كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله على شاشة تلفزيون المنار (مقابلة) بتاريخ 16-3-2005
الجزء الاول من مقابلة سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله على شاشة تلفزيون المنار بتاريخ 16/3/2005
أعدكم واعد المشاهدين الأعزاء ان اتكلم بوضوح وشفافية ومسؤولية وبشجاعة لان المرحلة حساسة جدا وتتطلب من الجميع تحمل المسؤوليات ، ويمكنني ان أتكلم طوال الوقت بما يرضي الجميع لكن نحن الان لا نتكلم لكسب شعبية او معركة انتخابات لجذب الاصوات .وانما نعيش مرحلة ترتبط بمصير بلدنا ووطننا والمنطقة .المرحلة صعبة جدا لذلك سأتكلم بما اعتقد وبما يمليه علي ضميري وديني ووجداني وانتمائي الوطني وقومي .
الحالة التي وصلنا اليها ان الوضع صعب ويوجد أزمة حادة وانقسام وطني نتيجة مجموعة تطورات دولية وإقليمية ومحلية ،ولا نستطيع ان نفسر ما يجري في لبنان على انه تطورات داخلية محلية ،هذا التفسير خاطئ او مجتزأ ويبقى كذلك اذا اخذنا التطورات الإقليمية او الدولية هناك تطورات إقليمية اضافة الى تطورات دولية ومحلية اجتمعت أدت من حيث المجموع الى الوضع الحاضر .
وخلاصة الأمر : انه في العام 2000 هزمت إسرائيل وخرجت من الأراضي اللبنانية باستثناء مزارع شبعا وتبقى تحتفظ في الأسرى اللبنانيين وبعد فترة وجيزة جدا تفشل المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية على إثرها تقوم انتفاضة الأقصى بعد زيارة شارون لمدينة القدس .وهذه الانتفاضة نتيجة القتل الإسرائيلي للفلسطينيين تحولت الى مقاومة مسلحة .بعد انتفاضة الأقصى كانت أحداث 11 أيلول ،أعلنت الإدارة الأمريكية استراتيجية جديدة في حربها على الإرهاب ،على إثرها قامت باحتلال أفغانستان وبعدها احتلت العراق وفتحت جبهة عالمية تحت عنوان الحرب على الإرهاب ،هنا أصبحت أولويات أمريكا في منطقتنا واضحة وملحة جد ا وما كان يمكن ان تتباطأ به في السنوات الماضية او تنتظر او تقبل تمهلا او مماطلة من بعض الأنظمة او الدول او الحكومات او الحركات باتت هي لا تتحمل وهي تتابع الان استراتيجيتها بشكل ملحاح .وتستغل الحرب على الإرهاب لاعادة رسم خريطة المنطقة ،في الأولويات في السابق قبل 11 أيلول بالدرجة الأولى الأمن الإسرائيلي وكيف نوجد تسوية لصالح إسرائيل ،كيف يتم الإجهاز على كل حركات المقاومة في المنطقة ،هذا ما كان قائما قبل 11 أيلول اما بعد 11 أيلول واحتلال أفغانستان والعراق أصبحت الأولوية بالنسبة لأمريكا فلسطين ،وأولوية العراق ،وبالتالي أصبحت سوريا ولبنان وطبعا إيران لان لها موقع استراتيجي جدا هذا في الوضع الإقليمي .
في الوضع الداخلي منذ العام 2000 لا شك انه بعد الانتصار الذي حدث في لبنان والذي هو إنجاز لبناني ولا شك ان سوريا ساعدت في الانتصار وحدثت إنجازات كبيرة في البلد منها التحرير وبناء الدولة والانتخابات والبلديات والمجلس النيابي والحكومة وبلد موحد وجيش .هذه هي الإنجازات لكن مهما كانت هذه الإنجازات كبيرة ،كان الى جانبها مجموعة من الأخطاء ،وتراكم الأخطاء من قبل السلطة واقصد الحكومات المتعاقبة ولا ننكر ما أشار إليه الرئيس بشار الأسد ،أخطاء سورية في ظل هذه الأخطاء كان هناك فريق معارض منذ بداية الطائف الذي لم يشارك به .البعض منهم موافق على الطائف والبعض الأخر غير موافق ولكن لم يشارك .بشكل عام كانت المعارضة مسيحية وهذا هو الواقع وهذه المعارضة كانت تنشط من البداية والجديد الذي طرأ في السنوات الأخيرة هو الخلافات في داخل حلفاء سوريا والخلاف بين بعض حلفاء سوريا مع سوريا ،اعني الأستاذ وليد جنبلاط الذي كان دائما حليف لسوريا وكان دائما موجود في السلطة هو ووزرائه بشكل مباشر ،وفي السنوات الأخيرة انتهت العلاقة .أيضا الشهيد رفيق الحريري كانت علاقته جيدة أحيانا كانت تسوء وفي اغلب الأحيان جيدة ،ولكن أحيانا تسوء وتتحسن ،وعندما وصلنا الى موضوع التمديد ،توترت علاقة وليد جنبلاط وعلاقة الرئيس الحريري توترت كذلك .وهنا حصل تشكيل جديد واصبح هناك معارضات بدل ان تكون معارضة واحدة .معارضة وليد جنبلاط سقفها وثوابتها وشروطها مختلفة عن معارضة قرنة شهوان وأيضا معارضة الرئيس الحريري هي معارضة مختلفة .عندها بدء هذا المناخ يكبر في البلد .لكن الأمور سارت بالمسار السلمي ،مظاهرة من هنا وصوت من هناك منذ التمديد للرئيس لحود وحتى الان .هذه المرحلة كانت ما قبل استشهاد الرئيس الحريري ،وجاء استشهاد الرئيس الحريري تزلزلت البلد ،وتصاعدت الأوضاع نحن أمام هذا التوصيف ،عندما نريد ان نحدد موقعنا وموقفنا يجب ان نرى هذا الموضوع بأكمله .وهناك أشياء استجدت بعد استشهاد الرئيس الحريري ،مثل موضوع التحقيق والدولة والأجهزة الأمنية وموضوع إجراء الانتخابات في موعدها او تأجيلها .
