كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله حول التطورات بعد استقالة الوزراء وسقوط الحكومة اللبنانية عبر قناة المنار 16-1-2011
كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله حول التطورات بعد استقالة الوزراء وسقوط الحكومة اللبنانية عبر قناة المنار 16-1-2011
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق وأعز المرسلين سيدنا ونبينا وحبيب قلوبنا أبي القاسم محمد بن عبد الله وعلى آله الطيبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين.
السلام عليكم رحمة الله وبركاته
نظراً للتطورات التي حصلت في الأيام الأخيرة في لبنان ولأهمية المرحلة أجد نفسي مسؤولاً عن عرض الوقائع وتحليل هذه الوقائع والتعليق عليها وأيضاً رسم صورة تقريبية لمسار الأمور في بلدنا لأنه من حق الشعب اللبناني وحق اللبنانيين جميعاً ومن حق كل أولئك الذين يحبون لبنان ويهتمون للبنان، للشعب في لبنان، وللدولة، للمقاومة، للمستقبل، أيضاً أن يطلعوا وأن يحيطوا بالقدر الممكن الذي يمكن قوله حول مسار الأمور لأن الوقائع ومسار الأمور تستطيع أن تكشف لنا بوضوح النوايا والاستهدافات وما يحضر لهذا البلد ولنا جميعاً.
أولاً: أبدأ من الوقائع. لن أعود كثيرا إلى الأشهر السابقة. سوف أبدأ وباختصار في الوقائع منذ بدء ما سمّي بالمبادرة العربية أو بالمسعى السعودي السوري على إثر الحديث عن قرب صدور قرار اتهامي من قبل مدعي عام المحكمة الدولية ينوي فيه توجيه الاتهام إلى أفراد أو كوادر من حزب الله، قامت مبادرة كريمة من قبل الجانب السعودي والجانب السوري، من قبل الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس بشار الأسد وأبلغنا بأن هناك مسعى من هذا النوع ونحن دعمنا هذا المسعى وكل الأصدقاء الذين اتصلوا للمساعدة. كنا نقول لهم: نحن نقترح أن تدعموا المسعى السعودي السوري. في الحقيقة نحن راهنّا عليه كما راهن كل الذين يريدون الخير للبنان وأن يتجاوز لبنان هذه المحنة أو ما يعدّ له من محن ومن فتن.
بدأت المحادثات بالرغم من أن البعض في لبنان كان ينكر أصلاً وجود محادثات أو وجود أفكار أو وجود أوراق أو وجود بنود فضلاً عن أنه ينكر التوصل إلى اتفاق لأنهم كانوا يتحدثون عن أمانيهم وليس عن الحقائق الخارجية والوقائع الخارجية.
أنا أحب في هذا الموضوع أن أكون واضحاً جداً حتى يكون لدى اللبنانيين جميعاً صورة واضحة، وحتى لاحقا لا يصطنع أحد بطولات وهمية أو يقدم أموراً غير واقعية للناس.
منذ البداية، الجانب السعودي كان واضحاً، قال: "لا يمكن إلغاء المحكمة الدولية، لأن المحكمة الدولية أقيمت بقرار من مجلس الأمن الدولي، وهذا الموضوع عند أمريكا وبريطانيا وفرنسا ووو..". وقلنا نحن نتفهم ذلك وأنا أشرت إلى هذا المعنى في خطاب ليلة عاشوراء. كانوا واضحين. أصلاً هذا الموضوع لم يجرِ حوله محادثات. هذا من الأيام الأولى من اللقاء الأول كان واضحاً.
إن الجانب السعودي قال إنه لا يمكن إلغاء القرار الظني، ونحن أيضا تفهّمنا هذا الموضوع، لأن القرار الظني ليس عند السعودي، بل القرار الظني عند الأمريكي وعند الإسرائيلي، وبالتالي لا يُتوقع من الجانب السعودي أن يستطيع أن يمون على الأمريكي والإسرائيلي لإلغاء القرار الظني.
طُرح منذ البداية أن الممكن أمران: الأمر الأول: تأجيل صدور القرار الظني لعدة أسابيع أو لعدة أشهر ريثما يمكن التفاهم على الأمر الآخر.
الأمر الثاني: تفضلوا نجلس لنناقش كيف يمكننا أن نحمي لبنان من تداعيات القرار الظني، هذا كله جرى في الأيام الأولى، وطبعاً كل هذه المفاوضات كانت سرية.
نحن قلنا إننا نتفهم، ونحن ليس لدينا مشكلة، وطبعاً نحن نرفض القرار الظني ونعتقد أنه مسيّس ونعتقد أننا مستهدفون من قبل أمريكا وإسرائيل عبر القرار الظني، ولكن لبنان بلدنا ونحن حريصون على حماية البلد.
وبالمداولات وصلنا إلى نتيجة تقول ما يلي: كيف نحيّد لبنان؟ وهذا أنا أشرت له أيضاً في ليلة عاشوراء، كيف نحيّد لبنان؟
نحيّد لبنان من خلال ثلاثة بنود. الحكومة اللبنانية تجتمع وتقول: نظراً للتطورات والأخطار والأحتمالات و وو.
وبمعزل عن تقييمها للمحكمة الدولية وللقرار الظني تقوم بثلاثة أمور:
الأمر الأول: سحب القضاة اللبنانيين.
الأمر الثاني: وقف التمويل اللبناني للمحكمة الدولية.
الأمر الثالث هو إلغاء مذكرة التفاهم بين الحكومة اللبنانية والمحكمة الدولية.
هذه البنود الثلاثة إذا أخذت فيهم الحكومة اللبنانية الحالية أو أي حكومة أخرى، فهذا لا يعني إلغاء المحكمة الدولية أبداً. المحكمة الدولية قائمة بمعزل عن رأينا فيها.
لو سحب القضاة اللبنانيون، فالمحكمة لديها قانون، أو أن مجلس الأمن يعدل قانونها، فيتم الإستعاضة عنهم بقضاة من جنسيات أخرى.
لو توقف التمويل اللبناني نوفّر على الشعب اللبناني بعض المال، هناك مصادر تمويل كثيرة في العالم،. ليس لديهم مشكلة لا بالتمويل ولا باستكمال القضاة.
وأما بالنسبة لمذكرة التفاهم فإلغاؤها يعني أنه بمعزل عن التداعيات المحكمة والقرار الظني، إذا كان المدعي العام يريد لبنانيين، هناك إنتربول دولي وهناك وسائل أخرى، هم يذهبون ويرَون كيف يمكنهم اعتقالهم، وليست وظيفة الحكومة اللبنانية أن تعتقل من يتهمهم بلمار، مما قد يؤدي إلى مشكلات على المستوى الوطني.
إذا التزمنا بهذه البنود الثلاثة، فهذا يعني تحييد لبنان وحماية لبنان من تداعيات القرار الظني ولا يعني على الإطلاق إلغاء المحكمة الدولية ـ لكل من يغالط ويعمل على تضليل الناس ـ ولا يعني إلغاء القرار الظني، مع اعتقادنا الذي أودّ قوله وأكرره إن هذه المحكمة أمريكية إسرائيلية وهذا قرار أمريكي إسرائيلي.
