كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله في الليلة الثالثة من محرم في مجمع سيد الشهداء (ع) – الرويس 1-2-2006
قال الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله خلال المجلس العاشورائي المركزي في الرويس :"اليوم تعرض اثنان من المدنيين اللبنانيين في محيط منطقة مزارع شبعا لإطلاق النار من قبل المواقع الإسرائيلية، أحدهما نجا وعاد، أما الآخر فلم يظهر حتى الآن، وهما مدنيان وليسا من شباب المقاومة. هناك اتصالات وبحث وتفتيش وغداً يظهر الموضوع، لكن الرسالة التي أود قولها : إذا كان هذا المدني اللبناني معتقل عند الإسرائيليين عليهم أن يعيدوه إلى لبنان بسرعة وفوراً. ونحن لن نقف موقف المتفرج ونعد الأسرى اللبنانيين كيف يتزايدون في سجون الاحتلال، هذا غير وارد. ومن الآن أقول : إذا طلع هذا المدني اللبناني مقتول ومستشهد فإن المقاومة الإسلامية ستعاقب قتلته، ستعاقب القتلة. طبعاً، لا نتوقع إدانة من مجلس الأمن لأنه لن يدين، وأمريكا لن تدين، وحتى لو أدانوا هذا لا يوقف القتل. بكل وضوح أقول لكم قبل الفعل: إذا تبين هذا الأخ المدني اللبناني أنه مقتول المقاومة الإسلامية ستعاقب قتلته دون أي تردد ودون أي نقاش ولن تنتظر إذاً من أحد ولا رضاً من أحد ولا قبولاً من أحد".
وتطرق سماحته إلى ما يتعرض له رسول الله الأعظم (ص) من الإهانة، فقال:" نبي ورسول يؤمن بنبوته مليار وأربعمائة مليون مسلم، أكثر من خمسين دولة هي دول إسلامية، الدول الإسلامية تملك أول احتياط نفط في العالم وثاني احتياط نفط في العالم وثالث احتياط نفط في العالم، ويساء إلى رسول هؤلاء، ثم يطلع رئيس وزراء الدنمارك غير حاضر للاعتذار بحجة أن الصحيفة لم تخالف القانون وأن عندهم حريات! ما هذا المنطق؟ ثم بعد ذلك، قامت النروج وأخذت نفس الكاريكاتير ونشرته في صحفها، وحصلت ضجة في العالم الإسلامي. طبعاً، مطلوب مقاطعة البضائع الدنماركية والنروجية ولكنها ليست القضية التي تهز الدنيا. اليوم، أسوأ من ذلك، أتت صحيفة فرنسية وتضامنت مع الصحف الدنماركية والنروجية وقامت بنشر نفس الكاريكاتير. نحن مليار وأربعمائة مليون مسلم لا نتحمل أن يهين أحد نبينا ويقدمه بصورة كريهة كما قدمته هذه الصحف".
ورأى سماحته أن ما جرى في العالم الإسلامي بما فيه لبنان حتى الآن من احتجاجات ليست بمستوى الإهانة. وأكد أن المشكلة بدأت من يوم كتب سلمان رشدي آيات شيطانية، مشدداً على أنه لو قام مسلم ونفذ فتوى الإمام الخميني بالمرتد سلمان رشدي لما تجرأ هؤلاء السفلة من أن ينالوا من رسول الله (ص) لا في الدنمارك ولا في النروج ولا في فرنسا.
وسأل سماحته : "هل باستدعاء سفير أو مقاطعة بضاعة تحل المشكلة؟ الجواب لا. أنا أدعو فقهاء المسلمين وعلماء المسلمين وقادة الحركات الإسلامية وزعماء الدول الإسلامية وكل المسلمين إلى موقف صارم، لأننا إذا تسامحنا اليوم، الله يعلم ماذا سيصنعون غداً. اليوم، المطلوب موقف مختلف من الدنمارك إذا لم تعالج الموضوع ومن النرويج إذا لم تعالج الموضوع ومن فرنسا إذا لم تعالج الموضوع. هنا، لم يعد شيء اسمه : لبناني وسوري وفلسطيني ومصري وسعودي وماليزي وأندونيسي، هنا ، نبي مليار وأربعمائة مليون مسلم، وأنا واثق بأن هناك مئات الملايين من المسلمين حاضرون ومستعدون أن يقدموا أرواحهم من أجل أن يصونوا كرامة نبيهم. هذا الأمر بحاجة إلى جدية حقيقية من كل المسلمين ومن كل أتباع الديانات السماوية. وسوف نرى خلال الأيام المقبلة إلى أين ستتجه هذه القضية، لكن يجب أن نكون مستعدين وجاهزين لفعل أي شيء للدفاع عن كرامة نبينا محمد (ص)".