كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله في مقابلة على قناة العالم بتاريخ 6-5-2007
مقابلة السيد حسن نصر الله على قناة العالم 6-5-2007
العالم: على حافة الهاوية يسير الجميع في لبنان، حرق المراحل وخطوط الاتصال وجسور اللقاء سرعان ما تنتهي مفاعيله عند اول مشهد يوحي بالسقوط في الهاوية.
وكأن التحسس من مفردات الحرب الاهلية كالخطف والقتل مقابل القنص وقطع الطرق يعيد الايدي الممدودة الى الحراك من جديد ولكن في اي اتجاه، وعلى اي اساس طالما المحكمة، الحكومة الانتخابات الرئاسية النيابية المبكرة محل خلاف محتدم بامتياز في لبنان.
تقطيع الوقت قيل انه عنوان المرحلة بانتظار الاستحقاقات الداخلية العربية والاقليمية وربما الدولية.
بُعد الداخل للازمة لا يعبر عن كل مساحة الازمة وبعد الخارج يطل مغلفا بالهواجس من الجميع، حادث الزيادين اثار الكثير من الخوف ومشى الجميع موالاة ومعارضة على الايقاع ثم عاودت اجواء التوتر السياسية.
الى اين؟. غابت عن خطاب النائب وليد جنبلاط وعادت كلمة المقاومة رد حزب الله باليد الممدودة ولكن في اطار مشروع وحدوي وطني.
حزب الله كيف يقرأ المرحلة وكيف يرسم صورة الغد، سؤال يختصر نبع اسئلة لا ينضب سنحاول طرحها على سماحة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في اول اطلالة له على شاشة قناة العالم.
العالم : اهلا وسهلا بك سماحة السيد، يبدو انك منشرح ومرتاح جدا خاصة بعد صدور تقرير لجنة فينوغراد، تحدثت كثيرا عن هذا الموضوع في خطابك الاخير ولكن التداعيات لم تنحصر فقط في مسألة الفشل على لبنان، هنالك تداعيات كثيرة على المستوى الداخلي الاسرائيلي، فكيف ترى المشهد الداخلي الاسرائيلي بعد صدور التقرير.
السيد...: بسم الله الرحمن الرحيم، اولا من واجبي في بداية اللقاء أن أتوجه الى جميع الاخوة والاخوات في قناة العالم لاشكرهم عن الجهد الكبير الذي بذلوه في تغطية حرب تموز، وايضا التضامن مع المقاومة ومع الشعب اللبناني، وكما هو حال العديد من وسائل الاعلام، بالفعل انا كنت اتابع اثناء الحرب بشكل يومي تغطية قناة العالم وكانت تغطية مهمة جدا وموفقة جدا وهذا مبعث للشكر والاعتزاز.
بالنسبة للمستجد الاخير تقرير لجنة فينوغراد، لا شك اعلان التقرير وان كان اعلانا مرتجأ هو حدث مهم جدا وكبير جدا ويحتاج الى تأمل والى دراسة والى توقف بعمق اكثر مما يحتاج الى احتفالية إن صح التعبير.
لا نستطيع الآن بشكل نهائي ان نحسم الاستنتاجات لأن التقرير بحد ذاته ليس نهائيا، وهذا التقرير اولي تناول من انسحاب 25 ايار 2000 الى تموز 2006 الى الايام الخمسة الاولى للحرب.
التقرير النهائي برأيي هو مهم وخطير جدا لأنه سيتناول بشكل ادق واوضح اداء القيادتين السياسية والعسكرية في الميدان وفي المواقف وفي الطروحات... الخ، والذي ينتظر صدوره في منتصف الصيف او أواخره ويتناول بقية ايام الحرب وصولا الى انتهاء الحرب.
العالم : اتوقع ان يكون أسوأ في تداعياته على الساحة الاسرائيلية.
السيد...: بالتأكيد، على هذه الحكومة سيكون أسوأ لانه بالنسبة للتقرير الذي صدر فيما يعني من 25 ايار الى تموز، حمّل جزءا كبيرا من المسؤولية رؤساء الحكومات السابقين ورئاسات الاركان السابقة ووزراء الدفاع السابقين والحكومات السابقة. ومسؤولية الحكومة الحالية، مسؤولية في الاستمرار واستدامة النهج السابق ودخل اكثر في اتخاذ القرار وبداية الحرب، ولكن فيما يتعلق بالاداء بعد خمسة ايام والذي سيتناوله التقرير النهائي سيتناول اداء الحكومة بالعمق لأنها هي المسؤولة المباشرة عن كل ما كان يجري ولا علاقة للحكومات السابقة بما جرى.
هذا من جانب ومن جانب آخر ان التقرير الذي نشر هو ليس كل التقرير المرحلي ، هناك حديث عن اكثر من نصف التقرير بقي مخفيا وسلم فقط لرئيس الوزراء وبعض المسؤولين الاسرائيليين الآخرين.
العالم: يعني هناك رقابة ربما حجبت التقرير.
السيد حسن نصرالله : بالتاكيد، وهناك تدخل كبير لمنع نشر الجزء الغير علني من هذا التقرير، ويتناول برأيي الجانب الاهم وهو خلفيات اتخاذ قرار الحرب، الجزء المعلن تحدث عن آليات اتخاذ قرار الحرب، ان رئيس الاركان قال كذا لرئيس الوزراء... ، رئيس الوزراء فعل كذا وجمع حكومته... ، هذه الآلية، أي آلية تظهير القرار، امَا من بالفعل اتخذ القرار، ما هي خلفيات اتخاذ قرار الحرب على لبنان، هذا بقي في الجزء غير العلني، ومنه الاتصالات الاسرائيلية الاميركية وهذا قيل انه بقي سرا، منه الاتصالات الاميركية ـ العربية، الاسرائيلية ـ العربية ، ومنه ما ورد في شهادة اولمرت عن دور غير اميركي وغير اسرائيلي لشخصيات او مواقع أو حكومات لها صلة باتخاذ القرار ولاحقا بتغطية الحرب، هذا جزء لم يتم الاشارة اليه فيما هو معلن، لذلك انا ضحكت عندما قرأت في الصحف اللبنانية وهي صحيفة تعتبر نفسها محترمة ولكن محسوبة على تيار الموالاة ، تقول لم يعلق حزب الله على ان تقرير فينوغراد لم يذكر الاتهامات التي وجهها الى بعض المسؤولين اللبنانيين، فانا اقول لهم يبدو انكم لم تعلموا ان ما نشر هو الجزء المعلن وان الجزء السري والذي يتضمن الاتصالات والتحضيرات وخلفيات القرار لم يتم ذكره، وذاك الجزء اعتقد لو نشر يمكن ان يحدث ضجة كبيرة جدا في داخل الكيان الاسرائيلي وفي العالم العربي وفي لبنان ولذلك يمنع نشره، وذاك الجزء لو نشر يمكن ان يجعلنا بالضبط نفهم ما الذي حصل ولماذا حصلت الحرب ومن الذي يقف خلف ووراء هذه الحرب، طبعا نحن لنا رؤية في هذا الامر وانا اجزم بأنه لو نشر هذا الجزء غير العلني لأكد رؤيتنا وفهمنا لمجريات الحرب وبدايتها وخلفياتها.
العالم: تقرير فينوغراد تقرير مرحلي كما ذكرتم وهناك تقرير نهائي سيصدر فيما بعد ولكن التداعيات ستبقى اذا صحت المعلومات بأنه قد يحجب عن التسريب الاعلامي فستبقى التداعيات في الداخل الاسرائيلي، ولكن نحن هنا نتحدث عن حكومة ونتحدث عن احزاب ربما تنهار وعن تغييرات في الادارات ولكن كل ما يجري هناك يأتي في إطار اخذ العبر من الحرب في لبنان، هل تتوقع ان هذه الهزة الآن ستقوي ربما الكيان الاسرائيلي اكثر فيما بعد وسيأخذون العبر من اجل ان يكونوا اقوى في رؤيتهم وفي ادائهم فيما يتعلق بلبنان وحزب الله والعالم العربي والاسلامي؟
السيد...: انا اعتقد ان المشكلة في الكيان الاسرائيلي عميقة جدا وخطيرة جدا، انا لا اقول ان هذه الحرب أدت الى انهيار اسرائيل وهذه مبالغات، انا اقول ان اسرائيل هزمت في هذه الحرب، وان هذه الهزيمة تركت آثارا وتداعيات استراتيجية مهمة على الجيش وعلى القيادة السياسية وعلى الشعب وعلى مستقبل هذا الكيان وسيظهر خلال السنوات المقبلة، ولا نقول ان اسرائيل الآن هي في حالة انهيار ولم ندعي هذا في يوم من الأيام، هناك آثار مباشرة وخطيرة حتى لو اكتشفوا الاخطاء والنواقص هل سيتمكنون فعلا من معالجة هذه الاخطاء وبالتالي الاستفادة من العبر، انا اقول ان هناك مشكلة عميقة في اسرائيل هي مشكلة القيادة، ومشكلة الزعامة، لا يكفي ان نعرف المشكلة هل هناك الرجال الاكفاء والزعماء الاقوياء القادرون على ان يعالجوا هذه الازمات وهذه المشكلات، هذا سؤال كبير، لو عدنا الى تقرير فينوغراد عندما يقول بأن الحكومات المتعاقبة منذ 25 ايار 2000 الى 12 تموز 2006 واذا انتبهنا الى ان هذه الحكومات كانت تضم صفوة ونخبة القيادات والزعامات العسكرية والسياسية الاسرائيلية من ايهود باراك الى شارون وصولا الى الحكومة الحالية يصفها جميعا بالفشل بالعجز بانعدام الرؤية الاستراتيجية، بقلة التخطيط، بالانشغال بالقضايا الموضوعية، التوصيف الذي قدمه للحكومات السابقة ووصولا الى الحكومة الحالية هو توصيف خطير جدا، حتى وسائل الاعلام اهتمت بالتركيز على ثلاثة شخصيات، يعني اولمرت وبيريتس وحالوتس، في الوقت الذي يتحدث التقرير عن فشل الحكومة بكل طاقمها وقيادتها العسكرية والتي تضم شخصية قديمة وذات خبرة طويلة، امنيا وسياسيا مثل شمعون بيريز، التي تضم رؤساء اركان سابقين، وزراء دفاع سابقين مثل موفاز وبن اليعازر وآخرين اضف الى القيادة العسكرية ولكن عندما يقول التقرير ان هذه الحكومة حكومة عاجزة، حكومة فاشلة، حكومة تفتقد الرؤيا والمواصفات التي اطلقها على هذه الحكومة، هذه الحكومة تمثل الاحزاب الاسرائيلية السياسية الاهم في تاريخ هذا الكيان، ماذا تتصور للمستقبل، انا اقول لا يكفي اكتشاف الاخطاء، هل لديهم القدرة على معالجة هذه الاخطاء، هل لديهم القيادات، اليوم هناك مشكلة قيادة او ازمة قيادة عميقة جدا.
العالم: هل هذا يؤدي الى ان حزب الله يمكن ان يطمئن الى المستقبل بأن اسرائيل لن تستطيع اخذ العبر الحقيقية من حرب لبنان في ضوء الصورة التي ترسم؟
السيد...: هم بالتاكيد سوف يقومون بمعالجة بعض الجوانب ولكن الآثار المعنوية والنفسية والروحية والاستراتيجية على المستوى العسكري والسياسي والامني، الذي تركته هذه الحرب لا يمكن مداواتها ومعالجتها بسهولة، حتى لو توفر الرجال القادرون على معالجتها فهذا يحتاج الى وقت طويل، ولكن هذا لا يعني اننا نطمئن ونقول بأن اسرائيل في وضع لا يمكنها من ان تذهب الى قتال آخر او الى حرب اخرى، لا يمكن ان نتصرف على هذا الاساس ولكن ما اقوله يجب ان نحتاط جدا من اسرائيل وان نكون حذرين في النظرة اليها والتعاطي مع ما يمكن ان تقدم عليه، لأن هذا الكيان ذو طبيعة عدوانية ومن كانت طبيعته عدوانية يمكن ان يقدم حتى مع عدم توفر بعض العناصر اللازمة على أي عدوان جديد، ولكن هنا نتحدث عن احتمال، هل نرجح او لا نرجح، هذه مسألة اخرى.
العالم: مسألة احتمال حرب اسرائيلية جديدة على لبنان، على حزب الله، هناك من يعتبر ان تحرير او انتصار عام 2000، تحرير لبنان عام 2000 من الاحتلال الاسرائيلي أدى بعد 6 سنوات الى حرب تموز، برأيك هل سيؤدي الى حرب اخرى بالتفكير الموضوعي او بالعناصر الموضوعية التي يمتلك حزب الله رؤيتها، هل نحن فعلا يمكن ان نتصور...
