كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله في ذكرى استشهاد أمين عام حزب الله سيد شهداء المقاومة الإسلامية سماحة السيد عباس الموسوي وزوجه وطفله وشيخ شهداء المقاومة الشيخ راغب حرب في السادس عشر من شباط وأسبوع المقاومة الإسلامية
أحيا حزب الله ذكرى استشهاد أمين عام حزب الله سيد شهداء المقاومة الإسلامية سماحة السيد عباس الموسوي وزوجه وطفله وشيخ شهداء المقاومة الشيخ راغب حرب في السادس عشر من شباط وأسبوع المقاومة الإسلامية، باحتفال حاشد أقامه في مقام السيد عباس في بلدة النبي شيث البقاعيّة حضره أمين عام حزب الله سماحة السيد حسن نصر الله، عضو شورى حزب الله سماحة الشيخ محمد يزبك، رئيس المجلس التنفيذي السيد هاشم صفي الدين، المعاون التنفيذي للأمين العام السيد حسين الموسوي، سفيرا الجمهورية الإسلامية الإيرانية في بيروت ودمشق محمد علي سبحاني وحسين شيخ الإسلام، وزير الشؤون الاجتماعية أسعد دياب، وزير الزراعة علي عبد الله، وزراء سابقون وشخصيات نيابية وحزبية وسياسية وبلدية واجتماعية وعسكرية لبنانية وسورية، وحشد كبير من المواطنين من البلدة وجوارها.
وأدّى قرابة ألف عنصر من التعبئة العامّة من المنضوين الجدد قسم الولاء والبيعة لخط حزب الله بقيادة الأمين العام السيد حسن نصر الله. بعدها ألقى نجل الشهيد السيد عباس، ياسر الموسوي كلمة أكّد فيها مواصلة درب والده الشهيد.
وألقى الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله كلمة أكّد فيها أنّ من يريد أن يحمي لبنان عليه أن يحفظ المقاومة على الحدود اللبنانية، ومن يريد أن يضحي بجيش لبنان وبلبنان عليه أن يرسل هذا الجيش إلى الحدود لأنه لا يستطيع أن يواجه الجيش الصهيوني القوي، وحيث أن مواجهة هذا العدو تحتاج إلى مقاومة شعبية غير مكشوفة لتقاتله وتهزمه.
ولفت سماحته أنّ الذي أضحى اليوم يدرس ويفكر كيف يسحب الذرائع من يد المقاومة في لبنان هو الكيان الغاصب، وهذا من بركات المقاومة وعملياتها الجهادية والصمود والإرادة وثقافة الشهادة والالتفاف الشعبي والرسمي والموقف الوطني الكبير والعارم.
أضاف : إنّ المقاومة استطاعت وبإمكانات متواضعة أن تلحق الهزيمة بجيش العدو وتفرض عليه تفاهم نيسان، وتوازن الرعب على الحدود اليوم فرضته المقاومة مع العدو الصهيوني برغم امتلاكه أقوى سلاح جو في المنطقة وأسلحة نووية وسلاح دمار شامل وصواريخ ضخمة.
وحذّر سماحة السيد نصر الله من أنّ "إسرائيل" كي تعتدي ليست بحاجة إلى ذرائع، وهذا العدو لا يفهم إلاّ لغة الحديد والدم وهي الطريقة الوحيدة التي يمكن أن نواجهه بها. وقال :" المقاومة اليوم ترابط على ثغور الوطن وعلى تخوم فلسطين والقدس في مزارع شبعا تقاتل لتحرير الأرض بالطريقة التي تراها مناسبة، والطائرات التي تنتهك أجواءنا وسيادتنا نواجهها بالمضادات ونعمل لاستعادة المعتقلين ونقف سدا منيعا أمام التهديدات الصهيونية لشعبنا وبلدنا وأمّتنا".
وفي الشأن الفلسطيني أكّد السيد نصر الله أنّ شارون الذي خوّفت به بعض النخب العربية هو عاجز كما أسلافه ولن يستطيع أن يكسر إرادة الانتفاضة وهو الذي وعد مواطنيه الإسرائيلين بالأمن في مئة يوم وقد انقضى عام والاضطراب والخوف الأسرائيلي أكثر من أي وقت مضى.