لكن نحن نود الوصول إلى حل وسط بالموضوع. أبلغنا من الجانب السعودي أنهم موافقون على هذه البنود الثلاثة وأن الرئيس سعد الحريري موافق على هذه البنود الثلاثة.
وقالوا: حتى نستطيع أن ننجز اتفاقاً (أنا لا أحب تسميته تسوية)، أو تفاهم، هناك أمور أخرى مطلوبة منكم كمعارضة، أو كحزب الله، أو كحزب الله وحركة أمل، إن هذه البنود أو هذه الأمور عليكم أن تقبلوا فيها وبالتالي يكون عندنا تفاهم واتفاق كامل ونتكل على الله.
وتم عرض البنود علينا مع اشتراط أن يبقى هذا الأمر سرياً لنجاح المفاوضات. وبالفعل بقي سرياً الأخيرة لأن هناك بعض البنود واضحة ونحن كنا موافقين عليها ولكن هناك بعض البنود تحتاج إلى بعض النقاش وعليها ملاحظات ونقاش مع بعض حلفائنا، لكن الجو الذي انعكس هو جو إيجابي، والجو الذي نقله الرئيس بشار الأسد للجانب السعودي هو جو ايجابي وكانت الأمور تتواصل.
بطبيعة الحال، مرض الملك وسفره إلى الولايات المتحدة ووجود الأمير عبد العزيز نجله معه، وهو من كان يتابع المفاوضات، بطأا كثيراً هذا الأمر وأصبحت المفاوضات على الهاتف وبفترات متقطعة.
قبل أسبوعين تقريباً أو أكثر بقليل، أتى تأكيد أن الملك خضع للعملية ووضعه الصحي جيّد وهو عازم على مواصلة هذا الجهد وعلى الوصول إلى اتفاق وإنهاء هذا الأمر. وفي وقت قريب يمكن أن يأتي نجل الملك إلى دمشق والى بيروت من أجل الاتفاق على كل البنود وحول آليات التنفيذ.وقيل أيضاً إنه سيتم طلب سفر الرئيس سعد الحريري إلى الولايات المتحدة من أجل إنجاز هذا الأمر والتحضير له.
والرئيس سعد الحريري قبل أن يغادر بيروت ويتوجه إلى الولايات المتحدة أطلق تصريحاً يقول فيه إن الاتفاق أنجز منذ أشهر. طبعاً هذا يحتاج إلى تدقيق، ولكنه أمر جيّد إنه يعترف أن هناك اتفاقاً ويعتبر أنه أُنجز منذ أشهر ولكن هناك خطوات مطلوبة من الطرف الآخر لم يقم بها الطرف الآخر.
بعضنا اعتبر أن هذا الكلام إيجابي لأن فيه للمرة الأولى اعتراف من قبل أحد في الفريق الآخر الذي كان ينكر وجود أفكار ووجود مسودات ووجود مفاوضات ووجود تسوية كما كانوا يسمونها فيعترف بوجود اتفاق ولكنه يتحدث عمّن يبدأ أولا ويحمّل المسؤولية للطرف الآخر بأنه لم يبدأ، البعض قرأ جانباً إيجابياً في هذا التصريح وان هذه مقدمة للخطوات الموعود بها سعودياً وسورياً.
سافر الرئيس سعد الحريري إلى أمريكا وأجرى اللقاءات الأمريكية هناك، وبدون أي سابق إنذار يتصل الجانب السعودي بالجانب السوري ويقول له نحن نعتذر، نتيجة الضغوط والأوضاع نحن لسنا قادرين على مواصلة العمل في هذا المسعى، الله يعطيك العافية "وشوف شو بدك تعمل".
تم إبلاغنا بأن هذا المسعى توقف فجأة بلا مقدمات ولا إشارات ولا أي شيء، وهذا له علاقة بالتحليل وبالتقييم لاحقاً، أن من الذي عطّل هذا المسار وأوصل الأمور إلى ما وصلت إليه؟
بعدما تبلغنا ذلك، وأيضا تبلغنا أنه سيتم استعجال صدور القرار الظني والإتهامي وقد يصدر خلال أيام تشاورنا مع حلفائنا في المعارضة، مع القوى التي لها وزراء في الحكومة لأن الوقت كان ضيقاً، وأجمعنا أنه بات من الواجب ـ وسأشرح لاحقا لماذا ـ أن نقدّم استقالتنا من هذه الحكومة وبالتالي إسقاط هذه الحكومة، للأسباب التي سأذكرها بعد قليل. وبشكل دستوري وقانوني وطبيعي جداً قُدّمت الاستقالات وأصبحنا أمام وضع جديد سواء على المستوى الحكومي أو على المستوى الوطني وغداً (الأثنين) توجد استشارات نيابية للتكليف.
هذه الوقائع.
نأتي لنحاول أن نفهم الذي جرى. ماذا حدث ولماذا وصلت الأمور إلى هنا؟
أولاً: من الواضح أن الأمريكيين والإسرائيليين كانوا يرفضون منذ البداية هذا المسعى العربي منذ البداية وهم تركوا هذا المسعى يمشي لفترة من الزمن باعتقاد أنهم كانوا يراهنون أن "السين سين" سورية والسعودية لن يستطيعوا التوصل إلى اتفاق لأن الموضوع صعب ومعقد وبالتالي هم ليسوا بحاجة للتدخل أو أن يعطلوا أو يجهضوا.
لكن في الآونة الأخيرة عندما رأوا أن الأمور متقدمة بشكل كبير وهناك أجواء إيجابية لإنجاز اتفاق حول هذا الأمر تدخلوا بقوة وبشكل حاسم وأبلغوا بأن هذا الأمر لا يمكن أن يستمر وعليه أن يتوقف ولذلك توقف بهذا الشكل المفاجئ.
مَن لديه تفسير آخر يتفضل ويشرح لنا. هذا هو التفسير الوحيد بناءً على كل الوقائع وبناءً على كل المعطيات، التصريحات الأمريكية والتصريحات الإسرائيلية التي سبقت المساعي ولحقت إنهاء المساعي، والرهانات الأمريكية والإسرائيلية وخصوصاً الإسرائيلية على تداعيات القرار الظني الذي يتهم أفراداً من حزب الله. هذا كلام واضح ومعلن ويقولونه في الليل وفي النهار هل يمكن للأمريكيين والإسرائيليين أن يسمحوا للمسعى العربي بالنجاح ليعطل عليهم كل هذه الآمال وكل هذه الرهانات.
ثانياً: لا شك أن الموضوع ليس أمريكياً فقط، ولا شك أن هناك أطرافاً سياسية في لبنان وهي التي كانت تنكر أصلاً وجود أفكار وتسوية ومبادرة عملت في الليل وفي النهار وحرضت أطرافاً أمريكية وغربية وعربية لإفشال المسعى السعودي السوري واستخدمت أيضاً في بعض اللقاءات عبارات نابية وغير لائقة بحق الملك عبد الله لأنهم وجدوا أن الرجل صادق ويسعى، وجاد في إنجاز هذا التفاهم وفي الوصول إلى هذا الاتفاق.
