كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله بمناسبة أربعين الامام الحسين على شاشة قناة المنار 9-3-2007
الشق السياسي لكلمة السيد حسن نصر الله بمناسبة أربعين الامام الحسين 9-3-2007
اطل الامينُ العامُ لحزبِ الله سماحة السيد حسن نصر الله من على شاشة قناة المنار في خطابٍ لمناسبةِ اربعينَ الامامِ الحسينِ عليهِ السلامُ وذلك في الاحتفالِ الذي اقامه حزبُ الله في مجمعِ سيدِ الشهداءِ في الرويس.
وتناولَ سماحتُه في خطابِه تطوراتِ الازمةِ المحليةِ والاوضاعَ في المنطقةِ خصوصاً اقرارَ رئيسِ وزراءِ العدو بانَ قرارَ حربِ تموزَ اتُخذ قبلَ اشهر.
ومما جاء في الشق السياسي لكلمته :
اننا اليوم في منطقتنا نحن نشهد تحدياً كبيراً وخطيراً يتمثل في الاوانة الاخيرة في الحضور العسكري والتدخل المباشر للادارة الاميركية لتحقيق مشروعها في الهيمنة على المنطقة. وقد شاهدتم تجلياته خلال السنوات القليلة الماضية ولم يكتف الاميركيون في السيطرة على المنطقة من خلال قاعدتهم المتقدمة المسماة اسرائيل بل جاؤوا هم بجيوشهم واساطيلهم واعلامهم واموالهم ليخوضوا المعركة المباشرة.
اليوم في منطقتنا هناك مشروع امريكي وهناك مشروع تحرر وحرية وسيادة والصراع في المنطقة هو بين هذين المشروعين. وسواء اخذ الامر بعداً وطنياً او قومياً او الصراع الحقيقي هو بين هذين المشروعين: المشروع الأميركي يمكن لاي انسان ان يقيمه من خلال الزوايا التي ينظر اليها وان كان البعض يرى في اميركا القوى المطلقة ولا يرى سوى ما يريده.
البعض مصاب بنقطة الضعف والنقص إلى حد انه لا يمكن ان يتصور انتصارا للعرب فاسرائيل عنده منتصرة، ولو نظرنا بموضوعية إلى الامر فان هذا المشروع الاميركي في منطقتنا يواجه المزيد من التراجع والفشل.
العنوان الاول يؤكد هذا الاستنتاج الذي قدمت له، فبوش يخطب كل عام خطاب الاتحاد فكم مرة تكلم عن ان مشروع امريكا هو نشر الديموقراطية وانهم يريدون انتخابات وانه يريدون اعطاء الشعوب الحرية. في هذا الخطاب الاخير اين الديموقراطية واين الانتخابات، فاليافطة التي كانوا يضعوها سقطت لانه عندما اتاحوا ولو لجرعة محدودة للانتخابات وجدوا ان النتائج ليست لمصلحة المشروع الحقيقي.
واليوم لم نعد نسمع خطابا عن الانتخابات وانهم يعلمون انه لو اتيحت انتخابات حقيقية لكان نجح كل الرافضين للمشروع الاميركي لان المزاج والوعي العام في المنطقة لديه موقف سياسي وفكري ضد السياسية الاميركية. اليوم الاعتدال والتطرف هو العنوان للاميركيين حلف المعتدلين وحلف المتطرفين. فقد سقطت اليافطة التي كانوا يخادعون بها ...انتهينا هذا سقوط وليس فشل.
العنوان الثاني: فشل الحرب الاميركية - الاسرائيلية على لبنان في تموز عام 2006 وقلنا اشياء في زمن الحرب وبعدها ونحن نثق بالله وعونه وان الله سيظهر حقنا ويبين مظلوميتنا
عندما يقول أولمرت بانه كان يخطط لهذا الحرب منذ تسلمه لرئاسة الحكومة وأن الإعداد لها بدأ منذ آذار وان هدفه هو تنفيذ القرار 1559 هذا اعتراف صريح وواضح بمسؤوليته. هذا نص واضح ممن قام بالحرب يواجه فيه العالم. اليوم هناك ضجة كبيرة في الكيان حول ما قاله اولمرت.