السيد....: هذا يقودنا للعودة قليلا الى نص حرب تموز والشق الذي قلت ان لدينا فيه رؤيا وبقي مخفيا من تقرير فينوغراد، لو كشف النقاب، وهنا ساتعرض الى قراءآتنا والاحتمالات التي كانت واردة عندنا حينها، لو كشف النقاب عن خلفيات القرار لتبين بأن قرار الحرب في تموز ليس اسرائيليا، القرار هو اميركي والادارة الاميركية هي التي اتخذت قرار الحرب على المقاومة في لبنان وعلى حزب الله في لبنان كجزء من مشروعها ورؤيتها لترتيب وضع المنطقة، كل المعلومات التي يتداولها سياسيون كبار وصحافيون كبار واعترف بها مسؤولون اميركيون واسرائيليون ايضا خلال الاشهر القليلة الماضية تشير الى ما يلي: هناك مشروع اميركي في المنطقة، هذا المشروع توجد في وجهه عقبات، في فلسطين توجد عقبات وهي حركات المقاومة، وبالدرجة الاولى حماس التي فازت في الانتخابات التشريعية، في لبنان هناك قوى عديدة تشكل عقبة وبالدرجة الاولى حزب الله باعتبار تجسيده المقاومة المسلحة، على المستوى الحكومات سوريا وايران، المشروع كان يفترض انه خلال عام 2006 يجب انهاء او حذف العديد من عناصر المقاومة الممانعة في المنطقة، فكان يفترض القضاء على المقاومة الفلسطينية وبشكل خاص حماس، القضاء حتى على المعارضة الوطنية اللبنانية وبشكل خاص المقاومة المتجسدة في حزب الله ومن يحتضنه وصولا الى إنهاء ملف سوريا، وهذا كله كان مرتبا على اساس 2006، ويدخل جورج بوش الى الانتخابات ومعه انجازات كبيرة جدا في نظره، يفوز في انتخابات الكونغرس، يحضر للحرب على ايران في 2007، الحرب على المقاومة في لبنان والمقاومة في فلسطين هي جزء من هذه الخطة وليست ذات اعتبارات اسرائيلية فقط بالدرجة الاولى كانت اعتبارات اميركية، مشروع اميركي والقرار اميركي، مثلا بالتعريض وهذا ورد في الجزء العلني، إذا دققنا فيه، يقولون ان من 25 ايار 2000 سياسة الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة كانت تقوم على تحمل واستيعاب واحتواء حزب الله بالجنوب وعدم الذهاب الى مواجهة، يعني حكومة باراك وحكومة شارون وحتى حكومة اولمرت كانت تتصرف بهذه الطريقة، ولذلك كنا نجد ان من 25 ايار 2000 الى قبل 12 تموز حصلت بعض الاحداث على الحدود وبعضها قد يكون حساسا او خطيرا ولكنها لم تتطور الى حرب، لأن السياسة الاسرائيلية التي كانت معتمدة منذ 25 ايار هي سياسة احتواء، لماذا تغيرت السياسة بالتحديد في 12 تموز، الامر لا يرتبط بالداخل الاسرائيلي، ولا بالتطورات الاسرائيلية ولا بالسياسات الاسرائيلية ولا بالاستراتيجيات الاسرائيلية وخصوصا ان حكومة اولمرت لا تملك لا رؤية استراتيجية ولم يكن لديها وقت لتفكر بهذا المستوى الاستراتيجي، في فهمنا ان الذي امر اسرائيل في شن الحرب على لبنان لم يعد يعطيها الغطاء فقط، انما اعطاها الامر، اعطاها الدعم وامّن لها التغطية الدولية وللاسف حتى بعض التغطية العربية، هي الادارة الاميركية، اولمرت استجاب وبالتالي لا يمكن ، عندما تقول لجنة فينو غراد ان حكومة العدو فقط ناقشت قرار الحرب خلال ساعتين، اصغر المسائل عندهم تحتاج الى ساعات طويلة، من الواضح ان هناك (كما يقولون) وحيا نزل وان هناك قرارا ابلغ بأن عليكم ان تشنوا هذه الحرب، وان دور حكومة اولمرت في اتخاذ القرار كان ديكوريا شكليا وقانونيا فقط، القرار اتخذ من مكان آخر ، وبمجرد ان بدأت الحرب وجدنا التبني الاميركي الكامل لها والتنظير لها ولاهدافها ولنتائجها واستعجلت كوندوليزا رايس وتحدثت عن مخاض لشرق اوسط جديد، انا اجزم بأن حرب تموز كانت حربا اميركية بامتياز، نفذها العدو الاسرائيلي وفشلت في تحقيق اهدافها ، السؤال الجديد هل ستأمر اميركا بشن حرب جديدة على لبنان، برأيي هذا هو السؤال الصحيح ، وانا لا اعتقد ان السؤال الصحيح هو هل ستقرر حكومة اولمرت او أي حكومة جديدة شن حرب على لبنان.
العالم: بانتظار طرح هذا السؤال سماحة السيد ، رأينا الوضع معكوسا، حزب الله انتصر في تموز، طبعا التأثير على المشروع الاميركي كما تقول ان هناك قرارا اميركيا بشن الحرب على حزب الله، هذا الانتصار أثر على المشروع الاميركي، برأيك هل فعلا هذا الانتصار الذي تحقق في لبنان من جانب حزب الله وهذا الفشل الاسرائيلي فعلا أثر على المشروع الاميركي المتكامل في المنطقة اذا اردنا ان نتحدث عن العراق عن ايران عن الضغوط على سوريا الى ما شابه ذلك ، ما مدى تاثيره بالضبط؟
السيد...: اولا الفشل لم يبدأ من لبنان، لكن لبنان كان حلقة مركزية في صنع هذا الفشل الاميركي ، في فلسطين بدأت الحرب ، طبعا هي بدأت في العراق قبل ذلك ، لكن في فلسطين اذا نذكر في الفترة الماضية اعطي ضوء اخضر لحكومة العدو، قامت بعمليات اغتيالات واسعة جدا لقيادات في حماس والجهاد وفي بقية الفصائل الفلسطينية ، استشهد الشيخ احمد ياسين والدكتور الرنتيسي وآخرون كثر قتلوا في الفترة الماضية وكان التوقع ان كثرة وشدة الاغتيالات في صفوف المقاومة الفلسطينية سيفت من عضدها وسوف يجعل الناس ينفكون من حولها، وكان لديهم قراءة خاطئة عن نتائج الانتخابات التشريعية المفترضة يعني توقعات خاطئة، في كل الاحوال عندما بدأت الحرب في تموز نذكر ان غزة كانت تقصف في كل يوم، وكان يقتل من خمسة الى عشرة او عشرين شهيدا فلسطينيا من رجال ونساء واطفال وكانت اسرائيل مستمرة في تصفية الحساب مع الاخوة الفلسطينيين، في هذا السياق جاءت عملية الاسر والحرب على لبنان. في البداية اسرائيل فشلت واميركا من ورائها، فشلت في تصفية المقاومة الفلسطينية، بعد حرب تموز ونجاح حزب الله في افشال اهداف الحرب باتت اسرائيل اعجز ولديها مشكلات اكبر من ان تذهب لتواجه المقاومة الفلسطينية وتقضي على المقاومة الفلسطينية ، يعني اسرائيل جيشها وحكومتها وقيادتها على المستوى المعنوي والروحي، الاحترام، الثقة، القوة، القدرة، الهيبة، قوة الردع، قبل حرب تموز كانت شيئا وبعد حرب تموز اصبحت شيئا ، اذا كانت قبل حرب تموز عجزت عن تصفية المقاومة الفلسطينية فهي اعجز بعد حرب تموز لذلك هي لم تسطع ان تقوم بأي عمل مهم خلال الاشهر القليلة الماضية ، ان اسرائيل واميركا فشلا في القضاء على حماس وعلى الجهاد وبقية الفصائل الفلسطينية ، في لبنان، الحرب فشلت في القضاء على حزب الله وعلى كل من يحتضن حزب الله، وبالتالي عندما فشلت هذه الحرب، توقفت عند هذه الحدود ، اصبحت اميركا تفكر بطريقة مختلفة باتجاه سوريا ، في العراق هناك فشل وفشل متراكم ، الوضع في المنطقة بدأ يتغير ، ولذلك لا يوجد نجاح للمشروع الاميركي (برأيي انا) في اي مكان من هذه الامكنة المستهدفة اميركيا بشكل مباشر.
العالم: اذا اردنا الحديث عن بداية انفتاح على سوريا ، غزل مع ايران، كل هذه القضايا توحي لك فعلا بأن المشروع الاميركي بدأ يتراجع أم بدأ ياخذ طريقا اخرى؟
السيد...: برأيي ان المشروع الاميركي فشل وليس في طريق الفشل وانتهينا من هذا الموضوع، نعم هناك نجاح جزئي في المشروع الاميركي يجب ان نعترف به وهو موضوع الفتنة المذهبية والحرب الاهلية ، يقال انها قائمة في العراق او تكاد ان تكون قائمة في العراق ، وهذا الجو السيئ والمتوتر الذي يتم اشاعته من قبل بعض الحكومات وبعض الشخصيات وبعض الاحزاب وبعض المنابر الاعلامية في العالمين العربي والاسلامي، فيما يعني الفتنة المذهبية، وايجاد خصومات حادة داخل المسلمين، نعم في هذه النقطة يوجد نجاح جزئي وليس نجاحا كاملا وليس نجاحا نهائيا، لان هناك قيادات كبيرة وحكومات كبيرة واحزاب وشخصيات وعلماء كبار ووعي جماهيري كبير في العالمين العربي والاسلامي يعمل على تطويق هذا التطور السلبي وانهائه ومحاصرته وعزله في الحد الادنى والحمد لله نجد بأن هذا الامر لم يتطور ولم ينتقل الى ساحات اخرى ولم يتوفر له ساحات اخرى كما يحب ويفترض الاميركيون والاسرائيليون، ما عدا هذا النجاح الجزئي هناك فشل كامل ، الاميركيون الآن هم يفتشون عن كيفية معالجة جوانب الفشل ، كيف ينتقلون الى مرحلة نجاح، كيف يقللون خسائرهم والآن المشكلة في الولايات المتحدة الاميركية بين الديمقراطيين والجمهوريين وهي مشكلة جدية وحادة وقاسية، تعرف في العالمين العربي والاسلامي كل شيء عندنا نظرية المؤامرة وان الديمقراطيين والجمهوريين يواجهون ادوارا، كلا لن يواجهوا ادوارا ، هناك اهداف مشتركة للولايات المتحدة الاميركية يعمل لها الديمقراطيون والجمهوريون سوية، هناك سياسات خارجية ثوابت في السياسة الخارجية الاميركية وهذا لا يعني ان الديمقراطيين افضل او الجمهوريين افضل ولكن هناك امور يختلفون عليها بقوة وبشدة والآن الموضوع في العراق هو احد المسائل المهمة والحساسة جدا بين الديمقراطيين والجمهوريين.
العالم: هناك مؤتمر في شرم الشيخ تحدث عن موضوع العراق وتحدث عن الكثير من المتغيرات الاميركية ، ما هي رؤيتكم للمشروع الاميركي الآن في العراق ، هل بدأ الاميركيون يتراجعون بعدما تحدثت عن أن الصراع الحقيقي بين الديمقراطيين والجمهوريين في الولايات المتحدة؟
السيد...: اولا لنصف ما هو المشروع الاميركي، وهل هو يفشل او يتراجع او يتقدم ، في الحقيقة ليس هناك مشروع اميركي في العراق بمعزل عن المشروع الاميركي في المنطقة ... قبل ايام القيت كلمة واود ذكر بعض الارقام هنا لفهم حقيقة المشروع الاميركي ، الاميركيون ماذا يريدون من منطقتنا ، وهذا الأمر لا يخص العراق فقط بل ايران والعراق ودول الخليج وباكستان واذربيجان وكازاخستان وآسيا الوسطى وصولا إلى تركيا وسوريا ولبنان وشمال افريقيا والمشرق العربي والمغرب العربي وكل دول المنطقة، حسب فهمي هناك اولويتين في المشروع الاميركي، الأولى هي النفط والثانية هي اسرائيل، والفكرة الآن هي أن القرار الاميركي الحالي يتشكل من مثلث او ثالوث:
1- شركات النفط الكبرى التي عندما تنظر إلى منطقتنا فهي تنظر إلى النفط.
2- شركات تصنيع السلاح الكبرى والتي عندما تنظر لمنطقتنا فإنها ارضية خصبة للهروب يعني سوق لبيع اسلحتهم والاموال لا يوجد اكثر منها في منطقتنا، القفزة النفطية الاخيرة، اموال في دول الخليج لا يعرفون ماذا يصنعوا بها.
3- المجموعات المسماة الصهيونية المسيحية التي تملك رؤية عقائدية ودينية للصراع في المنطقة ولفكرة دولة اسرائيل ووجوب قيامها وبقوة التي حسب رؤيتهم ونبوءاتهم ستؤدي الى عودة السيد المسيح مرة ثانية.
اذن هناك تحالف ثلاثي بين هذه الاطراف اسرائيل تعني لاميركا قاعدة عسكرية اميركية متقدمة في المنطقة وقديمة وبالتالي الحفاظ عليها وعلى وجودها وتفوقها وسلامتها يعتبر اولوية اميركية مطلقة يجمع عليها السياسيون والاحزاب الاميركية.
وموضوع تفوق اسرائيل بالنسبة لامريكا موضوع جدي، فاميركا تعادي وتخاصم اكثر من مليار واربعمائة مليون عربي ومسلم من اجل هذه الدويلة المصطنعة ليس حبا بالاسرائيليين او اليهود وانما لان وجود هذه الدويلة في منطقتنا يشكل رأس حربة للمشروع الاميركي الاستعماري في منطقتنا.
