المؤتمر الصحافي للأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله حول عملية تبادل الاسرى بين حزب الله والعدو الاسرائيلي 2-7-2008
عقد الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله مؤتمراً صحفياً عصر يوم الاربعاء 2تموز/يوليو 2008 تحدث فيه عن مجريات عملية التبادل غير المباشر للاسرى مع كيان العدو عبر الامم المتحدة.
وقال سماحته:
سأدخل في الموضوع من دون مقدمات، وإن كانت المناسبة لها عاطفتها ومشاعرها وحيثيتها الجهادية والسياسية. في الحقيقة هناك كلامان، كلام نتحدث عنه اليوم في المؤتمر الصحافي يتناسب مع المؤتمر الصحافي وبما لا يؤثر على انجاز عملية التبادل والكلام الآخر متروك ليوم الاستقبال. طبعاً هناك لائحة طويلة، لائحة تحية وشكر وإهداء وتوصيف لإنجاز التبادل ودلالته ومعانيه وأبعاده. وهناك جوانب أخرى في العملية نؤجلها إلى ما بعد انجاز العملية أي عندما يعود هؤلاء الشباب الى لبنان.
سأركز اليوم على سيرة المفاوضات بشكل مختصر جداً، مضمون الاتفاق، والمرحلة المتبقية للتنفيذ النهائي. لكن قبل البدء، من خارج السياق، أنا اليوم ليست لدي نية للحديث عن الوضع السياسي الداخلي لأن هذا الملف يحتاج لوقت ولن نتطرق له اليوم، لكن قبل ساعات علمنا ان الحكومة البريطانية أصدرت قرارا باعتبار ما سمته “الجناح المسلح لحزب الله منظمة ارهابية” ووضعته على لائحة المنظمات الإرهابية. هذا القرار غير مفاجئ أبداً، اعتبره شخصيا قرارا طبيعيا كونه صادرا من دولة مؤسسة للكيان الصهيوني وشريكة رئيسية في اقتلاع الشعب الفلسطيني وقيام دولة إسرائيل الغاصبة، دولة وعد بلفور في الماضي ودولة الايات الشيطانية لسلمان رشدي في الحاضر والتي كرمته وهو الذي وجه أسوأ الاهانات في العصر الحديث لنبي الاسلام وأهان مشاعر مليار و400 مليون مسلم دون أن يرف جفن لا لملكة بريطانيا ولا لحكومة بريطانيا. ماذا يمثل شباب المقاومة أمام الرسول الأعظم (ص) حتى توجه إليهم تهمة الإرهاب؟!
من يتهم نبينا بكل تلك الاتهامات الباطلة والظالمة من الطبيعي ان يتهم بعض أتباع هذا النبي العظيم والكريم من المقاومين والمجاهدين بتهمة الارهاب. فأن أولاً أعتبر أن هذا قرار طبيعي، ويمكن تأخر الانكليزيون في هذا الموضوع. نحن في كل مرة يصدر فيها قرار عن الغزاة والمستعمرين والمحتلين لفلسطين وللعراق ولأفغانستان والمهيمنين على بلادنا وعلى خياراتنا، كل مرة يصدرون فيها قرارات من هذا النوع بحق حركات المقاومة سواء في لبنان أو فلسطين أو العراق أو أي مكان من العالم نعتبره شرفاً ووساما على صدورنا وشهادة لنا اننا في الموقع الصح، أننا مع شعوبنا وخياراتها ومصالحها عندما لا نكون مع الغزاة وفي جبهة هؤلاء. لكن، أتوقف قليلاً عند التوقيت، التوقيت مشبوه بالتأكيد لأن موضوع التبادل أخذ حيزا كبيرا ليس فقط في العالم العربي وحتى في الغرب، وأعتقد أن عملية التبادل مجدداً تثبت أو تقدم صورة حضارية وانسانية عن المقاومة في لبنان واحترامها للانسان وقيمته وكرامته عندما ترفض أن يبقى أحد من أبناء وطنها أسيراً في السجون وحتى عندما تصر على استعادة رفات الشهداء وكشف مصير المفقودين، هذا يعني أن هذه المقاومة لها قيمة إنسانية راقية وقيمة حضارية عالية، في هذه اللحظة التي يقدم فيها هذا المشهد،مطلوب أن يخرج الانكليزي الراعي الاول والدائم للكيان الصهيوني ليحاول تقديم صورة مختلفة، لكن هذا الموضوع أصبح خلف ظهورنا منذ عشرات السنين، وقد تعودنا عليها وهذا ليس بجديد، والايام المقبلة والأشهر والسنوات والعقود المقبلة ستشهد ان كل حملات التجني على المقاومة وخيار المقاومة والمقاومين ستذهب أدراج الرياح، وكل هؤلاء ومن نهج نهجهم “أعمالهم كَسَرَابٍ بِقِيْعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ ماءً حتى إذا جَاءَهُ لم يَجِدْهُ شَيئاً”.
بالنسبة للمفاوضات بعد انتهاء الحرب وصدور القرار 1701، كان مطلوبا القيام بجهد لحل قضية الأسرى. الوساطة بدأت من الأمين العام للأمم المتحدة. هناك خطأ يحصل في وسائل الإعلام عندما يتحدثون عن وساطة ألمانية، الوساطة هي أممية وليست المانية، نعم، الأمين العام للأمم المتحدة كلف مسؤولا المانيا، مرجعيته أممية لكن هذا لا يعني ان الحكومة الألمانية خلال المفاوضات لم تبذل جهداً، فأنا أعرف أنه في بعض مراحل التعقيد الصعبة كانت الحكومة الألمانية عبر الوسيط الأماني تتدخل لفكفكت بعض العقد لكن مرجعية المفاوضات والوساطة هي الأمم المتحدة والأمين العام للأمم المتحدة.
من اللحظة الاولى للمفاوضات كان شرطنا بقاء كل ما يجري فيها سريا من أجل سلامتها، لاننا لم نكن نفتش عن الاضواء، الهم الحقيقي كان الهم الانساني الذي يعني عودة الاسرى وكشف مصير المفقودين وإعادة الاجساد الطاهرة إلى تراب الوطن، ولذلك كنا دائماً بعيدين عن الإعلام، حتى بعض المراحل التي كان يحصل فيها تسريب لم يكن من عندنا وكنا نعاتب الطرف الاخر وكان يعترف الطرف الآخر بأن عنده خلل وحصل تسريب من قبله. حتى الآونة الأخيرة قبل عدة اسابيع تم التوصل الى اتفاق مبدئي وكان بحاجة لاقرار من حكومة العدو وكان القرار ان يبقى هذا الاتفاق سريا لكن الاعلام الاسرائيلي ومنذ أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع دخل في تفاصيل التفاصيل ونحن لم نتفوه بكلمة حفاظا على سرية العملية ونجاحها وإنجاز عملية التبادل. طبعاً، استفدنا من التجارب السابقة في المفاوضات السابقة بأن الاعلام يعقد العملية، طرح شروط في الإعلام وطرح السقوف العالية يعقد العملية. منذ يوم 12 تموز أنا في أول مؤتمر صحافي بعد عملية الاسر مباشرة لم أحدد سقفا، تكلمت عن الاسرى بشكل عام، وموضوع سمير كان قدراً متيقناً كون العملية كلها كان موضوعها الأساسي هو موضوع الأخ سمير القنطار، لكنني لم أضع سقوفا ، أحد الأسباب المهمة أني إذا وضعت أسقفاً هذا سيصعب المفاوضات وسوف يجعل الإسرائيلي، لأن الإسرائيلي يخوض معنا أيضاً معركة كسر المصداقية والقرار والموقف وهذا هدف اسرائيلي يعمل عليه في أكثر من مكان وموقع في العالم، اذا لا داعي لأن أضع سقفاً عالياً في الإعلام وإذا أردت ان اقوم بسقف عال أقوم بذلك في المفاوضات في المكان الجدي بعيدا عن الاعلام والمزايدة والتعقيد لأننا نريد الوصول إلى نتيجة. لذلك، هذه المرة الاولى التي يتكلم فيها احد من حزب الله على مسألة التبادل بعدما جرى الحديث عنها لأسابيع من الناس. في حزب الله عندما تم حصر الموضوع بشخص الأمين العام هو من أجل تطبيق هذا الالتزام بسرية المفاوضات حتى آخر لحظة.
