كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله في يوم القدس العالمي الذي أعلنه الإمام الخميني (قده) في آخر جمعة من شهر رمضان المبارك 14-12-2001
انتصاراً للقدس ودعماً لانتفاضة الأقصى أحيا حزب الله مراسم يوم القدس العالمي الذي أعلنه الإمام الخميني (قده) في آخر جمعة من شهر رمضان المبارك وذلك بعروض واحتفالات ومسيرات عمّت مختلف المناطق اللبنانية من الحدود مع فلسطين المحتلة عند بوابة فاطمة إلى صور فالعاصمة بيروت وصولاً إلى بعلبك، وشارك فيها جماهير غفيرة من المواطنين الذين وقفوا لساعات غير عابئين بهطول الأمطار الغزيرة التي غسلتهم مرات عدة ، مؤكدين التزامهم بخط المقاومة الإسلامية وتضامنهم مع إخوانهم في فلسطين المحتلة.
وتقدم الحضور في المهرجان المركزي الذي أقيم في الضاحية الجنوبية في بئر العبد الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله وقيادي الحزب وممثلي الرؤساء وشخصيات رسمية ودبلوماسية وروحية ووزارية ونيابية وسياسية وحزبية لبنانية وفلسطينية، وعسكرية وعلمائية ونقابية وبلدية واجتماعية …
واستهل بتلاوة آيات بينات من القرآن الكريم، بعدها نشيدي لبنان وحزب الله، ثم بدأ العرض بمرور حملة علم لبنان وعلم حزب الله وصور قادة مسيرة المقاومة ، ومن خلفهم فرقة من الكشافة تحمل الرايات التي تمثل ألوان علم فلسطين، ثم سارت بعدهم وعلى التوالي : سرية الشهيد حسين عباس الموسوي ، سرية الشهيد محمد الدرة، سرية الشهيد فارس عودة ، سرية أباء الشهداء ، سرية أيتام الشهداء، سرية حمزة بن عبد المطلب.
ثم بدأ استعراض عدد من الألوية والسرايا تقدمتهم السرية الخاصة وهي لمجموعة من الأشبال ، وترافق مرور السرايا مع استعراضات قتالية نفذتها وحدة الانقضاض والسيطرة التابعة لأشبال المقاومة الإسلامية.
أعقبها استعراض تشكيلات ووحدات رمزية خاصة تابعة للمقاومة الإسلامية وفق الآتي : لواء القدس الأول "لواء السيد عباس الموسوي" ، الذي ضم سرايا الشهداء : الشهيد الشيخ أحمد أبو ذر، الشهيد الحاج محمد حسن بجيجي، الشهيد أسعد برو، الشهيد هادي حسن نصر الله ، الشهيد الشيخ علي كريّم، الشهيد أحمد شعيب، الشهيد القائد سمير مطوط و شهداء مجزرة العباسية.
ثم جرى استعراض لواء القدس الثاني "لواء الإمام السيد موسى الصدر" الذي ضم سرايا الشهداء : الاستشهادي بلال فحص، الشهيد حسن قصير، الشهيد أحمد الحسن، الشهيد صلاح غندور، الاستشهادي علي منيف أمر، الاستشهادي إبراهيم جميل ضاهر، الاستشهادي عمار حسين حمود والشهيد السيد عبد اللطيف الأمين .
ثم لواء القدس الثالث "لواء الشهيد الشيخ راغب حرب" الذي ضم سرايا الشهداء : الشهيد أحمد قصير، الشهيد علي حسين صفي الدين، الشهيد عامر كلاكش، الشهيد الحر العاملي "عبد الله محمود عطوي"، الشهيد هيثم صبحي دبوق، شهداء مجزرة الزرارية والشهيد عبد الله فنيش.
ثم لواء القدس الرابع "لواء شهداء الأقصى" الذي ضم سرايا الشهداء : الشهيد علي حسن ديب (أبو حسن خضر)، الشهيد أبو علي رضا ياسين، الاستشهادي من حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين حاتم الشويكي، الاستشهادي من حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين محمد نصر،الاستشهادي من حركة حماس عز الدين المصري، الشهيد عاطف عبيات من كتائب شهداء الأقصى والشهيد علي الجولاني من القدس الشرقية.
ثم فوج القدس الأول "فوج الشهيد فتحي الشقاقي" الذي ضم سرايا الشهداء : الشهيد محمود عرفات الخواجة، الشهيد هاني عابد، الشهيد أنور حمدان، الشهيد أياد حردان والشهيد محمد بشارات.
