كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في مهرجان الوفاء لفلسطين في الذكرى الأولى لانطلاقة الانتفاضة في ملعب الراية ـ صفير /بيروت بتاريخ 28/9/2001
كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في مهرجان الوفاء لفلسطين في الذكرى الأولى لانطلاقة الانتفاضة في ملعب الراية ـ صفير /بيروت بتاريخ 28/9/2001
نلتقي مجددا وفي هذه الباحة التي شهدت الكثير من لقاءات المقاومة والشهادة ،وإحياء الذكرى الأولى لانتفاضة الأقصى في شكل من أشكال التعبير عن دعمنا وتضامننا مع الشعب الفلسطيني الأبي ومقاومته الجهادية وصموده البطولي وإرادته الصلبة واستعادة الكرامة والعرض والمقدسات، ولنثبت أن الانتفاضة بعد عام ما زالت حاضرة في ضمائرنا وحركتنا وأولوياتنا وما زالت في دائرة الاهتمام الكبير للعرب والمسلمين. ومن هنا نوجه التحية إلى كل الذين تضامنوا مع الانتفاضة بالتظاهرات أو الأنشطة أو أي شكل من أشكال التعبير الممكنة في أرجاء العالم.
أود أن أذكر ببعض المناسبات في شهر أيلول والتي ترتبط عضويا بهذا الصراع القائم مع العدة، أذكّر بمجزرة 13 أيلول عندما خرج رجالنا ونساءنا للتنديد باتفاقية أوسلو مستنكرين ضياع ثلثي فلسطين ووضع الثلث المتبقي في دائرة الغموض وقام عدد من المجرمين بإطلاق النار المركز على صدور ورؤس المتظاهرين مما أدّى إلى استشهاد 9 وجرح 50 آخرين بعضهم جراحهم خطرة.
أراد المتآمرون في ذلك اليوم أن تقع الفتنة بين جيش ومقاومة وشعب لبنان والثأر للصهاينة. لكننا نتذكر تلك الأيام ونفخر بأهلنا ووعيهم وصدق انتمائهم إلى الأولوية المطلقة للقتال ضد الصهاينة.
في هذه الأيام نستعيد ذاكرة المواجهة البطولية في انصارية 5/9/97 التي أودت بفصيل كامل من النخبة النخبة، فقتل 12 من جنود جيش الاحتلال الاسرائيلي. لقد شكلت مواجهة الانصارية ضربة قاسية لهيبة ومعنويات الجيش الاسرائيلي ولكنها بالدرجة الأولى شكلت ضربة للإستخبارات الاسرائيلية وشكلت لغزا محيرا: كيف تمكنت المقاومة الاسلامية من كشف قوة الكومندوس؟ إنّ لغز الانصارية سيبقى قائما ولم يحن الوقت لكشف أسراره. التحية هنا لأولئك المجاهدين المجهولين في الأرض المعروفين في السماء.
نتذكر أيضا المواجهة في 12/9/97 بعد أيام قليلة على مواجهة انصارية في جبل الرفيع بين مجاهدي المقاومة الاسلامية وضباط الجيش اللبناني وجنود الجيش الاسرائيلي المحتل حيث ارتفع كوكبة من شهداء المقاومة وكوكبة من شهداء الجيش اللبناني. لقد رسخت هذه المواجهة بالدماء الزكية لشهداء المقاومة وشهداء الجيش وحدة حقيقة.
في الذكرى الأولى لانطلاقة انتفاضة الأقصى التي تحولت بفعل الإرادة والوعي إلى مقاومة حقيقة نستبشر بالنصر والتحرير. لقد قدّمت هذه الانتفاضة 725 شهيدا وما يزيد عن 30 ألف جريح و1500 معتقل، إضافة إلى المعتقلين الماضين إلى جانب المعاناة الدائمة والمستمرة من التجويع والحصار وتدمير المنازل، هذه حصيلة مفتوحة من العطاء.