وقال إنّ :" رئيس حكومة العدو بما يملك يستطيع أن يدخل إلى المدن ويقصف ولكن طالما أن الشعب الفلسطيني في الداخل يملك إرادة الصمود والتحدي والعزم وثقافة الاستشهاد لا يستطيع شارون أن يفعل أي شيء"، ودعا السيد نصر الله العرب والمتمولين منهم ومتوسطي الحال إلى مد يد العون للفلسطينيين بأضعف الإيمان إن لم يتمكنوا من التظاهر والمواجهة، وعلى الحضور مع الشعب الفلسطيني بالوجدان وإدخال القضية إلى بيوتهم ودعمهم بالمال وتثبيت عوائل الشهداء والأسرى والمعوقين والجرحى.
ودعا السيد نصر الله وسائل الإعلام إلى وقفة ضمير مع الشعب الفلسطيني مؤكدا أنّ هذه الانتفاضة ككرة الثلج وهي ستكبر لكنها تحتاج إلى من يدحرجها ويدفعها، وسوف يأتي الوقت والانتفاضة قادرة على إخراج الصهاينة بوقت قصير.
وقال إنّ :"الذي يغيّر المعادلة هو إرادة ومقاومة الشعب الفلسطيني وبالرغم من كل الظروف الصعبة الداخلية في فلسطين المحتلة والعربية والاقليمية والدولية فإنّ الانتفاضة والمقاومة في فلسطين أقرب من أي وقت مضى إلى النصر الحقيقي لأنّ كل السياسات الأمنية التي اتبعها بارك وشارون وكبار جنرالات والعقول العسكرية والأمنية الاسرائيلية فشلت بمواجهة هذه الإنتفاضة".
أضاف : إذا كانت المقاومة في لبنان احتاجت إلى 18 سنة لتخرج الصهاينة من الجنوب والبقاع الغربي، فإنّ الانتفاضة قادرة على إخراج الصهاينة بالحد الأدنى من أراضي 4 حزيران 67 خلال مدّة زمنية قصيرة.
ولفت إلى أنّ القتال اليوم في قلب فلسطين المحتلة وفي قلب القدس وتل أبيب وحيفا وفي عمق هذا الكيان الذي كان يظن نفسه آمنا وليس في شمال فلسطين.
وفي الشأن الداخلي رأى سماحة السيد أنّ اللبنانيين يعرفون أنّ الأزمة الاقتصادية تلقي بظلالها وبثقلها بقوة على حياة الناس وخصوصا في المناطق المحرومة مثل البقاع، صحيح لدينا مشكلة رئيسية هي حجم الدين العام المترتب على لبنان البالغ باختلاف الروايات 25 أو 30 أو 35 مليار دولار والذي يجب أن يسدّد، لكن المشكلة الأكبر أنّ هذا الدين يتراكم بشكل مخيف.
أضاف : الحكومات المتعاقبة تحاول أن تعالج هذه المشكلة وتتجه إلى فرض الضرائب الجديدة وعصر النفقات وغيرها من النظريات المتبعة وأخذ القروض والبحث عن مساعدات، وقال :" أعتقد أنّ المشكلة الرئيسية يمكن علاجها وحلّها لكن هناك شرط أساسي وحقيقي وجوهري لأي حل وأي معالجة اقتصادية، فلو دفع الناس الضرائب وأكثر منها ولو عصرت النفقات وأتيحت المساعدات وبقيت مشكلة الفساد الإداري والمالي لأصبحت المعالجات مضيعة للوقت وإرهاق للناس، بكل بساطة أصلحوا الخزان حتى يمكن ملؤه ماء".
ودعا سماحته إلى المحافظة على الأموال العامة وتفعيل قانون من أين لك هذا، وقال :" قبل بضعة أيام أقالوا مدراء عامين وعينوا آخرين مكانهم، هل سألتم من أخرجتموهم كم حصّلوا من أموال والذي أتيتم بهم هل فتحت لهم ملفات بممتلكاتهم وعندما يخرجون ماذا سيصبح لديهم؟.
وأكّد أنّه إذا لم يكن هناك مواجهة جيدّة وجذريّة للفساد المالي والإداري لن تكون هناك إجراءات مفيدة ومنتجة، بل سيزداد بعض الأغنياء غنى وسيستفيد منها بعض اللصوص.
وقال إنّ :" حزب الله ضدّ أي ضرائب جديدة، وإذا أرادت الحكومة اللبنانية معالجة مشكلة الفساد وإذا الشعب اللبناني يثق أنّ ما يدفعه من ضرائب سوف يذهب إلى إيفاء الديون ومعالجة العجز وإقامة مشاريع، أنا أؤكد لكم أنّ الناس حاضرة لأن تدفع الضرائب، المهم أن يكون هناك أفق، إذا لم تكونوا قادرين على إعادة الأموال المنهوبة على الأقل أوقفوا النهب منذ هذه اللحظة".