
كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله التي ألقاها في عيد المقاومة والتحرير في مدينة صور بتاريخ 25-5-2006
كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله التي ألقاها في عيد المقاومة والتحرير في مدينة صور بتاريخ 25 \5\2006
ايها الحفل الكريم يا انصار الله وانصار رسوله وانصار المقاومة ،من الواجب علي ان اتوجه اليكم جميعا بالتحية والشكر والتقدير على مشاركتكم ،وعلى حضوركم الكبير وخصوصا الاخوة والاخوات والعائلات الشريفة التي جاءت منذ ساعات وجلست تحت الشمس ،ومشت لمسافات طويلة ،انتم كنتم هكذا وما زلتم هكذا وعليكم الرهان ،انتم الذين صبرتم تحت قصف القذائف والصواريخ.هذا يوم فرح فيه المؤمنون بنصر الله وتجسد فيه من جديد الوعد اللاهي في القران والانجيل والتوراة والزبور.تجسد الوعد الالهي بتمكينهم في الارض .وتجسد الوعد الإلهي بجعلهم ائمة وقادة وقدوة واسوة ونموذجا لكل شعوب العالم في المقاومة والتحدي وتجسد الوعد الالهي بوراثتهم للارض واستعادتهم لها من المحتلين والغاصبين والمعتدين وهذا يوم بارادة الله ومشيئته راى فيه الفرعونييون وجنودهم شاهدوا من المستضعفين المجاهدين ما كانوا يحذرون .فخرجوا من ارض لبنان اذلاء مهزومين وتحطمت اسطورتهم المزيفة تحت اقدامكم وتحت اقدام مجاهدينا ورجالنا ونسائنا واطفالنا .
اليكم والى اللبنالنيين جميعا الى شعبنا في فلسطين والى شعوب امتنا العربية والاسلامية ابارك لكم هذا العيد الوطني الكبير والعيد القومي الكبير والاسلامي الكبير الذي لم يستطيع احد ان يمحوه او ان يشطبه او ان يخرجه من وجدادننا لانه كتب بالدم الذي يجري في عروق مجاهدينا .
اول ما نستحضره في هذا العيد نستحضر الشهداء جميعهم .منذ اول قطرة دم سفحت على ارض لبنان في الصراع مع العدو الصهيوني ومنذ اول رصاصة اطلقت في فضاء لبنان في مواجهة هذا العدو . شهداء المقاومة الاسلامية في كل تياراتها وحركاتها وفي مقدمهم سيد شهداء المقاومة الاسلامية السيد عباس الموسوي ،وشيخ شهدائها العلامة الشيخ راغب حرب ،كل الشهداء ،شهداء افواج المقاومة اللبنانية (امل) وشهداء جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية وشهداء كل اطر المقاومة اللبنانية المختلفة شهداء الجيش اللبناني الوطني .وشهداء فصائل المقاومة الفلسطينية في لبنان .وشهداء القوات العربية السورية .وشهداء شعبنا اللبناني . ومعهم شهداء شعبنا الفلسطني المهاجر الى اخوانه في لبنان . هذان الشعبان العظيمان اللذان تحملا المجازر منذ مجزرة حولا الى العباسية والى صبرا وشاتيلا والى قانا والمنصوري والنبطية الفوقا وسحمر .الى كل هؤلاء الشهداء نتوجه الى ارواحهم الطاهرة بالتحية والسلام وطلب الرحمة لهم من الله وعلو الدرجات .ونتوجه الى عائلاتهم الشريفة .بالتبريك والاعتزاز والتاكيد لهم ان دم الشهداء الزكية والطاهرة ستبقى تجري في عروقنا وعروق ابنائنا واحفادنا وستبقى تبعث الحياة .
نستحضر تضحيات الاسرى الذين ما زالوا في السجون لنجدد معهم عهدنا والوعد نستحضر عذابات الاسرى المحررين الذين جاهدوا وصبروا واحتسبوا وانعم الله عليهم بالحرية نستحضر الام الجرحى وخصوصا لا زالوا يعانون الام الجراح واثاره الجسدية والنفسية .نستحضر تعب وسهر وعطش وجهاد المقاومين الابطال الاعزاء الذين لطالما هجروا البيوت وانسوا الجبال والوديان لا سيما الذين ما زالوا حتى اليوم يرابطون على خطوط المواجهة للدفاع عن لبنان .ونستحضر المعاناة اليومية لشعبنا الابي الذي صمد في الشريط الحدودي منذ عام 78 .وفي خطوط المواجهة وعلى امتداد الوطن وخصوصا في الجبهة الخلفية حيث كانت المعسكرات والاحتضان في بعلبك الهرمل والبقاع وعلى امتداد الوطن .
