كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله في أسبوع المقاومة الإسلامية وذكرى استشهاد الأمين العام السابق لحزب الله السيد عباس الموسوي والشيخ راغب حرب 16-2-2007
كلمة سماحة السيد حسن نصرالله في اسبوع المقاومة الإسلامية 16-2-2007
أحيا "حزب الله" أسبوع المقاومة الإسلامية وذكرى استشهاد الأمين العام السابق لحزب الله السيد عباس الموسوي والشيخ راغب حرب في مجمع سيد الشهداء في الرويس لمناسبة الذكرى السنوية لاستشهاد سيد شهداء المقاومة الإسلامية السيد عباس الموسوي وشيخ شهدائها الشيخ راغب حرب رضوان الله عليهما، أقام حزب الله احتفالا جماهيريا بالمناسبة في مجمع سيد الشهداء ـ الرويس الضاحية الجنوبية، وألقى الأمين العام للحزب سماحة السيد حسن نصر الله كلمة هذا نصها :
مجددا يجمعنا هذا اليوم وهذه الذكرى بعباءة العلماء القادة الشهداء، سيد شهداء المقاومة الاسلامية السيد عباس الموسوي وشيخ شهداء المقاومة الإسلامية الشيخ راغب حرب ، عندما نلتقي في هذه الذكرى نستحضر فيها كل الشهداء والتضحيات والآلام والآمال لان الشهادة هي قمة العطاء ومع القمة تأتي كل ما دونها ولذلك نستحضر كل التضحيات الجسيمة وهذا يعني اننا نستحضر المقاومة ، لان المقاومة كانت وما زالت هي مجموعة الدماء الزكية هي مجموعة الآلام والجراح . الام الجرحى والمعتقلين والأسرى سواء من كتبت له الحرية او الذين ما زالوا يعانون في السجون من إخواننا وأحبائنا في المعتقلات الصهيونية .
المجاهدون الذين تركوا زهرة الشباب وطيبات الدنيا ليتحملوا شظف العيش في التلال والوديان ، شمس الصيف وبرد الشتاء . عوائل الشهداء الذين ما زالت قلوبهم مكتومة بفضل الأحبة والأعزة والذين لا يمكن ان تغيب ذكرى أحبائهم عن خواطرهم وعن عقولهم ، عوائل الجرحى الذين ما زالوا يتحملون مع الجرحى ويواصلون الحياة وتحمل التبعات.
الذين هدمت بيوتهم وارزاقهم وحقولهم الذين هجروا من ديارهم بغير حق ، كل هؤلاء ومن اعانهم ومن ساعدهم هذه هي المقاومة .المقاومة هي التضحيات المنطلقة من المعرفة والوعي والعلم والإرادة والعزم والوضوح والاستناد الى الحق الذي لا تشوبه شائبة . اليوم نحن امام عالمين شهيدين أستاذين وكل الإخوة والأخوات يعرفون ان هذه الشهادة ليست على سبيل المجاملة فكلنا يعرف السيد عباس والشيخ راغب . الاجيال الشابة التي دخلت مرحلة الوعي والمتابعة في العشرين سنة الماضية هي بحاجة الى ان تتعرف على هذين العظيمين في عالم .
عالم النسيان والتجاهل في بلد ينسى فيه شهدائه العظام ، وينسى فيه قادة التحرير ويتحول العملاء فيه الى رموز وطنية ويتحول المجرمون والقتلة فيه الى ضمانات وطنية ويتحول من تلوثت أيديهم بدماء الأبرياء الاطهار الى قديسين . اما الشهداء والقادة من الشهداء فليلفهم النسيان ذنبهم ان الفضائيات والأرضيات ووسائل الاعلام والصحافة والمنابر في الدنيا قد صادرها من لا يريد ان يذكر اسم كاسم عباس الموسوي او راغب حرب .
لكن نحن في السادس عشر من شباط نصر ان يبقى اسم عباس الموسوي ليس فقط في الوجدان وفي دائرة الذاكرة بل قويا في الحضور . نصر ان يبقى راغب حرب أستاذا عالما مرشدا ومعلما اسوة قدوة نستلهم تواضعه وأخلاقه وزهده ونفسه وصبره وتضحياته وثباته وموقفه . وهذا ما نحاول ان نفعله اليوم . نحن اذن امام قائدين شهيدين ولكن امام قائدين مؤسسين في المقاومة .هذه المقاومة في بعدها اللبناني الوطني كلنا يعرف ان الذي وضع بذرتها الاولى من الستينات ونظر لها فكريا وفقهيا ودعا لها روحيا وتعبويا وجند لها روحه وشبابه وعمامته وعباءته وعلمه وفقهه واجتهاده وموقعه سماحة الامام القائد السيد موسى الصدر .جاء بعد الامام تلامذة الامام واحباء الامام ليواصلوا دربه وليواصلوا طريقه ، ومرت المقاومة في اكثر من مرحلة . اعادة تاسيس لمرحلة جديدة ، هكذا كانت مواقف الشيخ راغب وكانت شهادته ان موقفه وشهاداته كان تاسيس لمرحلة جديدة من المقاومة .