بدأت المفاوضات وكانت طويلة وصعبة وشاقة ومعقدة وأحيانا بطيئة وتجمد أحيانا حتى لشهر أو شهرين ولكن لم نصل في يوم الى مكان نقول فيه انتهت المفاوضات ولنبحث عن خيارات اخرى لمعالجة الملف، يعني حتى عندما كانت تجمد كان الباب يبقى مفتوحا على الدوام من الطرفين. فريقنا الذي كان يفاوض، كان ذو كفاءة عالية جداً، ولديه خبرة وإخلاص وجدية وتجربة سابقة من كل عمليات التبادل مع الوسطاء الالمان، وبذل جهداً كبيراً، واعترف أيضاً ان الوسيط الالماني المكلف من الامين العام للامم المتحدة بذل جهدا كبيرا ولقاءات مطولة وساعات مطولة. نحن الى ما قبل أشهر كان النقاش لا يزال في مبادئ الاتفاق، لقد بقينا سنة وأكثر قبل أن نتفق على مبادئ الاتفاق والصفقة. ومن المعلوم أنه بأي اتفاق يجب انجاز المبادئ قبل الانتقال إلى التفاصيل. بالنسبة الينا المبادئ والأساسات التي طرحناها للصفقة انها يجب ان تشمل كل الأسرى اللبنانيين وفي مقدمهم الأخ سمير القنطار. ثانياً كل أجساد الشهداء، ليس فقط شهداء الوعد الصادق، كل أجساد الشهداء الذين دخلوا من لبنان ولا يزال العدو يحتفظ بأجسادهم ورفاتهم في المقابر الجماعية أو ما يسمى مقابر الأرقام نحن نريد استعادتها. ثالثا، حسم ملف كل المفقودين، في التبادل السابق هناك بعض المفقودين حسم وضعهم وأعطيت معلومات عنهم، لكن بقي عدد من المفقودين لم يحسم وضعهم خصوصا الذين فقدوا عام 1982 أو قبل هذا التاريخ، هؤلاء كان موضوعهم صعب ومعقد سابقاً. هذا في الشق اللبناني. رابعاً اطلاق سراح اسرى فلسطينيين وعرب كمبدأ نحن طرحناها في المفاوضات وعملنا عليه، وأيضاً موضوع الدبلوماسيين الإيرانيين الأربعة الذين نعتقد أن القوات اللبنانية في ذلك الحين قامت بتسليمهم للعدو الصهيوني وأنهم محتجزون لدى العدو الإسرائيلي.
هذه هي المبادئ التي كنا نصر عليها وإذا اتفقنا عليها نذهب إلى التفاصيل مثل الأعداد والأسماء والعناوين والتفاصيل الأخرى.
اتفقنا على المبادئ وذهبنا الى التفاصيل الأعداد والأسماء والعناوين والتفاصيل الاخرى وبالمقابل أي الطرف الاسرائيلي عنده موضوع رون اراد, الجنديين الاسرائيليين, الاسيرين لدى المقاومة, وموضوع الاشلاء_ الاسرائيلي اصلا ما كان منتبه له, بمعنى نحن قبل ما نثير الموضوع الاسرائيلي كان نسيان ان عنده اشلاء لاكثر من عشرة جنود موجودين على الاراضي اللبنانية نتيجة حرب تموز_ طبعا هذه مطالب الاسرائيلي, بالمقابل عندما أتى الى المبادىء، هو من البداية وافق على اطلاق سراح اللبنانيين باستثناء سمير القنطار.
يعني بالحقيقة اليوم اخواننا الاسرى الذين ما زالوا في السجن وهم اسرى المقاومة، رغم انهم قاتلوا في حرب تموز من اجل اطلاق الاسرى هم ايضا وعائلاتهم الشريفة والكريمة تحملوا معاناة سنتين رغم انه في اللحظة الاولى كان يمكن انجاز اتفاق لاعادة هؤلاء المقاومين والمجاهدين لكن اتفاق بدون سمير القنطار، لا هم كانوا يقبلون ولا كانت عائلاتهم تقبل , ولا نحنا بالتاكيد نقبل, اذن البداية كانت اطلاق سراح اللبنانيين باستثناء سمير القنطار.بالنسبة الى اجساد الشهداء، الاسرائيلي كان يعتبر انه اعطانا كل شيء قديم, ويبقى شهداء الحرب الاخيرة فقط ليعطينا اجسادهم من بين ثماني الى تسع شهداء وانه ممكن هو يستكمل بعض المعلومات عن بعض المفقودين, وطبعا مبدأ اطلاق اسرى فلسطينيين وعرب مرفوض من قبل الاسرائيلي, هذا كان الطرح عند الاسرائيلي.
سارت المفاوضات طبعا انا اعتبر انه خلال سنة من المفاوضات لم يحصل أي تقدم, نحن بقينا متمسكين بمبادئنا والاسرائيلي ايضا بقي متمسك بالمبادئ التي طرحها, في الاشهر الماضية بدأ يسجل تقدم وحصلت بعض الاختراقات, الاختراق الاول هو موضوع والذي سمي في ذلك الحين مبادرات انسانية من الطرفين, أي هو تبادل ولكن غطاءه مبادرة انسانية والذي قضى باطلاق الاسير حسن عقيل من بلدة الجبين الذي اسر في حرب تموز ( بالمناسبة الاخ انسان مدني ) وثانيا استعادة شهيدين للمقاومة في المقابل تسليم المقاومة لجثة مستوطن اسرائيلي ارسلته البحار الينا في ذلك الحين, هذا الامر طبعا أحدث قليلا من الخرق في العملية, مع التقدم بالمفاوضات كان الخرق الأخير اي قبل الاتفاق النهائي, بمعنى بدأ الاتفاق يتبلور، كان موضوع اطلاق سراح الاسير نسيم نسر وتسليم لعدد من اشلاء للجنود الاسرائيليين للعدو الاسرائيلي, الى قبل مدة في الحقيقة ولا اريد تحديد الازمنة حتى ما اعمل احراج للطرف الاخر (وبكفيهم الذي هم فيه الآن) , وإلى قبل مدة كان موضوع الاخ سمير القنطار غير منجز بمعنى كان مرفوض وتحت حجج متكررة ومتنوعة ومتعددة وهي نفسها الآن يحكى عنها في الاعلام الاسرائيلي، ولكن قبل مدة تم التوصل لاسباب نتحدث عنها في يوم الاستقبال. وان سمير دخل في الصفقة وأعطي موافقة مبدئية في ذلك الحين ان الاتفاق يشمل كل الاسرى اللبنانيين.