لا بد ان اجدد الشكر والتحية الى كل الذين ساندوا هذه المقاومة المنتصرة ودعموها وما زالوا ،من رجالات لبنان ومن رسميين رؤساء حاليين وسابقين ووزراء حاليين وسابقين ونواب حاليين وسابقين ومدراء وقادة وعلماء دين ومن قادة سياسيين ونقابيين ومن نخب المجتمع اللبناني المختلفة ومن وسائل اعلام والجمعيات الثقافية والاجتماعية والخيرية وبالتالي من كل رجل وامرأة وقف مع المقاومة خصوصا في ايام الشدائد والمحن .ولا بد ان اجدد الشكر لكل من ساند المقاومة ودعمها وما يزال في العالمين العربي والاسلامي من شعوب وحكومات وقوى واحزاب وشخصيات ومؤسسات واخص بالذكر سوريا شعبا وجيشا وحكومة بقيادة الرئيس الراحل حافظ الاسد ومن بعده السيد الرئيس بشار الاسد .والجمهورية الاسلامية في ايران شعبا وحكومة ومرجعية بقيادة الامام الراحل الامام الخميني (ق) ومن بعده بقيادة سماحة الامام السيد الخامينئي دام ظله .وهذا الشكر هو اقل الوفاء
جئنا هذا العام لنحتفل بالعيد في مدينة صور مدينة امام الوحدة الاسلامية والوطنية ومناهظة الاستعمار والانتداب والاحتلال الامام السيد عبد الحسين شرف الدين ،وجئنا الى المدينة التي انطلق منها امام كل المحرومين والمستضعفين والمجهادين وامام المقاومة في لبنان ومؤسسها سماحة الامام المغيب السيد موسى الصدر .جئنا الى مدينة صور لنؤكد ان طريقنا جميعا هو طريق الامام موسى الصدر .في حزب اله وحركة امل ومعنا كل مخلص في هذا الوطن .طريق موسى الصدر يعني طريق المقاومة والتحرير والعيش المشترك والوحدة الوطنية ورفض الحرب الاهلية ورفض الاقتتال الداخلي طريق موس الصدر يعني طريق الحوار والانفتاح وبناء الدولة العصرية ومعالجة الحرمان ومحاربة الفساد . طريق موسى الصدر يعني الايمان بفلسطين وبالقضية الفلسطينية طريق موسى الصدر يعني خيار الاخوة والصداقة والتكامل مع سوريا ومع كل اشقائنا العرب ومع كل محيطنا العربي والاسلامي .وفي مدينة المقاومة نجدد عهدنا لامام المقاومة اننا سنبقى اوفياء لطريقه .حزب الله وحركة امل وكل من يؤمن بهذا الطريق يجب اليوم ان اؤكد وبعد تجربة هذا العام والعام الماضي بين حزب الله وحركة امل والاسئلة الكثيرة التي تثار اعلاميا او قد يوشوش بها بعض الناس في اذان شباب من حركة امل او شباب من حزب الله ويوجه الينا السؤال واليهم السؤال ؟ من الاول ومن الثاني ؟ من التابع ومن المتبوع ؟ من اللاحق ومن الملحوق ؟ من ياخذ مكان ومن يشطب من يحذف من بعدما قاله دولة الرئيس الاستاذ نبيه بري قبل ايام . اود ان اقول لكم في مدينة الامام الصدر بين حزب الله وحركة امل كان هناك تحالف ولم يعد هناك تحالف لان حزب الله وحركة امل باتوا روحا واحدة وجسدا واحدا وارادة واحدة وموقفا واحدا يمشون معا ويقفون معا ويجلسون معا ويواصلون الطريق معا ويدافعون عن لبنان ووحدته الوطنية وعيشه الاهلي وعن سلمه وامنه واستقراره وهويته وعروبته ومع كل الشرفاء في هذا العالم .