كذلك في السادس عشر من شباط عندما استشهد السيد عباس والسيدة ام ياسر والسيد حسين الطفل الصغير الطاهر . شعرنا اننا امام مرحلة جديدة ، ينتظرنا فيها التضحيات الكبار والجسيمة ، عندما يستشهد قائدنا وأميننا واستأذنا ، هذا اشعار وايمان بان المتمسكين بهذه المقاومة عليهم ان يكونوا مستعدين لهذا المستوى من العطاء والتحمل . العائلة التي استشهدت في سيارة السيد عباس كانت تؤسس للعائلات التي استشهدت في العام 93 في عملية تصفية الحساب والعام 96 في عناقيد الغضب ، وفي تموز واب 2006 . في كل الاحوال عندما نعود الى القائدين العظيمين ونقول لهما معا . نحن نحفظ وصاياكم ونعلمها لابنائنا واحفادنا واجيالنا الآتية . هذا الجمهور سيصغي للسيد عباس . ولن يصغي لكل أولئك المهولين والشتامين والمثبطين،الذين يريدون للمقاومة ان تنتهي ، عليهم ان يعرفوا ان المقاومة بالنسبة الينا هي مشروع حياة ومشروع عزة وكرامة وبقاء ووجود واستمرار . المسألة ليست في البساطة التي يقاربون بها موضوعا تاريخيا ثقافيا استراتيجيا كمسألة المقاومة .
مع السيد عباس نقول له هذا العام نعم يا سيدنا ان أبنائك وأحبائك وإخوانك ورفاق دربك من رجال ونساء لبنان حفظوا المقاومة ايما حفظ في هذا العام . المقاومة في عام 2006 تعرضت لحرب عالمية حقيقية وتميزت هذه الحرب عن كل الحروب العربية السابقة بضراوتها . وبقساوتها وبعنفها ووحشيتها . وهي اول حرب إسرائيلية على بلد عربي تحظى بغطاء عربي . وهي اول حرب على بلد عربي يخذل فيها اهل هذا البلد ويتركون فيها لمصيرهم . ولكنهم لم يتركوا ليكونوا وحدهم حيث كان الله معهم وما زال الله معهم وسيبقى الله معهم . وبالله انتصروا وصمدوا وثبتوا . يا سيدنا شعبك واحبائك حفظوا وصيتك بحفظهم للمقاومة ، حفظوها برموش العيون وبفلذات الأكباد وبأطفالهم ونسائهم وأموالهم وارزاقهم وبيوتهم ودمائهم ودموعهم . وبقيت المقاومة وبقيت أنت عنوان ورمزا وسيدا وقائدا ومعلما وملهما .. لا يمكن ان تنهيك الايام ولا السنون ولا الاحداث مهما تعاظمت وكبرت .
للشيخ راغب اقول له نعم يا شيخنا الجليل الموقف سلاح كثيرون يملكون في هذا العالم العربي والإسلامي أسلحة اكثر مما نملك . ولكن غيرنا يملك من السلاح ما لا نملك ، لكن المسألة هنا ليست مسألة السلاح والحديد ولا تعلم فنون القتال وانما المسألة هي مسألة ارادة المقاومة ، السلاح الحقيقي هو الموقف الذي تتخذه والتي تثبت عليه والذي تضحي من اجله وليس الموقف الذي تضحي فيه من اجلك وليس الموقف الذي تغيره في كل يوم عشرة مرات ، وليس الموقف الذي تبيعه في ابخس صفقة ، من الشيخ راغب تعلمنا ان موقف الرجال هو الموقف القائم على اساس المعرفة والارادة والعزم والثبات . والايمان الذي يستدعي التضحية ، من اجل هذا الموقف الذي نتخذه والذي نؤمن به وندعوا الناس ليضحوا من اجله . علينا ان نضحي معهم وان نكون معهم ، لا ندعوهم للتضحية ثم نضيع تضحياتهم ونبيع تضحياتهم في اسواق النخاسة .
وهنا يحضرنا الشيخ راغب عندما نرى ما يجري مع اخواننا في فلسطين ، شعب بكامله يحاصر ويذل ويجوع ، ويقال له ليس مسموحا ان يأتيك مال ولا انم تأكل خبزا ولا ان يكون لك امن الا اذا اعترفت بإسرائيل . المطلوب من الشعب الفلسطيني ان يعترف بمن اغتصب ارضه ومقدساته واحتل حقوله ومزارعه ومدنه وبيوته في حيفا ويافا والشمال والوسط والجنوب وفي الضفة . اذا لم تعترف بشرعية محتليك وغاصبيك وقاتليك فأمامك الجوع والحصار والموت ولوائح الارهاب والتحريض العالمي والشتائم وكل هذا السيل من التهديد ومن الممارسة العدائية .