لكن كل مسار الأحداث التي مررنا بها أدت الى الأزمة الحالية واذا أردنا ان نعالج او نحلل يجب ان نأخذ كل هذه الأمور بالحسبان .
سؤال : الرئيس الأمريكي جورج بوش وجه إليك رسالة واضحة مفادها " على حزب الله ان ينزع سلاحه ويمتنع عن تهديد العملية السلمية في المنطقة اذا أراد ان يثبت انه ليس تنظيما إرهابيا ؟ لماذا لا تقبل بهذا العرض وتوفر على الحزب وعلى لبنان إمكانية نزع سلاحكم بطرق اخرى قد تكون مكلفة للغاية ؟
جواب : في الحقيقة ما قاله الرئيس بوش هو جوهر الموضوع في أهم ابعاده الاستراتيجية .اليوم الأمريكيين قبل العام 2000 مارسوا ضغوط كبيرة لنزع سلاح حزب الله ،على سوريا وعلى السلطة اللبنانية ولن تتم الاستجابة ، الإسرائيليين حاولوا نزع سلاح المقاومة من خلال القتل والحرب وكانت حرب ال1993 وال 1996 وفشلوا وفي نهاية المطاف خرج العدو الإسرائيلي مهزوم .بعد الانسحاب الإسرائيلي وانطلاق الانتفاضة داخل فلسطين الإسرائيليون ومن خلفهم الأمريكيين يعتبرون ان حزب الله هو تهديد ، الإسرائيلي بات يعتبر حزب الله مشكلة كبيرة جدا في عدة اتجاهات ،الإسرائيلي بعد هزيمته بات يعرف وبشكل واضح ان حزب الله يمثل قوة ليس فقط عسكرية بل قوة عسكرية وجهادية وشعبية كبيرة جدا ،وبالتالي وجود حزب الله في جنوب لبنان يجعل الإسرائيليين يفكرون كثيرا قبل ان يقدم على أي اعتداء على لبنان وبالتالي وجود حزب الله في لبنان يحمى لبنان من أي اعتداء إسرائيلي ومن أي هروب الى الأمام .ثانيا :وصل الإسرائيليين الى نظرية ان من يقف خلف العمليات والانتفاضة والمقاومة في فلسطين المحتلة هم حزب الله ،وهذا شرف لا ندعيه وهذا انتقاص من الفلسطينيين وشعبها وهذا ليس صحيح .عندما كنا نقاتل في لبنان كان الحديث يدور على ان سوريا هي التي تقاتل في لبنان في حزب الله /وإيران تقاتل في لبنان بحزب الله ،وعندما خرجت الانتفاضة في فلسطين اصبح الإسرائيليين يقولون ان حزب الله يقاتل في فلسطين بالفلسطينيين /هذا غير صحيح ،نحن بشكل واضح نؤيد شعب فلسطين وانتفاضته واي مساندة يمكن ان نقدمها له لم نتردد في ذلك ،لكن في الموضوع العسكري نحن واضحين وجودنا في الجنوب لحماية لبنان بشكل اساسي .
في موضوع السلاح : هذا السلاح الذي يقول الإسرائيليين يوميا انه يشكل تهديدا لدولة إسرائيل ،لكن هناك بعض الناس في لبنان " طبعا هنا الأمريكي مقتنع ان سلاح حزب الله يشكل حماية للبنان ،والأوروبي مقتنع والبرلمان الأوروبي مقتنع وكثير من دول العالم مقتنعين بهذا الأمر " الا ان بعض إخواننا اللبنانيين غير مقتنعين لانهم لم يستوعبوا ان هناك قوة عند بعض اللبنانيين باتت تشكل قوة ردع للإسرائيليين ولم يستوعبوا ان هناك مقاومة لبنانية هزمت إسرائيل في العام 2000 والبعض منهم تحدثه نفسه ان الإسرائيليين جماعة واقعيين وبعد 28 سنة استفاقوا على القرار 425 وقاموا بتنفيذه .لكن عند الإسرائيلي هذا الموضوع مغاير وعند الأمريكي محسوم وعند كل حلفاء وأصدقاء إسرائيل وعبيد إسرائيل في العالم هذا مسلم .
المطلوب هو نزع سلاح المقاومة في لبنان يعني كما يعتقد البعض بقاء لبنان بلا حماية وانتفاضة فلسطين بلا سند وفي نزع سلاح المقاومة يسقط أحد عناصر قوة سوريا في المنطقة .