ولذلك فلييأس من لا يحلوا له ان يجد لبنانيا يتحد مع لبناني ما بين امل وحزب الله لا نريده ان يبقى بين امل وحزب الله وانما نتطلع اليه ليكون حال كل التيارات السياسية وكل الاحزاب السياسية في لبنان لنتمكن سويا من بناء الدولة القوية المقتدرة العادلة العزيزة الكريمة المطمئنة لكل ابنائها وكل طوائفها والتي لا يوجد فيها ابن ست وابن جارية .ولا يوجد فيها منطقة مفضلة على منطقة ولا انسان على انسان .
جئنا الى مدينة صور والى هذه الباحة بالتحديد .الى جوار مقر الحاكم العسكري الاسرائيلي هنا ،الى هذه الارض التي كان فوقها مقر الحاكم العسكري الاسرائيلي ،والتي اقتحمها بسيارته المتفجرة امير الاستشهاديين احمد قصير ،وقتل من فيه واعلن العدو ان قتلاه في هذه العملية ما يقارب المائة ضابط وجندي والى هنا حيث نحتفل اليوم جاء شارون الذي كان في ذالك الحين وزير الحرب وقف هنا على حطام المبنى وعلى اشلاء القتلى ذليلا باكيا .منذ اول قطرة من دم الاستشهادي احمد قصير واول دمعة من عيون الطاغية شارون ومنذ اول شموخ للرأس لاحمد قصير واول انحناءة رأس لشارون في مدينة صور كنا منذ 11\11\82 كانت عيوننا مسمرة الى 25 ايار الفين .
كنا نعلم ان هذه الدماء وتلك الدموع ان هذا العز وذاك الذل نهايته الحتمية هو النصر ،العزيز والمؤزر ، احمد قصير فاتح عهد الاستشهاديين في الصراع مع العدو الاسرائيلي .اول عملية في تاريخ الصراع مع العدو الاسرائيلي بهذه الطريقة هي التي نفذها احمد قصير ،ولاول مرة في تاريخ هذا الصراع بعملية واحدة برجل واحد يقتل مائة ضابط وجندي .ولذلك اعلنت حكومة العدو الحداد 3 ايام ،وبعد احمد مضى الشهداء والاستشهادييون ومشت القافلة في لبنان واستمرت قافلة الاستشهاديين في فلسطين وتصاعدت واستمرت وصبرت وكان الانتصار .
في 25 ايار الفين تاريخ جديد في حياة امتنا المعاصرة نحن امة واجيال لم نعرف في تاريخنا المعاصر الا النكبة في 15 ايار عام 45 وبعدها عرفنا النكسة في 4 حزيران 67 .وشاء الله ان يبزغ فجر الانتصار في 25 ايار بين ذكرى النكبة والنكسة .ليقول لنا ان عصرا جديدا وتاريخا جديدا قد بدء ،قد دخلنا مرحلة الانتصار ولن يكون في مصطلحاتنا بعد 25 ايار لا نكبة ولا نكسة ولكن مقاومة وتحرير ونصر وانتصار .
