كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر العربي العام للدفاع عن المقاومة والانتفاضة والذي عقد في فندق الكومودور ـ الحمراء بيروت بتاريخ 20/12/2001
كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر العربي العام للدفاع عن المقاومة والانتفاضة والذي عقد في فندق الكومودور ـ الحمراء بيروت بتاريخ 20/12/2001
القضية المطروحة أمامنا بعد أحداث 11 أيلول هي اتهام حركات المقاومة بالارهاب، وبعد هذه الأحداث وضعت حركات المقاومة في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي في دائرة الاستهداف بل أخطر استهداف في تاريخ هذه المقاومة منذ قيامها حتى الآن، نحن أمام موجة ومرحلة جديدة بعناوين وعناصر جديدة تجعل هذا الاستهداف أخطر من أي وقت مضى. طبعا لا يطال هذا الاستهداف حركات المقاومة لوحدها بل أيضا بقية الأنظمة وما تبقى من أنظمة عربية وإسلامية يمكن أن تصنف في دائرة الصمود والممانعة ورفض الاستسلام للشروط والاملاءات الصهيونية والأمريكية.
وفي نفس العنوان، هذه الأنظمة تدخل في دائرة الاستهداف لكن هذه المرة بحجّة دعم الارهاب وإيواء الإرهابيين وحماية الارهاب والدفاع عن حركات الارهاب وما شاكل، أي ما نواجهه الآن هو أن ما تبقى في هذه الأمّة من إرادة مقاومة وإحساس بالكرامة وقدرة على الصمود شعبيا ورسميا هو مستهدف دفعة واحدة.
في المقابل، نحن معنيون بالمحافظة على هذا المقدار المتبقي في أمّتنا من عناصر الارادة والمقاومة والصمود، ومعنيون أيضا بتنمية وتطوير وتعزيز عناصر القوة على طريق النصر المحتوم والذي يفصل بيننا وبينه الزمن والذي يختصر الزمن هو الارادات : "إنّ لله رجالا إذا أرادوا أراد".
حاليا الادارة الأمريكية اتخذت مواقفا حاسمة وقاطعة لا تقبل أي جدل، وتعتبر أن كل ما تقوم به حكومة العدو شرعي بلا نقاش وهو دفاع عن النفس بمعزل عن كل التفاصيل في الزمان والمكان والوسائل والأسباب المباشرة والضحايا، أعطت الإدارة الأمريكية الشرعية الكاملة لكل جرائم وإرهاب العدو الصهيوني ومؤسساتها. في المقابل وبشكل حاسم وقاطع صنفت الإدارة الأمريكية المقاومة والانتفاضة إرهابا ودعمهما إرهاب ـ وهذا المؤتمر بما يشكل من دعم بالتالي هو إرهاب ـ . من يمارس حقه القانوني والشرعي يجب مساندته من قبل المجتمع الدولي، أمّا من يمارس الارهاب فيجب أن يعاقب من قبل المجتمع الدولي ومن حكوماته أيضا، وبعض الحكومات قد تستجيب بحجة الخوف من أن تأتي الطائرات الأمريكية وتقصف وتقتل لذا تباشر الأمر بالنيابة عن الأمريكيين.
بالتالي يضعوننا بين خيارين إمّا أن يقتلوننا وإمّا أن نقتل بعضنا بعضا، والبعض يختار الثاني مع العلم أنّه إن كان لا بدّ من قتل فالأشرف هو الأول وأن يقتل المتهمون بالإرهاب بسلاح ورصاص أمريكي من أن يقتلوا برصاص الفتنة أو برصاص الحكومات والأنظمة. على هذا الأساس كل الجرائم التي ترتكب في داخل فلسطين تبرر باسم الدفاع المشروع عن النفس.
