حول تصريحات مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة تيري رود لارسن الأخيرة قبل مغادرته لبنان، أصدر حزب الله البيان التالي
حول تصريحات مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة تيري رود لارسن الأخيرة قبل مغادرته لبنان، أصدر حزب الله البيان التالي :
كان لافتا أن يشيد السيد لارسن لفظيا وشكلا على الحوار الوطني الجاري وبمقرراته ونتائجه، ومنها ما يتعلق بالإجماع على لبنانية مزارع شبعا ثمّ أن يفرغ هذه المقرارات من مضمونها عمليا من خلال عدم الإعتراف بمفاعيل هذا الإجماع والإصرار على إنكار لبنانية مزارع شبعا، الأمر الذي يشكل طعناً بما سبق وما قد يلحق من نتائج للحوار الوطني ويتناقض فعليا مع الإشادة به.
إنّ رجلا يمثل منظمة ترعى الأمن والسلام العالميين وعدم الإعتداء نتوقع منه أن يطالب المعتدي بإخلاء الأرض المحتلة عنوة وخلافا للقرارات الدولية وهي هنا مزارع شبعا اللبنانية حتّى لو صنّفها لارسن نفسه "سورية" حسب خرائطه لأنّ العدوان والإحتلال الإسرائيليان هما سبب المشكلة، لا أن يتغاضى عن ذلك ويقذف بالمشكلة إلى حدود البلدين الشقيقين لبنان وسوريا في موقف لا يمكن إلاّ أن يكون إبعاداً للأنظار عن العدوان المستمر باحتلاله وعن السبب الحقيقي للمشكلة.
ومن المنطلق نفسه، كان ينتظر اللبنانيون وفي مقدمهم عوائل الأسرى والمعتقلين في السجون الإسرائيلية موقفاً يعبر عن ضمير المجتمع الدولي لا عن تسلطية في شأن هؤلاء الأسرى أو على الأقل موقفاً تضامنياّ مع أهاليهم ودعوة للعدو لإطلاق سراحهم، لكن السيد لارسن نأى بنفسه عن هذا المطلب اللبناني المحق مثلما نأى عن كثير من الملفات المحقة العالقة بفعل استعجاله إلى تبرئة ذمة الإحتلال عبر استصدار موقف دولي يعلن قيام العدو بتطبيق مترتبات القرار الدولي 425 وهو الإعلان الذي جاء على حساب حقوق ومطالب الشعب اللبناني في الأرض التي ما زالت محتلة في أكثر من بقعة ، وفي إطلاق الأسرى ومنع الإنتهاكات المتكررة لسيادته برا وبحرا وجوا.
لقد أمعن السيد لارسن في الإساءة إلى اللبنانيين وشعورهم بالسيادة والكرامة الوطنيّتين أكثر من مرة لكن ذلك كان واضحا في نقطتين :
الأولى : محاولته تضليل الرأي العام بشأن الحدود الدولية للبنان مع فلسطين المحتلة عبر اعتبار الخط الأزرق المسمى بخط لارسن سيء الذكر عند اللبنانيين بأنه مطابق للحدود الدولية، وهو أمر غير صحيح من النواحي الواقعية والقانونية والسياسية، إذ أنّه وفقاً لمراسلات بين لبنان والأمم المتحدة وخصوصا التي جرت عام 2000 لا يمثل الخط الأزرق إلاّ خط التأكد من الإنسحاب الإسرائيلي وليس الحدود الدولية، مما يدعو إلى التساؤل حول الهدف من إرغام لبنان على التخلي عن الأراضي اللبنانية التي لم يعدها الخط الأزرق إلى السيادة اللبنانية.
ثانيا : في وصفه مقاومتهم بأنها ميليشيا متحدياً بذلك الشعور الوطني العام للشعب اللبناني الفخور بمقاومته وإنجازاتها، منتهكاً الإرادة العامة للدولة اللبنانية بأعلى رموزها وسلطاتها التي ترفض وسم المقاومة بهذه الصفة والتي تعهدت حماية المقاومة واعتبرتها تعبيراً حقيقا عن آمال الشعب اللبناني، وهو ما أقرته المؤسسات الدستورية وعلى رأسها البرلمان اللبناني.
ولمزيد من الإساءة إلى السيادة والكرامة ذلك التدخل غير المبرر للسيد لارسن في الشؤون الداخلية اللبنانية أو في علاقات لبنان الخاصة مع محيطه العربي وأشقائه، إذ نصب نفسه وصياً على تفسير اتّفاق الطائف وتطبيقه وتوجيه اللبنانيين انطلاقاً من هذه الوصاية الجديدة التي سبق ورأيناها في تدخله في شؤون الإنتخابات والرئاسة...
ونختم بالقول : حمى الله لبنان واللبنانيين من أمثال هذه الزيارة والتصريحات وحمى الحوار الوطني من توجيهات وإساءات المبعوث الدولي المتكررة.