وهنا نذهب الى التفصيل, عمليا عندما نتحدث عن الأسرى اللبنانيين والتي تشملهم الآن عملية التبادل, الاخ سمير القنطار عميد الاسرى العرب واللبنانيين في السجون الإسرائيلية, الاخ ماهر كوراني , الاخ حسين سليمان , الاخ خضر زيدان , والاخ محمد سرور, وهنا الشاشات تبين انهم موجودين واحياء عند العدو الاسرائيلي وبالتالي هؤلاء الخمسة مفترض ان يشملهم التبادل, وهنا جئنا الى موضوع الاخ يحيى سكاف, والاسرائيلي هنا يصر بان الاخ يحيي استشهد في عملية المقاومة دلال مغربي, في المرة الماضية قيل لنا هذا الكلام, قلنا طيب نريد جثته لكي نتأكد انه شهيد ونسلمها الى اهله, في التبادل السابق رفض الاسرائيلي ان يسلم الجثة, وأيضا كان هناك حجج ولا اريد ان اتحدث عنها الان, لكن في هذا التبادل المجموعة كلها أي مجموعة الشهيدة دلال المغربي ويحيى سكاف وهم خمسة الذين قيل ان اجسادهم موجودة وسيتم تسليم جثث هؤلاء الشهداء وطبعا بالنهاية فحص ال dna هو الذي يحسم ان يحيى بين الشهداء او سوف يبقى في عداد المفقودين لان الاسرائيلي ينكر بشكل مطلق وجوده على قيد الحياة, طبعا شهداء عملية الوعد الصادق موافق على اطلاقهم, ووافق ايضا على اعادة او اطلاق سراح اجساد الشهداء كل الاجساد وكل الرفات من قبل العام 1982 الى ما بعده, أي باللوائح التي عندنا هناك شهداء من العام 1978 ويشمل لبنانيين وفلسطينيين وعرب, وكل المقاومين الذين دخلوا الى لبنان او من مخيمات لبنان او عبروا من خلال لبنان فلسطينيين او عرب او لبنانيين ولهم رفات او اجساد لدى العدو سيتم استعادتها.
العدد المقدر 199 او قرابة ال 200 ويمكن يزيد او ينقص, يعني الاسرائيلي بدا بنبش المقابر، وهنا اهمية الموضوع كبيرة جدا وعوائل الشهداء يعرفوا بان هذا الموضوع وبعد سنوات طويلة كل عائلة يعاد إليها رفات شهيدها …وهذا الموضوع ماذا يعني على مستوى الانساني والعاطفي والنفسي اعتقد عوائل الشهداء أن هذا الموضوع بالنسبة لهم لا يقل عن عودتهم أحياء الى بلادهم ….وهذه اللحظات في هذا النوع من المشاعر وبالتالي هؤلا الشهداء ومن اهم التكريم لهم وهي ان تصبح لهم اضرحة حقيقية وعليها اسماء مكتوبة باحرف من نور وليس ارقام في مقابر مجهولة. اذن، هذا انتهينا منه بقي الاخ محمد فران, الصياد الذي فقد على سواحل الجنوب وبعدها عثروا على قارب الصيد العائد له عند الاسرائيليين الذين سلموا القارب وعليه آثار دماء، ونحن وعائلته اعتبرنا انه موجود عند الاسرائيليين وهم يتحملون المسؤولية, وموضوع الاخ محمد فران في التقرير الذي سيقدم يوم التبادل سوف يتحدد مصيره بشكل قاطع ونهائي…. وبالنسبة الى بقية المفقودين تقرر ان يعطى معلومات عنهم, وبالنهاية بين المعلومات واجساد الشهداء والرفات وفحص ال dna بالنسبة الى الاجساد القديمة اعتقد سنتمكن من حسم عدد كبير من ملفات المفقودين اذن ليس كل الملفات.
إذن، بالشكل والمضمون نستطيع أن نقول اننا انجزنا كامل المهمة، كل الاسرى اللبنانيين كل الشهداء كل الرفات ومعلومات ما أمكن عن كل المفقودين وهذا يعني اغلاق الملف, طبعا اذا انجز بكامله.
انتقل الى النقاط الاخرى بالتفاوض والاتفاق من حيث النتيجة:
بالموضوع الايراني من المفترض الوسيط الاممي و الذي هو الماني سيتسلم تقرير اخير من الاسرائيليين حول مصير الديبلوماسيين الأربعة الذين نعتقد أن القوات اللبنانية قامت بتسليمهم إلى القوات الاسرائيلية.
في المقابل نحن اطلعنا في الايام السابقة الوسيط الاممي على تقريرنا المرتبط بالطيار رون اراد واعتقد بين اليوم وغدا ياتي الوسيط ويستلم التقرير الخطي مع الوثائق المتوفرة, وبموضع الطيار الاسرائيلي رون اراد اقول انه بعد التبادل الاخير السابق أي قبل حرب تموز خلال العام 2004 نحن بالحقيقة اشتغلنا على موضوع رون اراد بشكل جدي وكبير وليس له سابقة ولانه انتم تعرفون بان الاسرائيلي في ذلك الوقت ربط مصير الاخ سمير القنطار بـ رون اراد بنفس الوقت كنا نشتغل على خطين: كشف مصير رون اراد ما امكن، وخط القيام بعملية اسر. واذا وصلنا الى موضوع اراد بشكل قاطع ونهائي سابقا هذا قد يغنينا عن عملية الاسر, نحن قمنا بتحقيقات ميدانية مع افراد واخذنا شهادات ووثقنا موضوع رون اراد منذ البداية الى النهاية ووصلنا في الحقيقة الى استنتاج قاطع لكن استنتاج مبني على قرائن , الان انا لا اريد ان اعلن استنتاج ولا ان اقدم تقرير للاعلام , نحن نسلم كل شيء وصلنا به بموضوع رون اراد , انا اؤكد انه بذل جهد ضخم جدا خلال 3 او 4 ستنوات اضافة الى الجهود السابقة وسيسلم هذا التقرير الخطي مع ما توصلنا اليه ومع الاستنتاج للوسيط الاممي وهذا يكون حقه هو ينشره او يعلنه.
