كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله في مؤتمر صحافي حول التحرك الشعبي بسبب برنامج تلفزيوني مهين ومسيء 5-6-2006
أكد الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله ان التحرك الشعبي الذي حصل ليل الخميس كان عفويا، داعيا الى اعطاء الاخطاء حجمها الطبيعي فقط، نافيا حصول محاولات للاعتداء على الاماكن الدينية، او عمليات تخريب ضد مراكز سياحية وتجارية وسكنية. كذلك نفى دخول المتظاهرين الى عين الرمانة او طريق الجديدة. وأعلن قبوله بتحقيق قضائي حول تعرض بعض الشبان للضرب. وحمّل كامل المسؤولية عما جرى لادارة المحطة التي بثت البرنامج الترفيهي. واعتبر ان الوزراء تعاطوا كخصوم سياسيين وليس كوزراء في دولة القانون والمؤسسات. وطالب المجلس الوطني للاعلام والوزارات بتحمّل مسؤولياتهم. وشدد على "اننا مع الحريات والترفيه ولكن من دون المساس بكرامات الناس، لافتا الى انه ليس هناك قوانين تبيح المسّ بكرامات الناس.
ولفت نصرالله الى "ان شبابنا تعرضوا لاطلاق نار في اثناء محاولتهم ردع المتظاهرين". وأكد انه لم يكن هناك وجود للسلاح بين ايدي شبابنا اثناء الاحتجاجات. وأبدى الاستعداد لدفع تعويضات للمتضررين جراء الاحتجاجات. واكد ايضا انه لم يحصل اي شيء مما ورد في بيان حركة 14 شباط حول الاحتجاجات. وشدد على ان المسؤولين في الحزب نزلوا الى الشارع لضبطه وتمكنوا بشكل سريع من ضبطه واذا اشار الى ان "كلنا مع الحريات العامة ولا يزايد احد علينا، لفت الى ان هناك من يستفيد من الاحتقان الطائفي في البلد. واول جهة تشعر بالخسارة من الاحتقان الطائفي هي المقاومة. ودعا الى ميثاق شرف بين الاطراف يتيح التعبير بشكل لائق بعيدا عن الشتائم. واكد ان ما حصل لن ينال من معنويات المقاومة والتزاماتها ومركزها. مشيرا لاى "اننا سنذهب الى طاولة الحوار ولدينا اجوبة عن كل الاسئلة.
عقد الامين العام لـ"حزب الله" مؤتمرا صحافيا ظهر اليوم شرح فيه التطورات السياسية الجارية في ضوء ما جرى ليل الخميس الفائت.
اعلن نصر الله في بداية مؤتمره انه مساء اليوم ينتهي مشروع الحزب "عشرة الفجر" وتاليا ان المال الذي جمع سيقدم الى الجهات المسؤولة والمعنية.
وشكر جميع الذين قدموا تبرعات التي تفاوتت بين الف ليرة وعشرة آلاف ليرة وعشرة آلاف دولار بحسب تفاوت امكانات الناس، لافتا الى ان ما جرى في الايام الاخيرة يمكن انه اثر على الحملة ولكنه لم يمس بجوهرها. كذلك شكر هيئة دعم المقاومة الاسلامية التي تولت تنظيميا واداريا متابعة الحملة وانجازها. وأكد استمرار الحملة لمَن يحب التبرع على رغم انتهاء المهلة.
ثم انتقل نصر الله الى الحديث عن الوضع الداخلي في لبنان فقال:
في الوقائع: مساء الخميس، عرضت محطة تلفزيونية محلية – ولا اريد الدخول في الاسماء – برنامجا. واعتبرت شريحة كبيرة من الناس ان هذا البرنامج مهين لها ومسيء. اذا اراد احد ان يكون علميا وموضوعيا يناقش اذا كان مهينا ام لا، مسيئا ام لا، الآن نوصف ما جرى. وكانت ردة الفعل العفوية والمباشرة ان جزءا من هؤلاء الناس – وليس جميعهم طبعا – الذين شعروا بالاهانة نزلوا الى الشارع ابتداء من الضاحية الجنوبية وقطعوا طرقات وحرقوا دواليبا – واريد ان اقول ما لنا وما علينا – امتد هذا الموضوع بشكل سريع جدا الى مناطق اخرى في لبنان.
