كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله في مجلس العزاء الذي أقامه حزب الله إحياءً لذكرى أربعين الإمام الحسين (ع) في قاعة مجمع سيد الشهداء (ع) – الرويس
جدد الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله دعوته لتقديم السلاح للفلسطينيين مؤكداً أن الفلسطيني حيث توفر له السلاح قاتل ببسالة ، وانتقد سماحته الضعف الذي أبدته الأمم المتحدة أمام إسرائيل عندما عجزت عن إرسال لجنة تقصي الحقائق إلى الأراضي المحتلة. وإذ دعا إلى أن لا نخفي المجازر التي حصلت في جنين دعا إلى عدم تضخيمها أيضاً ، منبهاً إلى ضرورة التوازن في عرض ما حصل في جنين فحين نتحدث عن المأساة لا بد أن نتحدث أيضاً عن مشهد الثبات والصمود ، عندما اختار ثلة من المقاومين الصمود ومواصلة القتال حتى آخر طلقة.
ورأى سماحته أن ما جرى في الأيام الأخيرة هو محاولة صهيونية لإعادة ترميم الجيش الإسرائيلي واستعادة هيبته ومعنوياته ، واستعادة صورة الأسطورة التي تقول أن هذا الجيش لا يُقهر ولا يُهزم ، داعياً إلى عدم الاستسلام لهذه المعادلة المغايرة للواقع لأن الدخول إلى مدن يقيم فيها شعب أعزل ، إلا من أسلحة فردية بسيطة ، لا يحتاج إلى جيش لا يُقهر ، وتستطيع أن تقوم به قوى أمن داخلي.
وأشاد بالصمود الرائع للشعب الفلسطيني الذي أظهر تشبثه بأرضه عبر نصبه الخيم مكان البيوت المدمرة ورفضه الانتقال إلى أي مكان آخر، كما رفض المجاهدون الفلسطينيون أي انتقال إلى خارج فلسطين المحتلة.
وقال في مجلس العزاء الذي أقامه حزب الله إحياءً لذكرى أربعين الإمام الحسين (ع) في قاعة مجمع سيد الشهداء (ع) – الرويس :"لو كان لدى هؤلاء الفلسطينيين سلاحاً يمكنهم من خوض مواجهة عسكرية مباشرة لتغيرت المعادلات والموازين في داخل فلسطين المحتلة. وما كانت الأمور تمر بهذه البساطة وبهذه السرعة التي يتخيلها العدو. من خلال تجربة الأحداث الأخيرة يتأكد إلى جانب أهمية العنصر البشري ، يعني إيمان وإرادة وعزم الإنسان على الصمود والتضحية يأتي في الأهمية القصوى السلاح ".
وتابع سماحته عندما نتحدث عن جنين لا يجوز ان نغيب أحد المشهدين على حساب الأخر ،في وسائل الإعلام في الخطاب السياسي والتعبوي في التثقيف في وسائل الإعلام لانه التركيز على البطولة وتجاوز المأساة إخفاء لجرائم العدو .في المقابل ايضا الحديث عن المأساة وعن المجزرة فقط ،وتغييب البطولة والملحمة في جنين فيه نشر للهلع والرعب واليأس في قلوب الناس، يجب ان نقدم المشهدين سويا لان كل منهما يكمل الأخر .
ويجب علينا ان نلتفت الى وسائل الإعلام وكيفية نقلها للخبر، في الوقت الذي يجب ان نعرض المأساة يجب ان نكون حذيرين وواضحين، لا ان نخفي ما فعله العدو من جرائم ،وفي نفس الوقت لا نضخم الحقائق الموجودة.ويجب علينا ان لا نسلط الضوء فقط على هذا الجانب الإنساني المأساوي، يجب ان نسلط الضوء أيضا على الجانب الأخر والذي يعبر عن البطولة والصلابة، في المقابلات التلفزيونية والصحفية .
واستعرض سماحته الأحداث منذ قيام العدو في عملية السور الواقي الى يومنا هذا وقال إننا نجد أنفسنا أمام مرحلة مهمة جدا من مراحل الصراع الدامي مع هذا العدو، هذه المرحلة بكل تأكيد تحتاج الى قراءة موضوعية وهادئة ودقيقة لاستخلاص العبر والاستفادة منها، لمواصلة المسيرة باتجاه الهدف المنشود وهو تحرير الأرض والمقدسات .عندما نقف امام هذه المرحلة نجد بان هناك مجموعة من الحقائق تكشفت وان هناك مجموعة من الحقائق تأكدت مصداقيتها وصدقيتها. التي كانت تقال في الأشهر والسنين الماضية وايضا الرهانات والخيارات أصبحت واضحة اكثر .
وأضاف : لقد تأكد بشكل قاطع للشعب الفلسطيني وللشعوب العربية مدى العجز الذي تعاني منه مؤسسة الأمم المتحدة وما يسمى بمجلس الأمن الدولي .ومدى هشاشة هذه المؤسسة وقراراتها ،اقول ذلك حتى لا يغرق بعضنا بالتفاؤل ولا يهلل كثيرا لبعض القرارات السخيفة ،التي تصدر من هنا وهناك ويشتم فيها رائحة بعض الدعم للفلسطينيين او لقضايا شعوبنا ،قرارات الشرعية الدولية هي حبر على ورق ليس لها أي قيمة على الإطلاق، ولا تمثل أي واقع على الإطلاق طالما ان موضوع هذه القرارات يتصل بنا وبشعوبنا ،وتنقلب لجنة التحقيق الى لجنة تقصي حقائق ثم تفرض حكومة العدو الشروط التي تراها وتقبل الأمم المتحدة ثم في نهاية المطاف ترفض حكومة العدو استقبال لجنة تقصي الحقائق، فيضطر الأمين العام الى التوصية بحل اللجنة.