ما شهدناه ثاني يوم العيد في لبنان منذ الاندحار الصهيوني عام 2000، حملة جوية إسرائيلية ترويعية ترهيبيّة في سماء الجنوب والبقاع الغربي لم يسبق لها مثيل منذ الرابع والعشرين من أيار العام 2000 لإرهاب اللبنانيين والدولة في لبنان ومقاومته وطبعا هذا ليس له طائل، ولم نسمع أي كلام من الإدارة الأمريكية عن الخط الأزرق وعن التزام "إسرائيل" بتطبيق القرار 425 وعن احترام القرارات الدولية واحترام سيادة الدول الأخرى وترويع المدنيين وتهديد المنطقة بالحرب وأنّ الذي حصل لم يكن له أي سبب وأي ذريعة، وحتّى عندما أطلق الصهاينة النار على أحد المدنيين وهو مقعد وأصيب بالجراح على مقربة من موقع العبّاد لم يتحرك ساكنا في هذا العالم.
ولو فرضنا أنّ الذي حصل هو العكس وأطلقت النار من الجهة اللبنانية على مدني إسرائيلي مقعد في الطرف الآخر لقامت الدنيا ووسائل الإعلام العالمية والعربية لتتحدث عن وحشية الذين أطلقوا النار وأنهّم إرهابيون وليسوا بإنسانيين.
لو فكّر لبنان بمقابلة التهديدات اليومية التي تطلقها حكومة العدو وأرسل طائرة استطلاع صغيرة مثلا ليرى ما يحصل في الطرف الآخر من الحدود ستحتج الإدارة الأمريكية ونظرائها الأوروبيين وسيقولون أن هذا عمل غير مبرر وغير مقبول وخرق لسيادة الآخرين ولإسرائيل حق الدفاع عن نفسها والرد بأن تشن غارات على البنى التحتية اللبنانية لتأديب لبنان لأنّه ممنوع حتّى أن يفكر ويحتاط أو يرى ماذا يحصل في الطرف الآخر.
الوضع الحالي والصراع القائم وتوصيف ما يجري في منطقتنا لم يعد خاضعا لأي معايير قانونية دولية صحيحة، نحن أمام واقع يقول أن الحاكم الذي يميز ويضع المعايير ويصنف هو منطق القوة الأمريكية والقوات المسلحة الأمريكية دون الأخذ بالاعتبار أي معايير أخرى سواء كانت ذات طابع إنساني أو أخلاقي أو قانوني.
وفي المقابل، نحن معنيون أولا على امتداد الأمة بتثبيت حق شعوبنا في المقاومة: قاومنا أو لم نقاوم وقاتلنا أم لم نقاتل أوقفنا العمليات أم لم نوقفها فهذا شأن شعوبنا وشأن حركات المقاومة نفسها، هناك مقدار لا يجوز أن يكون فيه أي نقاش ويجب العمل على تثبيت وترسيخ أنّ لشعوب هذه المنطقة المحتلة أرضها أن تقاوم وأن تعمل لتحرير أرضها بالمقاومة المسلحة، وتعميق ذلك بكل الوسائل الفكرية والثقافية والسياسية والإعلامية المتاحة، لأنّه للأسف حتى هذا الحق يتعرض للتشكيك والنقاش والطعن بمعزل عن السلوك العملي والخارجي، ولأنّ أصل هذا الحق في نظر بعض الأوساط السياسية والنخب وبعض الحكومات والأنظمة في أمتنا مطروح للنقاش!. في الحد الأدنى يجب العمل على أن يكون إيمان أمتنا بهذا الحق إيمانا قطعيا حاسما غير قابل للنقاش أوالترديد أوالتردد أو التشكيك.
أيّا يكن انتماؤنا الفكري والعقائدي، مسألة الحق تعني لنا الكثير وبالتالي شعوبنا لا يمكن أن نعزلها عن هذا الحق الذي يجب أن يكون هؤلاء الناس على قناعة راسخة به، وخصوصا عندما نتحدث عن فداء وتضحيات ودماء وعطاء بلا حدود. ولاحقا إقناع أوسع دائرة من الرأي العام العالمي والدولي بتثبيت هذا الحق في كل المحافل الدولية. البعض من العرب اليوم يملّون من تكرار التفريق بين المقاومة والإرهاب في كل محفل ولقاء ومؤتمر وزراء خارجية ورؤساء دول عربية أو رؤساء دول إسلامية، البعض بدأ يضجر من هذا المنطق في الوقت الذي يحتاج هذا المنطق إلى تكرار وتثبيت وتأكيد لأنّه لو أهمل أو نسي سوف يتحول هذا الحق في نظر الآخرين إلى باطل، كما هو الآن حيث نحن بحاجة إلى حملة واسعة جدا لنقول أن المقاومة ليست إرهابا وأننا بحاجة إلى إثبات الفارق بين المقاومة والإرهاب، مقابل الهجمة الأمريكية الواسعة التي تمارسها على الشعوب.