نصل للنفط، هناك دراسة نشرتها مجلة (ايكنوميست) نقلا عن شركة بريتش بتروليوم العالمية، عندما يقوموا بدراسة يقوموا بحساب المخزون النفطي لكل بلد ليعرفوا كم سنة يخدم هذا المخزون للاستخدام بالارقام ، العراق (100 سنة) طبعا هذا الرقم كان اواخر عام 2005 ، الآن هناك حديث جديد عن اكتشافات نفطية جديدة في العراق ستجعل العراق ثاني أكبر احتياطي نفطي في العالم ويمكن ان يصبح الاول عالميا، يعني سيتقدم على ايران والسعودية ليصبح الأول في العالم، الكويت (100 سنة) الامارات (97 سنة) ايران (93 سنة) السعودية (66 سنة) ليبيا (63 سنة) قطر (38 سنة) الجزائر (17 سنة) ، هذا بالنسبة للدول العربية.
اما الدول الكبرى، يعني اميركا، روسيا والصين، روسيا يكفيها احتياطيها النفطي 21 سنة ، الاحتياط النفطي الاميركي يكفي لـ 12 سنة فقط، الصين 21 سنة ، كندا 15 سنة ، المكسيك 10 سنوات ، البرازيل 19 سنة، اما فنزويلا 73 سنة . اذن، سيأتي يوم وسينتهي نفط هذه الدول العظمى ونفط كثير من دول العالم كذلك ، النفط سيبقى في منطقتنا ، الدول التي ذكرتها في البداية.
منذ سقوط نظام الشاه في ايران وانتصار الثورة الاسلامية بقيادة الامام الخميني (قدس سره)، الاستراتيجية الاميركية تغيرت في المنطقة، فقد شعر الاميركان بعد سقوط نظام الشاه الديكتاتوري العسكري البوليسي الذي كان يشاركه الاميركان فيه الحكم في ايران، بل ان الشاه كان مجرد اداة اميركية، وكان يوجد اكثر من 60 الف خبير ومستشار اميركي في كل الشؤون في ايران حينها ومع هذا انهار النظام فخافوا من هذا التحول والتفاعل الذي تبعه في المنطقة على مستوى الشعوب العربية والاسلامية مع الثورة، فغير الاميركان استراتيجيتهم وبدأت استراتيجية الحضور العسكري المباشر، اصطنعت الحرب الايرانية العراقية، وقبلها اصطنع مخاوف من ايران وتصدير الثورة، يعني الاميركان يجب ان يأتوا باساطيلهم وجنودهم لحماية الحكومات العربية والاسلامية في المنطقة من الامام الخميني، ثم جاءت الحرب العراقية الايرانية فزادت الاساطيل الاميركية في المنطقة ثم جاء غزو صدام للكويت وعاصفة الصحراء، وإذا نظرت الآن إلى خريطة العالم قبل عام 1979 وشاهدت انتشار القواعد والاساطيل الاميركية في العالم كيف كان وبعد هذا التاريخ كيف اصبح، المشهد الحالي يقول ان الجزء الاكبر لهذا الانتشار في منطقتنا. ماذا تفعل هذه الاساطيل؟ هل جاءت بالفعل لنشر الديمقراطية في المنطقة وللدفاع عن الحريات. وقد انتهت أكذوبة الدفاع عن الحريات والديمقراطية بعد حرب تموز، لانهم بدأوا يتحدثون عن الدول المعتدلة ومحور الاعتدال لمواجهة المحور الاخر، اذن، المشروع الاميركي الحقيقي يجب ان نفهمه هكذا، لا كما يقول البعض الذي يتصور وبسذاجة بأن اميركا هي جمعية خيرية لنشر الديمقراطية، فالاميركان هم الذين اقاموا انظمة ديكتاتورية في المنطقة ودعموا هذه الانظمة وسلحوها واعطوها الأسلحة الكيماوية، كيف نصدق ان اميركا جاءت لنشر الديمقراطية؟ الصحيح انهم جاؤوا نتيجة لقرائتهم للواقع السياسي والثقافي والمعنوي للمنطقة نتيجة خشيتهم من تداعيات كبرى قد تحصل على مستوى بلداننا العربية والاسلامية قد تؤدي الى قيام حكومات غير موالية لاميركا وغير خاضعة لها، فجاؤوا بشكل مباشر لكي يمسكوا بمنابع النفط واحتياطي النفط، هذا هو مشروعهم.
هم كانوا يعتقدون بأنه في العراق مثلا، سوف تدين لهم الرقاب ويسيطروا على العراق ويشكلوا الوضع السياسي حسبما يريدون ويقيمون قواعد عسكرية ومطارات واتفاقات والعراق في أمان، وهم يمسكون كل العراق بكل سهولة، والقواعد الاميركية الآن موجودة فقط في الاماكن النفطية، ولقد توقع الاميركان أنه بعد العراق فإن سورية ستنهار وتقدم صكوك الطاعة وايران تتراجع، وحركات المقاومة في المنطقة ستصاب بالاحباط والتراجع، وأما العناصر الموالية للادارة الاميركية فسوف تنهض وتحكم السيطرة ، هم تأملوا ذلك لكن لم يحدث اي شيء من ذلك.
العالم: اذا اردنا التدقيق بالمتغيرات التي تحصل ، مؤتمر شرم الشيخ ، الانفتاح على سوريا ، الغزل مع ايران، هل هذا الوضع برأيك من الممكن ان يغير الاستراتيجية الاميركية فيما يتعلق بالتعاطي؟ يعني هل صرف النظر عن ضرب ايران او اسقاط النظام السوري لان الاميركيين واجهوا صعوبات حيال ذلك وحرب تموز افشلت خطة اميركية اسرائيلية في ضرب حزب الله؟
السيد...: لا شك بأن الادارة الاميركية في مأزق الاستمرار فيه مشكلة، والتراجع كذلك، الاستمرار سيجعل الأثمان باهضة جدا والتراجع ايضا، فبوش في وضع لا يحسد عليه وادارته كذلك.
فنحن في العالم العربي احيانا نتصور ان الاميركان على شكل (سوبرمان) ، حيث أنه لا يوجد مأزق إلا وله حل وما من سؤال الا وله جواب عند الاميركيين، ولكن هذا غير صحيح. أحيانا الاميركان والادارة الامريكية مث اسرائيل تماما، يصلون الى مأزق يصبح فيه التقدم مشكلة والتراجع مشكلة والوقوف مشكلة، فيتم البحث عن خيارات أقل خسارة، لكن الهدف ثابت وحتى اسرائيل أو أميركا لا تعترف بشكل نهائي بالفشل تعتبره فشل مرحلي يعني لا ييأسون وهذا عجيب، نحن أهل الآخرة نيأس واهل الدنيا لا ييأسون، فهم يقولون اننا فشلنا في هذه المرحلة إذا علينا الالتفاف حول هذا الفشل لنقلل من الخسائر.
اليوم سياسة عزل سوريا انتهت وسقطت، وسوريا هي رئيسة القمة العربية في السنة القادمة، العزل العربي انتهى العزل الدولي انتهى، وحتى العزل الامريكي انتهى.
وبالنسبة لايران فإن سياسة عزل ايران لم تنجح، والاميركيين لا يستطيعون أن يعزلوا ايران. وانا اعرف أن الامريكيين يريدون اللقاء بالايرانيين والتفاوض معهم، ولكن الايرانيين لا يريدون ذلك بالمطلق وبلا شروط، وهذا احد اسباب عدم حصول لقاء في شرم الشيخ اذن سياسات العزل انتهت. اما بالنسبة لضرب ايران فأنا لا استطيع القول بأنه كان هناك ضربة لايران هناك اجواء تهويل وحرب نفسية حتى لو كان هناك جو لضرب ايران، أعتقد ان هذه الخطوة باتت مجمدة او مؤجلة يعني اصبحت على الرف ، فالان بوش يواجه مشكلة في تامين عديد لقواته في العراق وتمويل قواته هناك، فكيف يمكن ان يذهب لحرب جديدة مع ايران، وايران موضوعها مختلف تماما في ظل الانقسام الحاد سواءا في المؤسسات الاميركية او في الشارع الاميركي وثلثا هذا الشارع لا يؤيد حربا جديدة ويؤيد الانسحاب من العراق ، فلا خيار امام ادارة بوش سوى العودة لتوصيات بيكر هاملتون، واذا استطاع سيهرب من جدولة الانسحاب وهذا لا يعني انه لا يملك شيء ليقوم به.
وباعتقادي انه في المرحلة المقبلة، اخطر ما سيتم التركيز عليه من قبل الاميركان هو احياء الفتنة المذهبية في العراق وخارج العراق.
العالم: المشروع الاميركي في المنطقة له انعكاسات على لبنان كل هذه المتغيرات لها تأثير، تراجع المشروع الاميركي هل سيؤثر على الساحة اللبنانية؟ هل يمكن للاداء الاميركي ان يتغير في لبنان ونشهد مشهدا آخر في الفترة القادمة؟.
السيد...: لبنان واحدة من الساحات التي فشل فيها المشروع الاميركي او تراجع ، قبل شهر ألقيت خطابا مطولا حول ذلك وقامت القيامة كالعادة، الفريق الآخر لديه جوقة متكاملة ووسائل إعلام وتغطية اعلامية وتوزيع ادوار، وبالمناسبة انا اعترف لهم بقدرتهم على ايجاد الضوضاء والضجيج الاعلامي بقدرة فائقة.
بشكل عام، أنا أرى أن المشروع الاميركي في لبنان فشل والان اللبنانيين والفريق الاخر معني بأن يعيد النظر ويفهم جيدا بانه لا يمكنه ان يغلب المعارضة. وبالنسبة للمعارضة، لم يكن مشروعها يوما غلبة الفريق الثاني ولا حذفه ولا شطبه ولا المس بالصيغة اللبنانية كما يقال، ولا عزل أي طائفة كبيرة أو صغيرة وبالتالي مشروع المعارضة ليس السيطرة على لبنان ولا وضع اليد والاستئثار بالسلطة في لبنان على الاطلاق، وكل ما قيل حول ذلك هو جزء من الضوضاء الاعلامية، كل ما طرحته المعارضة هو المشاركة الحقيقية وليس الديكور، أما هم فإنهم منذ البداية أرادوا الإمساك بكل مواقع السلطة في لبنان وكان لديهم التزامات باتجاه اميركا والاتحاد الاوروبي بأنه بعد مساعدتكم لنا بإخراج القوات السورية من لبنان نتعهد بأن نمسك السلطة وأن نلغي المقاومة وسلاحها وبالتالي تصبح كل المؤسسات اللبنانية متحالفة بالكامل بالمطلق، وأنا أحترمهم بأن أقول (متحالفة) وإلا فإن التعبير الصحيح هو سوف تصبح لبنان جزءا من المشروع الاميركي والحلف والادارة الاميركية، وهذا لم ينجح.
وعندما وقعت حرب تموز، لم نقل اننا نريد ازالة اسرائيل من الوجود او نستعيد مزارع شبعا وتلال كفر شوبا، ابدا، فنحن كان هدفنا تعطيل أهداف العدوان، اذن هدف المقاومة تحقق ولم يتحقق أي من اهداف اسرائيل، فالمقاومة لم تشن الحرب، بل اسرائيل قامت بذلك، فالمسألة اننا لا نريد السيطرة على السلطة ولا نريد الاستئثار بالبلاد، ونحن قلنا هناك مشروع اميركي يريد السيطرة على لبنان وتحويل مؤسسات الدولة الى مؤسسات تعمل بأوامر السفير الاميركي وضمن التزام يقضي بإنهاء المقاومة وتوطين الفلسطينيين، هذا المشروع الذي تورط فيه الفريق الاخر فشل.
العالم: هذا الفشل، هل سينعكس على اداء المتحالفين مع اميركا ، رأينا بعض المتغيرات في المواقف خاصة بعد حادث خطف (زياد قبلان وزياد غندور) وقتلهما، يعني هناك توجه كان واضحا من خلال الخطاب المرن لوليد جنبلاط، وحزب الله رد، بأننا اصحاب يد ممدودة في هذا المجال.
السيد...: نحن نقول للفريق الآخر: المشروع الذي تبنيتموه منذ سنتين فشل، انتم لم تستطيعوا السيطرة على لبنان ولا ان تستأثروا بالسلطة في لبنان ولا ان تقضوا على المقاومة ولا ان توطنوا الفلسطينيين ولا ان تحولوا لبنان إلى بلد خاضع للمشروع الاميركي، وكل الدلالات والمعطيات تؤكد ذلك، هذا كله فشل حدثت تسوية وذهبنا للحوار، وآخر اشكال الحوار كان الحوار المباشر بين دولة الرئيس نبيه بري والنائب سعد الحريري، فشل الحوار ولم نصل لنتيجة وكان هناك مساعي، سعودية ايرانية، لم تصل لشيء، مساعي امين عام جامعة الدول العربية لم تصل لحل، وكل محاولات الحوار لم تصل لحل فوصلنا إلى طريق مسدود، وقبلي كل الشخصيات السياسية اعلنت ان أن الحوار وصل لطريق مسدود، وعندما قلت أنا أن الحوار وصل إلى طريق مسدود، طلعت الغوغاء الاعلامية وقالت ان فلان اغلق ابواب الحوار. مع العلم أنه كل لبنان قالت ذلك قبلي بعشرة أيام.
إذن، الحوار لم يصل إلى حل ولم نتمكن من صنع تسوية، لانهم متمسكين بمواقفهم ونحن كذلك، فلجأنا إلى طرح صيغ جديدة ونتجه إلى الاحتكام، ولكن، الى من سنحتكم؟! اذا كنت انت في مكانك وانا في مكاني والحوار لم يصل إلى نتيجة.