في البداية، يجب التأكيد على عفوية التحرك، لأن بعض الجهات يصر ويقول ان هذا التحرك كان منظما، وهذا الامر غير صحيح. طبعا لا اؤكد على عفوية التحرك حتى اتنصل من المسؤولية، كلا، ستسمعون مني كلاما واضحا في المسؤولية. اريد ان اؤكد على عفوية التحرك، مثلا انا على سبيل المثال في ذلك الوقت، كنت في بلدة سحمر في بيت الشهيد يوسف علاء الدين. وكنت على لقاء مع بعض اهالي سحمر الذين عرفوا انني موجود وعزّيت أهل الشهيد وزرت إمام البلدة ولم اكن اعلم بما يجري. وفي طريق العودة، وطبعا انا لا اتحدث على الهاتف، يرد اتصال ان الناس في الشارع وتقطع الطرق. وسألت لماذا؟ فقالوا عن البرنامج قسم كبير من مسؤولينا عرفوا بالبرنامج وبما حصل بعدما اصبحت الناس في الشارع لأنه طبعا لا احد يفترض ان كل مسؤولي حزب الله او قياداته كانوا يشاهدون البرنامج واجتمعوا بسرعة وأخذوا قرارا وانزلوا الناس الى الشارع. فالبرنامج كان لا يزال يبث والناس اصبحت في الشارع.
اما الذي يحب ان يقول انه منظم فهو حر ماذا سأفعل له؟ علينا نحن ان نقول ما هو مقتضى الصدق عندنا وهو عليه ان يتهم كما يشاء.
اضاف: نزلت الناس الى الشارع ومنذ الدقائق الاولى عندما علم الاخوة المسؤولون لأنه كما قلت لم اكن موجودا، بدأوا اتصالاتهم وأنزلوا الكوادر حتى ان بعض النواب اتوا بهم من منازلهم، لضبط الشارع. لان الدنيا ظلام والشارع منفعل وغاضب ولا نعرف الى اين ستذهب الامور.
وقال: اؤكد انه لو كان العمل منظما لكنتم رأيتم اعدادا اضخم بكثير، واللبنانيون صاروا يعرفون حزب الله جيدا، وكنتم رأيتم صورة مختلفة ومنضبطة بالكامل. ثم اذا شاء حزب الله ان يعمل ردة فعل فلماذا يفعل ذلك في المساء؟ يستطيع في اليوم التالي اقامة حشد ضخم من بيروت ومن كل المناطق. نحن عادة لا نحتاج الى اسبوع واسبوعين لحشد الناس. في كل الاحوال، انصب الجهد كله لضبط الشارع.
وتحدث نصر الله عن جهد مشترك في الضاحية الجنوبية باعتبار ان حزب الله وحركة امل موجودون وحصل التواصل بين المسؤولين وجهد مشترك في كل هذه المناطق من اجل الامساك بالشارع، وايضا على مستوى الاتصالات الامنية والسياسية. فعلى المستوى السياسي كانت الاتصالات قائمة بين الاخوة ودولة الرئيس نبيه بري والعماد ميشال عون والنائب سعد الحريري ورئيس الحكومة، وعلى المستوى الامني مع الجهات الامنية: قيادة الجيش والقوى الامنية. حصل جهد كبير ونستطيع الادعاء انه امكن المسارعة الى ضبط الارض في الساعة الاولى بعد ذلك تم توجيه نداءات وكنت وصلت الى بيروت في الثانية عشرة ومباشرة وجهت نداء. وبدأ الموجودون في الشارع بالتجاوب وتم سحب الناس من الشارع.
اضاف: لا شك في ان حركة عفوية شعبية غاضبة تكون تركت بعض الاضرار. قطعوا الطرق صحيح، حرقوا الدواليب صحيح، لكننا في الليلة نفسها وبالتعاون مع جهات اخرى والدفاع المدني نظفنا الطرق حتى عندما تستفيق الناس تكون الحياة طبيعية وعادية، حتى اننا لم نرد تعذيب الحكومة بتنظيف الطرق وكان يفترض ان "ينضبّ" هذا الموضوع. طبعا بدأت في اليوم التالي موجة كبيرة جدا من التجني.
