كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله في الذكرى السابعة والعشرين لاعتقال عميد الاسرى سمير القنطار 22-4-2005
مساحة مزارع شبعا 10452 كلم2 بميزان الكرامة والوطنية والسيادة والاستقلال .وسمير القنطار ويحي سكاف ونسيم نسر يعني 4000000 ملايين لبناني معتقل في السجون الاسرائيلية ،هذا ما قاله سماحة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في الذكرى السابعة والعشرين لاعتقال عميد الاسرى سمير القنطار في الاحتفال الذي اقيم بهذه المناسبة في قاعة ثانوية شاهد "طريق المطار "
وقال سماحته : بعد كل هذه السنين الطويلة التي أمضاها الأخ الأسير والمقاوم الكبير سمير القنطار في سجون الاحتلال ، تحضر فيها مناسبة وقضية كل أسير ومعتقل من يحي سكاف الى نسيم نسر الى كل الإخوة المعتقلين الفلسطينيين والسوريين والأردنيين والمصرين والعرب .ذكرى سمير القنطار هي قضية كل مقاوم ومجاهد ومحتجز في سجون الاحتلال.
وتحدث سماحته عن جانبين في موضوع الأسرى :
الجانب الأول : هو عندما ذهب سمير القنطار الى ساحة القتال لم يكن يتوقع ان يبقى على قيد الحياة وهذا حال كل أسير وجريح .وكل مقاوم يتخذ قرار المواجهة المسلحة فبعضهم يجرح ،وبعضهم يستشهد فيحقق أمانيه وبعضهم يعود حيا ،ليواصل درب الجهاد وبعضهم يعتقل لكن الكل تجمعهم إرادة الشهادة والجهاد وعشق لقاء الله والاستعداد للتضحية من اجل ما يؤمنون به . المهم بالنسبة الى هؤلاء الذين يجمعهم عنوان إرادة الجهاد والشهادة انهم مضوا من اجل هدف وذهبوا يقدمون اغلى ما عندهم لهذا الهدف ، مع حضور هذه العناوين يتأكد ما كنا نقوله خلال كل السنين والأسابيع القليلة الماضية بسبب الجدل القائم في البلد ،المقاومون ليسوا هواة قتال ولا حمل سلاح ولا معتادين على انهم أصبحوا أصحاب عادة يصعب عليهم تركها ،وليسوا مدمني حمل سلاح .ومن يقول فيهم ذلك يهينهم ويهين قضاياهم ويهين شهدائهم وأسراهم وجراحاهم وتضحياتهم ،وقد قيل فيهم هذا .وكنا نقول المقاومة ليس شغلا ولا مهنة لان من يعتبر المقاومة شغلا ومهنة فهو يتهم المقاومين بالارتزاق .سمير وإخوته من الشهداء والأسرى والجرحى والمقاومين هم أصحاب قضية وأعظم قضية واقدسى قضية يمكن ان تكون للبناني او عربي او مسلم او إنسان وبالتالي عندما نريد ان نناقش مقاومة هؤلاء ووظيفة مقاومة هؤلاء وسلاح مقاومة هؤلاء يجب ان نناقشها من هذه الزاوية بالتحديد .
عندما قبلنا وقلنا ان مسالة المقاومة هي مسالة لبنانية داخلية ،وتعني اللبنانيين وحدهم ،في مسالة المقاومة ووجوب المقاومة وحاجة الوطن والأمة الى المقاومة ،هذا جزء من مخاطبة الرأي العام وجزء من الحوار .نحن نرفض ان نخوض في التفاصيل ولكن ان نتحدث جميعا عن المبدأ،فلنتحدث عن لمبدأ.
وقال : الوفاء لكل الشهداء والجرحى والمحررين والأسرى في السجون ان نكون اوفياء لهدفهم .نحن معنيون من جهتنا ان نتمسك بالقضية والهدف حتى لو كان هذا التمسك يتطلب منا المزيد من التضحيات .الا اذا كنا لا نؤمن بهذا الهدف وهذه القضية .من هنا يبدأ النقاش ويبدأ الخلاف ويبدأ الحوار والى هنا يجب ان ينتهي .وهذا هو الحال الذي كان قائما في لبنان قبل 1982 وبعدها .
وسأل سماحته ؟ ماذا نتوقع ممن لم يؤمن بالمقاومة في يوم من الأيام ،عندما كان حق المقاومة واضحا مشرقا لا لبس فيه ولا مكان فيه لجدال ،عندما كانت القوات الإسرائيلية المحتلة تسيطر على نصف لبنان وترتكب المجازر وتصادر البلد وتفرض شروطها السياسية على لبنان وشعبه ،كان البعض لا يؤمن بمقاومتها بل يؤمن بالتعاون معها .واليوم المطلوب من هذا البعض ان يحسم مصير المقاومة ومصير سلاح المقاومة وان يكون رايه مساويا لأولئك الذين قاتلوا وقاوما واسروا واعتقلوا وهدمت بيوتهم وقتلت نسائهم وأطفالهم طوال السنوات الماضية .