وبعد حادثة الزيادين تبين ان اكثر اللبنانيين لا يريدون حربا اهلية ولا يريدون الاقتتال الداخلي، وهذه اشارة ايجابية بالحد الادنى من جهة حزب الله، نحن لا نريد حربا اهلية وقلناها الف مرة، وما زلنا نقولها، وعندما استشهد الشباب في محيط جامعة بيروت العربية الذين قتلوا برصاص واضح ومعروف والقتلة يتم ايوائهم في اماكن معينة، ويتم حمايتهم ايضا للاسف، نحن قلنا ندفنهم ونرجع للقضاء والاجهزة الامنية ونحن نرفض منطق الانتقام والثأر ونحتكم الى الدولة ونرفض اي شكل من اشكال الحرب الاهلية، وبعد كل ذلك جئنا نحن في المعارضة اكثر من رمز وشخصية وقيادة تحدثنا عن مرجعية الشعب والدستور اللبناني يقول ان الشعب هو مصدر السلطات، فإذا لم نستطع نحن القيادات معالجة الموضوع، فلنحتكم إلى الشعب وقدمنا حلول، ولكنهم يقولون نحن الاكثرية وهذا طرحنا، أما نحن فقد جئنا للوسط وقلنا لنحتكم للشعب اللبناني، اذا اردتم استفتاء فنحن مستعدون لانتخابات مبكرة كذلك، نحن نطرح حل وهو العودة للشعب واذا هم يملكون الشجاعة فلتكن لهم شجاعة رئيس جمهورية ورئيس حكومة اوكرانيا الذين اتفقوا على انتخابات مبكرة، او شجاعة اردوغان صاحب الاغلبية في المجلس النيابي والحكومة كلها له، وقام بترشيح رئيس جمهورية لم ينجح، وقالت المحكمة الدستورية: نريد الثلثين ولم يتوفر ذلك، فذهب الى انتخابات نيابية مبكرة غير معلومة النتائج وضحى بكل الحكومة ولم يقل انا منتخب وانا اغلبية.
العالم: طبعا قطعنا الحديث عن موضوع الغالبية وموضوع النموذج التركي فيما يتعلق في لبنان ، نريد ان نسمع منكم التفصيل:
السيد...: كنت أقصد القول انه يوجد نموذج تركي اتمنى من هذه الاكثرية ان تستفيد منها، ويوجد النموذج الاوكراني وهي (الاكثرية) كانت تقول أنها تستفيد من النموذج الاوكراني.
وفي المقابل يوجد النموذج الاسرائيلي الحالي، حيث يوجد 3 بالمئة فقط يؤيدون بقاء أولمرت رئيسا للحكومة، فهو لا يعتمد استطلاعات الرأي، و 73 بالمئة يطالبونه بالاستقالة لا يعيرهم أي اهتمام، ومظاهرة 150 ألف، طبعا لو كانت هذه المظاهرة في لبنان لقالوا عنها مليون، 150 ألف بميدان اسحاق رابين، فيقول: لا تهتموا بالمظاهرات. كل الجو السياسي والاعلامي والشعبي الذي يطالبه بالاستقالة ولا يقبل بالاستقالة، فما هي حجته؟، مثل حجة الموالاة عندنا، يقولون نحن اكثرية نيابية ونحن عملنا انتخابات ويجب أن تنتظروا اربع سنوات، والآن حزب كاديما يتحدث بهذه اللغة، ولكنهم في الواقع فشلوا، والشعب يقول لهم انتم فشلتم في الادارة وفي اتخاذ القرار وفي الحرب وعليكم ان ترحلوا، هذا نموذج.
والطيب اردوغان نموذج واوكرانيا نموذج، وسنرى أي نموذج ستتبع الموالاة بعد كل هذه التطورات، لا يكفي القول أنا الغالبية وانتهى.
اليوم يوجد وضع مسدود في البلاد ويجب أن نفتش عن مخرج، مخرج لحل موضوع الحكومة مخرج للانتخابات الرئاسية مخرج للقضايا المختلفة المختلفين عليها، ونحن طرحنا مخرجا وهو العودة الى الشعب، ولكن ما هو مخرجكم غير انكم اغلبية وانتم متمسكون بكونكم اغلبية.
العالم: سماحة السيد، انت طرحت الاستفتاء فيما سبق حول الموضوع وقبل الآن تحدثت عن العماد ميشال عون بأنه طرح مسألة رئاسة الجمهورية من خلال الشعب، هل حزب الله موافق على ان يكون انتخاب رئيس الجمهورية الآن من الشعب خاصة في هذه المرحلة؟. وهل تؤيدون موقف العماد عون أم هو موقف خاص للتيار الوطني الحر؟
السيد...: اولا العماد عون لم يقل أنه يطالب بانتخاب رئيس الجمهورية من الشعب مباشرة، ولكنه طرحه كخيار اخير وبديل.. على هذا الشكل: اذا لم تكونوا تريدون ان تجروا انتخابات مبكرة واذا أو كذا وكذا... فطرح مجموعة خيارات، وقال: أنا أطرح انتخاب رئيس الجمهورية من الشعب لمرة واحدة كمخرج.
فعندما ينتخب رئيس الجمهورية من قبل الشعب نكون بالتالي قد خرجنا من مأزق انتخابات الرئاسة والنصاب والاكثرية والاغلبية. وطبعا سيكون الرئيس الجديد المنتخب من الشعب قويا لأن الشعب انتخبه، فلن يمن عليه احد من الكتل النيابية بالرئاسة، وسيتم تشكيل حكومة جديدة وبالتالي ينفتح باب الحل في لبنان.
ولكنهم وقفوا في وجهه وقالوا ان هذه بدعة وهجموا عليه وكأنه ارتكب جريمة بحق لبنان وبحق الشعب اللبناني وبحق الدستور، وفتحوا له ملف اتفاق الطائف. هذا كله ظلم. فأولا: هناك تحريف لما قاله الرجل وثانيا: ظلم في تقييم ما قاله.
اما الشيء الذي سألتني عنه، فنحن نرى بأن اللجوء الى الشعب اللبناني للخروج من أي مأزق هو خيار طبيعي جدا، وفكرة انتخاب الرئيس من الشعب ولو لمرة واحدة او لمرات عديدة هي فكرة ديمقراطية متحضرة ومدنية ومتطورة وجديرة بالاهتمام ولا مانع منها.
العالم: ولكن هي خارج إطار الدستور خارج إطار اتفاق الطائف، وربما هذه ستفتح على كثير من الامور، سماحة السيد، يعني هل انتم مستعدون لخوض إطار جديد في القوانين اللبنانية لطائف جديد فيما اذا طرحتم هذه المسألة.
السيد...: اولا تعديل الدستور.. فقد قاموا بتعديل الدستور من اجل التمديد للرئيس الياس لهراوي. هم عدلوا الدستور لمرة واحدة، ولايوجد مانع ضد تعديل الدستور لمرة واحدة لانتخاب رئيس الجمهورية من الشعب لمرة واحدة اذا توقف حل المشكلة السياسية في لبنان على هذا الامر. وهذا ما طرحه العماد عون وهذا ليس ضد الطائف او ضد الدستور. وعندما يقال لمرة واحدة فهذا الأمر له سوابق، ولكن عندما نقول أننا نريد ان نلغي انتخاب رئيس في مجلس النواب ونطالب بأن يكون الرئيس من الشعب دائما، نعم هنا نعمل تغيير جوهري واساسي في ترتيبة النظام وبصيغة النظام، ضع هذا جانبا، وانا قلت هذه الفكرة جديرة بالاهتمام ولا مانع منها وديمقراطية ومتحضرة، لكن عندما يقول أحدهم لمرة واحدة، فهل في ذلك مشكلة؟ انتم لمرة واحدة عدلتم الدستور فيما يتعلق بمسألة رئاسة الجمهورية.
العالم: هل يعني هذا الكلام من سماحة السيد حسن نصر الله بأن الامور وصلت الى طريق مسدود في الاتفاق على الرئيس توافقيا يعني الحديث مبكرا على ان هذا الامر لن يحصل فلنذهب الى الانتخابات.
السيد...: اليوم بدأ البحث في لبنان بشكل جدي بموضوع استحقاق الرئاسة وبدأ الجدل من موضوع النصاب، والآن يمكن رؤية منطق الاستئثار الذي نتهم الفريق الآخر به ومنطق التفرد وتجاهل المعارضة وقوتها التمثيلية. على سبيل المثال: عندما يقف احد نواب الموالاة ويرد على انتخاب الرئيس من الشعب برد غير موفق، وكان بأمكانه الرد بأي شيء آخر، لكن اللغة التي استخدمها هدفها الحصول على شعبية عند المسيحيين. وهو بهذا لم يقدم ردا وطنيا وإنما ردا طائفيا. أراد ان يقول ان المسلمين في لبنان 60 بالمئة والمسيحيين 40 بالمئة. وعندما ندعو نحن لانتخاب رئيس الجمهورية من الشعب فكأننا نقول فلينتخبه المسلمون.
ولكن في الواقع يوجد انقسام بين المسلمين حول رئاسة الجمهورية و يوجد انقسام بين المسيحيين حول رئاسة الجمهورية وفي المسائل السياسية اليوم في لبنان يوجد انقسام سياسي وليس انقساما.
العالم: ولكن تركيبة البلد هي طائفية والكلام الآن يدور حول دور الموارنة في اختيار الرئيس.
السيد...: دعني اجيب عن سؤالك السابق فأقول: حتى عندما تطرح الحل فإنهم يهربون منه بلغة طائفية، بلغة بغيضة، غير صحيحة. وعندما جئنا لنقاش مسألة النصاب، فإنه يقول 60 بالمئة و40 بالمئة وهذا يعني انه يقول ان الموارنة سيكونون خارج الانتخاب. وهذا غير صحيح، وهو يعرف بأنه إذا حصل الآن انتخاب لرئيس الجمهورية مباشرة من الشعب سينتخب رئيس الجمهورية الذي تريده الاكثرية المسيحية الشعبية في لبنان بلا نقاش وهم يعلمون ذلك، يعني العماد عون.
وعندما يصرون على بحث النصاب بأنه هو الاغلبية المطلقة وليس ثلثي اعضاء المجلس النيابي، ألا يعني هذا أنهم يلغون طائفة كبيرة في لبنان ويقولون لهم: انتم خارج المعادلة وغير معنيين بأن تناقشوا في مسألة رئاسة الجمهورية؟ ورأيكم ليس له قيمة لأن النصاب هو الاغلبية. إذا لماذا يغار هذا الغيور الوطني العظيم على طائفة ولا يغار على اخرى؟!.
نحن نقول أن النقاش اليوم في البلاد هو، ما هو النصاب ؟ وهم بدأوا المعركة حول رئاسة الجمهورية، فنحن نقول كما تقول المعارضة وكما يقول كثيرون كما قرأت اليوم في الصحف ان البطريرك صفير يقول بنصاب الثلثين، ولنا في هذا تفسير نص الدستور وما هو اقوى من النص الدستوري في لبنان وهو الاعراف الدستورية، يوجد عرف دستوري في لبنان ان الانتخاب بنصاب الثلثين والعرف الدستوري في لبنان اقوى من كل شيء، نحن ليس لدينا نص دستوري يقول رئيس الجمهورية مسيحي ماروني، لا يوجد نص، ولكن هناك عرف والكل ملتزم بهذا العرف. إذاً، العرف يقول مسيحي ماروني والعرف الدستوري يقول نصاب الثلثين لماذا يريدون تجاوز هذه الاعراف الدستورية؟ لأن منطقهم هو منطق الاستئثار، فهم يريدون ان يأتوا برئيس باغلبيتهم التي يدور حولها ألف سؤال.
فإذا كانوا عقلاء وكانوا حكماء وقبلوا بنصاب الثلثين، فهذا سيفتح باب النقاش الجدي في موضوع استحقاق الرئاسة، وهذا يعني أنه ليس بإمكان فريق أن يفرض الرئيس عندما نتكلم عن نصاب الثلثين، لا الموالاة تستطيع فرض رئيس لأنها لا تملك الثلثين ولا المعارضة بإمكانها أن تفرض الرئيس لأنها لا تملك الثلثين وليس لديها أغلبية نواب، وهذا ما سيفتح الباب للحديث عن شخص الرئيس. ولكن إذا كان هناك إصرار على أن النصاب هو الاغلبية وقد يفكر هؤلاء النواب بأن يذهبوا لعقد جلسة أغلبية وينتخبوا الرئيس، فهكذا سيكونون قد أخذوا البلاد إلى انقسام سياسي أحد وأشد مما هو الآن .
العالم: كيف ستتعاملون مع رئيس ينتخب بهذه الطريقة؟
السيد...: ولذلك، النقاش عن وجود أو عدم وجود توافق ووجود أو عدم وجود تسوية يأتي في المرحلة الثانية.
في المرحلة الاولى يجب أن نتفق أولا هل يوجد نصاب أم لا، فمرة نتناقش وقاعدة الانتخاب هي الاغلبية، ومرة ثانية نتناقش وقاعدة الانتخاب اوالنصاب هو الثلثين. النقاش هنا مختلف. ففي النقاش الاول انا استشاري لأني لا أملك الاغلبية. وفي النقاش الثاني انا شريك في القرار كمعارضة وبالتالي طبيعة النقاش شيء مختلف.
برأيي عندما يتم حسم هذه النقطة وانا اعتقد بأنها ستحسم، يعني بعد آراء دستورية وخبراء دستوريين وبعد ما نقل عن البطريرك صفير، أعتقد بأن الامور ستتجه باتجاه حسم مسألة ان نصاب انتخاب رئيس جمهورية في المجلس النيابي هو الثلثان. وبالتالي هذا يمكن ان يفتح النقاش، مَن هو الشخصية التي تجتمع فيها المواصفات والتي ممكن ان نتفاهم عليها او نتفق عليها ونفتح باب الحل السياسي من خلالها.