ثالثاً: بالنسبة للرئيس سعد الحريري وفريقه في هذا الموضوع، هو يقول إن الاتفاق أنجز وأن هناك أناساً مطلوب منهم أشياء لم يقوموا بها. طبعاً هذا غير صحيح لكن سأمشي معه هناك اتفاق أنجز وانتظرنا عدة أشهر. ألا أنتظر، إذا كنت حريصاً على مصلحة البلد وتجاوز هذه المحنة، لا أنتظر بعد أسبوعاً أو أسبوعين حتى نكمل الاتفاق أو نتفق على آلية التنفيذ؟ ما هو المطلوب منك؟
ما هو المطلوب منا، نتكل على الله ونتجاوز ببلدنا هذه المرحلة الصعبة، "شو عدا عما بدا"؟
مجرد أن ذهب إلى أمريكا تم قطع رأس هذا المسعى وتم اجهاضه والعودة إلى نقطة الصفر.
هذا في الحقيقة هو موضع تساؤل وسؤال كبير، وأنا أحب أن يسأل اللبنانيون، اللبنانيون كلهم اليوم قلقون على الوضع في لبنان، وكان هناك إمكانية أن لا نصل إلى هذا الموضوع، لكن لماذا وصلنا له؟
رابعاً أيضاً في هذا السياق، أنا فهمي أن الرئيس الحريري وفريقه يا أما هم من البداية غير قابلين ولا يريدون هذا المسار وهذا التفاهم، وساروا في البداية نتيجة ضغط المملكة العربية السعودية وبالتالي، ليس هم لا يريدون فقط، وإنما هم أيضاً ذهبوا وحرّضوا الأميركيين وغير الأميركيين للضغط على الجانب السعودي لإيقاف هذا المسعى، وإما لا، هم كانوا سائرين مع الملك ومع الجانب السعودي ولكن هناك إرادة أميركية قاهرة، وهنا بين هلالين ( أين تصبح الحرية والسيادة والاستقلال والقرار المستقل والمصالح الوطنية) الأميركي يقول لا فهذا يعني لا، لا يعدو واحدة من الاحتمالين لأنه من المفترض حسب تصريحاته هو وحسب كل المعطيات أن الأمور كانت سائرة وستصل إلى خواتيمها.
هذا التعليق او هذا الفهم يؤكد بهذه اللحظة أو في هذه العشيّة أن هذا الفريق لا يمكن ائتمانه لا على القرار اللبناني ولا على المصلحة اللبنانية ولا على استقرار لبنان ولا يملك القدرة على تجاوز مساعدة لبنان أو قيادة لبنان لتجاوز أي محنة أو مصاعب يمكن أن يواجهها إن كانت مساعي أشهُر يمكن أن تنتهي خلال ساعات في الولايات المتحدة الأميركية.
خامساً: أيضاً باستكمال هذه النقطة، الرئيس الحريري قال بعد ما عاد إن المطالب التي قدّمها والتي سمّاها مكاسب هي مكاسب للوطن. على كل حال ما كان مطلوباً منا من بنود هو موجود عندي لأنه تم إبلاغنا به وكنا نناقشه لكي نرد عليه بأجوبة، وأنا قلت إننا أعطينا أجوبة عليه، وبعضها كنا نتعاطى معه إيجابيا لما كنا ما زلنا نناقش. هذا موجود. أيضاً حتى نكون دقيقين الليلة أنا طبعا ولأسباب معينة لن أكشف ما هي هذه البنود وما هي هذه المتطلبات، ولكن إذا كشفها غيري في يوم من الأيام فاللبنانيون يقدرون أن يحاكموا، وسيكتشفون أن هذه البنود فيها بند أو بندان يمكن القول نعم فيها مصلحة وطنية، أما بقية البنود ففيها مصلحة للفريق السياسي والأمني للرئيس الحريري.
هذا الذي كنا نتفاوض عليه، ومع ذلك كنا نتعاطى بإيجابية ، نحنا كنا حاضرين أن نعطي مكاسب سياسية وغير سياسية لفريق الرئيس الحريري من أجل تجنيب لبنان، وبالتالي نعم، هذا الموقف نعم، نراعي فيه السلامة الوطنية والمصلحة الوطنية، ولكن حتى هذا أُجهض بمعزل عن بعض النقاش في بعض البنود والتفاصيل، نعم أريد أن اسمح لنفسي، هناك بند واحد كشاهد أنا سأذكره في سياق نقاط التعليق وهذا يعبر لنا عن شاهد بهذا الموضوع.
لما نحن ذهبنا إلى الحكومة وقلنا لهم يا أخوان هناك ملف اسمه ملف شهود الزور، خطير وحساس وكبير، وهذا الملف له تبعات كبيرة جداً، هناك ضباط وغير ضباط وهناك أناس ألقي بهم في السجون سنوات بناء على هذه الشهادات، العلاقات اللبنانية السورية تم تخريبها لا بل تدميرها، بناء على هذا، أسوأ جو مذهبي حصل في لبنان هو بناء على هذه الشهادات، كان هناك صراعات طائفية ولكن على المستوى المذهبي والسنوات الخمس التي مرت هي أسوأ أجواء مذهبية بناء على نتائج هذه الشهادات، وهناك انتخابات نيابية أجريت وحكومات ركّبت بناءً على النتائج السياسية لهذه الشهادات، تفضلوا وحاسبوا شهود الزور ومن صنع هؤلاء الشهود الزور لأنه أدى إلى كل هذه الكوارث الأخلاقية والإنسانية والوطنية والاقتصادية والأمنية ولأنه أيضاً ضلّل التحقيق. وأخذنا الموضوع هذا إلى الحكومة، لم نأخذه إلى مكان ثانٍ ولا شهّرنا بالناس فقط، قلنا لهم خذوه إلى المجلس العدلي! حسناً، عيب علينا إذا نحن طالبنا بالتصويت ونحن دعاة الديمقراطية التوافقية؟
هذه الأمور تحتاج إلى توافق لكن نحن الطرف الخاسر في التصويت نقول لهم صوتوا، هذا ليس عيباً علينا بالعكس هذه ايجابية منا، نحن نحتكم للمؤسسات وفي أمر نحن من دعاة الديمقراطية التوافقية عليه نقبل بالتصويت على حسابنا ، وعلى حساب قضية بهذا الحجم فلم يقبلوا بالتصويت ونحن كنا قلنا بأننا نقبل النتيجة وهذا الذي عطل مجلس الوزراء ولسنا نحن من عطّل مجلس الوزراء.
طيب ما هو البند؟ واحد من البنود الواردة المطلوبة إغلاق ملف شهود الزور. هذا جزء من التسوية التي كانت مطروحة، يعني مقابل أن نحيّد لبنان والمحكمة باقية فوق رأسنا والقرار الظني باق فوق رأسنا كان مطلوباً بالاتفاق إغلاق ملف شهود الزور، طيب إذن لماذا أنتم مهتمون بملف شهود الزور؟ يجب أن لا يكون هذا جزءاً من أي اتفاق وجزءاً من أي تسوية، أنتم يجب أن تكونوا أشد الناس حرصاً على محاسبة شهود الزور ومن فبركهم ومن صنّعهم! مع ذلك هذا يرد في التسوية، هذا من مصلحة الوطن أو من مصلحة فريق سياسي وأمني معين؟
اليوم نعم بدأنا نفهم لماذا كان ممنوعاً في مجلس الوزراء التصويت على ملف شهود الزور وأن يتحول الملف على المجلس العدلي. الآن بدأنا نفهم لماذا مسموح أن يتعطل البلد ومجلس الوزراء كل هذه الأسابيع لحماية شهود الزور. مع احترامي لأي تقييم ممكن أن يقال عما عرضته قناة "الجديد" بالأمس، واليوم لم ألحق مشاهدة الجزء الثاني.