شاء الله ان يبزغ فجر الانتصار لنخرج من عقد الضعف والوهن كعرب وكلبنانيين ومن الاحساس بالدونية ومرارة الهزيمة والياس والاحباط .في مثل هذا اليوم وقفنا في بنت جبيل في 25 ايار الفين وقلنا ان زمن الهزائم في مواجهة اسرائيل قد ولى وان زمن الانتصارات في مواجهة اسرائيل قد بدء .وبالفعل الاعوام الستة تشهد على ذلك .بعد انتصار لبنان بشهور قليلة كانت الانتفاضة المباركة في فلسطين وخرج العدو مهزوما من غزة كما خرج مهزوم من لبنان .وبعد تحرير الارض في لبنان كان تحرير العدد الاكبر من اسرانا في السجون الاسرائيلية واستقبلناهم في مطار بيروت في مشهد وطني رائع وان كان هناك اعزاء اخرون لنا ما زالوا ينتظرون . ان اعظم ما في واقعة اال25 من ايار ان الانسحاب الصهيوني من لبنان كان هزيمة مذلة وان العدو خرج بلا قيد ولا شرط ولا مفاوضات ولا اعتراف من لبنان ولا التزامات ولا ضمانات ولا جوائز ولا مكاسب . خرج لسبب وحيد هو عجزه عن البقاء في ارضنا لا في ارضنا رجال ونساء مثلكم مستعدين للشهادة .هذه الهزيمة المذلة يمكن القول بها ان الانتصار في 25 ايار دق اخر مسمار في نعش مشروع اسرائيل الكبرى ..انتقل الصهاينة الى مشروع اسرائيل العظمى التي تبنى كيانها على ارض فلسطين التاريخية وباحسن الاحوال تمنح للفلسطينيين حكما ذاتيا اداريا في قطاع غزة وبعض الضفة الغربية .ولتكون الدولة الاقوى في المنطقة والدولة الاكثر مهابة في المنطقة والاشد تاثيرا في اقتصاديات المنطقة وسياسات المنطقة وامن المنطقة .وعملت الادارة الامريكية وكل العالم على مساعدة اسرائيل لتنتقل من مشروعها الفاشل الى مشروعها الجديد ولكن بعد شهور قليلة من سقوط مشروع اسرائيل الكبرى انطلقت الانتفاضة المباركة في فلسطين لتهز بعنف مشروع اسرائيل العظمى .فاذا بالحدود التاريخية لفلسطين تتهاوى ،واذا باسرائيل العظمى تهتز واذا باعتى عتات الصهيونية .شارون يقدم خطة يتبناها اليوم خليفته الغير مبارك اولمرت وهي خطة الانطواء .
لتعرفوا معنى ال 25 من ايار وما اسس له ال 25 من ايار . وقيل اليوم من قبل عدد من المسؤولين بكل صراحة اذا كان عيد استقلال لبنان عيدا وطنيا بامتياز فان عيد المقاومة والتحرير هو عيد وطني وقومي وعيد للامة كلها بامتياز .في مثل هذا اليوم سقطت اسرائيل الكبرى وبعدها بقليل اهتزت اسرائيل العظمة وبعدها انتقلوا الى الانطواء والاختفاء .خلف جدار عال وباطون مسلح وظنوا ان حصونهم مانعتهم من الله ومن المجاهدين الاشداء ،خطة الانطواء هو بداية الهزيمة لمشروع اسرائيل العظمى .
بالفعل بدء زمن الانتصار وولى زمن الهزائم في مواجهة اسرائيل وتولد ايمان عظيم بقدرة شعوبنا على استعادة الحياة من فم الموت ،وعلى انتشال الامل من بطن اليأس .وتولد وعي كبير في امتنا يشخص العدو ويحدده .و سيل دماء الفلسطينيين في المقاومة وانتفاضة الاقصى عادت اسرائيل الى موقع العدو في وجدان الامة وثقافتها وفي عواطفها ووعيها . وبعد جهود مضنية سياسية وثقافية واعلامية لعقود من الزمن من اجل التطبيع مع هذا العدو والقبول به جارا انكشف بالكامل بفعل هذه الدماء والتضحيات .وانكشف موقع الادارات الامريكية المتعاقبة من هذا الصراع بفعل دعمها المفضوح واللا محدود على كل صعيد .واخر اشكال الدعم هو قرار الكونغرس الامريكي الذي يمنع تقديم المساعدات للفلسطينيين وللشعب الفلسطيني الا من خلال قنوات قانونية ويبدوا ان الذي يحدد القنوات هي اسرائيل .ومن يقدم المال للشعب الفلسطيني اليوم بات بحسب قرار الكونغرس ارهابيا وداعما للارهاب .ومن اجل ان نكون جميعنا في ( الليستة))ومساندة لهذا الشعب المحاصر والصامد والابي من واجبنا في عيد المقاومة والتحرير وبالرغم من الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة .نعلن اليوم وقوفنا الى جانب هذا الشعب في فلسطين وادعوكم في مشروع نسميه ( والفجر وليال عشر)من 25 ايار 2006 والى 5 حزيران 2006 حتى لا تتكرر النكسة نحن مدعوون لتقديم ما وسعنا من مال للشعب الفلسطيني .وسوف تقوم هيئة دعم المقاومة الاسلامية وبقية المؤسسات والأجهزة ومن يمكن ان يساعدنا في هذا المجال على جمع التبرعات التي يجب ان تقدم للشعب الفلسطيني ولتتسع لائحة الكونغرس الامريكي الى كل رجالنا ونسائنا وشيوخنا واطفالنا .وليس شرطا ان تقدم المساعدات الى هيئة دعم المقاومة الاسلامية ومن الممكن ان تقدم الى أي جهة نثق بها وتوصل هذه المساعدات الى مستحقيها .