وسيعملون على ان تنسى الأمة كل هذا الذي جرى في الأيام الماضية وسيشارك الكثيرين في ان تنسى الأمة ذلك هذه هي الأمم المتحدة .ولقد تأكد من جديد ان اللجوء الى القرارات الدولية ليس له أي قيمة. هي فقط قرارات لتخديرنا ولوضع القيود في أيدينا .ويخرج الأمين العام وممثليه ليقولوا انهم نفذوا القرار 425 نحن نسأل ما هي مساهمتكم في تنفيذ القرار 425 لو لم يقاتل المقاومون وكافة الناس في لبنان ويتحملوا آلاف الشهداء وعشرات الجرحى لم ينفذ القرار 425 .
تصوروا لو ان لجنة تقصي الحقائق شكلت للذهاب الى بلد عربي او بلد مسلم ورفضت حكومة ذلك البلد استقبال لجنة تقصي الحقائق .ماذا كانت ستفعل الأمم المتحدة وأمريكا والاتحاد الأوروبي ،كانت الدنيا ستقوم وتجيش الجيوش وسيقدم ذاك البلد العربي المسلم على انه مارق ومتمرد وخارج على الإرادة الدولية والمجتمع الدولي وإرهابي ومتوحش وجاهل.
وعن التدخل الأمريكي قال سماحته ان الجهد الأساسي الأمريكي هو وقف الانتفاضة وتحقيق أمن إسرائيل. وليس هناك رؤية سياسية، وما تعيين جنرال في هذه المهمة الا تأكيد على جدية أمريكا، في إنهاء الانتفاضة .ان وصف كولن باول الانتفاضة بالإرهاب فيه إهانة لكل العرب ولكل المسلمين ولكل الحكومات العربية والإسلامية التي اجتمعت في قمم القاهرة وعمان والمؤتمر الإسلامي في الدوحة. وأعلنت بالإجماع دعمها للانتفاضة الفلسطينية ان كولن باول يقول لكل حكام العرب والمسلمين انتم عندما تدعمون الانتفاضة تدعمون الإرهاب وانتظروا حربنا التي لم تقف عند حدود أفغانستان .يعني من ألان فصاعدا اما ان تكون مع شارون لتكون مع بوش واما ان تكون مع الانتفاضة او المقاومة او تقف على الحياد لتكون إرهابيا وداعم للإرهاب. ان خطاب الرؤية ادخل إسرائيل في الحرب الأمريكية على الإرهاب.
ان هاجس الإدارة الأمريكية هو فقط تحقيق الأمن لإسرائيل في لبنان وفلسطين. وهي ليست جادة في تحقيق ما يطلقون عليه سلام عادل وشامل في المنطقة ،واذا كان لديكم ارض محتلة او حقوق مغتصبة فأمامكم طريق واحد ان تجلسوا على طاولة المفاوضات في ظل العدالة الأمريكية، وفي ظل الحرية الأمريكية، وتفاوضوا للحصول على حقوقكم وارضكم عشرات السنين، ولكن من الآن لا تتعبوا أنفسكم فلن تحصلوا الا على ما تجود به نفس الصهاينة . ممنوع عليكم في السياسة الأمريكية ان تكونوا اقوياء وممنوع ان تدافعوا عن أنفسكم.أقصى ما يحق لكم ان قتلتم ان ترفعوا شكوى الى مجلس الأمن وسترى أمريكا اذا كان هناك من داع ليزعج أعضاء مجلس الأمن أنفسهم في الاجتماع او لا. ممنوع ان تكونوا أقوياء، وممنوع ان تدافعوا عن أنفسكم .ولم يعد للمقاومة ولمصطلح المقاومة وجود في القاموس السياسي العالمي .
وقال سماحته ان حزب الله قدم اكثر من مبادرة بموضوع الشباب المتهمين بقتل زائيفي وموضوع الشباب في كنيسة المهد وفي مخيم جنين، وكنا نحاول ان نساعد في إيجاد مخرج مناسب ومشرف لهاتين المشكلتين العالقتين ، لكن العدو رفض بالرغم من توجيه الإسرائيليين مائتي ألف رسالة على الإنترنت الى رئيس وزراء العدو شارون تطالبه بقبول عملية المقايضة والاستفادة من هذه الفرصة الذهبية، ولم يستجب شارون لهذه الرسائل ، وبعد ذلك قال مسؤولون إسرائيليون "بأننا لن نسمح ولن نعطي لحزب الله هذا الشرف او هذا الدور في هذا الصراع القائم على ارض فلسطين". ونحن لا نبحث عن هذا الشرف او هذا الدور نحن نؤدي واجبا في لحظة حساسة ومصيرية ولو كان هذا الواجب على حساب عواطفنا وعلى حساب أهلنا وأحبائنا وعشرات ومئات المعتقلين .
ولفت إلى أن الأسابيع الماضية كشفت اكثر من أي زمن مضى شجاعة وثبات الشعب الفلسطيني في مواجهة اعتي هجمة إرهابية . وشدد سماحته على الدعم الكامل للانتفاضة ومواصلة الحرب على العدو الصهيوني .