طيب، للوهلة الأولى صدر تعميم داخل تيار المستقبل، الكوادر، والمنسقيّات.. أن هذا كلام مفبرك، وحتى صدر كلام عن بعض المسؤولين ان هذا فيلم الفيديو مفبرك وملزّق وموصّل وإلى آخره.
طبعا هذا أمر مضحك، لماذا؟ لأنه جلسة وسجال و"أخذ وعطا" ونقاش.. فنيّاً ممكن، لا أعرف، وعلى كل هناك خبراء يقدرون أن يقولوا إن هذا مفبرك أو حقيقي. ولكن المضحك أن هؤلاء الكوادر والمنسقيات وهؤلاء الناس جاهزون أن يقبلوا قراراً ظنياً يخرب البلد والمنطقة مبني على داتا اتصالات وتقدر أي شركة اتصالات او شركة خليوي ان تركّبه، هذا الذي يمكن أن يفبرك بكل سهولة ولكن الشريط المسجل الذي عرضته قناة "الجديد" ومباشرة يقولون إن هذا الشريط مفبرك، وإن كان على كل حال صدر قبل قليل بيان عن المكتب الاعلامي لرئيس الحكومة، حكومة تصريف الاعمال ويقول فيه إن هذا الحادث صار ولكن "هذا صار هيك والمقصود هيك" يعني أنه يناقش بدلالات الكلام وخلفيات الكلام ولكنه لم ينكر اللقاء وما جرى في اللقاء.
أيضا قبل أن آتي لأتكلم معكم "ويمكن من غير المناسب أن أدخل أنا بهكذا تفاصيل" ولكن قيل لي إن تلفزيون المستقبل سينشر الوثيقة الكاملة لوقائع هذا اللقاء بشريط الاخبار، وانا هنا عندي سؤال: اذا كانت هذه الوثيقة من وثائق المحكمة الدولية والتحقيق الدولي والتحقيق سري كيف يكون لديكم هذه الوثائق؟ والآن قناة الجديد وغيرها كيف حصلت على هذا الموضوع هذا شانها، ولكن جنابكم أنتم تريدون أن تعرضوا الوثيقة الكاملة، من أين حصلتم على هذا التسجيل؟ مع العلم أن الوثائق سرية! وهذا الذي قاله البيان الصادر عن مكتب رئيس الحكومة عندما ينتقد على النشر ويقول هذه وثائق سرية، فكيف تم تسريبها ؟ اسمحوا لي أن اتكلم بالعامية: "صح النوم". نحن منذ خمس سنوات نقول إن كل ما يجري في اللجنة الدولية هو موجود في الصحف وبالمجلات والتلفزيونات وبالمجالس وعند قيادات سياسية وأمنية في لبنان وعند كل سفارات الدنيا، على كل هذا الموضوع أحببت أن أشير إليه.
هذا الذي صار الى ما قبل الإجهاز على المبادرة العربية واتفهم انها انتهت بعدما جاء الامريكان وبلغنا، طيب نحن ما هو تفسير تصرفنا؟ لماذا نذهب الى استقالة لا بل الى اسقاط حكومة ليس فقط استقالة عشرة وزراء؟ وبالمناسبة أنا من واجبي أن أنوّه بالموقف الوطني الشريف والكريم لمعالي الوزير الدكتور عدنان السيد حسين الذي تصرف بما يمليه ضميره وبما تمليه كرامته في هذا الموقع، ومن الطبيعي ان الاخرين سوف يلومونه لان لهم رؤيتهم ولهم حساباتهم.
ونحن قوى سياسية مشاركة في الحكومة لنا وزراء في الحكومة، جزء من الحكومة، وبعد تجربة سنة وعدة أشهر اذا اتينا لنقيّم بعد كل هذه التطورات هل نستطيع ان نستمر فيها؟ قبل هذه التطورات كان هناك معاناة مفادها ان هذه الحكومة غير منتجة، وهل رئيس الحكومة يكون في البلد ويتابع الوزارات وهل يتابع الملفات ويتابع الخطط ويتابع البرامج وهل في جدية؟ ومن اليوم الأول هناك أناس راهنوا أول يوم تشكيل حكومة وحدة وطنية وكانوا ضد تشكيلها وعملوا على افشالها، وكانوا يريدون لها أن تفشل ، هذا بالانتاج وبالانجاز واضح، واعتقد الوزراء الليلة وامس وقبل امس تكلموا وعالجوا هذا الموضوع، ولكن مع ذلك لم نسرع في إسقاط الحكومة، كنا نراهن انه مع الوقت، مع المتابعة والجدية فلنعطِ الأمور فرصة بهذه الموضوعات التي اسمها اداء الحكومة وانجاز الحكومة وتفعيل الحكومة وحل قضايا الناس ومحاربة الفساد المالي ووو...الخ يمكن أن نصل إلى مكان، ولكن هذا حاضر منذ اليوم الأول.
وفي هذا السياق تأتي أهم نقطة. نعم نحن وصلنا إلى محل الآن نعترف فيه أننا عاجزون في هذه الحكومة من أن نواجه الفساد المالي والفساد الإداري وتحقيق إصلاح مالي وإصلاح إداري وإصلاح إقتصادي "ليش نكذب على العالم" نعم كنا ما زلنا نراهن على الوقت.
لمدة عدة أشهر، وزراء الحكومة ولجنة المال والموازنة النيابية يطالبون ويتحدثون عن 11 مليار دولار أنفقوا في ظل الحكومات السابقة، فقط قولوا لنا كيف وبقرار ممن وأين؟ 11 مليار أنفقوا أين هذه الأموال؟ من أموال من؟ من أموال آبائهم وأمهاتهم أو من أموال الشعب اللبناني؟
نحن قوى سياسية طويلة عريضة، ويمكن ليس فقط عشر وزراء، ويمكن أكثر من 11 و 12 وزيرا يطالبون بهذا الأمر، لم نقدر أن نصل معهم إلى نتيجة، وإذا طالبت بكشف حساب 11 مليار دولار مباشرة يشهر عليك موضوع الفتنة المذهبية واستهداف الطائف. ما هذا الحكي! هذا واحد وهذا جزء من الواقع الحكومي.
ثانياً: عجز الحكومة عن تحويل ملف شهود الزور الذي ذكرت، وهو ملف خطير وكبير وحسّاس، على المجلس العدلي. حتى بالتصويت عجزنا.