بالنسبة الى الجزء الاخير من المفاوضات طبعا عندما حلت عقدة الاخ سمير القنطار من حيث المبدأ, بقيت العقدة الأخيرة في التفاوض, وهي مبدأ اطلاق سراح اسرى فلسطينيين وعرب قبل ان نصل للنقاش والاسماء بالاعداد وما شاكل, في الحقيقة كانت هذه النقطة الاصعب بالتفاوض, اليوم انا لا اقدر ان اقول كل شيء, اقول اليوم جزء والثاني اتركه ليوم الاستقبال, خلال المفاوضات , طبعا الاسرائيلي كان يجاوب, وانا ساقول اجوبته لانه هناك جهات معنية ممكن ان تساعد في هذا التعقيد, كان الاسرائيلي يقول انا إذا اردت ان اعطي الفلسطيني فهذا بالنسبة لي له تداعيات معنوية خطيرة , اضف الى ان (الاسرائيلي يقول) انا لدي مفاوضات مع حماس بشكل غير مباشر حول شاليط ولدي تبادل معها ساقوم به, ومن ناحية اخرى عندي مفاوضات حول التسوية مع السيد ابو مازن ويطالبني ابو مازن باسرى, (كلام الاسرائيلي ) انا مع الفلسطيني عندي مشكلة كيف اعطيك يا حزب الله اسرى فلسطينيين, هذا كان المنطق, طبعا نحن من البداية خلافا لما قيل حول المفاوضات في وسائل الاعلام لم نربط نهائيا التفاوض على الاسيرين لدينا وعلى الاسير لدى الاخوة في غزة، وكان هذا اتفاقنا مع قيادة حماس, وفي الايام الأولى بعد انتهاء الحرب حدث نقاش يومها واتفقنا ان هذين مسارين مختلفين, وضم الاسيرين لدينا مع اسيرهم سوف يعقد الموضوع, لانه عندنا توجد عقدة سمير, واذا هم ضموا اسيرهم الى اسيرينا هذا سيعقد الموضوع لانه بالتاكيد عندما تفاوض على 3 اسرى بالموضوع الفلسطيني سوف تكون المسألة مختلفة تماما, لذلك نحن من اول يوم فككنا الارتباط, لكن بطبيعة الحال الاسرائيلي عندما كان يفاوض كان حاضر عنده خط تفاوض آخر له علاقة بشاليط, كذلك بالموضوع العربي كان عنده مشكلة هي أنه عندما اطالبه بالاسرى الاردنيين وهو (الاسرئيلي) موقع اتفاق سلام مع الاردنيين لا يقدر ان يعطي الاسرى الاردنيين لحزب الله مهما كان موجود عند حزب الله وهذا كان جدا واضح وصريح, كذلك بالنسبة للاسرى السوريين فبينه وبين سورية توجد مشكلة الجولان وممكن ان يذهب الى مفاوضات, وذلك يعني أن الاسرى السوريين هم جزء من التفاوض الاسرائيلي والسوري. الاسرائيلي لا يريد ان يكرس حزب الله كمفاوض في موضوع الاسرى بالنيابة عن جميع الاقطار العربية, طبعا مفهوم انه هناك موضوع معنوي في هذه المسالة، انا سمعت بعض المسؤولين الاسرائيليين يقولون, اذا اعطينا حزب الله كل ما يطلبه من اسرى فلسطينيين وعرب (طبعا انا لا اطلبها ولا افتش عليها ) الاسرائيلي هو استعمل هذه العبارة ” فان هذا يعني تنصيب نصرالله ملكا عن العالم العربي”, وانا لا اريد ان اكون ملكا ولا أي شيء آخر, انا كل همي ان اكون خادما لهؤلاء المجاهدين والمظلومين المنسيين والمتروكين في سجون العدو, وهنا طبعا هناك جزء آخر نتكلم عنه لاحقا, ونحن في نهاية المطاف اصرينا على مبدأ الفلسطيني, صحيح لرمزيته بمعنى موضوع العدد والاسماء ترك لكن نفس عملية التبادل مع حزب الله اللبناني مع المقاومة اللبنانية أسرى فلسطينيين ومعتقلين فلسطينيين هو من وجهة نظرنا ومن وجهة نظر اخوانا الفلسطينيين ايضا ومن زاوية المعايير ومن زاوية الرمزية ووحدة المعركة والصراع له اهمية عالية جدا.
تم الاتفاق، وهذا الموضوع آليته ستكون أن أوجه رسالة (وهذه الرسائل اتفق عليها ومكتوبة نهائية) أوجه رسالة الى الامين العام للامم المتحدة واحكي فيه عن الاسرى الفلسطينيين والعرب الالاف من النساء والاطفال واخص بالذكر المرضى والحالات الصعبة انهم مسجونين وان المجتمع الدولي هو المسؤول ولم يحرك ساكنا ودائما نحن نصر في المفاوضات على ان يتم اطلاق سراح هؤلاء باكبر عدد ممكن, وسيصدر شيء ما عن الامين العام للامم المتحدة كما سيصدر شيء ما أيضا عن رئيس حكومة العدو في هذا السياق، لكن بكل الاحوال الاسرائيليين اغنونا عندما اعلنوا ان هذه النقطة هي نقطة بالاتفاق, يعني مبدا اطلاق سراح اسرى فلسطينيين.
في موضوع العرب هناك التزام من الامين العام للامم المتحدة طالما ان الموضوع دولي بهذا الشكل بانه هو سوف يبذل جهد خاص مع حكومة العدو فيما يتعلق بالاسرى الاردنييين والسوريين.
في كل الاحوال هذه هي النتيجة التي وصلنا اليها خصوصا فيما يعني الشق اللبناني والانجاز الاهم والذي لا اريد ان اتكلم عن دلالاته وان كان الاسرائيليين تحدثوا عن دلالاته والسوريين ايضا تحدثوا عن دلالاته والفلسطينيين هو موضوع الأخ سمير القنطار بالدرجة الاولى، امام هذا الانجاز الكبير والضخم وامام بقاء فرص اخرى لبقية الاخوة الموجودين في السجون ولانه لم تنته الفرص امامهم نحن قبلنا بهذا الاتفاق ونعتبره انجازا كبيرا في الحد الأدنى. وانا اعلن بشكل رسمي أنّ الإتفاق المعلن والذي تحدثت الآن عن تفاصيله هو مقبول من طرفنا ومنجز وكل الترتيبات التنفيذية سنمشي بها إن شاء الله. طبعا فريقنا مع الوسيط خلال الأسابيع الماضية تمّ الإتفاق على الآلية التنفيذية أي ماذا سيُعمل والخطوة الأولى والثانية والثالثة وهذا اتّفق عليه والباقي هو الجدول الزمني وأعتقد أنّه خلال يومين يتحدد الجدول الزمني بشكل نهائي، الإعتقاد السائد هو 15 تموز، قبله بقليل أو بعده بقليل، وهنا إذا أنا حددت يوما سوف يناكد الإسرائيلي بنا ويؤجل، لذا خلينا من دون تحديد يوم، وكلما أنجز الأمر في وقت قريب يكون أفضل، أعتقد أنّه خلال فترة أسبوع أو اثنين ينجز الموضوع. بطبيعة الحال هناك جوانب عملية في الموضوع وقد بدؤوا (الإسرائيليون) بنبش القبور، وهناك جوانب قضائية وقانونية عند الطرف الإسرائيلي بموضوع الأخ سمير القنطار، لذا هذا الوقت هو وقت طبيعي ولا يدعو إلى القلق. أنا أعتقد أنّ القرار نهائي رغم كل الجو الذي ساد في الكيان الإسرائيلي، وطبعا هم يتظلمون كثيرا عندما يلقون أسرى بهذا الشكل، لكن أعتقد أنّ الأمور باتت في نهايتها. بهذه المناسبة، لدي ثلاث نقاط ختامية أعقب فيها على عملية التبادل، وأؤجل كل النقاط الباقية ليوم استقبال الأسرى :
النقطة الأولى أنا أبارك للبنانيين جميعا هذا الإنجاز وهذا الإنتصار وأتمنّى أن يعتبر كل اللبنانيين أنّ هذا الإنجاز انجازهم وهذا النصر نصرهم ونحن لا نريد أن نستفيد من هذا النصر في أي معادلة داخلية، مثلما حصل في عام 2000 وحرب تموز، هذا مبدؤنا وهذه ثقافتنا وهذه قيمنا. فليعتبر الكل أنّ هذا إنجازه وانتصاره ولا أحد يعتبر نفسه مهزوما ولا أحد يعتبر أنّ هذا أمر موجه له. وأتمنّى أنّ يقدّر اللبنانيين أهمية هذا الإنجاز لأنّه إذا أتمه الله بفضله وعونه يكون لبنان أول بلد عربي في الصراع العربي الإسرائيلي ينهي ملف الأسرى أي لن يبقى أي أسير لبناني في السجون اللبنانية ولا عظم أو لحم من الأجساد الطاهرة للشهداء تبقى خارج أرض الوطن. مصير المفقودين يفترض أن يحسم بشكل نهائي وهذا إنجاز ضخم جدا.
