كلمة سماحة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في العيد السنوي لجمعية كشافة الامام المهدي (عج) 24-8-2008
أكّد الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله أن قيادة المقاومة تنظر إلى إطلاق قادة العدو لهذا الكم من التهديدات والضجيج ضد لبنان على أنه يعود لأسباب داخلية يعيشونها على أبواب استحقاقات هامة لديهم، لكنه أشار خلال احتفال لكشافة الإمام المهدي (ع) حضره الآلاف من قادتها إلى أننا لا نستكين ولا نستخف بهذه التهديدات وإن كنا نتعاطى معها بثقة وحزم. وخاطب سماحته قادة العدو بالقول :" من موقع العارف بإمكانات المقاومة وتطورها النوعي بعد عدوان تموز، أقول بأن أي حرب على لبنان لن تكون تداعياتها كتداعيات الحرب السابقة"، متوعداً باراك بتدمير فرقه الخمسة التي يهدد بها وتدمير كيانه الغاصب للأرض المقدسة، ومؤكداً أن النصر الآتي سيكون حاسماً وواضحاً وجازماً لا لبس فيه لأحد في هذا العالم.
ومما قاله :" في موضوع التهديدات الإسرائيلية، أود أن أؤكد بأن التهديدات الأخيرة التي صدرت خصوصاً عن أولمرت وبعض وزرائه، تأتي في سياق التهويل الإسرائيلي على لبنان والحرب النفسية على لبنان ومحاولة ابتزاز اللبنانيين، وإلا لا منطق لكل هذا التهويل. عندما يتحدث الإسرائيليون عن البيان الوزاري ويقولون أن الحكومة اللبنانية تبنت المقاومة وغطت حزب الله وعليها أن تدفع الثمن، هذا أمر مضحك، لأن البيان الوزاري الأول للحكومة السابقة في مضمونه أقوى من البيان الوزاري الحالي، ومع ذلك لم يخرج القادة الصهاينة ليقولوا إن الحكومة اللبنانية في بيانها الوزاري غطت المقاومة وتبنت المقاومة وتتحمل مسؤولية كل عمل تقوم به المقاومة؟! لم يقولوا هذا الكلام، فلماذا إذاً يقولونه الآن ؟! لأنهم الآن محتاجون لهذا التهويل ولهذا التهديد ولهذا الابتزاز، هذا من جهة، من جهة أخرى، هذا التهويل وهذه التهديدات هي حاجة إسرائيلية داخلية. فالآن هناك انتخابات في "كاديما"، ومن الطبيعي أن تحصل مزايدات بين ليفني وبين موفاز وبقية المرشحين لزعامة كاديما، وأيضاً ، يمكن أن يكون الوضع الإسرائيلي مقبلاً على انتخابات نيابية مبكرة، وكذلك في هذا المجال هناك تنافس بين حزب العمل وبين كاديما وبين الليكود ، وأيضاً، هناك أزمة زعامة وقيادة في الكيان الإسرائيلي، وكل واحد يحاول أن يقدم نفسه القائد الخبير والمنقذ، هكذا يفعل باراك وموفاز ونتنياهو. في هكذا مناخ سوف تذهب الأمور إلى المزايدة. من جملة المزايدات هو إطلاق التهديدات باتجاه لبنان. طبعاً، لأولمرت ظروفه الخاصة، والصحافة الإسرائيلية نفسها أغنتنا عن التعليق على أولمرت، فقد قالت الصحافة الإسرائيلية لأولمرت " عندما كنت في أقوى أيامك وأعلى مجدك بعد استلامك لرئاسة الحكومة أطلقت وعود وتهديدات كبيرة وأثبت أنك فاشل"، هذا الفاشل وهو يغادر الآن يتحدث بهذه اللغة، "معليش بدنا نتفهم ظروف أولمرت النفسية والشخصية"!
كيف نتعاطى مع هذه التهديدات؟ أقول :"لا نستهين ولا نستخف بها من جهة، ولكن لا يجوز أن ننضغط بها أو أن تؤدي إلى حالة هلع أو خوف أو قلق. نتعاطى معها بجدية ولكن بثقة، نتعاطى معها بمسؤولية ولكن بحزم، ولا نخاف من هؤلاء. وأقول لكم من موقع العارف بالمقاومة وإمكانات المقاومة وتطور وضع المقاومة الكمي والنوعي بعد حرب تموز 2006 والعارف بالوضع الإسرائيلي على مستوى القيادة السياسية وتركيبة الجيش وعقلية المجتمع الإسرائيلي، أقول لكم : إن هؤلاء الصهاينة سيحتاجون إلى وقت طويل وسيفكرون عشرات آلاف المرات قبل أن يقرروا القيام باعتداء على لبنان. انظروا إلى أدبيات باراك، هو يتحدث عن توازن بين لبنان وإسرائيل، بين المقاومة وإسرائيل، بين حزب الله وإسرائيل ، ثم عندما يعترض ويهدد سوريا وإيران ومن ورائهما أنكم إذا أعطيتم سلاح متطور ضد سلاح الجو ، أي دفاع جوي، فإن هذا يخل بالتوازن وأن إسرائيل لن تسمح بالإخلال بالتوازن. انتبهوا، هو يعترف بتوازن، ويخاف من الاخلال بالتوازن. في كل الأحوال، نحن لسنا بحاجة لأن نواجه التهديد بالتهديد، أو الكلام بالكلام، نحن أهل الفعل، قلنا سابقاً وفعلنا، ونقول مجدداً وسنفعل، إن أي عدوان على لبنان، أي حرب على لبنان لن تكون نتائجها وتداعياتها تقف عند حدود تداعيات ونتائج حرب تموز. أنا في يوم حفل تشييع القائد الحاج عماد مغنية وفي أسبوعه وفي ذكرى الأربعين كررت هذا المعنى، والآن أعود وأقوله لكم: التهديد الجديد في الحقيقة ليس سلاح الجو، التهديد الجديد هو ما يقوله باراك أنه سيقوم بعملية برية وأنه يعد خمس فرق للدخول إلى لبنان في يوم من الأيام وأنه يناور ويدرب ويستعد وأن هذه الفرق الخمسة هي التي ستغير المعادلة وأنه سيقاتل من بيت إلى بيت ومن قرية إلى قرية، وأنا أقول له في المقابل، إن فرقك الخمسة، هذا وعد جديد، إن فرقك الخمسة ستدمر في جبالنا وودياننا وتلالنا وبيوتنا وقرانا وستدمر معها دولتك الغاصبة لأرضنا المقدسة. الإسرائيليون يتحدثون، يعني باراك وموفاز وأشكينازي ، يتحدثون عن أي حرب مقبلة أنه ستكون حرباً سريعة ونصراً واضحاً حاسماً سريعاً قاطعاً لا لبس فيه، وفي المقابل أنا اقول لهم أيضاً، بالتوكل على الله سبحانه وتعالى، وإن كنا لا نحب هذه الحرب أن تحصل ولكن إن حصلت ، كما يهددون ويتوعدون في كل يوم، سيكون نصرنا الآتي إنشاء الله، نصراً حاسماً واضحاً جازماً لا لبس فيه لأحد في هذا العالم، وسيرى جيش هذا العدو في قتال الميدان في قبضات المجاهدين وفي عيونهم ووجوهم وفي بأسهم وشدتهم ما لم يخطر في بال هذا الجيش منذ تأسيس هذا الكيان الغاصب إنشاء الله.