ثالثاً: وهذه الحكومة أيضاً هي عاجزة عن مواجهة تداعيات القرار الاتهامي، هي أعجز، بالعكس هي حكومة تريد أن تواصل تمويل محكمة تتآمر على لبنان وعلى المقاومة ويكون قضاتها اللبنانيون شركاء في هذا التواطؤ وفي هذا التآمر ولاحقاً ستضع نفسها في موقف صعب عندما يأتي المدعي العام أو المحكمة وتطلب منها أن تعتقل مواطنين ظلماً وزوراً وعدواناً.
هذه الحكومة غير مؤهلة، وإجهاض المسعى العربي أكد بأن هذه الحكومة غير مؤهلة لمواجهة تداعيات القرار الظني الاتهامي، وعندما يصدر القرار الظني الاتهامي ويتهم عناصر من حزب الله فعندها انتهت الأمور وانكشف البلد، فنحن لا نعرف ماذا يمكن أن يفعل الإسرائيلي أو الأميركي أو غيرهم من الذين يريدون أن يخربوا البلد من الداخل أيضاً الذين كانت رهاناتهم دائماً رهانات فتنة وصدام ماذا يفعلون؟! هذه الحكومة تركت البلد ينكشف وخصوصاً إذا كان كما أبلغنا بأن السيد بلمار أبلغ رئيس الجمهورية وأبلغ رئيس الحكومة أنه غداً سيصدر القرار الظني يوم الاثنين أو أنه الاثنين سوف يسلمه إلى فرانسين وسيعلن عن هذا الأمر يوم الثلاثاء. على كل حال لم يعد هناك وقت وهذه الحكومة ورئيس الحكومة تحديداً تصرف بما يمنع هذه الحكومة من حماية لبنان أمام أي تداعيات للقرار الظني. عندما نصبح أمام حكومة عاجزة من هذا النوع نحن نصبح شهود زور وهذا إحساس كل الوزراء ويمكنكم أن تسألوهم واحداً واحداً.
وعندما نصل إلى هذه النتيجة بل أسوأ من هذا، الناس لديهم مطالب وقد يتحركون في الشارع وكانت هناك بدايات دعوات من هذا النوع، نحن مطلوب منا أن نمنع الناس من التحرك في الشارع وأن ندافع عن الحكومة وعن سياستها وعن أدائها الذي لا يقنع أحداً. أمام هذا الواقع كله كان لا بد من الاستقالة ومن إسقاط حكومة عاجزة. إسقاط الحكومة العاجزة قد يفتح ـ وهذا ليس أكيداً مئة بالمئة لأن هذا أصبح له علاقة بالاستشارات غداً ـ قد يفتح الباب أمام لبنان لتشكيل حكومة قادرة، حكومة مسؤولة، حكومة مخلصة، حكومة تحمل العبء، حكومة حاضرة تتابع وتعالج الأمور وتتحمل المسؤوليات. إسقاط الحكومة قد يفتح الباب، أما إبقاؤها فسوف يبقي الباب مسدوداً، ولذلك كان واجبنا الوطني والأخلاقي أن نذهب إلى إسقاط الحكومة.
برأينا، خلافاً لبعض التعليقات التي سمعناها، فإن استمرار الواقع الحكومي الحالي كان مستحيلاً وظلماً للدولة، نفس الدولة ومؤسسات الدولة وللناس وهو مقتضى السلامة الوطنية وليس العكس.
سابعاً: بناءً على تشخيصنا لهذا الواقع الحكومي العاجز المترهّل ـ لا أريد أن أقول أكثر من عاجز ولا أريد أن أذهب إلى النوايا ـ بناءً على هذا التشخيص قررنا الاستقالة. نحن قمنا بخطوة دستورية وقانونية وديموقراطية وطبيعية جداً وهذا حقنا الطبيعي، نحن لم نُسقط حكومة في الشارع ولم نقطع طرقات ولم نحرق دواليب ولم نتظاهر ـ ولا مثلما يقوم البعض بالترويح بإستخدام السلاح ـ هذا لم يحصل أبداً. نحن أتينا، بشكلٍ دستوري وقانوني وديموقراطي وحضاري، أننا نحن وزراء وهذه هي أسبابنا وهذه هي استقالتنا.
ماذا حدث؟ كأن المعارضة في لبنان (لا تؤاخذوني هدّت الكعبة)، لم يبقَ أمريكا ولم يبقَ فرنسا ولم يبقَ الغرب ولم يبقَ بعض الدول العربية، ذاك بدأ يهدد بالتوتر على مستوى المنطقة وذاك.. لهذه الدرجة؟
لماذا قامت الدنيا كلها؟ خيراً إن شاء الله؟،فقط لمجرد احتمال، وليس قطع أو يقين، أن الناس إذا ذهبت في ظل الأوضاع المستجدة في لبنان إلى استشارات نيابية، احتمال أن المعارضة تُرشح إحدى الشخصيات المحترمة من الطائفة السنية الكريمة ويحظى بمسؤولية تكليف الحكومة، وبالتالي لا يأتي الرئيس سعد الحريري، لمجرد هذا الإحتمال لم تبقَ عاصمة في العالم إلا وقامت واتصلت وضغطت وأصدرت بيانات، هذا ما هو تفسيره أو فهمه؟
على كلٍ أنا أحب أن أقول في هذه النقطة، نحن في المعارضة اللبنانية نتحمل مسؤولياتنا الوطنية، وما تقتضيه هذه المسؤوليات الوطنية سنعمله، نحن لا نخاف من خطب أو من بيانات أومن تهديدات أحد في هذا العالم، نحن لم نخف لا من حروبهم ولا طائراتهم ولا أساطيلهم، فكيف تُخيفنا بياناتهم وتهديداتهم الجوفاء؟ نحن نُمارس قناعتنا وتشخيصنا لمصلحة بلدنا، ونحن الوسيلة التي اعتمدناها هي وسيلة من حقنا تماماً، بل يجب أن نُشكر عليها، أن يقال لنا: أنتم جماعة قد تعاطيتم بشكل دستوري وبشكل قانوني وضمن المؤسسات.
خرجوا من أغلب عواصم العالم كي ينتقدونا ويتهمونا، كيف هذا؟، هذا ماذا يعني؟ أنا أقول للبنانيين هل تعرفون ماذا هذا يعني؟، هذا يعني أنه ليس مقبولاً في لبنان أن يعترض أحد وأن يمارس حقاً وأن يرفع صوته، وأن يلجأ أحد إلى أي عملية إصلاح أو تغيير أو معالجة.
المطلوب من الجميع أن يستسلموا، وإذا فتحت فمك، هذه أميركا وهذا الغرب وهذه إسرائيل وهذا العالم العربي وهذه مباشرةً نُلوّح لك بالفتنة المذهبية.