ثم فوج القدس الثاني " فوج الشهيد الشيخ عز الدين القسّام" الذي ضم سرايا الشهداء : الشهيد يحيى عياش ، الشهيد محمود أبو هنود، الشهيد جمال منصور، الشهيد جمال سليم ، الشهيد إبراهيم عودة والشهيد ماهر كمال حبيشة.
ثم جرى استعراض الوحدات القتالية التابعة لأشبال المقاومة الإسلامية وقدمت سرية الشهيد الفتى فارس عودة عروض خاصة تمثلت بالهبوط على الحبال والتسلق الأبنية العالية والهبوط منها، والانتقال من مبنى إلى مبنى آخر على ارتفاع شاهق. وتضمنت العروض عمليات مماثلة مختلفة وسقطات هوائية ، وتشكيلات متعددة كتعبير رمزي عن استعداد أشبال المقاومة والجهوزية التامة لمواجهة أي جديد.
ثم تجمعت السرايا المشاركة في العرض أمام المنصة الرئيسية ورددت شعار:"يجب أن تزول إسرائيل من الوجود".
ولدى اعتلاء سماحة السيد نصر الله المنبر أقسم المجاهدون يمين الولاء والطاعة لله ورسوله ولأولي الأمر.
بعدها ألقى سماحته الكلمة التالية : في البداية أشكركم على ثباتكم وصبركم وتحملكم لهذا الطقس الماطر والذي فيه رسالة واضحة لكل العالم على عزمكم وتصميمكم وثباتكم في هذا الخط وهذا الطريق.
وقال " عام بعد عام يتأكد للأمة وللعالم كم كان هذا الإمام الخميني عظيماً ، فهذا يوم القدس الذي أعلنه منذ سنوات طويلة، قد ظن الناس أنه بمضي الزمن سيتراجع ويخفت وما ظن الناس أن يوم القدس سيحي في حر الشمس وفي الشتاء الماطر وفي كل الساحات".
إن الإمام الخميني أعلن يوم القدس ليعيد قضية القدس وفلسطين إلى موقعها الطبيعي ، حيث هي مسؤولية الأمة كلها . إن أول وهن في هذا العصر ، كان عندما تراجعت القضية المركزية، قضية فلسطين والقدس، من قضية إسلامية إلى قضية عربية ومن قضية عربية إلى قضية فلسطينية ، وللأسف أيضاً تراجعت قضية فلسطين من فلسطين الكاملة من البحر إلى النهر لتصبح قضية قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية، ثم تراجعت أيضاً ، لتصبح قضية النسبة المؤية التي يمن بها الصهاينة على الفلسطينيين من أراضي الضفة وقطاع غزة. أما القدس الشرقية فأصبحت قضية الحرم القدسي أوالأماكن العبادية فقط . (…)
في يوم القدس ، نقول باسمكم وباسم الشهداء: على كل نظام عربي أو إسلامي وعلى كل شعب عربي أو إسلامي أن يعرف أنه مسؤول أمام الله والأمة والتاريخ عن تحرير فلسطين واستعادة القدس والمقدسات، وأننا جميعاً سنسأل عن ذلك.
اليوم مجدداً، كما في الماضي ، نوجه النداء : أيتها الأمة وعلمائها وحكامها وأنظمتها وأحزابها وحركاتها وشعوبها تعالوا لنركز صراعنا ومعركتنا في المكان الصحيح والزمن الصحيح والمسؤولية الصحيحة ، ولنخرج من المعارك الخاطئة في الساحات الخاطئة وفي الأوقات الخاطئة، ولنحمل مسؤولية تلبية استغاثة هذا الشعب المظلوم والمضحي في فلسطين. واستغاثة المسجد الأقصى وكنيسة القيامة وكل مقدسات المسلمين والمسيحيين في هذا البلد المبارك.