والتضخيم والتوظيف الخاطىء الذي يزيد الاحتقان والتهديد في البلد لا يريح البلد، سأطرح بعض العناوين لشعوري بالمسؤولية تجاه الناس وقبل ذلك اقول: نحن جهة اذا اتخذنا القرار بانزال الناس الى الشارع نتحمل كامل المسؤولية، لكن اذا اراد الناس الذي يحبوننا ويؤيدوننا والذين غضبوا لاجلبنا ان ينزلوا الى الشارع عفويا فنحن لا نتبرأ منهم بل نتحمل كامل المسؤولية لم ندع الناس الى النزول لكن نتحمّل المسؤولية، بالنسبة الى ما حصل ليل الخميس فمن لحق به اذى او ضرر او يبحث عن طرف يحمّله المسؤولية نحن في "حزب الله" وانا حسن نصرالله نتحمل المسؤولية والامانة تقضي ان نبقى مع هؤلاء الناس لان خلفية تحركهم كانت صادقة ونقية ووفية. ثمة ثغرات في شكل الاداء فالناس ليست معصومة ونعترف ان هناك اخطاء لكن يجب ان نعطيها حجمها الطبيعي.
اضاف: أود مناقشة بعض العناوين في شكل سريع لاقول لو ان هذه التظاهرة وهذا الاحتجاج حصلا بطريقة مختلفة كان من حق الناس ان تخاف لكن اذا نظرنا الى الامور بطريقة واقعية فهذا الحجم من الاحساس بالاهانة ورد الفعل والنتيجة والحجم المحدود من الاضرار نجد ان الناس حتى عندما تنزل الى الشارع بعفوية ترتكب بعض التجاوزات لكنها تحافظ على نسبة كبيرة من مسؤوليتها الاخلاقية والشرعية والوطنية.
وقال: في بيان هيئة المتابعة لقوى "14 شباط" جاء:
1- "محاولات الاعتداء على بعض المراكز الدينية": اين حصل محاولات اعتداء على مراكز دينية، هناك اشارة الى كنيسة مار مخايل كما ورد في بيان وزارة الداخلية، انا اصحح لم يكن من محاولة للاعتداء على كنيسة مار مخايل ولا احد كان في نيته الاعتداء على كنيسة مار مخايل. عندما قررنا ضبط الارض اتخذنا احتياطاتنا في الاماكن الحساسة، المساجد، الكنائس وطلبنا من الشباب التواجد في شكل اساسي حتى اذا اتى مدسوس او أحمق للاعتداء نحن نمنعه والاجراء كان احتياطيا لكن اؤكد عدم حصول محاولات اعتداء على اي مركز ديني.