انه يقول انه خطط وحضر للامر وهدف الحرب هو حزب الله لم يأت على ذكر تحرير الاسيرين وهو ليس جديا حول تحريرهم وقد كتب احد الصحافيين ان الفريق المفاوض الاسرائيلي يشكو من جدية اولمرت من التفاوض. اليوم قصة اولمرت انه غريق وهو الغريق في بحر الهزيمة، ففي تاريخ الكيان الاسرائيلي لم يحدث ان رئيس حكومة يحصل على 2 % من التأييد في الاستطلاعات، هذا رجل يريد ان ينقذ نفسه وزعامته وليذهب الجميع إلى الجحيم كل همه هو يريد ان يخلص نفسه.
أولمرت اليوم كالغريق الذي لو يستطيع ان يضع ابنه تحت قدميه ويدوسه لينجو.. لفعل.
لقد قال انه يدافع عن نفسه لكي يحمي نفسه ومن خلال ذلك قدم لنا خدمة، وهذا عدونا من ايجابياته انه عنده مسائلة. ونأمل ان الوثائق الاميركية سوف تشهد لكم وتقول لكم كيف اتُخذ القرار في الحرب على لبنان ومن ذهب إلى واشنطن وطالب الاميركيين بتدمير حزب الله. وانا اعرف لكن لا اريد ان اقوله لكم.
حزب الله في تموز لم يتفرد بقرار الحرب والسلم ولكنها اميركا وإذا كان من لبنانيين متورطين في طلبها فهم يتحملون مسؤولية قرار الحرب والوثائق الاميركية ستكشف لكم من الذي ذهب إلى واشنطن في آذار وطلب شن الحرب لتدمير حزب الله وتنفيذ القرار 1559
حزب الله في تموز قام بحقه ومن صنع الحرب انها امريكا واسرائيل واذا كان من لبنانيين ذهبوا إلى امريكا فهم من تفردوا بقرار الحرب. هذه الحرب كان من اهدافها تدمير حزب الله وتغيير الخارطة. لو نجحت حرب تموز لعادت "اسرائيل" قوة عظمى ولتغيرت الكثير من المعادلات في المنطقة.
ان فشل حرب تموز هو فشل للمشروع الاميركي، فشل المشروع الاميركي في جر الفلسطينين إلى الفتنة الداخلية فالفلسطينيين تمكنوا بمساعدة اصدقائهم وحلفائهم من حل مشكلتهم، والكل يعرف ان المشروع الاميركي هو الاقتتال بين الفلسطينيين واسال الله ان يعينهم لتجاوز هذه المحنة.
الفشل في عزل إيران وسوريا ويتم الأمر لسنوات واطلاق مواصفات وهذا فشل ولتعبير الفشل هو مؤتمر العراق. عندما يعترف الاميركيون انه لا يمكن تجاهل ايران وسوريا وهذا اعتراف بالفشل. ولست بحاجة إلى الاستدلال فثلثي الشعب الاميركي والادارة الاميركية تحدث ان الوضع معقد في العراق وان هناك تخبطاً في العراق.
والايام والشهور تؤكد والاوضاع تدفع إلى المزيد من الفشل. لقد برز اخيرا الاعلان الواضح عن وجود مقاومة اسلامية جدية في الساحة العراقية من اتجاهات شيعية عراقية، وهذا تطور مهم جدا والاميركيون اعترفوا بذلك والمشاهد لعمليات نوعية بثت على شاشات التلفزة تؤكد وجود مقاومة على مستوى واسع على الساحة وستظهر الايام المقبلة المزيد .
الاميركيون سارعوا مباشرة عند اكتشاف الامر الى القول ان هذه المجموعات تديرها ايران او حزب والله وهذا ديدنهم. فقد قالوا عن المقاومة ذلك في لبنان وفلسطين. السياسية الاميركية الاعلامية لا تعترف بمقاومة وطنية ولا تستوعب وجود عراقيون وفلسطينيون وللبنانيون مقاومون وهذا تطور مهم يجب التوقف عنده ملياً ومراجعة مجريات الساحة العراقية من خلال فهم ما يجري هناك واصدار الاحاكم لما يجري.