إن أمتنا اليوم ، تمر في أخطر مواجهة وتواجه محاولة استكباريةً لاستعبادها في زمن الاستبداد ، في الزمن الذي ممنوع عليك أن تقاوم وأن تتكلم وأن تفكر وأن تحلم أيضاً . إن مشروع الإدارة الأميركية في فرض الهيمنة والنفوذ على كل شيء في منطقتنا بات واضحاً، وهو مشروع الحرب في العالم وليس نشر السلام في العالم . والكل يعرف جورج بوش وعائلته ورامسفيلد وديك تشيني وهذا الطاقم المستكبر الموجود في الإدارة الأميركية، وصلته بمصانع الأسلحة الكبرى في الولايات المتحدة. المطلوب أن تكون حرب في كل ساحة وفي كل منطقة لإعادة تحريك عجلة الانتاج العسكري الأميركي ولانقاذ الاقتصاد الأميركي من الركود ، والتراجع على حساب نفطنا ودمائنا وكراماتنا وأعراضنا ومقدساتنا.
وباسم "مكافحة الإرهاب" ، تقف الإدارة الأميركية بوضوح كامل أكثر من أي زمن مضى، يقف جورج بوش ليقول "لو كنت مكان شارون لفعلت الذي فعله". المقاومة في لبنان إرهاب ؟! المقاومة في فلسطين إرهاب؟! انتفاضة الشعب الفلسطيني والأطفال والنساء والشيوخ إرهاب ؟! لا يحق لهم أن يدافعوا عن أنفسهم. أما شارون الجزار السفاح ، مجرم الحرب المشهور فيحق له أن يدافع؟!. هو يمارس الدفاع عن النفس ،أم نحن وأنتم فنمارس الإرهاب. لم يعد في قاموسهم للمقاومة مكان ، واليوم يأتون إلينا ويقولون أنتم لا تعترفون "بدولة إسرائيل". حتى أولئك الذين اعترفوا "بدولة إسرائيل " وحتى أولئك الذين يقال لهم إن أراضي الـ 67 في الضفة والقطاع هي مناطق محتلة أو مناطق متنازع عليها،لا يسمحون لهم بالمقاومة. يقولون المقاومة حتى في هذه الأرض التي لم يقل العالم حتى الآن أنها إسرائيلية ، المقاومة هناك إرهاب.
في هذه الحرب الجديدة أسلحة متعددة : من جملة أسلحة هذه الحرب الأميركية ، أن يقاتل بعضنا بعضاً كما حصل في أفغانستان، أن يقاتل الأفغانُ الأفغان .وكان المطلوب على مدى سنوات طويلة الفتنة في لبنان بين الدولة وبين المقاومة . أمريكا سعت لهذا ، وإسرائيل كانت تسعى إليه أيضاً عندما كانت تقصف مواقع الجيش اللبناني والبنى التحتية ومحطات الكهرباء والجسور.. ولكن لبنان خرج مرفوع الرأس من هذا الامتحان الكبير. واليوم مشروعهم في فلسطين: هو الفتنة. أن يقاتل الفلسطيني في السلطة الفلسطينية المقاومة. وهنا يجب أن نشيد وننحني احتراماً بالمقاومين الشرفاء في فلسطين المحتلة من كل فصائل المقاومة الفلسطينية الذين بالرغم مما يتعرضون له من تشهير واعتقالات ومطاردات يصبرون ويعضون على الجراح .نقول لهم : هذا هو الموقف الصحيح، كما كنا في لبنان ، نحن أيضاً في فلسطين، يجب أن نعرف ساحتنا وأولوياتنا ، إذا قتل منكم أحد برصاص من فلسطيني، فيجب أن يكون الثأر من الصهاينة ، فليكن الرد بتضييع الهدف الإسرائيلي ، إن الرد على قتلكم واعتقالكم وسجنكم هو كما فعلتم بالضبط، المزيد من العمليات النوعية والاستشهادية في مواجهة العدو.
وأقول للسلطة الفلسطينية: لا تشتبهوا ولا تقعوا في الخطأ، نحن نعرف ونقدر الظروف الصعبة التي تعيشونها وحجم الضغوط التي تتعرضون لها، ولكن عندما يطلب الأمريكيون والصهاينة منكم محاربة شعبكم ووقف الانتفاضة واعتقال مجاهدين، إنما يريدون لكم الموت والضياع والفناء وأن تصبحوا بلا قيمة وبلا قوة ولتفرض عليكم شروط شارون بعد كل هذه الدماء الزكية وكل هذه التضحيات.
كان النصر في لبنان حصيلة استمرار المقاومة، وأيضاً حصيلة الصمود الرسمي اللبناني والسوري واحتضان الدولة للمقاومة وعدم إصغائها لكل الطلبات والتهديدات والأوامر الاستكبارية لطعن المقاومة في ظهرها.مع العلم ، وأنا أعيد وأقول : نقدر حجم الضغوط التي تتعرض لها السلطة ، ولكن لا يجوز أن يقع أحد في الخطأ.