البعض يمكن أن ينظر له من زاوية سحب الذرائع، لا مشكلة، أنا لا يهمني الخلفية بل النتيجة الإنسانية التي سنراها في عيون أمهات الأسرى وآباؤهم وأهلهم وأمهات وآباء وعوائل الشهداء. لبنان سيكون أول بلد عربي ينجز هذا الملف بعد أن أنجز تحرير كامل التراب الوطني باستثناء مزارع شبعا وتلال كفرشوبا. هذين إنجازين يسجلان للبنان : تحرير كل الأرض باستثناء المزارع والتلال بدون مفاوضات وبدون تنازلات وبدون قيد وشرط وهذا كان إنجازا وطنيا وقوميا كبيرا جدا.
وهنا لكي نعمم هذا انتصار لكل المقاومة ومشروعها وحركات المقاومة في المنطقة والعالم العربي ولكل عربي وكل مسلم ولكل صاحب ضمير حر في هذا العالم ولكل من لديه مشاعر إنسانية تتألم للمظلومين.
النقطة الثانية، قوافل الشهداء التي ستأتي أي ما يزيد عن مئتي شهيد مع شهداء الوعد الصادق من لبنانيين وفلسطينيين من المخيمات وعرب ومن مختلف الأحزاب والجماعات والفصائل والطوائف والمناطق، عندما سيشيّعون هؤلاء الشهداء بمختلف المناطق اللبنانية يجب أن نستحضر مسؤوليتنا الأخلاقية والوطنية وأن نستحضر تضحيات هؤلاء الشهداء على مدى عقود من الزمن وما استشهدوا من أجله، وأن تكون هذه المناسبة مناسبة وطنية جامعة مُوَحِّدَة وفرصة ِلَم الشمل وللقاء مجددا. إذا استحضرنا هذا التاريخ النضالي والمقاوم والوطني للكثير من الجماعات والفصائل والأحزاب هذا بالتأكيد فرصة عظيمة جدا لتحقيق هذا الهدف.
أمام عظمة وقداسة هذا المناسبة وعظمة الإنجاز الذي صنعه دماء الشهداء، أنا أيضا على المستوى الشخصي على الرغم من ظروفي الأمنية الصعبة أعلن وكذلك الإخوة في قيادة حزب الله، نعلن انفتاحنا السياسي المطلق على أي لقاء سياسي وأي اجتماع سياسي تحت أي عنوان وتحت أي إطار إذا كان يساعد ـ وهو بالتأكيد يساعد ـ في لم الشمل وجمع الكلمة وترميم الوحدة الوطنية وتكريس السلم الأهلي والتجاوز بلبنان المرحلة السابقة مع ما فيها من حساسيات وأحقاد وضغائن والتباسات. ولذلك أنا أيضا أدعو كل اللبنانيين للإحتفال بهذه المناسبة في عرس وطني حقيقي يجمعنا جميعا.
النقطة الثالثة، أؤكد على كل القوى السياسية والشعبية التي ستشارك على الإبتعاد عن أي شعارات استفزاز وأي كلمات استفزازية، لكي نستفيد من آلام ومعاناة الأسرى المحررين ودماء الشهداء الزكية لتقريب القلوب والنفوس، وبالتالي يجب أن يكون الإحتفال والإستقبال حضاريا ولائقا بكل ما للكلمة من معنى.
يبقى تفصيل صغير سأتحدث عنه بشكل حاد وهو موضوع إطلاق النار، سابقا كنت أقول للناس أتوسلكم وأتمنّى عليكم والظاهر أنه لم يمشِ الحال، طبعا جزء من هذا الأمر له علاقة بالإحتقان لكن نحن بالحقيقة لم نعد نحتمل أنّه مع كل مناسبة وإطلالة كل زعيم سياسي يسقط ضحايا وجرحى، هذا أمر خطير جدا ومؤلم جدا وكارثي. اليوم أطالب كل الذين سيشاركون في هذا العرس الوطني أو في احتفالات ومناسبات لاحقة ومشابهة ـ لأنّه أنا أعدكم وللآن ماشي الحال أنّه ولّى زمن الهزائم وبدء زمن الإنتصارات منذ عام 2000 .
اقول بصراحة لكل الشباب والناس التي تسمعني، اليوم وغدا وعندما نستقبل الأسرى وبعد ذلك، كل من يطلق النار في الهواء في أي مناسبة من هذا النوع إنما يطلق النار على صدري ورأسي وعمامتي، وأنا أعرف أنّ هناك بعض الناس سيطلقون النار لأنهم يريدون إطلاق النار عليّ، إطلاق النار هذا إطلاق للنار على المقاومة وشهدائها وإنجازها وصورة المقاومة وحضاريّتها، فالناس المحبين والغيارى يفترض أن يفهموا الموضوع على هذا الحجم. طبعا نحن سنقوم مجموعة تدابير وتعاون شعبي في هذه المسألة، وأدعو أهل كل بناية ـ والذين يطلقون النار يطلقونه من سطح الأبنية أو من الشرفات ـ أن يشكلوا لجنة منذ الآن وهذا امتحان كبير، لا نريد طلقة نار واحدة. أعيد وأكرر هذا عمل خطير وهذا يخدم العدو وهذا إطلاق نار على صدر المقاومة وشهداء المقاومة وعلى إنجاز المقاومة (…).
أسئلة وأجوبة
ـ سؤال: يعز علينا أن تطل علينا بصوتك عبر الشاشة، إنشاء الله يخرج كل الأسرى الأحياء والشهداء ولكن للأسف هناك أسير واحد سيبقى هو سماحتك، سؤال هل طرح هذا الموضوع أو لماذا لم يطرح في المفاوضات غير المباشرة التي جرت انطلاقا من أنّ سلامتك الشخصية كرمز أمر كبير. سؤال ثاني لماذا تشركوا الدولة اللبنانية في المفاوضات؟
جواب : في النقطة الاولى أشكر حرصك ومحبتك عندي توضيح وموقف، التوضيح هو أني لست أسيرا وأنا من أكثر الناس حرية في هذا العالم، والصورة التي في زهن البعض والذين يتأثرون من أجلي أي صورة أنّ السيد كيف يعيش، (أدعوهم) أن “لا يهملو همي، ماشي حالي ومرتاح ومبسوط”، الصورة التي بذهن الناس صعبة وهي غير ذلك. طبعا لدينا إجراءات وهذا طبيعي.