2- "الهجمات الغوغائية على الاحياء السكنية والتجارية والسياحية والامعان فيها حرقا وتخريبا": كل وسائل الاعلام والناس شاهدة هل اذا احرقت هذه المحال والاماكن يختفي الحريق فجرا، فأين هي هذه الاحياء، فليقل احد "يا سيد نهب محلي" وأنا اتحمل المسؤولية، اين هؤلاء؟ هذا بيان هيئة متابعة قوى تدير البلد اليوم. ما هذا المستوى الراقي في تقديم الاحداث؟ لم يحصل اي شيء من هذا القبيل، لم يتوجه احد الى الحدث ولا الى عين الرمانة حيث كان الجيش وعناصر "حزب الله" و"امل" لمنع اي تقدم. وفي الثالثة فجرا بعدما ذهب كل الى منزله حاول عدد من الشبان على دراجات نارية الدخول الى عين الرمانة فمنعهم الجيش واعتقلهم. وحتى في الطريق الجديدة لم يحصل اي شيء وأنا متأكد مئة في المئة وتدخلت في التحقيق واستندت الى بيان "الداخلية" ومعلومات الجيش وقوى الامن وحتى في الاشرفية حصل لغط حول الحادث المرتبط بنجل الرئيس امين الجميل، بيان "الداخلية" ذكر بداية انه لم يضرب على أيدي المتظاهرين ثم غير وزير الداخلية ذلك، واشار الى انه بعد التحقيق تبين عكس ذلك، انا أقبل بتحقيق قضائي خصوصا ان 3 وسائل اعلام مرئية عرضت فيلما يظهر الحقيقة واتهمت بالتحريض. وزارة الداخلية تعرضت لضغط سياسي فغيرت كلامها، واقول للرئيس الجميل نريد تحقيقا قضائيا واذا تبين ان احدا من المحتجين ضرب هؤلاء فنحن نتحمّل كامل المسؤولية بمعزل عن هوية المحتجين أكانوا من "حزب الله" اولا، فقد قامت حملة تحريض استعملت في خلالها عبارات غزو المناطق المسيحية وتقديم المسيحيين وكأنهم مكسر عصا. بالنسبة الينا لا احد مكسر عصا لا المسيحي ولا السني ولا الدرزي وهذه لغة مسؤولي الدولة. نحن نعتبر ان كل لبناني هو منا وحبيبنا وكرامته من كرامتنا ودمه دمنا لا تقسيم ولا تمييز عندنا ابدا.
اضاف: في موضوع الاسلحة، اتمنى ان يأتوني بفيلم واحد يدل الى ان الاسلحة كانت موجودة، لم يكن هناك اي قطعة سلاح. على العكس، غيرنا اطلق النار، فهذا الجريح اطلقت عليه قوى الامن النار وورد ذلك في تقرير وزارة الداخلية، ان فلاناً في المستشفى وقد ورد اسمه، اطلقت عليه النار من قبل القوى الامنية، بسبب انه اقترب من السيارة او اعتدى عليهم او ما شابه.
وقال: على الكولا، اطلق اشخاص النار على شبابنا وهم "يضبّون الناس. عندها لم نحب ابراز الموضوع لان لا مصلحة لنا كثيرا في اخذ الامور الى التصعيد. في كل الاحوال، هناك ادّعاء عن وجود سلاح وهذا ادّعاء هادف وليس بالصدفة. هناك محاولة للقول ان هذا السلاح ظهر في هذه المشكلة وهم من يعرفون انه في حالات اشد من هذه مثل 13 ايلول 93 كنا مقتولين في الشارع ولم ينزل سلاح، فضلا عن ان ينزل سلاح في ليلة الجمعة.
جرى حديث عن ممتلكات عامة عظيم، اين هي الممتلكات العامة؟ البعض قال ان الشارع ممتلكات عامة. نحن نقول صحيح، نزلت الناس الى الشارع وقطعت الشارع وحرقت دواليب في الشارع، هذا الامر يحصل في اي مكان في اي حركة احتجاج. فأين يحتجّون؟ على سطوح البنايات؟ سيحتجّون في الشارع. اذاً الشارع مقصود قوى 14 شباط انا موافق معهم، حصل اعتداء على الشارع اننا نزلنا الى الشارع لكن هم لا يقصدون ذلك. الاملاك العامة يعني اموال الناس مؤسسات الدولة. حسنا، دلوني الى المؤسسات العامة التي تم نهبها وحرقها والاعتداء عليها وعلى املاك الناس. نص بيان وزارة الداخلية الذي لم تتراجع عنه الى الآن، حتى اشعار آخر، ورد في رابعا: "الاضرار المادية سيارة، زجاج، كذا، 3، 4 سيارات واجهة، محل او شيء من هذا القبيل". وفي هذه القضية اود ان اقول، انه عندما تبينت الاضرار قلت للاخوان نحن لا نطلب من الذين تضرروا بأن يأتوا الينا، كلا. طلبنا احضار عناوينهم من القوى الامنية والتفتيش عمّن تحطم زجاج سيارته او زجاج محله وهي حالات على عدد اصابع اليد الواحدة. وطلبنا من الاخوان الاتصال بهم والذهاب اليهم والاعتذار منهم وتقديم التعويضات لهم. انا سأدفع التعويض ولن "أدفّع" رئيس الوزراء اي تعويض. نحن سندفع، واين المشكلة. وان كان بعض هؤلاء، وانا اشكرهم ولن أذيع الاسماء. تم الاتصال بهم امس لكنهم رفضوا قبض التعويض طالبين اعتباره تبرعا للمقاومة. وهم من اخواتنا في بيروت، الذين يقولون اننا جعلناهم مكسر عصا. واذا شاء هؤلاء لاحقا اعلان اسمائهم فان شاءالله يعلن الاخوان ذلك، هكذا تتصرف الناس.