الشيخ راغب في الجنوب كان له موقف واضح اقتلونا اهدموا البيوت على رؤوسنا وافعلوا بنا ما شئتم واحرقوا مزارعنا لن نعترف بكم ، بل لم نصافحكم لان المصافحة اعتراف . هذه احد مظاهر الظلم التاريخي المعاصر ان يفرض عليك ان تسلم سند الملكية لبيتك الذي تملكه لمن احتله بالقوة .لمن اغتصب زوجتك وقتل اطفالك وذبحهم ان تسلمه بيتك وارضك وان تعترف له امام الملأ بذلك . هل يوجد قهر واذلال واهانة وظلم وطغيان اشد من هذا الظلم؟
هناك مستوى اقل قد لا يبادر هذا الشعب الى تحرير ارضه وقد ينتظر السنوات وعقود من الزمن وقد لا يحمل السلاح وقد لا يقاتل وقد يسكت عن حقه ولكنهم لا يقبلون منه ذلك . يريدون منه انم يعترف لغاصبيه ، الشيخ راغب علمنا ودرسه للامة وليس للبنانيين. نحن اذا سكتنا لظروف ؟، واذا كانت اوضاعنا غير مناسبة في وقت من الاوقات اتحدث عن كل السنين الماضية . نحن لا نعترف ولا نتنازل عن حقوقنا ولا ارضنا ولا في سيادتنا ولا في اسرانا ولا في مقدساتنا . اليوم المسجد الاقصى مهدد والحفريات من حوله قد تؤدي الى تداعي اسس هذا المكان المقدس بما يعنيه للجميع ولكن انظرا ماذا يجري في العالم ،المسجد الاقصى مهدد واللجنة الرباعية تجتمع وتقول لن نتعاون مع حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية ، لن نعترف بهذه الحكومة ان لم تعترف بإسرائيل . ومقدسات الامة والمسلمين معرضة للخطر .اليوم في هذه الذكرى مع التأكيد على عظمة واهمية هاذين القائدين الكبيرين ومدى حضورهما في عواطفنا ووجداننا وقلوبنا ،وعلاقتنا مع السيد عباس والشيخ راغب ليست علاقة تنظيمية ولا حزبية ، هي علاقة الابناء مع الاباء والطلاب مع الاساتذة والمعلمين والمريدين مع المرادين ومع هداة الطريق ومع الذين اخذوا بايدينا في هذا الطريق ولهم فظل كبير علينا وفي رقابنا .
وفي موضوع سلاح المقاومة
قال : من الواضح ان هناك اتجاه جديد او احياء لاتجاه لدى الفريق الاخر لاعادة السجال في البلد حول هذه المسألة رغم انها غابت في الاشهر القليلة الماضية . من الواضح انه كلما تقدمنا اوتقدمت المساعي الخيرة سواء جاءت من دول عربية او اسلامية او اجنبية لإمكانية تقارب والوصول الى تسوية . تفتح ملفات جديدة لمزيد من التعقيد والعرقلة ، في كل الأحوال لا اريد ان اتحدث عما يجري من نقاشات في خطوط الاتصالات ولكن ما اثير في وسائل الاعلام يعزز ما اثير في خطوط الاتصال لان هناك من يريد دائما عندما يجد إمكانية تقدم في الملفات القائمة الحوارية يطرح ملفات جديدة يعرف بانها ستعطل الامور وتبعد أي حل . لا اريد ان ادخل في هذا السجال ،ولكنني اود ان اعلق واوضح مسألة اثيرت بشكل خاطئ فيما يرتبط في سلاح المقاومة . نحن واضحون ونحن لا نقول ليس لدينا سلاح . غيرنا يقول ليس لديه سلاح وهو يخزن السلاح ، وموزع سلاح . نحن لسنا هكذا نحن نقول لدينا السلاح ومن كل الانواع والاصناف والإسرائيلي وغير الإسرائيلي يقدرون ذلك . والحرب التي حصلت ،وصمودنا في هذه الحرب نحن لم نقاتل في سيوف من خشب ، نحن قاتلنا بصواريخ ومدافع . نحن جهة في المقاومة تملك سلاحا وتجاهر انها تملك سلاحا وتجاهر انها تستكمل جهوزيتها لما هو اكبر وما هو اخطر . وتجاهر انها تنقل السلاح الى الجبهة . ومن الطبيعي ان ينقل هذا السلاح في السر ، ولا نستطيع ان ننقله في العلن. البعض يقول لماذ تنقلون سلاح المقاومة في شاحنة مموهة في التبن واصبح التبن هنا قصة، وهناك من هو مرتبك لمن سيطعم التبن.
للتوضيح للرأي العام اهم عنصر في قوة المقاومة هو سريتها وكتمانها ، الاسرائيلييون لا يعرفون اين مخازننا ،ولا يعرفون اين قواعدنا . وفي حرب تموز قصفوا الف هدف في يوم واحد وكانوا يفترضون انهم دمروا كل القواعد وكل المخازن . فاكتشفوا انهم مخطئون ومشتبهون . قوة المقاومة هي في حفاظها على سرية سلاحها وذخائرها ومخازنها وكوادرها وقواعدها . وخططها ونواياها . لماذا تريدون منا ان ننقل السلاح في العلن . حتى لو كنا امنين في الداخل وقد كنا امنين فيما مضى لكننا لم ننقل سلاحا جهارا نهارا . كنا نخفي سلاحنا , لاننا في ذلك نخفي سلاحنا عن عدونا ، بكل بساطة الشاحنات التي تنقل السلاح اذا كانت معروفة سوف تكشف الكادر والتشكيلات والمخازن والقواعد ونقاط العمل هذه اولا
ثانيا : ننقل السلاح في الخفاء مع انه حق للمقاومة ان تملك سلاحا لتحرر به الارض وتدافع به عن الوطن ، هذا حقنا ونحن لسنا خجولين فيه ولا ندافع عن انفسنا في هذه المسألة . هذا الحق اكتسبناه من الاديان والقوانين الوضعية والشرائع السماوية وسيرة العقلاء وسيرة البشر والمجتمعات البشرية عبر التاريخ ونحن لا نطلب اذنا ممن كان يأتي بالسلاح من إسرائيل . ولا نطلب اذنا ممن كان يحمل السلاح في ظل الاحتلال الإسرائيلي . ولا نطلب اذنا ممن لم يطلق رصاصة على إسرائيل .وهذا حقنا ولكن عندما ننقل السلاح في السر وفي الشاحنات حتى لا نحرجكم لانه عندما يتبين اننا ننقل السلاح " الله يعينكم على فيلتمان ووووالخ " في كل الأحوال المقاومة فيما يتعلق بمصادرة شاحنة السلاح وفي المناسبة هي شاحنة كانت تنقل الذخائر . والبعض تكلم كثيرا عن نوع هذا السلاح ومنهم من قال ان هذه شحنة سلاح اتية للاحزاب وهذه الاحزاب ليست قادرة ان تأخذها على عاتقها .