من لم يؤمن بالمقاومة لا يمكن ان يناقش بحق المقاومة ،ونحن واضحين في هذا الامر .البعض ياتي ويناقشنا في مستقبل المقاومين ؟ لماذا يهملون همنا ؟هؤلاء الشباب في طيلة فترات المقاومة هم خيرة شباب لبنان ومتعلمين ومثقفين ولديهم امكانات عالية جدا وهم لم يغادروا المجتمع المدني ،حتى نجلس ونناقش عن كيفية إعادتهم الى المجتمع المدني .وميزة المقاومة في لبنان انها لم تغادر الى الثكنات والجبال والكهوف وتترك شعبها وأهلها ،ميزتها ان رجالها كانوا دائما يعيشون تفاصيل حياة شعبهم وقضاياه .وفي هذا الامر نرى ان البعض يحاول ان يقيس هذا الامر على أفغانستان .الأفغان العرب ماذا نعمل بهم بعد خروج الروس من أفغانستان .ونحن نقول ان المشكلة الحقيقية ليس المقاومة لا شبابهم ولا سلاحهم .
واضاف : الأمريكيون وجورج بوش يريدون ان يقنعوا اللبنانيين بان مشكلتهم هنا .في الوقت الذي مشكلة لبنان تكمن في عدوهم الذي احتل الأرض وما زال يحتل جزء منها .الذي اعتقل رجالنا ونسائنا وما زال يعتقل جزء منهم العدو الذي ينتهك سيادتنا والذي يهدد بلدنا ويعتدي على كرامتنا ويضع بلدنا في دائرة العدوان هذه هي المشكلة .التي يريد البعض ان يتجاهلها ويذهب الى النقاش الى المكان الخطأ .كل ذلك من اجل ان يقولوا عنا اننا منفتحون ونستجيب لما يطلبه العالم منا .
وفي الموضوع الداخلي قال سماحته :
نحن ندعوا الى تسويات ،بمعنى ان كل شيء في الداخل قابل للنقاش والحوار ،ما دمنا مصممين ان نعيش سويا وان يكون لبنان بلدنا جميعا فلا خيار امامنا سوى ان ندخل في مناقشات ومعالجات ,لكن في مواجهة العدو التسوية هي علامة ضعف ،اما في الداخل هي دليل حكمة وتعقل ووعي وحرص وإرادة عيش ،اما التراجع في مقابل العدو فهذا اول الوهن .غدا يقال لحكومة لبنان واللبنانيين يجب ان تتخلوا عن المقاومة ؟ نتخلى عنها . يجب ان يسلم سلاحها ؟ يسلم السلاح . ثم بعد ذلك سيطلب من لبنان حراسة الحدود مع فلسطين المحتلة ؟وبعد ذلك سوف يبدأ الضغط الأمريكي والأوروبي والمجتمع الدولي على لبنان لنتمكن من مساعدتكم في تسديد ديونكم وفي معالجة أزماتكم الاقتصادية يجب ان تعترفوا بإسرائيل ؟ونعترف بإسرائيل .ولكي نتمكن ونكون جديين هناك بعض الخطوات يجب ان تخطوها لكي تصبح مساعدتنا لكم فعلية يجب ان توقعوا اتفاقية سلام ؟وهكذا ندور في دوامة المطالب التي لا تنتهي .
وقال :في مواجهة العدو الصهيوني أرضنا خط احمر كرامتنا خط احمر سيادتنا خط احمر أسرانا سمير ونسيم ويحي خط احمر .ما دامت هذه العناوين قائمة ومفتوحة ،المقاومة لن تتخلى عن مسؤولياتها ولو تخلى عنها كل الناس .اليوم الوفاء لسمير ونسيم ويحي هو الوفاء للقضية والهدف الذي قدموا من اجله أغلى التضحيات والذي لا يمكن ان نحافظ على هذا الهدف والقضية الا من خلال استمرارنا في المقاومة ومواصلتنا لدرب المقاومة وطريقها .
الجانب الثاني : يرتبط بالأسرى.هذا الموضوع دائما كان يناقش وكان يقال قبل عمليات التبادل الأخيرة ان قضية الأسرى يجب ان تكون من مسؤولية الدولة والأحزاب وهيئات المجتمع المدني وحتى وسائل الإعلام المحلية تتحمل مسؤولية .والمقاومة تتحمل مسؤولية .
وقال من جملة ما طالبنا به ونطالب به في البيان الوزاري لهذه الحكومة الجديدة ان يكون هناك موقف واضح من قضية المقاومة وقضية الأسرى والمعتقلين اللبنانيين في السجون الإسرائيلية ..وان تعتبر الحكومة هذا الموضوع من أساسياتها وان تؤكد عليه في بيانها الوزاري حتى تأتي الحكومة الجديدة بعد الانتخابات وتتبنى هذا الأمر وليصبح هذا الموضوع امرا ثابتا في أي بيان وزاري .وأضاف : يجب على الحكومة اللبنانية ان تعترف ان هناك قضية عالقة ومجلس الأمن لا يعترف بها .الدولة يجب ان تقر وان تعلن للعالم ان هناك جملة قضايا عالقة مع العدو الصهيوني ومن جملتها قضية الأسرى .والكل معني بان يواصل العمل على المستوى الإعلامي والثقافي والشعبي .وهذا العمل لا تكمن اهميته في انه يشكل ضغطا على حكومة العدو .التي لا يضغطها شيء من هذا القبيل .
