كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بمناسبة حصار قطاع غزة في فلسطين المحتلة 15-12-2008
منذ عدة اسابيع يعيش اهلنا في غزة حالة حصار مطبق دون ان يفتح لهم باب او نافذة على هذا العالم الواسع واذا أخذنا بعين الاعتبار التصعيد السياسس والميداني الاسرائيلي وكذلك التهديدات العسكرية الاسرائيلية لا يبدو هناك اي أمل بفك الحصار في المدى القريب مما يوجب علينا في مختلف المواقع وانطلاقا من مختلف الحيثيات وقفة تأمل وبحث عن المسؤولية والواجب اتجاه هذ المعاناة الانسانية الكبرى، وفي نظرة اشمل واوسع وبعد ستين عام من احتلال فلسطين نجد انفسنا امام مرحلة جديدة تجهد فيها اميركا واسرائبل على تصفية القضية الفلسطينية في جميع متركزاتها واركانها واسسها، وعلى سبيل المثال نجد ان قضية اللاجئين خارج الاراضي الفلسطينية لا افق لها امام الاجماع الاميركي والاسرائيل والتواطئ الدولي والسكوت العربي في مسألة حق حق العودة وتنفيذه و تثبيته والتخطيط لتوطين وتجنيس الفلسطينيين اللاجئين في البلدان التي يقيمون فيها.
وثاينا نجد مسألة القدس والعمل الدأوب لتهويدها وتهجير من تبقى من سكانها الفلسطينيين السكان في القدس الشرقية عبر التضييقات بكل الطرق وهدم المنازل ونجد التهجير التدريجي لاهلنا في الضفة الغربية من خلال الجدار وانعدام فرص العيش والحواجز والاعتقالات والظروف القاسية التي يعيشها اهلنا هناك، حتى اننا شهدنا في الاسابيع الماضي معركة قطاف الزيتون والاعتداءت التي شنتها قطعان المستوطنين في اكثر من مدينة وقرية، وصولا الى التهديد المتواصل بطرد فلسطيني ،48 وهنا ايضا التهديد يطال كل الفلسطينيين من مسلمين ومسيحيين وما قالته ليفيني لم يكن زلة لسان بل تعبير عن موققف يجمع عليه قادة الاحزاب الصهيونية وهذا حلم الاسرائيليين وعملهم الدائم من اجل اقامة ما يسمونه دولة يهودية نقية، وهذا ما يخظى بتأييد اميركا والعالم وتفهم حتى بعض اللذين يجب أن يكونوا في موقع المدافع عن فلسطين وشعب فلسطين، وصولا الى معاناة الاف الاسرى الفلسطينيين ووصولا الى الحصار على غزة واهلها، والذي يهدف الى تحويل القطاع الى مكان لا يمكن العيش فيه وصولا الى تهجير فلسطيني شامل.
خلاصة المشهد اليوم نحن امام تصفية او عملية تصفية كاملة لكل مرتكزات القضية الفلسطينية والعنوان الكبير في هذه المرحلة هو حصار غزة وهدف هذا الحصار هو كسر ارادة الشعب الفلسطيني واحباط الشعب الفلسطيني وفرض الشروط الاميركية عليه والاسرائيلية والقبول بتسويات مذلة لا تحفظ الحد الادنى من الحقوق المشروعة لهذا الشعب.
على مدى ستين عام صمد هذا الشعب وقاوم وقدم التضحيات وهو الذي استطاع ان يمنع تصفية القضية الفلسطينية خلال ستين عاما، رغم تواطئ الكثيرين واحساس الكثيرين في عالما العربي ان القضة اصبحبت عبء عليهم ويجب التخلص منها بأي طريقة.
احد مظاهر الصمود هو ما شهدناه من انتفاضة للعشب الفلسطين في السنوات الاخيرة، في غزة مشهدان مشهد الحصار والتعتيم والبرد القارص والظلمة والمرض والغارات الجوية الاسرائيلية، والمشهد المقابل هو الصبر والصمود والعناد والمقاومة والثبات على الحق والموقف ولست بحاجة لتقديم الشواهد فكلنا نرى ونسمع من خلال وسائل الاعلام تصريحات وتعبيرات اهل غزة رجالهم ونساؤهم واطفالهم، وما عبروا عنه من موقف ومضمون في هذا المجال، وجاءت قمة التعبيرات عن هذا المشهد وحقيقة هذا المشهد في المهرجان الجماهيري الحاشد والكبير اذا اقامه الاخوة في حماس يوم أمس.