أمّا الموقف، أنا لا يشرّفني أن آخذ ضمانات إسرائيلية لي في الوقت الذي كل شاب فلسطيني وكل امرأة فلسطينية وكل طفل فلسطيني وكل إنسان في لبنان هو في معرض القتل والشهادة في أي لحظة من اللحظات. نحن في مسيرة قيمتها الأساسية أنّ قادتها شهداء من الأمين العام السيد عباس الموسوي إلى الشيخ راغب إلى شهيدنا الحبيب القائد الحاج عماد مغنية إلى عدد كبير من الشهداء القادة. لا يمكن على الإطلاق أنّ ندخل حتّى بنقاش هذا الموضوع (وطلب) ضمانات أمنية أن لا يتم التعرض لي، أنا أصلا أعتبر نفسي أنّي واحد من هؤلاء المقاومين الذين يحملون قضية تحرير الأرض والدفاع عن كل إنسان في هذا البلد وفي هذه الأمّة، وأنا أعتبر نفسي فداء لكل لبناني ولكل فلسطيني ولكل إنسان شريف في هذه الأمة وأفتديه بدمي وروحي.
بالنسبة إلى إشراك الدولة لم يكن عندنا مانع، لكن منذ حرب تموز وحتى أثناء الحرب تذكرون أنّ الملف تسلمه دولة الرئيس نبيه بري والرجل مشكور، في فترة الحرب وما بعدها التقى (الرئيس بري) بأجانب كُثُر وقد مُورِسَ عليه ضغط كبير جدا، وبعد استقرار الامور واستقرت أمور حزب الله بشكل طبيعي أعاد دولة الرئيس الملف إلينا. لكن بالنسبة إلى الحكومة قلت وأثناء الحرب أن لا مانع لدينا أن تتولى الحكومة اللبنانية مسؤولية التفاوض، لكن الإشكال الرئيسي أنّ العالم يضغط على الحكومة اللبنانية ويطالبها باستلام الأسيرين قبل البدء بأي تفاوض ويطالبها بإطلاق سراح غير مشروط. نحن لم يكن عندنا مانع على الإطلاق ان تفاوض الحكومة اللبنانية بشرط أن يبقى الاسيرين معنا، وذلك أءمن أولا لأنّ ذلك يخفف الضغط على الحكومة وثانيا مكانهم يكون سريا وتعرفون أنّ هذا البلد لا أسرار فيه، ولو وقتها أعطينا الأسيرين للحكومة اللبنانية كم يصمد الموضوع كخبرية؟ (…).
من قيمة أحد (الأمور الحسنة) في المفاوضات أنّ الإسرائيلي حتى هذه اللحظة لم يأخذ أي إشارة أو أي تلميح عن حياة الجنديين الأسيرين هل هم أحياء أو أموات أو أحدهم حي والآخر ميت، لا يعرف شيء، وفريقنا المفاوض كان دقيقا جدا وتصوروا أنّه يفاوض سنتين ويتحدث في كل لقاء عشر ساعات وعليه أن لا يزلق لسانه في أي عبارة فيها إشارة وهم يعرفون بالحد الأدنى مصير الجنديين.
سابقا، ايام دولة الرئيس الشهيد رفيق الحريري رحمه الله، دخل (الرئيس الحريري) وسيطا مع الفرنسيين نتيجة صداقته مع جاك شيراك وأنا لم أمانع وهو كان رئيس وزراء وهو فاوض وناقش وذهب إلى فرنسا وإلمانيا و”برم الدنيا” ونحن جالسين في بيروت، لكن يومها الرئيس الحريري لم يضع شرطا أنه عليكم تسليم الذي عندكم لكي أفاوض ولم يطلب تفويضا مطلقا أنه هو الدولة والسلطة والقرار عندي وأنا قرار الحرب وأنا قرار السلم وأنا قرار المفاوضات، كنّا نتحدث معه ونتناقش وكنّا شركاء وكان يناقش وينصح ويقول : “يا سيد هيك منيح وهيك مش منيح وهيدا سقف عالي وهيدا سقف واطي”، وأحيانا إذا كان من الإمكان أن نقبل بأمر يقول : كلا لنطلب أكثر، أي كان شريكا جديا في المفاوضات وكان رئيس وزراء. ليس لدينا سياسية تقول باستبعاد الحكومة أو الدولة، نحن يهمنا أن نحقق الهدف.
ـ سؤال : لماذا قبلت اسرائيل باتمام صفقة التبادل مع حزب الله في حين تتعثر صفقة التبادل مع حماس على الرغم من ان المعلومات المتاحة عن الجندي الاسرائيلي الاسير لدى حماس انه على قيد الحياة, وهل قدم حزب الله اية معلومات عن مصير الجنديين الاسيرين لدى حزب الله في اسرائيل؟
حتى هذه اللحظة لم يقدم حزب الله أي معلومات ولا حتى أي اشارة, وكل الكلام في اسرائيل عن مصير الجنديين هو تحليل واستنتاج ولا يعتمد على أي معلومات حسية , حتى انا تابعت مثلا قائد جهاز الموساد, يقول ان لديه مصدر موثوق سمعي, يعني ليس لديه مستند حسي, مصدر موثوق سمعي في لبنان قال له ان الجنديين ميتان, الان لا نعرف من هو المصدر الموثوق, وفيما بعد نعرف انشاء الله , نحن لم نعطِ أي معلومة او أي اشارة بهذا الموضوع, طبعا المسار الاخر مستمر لكن بالتأكيد المسار الاخر معقد وله تعقيداته مثل تعقيدات الملف التابع لنا، يعني موضوع سمير كسر المعايير وهذا الذي أؤجل الكلام فيه الى ما بعد, كان هناك عقدة رئيسية كبيرة وهناك ايضا يوجد مجموعة عقد وبالنهاية (الجندي الإسرائيلي ) شاليط ايضا هو فرصة للاخوة الفلسطينيين لاطلاق سراح (أسرى) وهم سيبذلون اقصى جهد وسيحاولون ان يحصلوا افضل نتيجة ممكنة وهذا بطبيعة الحال يأخذ وقتا.
