
كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله في أسبوع الحاج حسن يزبك والد الوكيل الشرعي العام للإمام الخامنئي في لبنان سماحة الشيخ محمد يزبك في البقاع
أكد الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله " أن هذه المرحلة هي مرحلة الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني وتقع على عاتقنا مسؤوليات أخلاقية ودينية وشرعية سنسأل عنها يوم القيامة، ونحن سنؤدي هذه المسؤوليات بما يمكن أن يجعلنا مطمئنين عندما نقف بين يدي الله عز وجل يوم القيامة ونحن لا نخاف لا من تهويل أحد ولا من تهديد أحد ". وأكد أن المطلوب اليوم هو دعم المقاومة بالمال والسلاح والرجال . فالاستراتيجية الصحيحة والوحيدة هي استراتيجية استمرار المقاومة والانتفاضة وتصاعدها حتى تنتصر وليس المبادرات ويجب أن نكون في خدمة هذه الاستراتيجية بكل ما أوتينا من قوة".
جاء ذلك في كلمة ألقاها في أسبوع الحاج حسن يزبك والد الوكيل الشرعي العام للإمام الخامنئي في لبنان سماحة الشيخ محمد يزبك في البقاع بحضور شخصيات سياسية ورسمية وحزبية ودينية.
وأشار سماحته : إلى أن ما قامت به المقاومة الإسلامية أمس هو مهاجمة كل مواقع الاحتلال في مزارع شبعا بكتلة نارية كبيرة ومن المؤكد أن هناك خسائر وإصابات وقعت في بعض المواقع ، وقال إن الإعلام الصهيوني بقي صامتاً لمدة ثلاث ساعات ولم يعلق على العمليات واكتفى برد فعل موضعي، إلى أن جاء تصريح وزير الحرب الصهيوني بن اليعازر الذي دعا حزب الله إلى عدم التدخل في شؤون الفلسطينيين والالتفات إلى الشأن اللبناني الداخلي ، والغريب أن هذا الأمر جاء متقاطعاً مع بعض الكلام الذي يصدر من قبل بعض اللبنانيين".
وقال:"إن الشوك الذي يقلعه الفلسطينيون ليس شوكهم لوحدهم ، بل هو شوك كل العرب والحكومات العربية " مؤكداً أنه لو تمكن شارون من فرض الاستسلام على الشعب الفلسطيني فإن أول هدف نصب عينيه هو إذلال لبنان . وإن أي لبناني ينتمي إلى أي جهة يقوم بعمل من أجل الدفاع عن الفلسطينيين هو عمل بالدرجة الأولى من أجل الدفاع عن لبنان ولكي لا تأتي تلك اللحظة التي يعتدي فيها علينا ذاك الطاغية شارون".
وأكد " أننا سنؤدي مسؤولياتنا دون الخوف من أحد، وبما يمكن أن يجعلنا مطمئنين عندما نقف بين يدي الله سبحانه وتعالى وهذا أمر محسوم عند حزب الله".
ودعا إلى دعم الشعب الفلسطيني بالمال والسلاح والرجال ، وقال إن التظاهرات جيدة للتعبئة والتعبير عن موقف ، لكنها لا تحيي ميتاً أو تعيد كرامة ، والأمر لا يحتاج إلى كثير من التنظير.
وقال :" إن هاجسنا الحقيقي هو ماذا نجيب ربنا يوم القيامة؟ ومن هنا يُعرف مدى التزامنا النهائي ، فمهما كانت التبعات نحن سنؤديه ، وهذا لا يعني أننا نتحرك بتهور ودون ضوابط ورؤية ، فتجربتنا ومسيرتنا تعلمنا منها الكثير ، ونحن عندما نتحدث عن دعم الانتفاضة ، فإننا نتحدث عن دعمها حتى لا تنكسر وإنما حتى تنتصر إرادة الفلسطيني وتنكسر إرادة الصهيوني . لكن لا ينبغي أن يفهم أحد في لحظة من اللحظات أننا متهورون ومتحمسون لأن الأمر ليس كذلك.
وأضاف طوال سنوات المقاومة اعتدنا على منظر الشهداء والمجازر ونعرف التوقيت واختيار المكان والزمان والوسيلة ، وبكل أعصاب هادئة وتعقل وثقة بالنصر الأتي نعمل ونتحرك بالسر والعلن.