العالم: هل لديكم مرشح سماحة السيد لرئاسة الجمهورية في حال وصلت الامور الى هذا الامر وحلت مسألة النصاب بثلثين؟ .
السيد...: نحن من الآن لدينا مرشح، فمنذ عدة أشهر، قامت قيادة حزب الله بإجراء الاستشارات الداخلية المطلوبة وحسمت خيارها، ونحن ندعم مرشحا محددا، لكن الاعلان عن هذا المرشح سيأتي في الوقت المناسب وبعد إجراء التنسيقات السياسية المطلوبة. الإعلان يحتاج إلى تنسيق أما المبدأ فهو محسوم.
العالم: لقد منعتني من السؤال اذا كان العماد عون ام لا؟
السيد...: نحن نقول عندنا مرشح سنعلن عنه في الوقت المناسب، وانا اريد ان استعين بكلام العماد ميشال عون في المقابلة التلفزيونية مؤخرا عندما سألوه هذا السؤال، قال لهم وأنا أعتقد أن ما قاله هو طرح جيد جدا، فقد قال: دعوا الاغلبية النيابية التي عليها علامة استفهام تقول من هو مرشحها لرئاسة الجمهورية.
اليوم، تكتل الاصلاح والتغيير يقول أنا مرشح العماد عون. ولحد الآن، اغلب قوى المعارضة بوضوح ترشح العماد عون لرئاسة الجمهورية. ولكن، من هو مرشح الطرف الآخرلرئاسة الجمهورية؟ هل عندهم الشجاعة لييقولوا لنا من هو مرشحهم لرئاسة الجمهورية؟.
لا يستطيعون ان يقولوا من هو مرشحهم لأنه لديهم سبعة او ثمانية مرشحين واذا أعلنوا ذلك من الآن فسترى الانشقاقات في التيار الآخر.
العماد ميشال عون ماذا قال ؟ قال: دعوا الاكثرية تعلن عن مرشحها فهي عندها مرشح وتكتل الاصلاح والتغيير عندهم مرشحهم. وعندها سنسأل حزب الله من هو المرشح الذي يدعمه...
أقول لهم تفضلوا، من هو مرشحكم، وعلى ضوئه نعلن المرشح الذي ندعمه، ولكنني لا أنتظر ذلك فنحن نقوم بتنسيق معين، تنسيق له علاقة ببعض الترتيبات بين القوى السياسية هنا، ونود أن يأتي إعلاننا في التوقيت المناسب لكي يخدم بشكل أساسي المرشح الذي ندعمه ونؤمن به. ونأمل أن يصل إلى هذا المنصب.
العالم: يعني هذا اتفاق كامل لكل أطراف المعارضة وليس فقط لحزب الله؟
السيد..: يوجد محادثات من هذا النوع ويمكن أن نصل إلى نتيجة.
العالم: سماحة السيد، بعد رئاسة الجمهورية هناك المحكمة ذات الطابع الدولي التي بدأ الكلام عن أنها قد تذهب إلى مجلس الأمن لإقرارها ضمن الفصل السابع وما شابه ذلك، حسب رؤيتك للموضوع، هل نحن فعلا أمام اتجاه يؤدي إلى إقرار المحكمة ضمن الفصل السابع؟ وكيف سيكون موقف حزب الله تجاه هذا الأمر؟
السيد..: كنا نأمل ألا تصل الأمور إلى هذا الحد، وقد عبرنا للأمين العام للامم المتحدة ولمستشاره القانوني نيكولا ميشيل بوضوح وصراحة عن موقفنا حيال هذا المسألة.
وأضاف: لقد أجمعنا على مبدأ المحكمة الدولية على طاولة الحوار الوطني ويجب أن يقر نظام المحكمة الدولية من خلال المؤسسات الدستورية وانسجاما مع الأصول الدستورية حسب المعاهدة بين لبنان والأمم المتحدة. ولكن هذا لم يحدث ولذلك فنحن نعتبر أن أي قرار يصدر عن مجلس الأمن بهذا الشأن غير شرعي وغير قانوني وليس له أي قيمة لأنه خالف المصلحة الوطنية اللبنانية وخالف ما كان يجب أن يعمل به، كما أن مجلس الأمن ليس مرجعية دستورية أو قانونية في هذا المجال وكنا نأمل ألا تصل الأمور إلى هذا الحد. وأضاف: من الممكن أن يقر قانون المحكمة الدولية في مجلس الامن أو يتم تأجيله ولكن حتى الآن ليس لدى أحد وحتى فريق الموالاة يقين أو معرفة قطعية بأنه من الممكن أن يتم إقرار هذه الأمور بسرعة.
العالم: البعض يعتبر أن مشكلة المحكمة قد حلت والآن وقت الاستحقاق الرئاسي، ولكن ماذا عن الحكومة هل حكومة الوحدة الوطنية، حكومة المشاركة التي كنتم تطالبون بها، انتهى الآن مفعول المطالبة بها بانتظار ما سيتحقق في الاستحقاق الرئاسي؟
السيد..: أصل مشكلتنا هي الحكومة وليس المحكمة، وحتى عندما خرجنا من الحكومة الحالية فإن خروجنا جاء بعد فشل طاولة التشاور التي ترأسها دولة الرئيس نبيه بري ورفض فيها الطرف الآخر مبدأ تشكيل حكومة وحدة وطنية. وفي الأساس لم يكن موضوع المحكمة مطروحا للنقاش على طاولة التشاور.
لقد طالبنا بتشكيل حكومة وحدة وطنية بعد خروجنا من الحرب وقبل طاولة التشاور بسبب تقييمنا لسلوك وأداء حكومة الرئيس فؤاد السنيورة أثناء الحرب وقبل الحرب وبعدها مباشرة طالبنا بحكومة وحدة وطنية، ثم حدثت اختلافات فجلسنا إلى طاولة التشاور وعندما لم نصل إلى نتيجة خرجنا من الحكومة، ولم نخرج بسبب مسألة المحكمة فهذه مغالطات وأكاذيب، هم الذين أقحموا مسألة المحكمة ونظامها في الساعات الأخيرة عندما وجدوا أنفسهم محرجين في مسألة مبدأ حكومة الوحدة الوطنية.
بالنسبة لنا، فإن حكومة الوحدة الوطنية هي مطلب أساسي وهذا ليس مطلبنا قبل انتخاب رئيس أو بعد انتخاب رئيس، ولكننا نؤمن أن للبنان وضع خاص متميز، والحديث في لبنان عن أكثرية وأغلبية وأقلية غير صحيح، لأنهم عندما نصل للحديث عن هذا الموضوع فإنهم يتحولون للحديث عن المسيحيين والمسلمين وعن اللغة الطائفية. ففي لبنان يوجد واقع يقول أن الديمقراطية على الطريقة الغربية التي تقول بالأكثرية والأقلية، ونحن جاهزون لاعتمادها إذا كان فريق السلطة يريد ذلك، ولكنه لا يريد هذه الطريقة.
وتساءل السيد نصر الله عن سباب استناد فريق السلطة إلى الديمقراطية على الطريقة الغربية في حين انه يرفض تطبيقها. وأضاف: إذا قلنا أننا مستعدون لهذه الديمقراطية فإنهم سيقولون أن السيد يريد تأسيس حكومة إسلامية والمسلمين يشكلون أغلبية وسيسعون لإثارة الرأي المسيحي ضدي.
أنا لا أريد المشاكل مع أحد ولكنني أسألهم عما يريدون، فهم مرة يتحدثون بلغة الأكثرية ومرة أخرى يتحدثون بلغة الطوائف.
وطالب السيد نصر الله فريق السلطة بتحديد موقفه إما أكثرية بالمعنى العددي أو بلغة تمثيل الطوائف، فهذا الفريق يلجأ مرة للحل الأول ومرة أخرى للحل الثاني عندما يريد التهرب من استحقاقات ومن مرجعيات حل المشاكل.إذا أردتم الحديث عن الأكثرية فنحن مستعدون وإذا أردتم الأكثرية داخل كل طائفة فنحن مستعدون وإذا أردتم الحديث عن تحالف طوائف فنحن مستعدون. ونحن مستعدون لاعتماد أي أساس ترونه مناسبا، ولكنكم حيرتمونا، فأي أساس تريدون أن نعتمد في تقييمنا ونظرتنا للمسائل؟
برأينا، أنا لا أتكلم عن ديمقراطية عددية أو أكثرية أو ديمقراطية على الطريقة الغربية، وإنما ديمقراطية على الطريقة اللبنانية، وتقول هذه الديمقراطية بالانتخابات وقوى سياسية تمثيلية جدية وتقول إن لبنان لا يحكم بمنطق أكثرية وأقلية و تحالف الطوائف، لبنان يحكم بالشراكة الكاملة، بالشراكة الكاملة. هناك في لبنان قوى سياسية أساسية، ويوجد قوى سياسية في هذه الطائفة وتلك ولا يمكن للأكثرية النيابية أن تتجاهلها كما لا يمكنهم عزل طائفة وحكم البلاد بحجة أنهم يشكلون أكثرية نيابية، مثلما يحاولون فعله الآن. فهم بذلك يرتكبون خطأ كبيرا جدا، ويؤسسون لخطأ أكبر من خلال ما يقومون بفعله الآن.
لذلك، فإن مطلبنا قبل الاستحقاق الرئاسي وبعده هو مطلب حكومة وحدة وطنية، ولكن الجديد في الأمر أننا لا نقبل أن نكون في موضع استجداء لهذا المطلب، فقد حولوا مطالبتنا بصيغة 19-11 (في الحكومة) إلى مسألة استجداء ولهذا فقد قلت في المرة الأخيرة أننا لم نعد نرضى بصيغة 19-11 ، لأنهم حولوا الموضوع إلى مسألة استجداء، وأنا أقول أن هذا مصلحة وطنية لا أتحدث عن حق بل عن مصلحة وطنية.
وأكرر بأني أتحدث عن مصلحة وطنية وليس عن مصلحة حزب الله فقد قلت أنني لن أشارك في حكومة الوحدة الوطنية والذي سيمثل حزب الله في الحكومة سيكونون أشخاص من المعارضة، فأنا لا أبحث عن نصيب في السلطة ولكنني أقول أن مصلحة لبنان، قيام الدولة في لبنان الدولة العادلة، الدولة القوية، الدولة المطمئنة، هي دولة الشراكة وليست دولة أكثرية نيابية وأقلية نيابية.
العالم: هنا نصل إلى مسألة الانتخابات المبكرة، حيث قلت سماحة السيد في خطابك الأخير انه إذا وصلت الأمور إلى هذا الوضع فانتخابات مبكرة وإذا لم تكن هناك انتخابات مبكرة فسننتظر سنتين، وهذا المشهد رسم عليه علامة استفهام كبيرة، يعني هل يستطيع لبنان الانتظار سنة أو سنتين حتى يتم حل المشاكل عن طريق انتخابات نيابية عادية؟
السيد..: لا يزال الحل هو إجراء انتخابات نيابية مبكرة. وأما مسألة الاستفتاء التي طرحتها، فالهدف منها زيادة عدد الخيارات أمام فريق السلطة، حتى إذا احتج بعدم وجود نص دستوري في هذا الشأن في لبنان فلا مانع من أن نجعله عرفا ونجعل له نصا دستوريا إذا كان هذا سيؤدي إلى حل المشاكل. وفريق السلطة كان يعدل الدستور عندما تصل البلاد إلى مأزق. ومع هذا فأنا غير مصر على إجراء استفتاء، وأدعو إلى انتخابات نيابية مبكرة، فقد طرحت خيارين. وحتى عندما سألوني إن كنت أقبل بإجراء استفتاء على سلاح المقاومة، فإنني أريد أن أذكرهم أنه عندما اتخذ القرار 1559، فقد دعوت إلى إجراء استفتاء على القرار 1559 وكان ذلك أصعب من الاستفتاء على سلاح المقاومة، لأنه في القرار 1559 كان هناك انسحاب القوات السورية وسلاح والمقاومة السلاح الفلسطيني، واليوم في لبنان فإن الاستفتاء على هذه الأمور الثلاثة أصعب من الاستفتاء على سلاح المقاومة فقط، ففي لبنان يوجد من يقبل ببقاء سلاح المقاومة ولكنهم لا يقبلون ببقاء القوات السورية أو السلاح الفلسطيني. وأنا دعوت إلى الاستفتاء في تلك المرحلة التي تعتبر أصعب وأخطر من الوضع الحالي.
وعندما نتحدث عن موضوع الاستفتاء اليوم فإنني أقول اننا نثق بشعبنا وبوعيه وفهمه وإدراكه للمصلحة، وإذاً، فلنعتمد هذه الآلية ونبحث عن القضايا الوطنية الرئيسية الأساسية التي هي مثار نزاع حاد في لبنان مهما كان عددها، إذا كان هذا الطرح جدّي، ثم نعين لجنة تضع مجموعة من الأسئلة ونعرضها على الاستفتاء، وليكن بينها المقاومة وسلاح المقاومة، فليس لدينا أي اعتراض على هذا. ونحن مستعدون للالتزام بنتيجة الاستفتاء مهما كانت النتيجة. لكنهم رفضوا مبدأ الاستفتاء ولذلك وضعناه جانبا، وأما بالنسبة للانتخابات النيابية المبكرة فلا يوجد من يدعمها.