ـ سؤال : هل ستهدون هذا الانتصار الى اللبنانيين وتضعون سلاح حزب الله على طاولة الحوار ؟ والسؤال الثاني في موضوع الانفتاح, البعض طالبكم باعتذار من بيروت على خلفية احداث السابع من ايار ورفضتم, هل من باب الانفتاح ستتقدمون بالاعتذار لاهل بيروت؟
جواب : بالنسبة للشق الاول انت تسألني اذا كنت سأهدي الانتصار الى اللبنانيين , وأنا قد أهديته وانتهيت, وقد مر ساعة وانا اتكلم اني أهدي هذا الانتصار الى اللبنانيين وأن يعتبرونه عرسا وطنيا. نحن لدينا مشكلة، مثلا في حرب تموز, في قلب الحرب عندما قيل اننا انتصرنا اهديت الانتصار الى اللبنانيين وانا تحت القصف وبعدها بعدة ايام يخرج الزعماء ويسألون لمن سيهدي الانتصار لايران ام لسوريا وأنا قد أهديته للبنانيين وانتهيت من الامر. في موضوع الاستراتيجية الدفاعية عن لبنان, نحن قبلنا بهذا الموضوع من عدة سنوات ويمكن اول مرة كان بشكل خطي واضح كان عندما تم التفاهم بين حزب الله والتيار الوطني الحر, وعندما أقيمت طاولة الحوار قبل حرب تموز ذهبنا الى الطاولة وشاركت شخصيا وهذا النقاش وصلنا له وبدءنا به وقدمنا مطالعة. سمعت كثيرا في هذه الايام ان حزب الله يريد او يعمل على تعطيل او اسقاط اتفاق الدوحة لانه لا يريد ان تصل النوبة الى سلاحه وانا مضطر ان اوضح قليلا وهذا كلام مضحك، اتفاق الدوحة يتضمن ثلاث امور الأول : حكومة وحدة وطنية ودائما كانت حكومة الوحدة الوطنية مطلبنا ومطلب المعارضة، هل يعقل بعد تضحيات عامين نصل الى حكومة الوحدة الوطنية أن نعطلها وهي مطلبنا. والمفارقة ان من يطالب بحكومة الوحدة الوطنية يتهم بالتعطيل ومن كان يعتبر ان حكومة الوحدة الوطنية انتحارا لا يتهم بالتعطيل! فلنحترم عقول الناس قليلا.
والثاني قانون الانتخاب، نحن اكثر الناس طالبنا بانتخابات نيابية مبكرة واكثر أناس لهم مصلحة ان تحصل الانتخابات في موعدها، وان لا تؤجل الانتخابات او تلغى . ونحن لدينا معلومات بان السيدة كونداليزا رايس تخطط وتعمل وناقشت هذا الامر في بعض المستويات الدولية حول تأجيل الانتخابات النيابية عن موعدها والبحث عن مخارج دستورية لهذا الامر، طبعا هذا الموضوع كان قبل انتخاب فخامة الرئيس سليمان, والان ستكمل هذه السياسة او لا فهذا بحث آخر . اما موضوع الاستراتيجية الدفاعية فنحن دائما كنا جاهزين والان جاهزون وفيما بعد جاهزون ولا نخشى من هذا النقاش على الاطلاق , لان من يخاف من النقاش هو من عمل شيئا حراما, الضعيف الذي ليس لديه منطق، اما نحن في المقاومة فلدينا منطق ويوم بعد يوم منطقنا اقوى من أي منطق ولدينا رؤية ولدينا طرح ولدينا استراتيجية واضحة وشاملة وكاملة وجامعة مانعة كما يقول المناطقة، والانسان الذي لديه هكذا رؤية لا يخاف من أي حوار والذي يخاف من الحوار الضعيف, نحن جاهزون دائما وابدا لهذا الحوار ولهذا النقاش وليس لدينا أي مشكلة فيه.
بالنسبة للنقطة الثالثة التي تفضلت بها , اذا كنا سندخل بهذه الطريقة فهناك شيء قاله اخواننا سابقا وانا اكرره، اذا اردنا الاعتذار من بعضنا بمعزل عن تقييمي وتقييمك لما حصل في 7 ايار لان تقييمنا مختلف طبعا, جمهور المقاومة والذي جزء منه من اهل بيروت وللمقاومة جمهور كبير في مدينة بيروت التي هي عاصمة البلد وفيها من كل الطوائف، وهناك جمهور للمقاومة من كل الطوائف، جمهور المقاومة وعوائل الشهداء وعوائل الاسرى والمقاومون والشهداء ايضا يستحقون اعتذارا من كل من اساء للمقاومة واتهمها في حرب تموز وبعدها والى اليوم. اذا قدم هذا الاعتذار نحن نرد على التحية بمثلها او احسن منها.
ـ سؤال : هناك سؤال يمكن ان تعتبره سابقا لاوانه ولكن يطرح الان في بعض الاوساط , عام 2004 حين قاد حزب الله عملية تبادل كان من ضمنها الاسير الشيوعي انور ياسين والذين كان من بين المقاومين الذين افرج عنهم , بعد عام حين قرر انور ياسين ان يخوض المعركة الانتخابية في لائحة منفردة ومنفصلة عن لائحة حزب الله وحركة امل في الجنوب قيل يومها مباشرة او مداورة انه من يعطي صوته لاي شخص من خارج لائحة الحزب يصوت ضد مشروع المقاومة , اليوم مع خروج الاسير المحرر سمير القنطار بعد فترة قصيرة, في حال قرر القنطار ان يكون له قناعات سياسية مختلفة, هل يمكن ان يواجه نفس المصير او نفس ما واجهه انور ياسين وبشكل ادق هل تتكلون على سمير القنطار لان يشكل رافعة معينة للمعارضة بحكم انتماءه لمنطقة فيها خصوم اقوياء للمعارضة؟
جواب : في النقطة الاولى التي تفضلت بها في المقدمة , انا لا اتذكر الخطاب السياسي وقتها، نعم كان يقال ان التصويت لهذه اللائحة هو تصويت للمقاومة , اذا كان فقط هذا الذي قيل فهذا لا يعني ان التصويت للوائح اخرى او مرشحين آخرين خصوصا اذا كانوا مقاومين هو تصويت ضد المقاومة، طبعا هذا نقاش منطقي واصولي يسمونه مفهوم الوصف , يعني عندما اقول انني ساصوت لفلان لانه آدمي, فهذا لا يعني ان غيره ليسوا بآدميين , انا اصفه ولا اوصف غيره لا سلبا ولا ايجابا. وانا اوفقك , اذا قيل في ذلك الحين ان التصويت لاي شخص آخر هو تصويت ضد المقاومة من قبل احد من حزب الله فانا اقول لك بان هذا خطأ, واذا قيل مستقبلا فهذا خطأ.
بالنسبة للاخ سمير وطبعا انور (ياسين) نحبه ونعزه ونحترمه باعتباره ايضا هو زميلك في النيو تي في , باعتبار كل ماضيه وحاضره , بالنسبة للأخ سمير طبعا هو حر في اختياراته, نحن بالنسبة الينا الأسير هو انسان ومقاوم وانتماؤه السياسي والعقائدي هو تفصيل وبالتالي ما يجمعنا معه هو كبير جدا وقيمته بالنسبة لنا هي قيمة كاملة. سمير طبعا انسان مليء بتجربة معنوية عالية يختزن صبرا عظيما جدا وكونه عميد الأسرى مر عليه ما لم يمر على احد , ثلاثون سنة في السجن منذ صباه، واعتقد ان رمزيته وقيمته وتجربته وشخصيته تؤهله ان يلعب دورا وطنيا كبيرا , لكن القرار عائد له. نحن لم نطلق سراح اسير بقيد او شرط، كل ما يهمنا هو أن يعود سمير الى بيت اهله وعائلته واحبته والسلام، وانا كنت سابقا اقول والان ارجع واكرر مع هذا الانجاز, تتذكرون نحن عام 2000 بعد التحرير وبعد تحرير الاسرى عام 2004 ارجع واقول : ما قمنا به هو واجبنا امام الله وامام شعبنا وامام وطننا وامام امتنا ولا نريد من أحد جزاء ولا شكورا.