امام كل ما تقدم تأتي الدعوة للبحث ن المسولية وتحمل المسؤولية، ايها الاخوة والاخوات قبل ستين عاما لو تحملت قيادات هذه الامة وحكومات هذه وشعوب هذه الامة مسؤوليتها في الوقت المناسب وتحركت في الموقت المناسب لما أحتلت فلطسين وقام الكيان الغاصب الذي اذل هذه الامة وحكوماتها وشعبوها وجيوشها وارتكبت ابشع المجازر ليس في فلسطين فقط بل في اكثر من بلد عربي. ومازال يواصل عدوانه عليها منذ ستين عام، الناس ينسون والاجيال قد تتجاهل ما حدث في الماضي و التاريخ قد يبدل ويزور، لكن في ساحة العدل الالهي يوم القيامه لانسيان ولا تجاهل ولا إهمال ولا تزوير، اني اقول لكم ان كل الذين سكتوا ولم يفعلوا شيء لمنع احتلال فلسطين وقيام الدولة العنصرية في قلب عالمنا العربي سوف يحاسبون يوم القيامة، لو تحمل الاباء والاجداد المسؤولبيات لما كانت كل هذه المجازر والحصار والاذلال وكان وجه المنطقة غير ما عشناه وتعيشه المنطقة منذ ستين عاما.
الان نواجه نفس الواقع فكيف نتصرف كحكومات وشعوب وقيادات ومرجيعات دينية وسياسية واحزاب وتيارات ونخب على امتداد العالمين العربي والاسلامي. بالامس وجهت دعوة كريمة من قبل المؤتمر القومي العربي والمؤتمر القومي الاسلامي والمؤتر العام للاحزب العربية وهذه اطر قيادية تجمع الكثير من القيادات والشخصيات والتيارات والفعليات المتنوعة في عالمنا العربي.
وجهت دعوة كريمة من اجل القيام بتعبئة شعبية في جميع البلدان العربية للتضامن مع اهل غزة وفك الحصار عنها. ودعت هذه المؤتمرات في بيانها الى سلسلة تحركات ونشاطات ومواقف ابتداءا من الجمعة القادم، نحن في حزب الله والمقاومة الاسلامية في لبنان ندعو الى اوسع استجابة شعبية مع هذه الدعوات وعلى امتداد العالمين العربي والاسلامي ونعتبر ان هذا الحد الادنى مما يجب القيام به في هذا السبيل من اجل تحقيق هذا الهدف.
من الطبيعي ان نتوجه كما ورد في البيان بالمناشدة الى الاخوة في مصر والحكومة المصرية ونناشدها فتح معبر رفح امام اهل غزة وبشكل دائم ونهائي، اننا نطالبها بهذه الخطوة التاريخية والشجاعة وسستحفظ الامة والتاريخ لمصر هذا الموقف، ان الالتزام بالاتفاقيات حول المعابر ليس له اساس ديني او اخلاقي او قانوين اذا كان يؤدي الى كارثة كبرى ونتيجته جريمة حرب بمستوى ما يحصل في غزة، أقول للمسؤولين المصريين الزمن ليس زمن مزايدات ويريد احد ان يسجل نقاط.
لكننا امام حقيقة مؤلمة المئات من المرضى يموتون في غزة، ومئات يعيشون في الظلام والجوع وهذا يتطلب موقف تاريخي مسؤول منكم والامو كلها ستكون الى جانبك اذا اتخذتم هذا الموقف وان منظمة المؤتمر الاسلامي والجامعة العريبة مدعوتان ان تكون الى جانب مصر اذا اتخذت موقفا من هذا النوع أمام اي مساءلة مفترضة من احد من طواغيت العالم.
اليوم مسؤوليتنا جميعا ان نتحرك يبدأ التحرك يوم الجمعة لا لينتهي يوم الجمعة وانما يجب ان يكون يوم بداية التحرك لتحمل السمؤولية لفك الحصار عن غزة وتثبت هذا الموقع المهم في القضية الفلسطينية المركزية، اليوم نخاطبكم والناس والمسملين والعرب من الموقع الاسلامي والعربي والانساني. نخاطب اتباع الديانات السماوية بالخصوص وبالاخص المسيحيين الذين يحتلفون في الايام المقبلة بولادة السيد المسيح (ع) المخلص، من الموقع الانساني نطالب الجميع الذين يحتفلون بالاعلان العالمي لحقوق الانسان في العالم نقول لهم يوجد مليون ونصف انسان في غزة ويواجهون الجوع والمرض والموت. نوجه هذه النداء وهذا النداء يعني ان يتوجه لكل المرجعيات الدينية والسياسية والثقافية والانسانية في العالم من الفاتيكات الى كل الكنائيس وكل المرجعيات وأنا اسأل هنا هل يرضى السيد المسيح ان يحاصر ميلون ونصف انسان ذنبهم انهم يتمسكون بارضهم وحقهم.