وهنا اسأل : الاحزاب لماذا يريدون الكاتيوشا وهم يعرفون ما هي الذخائر التي صودرت والجيش والجمارك تعرف ذلك وقدموا تقارير للمسؤولين . لكن هناك اصرار .
في هذا الموضوع حاولوا الاستفادة منه كثيرا وقاموا بربط موضوع الشاحنة والتفجيرات التي حصلت في المتن الشمالي . هذا امر مذهل ويعبر دائما عن سوء التوظيف وسوء النوايا والاستغلال . وسأل اذا كانت الشاحنة تنقل صواريخ كاتوشا ما علاقة هذا بالتفجير الذي حصل واستهدف مدنيين . الواضح هنا هو التوظيف السياسي . واضاف : السلاح الذي يصادر منا هو سلاح مغصوب حتى لو اخذوه الى الجنوب ،البعض يقول اعطوا هذا السلاح للجيش اللبناني . نحن حاضرون ان نعطي اضعاف هذا السلاح للجيش اللبناني عن طيب نفس ، لكن لا نسامح احد بطلقة تغتصب . وحذر قائلا : لا احد في الجنوب يلعب بيننا وبين الجيش. مذكرا انه في المواجهة الاخيرة في مارون الراس المجاهدون في المقاومة كانوا على اهبة الاستعداد لمساندة ضباط وجنود الجيش اللبناني فيما لو تطورت المواجهة . ليست عبئا على الجيش اللبناني بل هي السند الحقيقي للجيش اللبناني . ان صواريخنا ومخازننا ليس فقط بل رجالنا ومقاتلونا ودمائنا وارواحنا ستكون معا جنب الى جنب مع الجيش اللبناني للدفاع عن لبنان . وبالتالي هذا الامر ارجوا ان يكون واضحا نحن لا نفرق بين ضباط وجنود الجيش اللبناني ورجال المقاومة سلاحنا سلاحهم وسلاحهم سلاحنا في المعركة هكذا كان وهكذا سيكون .
وفي الماضي صادروا لنا سلاحا وهم الان يصادرون السلاح وفي الحرب صادروا السلاح وما زال السلاح الذي صودر في الحرب مصادرا حتى الان . هذه حكومة المقاومة التي تصادر سلاح المقاومة في اصعب ايام الحرب والمواجهة .
الأمر الثاني يتعلق بموضوع اليونيفيل، أيضا المتنبؤون الجدد الذين يتنبأوون بالإغتيالات والتفجيرات وسبحان الله تصدق دائما تنبآتهم... من أكثر من شهرين يتنبأوون أنّه ستحصل عمليات في الجنوب تستهدف قوات اليونيفيل، إمّا أنهم يحضرون لعمل ما ضدّ اليونيفيل يقومون به هم، أو أنّهم يستدعون من الخارج من يقوم بعمل ضدّ اليونيفيل، لكن هم مصممون على هذه النبوءة وعمر القصة قرابة شهرين ويكملون بها، على أساس أنّه إذا جرى أي شيء على اليونيفيل في الجنوب فيلبسونها لحزب الله ويتهمونه بإفراغ القرار رقم 1701 و " مدري شو بدو يعمل ويساوي"، يحضرون الموضوع بشكل أو بآخر... طبعا، يلاقيهم من الطرف الآخر بالتحريض الطرف الإسرائيلي، أمس مثلا تنقل صحيفة يديعوت أحرونوت أنّ القوات الفرنسية العاملة في إطار اليونيفيل طائرات استطلاع في اليومين الماضيين وبشكل مكثف في الجنوب وهم يعرفون أنّ هذا خبر استفزازي، واليونيفيل ليست من مهامهم إرسال طائرات استطلاع في الجنوب للتجسس، ونحن أبلغنا هذا الموقف للكثير من الدول المشاركة لليونيفيل وقلنا لهم نفضل أن يقوم الإسرائيلي بالتصوير وأن يخرق السيادة على أن تتحولوا أنتم لجواسيس عند إسرائيل، ولا نقبل أن تتحول اليونيفيل أن يصبحوا جواسيس. وبالفعل عندما طلع الخبر أمس بادرنا واتصلنا ببعض الدول وقد نفوا بشكل قاطع وقالوا إنّه غير صحيح، واليوم الناطق الرسمي باسم قوات اليونيفيل نفى ذلك. لكن أقول لكم بوضوح، هناك من يعمل على مناخ توتر وصدام بين المقاومة وبني اليونيفيل مثلما يحاولون دائما العمل على مناخ توتير بين المقاومة وبين الجيش.