وأكد سماحته " أننا نعيش في هذه المرحلة أياماً مصيرية وتاريخية وما يجري في هذه الأيام قد لا يكون بعيداً من حيث الشبه عما جرى عام 1948 ". وقال إن إسرائيل تريد السيطرة وبقاء الاحتلال واستمرار التسلط على الأرض والمقدسات ، وجاء رد شارون سريعاً على القمة العربية عبر إعلان الحرب الشاملة بلا حدود كما أعلنها ، وقد بدأها في رام الله مستبيحاً كل شيء وكان رده السياسي بأن "الانسحاب إلى خطوط 4 حزيران 67 يعني تدمير لكيانه وهذا لن يحصل".
ولفت إلى إن أمريكا ستبقى الداعم والحامي بالمطلق لكل ما يفعل شارون وكيانه الغاصب الذي هو في حقيقة الأمر مشروع أميركي في المنطقة وقاعدة عسكرية متقدمة وأن الجيش الصهيوني هو فيلق في الجيش الأميركي وأن كل أسلحة الدمار والقتل التي تستخدمها إسرائيل هي أسلحة أميركية .
وتساءل سماحته هل هناك من أحد من قادة العرب لا يزال يراهن على تعديل ما في السياسة الأميركية الداعمة لشارون ؟! مؤكداً أن شارون لا يذل رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات وحسب بل هو يذل كل الأمة والقادة العرب، مشيراً إلى أن كل الاتصالات التي أجريت لم تنفع ولم تأت بحلول للفلسطيني ، واعتبر أن ما يراد فرضه الآن هو الاستسلام على الشعب الفلسطيني من خلال ورقة تينيت التي هي بالإضافة إلى الشروط العشرين التي وضعها شارون كارثة بالنسبة للفلسطينيين.
وأسف لعجز النظام السياسي العربي الذي بدا واضحاً في القمة العربية في بيروت، مذكراً بما قاله في يوم عاشوراء من أن الرد على سياسة شارون ليس بالمبادرات بل بموقف عربي صارخ يهدد إسرائيل بقطع العلاقات معها وشن حرب عليها وبتأديبها ، أما عندما يكون الرد على المجازر واجتياح المدن والمخيمات الفلسطينية المزيد من التنازلات والمبادرات فإن الرد الصهيوني سيكون المزيد من القتل والاحتلال وهذا ما يجري اليوم.
ونوّه بالشعب الفلسطيني الذي وصفه بالشعب الحي كما هي شعوبنا العربية والإسلامية التي فيها كل الخير وأن الرهان على الشعب الفلسطيني في محله لأنه ناضج ولا تنقصه الرؤية ولا التضحية وكل الإرادة متوفرة فيه ، مشيراً إلى المأزق الكبير الذي يعيشه الكيان الغاصب الذي يعد قتلاه واحداً واحداً كما كان يفعل في لبنان بفضل العمليات الاستشهادية. وقال إن الأهم من عدد القتلى والجرحى هي حالة الرعب التي يثيرها الاستشهاديون في قلوب الصهاينة الجبناء ، معتبراً أن الذي تعب هم الحكام وحواشيهم ووزرائهم كما تعبوا من المقاومة في لبنان لأنها أحرجتهم وكشفت زيفهم وذلهم أمام العالم المستكبر وما نحتاجه هو الأعمال والأفعال والإرادة والعزيمة.
وقال :" خرجت في القمة العربية أصوات مرتفعة ولم يأت العتب على هذا الصوت من أمريكا بل من فرنسا أيضاً المحسوبة أنها الأقرب إلى الموقف العربي".
وانتقد بيان مجلس الأمن الذي دعا فيه الطرفين الفلسطيني والصهيوني إلى رفض العنف والعودة إلى المفاوضات وفي ذلك إنحياز واضح لصالح الكيان الصهيوني ودعوة للفلسطينيين للاستسلام. ولفت إلى أن الإسرائيلي واثق ومطمئن إلى أن الأنظمة العربية لن تشن حرباً عليه ، وليدمّر الشعب الفلسطيني بكامله فلن يقف أحد إلى جانب هذا الشعب لأن ما يعني هذه الأنظمة فقط هو عروشها التي تستعد لفعل أي شيء للحفاظ عليها".
وأشار سماحة السيد نصر الله إلى أنه اضطر للكلام عن الشباب الثلاثة المعتقلين في الأردن لأنه كان يُحضر لهم اتهام بأنهم سيفجرون ويقتلون وينفذون أعمالاً إرهابية ، مؤكداً أننا لا نتخلى عن شبابنا الذين سُؤلنا عنهم ، فقلنا أنهم من حزب الله ونحن أرسلناهم ونتحمل مسؤولية عملهم.