في هذا السياق إننا ندعو في يوم القدس اللبنانيين إلى مزيد من الوحدة الوطنية ، والفلسطينيين إلى التمسك بالوحدة الوطنية رغم كل الجراح والمآسي. وندعو الأمة إلى استعادة وحدة حضورها في ساحة المواجهة الحقيقية .
من أسلحة هذه الحرب، التشهير والقتل وزرع الخراب والدمار. في الحرب الأميركية لا مكان للأسرى ، الأسرى الذين يسلمون أنفسهم في قلعة غانجي في أفغانستان يقتلون بالمئات. هذه هي العدالة الأميركية والمجتمع المدني وحضارة القرن الواحدة العشرين . في حضارة القرن الواحد والعشرين لا مكان للقضاء ولا مكان للمحاكم ، الكلمة الفصل – كما يقول بوش – هي: القوات المسلحة الأميركية .
من أسلحة هذه الحرب المزيد من التهويل والقتل . في لبنان نتعرض لحملة تهويل كبيرة من الأميركيين، ولكن هذا لم يكن شيئاً جديداً علينا . نحن عندما مشينا هذا الطريق إنما مشيناه نطلب فيه الشهادة والقتل في سبيل الله عز وجل. كنا نحمل دمائنا على الأكف ومازلنا نحمل دمائنا على الأكف . وفي مواجهة كل المجازر وعناقيد الغضب وتصفية الحساب والمؤامرات كنا نقول لهم كلمة إمامنا الأسير زين العابدين (ع) وسوف نبقى نقولها لكل هذا العالم المستكبر ولكل طواغيت العالم الجدد وإلى الأبد: بالموت تهددنا يا بن الطلقاء، إن القتل لنا عادة وكرامتنا من الله شهادة". هذا هو جوابنا الدائم، وسيبقى هذا هو جوابنا الدائم.
من أسلحة هذه الحرب ، تحييد بعض الأنظمة والقوى والحركات للاستفراد بدول وشعوب هذه الأمة الواحدة تلو الأخرى . القول للبعض تعالوا واحفظوا رؤوسكم ، واحفظوا وضعكم واجتنبوا الوقوع في معركة الدفاع عن هذه الأمة. هذا ما يقال لنا أيضا في لبنان : أنتم في حزب الله نحترمكم وأهلاً بكم في السياسة والجمعيات الخيرية ، وإذا أردتم أن تحصلوا مكاسب فيجب أن تتخلوا عن الإرهاب . وكل الذين يتكلمون يشربون من نبع واحد. لكننا نسأل ما هو الإرهاب !؟ نحن منظمة إرهابية ؟! ما هو العمل الذي قمنا به أو نقوم به ؟! فيأتي الجواب : أنتم الآن لا تقومون بعمل إرهابي ، ولكن لديكم القدرة والنية أن تعملوا عملاً إرهابياً في المستقبل؟! أي يعاقبوننا على النوايا.إذاً المشكلة الأولى أنكم تملكون القوة والقدرة، وممنوع في هذا العالم وفي محيط إسرائيل أن يكون أحد قوياً. القوي إرهابي وإن لم يستخدم سلاحه.
ومشكلتكم الثانية أنكم تأوون الإرهابيين وتدعموهم وتدربوهم . وعندما نسأل من هم هؤلاء الإرهابيون؟! يأتي الجواب :هم فصائل المقاومة الفلسطينية. يعني ما هو واجب علينا وعلى العالم الإسلامي والعربي أصبح "إرهاباً ". فنحن برأيهم ندعم "إرهاب" محمد الدرة وفارس عودة والنساء والأطفال والشيوخ الذين يقامون بالحجر والرصاصة والعبوة الدبابات والطائرات الأميركية الصنع.
نقول لكل الذين يخاطبون حزب الله ويقولون له أخرجوا من هذا المعركة ولكم الأمان أننا نرفض أمانكم إذا كان الشعب الفلسطيني لا أمان له.
إن قدرنا أن نقاوم وأن نصمد وأن نثبت وأن نتمسك بحقنا وبالسلاح . في فلسطين تستمر المقاومة ، هذه العمليات الاستشهادية والنوعية وبالرغم من كثافة الشهداء هي الطريق الوحيد لدحر الصهاينة. أعلموا أيها الأخوة في فلسطين أن عملياتكم هذه تهز كيان العدو من الأعماق وتجعله في مأزق وجودي.وبالتالي يجب أن يتابع هذا الطريق بلا أي تردد وبلا أي وهم .