لا يجوز النظر الى العراق من منظار طائفي لا على صعيد العملية السياسية ولا على صعيد المقاومة فهناك سنة شرفاء يقاومون الاحتلال وهناك شيعة شرفاء يقاومون الاحتلال كذلك في العملية السياسية حيث كانت نسبة المشاركة السنية في الانتخابات أعلى من نسبة المشاركة الشيعية.
اريد اقول الاخطر في المشهد العراقي هو مشهد المجموعة الكفيرية لان الامر يحدث حساسية عند السنة والشيعة. وعلى سبيل المثال قبل ايام العمليات التي استهدفت زوار الامام الحسين (ع) في الحلة كيف يأتي شخص ويفجر نفسه بين الزوار، هل يمكن لعاقل ان يصدق ان هذا مرتبط بالمقاومة هذا لا صلة له بمواجهة الاحتلال بل هو يقدم اكبر خدمة للمشروع الاميركي وبقائه اكثر في العراق.
هذه مجموعات تكفيرية ولا تحسبوا هذا المجموعات على اهل السنة وكلنا بكى للمشهد الذي حصل فلو قصفتهم اسرائيل كان اهون. لان هذه المجموعات تقتل من السنة كما تقتل من الشيعة ولا تميز بين مسلم سني وبين شيعي. هذه حالة خاصة واستثنائية ويراد من خلال كل وسائل الاعلام يرتكبه شيعي يتم تحريض الكل، وهنا يجب ان نكون حذرين وعلينا ان ندين ان نحاصر هذه المجموعات الذين يقتلون كلنا يقتل وكلنا يصاب.
خيارات امريكا
اليوم لم يبق امام امريكا سوى رهانين بعد كل هذا الفشل ، الاول المزيد من التطور العسكري من تهديد ضد ايران او في ما يهول به احيانا بعمل عسكري اسرائيلي ضد لبنان او سوريا والذي لن تكون نتيجته الا الهزيمة لامريكا واسرائيل والنصر للمقاومة.
ان اي هجوم عسكري امريكي على إيران او لبنان او فلسطين او سوريا لن تكون نتيجته الا الهزيمة.
الخيار الثاني هو التعويل على الفتنة السنية - الشيعية ولكن الحمد لله في اكثر من ساحة علينا ان نكون واعين لهذه الفتنة وبدعم بعض الحكومات في اكثر من بلد عربي واسلامي ما زلنا صامدين امام هذه الفتنة لذلك ليس امام الاميركيين سوى الفشل فليتركوا بلادنا وخيراتنا وليرحلوا.
الوضع اللبناني
لبنان جزء من وضع المنطقة والادارة الاميركية تنظر للموضوع على انه حال واحدة متراص هذه الليلة وغدا ليلة المئة يوم لاعتصام المعارضة الوطنية في ساحات بيروت ولبدء تحرك المعارضة الشعبي. في 1 كانون الاول 2006 من واجبنا ان نتوجه بالتحية الى كل الاخوة والاخوات الذين شاركوا في اعتصام المعارضة الوطنية اللبنانية في ساحات بيروت
ونقول لهم انتم كنتم تؤدون واجبا وطنيا حقيقيا وتقدمون جهدا مخلصا لاجل سيادة وحرية لبنان وكل محاولات تشويه الاعتصام لن تجدي نفعا ولم تجد نفعا.
عندما انطلقت المعارضة وعلى مدى مئة يوم وهي لم تعلن حربا على الفريق السياسي الاخر لم تقل له انا اريد ان احذفك او ان اشطبك بل نسعى لحماية لبنان وصيانة لبنان. وكان مطلب المعارضة تشكيل حكومة الوحدة الوطنية وعندما نزلت المعارضة الى الشارع اتى ذلك عندما فشلت كل الامور الاخرى. المعارضة لم ترفض مبدأ الحوار نحن نناقش في صيغ وشكل الحوار وانما لاعتبارات تتصل بنتيجة الحوار وايجابياته .