لقد حققت هذه الانتفاضة إنجازات طاولت مرتكزات التطبيع المفترض أن تثبّت الصهاينة بين دول المنطقة ومجتمعاتها …لقد وجّهت الانتفاضة ضربات إلى المشروع الصهيوني، ركيزته الأساسية ، الاندماج ، أي التطبيع وأن تصبح إسرائيل مقبولة وعندما تصبح مقبولة لدى الشعوب والأنظمة ستدخل إلى العالم العربي، وهي تمتلك مقومات ما يحقق لها مشروع الهيمنة والتسلط.
الانتفاضة في فلسطين ضربت ركيزة هذا المشروع، لقد عملت أمريكا وبعض حكام العرب على مشروع التطبيع، ولكن جاءت الانتفاضة لتنسف كل هذه المشاريع بالحجر والرصاصة، هؤلاء الناس العزل استطاعوا أن يسقطوا تيار التطبيع وأن يكشفوا حقيقة عنصرية الصهيونية. لقد أشار القائد الراحل الرئيس حافظ الأسد إلى أنّ مشروع إسرائيل ليس من النيل إلى الفرات إنّما إلى حيث تصل الدبابة الاسرائيلية، والدبابة الاسرائيلية هي نفسها الدبابة الأمريكية…
في عام واحد من بعد أوسلو سافر أكثر من مليون يهودي إلى فلسطين وليس هناك فرق بين يهودي عسكري ويهودي مدني، في إسرائيل غزاة محتلين جاءوا لاحتلال هذه الأرض.
استطاعت الانتفاضة والمقاومة في فلسطين أن تزلزل عقيدة أرض الميعاد وبدأ الكثير من الصهاينة يتساءلون إذا ما كانوا في المكان الصحيح. لقد أكملت الانتفاضة ما بدأته المقاومة في لبنان، إنّ تنفيذ عمليات في أراض الـ 48 أشد تأثيرا وفعلا في تقريب زمن النصر. لقد أدّت إلى ضرب فرص الاستثمار وصولا إلى ضعف الهجرة إلى فلسطين وازدياد الهجرة المضادة. إنّ الانجازات التي حققتها ستقربنا من تحقيق الانتصار.
الأجواء الدولية الضاغطة نتيجة الأحداث في الولايات المتحدة أدّت إلى إخراج الانتفاضة من دائرة الاهتمام العربي والعالي بشكل مؤقت، وأعتقد أنّ هذه الاحداث كانت عميقة الصلة من حيث الأسباب المحتملة أو من حيث النتائج المتوقعة بالصراع الدائر في المنطقة.
منذ 11 ايلول سارع العدو الصهيوني إلى اتهام الحركات الاسلامية في لبنان وفلسطين وركّزوا على بعض الأسماء مثل حزب الله، وحماس والجهاد وذكروا أسماء بعض الأشخاص، فيما كان الأمريكيون في تلك الفترة. إذا كان لدى الاسرائيلين مثل هذه المعلومات لماذا انتظروا حتى تنفيذ هذه الهجمات.
إنّنا نعتبر الاتهامات المساقة اتهامات سياسية مكشوفة مفضوحة تعبر عن خلفيات العدوان. هذه الاتهامات العشوائية تدين إسرائيل في صدقيّتها وفي تقيم الأمور وإسرائيل تستغل الأحداث لحل مشاكلها. من تداعيات هذه الأحداث الاتهام الأمريكي المتسرع للعرب بالوقوف وراء هذه الهجمات وحتّى الآن لا يملكون أي دليل .
لقد وضعوا العرب والمسلمين في دائرة الاتهام وعملوا على تعميم موجة من الكراهية للعرب والمسلمين على امتداد أمريكا واستراليا وكندا ثمّ جاء الاعلان الأمريكي عن الحرب على الارهاب وتشكيل تحالف دولي لمحاربة الارهاب والذي توّجه بوش في الكونغرس.