سؤال : لماذا يتحمل حزب الله أيضا دعم الشعب الفلسطيني ومساندة سوريا لوحده ؟
جواب : نحن ندافع عن بلدنا والإسرائيلي هو الذي يفترض ما قلته لكن نحن أدائنا منذ البداية كنا نقاتل على الأرض اللبنانية ولم ننفذ عمليات في الجولان ولا في فلسطين المحتلة ،وبعد العام 2000 نحن موجودون على الحدود لندافع عن بلدنا ولكننا لم نكن في يوم من الأيام حرس حدود واذا الإسرائيلي اراد خرق حدودنا نحن نواجهه وفي المزارع لا زلنا نقاتل .
مطلب الإسرائيلي الحقيقي هو إنهاء عنصر القوة الأساسي الذي يمتلكه لبنان وليس الذي يمتلكه حزب الله ،لان هذه القوة هي تحمي لبنان ،ومنذ خمس وعشرين سنة لم يمر موسم سياحي جيد الا العام الماضي في ظل وجود سلاح حزب الله في الجنوب .وفي كل يوم يتهم الإسرائيلي حزب الله بأنه يقف خلف الانتفاضة في فلسطين لكنه لا يجرؤ ان يعتدي على أي هدف مدني وغير مدني في لبنان .
هنا ندخل الى 1559 شالوم يقول كل يوم ان الإسرائيليين برموا العالم كله حتى وصلوا الى القرار 1559 .وفي الداخل نرى ان البعض يقول ان الأمين العام يخون البعض ؟نحن نسال فقط ولا نخون أحد ووصل الأمر الى ان الإدارة الأمريكية وجهت نصائح الى الإسرائيليين ليسكتوا لان الأمريكي بات محرج .المطلب الأمريكي الحقيقي هو نزع سلاح المقاومة .
هنا الوجود السوري في لبنان لم يكن انسحاب القوات السورية الى ما قبل 1559 وقبل أسابيع : وقال "هذا برسم المعارضة " لم يكن مطلبا أمريكيا جديا لكن الفرنسيين جديين في هذا الأمر وليس بوش حريص على حرية الشعب اللبناني والسيادة والاستقلال ابدا أمريكا قبل العام 82 وما بعده لا يهماها ذلك وكلنا نعرف ان إسرائيل احتلت بلدنا وقضت على الحرية والاستقلال والسيادة ونصبت رئيسا للجمهورية وفرضت علينا اتفاق 17 ايار .بظل الدعم الأمريكي ولا يوم كان الأمريكي يسال عن السيادة والحرية والاستقلال .وكل المطلوب وانا أراهن انه اذا اتصل الرئيس الأسد بالرئيس الأمريكي وابدى استعداده لنزع سلاح المقاومة وسلاح المخيمات يعود الى بيروت .
وقال : انه قبل ثلاثة اشهر اتصل به أحد القادة في العالم وعرض على القيادة السورية انه اذا قبل السوريين بنزع سلاح حزب الله هناك عرض جدي بان يبقى السوريين في لبنان وينشروا ثلاث فرق من الجيش الى الجنوب .السوريين لم يخرجوا نتيجة المظاهرات التي حصلت بل نتيجة الضغط الدولي لكن جوهر الموضوع هو نزع سلاح المقاومة على الرغم من أننا نعرف ان هناك فريق من المعارضة مقتنع تماما بدور وفعالية المقاومة ونثق بهم ويثقون بنا وهناك البعض من البداية لم يقتنعوا بنا لا قبل الطائف ولا بعد الطائف ولا قبل التحرير ولا بعد التحرير .الموضوع الجوهري والهدف الحقيقي الذي هو نصب عين الأمريكيين والإسرائيليين هو نزع سلاح المقاومة وإسقاط اهم عناصر القوة التي يمتلكها لبنان في المنطقة .
