لقاء الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله في مقر الأمانة العامة قبل ظهر اليوم رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية فاروق القدومي
استقبل الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله في مقر الأمانة العامة قبل ظهر اليوم رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية فاروق القدومي يرافقه مدير مكتبه عمر الشكعة، بحضور عضو المجلس السياسي في حزب الله حسن حدرج.
وبعد اللقاء أدلى القدومي بتصريح جاء فيه :
إنّنا سعيدون أنّ نلتقي مع صاحب السيادة السيد حسن نصر الله قائد حزب الله، إنّ هذا اللقاء هو لقاء نضالي لأنّ أرضنا محتلة ويريد جميع العرب والشعوب المحبة للسلام ان تقف مع الشعب الفلسطيني في كفاحه من أجل استرداد وطنه فلسطين . نعم ، لا بد من دعم الانتفاضة في كل المجالات وخاصة نحن اليوم في مؤتمر القمة العربية ونريد القرارات العربية أن تدعم الانتفاضة الفلسطينية. إنّنا في بيت المقاومة اللبنانية وهذا الانسان يستبشر خيرا ويتفاءل لأنّ الشعب اللبناني الذي كافح من أجل استرداد حقوقه ووطنه العزيز في الجنوب، هذا نموذج لكل مواطن عربي من أجل أن يسعى لاسترداد حقوقه.
المقاومة الفلسطينية تقاوم من أجل إقامة دولة فلسطينية ومن أجل إجلاء العدو الاسرائيلي عن الأراضي الفلسطينية ، قبلنا السلام والمبادرات السلمية ولكن مع الأسف الشديد مضت عشر سنوات والعدو الاسرائيلي يماطل، إنّهم لا يريدون السلام ، إنّهم يريدون أن يستوعبوا المزيد من الأرض العربية ، إنّهم يدّعون أنهم مع السلام وتقف الولايات المتحدة الأمريكية معهم ، مع أنّ أمريكا هي راعي مسيرة السلام ولكن بالنسبة لإسرائيل تقف منحازة إلهيا .
ولذلك سنقاوم بكل الوسائل وبكل ما لدينا والشعب الفلسطيني في الداخل أصبح كله جيش مقاومة من أجل فلسطين ومن أجل الحقوق والعربية ومن أجل الحفاظ على الأمن القومي وعلى المصير والمستقبل العربي . فلسطين والساحة الفلسطينية هي الساحة الساخنة للمعركة بين العرب وإسرائيل، صحيح أنّ العربي أكّدوا على أنّ السلام هو استراتيجيّتهم ولمن بعد فشل المسيرة السلمية وفشل كل الاتفاقات التي عقدت ، إذا لا بد أنّ يتخذ العرب سياسة السلام الرادع ، هذا هو طريق المقاومة ما دامت إسرائيل لا تفهم سوى هذه اللغة فإنّنا مستعدون أن نسير وقد سارت الانتفاضة لأكثر من 18 شهرا ، ولهذا فإنّ الطريق للإستقلال والحرية وإنهاء الاحتلال الاسرائيلي هو من خلال المقاومة الفلسطينية.
لقد أصبح الرأي العام يدعم المقاومة الفلسطينية ، والرأي العام العالمي ودول العالم ترى في ما يقوم به شارون أنّه نازي ومجرم حرب وله تاريخ سيء ، إنّ إسرائيل التي يتزعمها حزب الليكود هي دولة عنصرية مع الأسف الشديد لأنّها تغتال المواطنين ودمرت القرى والمدن ودمرت حتّى أنانبيب المياه ، ودمرت المدارس والمستشفيات وسيارات الاسعاف وقتلت الأطفال وحرقت المدن واستخدمت كل آلة من طائرات الـ "أف 16" إلى طائرات الهليكوبتر ، قتلوا رجال الأمن الذين وافقوا على إدخالهم من أجل الحفاظ على النظام الأمني، دمّروا مقراتهم ، حاصروا أخي أبو عمار قائد الثورة الفلسطينية ولكنه صامد ، يريدون أن يفرضوا على الأخ أبو عمار شروطا ولكن قائد الثورة لا يمكن أن يرضى بشروطهم. سيبقى هناك مع شعبه في وطنه وبيته راف الرأس لأنّ الشعب الفلسطيني يناضل ، لقد استطاع الفلسطيني في الجليل والنقب وفي مثلث الرعب أن ينشط في بسيل دعم الشعب الفلسطيني وإخوانه في الضفة والقطاع ، لقد استيقظت فيهم وأكّدوا هويّتهم الوطنية الفلسطينية وانتماءهم العربي، حتى من منهم أعضاء في الكنيست أهالوا عنهم الحصانة لأنّهم يقفون مواقف الشرف كالأخ عزمي (بشارة) .