ثانيا أن نحيط هذا الحق بكل ما أمكن من عناصر القوة الفكرية والثقافية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والامنية والعسكرية أيضا، لأننا في عالم لا يكفي أن نخاطبه بالقانون وبالحقوق القانونية والإنسانية والشرعية، هو يحترمك عندما تكون قويا، إنّ كل اللقاءات التي تعقد الآن على المستوى العربي والإسلامي الرسمي لا يعيرها الصهاينة أي اهتمام، وأنا أعتقد أنّ المسؤولين في الإدارة الأمريكية لا يضيعون أوقاتهم في قراءة بياناتها الختامية لأنّهم يعرفون حقيقة الأمور وما يقال في الغرف المغلقة وفي الكواليس. عندما ينظر عدونا إلى أمّتنا على أساس أنّها أمّة ضعيفة ممزقة مشتتة فحين إذٍ كل كلامها الحق لن يكون له أي فعل وأي تأثير في الصراع القائم حاليا.
يجب أنّ نستعيد عناصر القوة الواحدة تلو الأخرى وأن نبذل جهودا في هذا الاتجاه، وأنا أؤكد لكم بإمكانية تجاوز هذه المرحلة. عام 1996 بعد العمليات الاستشهادية التي نفذت في القدس وفي تل أبيب كان هناك حشد دولي كبير جدا في ما عرف بقمة شرم الشيخ، واتهمت حركات حماس والجهاد الاسلامي وحزب الله وقيل أنّها حركات إرهابية وعلى الدول أن تغلق مكاتبها واعتقال كوادرها وتجفيف مصادرها والعمل على محاصرتها، وعقد بعد ذلك اجتماع لمدراء الأمن والمخابرات للدول المشاركة في قمة شرم الشيخ في واشنطن من أجل وضع برنامج عملي لمواجهة حركات المقاومة. بعد ذلك حصلت عناقيد الغضب وصمدت المقاومة في لبنان وصمد لبنان وصمدت سوريا فانقلبت الموازين: الذي قاد الحشد الدولي في شرم الشيخ وهي الإدارة الأمريكية كانت أول من يعترف بالمقاومة من خلال تفاهم نيسان، وفرنسا التي اتهمت المقاومة بالإرهاب في شرم الشيخ اعترفت بها في تفاهم نيسان، والكثير من الدول التي شاركت وأدانت حركات المقاومة فتحت خطوطا سياسية علنية وليست سرية على حزب الله وبعض حركات المقاومة الأخرى، لماذا، لأنّ المقاومة صمدت وأثبتت أنّها قوية وقادرة وجزء أساسي من المعادلة الموجودة في المنطقة ولا يمكن تجاهلها.
اليوم الذين يتهمون حركات المقاومة بالارهاب هم أقل من الذين اجتمعوا في قمة شرم الشيخ، فروسيا ليس واضحا موقفها والصين صامتة والاتحاد الاوروبي يختلف في رؤيته لحزب الله عن حماس والجهاد، هناك دول أخرى في العالم حتّى الآن تلتزم الصمت لكن لم توجه تهمة الإرهاب أو قد لا تمشي في هذه التهمة…
والأهم الآن أنّ اندفاعة الإدارة الأمريكية في الحرب والمواجهة هي أعنف وأقسى من ذلك الزمن لكن السنّة الحاكمة في هذا العالم هي ذاتها. عندما تشعر الإدارة الأمريكية أنّ حركات المقاومة وخيار المقاومة هو خيار محتضن من قبل الأمّة ومن قبل قواها الحيّة عندئذ سوف تعيد النظر في معركتها، وبالحد الأدنى سوف تعيد النظر في مراحل معركتها أو بالحد الأدنى ستعيد النظر في توقيت معركتها وفي عناصر معركتها، وهذا سيكون مفيدا بكل الأحوال في هذه المواجهة القائمة.