سؤال : يبدوا ان الإدارة الأمريكية تضعكم بيم خيارين الخيار الأول مسالة إسقاط السلاح والخيار الثاني يذكر دائما ان يد حزب الله ملوثة بدماء الأمريكيين .وفي مظاهرة الثلاثاء استفتيم المتظاهرين هل تخشون الأساطيل الأمريكية ؟أجابت الجماهير لا نخاف .وكأنك أشعرت قطاع من اللبنانيين بأنك لا تمانع في ان تصعد المواجهة بلغة عسكرية حتى مع الأمريكان ؟
الجواب : الأمور المطروحة الان الأمريكي لا يهمه ما يحدث في لبنان ان ذهب الحكومة او تألفت حكومة وان جرت الانتخابات او لم تجري هذه الأمور بالنسبة اليه ثانوية ولكن بالنسبة الى فرنسا هذا الموضوع اهم .وبالنسبة للأمريكي الأهم له الان فلسطين والعراق واذا تجاوب الأسد مع الأمريكيين على حدود العراق وفي الموضوع اللبناني عندها يمكن ان تتغير الأمور .لان الأمريكي يركز على هذه النقطة خاصة بعد الفشل العسكري الإسرائيلي في نزع سلاح حزب الله يحاول ان يعالج هذا الموضوع من خلال الضغط الدولي والضغط الداخلي وإيصال الأمور الى مكان صعب .لكن اذا فشلوا في هذا استبعد ان يتدخلوا عسكريا لنزع سلاح المقاومة لان الان الأمريكان لم يخلصوا من العراق .ولدينا قراءة في هذا الموضوع نستبعد فيها التدخل العسكري الأمريكي المباشر .لكن هناك عند البعض قراءة مخالفة تقول بأننا دخلنا العصر الأمريكي .ونحن نقول ان المنطقة في أخر مراحل العصر الأمريكي .عندما تصل أمريكا الى مرحلة ان الجيوش والأنظمة والحكومات التابعة لها وللمعسكر الغربي عاجزة عن حماية المصالح الأمريكية والغربية في المنطقة ويخشى عليها من شعوبها ويفترض من الولايات المتحدة ان تأتى بجيوشها وأساطيلها يعني ذلك أنها وصلت الى أخر الحلول وليست بداية الحل .وفكرة التهويل بان الأمريكان قادمين نذكر انه كانت لهم تجارب سابقة .الموضوع ان الأمريكيين يريدون ان يحققوا مصالح إسرائيل وامن إسرائيل ولكن بأيدي لبنانية وصرخات لبنانية ودماء لبنانية وهذا ما نحذر منه .أنا أقول هذا شان لبناني عندما زارتني وفود من المعارضة او أخر وفد أرسله البطريرك قلت لهم بالنسبة لحزب الله كل شيء قابل للنقاش في لبنان وهذا لا يعني انه ليس لدينا ثوابت ومسلمات .وأفكار عندما نقول اننا في بلد واحد ومصيرنا واحد ومستقبلنا واحد من حقنا على بعضنا البعض ان نناقش كل شيء بمعزل عن النتيجة .ونحن في موضوع المقاومة هدفنا واضح هو حماية لبنان والشعب اللبناني والأمن والاستقرار في لبنان وحماية لبنان من أي أطماع وتهديدات إسرائيلية ولنستفيد من كل التجارب الماضية والحاضرة والفرضيات المستقبلية ودون املاءات خارجية من أحد ودون أي تدخل خارجي .
ـ أشرتم إلى نقطة هامة وهي حقيقة النظرة الأمريكية إلى الوجود السوري في لبنان وكيف أنّ هذ هالنظرة لم تكن بهذه الحدّة، لكن يفترض أّ، الدول العظمى لا تتعامل بقانون الصدفة، هناك التقاء أمريكي فرنسي يبدو أنّه تعرض إلى اتفاق أو طبخة ما حتّى يتم هذا التوافق على 1559 على الوجود السوري والمقاومة، ما الذي حدث؟
السيد نصر الله : طبعا التوافق الأمريكي الفرنسي وكيف طبخ الـ 1559 قيل الكثير وكتب الكثير، أريد أن أتحدث عن معلومة تضيء هذا الموضوع. هذه المعلومة مصدرها فرنسي وفي سياق رسالة طمأنة لنا.
ـ زعيم أيضا
السيد نصر الله : كلا ليس زعيما ولكنه أحد الكبار. في سياق طمأنة حزب الله اتجاه الموقف الفرنسي وأنّ الموقف الفرنسي حتّى بعد الـ 1559 لم يتغير من حزب الله وسترون أنّ فرنسا لن توافق على وضعكم على لائحة الإرهاب. حتى في الموضوع الفلسطيني رؤية الفرنسي وتوجهه وفكره لم يتغير. لكن في الـ 1559 المقاومة في لبنان مستهدفة والفلسطيني في لبنان مستهدف وحق العودة مستهدف بشكل أو بآخر وهذا يمس الموقف من القضية الفلسطينية؟ فقال بصراحة : الـ 1559 هو تسوية فرنسية أمريكية بمعنى أنّ الفرنسيين يريدون من القرار مسألتين، والأمريكيين يريدون مسألتين، هاتين المسألتين ضمّا إلى الأخريين أصبحوا أربعة مسائل وطلع القرار 1559.
الفرنسي يريد البند المرتبط بالمؤسسات الدستورية واحترام الدستور لمنع التمديد للرئيس لحود، ويريد إخراج القوات السورية من لبنان. وهذا ينسجم مع النظرة الفرنسية الجدية باتجاه لبنان والاهتمام به، وهناك حكي عن إدارة فرنسية للبنان في المرحلة المقبلة.
الأمريكيون قالوا لا مشكلة نحن نقبل بهاتين المسألتين لكن لنا طلبين، موضوع المقاومة تحت عنوان حل الميليشيات اللبنانية ونزع سلاحها وموضوع نزع سلاح المخيمات اللذين (الطلبين) على ما قاله الفرنسي لي هي مطالب إسرائيلية من أمريكا، ولا داعي ليقول لي ذلك وهذا معروف. لذلك أقول إنّ القرار 1559 هو تسوية أمريكية فرنسية، وحتّى هو بيعة فرنسية لإسرائيل بدليل أنّ وزير خارجية فرنسا عندما جاء لزيارة فلسطين المحتلة قال في المطار أنّ القرار 1559 هو خطوة أولى باتجاه تصحيح العلاقات الفرنسية الإسرائيلية أي الموضوع له علاقة بإسرائيل ولا علاقة له بالسيدة والحرية والإستقلال والوضع اللبناني من هذه الزاوية.