تولد وعي كبير وايمان كبير واصبحنا نعرف العدو والصديق ولكن كان علينا جميعا ان نحفظ هذا الايمان وهذا الوعي وهذا الانتصار ولكننا امام عدو استعماري وماكر لا يعرف الكلل والملل وهو يعمل في الليل والنهار وبكل طاقته ليمحوا الامل من نفوسنا ويعيدنا الى اليأس وليسقط وعينا ويصبح العدو صديقا والصديق عدوا الامة اليوم على امتداد العالم العربي والاسلامي والشعوب خصوصا في وعيها ومشاعرها تعرف عدوها وتحدده وتشخصه ولكن هذا العدو وخصوصا في الثمانينات وبداية هذا القرن بدأ يشعر بوضوح ان هيمنته وتسلطه على المنطقة بات في خطر .امام وعي الامة ويقضتها وصحوتها وتحطيمها لحواجز الخوف واليأس وثقتها بربها وبنفسها ولذلك حشد منذ بداية الثمانينات حشد اساطيله وجيوشه الى منطقتنا .وقواعدهم على اليابسة في باكستان وافغانستان وتركمانستان والخ .....الى دول الخليج وشمال افريقيا ولكن هل استطاعت كل هذه الاساطيل وكل هذه القواعد وهذه الجيوش ان تهز قلوبكم وارادتكم ؟ الذين ارتجفت قلوبهم هم الجبناء ضعاف النفوس والعقول .كل الذين يؤمنون بان الله اكبر من امريكا ومن كل العالم ولا يمكن ان ترتجف قلوبهم او تهتز مشاعرهم .جاؤوا باساطيلهم وقواعدهم من اجل ان يباشروا السيطرة والادارة من خلال سفرائهم وجنرالاتهم وسفاراتهم المدعمة بالجيوش العسكرية ولا ادري ما اذا كانوا يحضرون في مكان ما من لبنان لتشييد قاعدة عسكرية من هذا النوع .وانا وانتم لا ننصحهم بذلك .
يخشون ان تتمركز سواعد الامة كلها في مواجهتهم ومواجهة مشروعهم لذلك لم يبقى امامهم سوى خيار وحيد وطريق وحيد وامل وحيد .والطريق هو اخر ما في جعبتهم من سحر ومكر .وكما العادة بمشيئة الله ينقلب السحر على الساحر واما المكر فيمقطه الله ليتنهي به نصرا مؤزرا .
ما هو اخر المكر ؟ يجب ان يخترعوا عدوا ويصنعوا للامة اعداء ليصارع بعضنا بعضا ويقاتل بعضنا بعضا . أي اختراع اعداء وهميين ولكن بسبب جهل بعضنا او تخلف بعضنا او عدم اخلاص بعضنا نقع في الفخ وننساق في هذا الاتجاه .في المقابل المطلوب ان نكشف هذا الزيف وان تبقى اصواتنا مرتفعة في كل ساحة وكل دار وعلى كل منبر .لنقول لامتنا مع كل الاخطاء والاخطار من هو العدو التي يجب ان تتوجه اليه الامة بجهودها وطاقاتها ،هم يريدون ان يخترعوا في امتنا ليس عدوا واحدا با اعداء .