وقال: كذلك قيل عن ترويع المواطنين. فأين حصل ذلك؟ وعن اعتداءات خطيرة على مواطنين ابرياء وعلى الاملاك العامة وهجمات غوغائية ومحاولات اعتداء على المراكز الدينية. هذا يكشف لنا المستوى الذي تتعاطى به هذه القوى السياسية الموجودة في الحكم مع حادث من هذا النوع. عندما نكثر الكذب معنى ذلك ان لدينا مشروعا سياسيا لا نجد له مادة حقيقية، وسنستخدم له مادة مخترعة. فاخترعوا كل هذا الكلام الذي لا اساس له من الصحة. اما ان تقول لي نفس الاحتجاج نفس النزول الى الشارع نفس قطع الطريق، وهناك ملاحظة على ذلك، فلا مشكلة، هذا الامر قابل للنقاش ويمكن ان يكون صوابا او خطأ انا لا انفي كل شيء، وليس صوابا ان اقول انا او غيري ان مساء الخميس لم يحصل شيء نهائيا وكانت الناس "تشم الهواء". اكيد ليس ذلك لكن ايضا مساء الخميس لم يحصل اطلاقا ما قاله بيان 14 شباط.
اضاف نصر الله: سمعت كلام معد البرنامج على المنار وعلى شاشات اخرى ووضح وشرح وكان عنده ايضا الشفافية بأن يعتذر. واعتبر ان هذا الشيء مقبول منه ومعقول ولا اعتبر انه لدينا مشكلة كحزب مع معدّ البرنامج. اما مساء امس لم اتابع ما قال او صوّب او شتم او أخطأ. لكن سأبني على ما سمعته ليلة الحادث. اعتبر ان كلامه معقول ومقبول لكن في رأيي من يتحمّل المسؤولية هو المحطة التي بثت البرنامج. لست اقصد لا المراسلين ولا الموظفين بل الادارة التي تأخذ القرار وتشرف. وفي النهاية ان الادارة هي التي تتحمل المسؤولية المفترض ان يكون لديها مستوى عال من الوعي السياسي والخبرة والتجربة وتعرف وضع البلد ويفترض بأي وسيلة اعلام تتوجه الى بيئة معينة الى شعب مثل الشعب اللبناني ان يكون لديها فكرة عن ثقافات الناس وتقاليدهم وعاداتهم وحساسياتهم، فهذا منطقي طبيعي، عندما تكون محطة نحن نفترض انه اكيد تحترم نفسها.
في كل الاحوال، حتى هذه اللحظة المحطة هي المسؤولة عما حصل، والمجلس الوطني للاعلام اتوجه بالشكر الى رئيسه واعضائه الذين اجتمعوا وأخذوا موقفا أملته عليهم مسؤوليتهم القانونية والاخلاقية والوطنية. لكن الموضوع توقف عند هذا الحد. اريد ان اقول ما يأتي: انا شخصيا لا اطلب شيئا وناقشت مع الاخوان في قيادة الحزب وقالوا نحن لا نطلب شيئا. لكن من المفترض، اننا في دولة قانون ومؤسسات. طبعا نشك، لان الوزراء لم يتعاطوا كدولة قانون ومؤسسات، تعاطوا كفريق سياسي. يقف ويقول لك انا خصم سياسي لـ"حزب الله". انت الآن وزير، اترك الوزارة واذهب الى لجنة متابعة 14 شباط وقل من هناك انك خصم سياسي لـ"حزب الله". لكنك الآن وزير لا تستطيع التحدث بهذه اللغة. دولة قانون ومؤسسات عظيم، لا مشكلة عندنا. قررنا ان تعاج هذا الامر دولة القانون والمؤسسات، ونحن خارج الموضوع وقد انتهى بالنسبة الينا. هناك مجلس وطني للاعلام وهناك وزارة اعلام وهناك مجلس وزراء فليتصرفوا، وانا لن اقول لهم كيف يتصرفون، ولن اعلق على كيفية تصرفهم، لأنه اذا تصرفوا جيدا مثل العادة سنشكرهم واذا تصرفوا خطأ يكون ذلك اضافة الى الاخطاء التي يرتكبونها وارتكبوها في خلال الاشهر الثمانية. نتمنى ان لا يتصرفوا خطأ في هذا الموضوع لأنه ليس ملكي وليس ملك "حزب الله" انه بالدرجة الاولى ملك كل الناس وخصوصا الناس التي هامت على وجوهها في تلك الليلة ونزلت الى الشارع من دون ان تنتظر اذنا من احد وعبّرت عن غضبها وعن سخطها. المسؤولية بالكامل هي عند الحكومة.