ـ سؤال : ماذا يقول سماحة السيد نصرالله لمن يراه في الخارج, هل ينصحه مثلا بزيارة لبنان ليعده بصيف مطمئن بعد ان كان هناك مخاوف من صيف ساخن وكيف ستتعاملون ايضا مع الملف الاخر المعقد وهو ملف مزارع شبعا, فهل سوف تتجاوبون مع جهود الامين العام للامم المتحدة فيما يتعلق بالطروحات الموجودة حاليا بنقل المزارع الى سيادة الامم المتحدة او وضعها تحت وصاية الامم المتحدة تمهيدا لحلها بشكل جذري؟
جواب : في النقطة الاولى, سؤالك فيه مسؤلية ان اقول للناس ان يأتوا او لا يأتوا, في 26 أيار انا القيت خطابا وقلت تعالوا لنتعاون كلنا سوية ليكون الصيف هانئا وهادئا خلافا لما كان يطلبه دافيد ولش من صيف ساخن. الذي استطيع ان أقوله هو ان “حزب الله” بمعزل عما يقال في الداخل والاتهامات, والبعض أصعدنا الى صنين والبعض أنزلنا الى نهر ابراهيم والبعض اخذنا الى بعل محسن، على كل حال , نحن فريق مصر على تجاوز المرحلة الماضية, تنفيذ اتفاق الدوحة , لملمة الجراح, واعتقد أنّي اليوم كنت افتح ابوابا رغم ان فتح هذه الابواب , فيها بعض الصعوبات بالنسبة لي, ولكنني حاضر له. انا أتمنى انه في خلال أيام, والواضح ان هناك “كَدْ” في هذه الايام من مجموعة من القيادات السياسية, كما يقال, والواضح ان فخامة الرئيس يحاول ان يبذل جهدا خاصا , واليوم كان لديه لقاء مع وفد من اخواننا , واجرى لقاءات في هذه الايام, نامل أن ينجز ان شاء الله هذا الموضوع وبالتالي انا اعتقد ان أحدا في لبنان لم يقرر افتعال مشاكل , واذا افتعل احدهم مشكلا بين مكان ومكان , بين جهة واخرى, فالاكيد انهم اناس داخلون على الخط، سمهم طابورا ثالثا أو خامسا. طبعا عندما تشكل الحكومة وتلتقي الناس بعضها مع بعض, فهذا يخفف كثيرا من الاحتقان ولا تعود الاحداث الفردية تتطور, لتصبح مشاكل كبيرة , يعني مثلا اول امس, حدثت مشكلة وقتل أشخاص في منطقة بعلبك الهرمل وفيها شيعة وسنة ومع ذلك, لان الارادة موجودة في المنطقة ويوجد ارادة سياسية عند حزب الله وحركة امل والدولة اللبنانية, كل الناس تعاطت على انه حادث فردي وتم استيعابه ومحاصرته, رغم وجود ضحايا. وكان يمكن ان ياخذ الموضوع بكل سهولة الى المذهبية والطائفية, وان تحرك التلفزيونات المحلية واذا وجد فضائيات صديقة , فعنده يمكن ان تتكلم بالطريقة التي تخدم الفتنة المذهبية. انا اعتقد ان الامور الى خير, انا شخصيا اقول ان الأمور الى خير وكلنا يسعى لذلك. وانا آمل أن يجري مجموعة من اللقاءات ولو على مستويات متنوعة على مستوى القيادات تساعد على تخفيف الاحتقان او ازالته واراحة الارض.
بالنسبة لموضوع المزارع, خلافا لم قيل وسيق في بعض وسائل الاعلام ان حزب الله منزعج من تحرير المزارع، نقول بالعكس, هذا هدف، وانا عندما تكلمت في 26 ايار عن استراتيجية التحرير لكي اؤكد على لزوم تحرير مزارع شبعا, الاستراتيجية الدفاعية لا تحرر ارض بل تحمي ارضا محررة، وعندما توضع استراتيجية دفاعية, فاسمها دفاعية, وانا ادافع امام هجوم العدو، لذلك تكلمت حينها اننا نريد استراتيجية تحرير واستراتيجية دفاع. عندما اتكلم عن استراتيجية تحرير, فذلك لتحمل المسؤوليات, هل هناك يوم من الايام بذلت فيه الحكومة اللبنانية او الحكومات المتعاقبة جهودا دبلوماسية لاطلاق سراح الاسرى وانا مانعت او مانع حزب الله او أي احد اخر؟ او انهم بذلوا جهودا جبارة دبلوماسية او سياسية او شكلوا لجنة اعلامية تجوب الدنيا وتلتقي مع الحكومات والبرلمانات وتحدث رأيا عاما عالميا ودوليا لتحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا ونحن لم نقبل؟ فليقوموا بذلك ونحن نشارك. ما يهمنا هو تحرير الارض، والتجربة تقول ان الدبلوماسية لا تحرر ارضا, ولكن اذا الدبلوماسية حررت الارض فلا مانع لدينا, فهذا يوفر شهداء وتضحيات , بالنهاية هؤلاء الشهداء هم فلذات اكبادنا، وليسوا مرتزقة جاءوا من اماكن مقابل اجر مالي معين , فبالنسبة لنا تحرير المزارع هو هدف، واذا خرج الإسرائيلي يوما من المزارع سيكون يوما سعيدا جدا بالنسبة الينا وسنحتفل. وانا اقول من الان, اذا وجد احد في العالم يتكلم عن منطقة مزارع شبعا وتلال كفر شوبا فلأنه يوجد مقاومة في لبنان, واذا اردت التحديد اكثر لانه يوجد في لبنان حزب الله ومعه سلاح . لو أن حزب الله بدون سلاح ليس فقط لا ترجع مزارع شبعا، أي شبر من الاراضي اللبنانية لا يرجع. حتى لو لم نحمل السلاح ونطلق النار في مزارع شبعا اذا تقرر ان يخرج العدو من ارض مزارع شبعا فذلك بفضل وجود هذا السلاح بأيدينا الجاهز للعمل, ونكون عندئذ شركاء، المقاومة زائد الجهد الدبلوماسي ادى الى تحرير المزارع, نحتفل نحن واياهم ونحن دعوناهم للاحتفال بالاسرى , لا نريد الاحتفال لوحدنا نريد لكل اللبنانيين الاحتفال بهذا الامر .
لا نمانع ان يخرج الاسرائيليون من مزارع شبعا وتلال كفر شزوبا وان يعطوها للامم المتحدة وتكون تحت سيادتها, اذا اراد ان يخرج من الارض نقول له لا! لكن نحن لا نعتبر هذا تحريرا كاملا وسنعتبره تحريرا منقوصا, التحرير الكامل هو ان تعود الارض الى السيادة اللبنانية ومن الغريب انه من هو حريص على السيادة ان يتسامح في هذه النقطة, يجب ان نتشدد بموضوع السيادة, السيادة لا تتجزأ بين مزارع شبعا وبين أي منطقة لبنانية اخرى، سنعتبر ان التحرير منقوص, التحرير يكتمل عندما تعود هذه الارض الى السيادة اللبنانية, لكن هذا ليس مشكلة وسنكون سعداء. …