مثل : عرب وفرس ، وترك ، وكرد ،وبربر ،وبلوش ،وطاجيك ، واوزبك ، ليتمسك كل منا بعرقيته ويصطف خلف عرقيته ويبني عند حدودها باطون مسلحا من الحقد والبغضاء ليصارع بقية ابناء امته .وايضا العدوات الطائفية وخصوصا بين المسلمين والمسيحيين في لبنان ومصر والعراق .وما الاعتداءات على بعض الكنائس في بعض البلدان العربية الا في هذا الاتجاه .واحياء النزاعات القطرية ليكون هناك عداوة لدى الشعوب العربية والاسلامية وهذا يفسر لنا بعض الشعارات العنصرية التي سمعناها في لبنان في بعض لحظات الغضب اتجاه الشعب السوري والفلسطيني هذا خطأ وخطر . ايضا المذهبية واخطر ما يعد لهذه الامة هو خطر المذهبية .وهذا ما تعمل عليه الادارة الامريكية سياسيا وثقافيا واعلاميا وامنيا وعلميا ودمويا هي والموساد الاسرائيلي الفتنة بين السنة والشيعة ,هذا هو الخطر الاكبر الذي يتهدد امتنا .ممكن ان ياتي مجنون واحد ليثير هذه الساحات في يوم واحد لانه يمكن ان يثير اسباب تاريخية قديمة جدا وشائعات كثيرة جدا واتهامات بين الفريقين وهناك من يجب ان يخرج من العصر ليعيش في التاريخ .وهناك من يهرب من المستقبل الى الماضي هؤلاء هم الضعفاء . اخطر ما تواجهه المة من محنة هو هذا الامر وهو ما يعمل عليه بالتحديد انطلاق من العراق .هذه المحنة تحقق نتيجتين للامريكي وللاسرائيلي ،النتيجة الاولى انه صرف الامة بالاتجاه الاخر ،اصبح هو بعيدا عن الخطر .والنتيجة الاسوأ هي ان الامريكي سيتحول من عدو الى ضمانة في العراق الامريكي يقدم نفسه بانه ضمانة للشيعة من ابو مصعب الزرقاوي ،ويقدم نفسه ضمانة للسنة ممن يقتلهم .ويقدم نفسه ضمانة للشيعة والسنة لحقوقهم السياسية ويقدم نفسه ضمانة للكرد في وجه العرب هذه هي الخطورة وهذا ما يعمل له على امتداد العالم العربي والاسلامي .وعندما تخطط امريكا لاسقاط نظام في أي بلد من بلداننا ليس لتقيم مكانه ايها الواهمون ليس لتقيم مكانه نظام ديمقراطيا بل لتدير البلد بسفير وجنرال ولتفتك باهل البلد ولتثير فيهم كل حساسياتهم العرقية والطائفية والمذهبية .هذا مكر خطير وسحر كبير لانه يستهوي ضعاف العقول والنفوس واصحاب المطامع .
تصوروا كيف يمكن لعاقل ان يصدق شائعة الهلال الشيعي ،ولكن المطلوب اخافة السنة من الشيعة والمطلوب اخافة الشيعة من السنة ليركض السنة الى امريكا وليركض الشيعة الى امريكا وليحتموا بها .
نحن في لبنان باسم من اثق بهم ويثقون بي اننا نفضل الموت والاستشهاد على ان تكون احضان امريكا واسرائيل ضمانتنا .هذا الخطر الذي يجب ان نواجهه على امتداد العالمين العربي والاسلامي .كمسلمين ومسيحيين كعرب وغير عرب .وبالدرجة الالولى كشيعة وسنة لاننا الاكثر استهداف بالفتنة التي يروج لها في وسائل الاعلام وتروج لها مراكز الدراسات ومفكرون وقتلة ومجرمون لان من يقتل سنيا هو مجرم ومن يقتل شيعيا هو مجرم .هؤلاء المجرمون والقتلة يستفيدون من كل العدوات المتاحة .
اذا استلهمنا روح وفكر السيد عبد الحسين شرف الدين من مدينة صور وعلو وهمة الامام موسى الصدر وتحملنا المسؤولية يمكننا ان نواجه هذه المحنة .
للعراقيين : باسم شهدائنا وشهدائكم وشهداء الاسلام وشهداء الامة وباسم كل العذابات التي تحملتوها من الطاغية والطغاة ،وباسم الامل والمستقبل نناشدكم ان تتحاوروا وتتلاقوا وان يمسك بعضكم في يد بعض لتخرجوا من الفتنة وليصبح السنة ضمانة الشيعة في العراق وليكن الشيعة ضمانة السنة وهكذا العقبات المختلفة والا لا عراق للسنة والشيعة وللعرب وللكرد .المشروع الحقيقي هو تدمير العراق وليس تقسيم العراق ولا يجوز ان نسمح لهم ذلك .