وهنا أعيد القول أنّ قوات اليونيفيل عندما جاءت إلى لبنان لم تأتِ رغما عنّا، هناك دول اتصلت وقالت أننا نريد المجيء فقلنا أنّه قد لا يكون الجو مناسبا نتيجة جو البلد ومعطيات العراق، وبالفعل هم احترموا هذه المشورة، هذه الدول التي أتت كلها اتصلت بنا واتصلت بإخواننا في حركة أمل وبطبيعة الحال اتصلت بالدولة، ونحن قبلنا بهذه الدول، وعندما اتصلوا بنا، غير قرار مجلس الأمن الذي لم يعتبروه يشكل ضمانة، أخذوا منّا تعهدات بأنّ هذه القوات موجودة في أرضنا وبلداتنا وأننا لن نتعرض لها بسوء ونحن عند كلمتنا، نحن نفي بعهدنا ووعدنا. لا يوجد مشكلة بيننا وبين اليونيفيل، ولسنا معترضين على وجود اليونيفيل، وعندما يكون لنا ملاحظات على بعض الأداء نتصل من خلال الدولة ومباشرة وليس فقط من خلال الدولة بالدول المعنية ونقول لها هذه ملاحظاتنا ويعملون على معالجة الملاحظات. حتى الآن نقول أننا نلقى تجاوبا من الدول المشاركة في اليونيفيل عندما نوجه ملاحظاتنا ويقومون بالتجاوب ويكونون إيجابيين ويتعاونون بمعالجة هذه الملاحظات لأنّ هناك أمور قد يقوم بها ضباط أو جنود من اليونيفيل نتيجة أنّه تمّ تجنيدهم من قبل الطرف الإسرائيلي ولا تتحمل الدولة المعنية مسؤولية ما قد يقوم به هذا الضابط أو هذا الجندي، وبالتالي عندما نلفت النظر يتم معالجة الأمر. موضوع اليونيفيل موضوع بدنا نكون فيه حذرين وأي كلام يصدر في الإعلام يأخذ طابع تحريضي واستفزازي يجب أن نبادر ونتأكد ونتثبت ونعالج الأمور من خلال القنوات السياسية والديبلوماسية، ليس من مصحة لبنان أو مصلحة الجنوب ولا مصلحة المقاومة أن يكون هناك إشكال بين المقاومة واليونيفيل وبين اليونيفيل وسكان المنطقة. لكن إذا كان هناك في الدخل من يريد أن يلعب على هذه الفتنة أو يستهدف اليونيفيل؟! ومثل العادة إذا وقع الحادث المتهم جاهز، عندها أقول لكم أمرنا وأمركم إلى الله ولكن هذا هو موقفنا الحقيقي والملتزم من مسألة اليونيفيل.
في الشأن الداخلي، يطرح في لبنان من فترة مسألة الحرب الأهلية وهنا نحن في معركة رأي عام، وأنا أدعو اللبنانيين باعتبار أنّ هذا مصيرهم وأمنهم وسلمهم واستقرارهم أن يتأملوا وأن لا تأخذهم العصبية لا في جماعة المعارضة ولا في جماعة السلطة ولا جماعة الأحزاب والتيارات. دعووا الناس وخصوصا الحياديين ليدققوا من يأخذ البلد إلى حرب أهلية ومن يرديها ومن المستفيد منها؟ وبالتالي يفترض أن يأخذوا موقف. لا يصح أنّه إذا كان لك علي عصبية تراني آخذ البلد إلى حرب أهلية فأكمل معك، لا يصح ذلك فهذا بلدك ومصيرك ومستقبلك ومستقبل أولادك وأحفادك. حسنا هل أنتم ترون قيادة حزب الله مثلا أو قيادة المعارضة تأخذ البلد إلى حرب أهلية فأنتم أول ناس يجب أن تقولوا يا إخوان أين تذهبون بالبلد، وهكذا كل لبناني في أي موقع وأي مكان، الأداء والسلوك حتى الآن يؤكد أننا نحن لا نريد أخذ البلد إلى حرب أهلية وهذا خط أحمر تلتزم به المعارضة، وعندما أطلقت النار على المعارضة يوم الثلاثاء ويوم الخميس كيف تعاطت، لم تتعاطَ بمكابرة ولا بخلفية من يريد أن يستغل الحادث ليأخذ البلد إلى حرب أهلية، تعاطت بصبر وحكمة وتحمل وتجاوزت الموضوع وحوّلته إلى الأجهزة القضائيّة.
