اعلن الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ان هناك فارق كبير بين المقاومة والإرهاب ومن جملة الفوارق التي أوردها الأمين العام الجانب الإنساني والعاطفي لدى المقاومين الذين هم أصحاب قضية مضحين من اجلها.
كلمة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في افطار جمعية الامداد الخيرية في 29\11\2001
برعاية سماحة الأمين العام في حزب الله السيد حسن نصرالله أقامت جمعية الإمداد الخيرية الإسلامية حفل إفطارها السنوي في قاعة ثانوية الإمام الخميني في الحدث وبحضور سفراء الجمهورية الإسلامية الإيرانية واليابان وكندا وأسترالية وممثل قائد الجيش العميد عبد الرحمن شحيتلي والسادة النواب جورج نجم ومحمد البرجاوي ومروان فارس ومحافظ بيروت يعقوب الصراف ورؤساء بلديات الحدث الغبيري برج البراجنة وممثلين عن بلديات المريجة وبيروت وممثل نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ محمد علي المقداد وممثل شيخ عقل الطائفة الدرزية الشيخ نجيب سويدان ونقيب مؤسسات رعاية المعوقين الدكتور موس شرف الدين وحشد من ممثلي النقابات والأطباء والمهندسين والشخصيات الاجتماعية والتربوية والثقافية والإعلامية والخيرية ، وقد ارسل رئيس الجمهورية العماد لحود بطاقة معايدة الى الجمعية متمنيا لها التوفيق والازدهار.
بعد تلاوة من القران الكريم ألقى مدير عام جمعية الإمداد الحاج علي زريق كلمة عرض فيها لاعمال الجمعية التي وصلت خدماتها إلى 52000 ألف عائلة منهم 4160 ممن لا معيل لهم وضعت برامج دائمة لهم بالإضافة إلى احتضان 2500 تلميذ في مدارسها الأربعة و320 طفلا معاق في مركز رعاية المعاقين .وقد بلغت تقديمات وخدمات الجمعية لهذا العام أربع مليارات وثمانمائة وستة وثلاثين مليون ليرة لبنانية ،وبلغ عدد الأيتام والمساكين التي تولت الجمعية رعايتهم هذا العام 10754 يتيما ومسكينا .
أعلن سماحة الأمين العام في كلمته التي ألقاها في حفل الإفطار ان هناك فارق كبير بين المقاومة والإرهاب ومن جملة الفوارق التي أوردها الأمين العام الجانب الإنساني والعاطفي لدى المقاومين الذين هم أصحاب قضية مضحين من اجلها،فالمقاوم هنا يقدم نفسه ودمه وماله واعز ما يملك في سبيل القضية التي يجاهد من اجلها .وقاموس مقاومتنا حافل بالعطف والحنان والأبوة والأمومة والاخوة والبنوة والشفقة والرحمة والدموع والشوق .بينما قاموس الإرهاب حافل بالقتل واللصوصية والإجرام وسفك الدماء .وما علاقة هؤلاء بالأيتام والفقراء والمعوزين والعاجزين ودموع الفقراء وجوع الجائعين . واضاف سماحته عندما تأتى الولايات المتحدة وتضع المقاومة على لائحة الإرهاب ،فإنها ترى ان هذه المقاومة في لبنان وهذا التيار الذي تنتمي إليه المقاومة اصبح كله متهم بالإرهاب وليس المتهم من هو منتسب فقط بل من يدعم ويؤيد ويساند شريك في التهمة أيضا وتلحقه المسؤولية في ذلك في المفهوم الأمريكي للإرهاب .وإذا تطلعوا الى تجربة المقاومة في لبنان منذ العام 1982 ،فانهم يرون بأننا لسنا كلنا من حملة السلاح بل هناك جهود اجتماعية وأخلاقية وإنسانية صرفت على آلام ومعاناة شعبنا ومشاكله الاجتماعية .
أضاف السيد نصرالله أن الجرحى الذين سقطوا دفاعا عن لبنان هم الشهود والشاهدين على طبيعة وهوية المقاومة والحرب التي خاضتها المقاومة ضد العدو الإسرائيلي ،وان المؤسسات الخيرية والاجتماعية والرعائية تشكل أيضا الشهود على طبيعة التيار الإيماني والجهادى والإنساني والأخلاقي الذي تصر الولايات المتحدة الأمريكية على تسميته بالإرهاب والإرهابيين وإننا نتحمل جميعا المسؤولية.والاتهامات الموجهة إلينا لن تغير شيء في سلوكنا وحركتنا ومقاومتنا وجهادنا وقناعاتنا وتطلعاتنا وأهدافنا الوطنية والإسلامية التي ندافع عنها .