كلمة الى فلسطين : نناشدكم بشهدائكم وشهدائنا وبكل مقدساتكم ومقدساتنا واسراكم واسرانا
ان تتعاونوا ولا تسمحوا للفتنة بينكم ومن اكبر الاخطاء والاخطار هي ان يقتتل الاخوة الفلسطينييون فيما بينهم .ليس هناك أي مبرر للتقاتل والخصام .نحن معكم ونشد على اياديكم .غزة التي اصبحت عنوانا للعزة وعنوان للنصر لا يجوز ان يتكسر كبريائها في شوارعها وزواربها .
وفي لبنان : لا خيار امامنا سوى الحوار والتلاقي .اسوأ شيء هو التباغض والتقاتل .واجمل شيء التحاور والتلاقي لهذا فلنجلس ساعات طويلة على طاولة الحوار .وغيرها لنحل مشاكلنا من خلال التواصل لان أي تباغض بين اللبنانيين ممنوع .نحن لم نقطع مع احد ولا نؤمن بعد الذي جرى بالقطيعة مع احد نحن مع تلاقي اللبنانيين جميعا وفي هذا السياق كان تفاهم حزب الله مع التيار الوطني الحر ليعطي اضافة لبنانية وايجابية على الحياة السياسية اللبنانية لنخترق الطوائف والمذاهب والمناطق وليس لنشكل اصطفاف في وجه احد ولا لنستهدف احد .يجب ان نكون سعداء عندما نرى اللبنانيين المتباعدين لسنوات يلتقون ويتفاهمون ويجب ان ناسف عندما نجد اللبنانيين يتبغضون ويتباعدون ويتخصمون . ليس هناك خيار اخر .
الم يأن لمن يسمي نفسه اكثرية او لمن يسمي نفسه اقلية واقول للاقلية التي تمني نفسها ان تصبح اكثرية .يجب ان نفهم جميعا لبنان لا يحكم ولا يدار ولا يبنى بعزم طائفة ولو كانت كبيرة او صغيرة .نحن لا ندعوا الى تحالفات ثنائية نرفض ثنائية شيعية سنية في مواجهة المسيحيين او في مواجهة الدروز نرفض ثنائية شيعية مسيحية في مواجهة السنة او الدروز نرفض أي ثنائية في لبنان .لبنان لا يبنى بالثنائيات ولا يبنى بالثلاثيات هذا البلد لا يبنى الا بالاعتراف بجميع طوائفه وجميع تياراته ولا يحكم بالاكثرية والاقلية .ولذلك اذا كنا نريد ان نخرج من المأزق الحالي لا يكفي ان ننهي جدول طاولة الحوار .هناك قوى سياسية في الحكومة تهمش ويعمل على عزلها .اذا ارادت الاكثرية ان تخرج من مأزقها والاقلية ان تخرج من مأزقها الخروج الوحيد هو ان يعترف بعضنا بالاخر وايضا الفك بين الملفات لا يؤدي الى نتيجة لان المسائل في لبنان متداخلة فيما بينها .ولذلك هي بحاجة الى نهظة وطنية تقوم على اكتاف الجميع .الازمة الاقتصادية صعبة ومعقدة وكبيرة ولا يستطيع أي طرف على تحملها ولذلك علينا جميعا ان نضع ايدينا جميعا ببعضها البعض وننهض بالبلد ،ولا تفيدنا شروط البنك الدولي والدول التي انصاعت الى شروط هذا البنك نعرف ما حل بها انها اصبحت فقيرة وواهنة . لا تنظروا الى خلف المحيط انظروا الى الانسان في لبنان الشجاع والغيور الذي استطاع ان يسقط جبروت اسرائيل اذا وضعوا هؤلاء ايديهم بايدي بعض يمكنهم ان يواجهوا اعتى الازمات ويجب ان نحرص على الامن والاستقرار وان نعمل لبناء الدولة وعلى الصعيد الفلسطيني يجب ان يستكمل الحزار مع الاخوة الفلسطينيين على خطي الحقوق المدنية وقضية السلاح خارج المخيمات .