إزاء كل هذه التطورات لا بدّ من الاشارة إلى النقاط التالية:
1 ـ لقد إدان العرب والمسلمون بحكوماتهم وأحزابهم وعلمائهم وهيئاتهم الشعبية الهجمات الأخيرة في امريكا وكما قال الامام القائد الخامنئي إنّنا ندين ثقتل الأبرياء في كل أنحاء العالم .من هيروشيما إلى ناكازاكي إلى دير ياسين وصبرا وشاتيلا وقانا ونيويروك وغيرها.
من المؤسف أن يكون المطلوب من كل العالم أن يدخل في "هستيريا الإدانة" والاستنكار فقط لأنّ الحادثة في أمركا فقط والقتلى فقط من الأمريكيين، أمّا عندما يكون القتلى من العرب أو المسلمين فيختلف المشهد كما في صبرا وشاتيلا وفي قانا وفي مجزرة الحرم الابراهيمي . في مجزرة الحرم الابراهيمي وفي المجازر الأخرى لا إذانة أمريكية لهذه الجرائم ولا استنكار منها ولكنها تعمل أيضا وتمنع المجتمع الدولي من توجيه الادانة لإسرائيل وتستخدم نفوذها في مجلس الأمن لعرقلة أي بيان إدانة وتستعمل الفيتو لذلك.
2 ـ لقد رفضت أمريكا محاكمة الصهاينة كمجرمي حرب مثل شارون وبيريز وباراك وغيرهم وترفض وصفهم بالارهابيين بالرغم من وجود كل الوثائق والأدلة على ارتكابهم المجازر وهم الذين قتلوا 725 فلسطينيا قتلوا على مرأى ومسمع العالم وتحت نظرات كاميرات العالم من قبل ضباط وأفراد الجيش الاسرائيلي بأوامر من باراك وشارون ، كل الأدلة والوثائق موجودة ولكن هذا لا يسمّى ارهابا وليس موضوعا للإدانة وللمحاكمة ولكنها تريد أن تعاقب شعب أفغانستان بأكمله لأنّ بن لادن هو المشتبه الرئيسي بالهجمات الأخيرة وهو ضيف أو مقيم في أفغانستان.
ملايين من الأفغان هجروا فوق البؤس والفقر والمجاعة لأنّ أمريكيا تشتبه ببن لادن، فيما قادة إسرائيل وجيش إسرائيل وقادتهم الذين تدينهم الوئائق والأدلة ليسوا في موقع الادانة، بل من المضحك المبكي أنّ إسرائيل واحة ديموقراطية في نظر أمريكا والانسانية والحضارة في منطقة الشرق الأوسط وهي من القوى التي سيعوّل على تعاونها الكبير وخبرتها العريقة في مكافحة الارهاب!.هذه هي العدالة الأمريكية!.
3 ـ إنّ أمريكا التي تريد تحالفا دوليا لمكافحة الارهاب هي نفسها تمارس الإرهاب وتدعم أخطر دولة ارهابية في العالم وهي إسرائيل ولا نحتاج لبراهين على ذلك، حيث تمدها بالسلاح والمال والتكنولوجيا وتدافع عنها في كل محافل العالم، وهي حاضرة أن تعزل نفسها عن العالم من أجلها وتقاطع بعد أيام حضورها مؤتمر دوربان لمكافحة العنصرية فقط لأنّ العرب والمسلمين يعملون من أجل إدانة إسرائيل بالعنصرية.