إن الأعراف الديمقراطية في العالم اليوم وكمثال أوكرانيا عندما وصلت إلى مأزق، مظاهرات من الجانبين ونزاع بين الحكومة والرئاسة مثل لبنان تماما، ولأنه يوجد لديهم حكماء فقد اتفقوا في نهاية المطاف على إجراء انتخابات نيابية مبكرة. فالمخرج الطبيعي ولعله الوحيد في كل الدول الديمقراطية هو انتخابات نيابية مبكرة. والمخرج في تركيا أيضا انتخابات نيابية مبكرة، وحتى في كيان العدو المشوه فإنه عندما تتصاعد حركة الاحتجاج الإعلامية والسياسية والشعبية ، فسيصل أولمرت إلى نقطة إما أن يستقيل عندها أو يتم إجراء انتخابات نيابية مبكرة.
العالم: سماحة السيد، إذا لم يحصل انتخابات مبكرة على المستوى النيابي وأفق الحوار مسدود وليس هناك إمكان للتوافق على رئيس بين الموالاة والمعارضة وليس هناك توافق على تشكيل حكومة وحدة وطنية، إذن، ماذا سيحدث وإلى أيبن نحن سائرون، وماهي البدائل الموجودة لدى المعارضة؟
السيد..: أعتقد أن هناك فرصة وهي الاستحقاق الرئاسي فهي لا تزال موجودة أمامنا كلبنانيين، وإذا استطعنا التعامل مع هذا المسألة، فمن الممكن أن يؤدي إلى فتح باب الحل السياسي دون الحاجة إلى الانتظار لمدة سنتين. وفي كل الأحوال فنحن نقول أن العودة إلى الشعب والانتخابات المبكرة والاستحقاق الرئاسي هو باب للمعالجة بإمكانه فتح آفاق. وإذا لم يحدث هذا فإن المعارضة لا تقول أنها ستسكت، فهي مستمرة في نشاطها وحيويتها وخطابها السياسي وتحركها الشعبي واعتصامها ما زال قائما. وهي ملتزمة بعدم القيام بأي شيء يؤدي إلى حرب أهلية. وهذا ما قصدته عندما قلت أننا سننتظر سنتين. فإذا وصلنا إلى حد يجب عنده أن نقوم بشيء يؤدي إلى حرب أهلية أو ننتظر سنتين فسننتظر، فنحن لا نريد إحراق بلادنا.
العالم: ولكن هذه السنتين يمكن أن تؤدي إلى كثير من المشاكل والذي حصل مع الزيادين (زياد قبلان وزياد غندور) أثار الكثير من المخاوف.
السيد..: حادثة الزيادين حادثة خطيرة جدا ومدانة بشدة وقد أدناها منذ اللحظة الأولى كما أنني أرسلت وفدا لتقديم التعازي إلى أهالي الشهداء، وقد كان حادثا مؤلما وضع البلاد على مفترق خطير استطعنا تجاوزه كما تجاوزنا في السابق أحداث جامعة بيروت العربية حيث سقط عدد من الشهداء.
اليوم بالوعي والحرص وإذا قامت الدولة بتحمل المسؤولية بشكل حقيقي، ففي هذه الحادثة قال حزب الله وأمل والمرجعيات الدينية الشيعية والقوى السياسية المختلفة معارضة وموالاة: لا غطاء للقتلة ولا حماية لهم بل إدانة لجريمتهم، وقلنا فتشوا عنهم وأينما وجدتموهم داهموهم واعتقلوهم وحاسبوهم. وهكذا نكون قد تصرفنا جميعا بحكمة وهذا يشكل ضمانة، ولكن عندما وقعت حادثة جامعة بيروت العربية فإن الذين قاموا بإطلاق النار معروفين وقد عرضتهم شاشات التلفزيون، ولكن تمت حمايتهم وإخفائهم وكان مكان تواجد بعضهم معروفا في مرحلة من المراحل، ووقتها قلنا يجب أن نحتكم إلى القضاء. اليوم، الخلاف السياسي لا يؤدي إلى حرب أهلية، لكن عدم جدية القضاء والأجهزة الأمنية في علاج هذا النوع من الجرائم سيترك الموضوع مقلقا.
وفي هذه المناسبة لأنه وقع بعض الظلم على هذه العائلة يجب أن أقول أن عائلة شمص مثل بقية العوائل اللبنانية عائلة شريفة كريمة فيها علماء دين، فيها نخب سياسية وثقافية، وفيها شهداء وكوادر في المقاومة، وهذه العائلة سارعت إلى إدانة الجريمة وهي لا تحمي أحد ولا تدافع عن أحد ولا تقبل بهذه الجريمة ولا بهذا المنطق، إذن، عندما نتعامل مع جريمة الزيادين مثل أي جريمة سبقت أو أي جريمة لحقت ونتابعها بجدية، نرى أن هناك قتلة غير معروفين يجب أن نفتش عنهم، وإذا كان هناك أدلة على أي قتلة يجب أن نتابع الموضوع بكل جدية وإذا كان هناك من يغطي عليهم يجب أن نكشفه ونحاسبه ونواجهه، أنا أعتقد أنه يوجد اليوم حصانة كبيرة في الوضع الداخلي اللبناني يمنع هذا الخطر، ولكنني لا أستطيع أن أجزم أن هذا الخطر غير موجود أو غير قائم، فالاميركان إذا أحسوا أن مشروعهم انتهى ولم يعد لهم أمل في لبنان فمن الممكن أن يأخذوها إلى الفوضى البناءة وهذا مشروعهم، والاسرائيليين أيضا هذا مشروعهم الدائم ومن اهم المشاريع الاسرائيلية لمواجهة حزب الله هو جره إلى قتال داخلي، وهذا الخطر قائم ولذلك لا يجوز أن نقوم بعمل نحن او غيرنا قد يؤدي إلى زضع لبنان على حافة حرب أهلية.
العالم: سماحة السيد، أنت كنت حذرت سابقا من فتنة سنية شيعية وقلت في أحاديث علنية وأحاديث خاصة أيضا بأن هذه الفتنة هي إحدى الأهداف للمشروع الاميركي الاسرائيلي في لبنان، الآن هل ترى أن هذه الفتنة فعلا تجد لها أرضية في لبنان، كيف تصف الواقع الآن، على المستوى الشعبي بين السنة والشيعة في لبنان، وآسف لطرح هذا السؤال فهو واقع.
السيد..: عندما كنت أتحدث عن حرب أهلية أو فتنة، كنت أستبعد هذا وأقول: هم يريدون ذلك، لكن هل نحن في لبنان، القوى السياسية التيارات السياسية، الطوائف اللبنانية نريد هذا؟ اللبنانيون لا يريدون هذا ولا يريدون هذا الاتجاه أساسا، هناك إجماع شعبي لبناني في الحد الأدنى على رفض أي فتنة مذهبية أو حرب أهلية، أو أي نوع من أنواع الاقتتال الداخلي. المتهم هنا هو الامريكي والاسرائيلي وبعض القيادات التي يحلو لها أن تأخذ الأمور في هذا الاتجاه، أنا كنت أقول دائما أنه في لبنان لا وجود لفتنة سنية شيعية، لأنه لا يوجد عند الشيعة أو السنة توجه في هذا الاتجاه، وهناك إرادة حاسمة وصارمة، لدى القيادات السنية والقيادات الشيعية بأن لا يكون هناك أي شكل من أشكال الفتنة في لبنان، وأكثر من ذلك لا فتنة طائفية في لبنان، وعلى كل الأحوال، الآخرون سيعملون لخلق هذه الفتنة وأنا واثق إن شاء الله أن اللبنانيين سيعملون لقطع الطريق عليهم.
العالم: هناك الكثير من المعلومات والتقارير تقول أن تنظيم القاعدة بات له وجود في لبنان وبأن هذا التنظيم يمكن ان يقوم بعمليات على غرار ما يحدث في العراق. بحسب معلوماتك، هل هناك فعلا تنظيم قاعدة في لبنان؟
السيد..: ليس لدينا معلومات خاصة في هذا المجال، هناك معلومات الأجهزة الامنية اللبنانية، تحدثت عن شبكات من هذا النوع تم توقيف بعض المجموعات بتهمة الانتساب إلى تنظيم القاعدة، ليس لدي معلومات خاصة لأن هذا ليس جزءا من الاهتمام الأمني الذي يتابعه حزب الله.
العالم: سأعود إلى الاتصال الهاتفي الذي حصل بين سماحتك والنائب وليد جنبلاط بعد حادث الزيادين كما اصطلح عليه هنا في لبنان، هل فعلا تم الاتصال؟
السيد..: لم يتم الاتصال، وفيما بعد وضح أحد المعنيين أنه لم يتم هذا الاتصال، وأساسا أنا منذ فترة وبسبب الظروف الامنية لا اتصل هاتفيا ولا أتلقى اتصالات هاتفية، وإما أنني ألتقي بالقيادات السياسية مباشرة أو أتواصل معها من خلال رسل ومندوبين، كان هناك استثناءات لكن في الآونة الأخيرة هناك تشدد صارم في هذا الأمر.
العالم: أنتم متهمون من جانب إسرائيل بأنكم تلقيتم معلومات من عزمي بشارة، وربما ساهم هذا في الفشل الاسرائيلي في لبنان. ما هي رؤيتك للموقف؟
السيد..: رأيي كرأي الكثيرين وهو أن كيان العدو ضاق ذرعا بالسيد الدكتور عزمي بشارة، فلفقوا له هذه الاتهامات.
وأود من خلال من منبركم أن أنفي بشكل جازم وقاطع التي سيقت للدكتور عزمي بشارة حول تزويده لحزب الله بمعلومات أو صلته به، وكل ما قالوه عار عن الصحة وليس له أساس على الإطلاق، فالدكتور عزمي بشارة رجل معروف وإنسان مفكر ومناضل وصاحب قضية، ويقول أفكاره وقناعاته بجراة معروفة أيضا، وهو يطل في وسائل الإعلام بشكل متكرر ويوقل ما عنده بوضوح وهم يحاسبونه على آرائه السياسية.
ولقد كان للدكتور عزمي بشارة في زمن الحرب إطلالات إعلامية وادان الحرب على لبنان وعبر عن تعاطفه مع الشعب اللبناني، وأظن أنهم يحاسبونه على موقفه بشكل أساسي وعلى مجمل الخط السياسي الذي ينتهجه، أما أن يتم تحويل الدكتور عزمي بشارة إلى مخبر فليس هذا سياقه وليس شخصيته من جهة , ولا ثانيا هو ينفعنا في هذا المجال , لان حزب الله يريد معلومات ميدانية عن مواقع سقوط الصواريخ مثلا , والدكتور بشارة لا ينفعنا في هذه الامور التي نحتاجها . بكل الاحوال لا شخصيته شخصية مخبر ولا يصح تحويل شخصيته الى مخبر , وبكل الاحوال هذا ظلم كبير يلحق بالرجل لتصفية حسابات معروفة , اما كل ما ذكر عن العلاقة بحزب الله وتزويد حزب الله بمعلومات , هذا غير صحيح على الاطلاق , حتى انا قرأت ان الدكتور عزمي قد بعث الى حزب الله – ان انتبهوا هناك نية اسرائيلية لاغتيال الامين العام لحزب الله – ما هذا الكلام السخيف . هم من بداية الحرب اتوا دمروا بيتنا ومكتبنا وبيوت المسؤولين ومكاتبنا كلها وحيث كانوا يحتملون ان اكون انا موجود , كانوا يرسلوا طائراتهم وخلال اقل من دقيقة كانت تلقي 23 طنا , يعني هل يوجد عاقل في الدنيا لا يعرف ان اسرائيل كانت تسعى اثناء الحرب الى قتلي , حتى نحتاج نحن الى الدكتور عزمي بشارة ليخبرنا بذلك فناخذ الحيطة والحذر , هذا شيء غير منطقي وما يقال حول هذه المسالة غير منطقي ايضا .
العالم: موضوع الجنوب اللبناني سماحة السيد طبعا وبعد ثمانية اشهر على حرب تموز , هناك جدل سياسي في الداخل اللبناني عن جدوى المقاومة وسلاح المقاومة وماشابه ذلك , الان عمليات المقاومة مجمدة , هناك قوات دولية اليونيفيل والجيش اللبناني على الحدود ولكن رغم ذلك هناك خروقات اسرائيلية , اليوم واقع المقاومة , كيف يمكن لسماحة السيد حسن ان يصف واقع المقاومة اليوم , هل يمكن القول بانها موجودة لديها جهوزية ولكن مجمدة العمل لاسباب ؟
السيد..: انظر, المقاومة منذ عام 2000 الى 2006 ( الثاني عشر من تموز ) , ما كانت سياستنا واستراتيجيتنا , بغض النظر عن الاتهامات التي وجهت الينا انظر الى سلوك المقاومة , لان هناك بعض الناس يحاسبون المقاومة على النوايا لماذا لا يحاسبوننا على سلوكنا في تلك الفترة .