حكومة لبنان تنضغط .وكذلك الحكومات العربية .الإسرائيليون اخذوا قرار منذ مدة لتنظيم مظاهرات في أكثر من عاصمة في العالم من اجل رون أراد .هذه المظاهرات الإسرائيلية تشكل ضغطا لان العالم سيهتم بالإسرائيلي ويضغط على حكومات المنطقة .اما مظاهراتنا قيمتها ليس في انها تضغط على الإسرائيلي الذي لا يضغطه شيء .أهمية العمل الإعلامي والشعبي والحضور في المؤتمرات هي ان تبقى قضية هذه المجوعة من إخواننا حية نتذكرها والأهمية الثانية انها تشكل غطاء للخيار الحقيقي .
وقال ايضا : التفاوض من اجل الأسرى يمكن ان يستمر .لكن نحن نرفض ربط قضية الاخ سمير القنطار ونسيم ويحي في موضوع الطيار الإسرائيلي رفضا قاطعا .واذا استطعنا ان نصل الى شيء في موضوع أراد يفتح الأفق الى حل هذا جيد .ولكن ان يضعنا احد وفي مقدمه العدو او الجهات التي ترعى المفاوضات لتقول لنا لا يوجد حل لهذه القضية الا من خلال حل قضية أراد نحن نرفض ذلك لأننا نرفض ربط مصير إخوة موجودين إحياء بمصير إنسان مجهول مصيره بالكامل .وبكل صراحة نحن معنيون ونقترب اكثر من أي وقت مضى من ساعة الحقيقة في هذا الأمر في مسالة التفاوض .
وعندما نفشل في مسالة التفاوض التي بات حسم امرها قريبا .فلا يبقى امامنا سوى خيار واحد .وهو الذي أعاد الإخوة الأعزاء الذين موجود عدد منهم بيننا ألان .
واللجوء الى مثل هذا الخيار وفي هذه الظروف الصعبة التي يعيشها البلد هو امر محرج .ولذلك انا سألت قبل مدة واليوم أريد ان أجدد السؤال لشركائنا في الوطن .هذه قضية عالقة .كيف تريدون ان نعالجها وما هي الخيارات المتاحة لمعالجتها ،نحن نريد ان يعود إخواننا الى عائلاتهم .وأضاف البعض يقول ان مثل هذه القرارات يجب ان نتناقش بها ،هذا السؤال طرحته من ثلاث اشهر والوقت بات يضيق جدا ومطلوب أجوبة وراي ؟إذا أرادوا ان يقولوا ان سمير القنطار لا يعني لنا شيء ولنتركه في السجن ؟المطلوب جواب
وإذا كان هؤلاء الشباب يعنوا لنا شيء فلنتعاون على إخراجهم من السجون الإسرائيلية .
واضاف : عندما كان عدد المعتقلين اكبر في السجون كانت الإجابة على هذا السؤال محرجة أكثر للببعض .المسألة ليست مسالة أعداد بل هي مسالة إنسان .وذكر سماحته وقال : عندما حدثت عملية اسر الجنود بعد التحرير ،قال البعض انتم من اجل عشرين معتقل لبناني تريدون تخريب الدنيا ؟هذا هو المنطق العددي .
وقد يأتي من يقول ألان انه من اجل ثلاثة شباب تريدون تخريب الدنيا .
وفي موضوع المزارع قال : عندما نريد ان نزرع الأرض نحسبها بالأمتار وعندما نقيسها بمقياس الكرامة مزارع شبعا مساحتها 10452 كلم2 بميزان الكرامة والوطنية والسيادة والاستقلال .كذلك في موضوع الأسرى ان عدد سمير القنطار ويحي ونسيم الذين ما زالوا في السجون الإسرائيلية يعني ان هناك اربع ملايين لبناني معتقلين في السجون الإسرائيلية .هذه هي المعادلة .هذا نحن نفكر وحاضرين لمناقشة ما نفكر به .وأقول لكل اب وام في لبنان فليفرضوا ان الموجود في مكان نسيم ويحي ابنهم .ما هو موقفهم .ماذا يعني لنا هؤلاء في المقياس الوطني والعاطفي .
لا يجوز ان تنسينا كل التطورات التي حصلت في بلدنا مسؤوليتنا عن الأسرى في السجون الإسرائيلية وأنا اكرر اليوم هذا الالتزام وأعاهدكم بإرادة المقاومة وجهادها وصبرها لن يهدأ لنا بال قبل ان نحقق هذا الوعد سوف باتي يوم وقريب جدا يكون فيه سمير ويحي ونسيم بيننا وبين أهلنا وأحبائنا مهما تعرضنا لضغوط ومهما كانت الأخطار .