اليوم يقف جورج بوش ليصف حزب الله وحماس والجهاد الإسلامي وبقية الفصائل الفلسطينية ويشبهها بتنظيم القاعدة، أو يشبه الأنظمة التي مازالت تدعم حق هؤلاء في المقاومة بنظام الطالبان ، ويستعيرون مفردات الحرب في أفغانستان. أقول لهم أنت مخطئون ومشتبهون ، في أفغانستان حرب أهلية ، وهنا حرب في مواجهة الاحتلال ، في الحرب الأهلية يسقط الجميع، ويضيع الجميع ، الطالبان وغير الطالبان . هنا حرب في مواجهة الاحتلال . في أفغنستان حرب انقسمت حولها الأمة . أما هنا في لبنان وفلسطين حرب أجمعت عليها الأمة. لا يمكن لأحد أن يقف ويقول أنه لا حق للشعب اللبناني وللشعب الفلسطيني وللشعب السوري ولشعوب منطقتنا في المقاومة من أجل استعادة أراضيهم المحتلة ومقدساتهم المنتهكة. هذا هو وجدان الأمة وضميرها وفقهها وإجماعهها حتى الأنظمة التي تقول بالسر شيئاً لا تستطيع إلا أن تقول في العلن ما هو قناعة وضمير ووجدان هذه الأمة. أنتم هنا تقيسون مع الفوارق وتشبهون التشبيه الخاطئ ، هنا قوم عاشوا التجربة ومصممون على التمسك بحقهم حتى الرمق الأخير وهم يؤملون النصر الحقيقي . لقد نصركم الله في 24 أيار 2000 ، والله الذي نصركم قبل 11 أيلول هو موجود قوي قاهر ينصركم بعد 11 أيلول.
يأتي من يعترض علينا اليوم ، ويقول لماذا تدعمون الانتفاضة والسؤال للعالم كله لماذا لا تدعمون الانتفاضة ؟! لسنا نحن الخطأ ، نحن الصح ، أنتم الخطأ . البعض يأتي ويقول من إشكالاتنا عليكم أنكم تهددون بالتدخل العسكري لمصلحة شعب فلسطين! أريد أن أسأل الشعوب والحكومات في العالم العربي وفي العالم الإسلامي والعالم الذي يسمي نفسه حراً والمجتمع الدولي ، لو جاء شارون وارتكب المجازر العامة في شعب فلسطين وطرد شعب فلسطين إلى الأردن كما هو مشروع شارون الحقيقي الذي يقتنص من أجله الفرص، أنتم ماذا ستفعلون؟! المدان ، هو الذي يسكت . المدان هو الذي يتفرج بعينيه دون أن يحرك ساكناً . أما الشريف في هذه الأمة هو الذي لا يسمح لهذه المأساة التي حصلت في 48 وفي 67 أن تتكرر ثانيةً .
في يوم القدس نحن هنا في هذا الطقس الماطر وبين يدي مجاهدينا الأبرار نجدد إيماننا وخطنا وطريقنا ونقول: لن نترك أرضنا ، ولن نتخلى عن أسرانا ، ولن ننسى مقدساتنا وكراماتنا ، سنفتديها بكل ما نملك وبأعز ما نملك كما كنا نفتديها في الماضي. وأقول لكم أيها الصادقون في البيعة كونوا على جهوزية وامسكوا بأسلحتكم وتهيئوا، فالأمة تخوضوا معركة كرامتها ووجودها ومقدساتها . كنتم في مقدمة المدافعين، بالدم بالقبضات الحسينية بالصدور العارية بالأبناء والأعزاء، عن الكرامة والمقدسات والعزة وعليكم أن تكونوا جاهزين أيضاً لتبقوا في طليعة المدافعين عن الأمة والكرامة والقدس . وعلى أمل ، وعلى ثقة ، وعلى توكل مطلق على الله سبحانه وتعالى : أن المستقبل هنا هو مستقبل هذه الشعوب المضحية ، مستقبل هؤلاء المظلومين . أما إسرائيل هذه إنشاء الله ، بوعد الله سبحانه وتعالى وبإرادة المؤمنين لن يبقى لها وجود ، ولن يبقى لها اثر ، والزمن بيننا وبينكم والله يحكم بيننا وبينكم.