فلتتحمل هي المسؤولية. لكن عندي تعيب، لا اريد ان اعمل مناقشة قانونية او دستورية، طبعا اتمنى على الحكومة ووزارة الاعلام التصرف بشكل قانوني وليس فريقا سياسيا لحماية احد او محاصرة احد. التصرف وفق ضميرهم والقانون.
اود التعقيب على ما حصل يقولون لك حرية التعبير، وأن هذا البرنامج ترفيهي يحق له القيام بهذه الضجة، نحن مع الحريات ومع الترفيه ومع الضحك، وكما قالوا صحيح عندما ألقي خطاباً أمرر نكتة أو مزحة، فنحن لسنا معقدين أو عابسين، نضحك أيضاً ونحب البرامج الترفيهية لكن الآن لم تجدوا وسيلة لترفيه الناس إلا بهذه الطريقة.
فكرامات الناس ليست مهزلة ... فمنذ نحو سنة ونحن عرضة للنقد، والتجريح والاتهام والتخوين والشتم وكل ذلك يحصل يومياً في الإعلام والصحف من زعماء إعلاميين كبار ومن محطات تلفزيوينة تدعي أنها محترمة، ولم يؤد ذلك إلى تظاهرات، أداة سورية وإقليمية ومحورية، ومن يقول حرس للحدود وهذا مصطلح جديد وثانياً لسنا نعلم أين سنجدها؟ من أبو مصعب الزرقاوي أو 14 شباط أو أمريكا أو إسرائيل، ولم يتحرك أحد. ولكن أن استخدام الأشخاص وجعلهم مهزلة ومسخرة ومضحكة فغير مقبول، وإذا أردت اضحاك الناس بنفسك فأنت حر. وهذه وظيفة بعض الأشخاص الفكاهيين، أنا لا أتحدث لا عن مرجع ديني ولا سياسي، وعلى تناول أي انسان لبناني، وبأي قانون يجوز تناول أشخاص وجعلهم مضحكة للآخرين وفي أي دستور وأي أخلاق وأي قيم وأي شرف واي شهامة، ومن يرتضي ذلك على نفسه أو على شقيقه أو صديقه, إذا كان ثمة منا تتقبل تقاليده وعاداته هذا الأمر فليكن، نحن في لبنان بلد تنوع وتعدد الثقافات والأديان فليأخذوا علماً أنه اعتباراً من ليل الخميس الجمعة، هناك أشخاص في لبنان لهم تقاليدهم وعاداتهم ونمط تفكيرهم لا يتحملون هذا الموضوع، وإذا أرادوا إهانة بعضهم فهم أحرار، لكن عليهم التنبه إلى إهانة أي كان من تلك الشريحة لأنهم يتجاوزون بذلك الخط الأحمر. القضية ليست قضية ترفيه ولا حرية تعبير بل تعرض لكرامات لا أحد يقبلها. وأضاف "أنا أنصح المحطة التلفزيونية المعنية أن تستوعب، وأشك حتى هذه الساعة أنها استوعبت حجم ما فعلت ولو كانت استوعبت لكانت تصرفت بطريقة مختلفة، ولا أحد في لبنان ينفخ في رأس أحد، كلنا مع الحريات العامة، ونحن الأوائل في العشرين سنة الماضية، لعلنا كنا الناس الوحيدين الذين قتل شبابهم وصبايهم في الشارع لأنهم يعبرون عن رأيهم، إخواننا المسيحيين يتحدثون عن 7 آب عندما ضربوا وأهينوا في الشارع، لكن في 13 أيلول نحن تعرضنا لإطلاق النار ولم نقم بأي رد فعل، كنا نعبّر عن رأينا في الشارع من أجل قضية مقدسة، وهي ليست موضوعاً لبنانياً داخلياً، وهي عن اتفاق أوسلو، واتفاق أوسلو كان سبب كل مصائبنا حتى اليوم، ولا أحد يزايدن على أحد، نحن حريصون على المعالجة وإبقاء الأجواء المستقرة، الموضوع اليوم ، مسؤولية المحطة والمجلس الوطني للإعلام والحكومة اللبنانية.