هذا أمر معيب جداً وهذا يدل ويؤكد أن الفريق الآخر الذي يمشي في هذا المسار وضمن هذه الرؤية هو أين؟، هو أين؟ في أي موقع؟ في أي مشروع؟ ضمن أي رؤية؟ ولأي مصلحة هو يشتغل؟
ثامناً: من الواضح أنه حسب معلوماتي في الساعات الأخيرة، والذي أصبح له علاقة بمن نُرشح، لكن واضح لدي أن المعارضة مُجمعة على عدم تسمية الرئيس سعد الحريري لتكليفه في حكومة جديدة، نحن أصلاً في المرة الماضية لم نُسمِّ، لكن قبلنا أن نشترك في حكومة وحدة وطنية. لكن بعد هذه التجربة، أي تجربة سنة وعدد من الأشهر، وتقييمنا والمساعي وفهمنا لكل ما جرى خصوصاً في الآونة الأخيرة، نحن في هذا الموضوع واضحون في أننا لسنا في صدد هذه التسمية، ونأخذ اتجاهاً آخراً، وأنا لست في هذه الليلة بصدد أن أُعلن من هو مرشح المعارضة، هذا الأمر تُعبر عنه الكتل النيابية المعارضة غداً في الاستشارات، لكن الشيء الذي أُريد أن أسأل عنه في هذا الموضوع والذي هو استحقاق وطني ودستوري داخلي، لماذا كل العالم يتدخل فيه؟، هيلاري كلينتون، السيدة كلينتون أجرت اتصالاً إلى هنا واتصالاً إلى هنا. وليعرف اللبنانيين أن غداً يوجد استشارات نيابية ويوجد ظروف معقدة عند بعض الكتل النيابية، هذا مفهوم، ولكن يوجد معارضة وطنية لبنانية تخوض معركة الاستشارات بأدوات وطنية ويوجد فريق آخر يخوض معركة الاستشارات بتدخل ودعم دولي وإقليمي، وهذا معروف، اليوم حكومات تتدخل ووزارات خارجية تتدخل ورؤساء يتدخلون، كله باتجاه أنه لا بد أن يأتي الرئيس سعد الحريري ليعاد تكليفه لرئاسة الحكومة، هكذا توجد دولة الحرية والسيادة والإستقلال؟،
اتركوا الناس يأخذون راحتهم، ولتسمَِ الأغلبية النيابية من تريد، من الذي يأخذ أغلب الأصوات. هذا مسار ديموقراطي ودستوري، لكن عندما توجد جهات هي تستطيع أن تُشخص أين مصلحتها وكيف هي مصلحتها، أو يمكن أن لا تعطي لا مرشح المعارضة ولا مرشح الفريق الآخر ولكنها تتعرض للضغوط من قبل دول هنا ودول هناك وتهدد مصالحها، أهكذا نكون نمشي بمسار ديموقراطي وقانوني ودستوري صحيح؟ وهل رئاسة الحكومة التي تلد بمسار من هذا النوع هي دستورية بشكل واضح ونظيف ونقي؟
في الانتخابات النيابية الماضية قمنا بتقطيعها من دون أن نفتعل أي إشكال في البلد بالرغم من كل الشوائب، فعندما تكون هناك انتخابات نيابية بحجم لبنان يُنفق فيها الطرف الآخر ما يزيد عن مليار ومئتي مليون دولار، وعندما يُصبح حق الصوت في بعض الدوائر صباحاً ألف دولار وظهراً ألفين دولار وقبيل المغرب خمسة آلاف دولار، هل تكون هذه الانتخابات وهذا المجلس النيابي يُعبر عن إرادة الشعب؟ هذا الأمر قمنا بتقطيعه.
كما أريد أن أسأل: هل الاستشارات النيابية التي تحصل في ظل تدخل دولي وإقليمي وضغوط لها أول وليس لها آخر، النتيجة التي لها تكون تُعبر عن إرادة النواب الحقيقية وعن تشخيصهم للمصالح الوطنية وبالتالي عن إرادة الشعب؟
إذاً لماذا يحدث هذا التدخل؟ تصوروا أن سفيرة الولايات المتحدة الأميركية تذهب اليوم إلى زحلة لتلتقي مع النائب نقولا فتوش، لماذا؟ هل ذهبت لترى ماذا تحتاج زحلة؟، إنماء واقتصاد وفرص عمل، أم أنها ذهبت إلى النائب نقولا فتوش لأنه يتم العمل على النواب نائب نائب؟، هل الذي نراه في الإعلام، أما الذي لا نراه في الإعلام من خلف الستار فالله يعلم ما هو؟
الأسوأ من هذا كله، من هذا التدخل الدولي والتدخل الإقليمي والضغط والاتصالات لتسمية الرئيس سعد الحريري رئيساً للحكومة، مع العلم أنه لا داعي لأن يقلقوا بهذا المقدار، فبحسب الحسبة لا أحد يقول إنه متأكد أن مرشح المعارضة سينجح أو أن مرشحهم سوف ينجح، ويمكن أن يكون للوهلة الأولى أن يعتبروا أن حساباتهم هي أريح (أفضل) من حسابات المعارضة، ومع ذلك نجد التدخل، كيف لو كان مؤكداً أن مسار الاستشارات النيابية غداً وبعد غد سيؤدي إلى نجاح شخصية سنية أخرى، وفي الطائفي السنية الكريمة شخصيات كبيرة وقيادات كبيرة كفوءة ولائقة وذات تاريخ لتحمل هذه المسؤولية، فكيف لو كانت عواصم القرار والعالم متأكدة أن مرشح المعارضة سوف يفوز؟، ماذا كان يمكن أن يحدث؟، ما هو حجم التدخل الذي كنا سنتوقعه؟
أرجع وأقول الأسوأ من هذا كله، وهذا برأيي بمثابة فضيحة جديدة للسيد بلمار، أنا الذي أعرفه أنه عندما أجهضت العملية (المسعى العربي) في أميركا، أنه بدلاً من تأجيل أو استمهال القرار الظني طُلب من السيد بلمار استعجال إصدار القرار الظني، هذا جزء من المعركة، لكن الفضيحة أن السيد بلمار يبدو له أن يُبلغ أمس أن الإثنين أنا سأسلم لفرانسين الثلاثاء، ما هو هذا التوقيت؟، القرار الظني والمحكمة الدولية ـ حتى في توقيت إصدار القرار الظني ـ هو جزء من المعركة السياسية التي تُخاض في لبنان وتستهدفنا وتستهدف هذا الفريق وتستهدف المقاومة وتستهدف البلد، أليس كان يستطيع أن ينتظر إلى يوم الأربعاء؟، حتى تنتهي الإستشارات النيابية ويتكلف رئيس حكومة جديد، أليس كان يستطيع أن ينتظر إلى الخميس؟ أنا لا أقول أن القرار الظني سيصدر لكنني أعرف قطعاً أن هذا الأمر أُبلغ للدولة اللبنانية بشكل رسمي، وهذا أُعلن أيضاً في وسائل الإعلام، أنا لا أتكلم عن معلومات خاصة، أيضاً أليس كان يستطيع أن يؤجل إلى الأربعاء أو الخميس أو الجمعة أو السبت؟، ألستَ أجّلت (بلمار) إصدار القرار شهرين أو شهراً ونصف؟، كنت تستطيع أن تؤجل إلى يومين أو ثلاثة أيام. كلا. المطلوب أن هذا الأمر يُعلن في أيام الاستشارات النيابية كجزء من التوظيف السياسي لمصلحة مرشح معين ومحدد.
هذا هو واقع الحال، أنا أحب أن أكون واضحاً وصريحاً كثيراً، يوجد الآن غداً وبعد غد وفي الأيام القليلة المقبلة مساران يمشيان في وقت واحد:
يوجد مسار الاستشارات النيابية التي ستوصل إلى تكليف رئيس حكومة جديد، ويوجد مسار السيد بلمار الذي قال أنه سيسلم القرار الظني إلى فرانسين، والإعلان عن ذلك.