لكن بالتدقيق يوم الثلاثاء والخميس من الذي أطلق النار، هذا سؤال يجب أن تراه الناس وأن يجيبوا عليه وأن يبنوا عليه رؤية سياسية وبالتالي موقف سياسي. عندما نسمع بعض القيادات في الفريق الآخر يقول بوضوح : إذا كانت المعارضة مصرة على إحداث تغيير سياسي في البلد فهي تأخذ البلد إلى حرب أهلية وهذا تعبير دبلوماسي، وإذا أردنا أن نحكيه باللغة الشعبية فترجمته : إذا أنتم مصرين على تغيير سياسي فسنواجهكم بالحرب الأهلية. هذا المستوى اليوم موجود ويقود في الساحة السياسية وبالتالي البلد موضوع بين يديه، وهذا المستوى رأينا بعض مشاهده قبل يومين، مع أنّ الذكرى جليلة وعظيمة ويجمع عليها اللبنانيين سياسيا وعاطفيا، ولكن المشهد الذي رأيناه من بعض القيادات واللغة التي سمعناها من بعض القيادات تثير القلق والخوف عند أي إنسان عاقل، هل هذه هي القيادات التي ستقرر مصير البلد وتعمل حوار وتبني دولة قانون ومؤسسات وتصل إلى نتائج وطنية وتسوية وطنية، هل هذه اللغة وهذه الأدبيات وهذه المواقف هي التي يمكن أن تضع لبنان على بوابة الحل؟ هذا أمر مهول. هناك بعض الناس قرؤا كليلة ودمنة وأتوا إلى الإحتفال...تنظر فترى زعامات وقيادات وتقرأ الخطاب فترى سباب وشتائم، لمصلحة من، ماذا يستفيد لبنان من هذه السياسة، بكل صراحة، هناك شخص عنده مشكلة شخصية "مش عارف يحلا وبدو يحمّل لبنان كلّو " التبعات والمسؤولية. ما دخل الشعب اللبناني ولبنان واللبنانيين بهذه القصة.
من جهة، نرى شتائم فهل هكذا يبنى البلد وهل هذه هي دولة الديموقراطية والعدالة وثقافة الحياة والتحضّر والمدنية، ومن جهة أخرى نسمع : كلا كلا كلا، "كلّو لأ لأ ولا يوجد شيء نعم نعم. إذا كان الجواب لا للثلث الضامن ولا لسلاح المقاومة ولا لحكومة الوحدة الوطنية، حسنا ماذا بقي! أي بكل بساطة شخص يقول لكم أنتم المليون ونصف على أقل تقدير الذي احتشدتم في ساحتي الشهداء ورياض الصلح لا مكان لكم في البلد و "ضبو شنتكم والله معكم". من كل مشهد 14 شباط قيل أنّ هناك نافذة ضوء عبّر عنها خطاب النائب سعد الحريري، وفي اليوم الثاني أحد مسؤولي 14 شباط يقول : كنا قد نسقنا الكلمات بين بعضنا، ويعني ذلك أنّه كلهم كانوا يشتمون وكلهم كانوا يقولون كلا ، حسن أين الأفق وأين الحل!
هناك دعوات إلى اتخاذ قرارات شجاعة، صحيح الأمور بحاجة إلى دعوات شجاعة. لكن لنرى بالتجربة من تاريخه قرارات شجاعة ومن تاريخه ليس هكذا. المشكلة هنا تكمن في أنّ هناك قوى ـ وهنا لا أتهم كل قوى 14شباط، من مصلحتها أن يكون هناك حل وتسعى إلى أن يكون هناك حل وأنا أنصفهم، وهناك قوى داخلية ليس من مصلحتها على الإطلاق أن يكون هناك حل، أبدا، وهم يجاهرون ويقولون : حتى ولو أعطيتمونا المحكمة الدولية وحتى ولو لم تعدلوا فيها تعديلا واحدا " بعيونكم لن ترووا 19 زائد 11"، لماذا. وهناك قوى خارجية لا تريد حلا في لبنان، إسرائيل بالتأكيد لا تريد حلا في لبنان ويهمها أن يستمر هذا المشهد، الأمريكيون لا يريدون حلا والدولة دولتهم فلماذا يدخلون قوى تشاركهم في الدولة. بعد ذلك كلما هدأ الجو وارتاح وانفتحت قنوات الإتصال وهناك مساعي وأفكار ومبادرات يطلع السفير (الأمريكي جيفري) فيلتمان ويشعلها من جديد وهذا ليس مستورا.
هنا لا أتحدث عن أحجام طائفية بل عن أحجام سياسية، عندما يحصل حل سياسي في لبنان على قاعدة حكومة وحدة وطنية أو على قاعدة انتخابات نيابية مبكرة " حتنفّس بعض البوالين المضخمة" وتأخذ أحجامها الطبيعية وهي لا تريد ذلك، هناك من يضحي بلبنان من أجل شخصه، هناك من يضحي بلبنان من أجل حجمه، هناك من يضحي بلبنان من أجل موقعه الشخصي، وليس من أجل موقع طائفته ولا من أجل موقع تياره السياسي بل من أجله هو شخصيا. هنا كل المناخ الإيجابي الذي تم الحديث عنه خلال الثلاثة أسابيع الماضية يكاد أن يتلاشى لولا أنّ الناس تأمل أنه سيجري لقاء.
الدعوة إلى طاولة حوار أو تشاور سابق لأوانه لأنّه إذا اتجهنا للحوار سنسمع ما قالوه في الإحتفال وقد قالوه سابقا على طاولة التشاور، لم يتغير شيء. هناك أناس من أول يوم قالوا لكم : تظاهروا واعتصموا وأضربوا "وافلقو الصخر نحنا لن نقدم أي معالجة"، وهم واضحين، لذلك الذهاب إلى طاولة حوار أو إلى طاولة تشاور إذا لم يكن على أسس فستكون نتيجته الفشل والمزيد من تيأييس الناس. نحن نرحب بأي لقاء ثنائي بين أي أحد من قادة الفريق الآخر مع أي أحد من قادة المعارضة، وهذا أمر مفتوح. أنا شخصيا لن أكون طرفا أي في الجلوس للمناقشة والتفاوض، بكل صراحة والأمر ليس تكبرا وهروبا من مصلحة البلد، أقول لكم بوضوح نحن في حزب الله نثق بحلفائنا كما نثق بأنفسنا، وبالتالي يتفضلوا ليناقشوا ويفاوضوا ويحاوروا أي أحد من قادة المعارضة فهو يمثلنا بلا تردد.