4 ـ أعيد هنا ما قاله سماحة السيد الإمام القائد الخامنئي : أمريكا غير صادقة في محاربتها للارهاب والدليل دعمها لاسرائيل الارهابية، إنّها غير صالحة لقيادة تحالف دولي لمواجهة الارهاب لنفس الأسباب المتقدمة. أمريكا لا تريد أن تحارب الارهاب وسوف تبقى ترعى الارهاب وبعض المجموعات الارهابية في العالم وإنّما تريد اختراع عدو غامض، وذلك بعد زوال الاتحاد السوفياتي وقالوا أنّ الاسلام هو العدو… وبعدها وصفوا الحركات الاسلامية بالعدو . إعلان الحرب على المسلمين يعني معادة مليار وأربعمئة مليون مسلم في العالم وهذا لا يخدم مصالحهم التي يريدون تحقيقها من خلال اختراعهم هذا العدو . إذا اعتبار العدو هو الاسلام بعد انهيار الاتحاد السوفياتي جاء على حساب الهدف لذلك بدؤوا بالتراجع والتمييز بين الاسلام المعتدل والمتطرف وغيرها من التسميات. جبروت أمريكا وقوتها تفرض عليها إيجاد عدو وهو،"الارهاب"، وقد أعلن بوش حربه على "الارهاب ـ العدو " ووتحالف الخير والعدالة في مواجهة الإرهاب .الأن إبن لادن والقاعدة وماذا بعد؟.
وضعوا هذا الهدف وبالتالي هذا الهدف ليس جدياً ، هو ذريعة لبسط هيمنة أمريكا على العالم ، وذريعة لتواجد الأساطيل والقواعد العسكرية في أفغانستان وأسيا الوسطى على مقربة من بحر قزوين وفي الخليج وفي البحر الأبيض المتوسط ، من أجل عيون إسرائيل في ما بعد ومن أجل بقاء هذه القواعد في أنحاء العالم وممنوع على أحد في العالم أن ينبث ببنت شفة. من يتكلم ، من يعترض ، ومن يسكت ومن لا يتعاون هو مدان ، هو يأوي الإرهابيين ويعينهم.في هذا السياق يجب أن يكون واضحا لكل عربي ولكل مسلم ولكل شريف في هذا العالم ، لا يجوز لأحد أن يقدم يد المساعدة لأمريكا في عدوانها على شعب أفغانستان أو على أي شعب من شعوب هذا العالم .هذا أمر مدان ومساهمة في الجريمة المعاصرة التي يريدون القيام بها .
5 ـ نحن نرفض الخطاب الاستعلائي الاستكباري لبوش في الكونغرس ونعتبره إهانة لجميع حكومات وشعوب هذا العالم ، ونعتبر أي هجوم أميركي على أفغانستان ، هو إعتداء صارخ على شعب مسلم ومظلوم ومضطهد ، ولن يلقى إلا الإدانة والاستنكار والرفض من كل شعوب عالمنا الإسلامي .
6 ـ ندعو الجميع إلى وضع حالة الخوف والقلق جانبا وعدم الانصياع إلى الإملاءات الأميركية الإستعلائية والاستفزازية . إنّ ما يبعث على الأمل أن العديد من دول العالم لم تستجب للرغبة الأميركية بالمطلق . العديد من دول العالم ارتفعت أصوات حكوماتها ،بعضها يدعو إلى التعقل والحكمة ، وبعضها يقول يجب أن نعرف ما هو الارهاب وتعريفه وتمييزه عن المقاومة ، ويشترطون تحديد الأهداف من محاربة الارهاب وبعضهم يشترط أن تكون الأمم المتحدة ومجلس الأمن هو الإطار لقيادة الحملة ضد الإرهاب وليس الولايات المتحدة الأميركية، وبعضهم يطالب بالأدلة. أنا من الأشخاص الذي يقدرون ويحترمون الأشخاص الذين طرحوا هذه الإشكالات وهذه الأسئلة وهذه الشروط.في الوقت الذي تخرج فيه أمريكا من تحت الركام ، تصور بوش أن العالم سيأتيه زاحفاً وسيسلم له بقيادته المطلقة لهذا الكون ، ولكن وجدنا من حكومات ودول حتى في عالمنا العربي والإسلامي ، وقفوا ليقولوا لا .هذه المواقف تؤكد على تراجع حدة الهلع من الغطرسة الأميركية لدى العديد من دول وحكومات وشعوب العالم، وهذا ما يجب أن نعمل على تعميمه.القوة لاتعطي صاحب القوة الحق في أن يفعل مايشاء ويفرض على العالمين ما يشاء.