اي حادث صدام هو حادث مستكر ومدان ومرفوض ،لكن يجب ان يحاصر ويعزل ولا يجوز ان يستغل للخروج على مقررات الحوار الوطني ندين أي حادث مؤسف واي احد يطلق النار على أي احد في لبنان .والسواتر الترابية والخطاب المتشنج او مشاكل الحدود ومذكرات التوقيف والاتهامات المتبادلة هي تفاصيل لمشكلة اعمق واكبر وبدل ان نستنزف في التفاصيل ونستنزف ساحتنا الداخلية علينا ان نركز جهودنا على معالجة اصل المشكلة الاخطر والاعمق .اتفقنا على علاقات مميزة وعلاقات دبلوماسية ولم نتفق على ترسيم الحدود .واتفقنا على فصل التحقيق الدولي في حادثة اغتيال الرئئيس الشهيد رفيق الحريري واجمعنا على ادانة هذا الاغتيال ونطلب الحقيقة ومحاكمة القتلة ومعاقبتهم ونحن من موقعنا نرى ان اغتيال الرئيس الحريري هي جزء من هذا المشروع الذي يستهدف الامة كلها ليصنع فيها الاحقاد والعدوات .ارادوا دم الرئيس الشهيد معبرا للفتنة ويجب ان نطلبه معبرا للوحدة .
انا انصح بالكف عن اللجوء الى مجلس الامن والى القوى الكبرى لان هذا اللجوء يعطل المسائل تعالوا لنركز على جهودنا المباشرة .اذا كنا نريد الحرب مع سوريا فلنستمر في اللجوء الى مجلس الامن والى السيدة رايز واذا كنا نريد علاقات طبيعية بين لبنان وسوريا ومميزة فهذه العلاقات تصنع بقبول الطرفين ولا تفرض فرضا .
في عيد المقاومة والتحرير اؤكد اننا منفتحون على النقاش بروح وطنية وقد عرضنا ما عندنا على طاولة الحوار بشفافية واضحة نحن مخلصون للهدف وهو تحرير الارض وحماية الوطن ولسنا متعصبين للوسيلة قدمنا رؤيتنا في الاستراتيجية الدفاعية فتفضلوا وقدموا رؤيتكم للاسترتيجية الدفاعية .ولا يكفي ان تناقشني فقط يجب ان تقدم البديل لان ما طرحته انا ليس امرا نريد ان نقيمه بل هو قائم . انت الذي تطرح تبديلا قل لي ما هو البديل .والبديل يجب ان يطمئن اللبنانيين جميعا ولكن بالدرجة الالولى يجب ان يطمئن اهالي جنوب لبنان ويجب ان نقدم لهم بديل يحقق لهم نفس التتيجة .نحن منفتحون على النقاش لا نريد ان نشكك في وطنية احد ولا بخلفية احد ونرفض ان يشكك احد بوطنيتنا وخلفيتنا .وندعوكم الى دراسة معمقة في 8 حزيران والى موقف تاريخي مصيري .
انا لا اطلب تكريما للمقاومة ولا تشريفا المقاومة نحن جميعا نطلب الشرف والكرامة من عوائل الشهداء لكن السنا في لبنان عندما يتحدث عن التجارب العظيمة في التاريخ المعاصر يتحدث عن المقاومة الفرنسية ( ليكن علم لديكم ان الحكومة الفرنسية التي حكمت فرنسا بعد التحرير منحت كل من كان انظم الى المقاومة الفرنسية من غير الفلرنسيين ومن الدول التي كانت تحت الانتداب الفرنسي الجنسية الفرنسية .للاسف نحن قدمنا الدم واستشهدنا وضحينا واتهمنا مع العلم اننا نملك الجنسية اللبنانية وابائنا واجدادنا لبنانيين من قبل الفتح العربي والاسلامي للبنان لكن البعض حتى الان لا يعترف بهويتنا اللبنانية وكانه يريد منا ان نقف على اعتابه وان نتسول منه شهادة بالوطنية . ان الذي يعطي الشهادة بالوطنية هو امير الاستشهاديين احمد قصير .اننا نطمع بالانصاف والعدل لان الظلم مؤلم وخصوصا ظلم ذوي القربى .