هنا لماذا لا نريد أن نكون طرفا، لأنّ هناك إصرارا بالقول أنّ المعارضة هي حزب الله ولا يوجد معارضة خارج حزب الله وإذا قبل حزب الله قبلت المعارضة وإذا رفض حزب الله رفضت المعارضة، إذا لا أريد أن أسلّم لهم بهذه المعادلة لأنّها غير صحيحة وهم يصرون أن يتحاوروا معنا وأن يتفاوضوا معنا وأن يجلسوا ليثبّتوا هذه المعادلة التي حاولوا يحكوها لكل العالم على طول الخط،، وحتى إشعار هذا مع حصول تطورات نتفاهم عليها مع المعارضة وهذا بحث آخر، لكن نحن نرحب بأي لقاء ثنائي يحصل بين أحد من قادة الفريق الآخر مع أي أحد من قادة المعارضة ودون أن أدخل في أسماء وأنا أعمم هذا الأمر.
إنّ اللقاءات الثنائيّة قد تكون جهدا يؤدي إلى فتح بعض الثغرات أو تقريب بعض وجهات النظر أو تفكيك بعض الألغام لأننا على طاولة الحوار الجماعي كنّا نجد كيف يطرح البعض أفكارا ثمّ يتراجع عنها نتيجة موقف حلفائه، وهذا أمر واضح. إذا تضيع وقت الذي اسمه طاولة حوار وطاولة تشاور، هناك أناس يعتبرون أنفسهم معنيين فقيادة المعارضة موجودة وهي لم تقل يوما من الأيام أنها لا تريد حوارا، بل قالت إنّ الذهاب إلى طاولة بهذا الشكل تضييع للوقت وفشل، لكن حصول نقاش ثنائي فتفضلوا ولنحاول تفكيك الألغام وتوضيح المخاوف ونبين الهواجس ونعالج الأمور، وهذا يمكن أن يفتح كوّة في هذا الجدار، علما أنني أؤكد لكم أنّ المشكلة بوجود قوى خارجية لا تريد الحل وهناك قوى داخلية لا تريد الحل، مثل موضوع فلسطين، الفلسطينيون اتفقوا ونحن نبارك ونؤيد، وأنا وإخواني في حزب الله بدون أن نقرأ اتفاق مكة ومضمونه يكفي أن فتح وحماس اتفقا فهذا ممتاز جدا والله يبارك فيهم، لأنّ أي أمر يشد الساحات إلى بعضها البعض يسعد الناس جميعا وخصوصا المقاومين والمجاهدين، لكن اليوم وقبله والذي قبله هناك في العالم من لا يريد أن تتشكل حكومة الوحدة الوطنية في فلسطين، أو إذا تشكلت هناك من يريد إسقاطها وإفشالها وإثبات أن لا جدوى لها، كذلك في لبنان هناك في لبنان من لا يريد للبنانيين أن يلتقوا وأن يتوحدا وان يشكلوا حكومة وحدة وطنية لبنانية.
هذا لا يعني أن نيأس، نحن مصرون على أهدافنا التي طرحتها المعارضة لأنها أهداف محقة ولأنّ فيها نجاة للبلد : إخراجه من الوصاية والفراغ والضياع والفساد ووضعه على السكة الصحيحة. نحن قمنا بالتحركات حتّى الآن، ولا أحد يتصور أنّ جعبة المعارضة انتهت، مع الحفاظ على الخط الأحمر الذي هو موضوع الحرب الأهلية والذي نحرص عليه المعارضة أمام خيارات للعمل والتحرك ولكنها كانت دائما كانت دائما كانت تعطي الفرص لتلاقي والنقاش والمبادرات والمساعي. من يتصور أن قيادة المعارضة أو المعارضة أو جمهور المعارضة سيتخلّى مع الوقت عن هذه الأهداف هو مشتبه، وكما قلت منذ الأيام الأولى : حتّى لو كابرتم وأصريتم أنتم لا تستطيعون أن تحكموا هذا البلد لأنّ تركيبة البلد هكذا، ستكونون حكومة في الحد الأدنى مطعون بشرعيّتها، وهنا لا أريد الدخول في قصة الأكثريات وأنا أحترم الذين كانوا في ساحة 14 شباط، لا أريد الدخول لا بالأعداد ولا بالساحات ولا بالحديث عن الأكثرية والأقلية والتوازن ولنضع هذا جانبا... هذا البلد بالوحدة يمشي وبالإنقسام لا المعارضة فيها تحكم ولا الذين في السلطة قادرون على أن يحكموا، إذا تتركون البلد في حال شلل وأنتم تتركونه في حال شلل. اليوم لا مظاهرات ولا إضرابات ولا اعتصامات وتقولون أن البلد مشلول، لماذا، لأنّكم أنتم لا تفتحون باب التسوية. المعارضة منذ أول يوم قالت أريد الشراكة وبالتالي إذا لا تريدون الإستجابة والمعالجة السياسية فبطبيعة الحال المعارضة ستستكمل تحركاتها بالوسائل التي تراها مناسبة.