اخاطب ما يزيد عن مليار مسلم واقول لهم ايها المسلمون نحن جميعا نقول اننا ننتمى الى دين محمد(ص) وهو الذي قال لنا المسلم اخو المسلم والمسلمون كالجسد الواحد، ومن اصبح ومن امسى ولم يهتم بامور المسلمن فليس بمسلم، ايها المسلمون ان دينان هو دين اغاثة الملهوف ونصرة المظلوم واليوم مليون ونصف في غزة يناشدوننا ويطالبون ان نكون الى جانبهم اليس من واجبنا الديني والشرعي والاسلامي ان نتخذ الموقف المناسب.
اليوم يحتفي ويحتفل المسلون في شتى اقطار العالم بالمسلمين عائدين من بيت الله الحرام سالمين غانمين، ان هذا الواجب واجب النصرة لفلسطين لا يقل اهمية وقيمة دينية عن الحج الى بيت الله الحرام بل هو التعبير الصادق عن صحة هذا الحج عند الله، لكل اولئك الذين رجموا الشيطاين في منى واحرموا وعبدوا وصلوا وصاموا في موسم الحج اقول لهم ان حجكم يعبر نفسه يوم الجمعة وما بعد يوم الجمعة ، في موقفكم وصرخكتم وحضوركم في الشاريع وتأييدكم لهذا الشعب ومطالبتكم العام ان يفك الحصار عن مليون نصف مسلم، وايضا من الموقع القومي والعربي اوجه النداء الى الامة العربية والشعوب العربية الى كل الذين يفخرون بعروبتهم ويتحدثون عن انتمائهم العربي والشهامة والفروسية والشجاعة اقول لهم اين هو اليوم هذا الاحساس العربي والشهامة العربية ومليون ونصف مليون انسان عربي في غزة يحاصرون في الظلام الجوع والمرض والخطر والتهديد بالعملية العسكرية في اطار المزايدات الصهيونية على ابواب الانتخابات الاسرائيلية، ايها الاخوة والاخوات من الموقع الانساني ان كنا بشرا ومن الموقع والرسالي النبوي الديني ان كنا اتباع انبياء، ومن الموقع الاسلامي إن كنا على دين محمد (ص) ومن الموقع العروبي ان كنا حقا عرب كما ندعي ادعوكم جميعا للاستجابة الى نداء هذه المؤتمرات على امتداد العالمين العربي والاسلامي ونحن انشا ء الله في لبنان سنقوم بهذا الواجب والذي اعتبره الحد الادنى ولا يسقط عن بقية التكليف، لانني اقترح ان تقوم هيئة التنسيق بين هذ المؤتمرات بالاضافة الى بقية الحركات المقاومة بالتلاقي والتدارس والتخطيط الشامل لمواصلة العمل في شتى المجالات ولا نكتفي بما يمكن ان نقوم بها في الايام المقبلة.
انني ادعو الجميع في لبنان، القصة هنا قصة الانسانية والقيم الانسانية وحقوق الانسان واخواننا في الدم والدين ليس موضوع ليس 8 او 14 اذار، القضية هي لدعوة الامة كلها باختلاف دياناتها ومذاهبها للتوحد في تحمل هذه المسؤولية الانسانية والدينية والالهية التاريخية في لبنان ادعو الجميع للتعبير عن هذا الموقف يوم الجمعة، نحن في الحزب سوف نسعى مع بقية الاخوة والاصدقاء لاقامة اجتماعات واعتصامات متنوعة وسننظم تظاهره شعبية في الضاحية الجنوبية وهنا لا اطلب من اهل المناطق ان يأتوا الى الضاحية بل ان يشاركوا في الاعتصامات التي تقام في المدن الرئيسية، لكنني اوجه الدعوة لاهلنا في بيروت والضاحية الجنوبية التي تعرضت للعدوان ودمرت وصمدت وقاومت وكل املها ان تكتب في تاريخ هذه الامة وقفة صمود وعز وثبات وجهاد وعناد يا اهلنا في الضاحية وبيروت والضواحي اهلنا في غزة عيونهم مشدودة اليكم والى كل شعوب عالمنا العربي والاسلامي ادعكوم للمشاركة الواسعة والكبيرة والحيوية والقوية في يوم الجمعة عند الساعة 2 بعد الظهر في تظاهرة التأييد للمطالبة والمناشدة لفك الحصار عن اهلنا في غزة وتظاهرة التأييد لخيار الصمود والمقاومة والتمسك بالحقوق وعدم التنازل عنها مهما كانت التضحيات والصعوبات وانتم اهل لتلبية النداء والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".