الأمريكيون كانوا يفترضون أنّه حتّى لو مشي القرار إذا نقدر على إقناع السوريين بتنفيذ الشق المرتبط بسلاح المقاومة وفلسطيني المخيمات ونأخذ منهم شيء له علاقة بالقرار ممكن هم أن يقطعوا هذا البند ويتجاوزوه، أمّا عندما يأسوا أصحب الطلب ملحاحا وجديا.
ـ لنتكلم عن البعد الداخلي للمقاومة، قلت أنّ حزب الله مستعد للحوار حول كل شيء دون شروط مسبقة، كيف توفق بين هذا الموقف وبين تمسك الحزب مسبقا بسلاحه، هذا التشبث بسلاح المقاومة ألا يحكم مسبقا على أي حوار بالإخفاق؟
السيد نصر الله : اليوم كل طرف في لبنان، بموضوع المقاومة أو بغيره، يعني بعض الذين سيأتون إلى طاولة الحوار أليسوا متشبثين بنزع سلاح المقاومة؟ فأقول لا أريد محاورتكم لأنكم متشبثون؟ كلا، تعالوا نتكلم. أنا متمسك بسلاح المقاومة لأنني أعتقد أنّ المقاومة ما زالت ـ في الصيغة القائمة حاليا ـ مقاومة سلطة جيش شعب هذه التجربة الموجودة في لبنان أنّها الصيغة الأفضل لحماية لبنان ولردع العدوان الإسرائيلي أو أي اعتداء إسرائيلي مفترض. مع ذلك نحن نطلب هدفا، نحن نريد أكل العنب وأن نحمي بلدنا وأهلنا وشعبنا وناسنا ودماءنا وأعراضنا وأطفالنا ونساءنا وسيادتنا واستقلالنا. لنجلس على الطاولة ولنتناقش، ربما يقتنعوا معنا بهذه الصيغة ويمكن أن يطرحوا صيغة أخرى مقنعة أكثر لا أدري، بالنهاية عندما نقول تعالو إلى الحوار يجب أن نكون مستعدين حتى لمناقشة الثوابت وهذا من الثوابت، حاضر أن أناقش الثوابت حتّى في إطار حوار.
ـ مستعد للتنازل عن بعضها هذه الثوابت؟
السيد نصر الله : إذا أحد يستطيع إقناعنا بأنّ الصيغة هذه أو تلك الإطار أو الشكل الفولاني يحقق نفس الهدف المرجو، نحن لا هوايات لنا ولا نمارس هواية بل نمارس هواية.
ـ في الجزء الخاص بالنظرة إلى المقاومة في الساحة اللبنانية. اسمح لي أن أسمعك صوتا آخر يقول أو ينظر إلى المقاومة باعتبارها مشيئة سورية وربما إيرانية، في الوقت الذي تفضلت وأشرت أنّ هناك عروض يمكن أن تقدم إلى سوريا لإعادة النظر في مجمل الملف ولسوريا موقفها في الآخر، ولكن ربما تسير الأمور بعكس ما تتمنون. أيضا هناك من لا يعتقد بأنّ إيران يمكن أن تدفع أثمانا باهظة من أجل حزب الله. إذا هناك من يرى أنّ حزب الله يفتح صدر لبنان لتلقي ضربات نيابة عن آخرين ربما لا يكون حزب الله بالنسبة إليهم قضية مبدئية.
السيد نصر الله: إيران ستدفع الثمن الباهظ بسبب حزب الله؟ يعني بسبب لبنان. الأمر ليس بالمقلوب. لقد طرحت ماضيا في خطاب الفكرة الآتية الأساسية: في عام 1948 قام الكيان الصهيوني، في عام 1949 صنع قرار الهدنة بين الكيان ولبنان، من عام 1949 إلى عام 1970 في الجنوب اللبناني لم يكن هناك حزب الله ولا منظمات فلسطينية، وكان هناك الجيش اللبناني والدولة اللبنانية والسلطة اللبنانية التي كانت محكومة بإدارة الدستور ما قبل إتفاق الطائف أي أنّ رئيس الجمهورية هو الحاكم الفعلي يعاونه رئيس الوزراء والوزراء. لنستقريء الوضع من عام 1949 إلى عام 1970، هل هذا الوضع كان حاميا للبنان من الإعتداءات الإسرائيلية ومن المجازر الإسرائيلية ومن إقدام الإسرائيليين على خطف رجال ونساء من الجنوب اللبناني ومن خطف طائرات مدنية من السماء اللبنانية ومن تدمير كل الطائرات المدنية الموجودة في المطار الدولي، لم يكن الناس يشعرون بأمن واستقرار في المناطق الحدودية بالحد الأدنى كل لبنان كان مهددا لكن المناطق الحدودية كانت مستباحة للإسرائيليين.