من 2000 الى 2006 نحن كنا موجودين على الحدود , كنا نقول : مهمتنا وظيفتنا ومسؤوليتنا ان نمنع اي اعتداء اسرائيلي على اراضينا , ولذلك عندما كانت تدخل دبابة او جرافة اوجنود اسرائيليين , كنا نشتبك معهم واحيانا ندمر اويهربون . طيب , في خرق جوي لم يكن لدينا الامكانية لمواجهته , وفي مزارع شبعا التي مساحتها مساحة صغيرة جدا , كنا نعمل فيها بين الحين والاخر عملية نسميها عملية تذكيرية , يعني نحن في الحقيقة حتى بعد ال 2000 , للذين يطالبون الان بالمساعي الدبلوماسية , نحن اعطيناهم فرصة طويلة 6 سنوات , ولا زلنا الى الان مانحينهم هذه الفرصة ان اذهبوا حرروا مزارع شبعا بدبلوماسيتكم , نحن لم يكن لدينا مقاومة يومية وحثيثة لتحرير مزارع شبعا , طبعا نحن قلنا تقديرا للظروف اللبنانية والوضع اللبناني وكذا ... وكذا .. وكذا ... , نحن نقوم بعمليات تذكيرية , ولا اقول هذا الكلام لاول مرة , عظيم ... وكان عندنا موضوع اسمه موضوع الاسرى , وهذا الموضوع يؤثر علينا . في الحقيقة ...
العالم: سماحة السيد تحدثنا عن مجمل الامور المتعلقة بالوضع الداخلي بوضع الجنوب، وضع المقاومة، الآن بعد 8 اشهر على حرب تموز التي تركت الكثير من الدمار كان هناك مشاريع للاعمار، اين اصبحت هذه المشاريع، خاصة انكم وجهتم انتقادات في المدة الاخيرة لاداء الحكومة فيما يتعلق باعادة الاعمار.
السيد: في جزء من المشاريع قام على عهدة قوى شعبية ومحلية من جملتها حزب الله بالتعاون مع قوى اخرى، الشيء الذي قمنا به نحن، هو اننا اعطينا في المرحلة الاولى الاولوية للترميم، يعني اذا كان هناك بيت مهدوم بشكل جزئي وما شابه ذلك، في هذه الحالة يمكن تقديم مساعدة، ويقوم صاحب البيت بترميم المنزل خلال اسبوع اسبوعبن شهر او شهرين، ويعود الى المنزل، الآن مرحلة الترميم بنسبة كبيرة انجزت خلال الاشهر الماضية، وحتى في الضاحية الجنوبية دفعنا اموال لاصحاب البيوت لترميمها، اما الاقسام المشتركة فقد تعهدنا من خلال مؤسسة جهاد البناء بترميمها والعمل جاري على هذا الصعيد. هذا بالنسبة للبيوت المهدمة جزئيا وقد انجز تقريبا بشكل عام.
العالم: هذا في الضاحية وفي الجنوب؟
السيد: في كل المناطق باستثناء البلدات الاربع التي تولتها دولة قطر مشكورة وهي (بنت جبيل، عيناثا، عيتا الشعب، الخيام)، في هذه البلدات قام القطريون بالدفع للناس من اجل ترميم بيوتهم، وهذه كانت سياسة صحيحة، بينما المناطق التي تولتها دول اخرى واعطت المال للحكومة حتى الآن لم يدفع بدل الترميم لاصحاب البيوت المهدمة في القرى الاخرى، فمثلا عندما يقولون ان المملكة العربية السعودية تبنت كذا قرية، او الدولة الفلانية تبنت كذا قرية، هذا كله كلام على الورق، فالسعودية دفعت المال للحكومة اللبنانية، لكن هل قامت الحكومة اللبنانية بدفع هذه الاموال لاصحاب البيوت المتضررة والمهدمة، وهذه المشكلة الآن مطروحة بقوة في البلد.
الامر الآخر المتعلق في المؤسسات العامة، جسور طرقات مدارس كنائس مساجد والى آخره، هذا الجانب تكفلت به عموما عدد من الدول، الجمهورية الاسلامية تكفلت بحزء، الامارات تكفلت بجزء، دول عربية اخرى تكفلت بجزء، وانا اعتذر عن ذكر الاسماء كي لا انسى احد، هذا الجزء تحت التنفيذ ، وهنا يمكن مناقشة حتى التسهيلات التي كانت تقدمها الحكومة اللبنانية لهذه لدول العربية والاسلامية والاجنبية التي جاءت لمساعدة لبنان، هذا الامر ايضا يوجد عليه ملاحظات بشكل منصف، لكن هذا الجزء قيد الانجاز، جزء منه انجز وجزء آخر على طريق الانجاز.
الملف الثالث هو الخسائر الزراعية اعني الخسائر المباشرة وخسائر المؤسسات التجارية والصناعية والى آخره، طبعا في ملف المؤسسات التجارية والصناعية نحن من قبل حزب الله قدمنا مساهمة لأن المبالغ كبيرة جدا، وما زلنا نسعى ان نتمكن من تحسين وضع هذه المؤسسات والتعويض عليها بشكل افضل، والآن هناك كلام مع الاخوة في الجمهورية الاسلامية في ايران لكي يقوموا بتبني عدد من الملفات غير موضوع الاعمار، مثل موضوع المزارعين، الخسائر الزراعية، وملفات مشابهة وهذا بالتاكيد سيساعد الناس على تحسن اوضاعهم، لكن كل هذه الملفات لم نتركها ، وسوف نبقى نسعى اما بامكاناتنا الذاتية واما من خلال صداقاتنا كي ننهي هذا الموضوع.
اما الملف الاهم والاكبر والاخطر هو البيوت المدمرة نهائيا وكليا.. حصلت انتقادات شديدة في الاونة الاخيرة وخصوصا من نواب الجنوب ومن مختلف نواب الجنوب ، كتلة الوفاء للمقاومة ايضا كانت شديدة في هذا الموضوع، الرئيس فؤاد السنيورة وبمعزل عن شرعية حكومته، يوم الاثنين يريد شرح هذه المسألة، وانا اتمنى ان يشرح بالارقام، واتمنى ان تراقب الناس الارقام، يعني قل لي كم بيت بحاجة الى ترميم وكم بيت مهدم وانت بعد مضي اكثر من 8 اشهر بماذا ساعدت، انت كحكومة لبنانية ماذا فعلت والاموال موجودة عندك، يعني الدول العربية التي وعدت بمساعدة لبنان وفت بوعدها ودفعت الاموال للحكومة اللبنانية، هم يحتفظون بهذه الاموال ويقومون بالتعاطي مع ملف الاعمار بطريقة سياسية، وإلا بعد 8 اشهر يوجد اناس لم يدفع لهم بدل ترميم، ولولا ان حزب الله قام بالتعاون مع حركة أمل وقوى اخرى، بالدفع لهم لترميم بيوتهم لكانوا بقيوا لحد الآن في الشارع، الدولة لم تدفع حتى بدل ترميم للاعم الاغلب من البيوت، دفعت لجزء بسيط، نحن في هذا الموضوع سياستنا او خطتنا باعتبار اننا سنصل الى موضوع الضاحية ، قلنا من اليوم الاول اننا في الجنوب والبقاع والمناطق المختلفة نعتمد سياسة وفي الضاحية نعتمد سياسة اخرى.
في الجنوب والبقاع والمنطق المختلفة على اعتبار ان البيوت غالبا هي عبارة عن بيت من طابق او طابقين، واذا كانت مؤلفة من طابقين او اكثر فهي غالبا ان الاب واولاده قاموا ببنائها لذلك يوجد وضع عائلي. بدل ان اقوم بوضع مؤسسة للبناء اقوم باعطاء المال للناس لكي يقوموا بالبناء كما يشاؤون، لانه لن يحصل خلاف بين الاب وابنائه، وقليلة جدا المباني التي تتالف من 10 طوابق او 5 طوابق مثلا وما شابه وتضم سكان متنوعين.
هنا كان قرارنا انه بعد ان اعلنت الدولة انها ستقوم بدفع تعويضات، وهذا تم بعد مساعي كبيرة، وللانصاف فإن دولة الرئيس بري قام بدور اساسي في هذا المجال، اذا الدولة اللبنانية قالت انها ستدفع هذا المبلغ الفلاني تعويضا عن كل بيت وكل وحدة سكنية ، نحن ماذا قلنا على اعتبار اننا وعدنا الناس، قلنا انتم تاخذون هذا المبلغ الذي وعدت به الدولة، واذا بقي لاعادة بيتكم كما كان فارق في المال والتكلفة نحن ندفع هذا الفارق، لاننا قدمنا التزاما ان البيوت يجب ان تعود كما كانت او افضل مما كانت، فنحن نكمل ما لا تدفعه الدولة في اعادة اعمار المنازل، وهذه سياستنا في البقاع والجنوب والمناطق المختلفة، يعني في هذه المناطق لن نقوم ببناء البيوت، الناس يأخذون المساعدة المقررة من الدولة واذا بقي نقص للتكلفة وفي اغلب الاحيان سيبقى، نحن نقوم بدفع الفارق.
بالنسبة لموضوع الضاحية الجنوبية، هنا لنتكلم عن مشروع وعد قليلا، في الضاحية الجنوبية يوجد مبان كثيرة، واصلا كلها مبان، لذا قمنا بجمع الناس، وفي الحقيقة انا جمعت الناس وتكلمت معهم، في لقاء كبير حضره حوالى 3 او 4 الاف شخص، بدون حضور وسائل الاعلام لاننا لم نكن نعمل للموضوع للاعلام، كنا نعالج موضوعا جديا داخليا، لنرَ ما الفكرة او التصور لمعالجة الموضوع، بالطبع قبل اللقاء كان هناك مجموعة افكار يتم تداولها، وبشكل اساسي بين حزب الله وحركة أمل باعتبار ان لهما خصوصية في موضوع الضاحية، وحصل بيني وبين الرئيس نبيه بري نقاش مطول في هذا الامر، وفي ذاك الوقت اعتقد اننا لم نكن قد انسحبنا من الحكومة على ما اذكر، وايضا حصل تداول وتم تشكيل لجنة من قبل الرئيس السنيورة، ونحن قمنا بارسال مندوبين، يعني كان هناك مندوب من حركة أمل ومندوب من حزب الله، وتم طرح مجموعة من الافكار، البعض طرحوا فكرة اقامة شركة عقارية في هذه المنطقة المدمرة ولكننا رفضنا هذه الامر، وطرحت العديد من الافكار على هذه الشاكلة، وصلنا الى نتيجة ان هذا الموضوع معقد اولا، وثانيا ان المناطق المهدمة هي مناطق مخططة ومنظمة وليست كمنطقة اليسار، يعني لا يوجد اعتداء على المشاعات وهي منطقة منظمة ومخططة وفيها رخص بناء، وكل شيء فيها مرتب. اذا انتم تدفعون تعويضات للناس، بعض الناس قد يبيعون سند الملكية وينتقلون الى مكان آخر، والبعض الآخر قد يقوم بالبناء، اذن اتركوا الحرية للناس، واُتخِذ هذا القرار، وفي ذلك الوقت انصافا فان الرئيس السنيورة تجاوب مع هذا الطرح، واتفقنا ان يبدأ الدفع للناس، كان القرار انه في الجنوب والبقاع الغربي يدفع مجلس الجنوب، وفي بقية المناطق اللبنانبة تدفع وزارة المهجرين، هنا اصبح على الدولة ان تدفع للناس، وعلى اقساط ، نحن جمعنا اهل الضاحية اصحاب البيوت المهدمة وقلنا لهم يوجد امامكم خياران، واذا كان لديكم خيار ثالث ليس لدينا اي مشكلة، لكن يوجد خياران معقولان وواقعيان امامكم ولو كان لديكم خيار ثالث فلا اشكال من جانبنا، الخيار الاول هو ان تاخذوا المساعدة من الدولة ونحن نعطيكم الفارق. واهل كل بناية يعملون لجنة ويبنون بنايتهم ، هذا خيار، وان قلتم في هذا اللقاء نحن نفضل هذا الخيار لانه اهون علينا، ساقيّم البناية وكم الدولة دفعت وكم يبقى الفارق وانا ادفع الفارق واكون قد وفيت بوعدي ، الخيار الثاني هو ان تكلفونا نحن ونعمل مؤسسة وتفوضوننا قانونيا وتعطوننا المبلغ الذي تعطيكم اياه الدولة ونحن نضيف مبلغ اضافي من عندنا وهذه المؤسسة تعيد البناء من جديد وممكن تعمل مواصفات جديدة.. والخيار لكم.. وللاسف بعض الاصوات قالت ان حزب الله يمنع الناس في الضاحية الجنوبية من اعادة بناء منازلها ويفرض عليها خيارات.. فكم هذا البلد عجيب... وفي كل الاحوال نحن اعطينا حرية الاختيار للناس وفترة زمنية، اغلب السكان فضلوا الخيار الثاني. وخلال الفترة الماضية نحن اشتغلنا بالتفويضات القانونية وانتهينا من هذه المرحلة والابنية التي صارت على (مؤسسة وعد) التي هي تبنيها فقد انهينا الدروس التفصيلية والهندسية واشتغلنا كل ذلك بعيد عن الاعلام.. الآن دخلنا في مرحلة التلزيمات يعني الفكرة هي: إن المؤسسة سوف تعرض للناس بتفويض من الناس بأنهم هم المعنيون ان يعمروا ، نحن اخذنا تفويضا من الناس لهذه المؤسسة التي سوف تعرض مربعات معينة على شركات كبرى ضمن مواصفات فنية مهمة جدا وتعمل مناقصة بين الشركات وتتفق مع الشركات تلزم وتدفع وتشرف على عمل هذه الشركات ومن المفترض ان هذا الموضوع الآن يبدأ وتقديرنا لآخر ايار او بداية الشهر المقبل ان تكون التلزيمات لكل المربعات السكانية في الضاحية الجنوبية قد تم تلزيمها للشركات وبدء البناء ونحن اولا واخيرا نبذل جهد لخدمة الناس ، الادارة علينا والتعب علينا والملاحقة القانونية علينا التلزيم مع الشركات والاشراف عليها وقالت الناس هذا التلزيم لكم ونحن نثق بكم وبعد سنة او اقل او اكثر لا اعرف بالضبط سوف يستلمون شققهم بافضل مما كانت حسب المواصفات التي اتفقنا عليها.. وبالمقابل وفي القانون اللبناني لو عندي شقة مهدمة فانا اعطيك توكيل وانت تذهب وتقدم طلب الى وزارة المهجرين وتقبض ، وهذه الحكومة اللاشرعية العزيزة الغالية المحترمة الانسانية العاطفية عطلت هذا الموضوع وحسب التدبير الذي عملته أنا لو ان لي شقة (والحمد لله ليس لي شقة ولا املك شقة والشقة التي اسكن فيها تعود ملكيتها للحزب) ولكن افترض ان لي شقة واخوان اخرين لديهم شقة، فيجب علي الذهاب شخصيا الى وزارة المهجرين اقدم الطلب واقبض المبلغ وغير مسموح لي بتوكيل احد وهذا خلاف القانون ، هم عملوا ذلك فقط للاعاقة واقول ان هؤلاء الناس عندهم اموال والامكانيات وباستطاعتهم ان يساعدوا الناس وقادرين على ان يخففوا من معاناة الناس ومأساتهم لكنهم لا يساعدون الناس، ولو جاء احد وقال انا اريد ان اكون في خدمتكم انا اريد ان اسهل عليكم واريد ان اخفف عليكم، فإنهم يعيقون عمله .