ولهذا أيّها الأخوة نحن في بيت المناضلين مناضلين، ونحن أيضا على الأرض العربية مناضلون، إنّنا نحّي حزب الله وقيادة هذا الحزب وفي نفس الوقت نحّي الشعب اللبناني المضحي ، إنّه شعب ضحّى أكثر من الشعوب الأخرى.
نحن نعرف أنّه سقط للشعب اللبناني مئات الشهداء في هذه الغارات المستمرة التي وصلت إلى بيروت ، هذا الشعب المناضل ، الرحمة لكل الشهداء في لبنان وعلى كل الأرض العربية والتحية للشعب اللبناني وللمقاومة اللبنانية .
أسئلة وأجوبة:
وحول ما يريده الفلسطينيون من القمة العربية قال :" نطالب القمة العربية بإدامة القمة العربي بإدامة الانتفاضة من ناحية توفير المواد والأدوات الطبية والعلاج والمواد الغذائيّة وكل لوازم الانتفاضة بلا استثناء ، هذا جيش يقاتل بالسلاح وبالصمود وبالعمل السياسي من أجل أن يسترد حققوه من الغاصب الاسرائيلي. أرض اجتلّت ، لا بد أنّ يخرج العدو الاسرائيلي من هذه الأرض ، سنقاوم بكل الوسائل وهذا أمر مشروع في كل القوانين والمواثيق العالمية وهو أن الشعب المحتل من حقه أن يستخدم كل الوسائل" .
ـ وأكّد أنّ عودة اللاجئين أساس القضية الفلسطينية ، وعودتهم إلى ديارهم إلى حيفا ويافا أهم من إقامة الدولة، إزالة الاحتلال وعودة اللاجئين ثمّ إقامة الدولة، ولذلك عودة اللاجئين أهم بكثير في نظرنا. ولكن ما يتم أولا لا يعني أنّنا سنتنازل عن الآخر.
ـ ولفت إلى أنّ الرئيس عرفات سيحضر، وقال :" ولكن الأخ أبو عمار لن يحضر إذا كانت هناك شروطا سيقدمها العدو الاسرائيلي لأبو عمار ليقبلها ، الأخ أبو عمار يرفض كل الشروط ويقول لا بدّ من الانسحاب، وإذا بالفعل إسرائيل خضعت لمثل هذه الرؤية فالأخ أبو عمار سيأتي ".
ـ وحول سؤال عن موقف القادة العرب تجاه التعنت والاجرام الاسرائيلي، رأى أنّ الموقف العربي "هو دليل على أن العرب يريدون السلام ولكن يريدون السلام والانتفاضة مستمرة وهذا من موقع القوة لأنّهم قرروا عام 1996 أنّ هناك استراتيجية عربية وهي استراتيجية السلام ، ولهذا السبب فإنّنا نقول أنّنا مع السلام ولكن على أسس عادلة بمعنى أن ينسحب العدو وتقام دولة فلسطينية ويعاد اللاجئون إلى ديارهم وهذه هي الأسس للتسوية السياسية العادلة.
ـ وردا على سؤال اعتبر أنّ مؤتمر القمة هو رؤية الأمّة العربية بكل بلدانها(..) نقدر الظروف الدولية وقلنا للعرب أنّنا لا نريد أن تقاتلوا بل نريد إدامة الانتفاضة ولا نريدكم أن تقاتلوا في جبهات المواجهة، نحن الشعب الفلسطيني أربعة ملايين في الداخل وإضافة إلى الخارج نقاتل، لذلك زوّدونا بما يلزم من أجل إعداد حقوقنا وطرد العدو الاسرائيلي بكل ما يحتاجه المقاوم دون استثناء.
ـ وأوضح أنّ هناك تباين في وجهات النظر بالنسبة إلى صياغة مسودة بيان القمة، وهناك أمر آخر وهو أنّ الذين وقعوا اتفاقات سلام مع إسرائيل مثل الأردن ومصر يريدون أن يحتفظوا بهذه الاتفاقات ، لكن بعد ذلك نحن نرفض أن يقوم أي طرف عربي بأي اتفاق آخر (…)، وقد وضعت صياغة البيان النهائي بصورة من أجل أن يرفع إلى مؤتمر القمة ليعدلوا فيه ما أرادوا، وقلنا في هذا البيان أن توقف أي علاقات مستقبلية (…)، وليس معنى ذلك أن نقبل ما تم ونحن لا نوافق على هذه الاتفاقات السابقة لكن الدول العربية لها سيادتها ولا نريد أن نعترض عليها، لكن لا يطلبون موافقتنا.
ـ وأشار إلى أنّه جرى في الاجتماع مع السيد نصر الله شرح ما يجري بالتفصيل في داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة ، وشكرناه على الدعم الذي نلقاه من حزب الله ، ونحّي المقاومة اللبنانية التي استطاعت أن تحرر الجنوب اللبناني ، وهذه المقابلة هي أول مقابلة مع السيد نصر الله.