من عام 1970 إلى عام 1982 كان هناك وضعا آخر باعتبار مجيء المنظمات الفلسطينية بعد أحداث الأردن ويمكن أن يقال أنّ هناك وضع ملتبس بالبلد بين المنظمات وبين الجيش واتفاقية القاهرة، إلى الإجتياح الإسرائيلي عام 1982 للبنان حيث بدأت المقاومة إلى العام 2000 وهي مقاومة لبنانية على أرض لبنانية. حتّى في إطار المقاومة أريد التذكير أن تفاهم تموز وتفاهم نيسان تحديدا استطاعت ولأول مرة في تاريخ صراع بين مقاومة وقوة احتلال المقاومة أو لنقل الصيغة اللبنانية الفريدة ـ وعندما أقول لبنان فريد فأنا مقتنع ولا أجامل أحدا ولا أقول شعرا بل أتحدث عن صيغة فريدة حقيقية ـ وهي الصيغة الفريدة التي اسمها مقاومة وجيش وسلطة وشعب قدرت أن تكمل المقاومة وأن تحييد المدنيين، لذلك شاحاك رئيس الأركان السابق لجيش الإحتلال يقول إنّ تفاهم نيسان حمى المدنيين اللبنانيين وحوّل ضباطنا وجنودنا إلى أكياس ملاكمة يتسلّى بها شباب حزب الله. إذا تفاهم نيسان أسس للإنتصار في عام 2000، طوال تفاهم نيسان الإسرائيلي يقوم بحسابات إذا أرد ضرب بنية تحتية أو أن يقتل مدنيين أو ما شاكل لأنّ رد المقاومة جاهز. عظيم هذا لعام ألفين. من الألفين إلى الألفين وخمسة هنا النقاش، آتيني بالصحفيين والسفراء والمعارضة والموالاة وكل الناس، هل الجنوب آمن أم لا مستقر أم لا محمي أم لا، القرى الأمامية كلها مرجعيون وحاصبيا وبنت جبيل وقرى يارون ومارون وغيرها كلها آمنة والناس تسهر إلى أنصاف الليالي وتخرج في منتصفه وهذا الأمر لم يجرِ سابقا، لماذا لأنّ الإسرائيلي لا يجرؤ أن ينصب كمينا ولا يجرؤ أن يخترق الحدود ولا يجرؤ أن يزرع عبوة ولا يجرؤ أن يخطف مزارعا أو آمنا في بيته، من يؤمن هذه الحماية؟
ـ قلت قبل قليل أنّ إسرائيل قد تفكر في لحظة أن تهرب إلى الأمام، عندما يحصل ذلك سيتحول هذا الأمن إلى الإنفجار؟
السيد نصر الله : خلال أربع سنين ونصف إسرائيل فكرت كثيرا أن تهرب إلى الأمام لكن كان العقبة الحقيقية وجود المقاومة في لبنان والتنسيق بينها وبين الجيش ودعم الدولة والشعب اللبناني لهذه المقاومة، هذا الذي يريدون تفكيكه، الموضوع ليس موضوع سلاح أي وجود بندقية وصاروخ وقنبلة، كلا نتحدث عن المقاومة قوة لبنان: وجود السلاح ووجود المجاهدين الذين نذروا أنفسهم لحماية البلد وليس مرتزقة وليسوا موظفين عندي أو عند أحد، هناك شعب يحمي هذا الخيار، هناك دولة تتبناه وهناك جيش ينسق، هذه القوة سوريا كانت معنا وستظل معنا، هذه القوة يريدون تفكيكها وإذا فككوها يهربون إلى الأمام لكن إذا لم يفككوها تصبح فرضية الهروب إلى الأمام ضئيلة جد.
أضرب لك مثلا، قبل عشرة أيام تقريبا عندما جرت العملية الإستشهادية في تل أبيب، طلع الإسرائيلي يحمل حزب الله المسؤولية، وطلع أناس في السلطة الفلسطينية وبعدها نفوا قالوا ليس هناك من فصيل فلسطيني له علاقة بالعملية وهذا الموضوع عند حزب الله. الجهاد الإسلامي تبنت الموضوع باعتبار الإستشهادي من الجهاد الإسلامي وحقيقة العملية للجهاد الإسلامي، ونحن لا ننفذ عمليات في فلسطين المحتلة وفلسطين المحتلة ليست بحاجة إلى حزب الله لينفذ فيها عمليات.
ـ لكن خبرات حزب الله قد تفيد؟
السيد نصر الله : هذا بالإنترنت مباح للكل، ونحن نأخذ خبرات أمريكية من الإنترنت، فهل يجب محاسبة وزارة الدفاع الأمريكية على ذلك لأنّها تضع المعلومات على الإنترنت؟. عمل الإسرائيلي وغير الإسرائيلي على نغمة تحميل حزب الله المسؤولية، وأنا أعرف أنّ اتصالات حصلت مع الجهاد الإسلامي لثنيهم عن تحمل مسؤولية العملية وقالوا لكن كيف : العملية لنا والإستشهادي من عندنا، ماذا نقول لأهله وعائلته واخوته ومجموعته، وطبعا كانت لهم ظروفهم وكيف جرت العملية وما الحيثيات هذا شأنهم. 24 ساعة حزب الله متهم في عملية استشهادية ضدّ مدنيين في تل أبيب ولم تجرؤ إسرائيل على القيام برد فعل سريع باتجاه لبنان، أتعرف لماذا؟، اللبنانيون كانوا نائمين فالدنيا ليل، وعندما وجه الساعة الثانية ليلا الإتهام إلى حزب الله قمنا بأمرين : أنزلنا بيان نفي ولكن بنفس الوقت أعلنّا الجهوزية في الجنوب والإسرائيلي عرف أننا نحن جاهزون لمواجهة أي رد فعل على اتهام لا علاقة لنا به. لذلك الإسرائيلي توقف وفكر أنّه إذا أقدم على أي عمل باتجاه لبنان الله يعلم ما ردّة فعل هؤلاء الجماعة....