العالم: ربما تقول الحكومة هذه مسألة قانونية كي لا تحصل عمليات تزوير او استغلال لجمع الاموال من بعض الناس .
السيد...: عمل الوكالة عمل قانوني وكان هذا من قبل والوكيل يذهب ويقبض، وعملوا التدبير فقط ....
الوكلاء عن الناس الذين هم نحن ، نذهب ونقبض الاموال ( التعويضات عن خسائر الحرب )عنهم ، والدولة تطالب اصحاب البيوت ان يذهبوا بانفسهم لياخذوا هذه التعويضات . الآن ما الذي يحصل ؟ الذين فوضونا رسميا وقانونيا من الناس باستلام التعويضات عنهم يذهبون لاستلام التعويضات بانفسهم حسب طلب السلطة - وطبعا قليلون جدا هم الذين استطاعوا ان يحصلوا على تعويضاتهم – ثم يأتون ويسلمون ما قبضوه من تعويضات الى مؤسسة وعد ، كل ما في الامر إنهم يريدون تعذيب الناس بهذه الطريقة.
في كل الاحوال ، هذا المشروع انطلق انشاء الله وسيعلن عنه بشكل رسمي وبحاجة الى تعاون الجميع واحتضان الجميع ، واتمنى ان الدولة اللبنانية بمعزل عن شرعية الحكومة او عدم شرعيتها ، التي استلمت المال والمساعدات والتي تملك هذه الاموال والتزمت واخذت قرار ان تقدم مساعدة محددة لاصحاب البيوت المدمرة ، ان تفي بوعدها لهؤلاء الناس.
وفي كل الاحوال ، نحن لسنا منتظرين ذلك ، نحن انهينا الجزء القانوني وانهينا الدراسات التفصيلية وسنبدأ بالتلزيم ، واعرف ان هذا قرار كبير وجرىء وخطير ولكن نحن مضطرون ان نبدأ لانه لا يجوز ان ينتظر الناس اكثر مما انتظروا.
العالم: الشركات التي ستقوم او ستلزم بعملية البناء ، هل هي شركات محلية فقط ام هي شركات عربية اجنبية ...؟
السيد...: متنوعة ، لقد قامت اللجنة المعنية والمشرفة من قبلنا بوضع نقاط ومواصفات ، ووضعت مجموعة الشروط ، أي شركة تفي بهذه الشروط وتبرز قدرتها على القيام بهذه المهمة – وعادة تكون شركات كبيرة – ليس لدينا أي مشكلة بالتعاون معها اكانت عربية ام اجنبية ، المهم بالنسبة لدينا هو النتيجة.
العالم: لقد قلتم انه قرار سياسي عدم الافراج عن المساعدات الموجودة في خزينة الدولة ، يعني هل هذا اداء يعاقب المعارضة ام يعاقب طائفة ، لماذا تحجب الاموال الدولة ؟؟
السيد...: قرار المعاقبة هذا حاصل منذ زمن الحرب ولم نكن حينها معارضة ، وكنا لا زلنا داخل الحكومة ولم ننسحب منها ، واتخذ القرار حينها بمعاقبتنا ، والدليل على ذلك انه بعد عشرة ايام من انتهاء الحرب سمحت السلطة لاول جرافة من جرافاتها بدخول الضاحية الجنوبية ، وبالطبع بعد ما صدرت صرخات ومناشدات من قبل الناس المنكوبة . نعم لقد كان هناك قرار واضح بالمعاقبة ، ويمكننا الآن ايضا ان نلاحظ ذلك ، لأنه لا يمكن لاحد ان يفهم انه بعد مضي اكثر من ثمانية اشهر على انتهاء الحرب ، هذا الموضوع باتجاه مساعدة الناس لم يحرك بعد إلا ما قل وندر ، وبكل الاحوال سنرى يوم الاثنين ارقام المتضررين الذين سيتحدث عنهم السنيورة.
انا رأيي ، هم يعاقبون الناس - بكل جرأة اقول واعرف ان اتهامي هذا ليس سهلا وانا حاضر في يوم من الايام ان اقسم على ذلك – هم يعاقبون الناس على خيارها السياسي . هذا اداء سياسي ثأري انتقامي ، لأن كل مشروعهم الذي بنوه على اساس نتائج حرب تموز فشل تماما ، وهم على كل حال لم يكونوا سعداء بالنصر ولم يعترفوا به ، وحتى الامس عندما وقفوا ليتحدثوا ان لبنان عطل اهداف العدوان ! .... جيد نسال هنا كيف عطل لبنان اهداف العدوان ؟ حسب رأيهم بالمؤتمرات وبالخطابات وبالمسعى السياسي عطلوا العدوان ، واستحوا ان يذكروا كلمة مقاومة او شهداء او مجاهدين او صامدين ، ولا يتجرأون على التحدث بهذه الكلمات ايضا.
( اسرائيل نفسها تقول: نحن كان العالم كله معنا ، والذي جعلنا نفشل في تحقيق اهدافنا بكل صراحة ووضوح تقرير فينوغراد يقول هي قدرة حزب الله وتخطيطه وانشاءاته وجهوزيته ومقاتليه و....... ) ، العدو يعترف بنصرك عليه ، وهنا في لبنان يقف رئيس الحكومة اللاشرعي ويذكر كل شيء إلا المقاومة – طبعا كلمة النصر صعبة عليهم – ويقول منعنا العدو من تحقيق اهدافه ، ونحن نقول له انه لو كانت المؤتمرات تستطيع منع أي عدوان من تحقيق اهدافه كان العرب انتصروا منذ زمن طويل.
العالم: ماذا عن موضوع التعيينات ، والعمل باطار تحجيم طائفة معينة او مذهب معين في المسائل المتعلقة باداء الحكومة ، سمعنا كلام كثير عن هذا الموضوع في لبنان ، هل انت في جو هذا الكلام ، هل تؤيد هذا الكلام ؟؟
السيد...: انظر ، لا اريد ان اتحدث بلغة طائفة فقط ، اليوم المعارضة الوطنية اللبنانية تمثل اكثر من نصف الشعب اللبناني ، ويتم عزل اكثر من نصف الشعب اللبناني عن شؤون الادارة والسلطة ، وليس فقط طائفة ، نعم من الممكن ان تكون هناك طائفة معينة في هذا الموضوع اكثر تضررا من غيرها ، انا هنا اريد ان اوضح شيئا: إن هذا الفريق عندما خرجنا من الحكومة وبناءا على مقدمة الدستور ومطالعات دستورية ان الحكومة في هذه الوضعية التي استجدت باتت فاقدة للدستورية والشرعية ، هم اصروا على اكمال الطريق بهذه الطريقة الغير شرعية ، واليوم نحن لا نستطيع ان نسلم البلد لهذه المجموعة الحاكمة ونعترف لهم بشرعيتهم ودستوريتهم وقانونيتهم ونقبل معهم ما يريدون وما يشاؤون ليديروا البلد بطريقتهم ، الانتظار سنتين بالنسبة لنا اقل سوءا وضررا على لبنان من التسليم بحكومة هؤلاء وبحكم هؤلاء للبلد ، لانهم اذا حكموا البلد على طريقتهم وسلمنا لهم بكل ما يقومون به ، طبعا نحن نعتبر من اليوم الذي خرجنا فيه من الحكومة وبالاعتبار الدستوري لان لبنان وكما يعلم الجميع بلد طائفي ، والقانون يعتبر الحكومة ساقطة دستوريا اذا اخرجت اي طائفة وزرائها من الحكومة ، ايا تكن الطائفة سنية ام شيعية ام .... اذن نحن نعتبر منذ يوم استقالة وزرائنا الى اليوم الى حين تشكيل حكومة وحدة وطنية ان كل القرارت التي اتخذت لاغية وغير قانونية وغير شرعية إ وأي تسوية سياسية جديدة او حكومة جديدة سيكون من شروطها ان كل قرارات هذه السلطة غير شرعية يجب اعادة صياغتها ودراستها مجددا في أي حكومة وحدة وطنية ، وكل هذه القرارات ليست لها أي قيمة من تعيين او عزل او صفقات او التزامات كل هذه الامور سنتعاطى معها على انها مسائل ومقررات غير قانونية.
لذلك انا انصحهم انه الاستمرار بهذه الطريقة هو هروب الى الامام ، وهذا لن يجدي نفعا ، انتم لن تستطيعوا ان تستاثروا ولن تستطيعوا ان تسيطروا على لبنان ، هذا حلم لن يتحقق ، لبنان لا مني، حتى لا يقولوا انني اريد انا احكم لبنان، ولا منكم، هذا لبنان يحكم بالشراكة، بالعزل لا يمكن ان تبنى دولة على الاطلاق، وكل يوم هم يثبتون لنا انهم ليسوا مؤهلين ولا كفوئين ولا لائقين ليبنوا دولة. ونحن عندما نقبل بهم كشركاء لأنه بالنهاية هم قوى لها طابع تمثيلي، طالما هم قوى لها طابع تمثيلي بمعزل عن تقييمنا لشخصهم وادائهم وسلوكهم لا بد من المشاركة.
العالم: سماحة السيد ما تبقى من دقائق قليلة قبل نهاية اللقاء، الافق الموجود الآن كما فهمت من هذا اللقاء انه ليس هناك افق ربما مفتوح على تسوية حقيقية، ربما لبنان مفتوح على كثير من الامور المعقدة التي تبدو في الافق موجودة وانت قرأت خلال اللقاء هذا الموضوع، لكن هل برايك ان مستقبل لبنان سيكون على شاكلة الصورة التي نحن عليها الآن، هل دخلنا في فعلا نحن في مأزق يؤدي الى ان يكون لبنان في وضع غير سليم فيما تبقى من ايام وشهور؟
السيد...: انا لست خائفا على المستقبل، في لبنان لن تكون حرب اهلية ان شاء الله، ولن تكون فتن مذهبية ولا طائفية ان شاء الله، واللبنانيون واعون ومستفيدون جدا من تجاربهم السابقة، المشروع الاميركي في المنطقة الى المزيد من الفشل، هناك بعض الناس بالتعبير اللبناني ارجلهم لم تكن على الارض، الآن ارجلهم ستصبح على الارض شيئا فشيئا، سيروا المتغيرات الدولية والاقليمية، التي لم ننتظرها في أي يوم من الايام، ولكنهم ينتظرونها، في كل الاحوال من الآن الى الانتخابات النيابية المقبلة، اذا في الموضوع الرئاسي فتح باب للحل، هذا يفتح باب، اذا تم القبول بانتخابات نيابية مبكرة هذا يفتح بابا للحل، اذا امكن مجددا عقد تسوية داخلية خلال حوار داخلي هذا يمكن ان يفتح بابا للحل، لكن لو افترضنا ان هذا كله لم يحصل، انا قلت في آخر خطاب (غمض عين فتح عين بيخلصوا السنتين)، بالنهاية سنصل الى انتخابات نيابية، والانتخابات النيابية المقبلة واضح الاتجاه الذي ستذهب اليه، ولان الاتجاه واضح فهم لا يملكون جرأة اردوغان، الانتخابات النيابية المقبلة واضح انها ستكون لمصلحة المعارضة ويومها عندما تصبح المعارضة اكثرية في مجلس النواب، نحن اول من سيطالبها بتشكيل حكومة وحدة وطنية.
الافق امامنا ليس مسدودا، الوضع الحالي يوجد فيه صعوبة، اما المستقبل فلا، الافق ليس مسدودا وبالنهاية نحن نقول ان الحل في الاحتكام الى الشعب، بعد سنتين سيتم الاحتكام الى الشعب.
العالم: اشكرك جدا سماحة السيد حسن نصرالله الامين العام لحزب الله، يعني لقاء مطول، نشكرك على اتاحة الفرصة لنا رغم الوقت الضيق ورغم الظروف التي تعيش فيها سماحة السيد، شكرا لك، وباسم قناة العالم نشكرك مجددا، شكرا لحسن المتابعة مشاهدينا الكرام، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.