من هنا نحن معنيون بتعزيز عناصر القوة هذه ومن أهمها التفاف الأمّة الحقيقي بكل عناصرها من النخب وعامّة الناس والقواعد الجماهيرية وصولا إلى الحكومات والأنظمة.
يمكن على سبيل المثال أنّ نقدّم النموذج اللبناني من جديد في مواجهة التهديد والتهويل الأمريكي، في لبنان الدولة والشعب والمقاومة وفي الشعب خاصّة بكل طوائفه وتنوعه السياسي والديني والثقافي والطائفي وأحزابه هناك إجماع على رفض وصف المقاومة بالإرهاب، قد يختلف اللبنانيون على بعض تفاصيل فيما يعني عمل وحركة المقاومة وشعاراتها، لكن في أصل المقاومة ووصفها بالإرهاب هناك موقف لبناني حاسم، ولبنان من بين الدول العربية الأضعف التي تتخذ هكذا موقف، هنا المقاومة قوية لأنّها محمية بشعبها وبدولتها ومؤسسات هذه الدولة، فلو عمّمنا هذا الأمر على مستوى العالم العربي والإسلامي، حتّى ما صدر عن وزراء خارجية الدول الإسلامية في الدوحة مؤخرا وإن كان فيه بعض علامات الضعف لكن يمكن التأسيس عليه وترسيخه وتقويته ودفع هذه اللغة باتجاه الارتفاع أكثر.
ثالثا أن تستمر حركات المقاومة في تبنّي استراتيجية المقاومة نظريا وفكريا ونفسيا وعمليا وأن لا تتوقف وأعتبر هذا الأمر من عناصر المواجهة وعناصر الحماية أيضا. عندما يجد الأمريكيون والصهاينة أيّ وهنٍ في موقف حركات المقاومة سوف يستغلون هذا الوهن ليقتحموا ويتقدموا أكثر وسيكتشفون بالنتيجة أنّ هذه الضغوط بدأت تؤتي أكلها وبدأت تعطي بعض النتائج وهذا سيشجعهم على ممارسة المزيد من الضغوط وليس على إيقافها عند هذا الحد.
إنّ إلقاء السلاح والتخلّي عن المقاومة تحت أي سبب أو عنوان يعني أنّنا منذ بداية المواجهة سلّمنا لعدونا بأنّه انتصر وأننا هزمنا، من عناصر الدفاع عن المقاومة والانتفاضة هو أن تستمر المقاومة والانتفاضة ونساعد المقاومة والانتفاضة حتّى تستمرا، وأن لا يتاح أي فرصة للتآمر عليهما أو إيقافهما أو إجهاضهما.
وفي هذا السياق يقال لحركات المقاومة الفلسطينية أو حركات المقاومة في لبنان بأنها ليست واقعية، بعد تجربة لبنان واتفاقيات أوسلو ومدريد وما وصلنا إليه نؤكد أنّ هدفنا هو استعادة أرضنا وهو هدف كلنا متفقون عليه، المقاومة بالنسبة إلينا ليست هدفا وإنّما وسيلة، والمقاومة تكتسب قداستها بانتسابها إلى الهدف المقدس وإلاّ القتال بحد ذاته لا يمكن وصفه بالقداسة أو بعدم القداسة، هو حيادي في هذا الأمر، أقول ما هو البديل عن المقاومة وعن الانتفاضة ونسأل السلطة الفلسطينية ونسأل بعض الأنظمة العربية ونسأل المجتمع الدولي ونسأل الاتحاد الأوروبي ونسأل كل المشككين والمترددين: ما هو البديل الذي يحقق هذا الهدف أو الحد الأدنى من الأهداف التي يتحدث بعض الناس عن حدٍّ أدنى فيها؟.