وتطرق سماحته الى الوضع المعيشي مذكرا الحكومة اللبنانية والنواب واللجان النيابية التي تعكف على دراسة الموازنة للعام 2002 إن تهتم من خلال سياسة تحكمها روح المسؤولية في شؤون وشجون الناس والاهتمام بكل المناطق اللبنانية المحرومة عموما والأشد حرمانا في بعلبك الهرمل وعكار وهذه مسؤولية رئيسية ،بالإضافة الى الاهتمام بالطبقات المعوزة والمحتاجة والمسحوقة .واضاف سماحته انه ليس بمقدور أي جمعية او مؤسسة أهلية او إنسانية مهما كانت قدراتها ان تكون بديلا عن الدولة او إيجاد الحلول للمشاكل الاجتماعية التي ترزح تحت وطئتها شريحة كبيرة من الناس .
وعلى الدولة التي تجبي الضرائب وتفرض الرسوم والقادرة على الاقتراض ان تتحمل مسؤوليتها على هذا الصعيد .
أردف سماحته قائلا أننا لا نزال في وسط المعركة المفتوحة على مصراعيها وما يجري في المنطقة سواء عدلت او أعربت الولايات المتحدة عن شن الحرب علينا .وشغلت نفسها في أفغانستان واسيا الوسطى ومنطقة الخليج او أعطت كل جهدها وعنايتها لمعالجة ما يسمى بالصراع العربي الإسرائيلي ،فان التحديات سوف تبقى قائمة وكبيرة لان المسالة الرئيسية ان واشنطن في سياستها العامة والإستراتيجية هي تلتزم الأمن والتفوق الإسرائيلي على كافة حكومات وشعوب المنطقة ،من هنا نقول ان هذه الثوابت في السياسة الأمريكية وآنا كان المبعوث الأمريكي سواء كان السياسي او الجنرال العسكري ،فان ذلك لا يعبر عن الوضع الأحسن بل بالأسوأ طالما ان هناك خطوطا حمراء لا تقبل واشنطن تجاوزها ،هذا يعني ان الحل من وجهة النظر الأمريكية هو الحل المنسجم مع الشروط الإسرائيلية وهذا يعني أننا سنعود إلى الخلف عشرات السنين .
وتابع نصرالله :لا نقبل ان تذهب كل جهود الشهداء والمجاهدين وتضحياتهم وصمود الصامدين والصابرين في مهب الريح ،لانه اذا كان المفروض الخضوع للشروط الإسرائيلية في نهاية المطاف يعني لا معنى لكل هذه التضحيات التي تقدم ،وان الخضوع للشروط الإسرائيلية المنمقة والمدبلجة أميركيا في النهاية هو تضييع للتضحيات والدماء والجهاد والدموع والعطاء الذي حصل خلال السنين الماضية وما يزال يحصل حتى الآن.في المقابل حكومة الإرهاب الإسرائيلي لا زالت مصرة على إرهابها وعلوها واستكبارها وفرض شروطها ،هذا مما يضع الجميع مجددا أمام خيارهم الوحيد والأوحد وهو الصمود والمقاومة والاستمرار في الجهاد والمواجهة ،ولا يوجد حل اخر ،لان الحل هو ان نقبل بما يريده المحتل الإسرائيلي وان نعطيهم أرضنا ونترك لهم مقدساتنا ونقبل شروطهم التي يريدون فرضها علينا .ويتهم الفلسطينيون انهم استقبلوا المبعوثين الأمريكيين بالعنف والقتل ،لكن العالم يتناسى ما حدث للأطفال الفلسطينيين قبل وصول المبعوثين الأمريكيين ولا يسمي ما قام به شارون إرهابا ويحمل الضحية المسؤولية .ومضى سماحته متسائلا :في مثل هذه المقاييس والمعايير واللغة والادبيات ماذا للإنسان ان يفكر او ما هي خياراته المتاحة التي يمكنه ان يستعملها وان تكون متاحة أمامه وكما كانت حركة المقاومة والصمود والمواجهة طيلة السنوات الماضية. وختم كلمته قائلا: المطلوب ان تستمر هذه الحالة لجهة الحضور في الميدان العسكري والصمود السياسي على المستوى الرسمي والشعبي والحزبي وعلى مجتمعنا ان يبقى قادرا على مواكبة كل التطورات والتحديات المقبلة ويجب ان تبقى وتتوافر أمامنا كل عناصر القوة لكي نواجه المرحلة المقبلة .