سأتكلم عن المسار الأول ومن ثم سأتكلم عن المسار الثاني.
طبعاً نحن برأينا أنه تم استخدام التوقيت لمصلحة الاستشارات النيابية، لكن نحن سنتعاطى معه بشكل مفكك، يعني هذا توظيف، لكن بالنسبة لنا يوجد مساران: يوجد مسار استشارات نيابية مستقل ويوجد مسار السيد بلمار والقرار الظني كمستقل.
أياً تكن نتائج الاستشارات النيابية هذا شيء، وموضوع القرار الظني وكيفية التعاطي معه هذا شيء آخر.
في المسار الأول: نحن نعتبر أن هذا المسار ديموقراطي ودستوري وقانوني وطبيعي، وأصلاً نحن طالبنا به، نحن عندما استقلنا كنا نستطيع أن نظل في الحكومة ونُقاتل داخل الحكومة، والحكومة عاجزة ماشي الحال، وشهود الزور، ماشي الحال. كلا نحن استقلنا وطلبنا أن تصبح هذه الحكومة لتصريف الأعمال، وبالتالي يُحدد موعد للاستشارات، هذا هو المسار الطبيعي، وسيؤدي إلى نتيجة، وبمعزل عن النتيجة نحن مُشاركون في هذا المسار وسنصعد إلى القصر الجمهوري لنعطي رأينا مثل كل الكتل النيابية، طبعاً في هذا المسار القيادات السياسية والزعماء السياسيين والأحزاب التي لها نواب والنواب والكتل النيابية غداً وبعد غد عندهم مسؤولية وطنية كبيرة ومسؤولية تاريخية كبيرة، بعيداً عن التعصب والمواقف المسبقة فدعهم يقولون أين يريدون أن يأخذوا هذا البلد، وما هي الحكومة، لأنه من خلال شخص رئيس الحكومة نستطيع أن نفهم شخصية الحكومة المقبلة، ما هي الحكومة التي يريدون أن يُقدموها للشعب اللبناني؟
ما هو الأداء والممارسة التي يؤدوها أمام الشعب اللبناني، هناك وضع داخلي وهناك وضع إقليمي وفي مرحلة حرجة، أتركهم لضميرهم ومسؤوليتهم وإحساسهم وتقييمهم وبالتالي هم الذين سيصوتون ويعطون آرائهم بهذا الموضوع، ساعتئذ الإستشارات سوف تمشي ونتيجة الأصوات سيكلف رئيس حكومة وعلى ضوئها الناس تقرر كيف ستتصرف.
لقد عشنا تجربة هذه الحكومة وتجربة حكومة سابقة، بالنسبة لنا وأتكلم عن حزب الله بالتحديد، بالتأكيد هذه التجربة جديدة ولم نكن مشاركين في حكومات على مدى السنوات الماضية، ويمكن أن يكون لدينا تقييم لهذه المشاركة، وبمعزل عن هذا التقييم، أنا أحب أن يكون واضحا أنّ أي حكومة سوف تتشكل ستكون حكومة تحمل مسؤولية، بالنسبة لنا ـ وأعتقد أن بقية الأفرقاء في المعارضة يمكن أن يكون جوهم هكذا أو بهذا الوضوح والحسم ـ نحن بالنسبة لنا يستحيل علينا بعد الآن أن نسكت عن حكومة تحمي شهود الزور وقد انتهى المسار العربي، هناك ملف اسمه ملف شهود الزور متروك، الحكومة المقبلة هي التي ستقرر به هل تحوله إلى المجلس العدلي أو تتنكر له أصلا، كيف ستتصرف، هذا أصبح شأن المحكمة المقبلة. أي حكومة تحمي شهود الزور وخصوصاً إذا كانت مِمَّن صنّع شهود الزور نحن لا نستطيع أنّ نسكت عنها. أي حكومة تحمي الفساد المالي بل تدير الفساد المالي نحن لن نسكت عنها، ولا أحد يهددنا لا بالخارج ولا بالداخل وما "حدا" يرفع بوجهنا أي ألوية وأي رايات. أي حكومة لا تتحمل مسؤوليتها بشكل جدي ورسمي لمعالجة قضايا الناس الذين يعيشون على كل صعيد أسوأ الظروف الحياتية نحن لن نقدر أن نسكت عنها.
أيضا وبطريق أولى ـ وأنا لا أجامل بهذا الموضوع ـ نحن لا نطلب من الحكومة أن تحمي المقاومة ودائما كنت أقول هذا الموضوع، أيام حرب تموز نحن لم نطلب من أحد حماية المقاومة، وكل الذين حموها كانوا شرفاء وعبّروا عن ضميرهم ومسؤوليتهم وكرامتهم وإنسانيتهم ووطنيتهم وقوميّتهم. نحن دائما نطلب من الحكومة أنّ لا تتآمر على المقاومة، أن لا تحرض على المقاومة، أن لا تذهب إلى هذه العاصمة وتلك العاصمة لتحرض الحكومات والدول على المقاومة في لبنان، أي حكومة تتآمر على المقاومة ـ وأنا منذ الآن سأكون واضحا ـ نحن لن نسكت عنها، لأنّ واجبنا أن نحفظ كل عناصر القوة للبنان أمام التهديد الإسرائيلي والأطماع الإسرائيلية والأخطار الإسرائيلية القائمة والمحدقة، وكلنا نعرف في المنطقة أن لا أحد يحمي أحدا، لبنان يحميه أهله وجيشه وشعبه ومقاومته، نحن لا ننتظر أي أساطيل من أي مكان من العالم لكي تأتي لتحمي لبنان. إذا كان أحد سوف يتآمر على عناصر القوة الموجودة في لبنان حكومة أو غير حكومة نحن لن نسكت عن هذا الموضوع.
نأمل ونرجو أن يتمكن اللبنانيون أن يشكلوا حكومة قادرة وفاعلة ووطنية وأولوياتها هي فعلا أولويات الناس وتحقيق مصالحهم. وأحب أن أقول أنّ ما جرى هذه الأيام في تونس يجب أن يكون عبرة، وطبعا بالمناسبة يجب أن أبارك للشعب التونسي ثورته وانتفاضته وقيامه التاريخي، العبرة أين، ليست فقط في: "إذا الشعب يوما أراد الحياة"، العبرة في رئيس هذا النظام وفريقه الذي بقي طول عمره مع فرنسا وطول عمره مع أمريكا وطول عمره مع الغرب، وحتى مع إسرائيل كان فاتحا خطوطا، ومفهوم موقف هذا النظام من كل القضايا الأساسية في المنطقة ماذا كان، هؤلاء الذين خدمهم طوال هذه السنين لم يستقبلوه ولم يعطوه فيزا ولم يقبلوا أن تنزل طائرته في مطاراتهم، بل قالوا لكل أقاربه أنتم غير مرحب بكم "فلّو وحملو وامشو"... العبرة أنه نحن اللبنانيون والشعب اللبناني وأي شعب وأي حكومة وأي سلطة، هذا البلد يستمر إذا العالم جلست مع بعضها وفهمت على بعضها وأخذت مع بعضها، عندما قيل أنّ الـ سين سين وصل لطريق مسدود خرجت قيادات سياسية لبنانية، وهذا الموضوع طرح حتى من الرابية عندما أعلن الوزراء أعلنوا استقالتهم، وقالوا نحن نبحث عن حل لبناني لبناني، لكن إذا كنّا نحن اللبنانيون غير جديرين أن نصنع حلا وغير قادرين أن نصل إلى حل فلدينا مشكلة.
