخرى.
إذاً النقطة الأولى أن مسؤولية الدولة ومسؤولية الحكومة عن هذا الملف وعن معالجته ونحن كلنا في موقع المساعدة والمساندة والعمل الحثيث من أجل إنجاز اطلاق سراح المخطوفين اللبنانيين في أسرع وقت ممكن.
إذن الى جانب هذا الجهد هناك شيء آخر مطلوب منا ، الآن مناخ البلد مناخ محتقن نتيجة الأحداث التي حصلت خلال الأيام القليلة الماضية.
بشكل حازم وحاسم نحن اذا أردنا أن نصل إلى نتيجة طيّبة في هذا الموضوع يجب أن نتعاون جميعنا، ونريد تعاون الناس خصوصاً. الآن الأهالي ـ وكلنا نتعاطف معهم ـ يريدون الاعتصام في مسجد، في حسينية، في مركز، في ساحة، في باحة فهذا حقهم الطبيعي من أجل أن يبقوا يعبّرون عن موقف ويذكروا بهذه المسألة.
لكن الذي أؤكد عليه، باسم قيادتي امل وحزب الله، لا يجب أن يلجأ أحد إلى قطع الطرقات، و(بالنسبة) لقطع الطرقات الذي حصل قبل قليل، نحن بصراحة نخاف من دخول أحد على الخط في هذا الجو المحتقن ومن أحد "يفتح مشكل" مع الجيش اللبناني والقوى الأمنية اللبنانية ، واحد يأخذ البلد إلى مكان آخر هو أجنبي عن معالجة هذه القضية الإنسانية، قضية إطلاق سراح المختطفين.
لذلك أنا أتمنى على كل أهالي الضاحية وأهالي المنطقة ـ والآن جاءتنا أخبار أيضاً من البقاع وبكل المناطق (عن قطع طرقات) ـ وشبابنا وشباب أمل والعائلات والقوى الأمنية، جميعنا يجب أن نتعاون ولا نريد قطع الطرقات.
وقطع الطرقات ماذا يفيد؟ وعلى من يضغط، إذا كان الهدف الضغط على القيادات السياسية وعلى الحكومة اللبنانية لكي تتحمل المسؤولية، فنحن متحملون المسؤولية منذ اللحظة الأولى ونعتبر هذا الموضوع بالنسبة إلينا أولوية مطلقة. هذا يُلحق الأذى بالناس والضرر بالناس ويعطّل حياة الناس، أيضاً في الأجواء المحتقنة والمناخات الموجودة في البلد يمكن أن يأخذ إلى مكان آخر.
هذه نقطة موضوع قطع الطرقات وحرق الاطارات أو الاعتداء على أي شخص يمر على الطرقات هذا (غير مقبول) لا من ناحية أخلاقية ولا من ناحية دينية ولا من ناحية وطنية، هذا الأمر لن يكون سليماً ولا يخدم هذه القضية.
الشيء الثاني أيضاً أنه صدر كلام عن بعض الناس ـ نحن نفهم الانفعال ولكن أيضاً نحن نخاف من الذين يدخلون على الخط ـ انه هذا الامر إذا لم يعالج هناك رعايا سوريون في الأراضي اللبنانية وهناك ناس يقولون "نحن نريد أن نخطف ونعمل"، طبعاً هذا أيضاً ممنوع وحرام من الناحية الشرعية والأخلاقية والقانونية والوطنية، إذن الرعايا السوريون الموجودون في البلد هم إخواننا وأهلنا وهم موجودون ضمن مسؤولية الدولة اللبنانية والشعب اللبناني ولا يجوز لأحد التصرف من تلقاء نفسه بأي تصرف خاطئ من هذا النوع. قطع الطرقات، الإقدام على أي اعمال عنف، القيام بأي خطوات سلبية، لا يخدم هذه القضية على الاطلاق.
أنا أحب أن أقول ـ من أجل أن تكونوا على ثقة طبعا ـ إن الاتصالات بدأت مع السلطة في سوريا ومع بعض الدول الاقليمية المؤثرة، ولا أريد التحدث عن أسماء، لاحقا اتكلم، إذاً من اللحظات الأولى هناك دول اقليمية مؤثرة بهذا النوع من الملفات. نحن لم نعدم أي وسيلة. أولادكم وشبابكم وأهلكم أمانة في اعناقنا، وأنتم تعرفون عندما تكون الأمانة في اعناقنا كيف نمارس نحن المسؤولية ونتحمل المسؤولية.
في المرحلة الحالية المسؤولية مسؤولية الدولة، والكل مدعوون إلى انضباط كامل وحقيقي، ونعبّر عن موقفنا بشكل حضاري وبشكل سلمي وسنعمل في الليل وفي النهار حتى يكون هؤلاء الأحبة فيما بيننا .
هذه الرسالة التي أحببت بشكل مختصر أن أقولها: بتعاوننا جميعاً إن شاء الله نقدر أن نصل إلى خاتمة طيبة لهذا الحادث المأساوي.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.