المعارضة رفضت الحرب الاهلية ولم ترفض ولن ترفض أي حوار يوصل إلى نتيجة. ان شكل الحوار الذي بدأ أمس نحن نؤيده ولا تضيعوا هذه الفرصة ولنتعاون لإنجاحها. مبدأ الحوار نؤيده ونبحث عن الحوار الذي يمكن ان يعطي نتيجة ونقدر كل الوساطات التي تنظر بايجابية للوضع.
وبعد مئة يوم ومع كل ما حدث اثبتت المعارض صدقها ووعيها انها لا تحرق المراحل ولا تتجاوز الخطوط الحمر المعارضة من الحرب الاهلية وترفض الانجرار إلى الاقتتال وليكن دائما الامر كذلك. نحن منذ اليوم الاول نبحث عن الحوار والحلول نعم لو جئنا وقلنا في البداية اننا نريد رئيس وزراء من جانبنا او حيادي وفرضت التسوية عليكم يمكن ان يكون هناك غالب او مغلوب.
كنا نبحث عن تسوية عن نتيجة عن مصالحة حقيقية وكل ما القي في وجه المعارضة من تحريض انتم قمتم به لوضع سدود.
نحن اليوم نقبل بالتسوية والحوار وكنا ننادي بهما ونتمى ان يستمر الحوار ونؤيده وكنا نقول منذ بداية الامر لابد من وصول إلى التسوية وامام الفرصة الموجودة الان علينا ان نتعامل لا نتفائل كثير ولا نتشائم كثيرا هناك ظروف مساعدة وهناك تدخل عربي واسلامي سوريا اعطت مواقف مساعدة هناك وسعي عربي مساعد ويمكن للسعي ان يؤدي إلى نتيجة بنظرة موضوعية. علينا ان نتوقع كل الاحتمالات اريد ان اقول لا تضيعوا هذه الفرصة وان نتعاون لانجاحها لان ذلك لمصلحة كل اللبنانيين واما هذه الفرصة اريد ان اذكر اللبنانين الذين عايشوا مراحل لبنان كلها إلى ان يعملوا مراجعة، الناس، القيادات، المجتمع الاهلي لا تجربوا ما حصل سابقا لا تعيدوا رهاناتكم الفاشلة إلى كل اللبنانيين بكل صراحة من يراهن اسرائيلي فرهانه فاشل الم يراهن البعض عليها وما الذي فعلته بهم في ال82 فانك تراهن على فاشل وعلى خاسر.
أيها الاخوة بدمائكم وتضحياتكم وبمقاومتكم انتهى الزمن الذي كانت فيها "اسرائيل" اسطورة وتفرض رأيها على احد في لبنان. واقول لهم ايضا لا تراهنوا على امريكا ولا تطلبو العون من امريكا لماذا فهم يبحثوا عن من يعينهم هل يلجئ مأزوم إلى مأزوم او عاجز إلى عاجز. واقول للمراهنين على "اسرائيل" واميركا لا تراهنوا على خاسر وفاشل ومأزوم
اريد انبه لقد اتو عام 82 وخرجوا وقال احد اللبنانيين لقد جاؤوا لحمايتنا واذا بهم يطلبوا منا حمايتهم بدل ان يحمينا الاميركيين. فامريكا دولة لا اخلاق وغداً سيضحوا بكم من خلال مصالحهم فالاميركي والاسرائيلي لا تراهنوا عليهم فلنأتي نحن كلبنانيين ولنتعاونا لنجد المخرج والحل والرهان يجب ان يكون داخليا.
نتمنى ان لا تلجأ القوى الكبرى أو بعض القوى المحلية إلى عرقلة الحلول المطروحة. المعارضة ستواصل اعتصامها المفتوح وسنواصل تحركنا ولان الاهداف تستحق المثابرة
اتمنى ان نوفق جميعا للعمل من اجل انقاذ بلدنا من محنته الحالية.