7 ـ إننا نشكر الرؤساء الثلاثة والحكومة في لبنان والقيادة في سوريا بشخص سيادة الرئيس بشار الأسد والقيادة في إيران بشخص سماحة الإمام الخامنئي والسيد خاتمي وجميع الحكومات من عربية وإسلامية وغيرها كذلك السياسيين والأحزاب والإعلاميين ورجال الدين الذين رفضوا وصف حركات المقاومة اللبنانية والفلسطينية بالإرهاب ، وحتى سموا بالإسم كحزب الله والجهاد وحماس ، ورفضوا المس بها في أي حال من الأحوال .
8 ـ نريد أن نلفت بعض القيادات العربية والاسلامية (الشعبية عموماً) خصوصا بعض المتحمسين في بعض الحركات الإسلامية إلى عدم الانجرار خلف ما أطلق عليه الحرب الصليبية الجديدة .إذا كان بوش وبرلسكوني وأمثالهم هذه هي خلفيتهم وهم يريدون أن يصلوا إلى هنا ، بالنسبة إلينا ، يجب أن يكون موقفنا وموقعنا واضح في مواجهة هذه الحملة .يجب أن لا نخطئ تشخيص العدو ، وهذا أمر أساسي .لا يجوز أن يتعاطى أي مسلم على أن الحرب التي تشن على العرب والمسلمين أنها حرب المسيحية على الاسلام أو أنه حرب المسيحيين على المسلمين ، هذا سيكون كارثة ، وخطأ مصيرياً قاتلاً . الرغبة الصهيونية هي أن يشاهدوا على امتداد العالم حربا بين المسيحية والإسلام ،وحرباً بين المسيحيين والمسلمين .كثير من المسيحيين كما كثير من المسلمين يرفضون الارهاب أيّا كان منشأه ولديهم مواقف جليلة في محاربة إسرائيل والصهيونية ، ولديهم شهداء في الدفاع عن لبنان وفلسطين وسوريا والوطن العربي والبلاد الإسلامية .بكل المقاييس والمعايير لا يجوز أن يجر أحد إلى الفتنة من هذا النوع . إن اليد التي تمتد في أي مكان من العالم لتهدم كنيسة كرد فعل على إحراق مسجد هي تخدم المصلحة الصهيوينة والإستكبارية في العالم . إن الحرب المعلنة على العرب والمسلمين لها علاقة بالعقل المادي الرأسمالي المتوحش المتغطرس الذي لا علاقة له بالسيد المسيح ولا بالمسيحية ولا بالمسيحيين .يجب الحذر من بعض من ذلك وأنا أخشى من بعض المتحجرين أو المتعصبين أو الجهلة أو العملاء الذين يخترقون صفوف المسلمين والعرب ، أخشى أن يدفعوا الأمور في هذا الاتجاه.في هذه المواجهة مواجهة القرن الواحد والعشرين التي أعلنوها ، لا يجوز أن ننجر إلى الإنفعال وإلى الغضب وإلى إثارة الأحقاد وإلى التوقيت والمكان وإلى اللغم الذي ينصبونه هم.نحن بحاجة إلى أعلى درجة من الشجاعة ، والإقدام والجرأة ولكننا في نفس الوقت بحاجحة إلى أعلى درجة من الوعي والحكمة والتعقل ودراسة الظروف وانتخاب الزمان والمكان.
