كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله في افتتاح الأنشطة الصيفية المركزية في شاهد بتاريخ 30-6-2006
حذّر الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله من الضغوط التي يمارسها على المقاومة الفلسطينية لإطلاق الجندي الإسرائيلي الأسير دون مقابل لأنّ ذلك سيغلق الباب أمام إطلاق عشرة آلاف أسير عند العدو، وكلام السيد نصر الله جاء في الإحتفال المركزي الذي أقيم بعد ظهر اليوم لمناسبة افتتاح الأنشطة الصيفية وتحدث فيه معاون رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله الدكتور بلال نعيم مستعرضا سير العمل في النشاطات الصيفية خلال الأعوام الماضية.
وركز السيد نصر الله في كلمته على دور هذه المخيمات التثقيفي والترفيهي، داعيا إلى الإهتمام بالجانب التربوي. وفي الشأن الفلسطيني استغرب سماحته كيف أنّ عشرة آلاف فلسطيني معتقل لا حق لهم بالدفاع عن أنفسهم في حين أن جندي إسرائيلي يؤسر يتيح لإسرائيل الحق بالدفاع عن نفسها. وقال : "الفلسطيني من أجل أنّ يحرر عشرة آلاف معتقل لا يحق له مهاجمة هدف عسكري ويُعْتَبَر هذا العمل إرهابيا في نظر الإدارة الأمريكية، بينما من أجل أن تتمكن حكومة العدو من تحرير الجندي الأسير يحق لها أن تدافع عن نفسها بأن تحاصر أكثر من مليون إنسان في دائرة ضيقة وأن تقصف محطات الكهرباء وتدمر الجسور وتقصف المؤسسات التربوية وأن تقتل المدنيين وأن تجوعهم وترعبهم، وحتى أن تقرر وتخطط لاجتياح قطاع غزة بكامله، هذا مسموح عند الأمريكيين".
أضاف : أسر المجاهدون في فلسطين جندياً إسرائيلياً فقامت حكومة العدو باختطاف نواب منتخبين ووزراء أعطوا الثقة من نواب منتخبين في عملية ديموقراطية، وسأل : أين حماة الديموقراطية وحماة حقوق الإنسان؟ وقال : الإدارة الأمريكية هنا لا تقف على الحياد ولو وقفت على الحياد "كان نص مصيبة"، ولو تعاطت بتوازن بين الجلاد والضحية "كان نص مصيبة"، ولكن هنا الإدارة الأمريكية تقف مع الجلاد لتكون شريكاً معه في الحصار والقصف والقتل والتجويع والإرهاب اليومي للشعب الفلسطيني ولكل المنطقة.
تابع : يوجد جدل موجود وهو هل يستحق أسر جندي إسرائيلي أن يتحمل كل الشعب الفلسطيني كل هذه المعاناة؟ ويأتي البعض ليسفه هذا العمل أو ليقلل من أهميته أو ليضعه في خانة الأخطاء الخطيرة والكبيرة التي ارتكبتها المقاومة في فلسطين، أبدا. المسألة ليست مسألة جندي إسرائيلي أُسِرْ حتى نناقش من هذه الزاوية، المسألة في الحقيقة عشرة آلاف معتقل في السجون الإسرائيلية ذنبهم الوحيد أنهم طلاب حرية وطلاب استقلال وطلاب سيادة وطلاب تحرير أرض وطلاب كرامة، هؤلاء الآلاف من المعتقلين في السجون الإسرائيلية هم قضية إنسانية وجهادية ووطنية وقومية بحق وبالتالي المسألة ليست مسألة جندي إسرائيلي، المسألة مسألة عشرة آلاف سجين وأسير ومعتقل في سجون الإحتلال يعيشون ظروف قاسية وصعبة، في سجون الإحتلال يوجد نساء ويوجد أطفال صغار، والعالم كله يسكت والعالم العربي يسوده الهدوء والسكون ويسيطر على قلوب الكثيرين منه الخوف والذل، مؤكدا أنّه في نهاية المطاف لا يوجد طريق ووسيلة لتحريرآلاف المعتقلين في السجون الإسرائيلي إلاّ هذه الوسيلة وإلاّ هذا الطريق.
وقال : "يقول الإسرائيليون الآن : لا نستطيع أن نسلم بمبدأ التفاوض لتبادل الأسرى، وهل بدأتم الآن! "طول عمركن مسلمين بهذا المبدأ"، واليوم في الحقيقة ثبات المقاومة الفلسطينية على موقفها ونحن نستوعب ونتفهم ونعرف حجم الضغوط الخارجية والداخلية التي تواجهها هذه المقاومة وتتعرض لها المقاومة في فلسطين، نحن نضم صوتنا إلى صوتهم وموقفنا إلى موقفهم ونقول نعم الأمر يستحق هذا المستوى من التضحية والمواجهة والثبات لأنّ القضية قضية مبدأ وقضية عشرة آلاف معتقل ولأنها قضية من يمكن أن يعتقل في المستقبل أيضا. ما يجري الآن هو مفصلي وليس حادثا عابرا وليس أمرا سياسيا عاديا، هو مفصل تاريخي، إمّا أن يثبت هذه المنهجية في قضية الأسرى والمعتقلين وإمّا أن يؤسس لمنهجية مختلفة".
وحذّر سماحته الدول والحكومات والأطراف والقيادات السياسية التي تضغط على المقاومة الفلسطينية لإطلاق سراح هذا الجندي الإسرائيلي بلا مقابل لأنّ نتيجة هذا الضغط لو أدّت إلى إطلاق سراح يعني فشل العملية، والمسألة لن تقتصر على فشل العملية وإنّما هذه المسألة ستشجع قيادة العدو على اتّباع منهجية مختلفة مع مسائل الأسر والأسرى والمعتقلين وبالتالي تسد الأبواب نهائيا على العشرة آلاف معتقل في سجون العدو.