اليوم السؤال الذي تطرحه حركات المقاومة على الأمّة ما هو البديل عن الخيار الذي تسلكه، إن كان هناك من بديل نحن نشكر الأمّة وحكامها وعقلاءها وعلماءها ومثقفيها على ذلك لأنّها ستوفر علينا الكثير من الدماء العزيزة علينا، الذين يمارسون العمل المقاوم اليوم هم بالدرجة الأولى يقدّمون أعلى نسبة من التضحيات.
من الخطأ عندما تهدد السلطة الفلسطينية بالإبادة والقضاء عليها اللجوء لحمايتها بإنهاء المقاومة والانتفاضة وزج المجاهدين في السجون ومطاردتهم وتدعم بعض الدول العربية هذا الاتجاه، ما يعني انتهاء هذه السلطة التي من دون وجود مقاومة وانتفاضة ليس لها قيمة في عيون أصحابها قبل عيون أعدائها. مصر التي تقف إلى جانب السلطة الفلسطينية بإمكانها عند تهديد شارون بإلغاء هذه السلطة يكفي أن تعلن إلغاء الاتفاقات الموقعة مع "إسرائيل"، وعندها هل يتابع شارون في هذا الأمر؟. لماذا يجب أن يكون الثمن الذي ندفعه لنحمي بعض الرؤوس أن نطيح بكل الرؤوس.
إنّ حركات المقاومة في لبنان وفلسطين هي حركات تحرير هدفها تحرير الأرض والمقدسات والإنسان من الهيمنة والسيطرة والإذلال ومشروعها صنع النصر، لكن بالنسبة لقياديها وكوادرها وأفرادها مشروع كل واحد منهم هو الشهادة. إنّ كل قائد وفرد وكادر في هذه الحركات الجهادية هو مشروع شهيد أو معتقل يرمى به في غياهب السجون لعشرات السنين حتّى يقتله المرض وتقتله العزلة أو مشروع جريح معاق يلقى به في زوايا المنازل.
حركات المقاومة التي تقاتل "إسرائيل" هي حركات تحرير وليست حركات سلطة، ليست حركات تقاتل من أجل أن تكون بديلا عن أي سلطة في أي مكان من الأمكنة وبعد التحرير يختار كل شعب ما يريد، عندما نطالب الأمّة اليوم بالدفاع عن حركات المقاومة لا يكون ذلك دفاعا عن أشخاص فنحن لسنا خائفين على أنفسنا كأشخاص ولسنا خائفين حتّى على عائلاتنا، منذ البداية وضعت نفسها على الطريق الذي لا يتوقع فيه إلاّ الشهادة والقتل والاغتيال والأسر، وقد سبقنا على الطريق السيد عباس الموسوي وفتحي الشقاقي ويحيى عياش وأبو علي مصطفى وغيرهم كثيرون.
إنّ وجود حركات المقاومة في خدمة قضّيتها، والأمّة وأي شعب بلد عندما يدافع عن هذه الحركات إنما يدافع عن مصالحه القومية الحقيقية، وفي لبنان يجب أن يعلم اللبنانيون أنّهم بالدرجة الأولى يدافعون عن مصالحهم الوطنية الحقيقية عندما يحمون المقاومة ويدافعون عنها. وفي فلسطين المصلحة الحقيقية للشعب الفلسطيني هي حماية المقاومة وليس التضحية بها من أجل زعامات.
إنّنا على ثقة أنه لا الولايات المتحدة الأمريكية ولا العدو الإسرائيلي ولا كل طواغيت الأرض سيكونون قادرين على إنهاء هذه المقاومة، فهي ليست تنظيما يمكن تفكيكه لأنها روح لا يمكن القضاء عليها موجودة في الأفراد والجماعات وفي أماكن لا يتوقعونها ولا تكتشفها الرادارات ولا أجهزة الاستخبارات، هذه المقاومة تأتيكم من حيث لا تحتسبون ولطالما أخطأوا في حساباتهم. لذلك نحن واثقون من بقاء روح المقاومة في هذه الأمّة التي لا يستطيع أحد من إنهائها، و"إسرائيل" وأمريكا لو كانتا قادرتين على إنهاء حركات المقاومة الفلسطينية لما كانت تعملان الآن إلى إيكال هذه المهمة إلى السلطة وغيرها.