أقول لحلفائنا، نحن مع حلفائنا نقدم لهم عيوننا وحبات القلوب، منذ بداية التحرك في المعارضة والحديث عن الحكومة الوطنية قلت : إذا تشكلت حكومة الوحدة الوطنية 19 زائد 11 يعني حصة المعارضة لن تكون النصف ولا أكثر من النصف وإذا كان هناك حصة معينة لحزب الله هو يقدمها للمعارضة. وأكتفي بالتعليق والقول : كل إناء ينضج بما فيه. اليوم في ذكرى القائدين العظيمين العزيزين، نحن نؤكد التزامنا بالمقاومة وقضية المقاومة ومشروع المقاومة الحامي للوطن، ونؤكد تحملنا للمسؤولية في الداخل، لأنّ بعض الناس يتساءل : "شو جيتوا عا بيروت رجعو على الحدود، طلعنا على الحدود بيقول شو طلعكم على الحدود رجعو عبيروت"، أقول لهم سوف نبقى على الحدود وفي بيروت وفي كل مكان من لبنان. نحن لبنانيون وهذا البلد بلدنا وهذا الوطن وطننا، لن نفرط بأي حبة تراب وبأي شبر، عندما أثرنا موضوع الحدود اتهمنا بأننا نفتح مشكلة، كلا، إذا الأرض لا تعني لكم شيء اسمعوني جيدا : كل حبة تراب في الجنوب هي بالنسبة لنا قطرة دم شهيد، كل صخرة في الجنوب هي بالنسبة إلينا جسد شهيد، كل شجرة زيتون في الجنوب هي بالنسبة إلينا روح عاشقة متألقة من مجاهدي المقاومة، وبالتالي نحن لا يمكن أن نتسامح لا بحبة رمل فشلا عن شبر أو متر من الأرض، لا يمكن أن نتسامح لا بصخرة ولا بحجر، لا يمكن أن نتسامح بجب بلاّن فضلا عن شجرة زيتون.
هذا هناك، وفي الداخل تيار سياسي معني بكل كل تفصيل في الحياة السياسية اللبنانية. وحزب الله حزب السيد عباس حزب الشيخ راغب قادر على أن يكون موجودا في كل الساحات دفعة واحدة. وحاضر لأن يمارس جهاده ونضاله من أجل إحقاق الحق في أي مجال من المجالات. اليوم وحزب الله وبالتعاون مع كل أصدقائه وحلفائه في المعارضة الوطنية اللبنانية وليس من باب الصدفة أنّ المعارضة الوطنية اللبنانية هي نفسها التي كانت غطاء وحماية وضمان المقاومة التي انتصرت في تموز وآب، نعم نحن قادرون على إنقاذ وطننا وبلدنا. أقول لكم لا تيأسوا، يمكن أن يعتبر البعض أنّ استعمال بعض الأدبيات في الداخل فيه اشتباه، ما جرى بعد وقف الحرب في لبنان حتى اليوم هو استكمال للحرب الإسرائيلية على لبنان، وكما في مواجهة الحرب الإسرائيلية في تموز وآب وقفنا بمواجهة هذه الحرب نقف، ولكن بوسائل مختلفة وبضوابط مختلفة لأنّ لكل ساحة أدواتها وضوابطها ومجال المواجهة فيها، لكن أنا لا أضع أمامكم آمال موهومة، في لبنان وفي فلسطين وفي كل المنطقة. هم صمدوا من 1 كانون الأول ـ وعلى مسؤوليتي وكل المعلومات والتحاليل والمعطيات العلنية تقول بذلك ـ بأسباب الدعم الخارجي، ولكن الدعم الخارجي قد يبقى مجموعة في السلطة لمدة من الزمن لكنه لا يستطيع أن يبقيها دائما، حتى هذا الدعم الخارجي يزداد مأزقه في المنطقة يوما بعد يوم. أقول لكم كما صبرنا يجب أن نصبر وكما عملنا يجب أن نعمل وكما ضحينا يجب أن نضحّي، نحن نواجه نفس الحرب ولكن بعناوين مختلفة وعناصر مختلفة.
وفي هذه الحرب إذا واصلنا العمل بتخطيط وبدقة وبانضباط ـ وهو من أهم أسباب النصر في حرب تموز آب حيث كانت النار تحت أرجل المجاهدين والطائرات تقصفهم والإعتداء قاسٍ عليهم وكانوا بأعلى درجات الإنضباط ـ بالإنضباط وبالصبر وبالعمل نواصل العمل، أنا لا أعطيكم آمالا كاذبة، بالثقة بالله عز وجل وبالثقة بكم وبصبركم وبتضحياتكم وبحضوركم في الساحات وبالثقة بوعي بقية اللبنانيين حتى الذين قد يضللهم البعض أو يطرح أمامهم شعارات كاذبة، بكل هذه الثقة نعم أنا أجدد في ذكرى السيد عباس الذي كان يتحدث عن النصر منذ الأيام الأولى للمقاومة، أجدد وعد الشيخ راغب بالإنتصار، وكما وعدتكم في الحرب وكما وعدتكم في مخيم رياض الصلح، أقول لكم هذه المعارضة في لبنان ستحقق هدفها وستنتصر عاجلا أم آجلا، نحن علينا أن نثابر وأن نواصل العمل، ومن كان صادق مخلصا جادا مثابرا منضبطا مسؤولا مضحيا لا يمكن أن تلحق به هزيمة لا في القتال ولا في السياسة.