9ـ نحن مصرون على متابعة طريق الجهاد والمقاومة. نحن في حزب الله مصرون على متابعة طريق الجهاد والمقاومة لتحرير أرضنا ومقدساتنا وكل الأسرى والمعتقلين، وسوف نبقى ندعم مقاومة الشعب الفلسطيني انتفاضته بكل ما أوتينا من قوة ، بالمال والسلاح والإعلام والحضور الشعبي ووحدة قضية الأسرى .أنا أريد أن أجدد التأكيد ومن قلب طاولة في ملف الأسرى ،.أقول لشعبنا في فلسطين ، ينبغي أن تعتبروا أن معاناة أبوعلي الديراني والشيخ عبد الكريم عبيد وبقية إخواني من المعتقلين اللبنانيين في سجون الاحتلال الإسرائيلية هو للتضامن معكم،لأننا لو كنا نريد استعادة الأسرى اللبانيين فقط ، نحن قادرون على فعل ذلك ، ولكننا نصر في كل جولات التفاوض مع الوسطاء الذين يتصلون بنا ، نصر على أن يكون المعتقلون الفلسطينيون في سجون الاحتلال هم جزء من عملية التبادل .في المبدأ تجاوزنا هذا المبدأ ، وسيكون هناك فلسطينيون في عملية التبادل ، لكننا ما زلنا نناقش العدد ونحن نصر على الأعداد التي نعتبر أنها تليق بكرامتنا وموقفنا وبجهادنا وبوعدنا لشعبنا الأبي وللأسرى ولعائلاتهم في فلسطين.
سوف نبقى ندعم المقاومة في فلسطين ، وأيضاً في الأستعداد الدائم للتدخل العسكري المباشر من لبنان عندما تكون مصلحة المقاومة الفلسطينية حقيقة تقضي اللجوء إلى هذا الخيار .لقد قلنا في السابق أننا نمارس سياسة السيف المسلط على الحدود الشمالية مع الكيان الإرهابي الإسرائيلي. لم تتغير هذه السياسة .وعدنا في السابق أننا سنقف إلى جانب الشعب الفلسطيني في اللحظات المصيرية ، ولم يتغير هذا الموقف .كل ما كنا نقوله قبل 11 أيلول سوف نبقى نقوله بعد 11 أيلول .كل ما كنا نفعله قبل 11 أيلول سوف نبقى نفعله. بعد 11أيلول قد يغير أمريكا ، قد يغير وجه العالم ، لكنه لن يغير مواقفنا ، ولن يبدل حقوقنا وطريقنا على الإطلاق .قد يتساءل بعض الإعلاميين متى سيفعل ذلك حزب الله ؟ وأنا لا أتنكر لمشروعية هذا السؤال . لقد أجبنا سابقاً وأعيد.إن اللجوء إلى هذا الخيار ، يعني اتخاذ قرار كبير سوف يحدد مستقبل المنطقة كلها خلال عقود من الزمن .ولذلك عندما يبقى هذا السيف مسلطاً يجب أن يتحرك في اللحظة التي حقيقة تقف فيها الانتفاضة في الموقف الذي تحتاج هي حقاً وبشكل مصيري إلى أن يتحرك هذا السيف .هنا نحن لا نريد أن نفرط بأي عنصر قوة يمكن أن يتدخل لمصلحة الانتفاضة في يوم من الأيام نتيجة حماس أو قراءة خاطئة في المرحلة أو في الزمان أو المكان .ندعو شعبنا في فلسطين على بداية العام الثاني إلى مواصلة جهاده ونضاله وانتفاضته وعدم التطلع إلى الخلف . لقد بات طريق التسوية من الماضي المظلم ودون أن يشغلهم ما يجري في العالم ، بل قد يكون ما يجري في العالم هو فرصتهم للمزيد من الحركة لاختصار زمن تحقيق النصر ، كما ندعو مجدداً كل العرب والمسلمين لأن تبقى الانتفاضة الفلسطينية في رأس أولوياتهم واهتماماتهم ودعمهم أياً تكن التطورات العالمية الخطيرة.
علينا جميعاً أن نتسلح بالإيمان ، بالثقة والتوكل على الله في مواجهة المراحل الخطيرة الصعبة كما فعلنا في المراحل السابقة، وليكن إيماننا وخطابنا وشعارنا كما في كل الشدائد التي تحتشد فيها الأساطيل لترهبنا ، فليكن شعرنا قول الله تعالى "الذين قال لهم الناس ، إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً ، وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل ".