كلمة الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله في الليلة الخامسة من ليالي عاشوراء 2002 المصادف الاثنين في 18\3\2002
انطلاقا من المفهوم القرآني يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين تحدث سماحة الأمين العام في حزب الله السيد حسن نصرالله في المجلس العاشورائي الذي يقيمه سماحته في مجمع سيد الشهداء في الحي الأبيض مذكرا بهدف الغزو الإسرائيلي للبنان في العام 1982 ، إخراج المقاومة الفلسطينية من لبنان وإيجاد نظام سياسي لبناني موالي لإسرائيل، يوقع اتفاقية صلح معها ، ويرسل الجيش اللبناني الى الى حراسة حدودها .
ومذكرا ايضا ان عملية الاجتياح هذه بالفهم الإسرائيلي كانت تهدف الى اخراج الفصائل الفلسطينية والسلاح الفلسطيني من لبنان الى الشتات، وبذلك تكون القضية الفلسطينية ضربت والمقاومة الفلسطينية كذلك، ولبنان يستسلم هذه هي أهداف الاجتياح الإسرائيلي للبنان .
والأمريكان كانوا موافقين على هذا الأمر وارسلوا قوات متعددة الجنسيات لمساندة إسرائيل والنظام السياسي الذي أرست دعائمه في ذالك الوقت .
وتابع سماحته مذكرا ان الأمريكيين والإسرائيليين بحساباتهم ومخابراتهم ودراساتهم لم يكونوا حاسبين إلى ان هذا الاجتياح سيقلب السحر على الساحر، وان هناك اناس كانوا مغيبين او غائبين وان يتولد منهم مقاومة كتلك التي انطلقت سنة 1982 وانتصرت في ايار عام 2000 ،بالتأكيد لم يكن أي إسرائيلي يحتمل او يتوقع ان الاجتياح الإسرائيلي سيطلق مقاومة بهذا المستوى وبهذا النوع .
نحن اللبنانيون نعرف قبل كل الناس ان إرادة المقاومة وقيام المقاومة واستمرار المقاومة هي صنع الاهي ونحن اللبنانيون نعرف ان انتصار المقاومة كان صنعا الياهيا كذلك.
قصة المقاومة باختصار ان هناك أناس أمنوا بالله وعبدوه ورفظوا عبادة غير الله وتوكلوا على الله ووثقوا بوعده وجاهدوا في سبيله ووفى الله لهؤلاء ودافع عنهم في مواجهة أمريكا وإسرائيل .ثم الأهم من ذلك ان اجتياح لبنان في الخلفية الإسرائيلية كان هدفه أيضا تصفية القضية الفلسطينية ،والمقاومة الفلسطينية ،فإذا بالمقاومة التي انطلقت في لبنان بصنع الاهي وانتصرت في لبنان بمشيئة الاهية ،تفتح الباب على مصرعيه أمام الانتصار الفلسطيني وانطلاقة المقاومة الجهادية الفلسطينية عندما يتبدل الحجر بالاستشهاد وتحضر القضية الفلسطينية بقوة وبفعالية .
وبالعودة الى سيناريوا ضرب الكويت وعاصفة الصحراء العراق من الكويت كان هدفها السيطرة الأمريكية على المنطقة وحل الصراع العربي الإسرائيلي ،وبعدها كان اتفاق مدريد وكانت هناك انتفاضة في فلسطين ،وارادوا ان يستوعبوا انتفاضة الحجر وكانت أوسلو .أمريكا وإسرائيل وكثير من العرب أرادوا أوسلو وارادوا السلطة الفلسطينية وارادوا من البنادق ((الكليشنيكوف ))الذي يدخل الى مناطق السلطة الفلسطينية أرادوا من هذا ان يقزموا القضية وان يحولوا الاف الفلسطينيين الى شرطة لحماية الاحتلال ،وخططوا وبذلت الإدارات الأمريكية جهود كبيرة جدا في كمب ديفيد وما بعدها وما قبلها ولكن في النهاية كل الجهود الأمريكية والاستخبارية والغربية والتي تواطأ معها كثير من العرب الى اين أوصلت فلسطين بدل انتفاضة الحجر التي صادروها في أوسلو انطلقت مقاومة الدم والجهاد والسلاح والبندقية والعبوة والقذيفة والصاروخ ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين . وجاءت هذه الانتفاضة لتحرج الصهاينة ولتحرج أمريكا ولتحرج أوروبا وكل الأصدقاء المتسولين المتوسلين لأمريكا في العالمين العربي والإسلامي وليصبح الرقم الأصعب هو هذا الشعب رجاله ونسائه والأطفال وهذا مصداق جديد للوعد الإلهي.