حتّى الآن تثبت الصيغة القائمة أنّها صيغة تحمي. أنا وإخواني في حزب الله نقول نريد أن نأكل عنبا ولا نريد قتل الناطور ونريد حماية البلد، لكن أنا وإخواني لا يمكن أن نقبل أن يُسمَح لإسرائيل باستباحة البلد. نحن الذين قاتلناها كل هذه السنوات وقدمنا شهداء وتضحيات وبإرادتنا ودمائنا وأعزائنا وأحبائنا وبدعم من كل اللبنانيين أو أغلب اللبنانيين وليس صحيحا كل اللبنانيين ـ لأنّه جيش لحد لبنانيين وانطوان لحد يتمنّى أن يرجع إلى البلد وهناك أناس يطالبون بالعفو عن العملاء وإلى آخره ـ بالنهاية أغلب اللبنانيين كانوا معنا. نحن لن نقبل بأي وضع يؤدي إلى استباحة لبنان من قبل الإسرائيلي كرمة لعيون أحد، متفقون على حماية البلد وعلى منع الإسرائيلي من استباحة لبنان فلنأتي لنناقش ما الذي يمنع الإسرائيلي من استباحة لبنان.
ـ هناك من يقول أنّ حزب الله في مقاومته في مزارع شبعا يعمل وفق أجندة سورية وليس لبنان وأنّ حزب الله لا يأخذ بعين الإعتبار الفارق بين مرحلة ما قبل التحرير وما بعدها، وقلت أنّه قبل التحرير أغلب اللبنانيين مع هذا المشروع، ألا تعتقد أنّه الآن أنّ أغلب اللبنانيين قلّوا أو نقصوا؟
السيد نصر الله : ولا يوم عمل حزب الله والمقاومة في لبنان ضمن أجندة سورية ولا أجندة إيرانية ولا أجندة عربية، وإنما عملوا ضمن أجندة مقاومتهم الإسلامية اللبنانية. قرار العمليات نحن كنّا نوقّته ووقف العمليات نحن كنّا نوقفها والإحتفاظ بحق الرد كان بيدنا...
ـ هذا كلام الآن؟
السيد نصر الله : الآن وفي السابق وفي المستقبل، ألا يوجد عند الأمريكيين والإسرائيليين والفرنسيين والأوروبيين أجهزة تنصت، فليأتوا بشاهد واحد فقط عن أوامر سورية أو توقيتات سورية أو توجيهات سورية للمقاومة؟ سوريا كانت تدعم المقاومة والرئيس حافظ الأسد والرئيس بشار الأسد والمسؤوليين السوريين المختلفين مثل كثير من المسؤولين اللبنانيين كانوا يقولون نحن نقدر ونحترم حكمة وشجاعة هذه المقاومة ونثق بها.
عندما القيادة تكون موثوقة لا أحد يعطيها أوامر حتّى ولو أراد أن يتدخل. نحن لم نتلقَّ أوامر ولا نتلقّ أوامر من أحد، اللبنانيون كلهم يعرفون، والآن مضطر أن أتحدث بهذه اللغة وأنا أتحدث عن الشهداء وليس عن ابني ولكن الآن لأنّه زمن صعب، هل يتصور أحد أنّي أرسلت ابني بأجندة سورية أو إيرانية؟ الأجندة نحن صنعناها، أرسلنا أولادنا بأجندة صنعناها ونحن نوقّت ونحن نأخذ القرار، يوم استشهاد هادي لم يكن وحده في الجبهة، أولاد أعضاء في شورى حزب الله ونواب في حزب الله كانوا في الجبهة، الآن الله اختار هادي ولم يختر أؤلئك الشباب له حكمة في الموضوع هذا أمر آخر وهذه مشيئة الله ونسلم لها، لكن حزب الله فيما يتعلق بالماضي والحاضر والمستقبل، لا يكن عند أحد أدنى تردد أو تأمل، إذا أحد يتصور أننا مرتزقة عند أحد أو موظفين عند أحد أو أننا أداة عند أحد كلا، طبعا نحن نحترم الدعم السوري والدعم الإيراني ونشكرهم كثيرا فقد وقفوا إلى جانبنا وتحملوا ضغوطا وقد أشرتم أنّ إيران سوف تدفع أثمانا وسوريا تدفع أثمانا، كثّر الله خيرهم. نحن مثل المقاومة الآن في فلسطين، حماس والجهاد أو كتائب شهداء الأقصى وكل الفصائل الأخرى من الذي يعطيهم القرارات، هل أحد يعد لهم أجندة عمليات سوريا أو إيران أو مصر أو حزب الله؟ ما هذا الكلام. هناك أناس أرضهم محتلة وهم مقتنعون ويقدمون فلذات أكبادهم وحتى قيادات الفصائل تعيش في مخاطر ومن بيت لبيت وقدموا شهداء من الشيخ أحمد (ياسين) والدكتور فتحي (الشقاقي) والدكتور عبد العزيز (الرنتيسي) وأبو علي مصطفى وغيرهم، وصولا إلى ما تعرض له على الظاهر الرئيس ياسر عرفات، هناك شعب قدّم تضحيات جسمية جدا، وبعد ذلك تأتي لتقول له أجندة معدة!. في لبنان نحن هكذا، عندما بدأنا كنّا قليلون وكثرنا والآن لسنا قلّة وبعدنا كثر.
