بيان صادر عن حزب الله تعليقاً على تقرير الأمين العام للأمم المتحدة بان كيمون حول القرار 1559 19-10-2012
تعليقاً على تقرير الأمين العام للأمم المتحدة بان كيمون حول القرار 1559 أصدر حزب الله البيان التالي:
لقد اعتدنا في حزب الله على تقارير الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ولم يفاجئنا في تقريره الجديد حول القرار 1559 سوى وضوح بصمات مساعدَيه المتصهينين تيري رود لارسن وجفري فيلتمان، اللذين صاغا فقرات التقرير بما يتناسب مع معرفتهما بزواريب السياسة اللبنانية، وتبنيهما خطاب فريق 14 آذار، في تناغم واضح، يقدّم فيه الداخل الأعذار والتبريرات لاستقدام الخارج، وجعله ينخرط في الشأن اللبناني الداخلي، وهو ما يضع الأمم المتحدة في موضع الانحياز لطرف لبناني ضد طرف لبناني آخر.
لكن الغريب أن الموظف الأممي الأول، المعني بحماية السلم والأمن الدوليين، لم تسترعِ انتباهه، أو تستفزّه، الخروقات الجوية الإسرائيلية للسيادة اللبنانية، والتي تربو على العشرين ألفاً، في حين أن طلعةً جوية واحدة لطائرة بدون طيار أرسلتها المقاومة الإسلامية إلى جنوب فلسطين المحتلة، جعلته يحسّ بالخطر المحدق والاستفزاز الكبير، وهذا ما يفضح الذهنية التي تتحكم بالأمم المتحدة، التي لا تمتلك معايير محددة لمفاهيم السيادة، ولا يبدو أنه مقدّر ومسموح لها ذلك، طالما استمرت في لعب دور الأداة في خدمة القوى الكبرى، وعلى رأسها الإدارة الأميركية.
إن مسارعة الموظف الأممي إلى المطالبة بنزع سلاح حزب الله هو محاولة واضحة منه للتذاكي بالقفز إلى مصادرة النتيجة دون معالجة السبب، فلو أن منظمته اضطلعت بمسؤولياتها بشكل كامل، وفي إطار من الاستقلالية والشفافية والإنصاف، لما كنا وصلنا في فلسطين ولبنان والعديد من مناطق العالم إلى ما وصلنا إليه من تدهور في الأوضاع نتيجة انحياز الأمم المتحدة ومؤسساتها إلى القوي ومحاباته على حساب الضعيف والمظلوم والمحتل.
لقد بات واضحاً للجميع أن الأمم المتحدة تعمل في إطار منظومة دولية تتبنى بشكل كامل ودائم ونهائي ضمان تفوق وسيطرة الكيان الصهيوني على المنطقة بأكملها، وتحبط أي محاولة لأية جهة سواء كانت حكومة أو مقاومة لامتلاك ومقومات حقيقية للدفاع عن الأوطان والإنسان.
إن "إنجازات" الأمم المتحدة الفاضحة الواضحة في فلسطين المحتلة من خلال السكوت على التهويد والاستيطان والاحتلال والقتل والتشريد والحصار، تصلح مثالاً لما يمكن أن يحل بالأوطان التي تعتمد هذه المنظمة الدولية، حامياً لها أو نصيرا، وهو ما يدفعنا إلى التمسك أكثر وأكثر بقوانا الذاتية وإمكاناتنا.
أما السلاح الذي يطالب بان كي مون بنزعه، فنطمئنه ختاماً، إلى أنه السلاح المشرف الذي حرّر معظم الأراضي اللبنانية دون قيد أو شرط وهو الذي يضمن قوة لبنان واللبنانيين وحمايتهم وحماية أرضهم وثرواتهم ومستقبلهم في وجه كل الأطماع، وليس القرارات الواهية لمنظمته التي لا تقيم لها "إسرائيل" أي وزن أو اعتبار.