الآن إذا تدخلت أمريكا والغرب بالموضوع اللبناني فهذا سيؤدي إلى تدويل الأزمة في لبنان وسيؤدي إلى تعقيد المشكلة في لبنان وسيؤدي إلى تشابك مصالح كبيرة وخطيرة في لبنان في الوقت الذي معروف قدر مشكلتنا ونحن كلبنانيين قادرون أن نجلس ونحلها، لكن هناك إصرار من الفريق الآخر أنه لا نريد أن نحل، وحتى عندما جاء المسعى السوري ـ السعودي وكان من الممكن أن نصل إلى حل تمّ إجهاض هذا الحل وبمشاركة لبنانية.
نحن لا نقفل أبوابا أبداً، ونحن نقول أن مستقبل لبنان يتوقف على الحوار وعلى التلاقي وعلى التعاون وعلى الإيجابية ولكن إذا أراد أحد أن يستقوي على جزء من الشعب اللبناني بأمريكا وبالغرب وبالعالم فهو مشتبه مشتبه مشتبه وعليه أن يتعظ من كل التجارب التي تحصل في المنطقة.
هناك أناس سيقولون: انتظروا لتروا القرار الظني وما الأدلة التي لديه، (لكن) الأدلة التي لديه قرأناها في ديرشبيغل وقرأناها في اللوموند وقرأناها في السياسية الكويتية وفي التلفزيون الكندي وموجودة عند كل العالم ومعروف على ماذا اعتمد (القرار الظني) وعلى ماذا فُبْرِك وكيف لُفِقَ هذا الموضوع من أوله إلى آخره، ولا يوجد هناك لا سرية تحقيق ولا وثائق سرية وما في شي، وكله موجود عند كل العالم. لذلك نحن طلعنا ورفضنا هذا القرار وقلنا أنّ هذه المحكمة واقعها واحد إثنان ثلاثة أربعة وهذا التحقيق واقعه واحد إثنان ولم نطلع لنشتم ولكن طلعنا وقلنا أنّ هذه هي الوقائع وهذه هي المعطيات وهذه هي الحقائق بناء عليه وصفناها بمحكمة أمريكية إسرائيلية.
هذا مسار مستقل عن مسار الحكومة، وطبعا نحن سوف نرى ماذا سيجري غدا وبعد غد بموضوع القرار الظني وعلى ضوئه نحن سنتصرف وسندافع عن كرامتنا وعن وجودنا وعن سمعتنا، كيف سنتصرف هذا له علاقة بقيادة حزب الله وبالتشاور والتواصل مع حلفائنا ولكن بالتأكيد نحن مسؤولون أن نتعاطى مع هذا الموضوع وأعود وأقول نحن نفك المسارين عن بعضهما، وبالتأكيد على كل الذي تحدثنا به في الأشهر الماضية نحن قوم لن نسمح أن تمس سمعتنا وكرامتنا أو أن يُتآمر علينا أو أن يأتي أحد في العالم وفي الكون لِيُلَبِّسَنَا ظلما وعدوانا دم الرئيس الشهيد رفيق الحريري ولو ظنّا ولو اتهاما لأنّ هناك أناس يقولون لنا "طولو بالكم بعد المحكمة يمكن تبرّئ ويمكن ما تبرئ"، الذي وضع القرار الظني سيضع قرار المحكمة، وهذه المحكمة عند الإدارة الأمريكية وعند تل أبيب بالمطلق "وكل واحد ماشي معها هو يخدم هذا المشروع" عَلِمَ أم لم يعلم.
لذلك هذا الشق أنا أتركه للغد ولبعد غد على ضوء الذي سيصدر وسنقرأه ونراه وإن شاء الله نحن يمكن أن نقول كيف سنتصرف، والتوقيت والمضمون والكيفية لها علاقة بتشخيصنا للمصالح.
واقع الحال هكذا وهذا البلد نتيجة الأطماع به أدخل منذ سنوات في هذه المحنة وبهذه الفتنة، وطبعا أنا قراءتي والقرائن التي قدمتها في المؤتمر الصحفي سابقا أن الإسرائيليين هم الذين قتلوا الرئيس الحريري وهم الذين ارتكبوا الإغتيالات في لبنان ليعملوا تغييرا كاملا في الوضع اللبناني.
في السنوات الماضية وفي السنة الماضية والتي قبلها عبّروا (الإسرائيليون) عن إحباطهم أنّ المشروع الذي كان يعني أنّ الفريق الفلاني سيسطر على لبنان للأسف لم ينجح ولم يقدر ولم يتمكن، لكن هم لم ييأسوا وهم يكملون بالإستهداف ويكملون بمحاولة المحاصرة والعزل ويكملون بطموح السيطرة على لبنان وتحويل لبنان إلى موقع آخر تماما وإلى واقع داخلي مختلف وإلى موقع إقليمي مختلف، لكن أحب أن أقول لهم أنّه خلال كل السنين الماضية وفي أصعب الظروف وفي أشد اللحظات عندما كان جورج بوش جالسا في واشنطن (...)، وعندما كانت الجيوش الأمريكية زاحفة على العواصم العربية والإسلامية وعندما كان يحكى عن شرق أوسط جديد، نحن وقفنا هنا وكنّا هنا واستمرينا هنا.
خلال السنوات الماضية لم يبقَ شيء إلاّ واجهناه : حرب سياسية وحرب إعلامية وتضليل وتشويه وأكاذيب وحرب أمنية واغتيالات وحرب عسكرية عام 2006 وتروننا اليوم نحن أين، وأعود وأؤكد أنّ المتابعين بهذا المشروع حساباتهم غلط كثيرا وأنا في خطاب سابق وفي محطات خمس حسبت لهم حساباتهم الغلط والآن هنا أيضا تحسبون غلط... مِن الممكن أن تعيد الإستشارات الرئيس سعد الحريري، لا نعرف بالنهاية ميول النواب كيف يمكن أن تذهب لكن هذا بداية لمرحلة جديدة وليس نهاية المرحلة وأنتم تحسبون غلط، وإذا كنتم تعتقدون أنه بإمكانكم أن تستعينوا بالقرار الظني لاستهداف المقاومة فأنتم تحسبون غلط كثيرا وأنا لا أحتاج أنّ أفصّل أكثر من ذلك لأنّه على ضوء ما سيقوم به السيد بلمار في هذين اليومين سيكون لي كلام آخر.
أتمنى أنّ يعين الله سبحانه وتعالى الشعب اللبناني ويعطي القيادات اللبنانية كلها الحكمة والمسؤولية والحرص والقدرة على تجاوز هذه المحن، لكن هذه طبيعة الحياة.