ـ الآن الذين معكم قلّة؟
السيد نصر الله : كلا، بعدهم كثر وحتّى جزء كبير من المعارضة وبإمكانك أن تستفتيهم وتتحدث إليهم هم ضد الـ 1559.
ـ هم ضدّ نزع سلاح حزب الله ولكنهم يريدون أن يناقشوا كيفية استعماله وتوقيت استعماله؟
السيد نصر الله : لنناقش لا مشكلة.
ـ الخطاب السياسي لحزب الله يضغط ويركز على مسألة التزام المقاومة باستراتيجية الدولة، هب أنّ حكما ما أتى في لبنان وطالب المقاومة بإسقاط سلاحها؟
السيد نصر الله : استراتيجية الدولة والذي أتحدث عنه ليس القرار التفصيلي إنّما استراتيجية الدولة هي الدفاع عن لبنان، ولقد سألت من يناقش في المعارضة وليس من يؤيد هذا السؤال ولم يجيبوا عليه، وهو أنّه إذا افترضنا أنّ حزب الله سلّم سلاحه للجيش اللبناني وذهب الجيش إلى الحدود وقام الإسرائيليون بخرق الحدود، الجيش اللبناني رآهم يخرقون الحدود بنصبهم كمين أو بخطف أناس أو بالإعتداء على مزارعين أو يقومون بزرع عبوة... ما القرار السياسي الذي ينفذه الجيش، أن يقاتلهم أو أن يعمل كما تعمل قوات الطواريء الدولية بتسجيل هذا الخرق؟ إذا كان البناء أن يقاتلهم إذا يلزم أن يكون الجيش والبلد كله مؤهلا لتحمل ردات الفعل نتيجة القتال مع الإسرائيلي حيث المعركة يمكن أن تنتقل وتتوسع، فهل الجيش لوحده جاهز وهل صحيح أن نقاتل بالجيش لوحده؟
حسنا، إذا أردنا أن نقاتل بالجيش لماذا ننزع سلاح المقاومة ولنضعها إلى جنبه تدافع عن البلد.
أمّا إذا كان البناء أنّ الجيش يذهب إلى الجنوب ويعمل عمل قوات الطواريء ويحرس حدود الكيان الإسرائيلي وبالتالي هو ليس معنيا بالدفاع عن لبنان فهذا لا أعتقد أنّ لبناني يقبل به، فليجرؤ أحد من اللبنانيين أنّ يقول أنا أوافق أن يذهب الجيش ليحمي إسرائيل وإذا اعتدت على لبنان لا يجب أن يطلق عليها طلقة، بل يذهب ويشتكي إلى جورج بوش.
ـ وظيفة الجيوش في كل الدول هي حماية بلادها وهذا الأمر في سوريا وفي دول عربية أخرى، لماذا لبنان هو الإستثناء؟
السيد نصر الله : لأنّ لبنان دائما استضعفته إسرائيل، الجيش اللبناني قام ببطولات وقدّم شهداء في القتال مع إسرائيل، دائما كان هناك مشكلة في لبنان في القرار السياسي ولم يكن هناك مشكلة في الجيش الذي ضباطه وجنوده هم من نفس الأصلاب والأرحام التي أنجبت شباب المقاومة ومن نفس الأهل والشعب والبلد. المشكلة في نقطتين : أولا بالقرار السياسي أنه هل أنّ السلطة السياسية ستأخذ قرارا جديا وواضحا بالدفاع عن لبنان والجيش ينفذ هذا القرار، وثانيا ميداني لوجستي، هل تركيبة الجيش وطريقته في القتال تحقق هذه الحماية أم أننا نكون نعرض هذا الجيش للإبادة، أي أنّ الطيران الإسرائيلي في ثلاث أربع ساعات يدمر الثكنات والوحدات ونقتل إخواننا وأبناءنا في الجيش اللبناني ونعرضهم للخطر، في الوقت الذي لدينا إمكانية ثانية اسمها المقاومة هزمت إسرائيل وأزلتها وردعتها لأربع سنوات ونصف نريد الإستغناء عنها، لماذا؟ هنا نحن نقول تعالوا نناقش الصيغة التي تحمي البلد.
ـ الصراع العربي الإسرائيلي قد يستمر خمسين عاما، هل سيستمر حزب الله محتفظا بسلاحه خمسين عاما.
السيد نصر الله : طالما لبنان في دائرة التهديد، إذا بقي مليون عاما في دائرة التهديد سنوصي أولانا وأحفادنا وأحفاد أولادنا وأولاد أحفاد أحفادنا بأنّ واجبهم الوطني والإنساني والأخلاقي والديني المقدس هو أن يحموا شعبهم وبلدهم من الإستباحة.