أخيراً أنا على طاولة الحوار في الجلسة الأخيرة تحدثت أمام الحضور عن الاحتقان الموجود في البلد وعن عاداتنا السياسية، هذه العادات أليس لها تقاليد وعادات؟ إذا لم يكن ذلك موجود فلنضع تقاليد وعادات.
من أبسط الأمور أن نضع ميثاق شرف، ولننتقد بعضنا وربما تكون لغتنا السياسية صعبة قليلاً ونتهم بعضنا، لكن علينا أنا لا نشتم بعضنا. لأن الخطاب الإعلامي لم يعد إعلاماً بل "دكاكين شتائم"، هذا المستوى الذي وصل إليه البلد اليوم. ومن مقتضى الأخلاق أن يقبلوا بميثاق الشرف، بعض الأطراف لم تقبل بهذا الكلام، ومر وكأن لا شيئاً في البلد، لماذا؟ ببساطة لأن هناك أشخاص يستفيدون من الاحتقان ويريدون احتقاناً طائفياً ومذهبياً لتنفيذ مشاريعهم السياسية، وانا كحزب الله ومقاومة لا مصلحة لي في الاحتقان، أخسر ولا أربح، أنا شخصياً أعرف أني احظى باحترام وتقدير، لكن عندما نصب البلد داخل كتل طائفية ومذهبية ومناطقية، ونضع بين طائفة وأخرى كتلاً اسمنتية فهذه خسارة وطنية كبرى، نشعر بها أولاً. المقاومة التي لم تكن يوماً في هذا الإطار إلا عندما كانت تحشر وتضطر للرد.
وتابع:" أوجه الدعوة مجدداً إلى القادة السياسيين في البلد وإلى الخطباء وأصحاب الأقلام ووسائل الإعلام لوضع ميثاق شرف لمنع الإهانات والشتائم بحق بعضنا، البلد ليس بألف خير لأنه مليء بالاحتقان المتزايد، والأسباب تتراكم لازدياده، ثمة من يقول إننا نساعد فيه، صحيح. نحن مساعدون ولو من باب رد الفعل، لكن لا يجوز أن نستمر هكذا في لبنان، أهكذا تبنى دولة القانون والمؤسسات ونحن مشكلاتنا وأزماتنا؟ واجبنا تحمل مسؤولية الناس والسير معهم في اتجاه المصلحة الوطنية.
أقول للناس الذين تظاهروا نتيجة قلقهم، اطمئنوا لا داعي للقلق، كل ما يحصل لن ينال لا من عزيمة المقاومة ولا من إرادتها ولا من بصيرتها ولا من التزامها الوطني والأخلاقي، ولا من معنوياتها أبداً، وإذا كان ثمة من يتصرف في سياق معين ويظن أنه من خلال هذا الخطاب والأداء يمكنه أن يصل إلى محاصرة المقاومة وعزلها وإنهاؤها فهو مخطئ ومشتبه وأعده بأنه سيفشل إنشاء الله، لذلك فلنثق ونطمئن ونتصرف بأعصاب قوية.