كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله مع شبكة أوربت (مقابلة) بتاريخ الاربعاء 7-4-2005
في مقابلة مع شبكة أوربت قال سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أجريت مساء أمس الأربعاء 6/4/2005:
خلال السنوات الماضية نأى حزب الله بنفسه عن الكثير من الصراعات الداخلية وكان همه الأساسي تحرير الأرض والإنسان من الاحتلال الإسرائيلي . وبعد الطائف اخترنا موقعا وسط،لم نكن في السلطة وبالتالي تصنيفنا في الموالاة غير صحيح ولم نكن في موقع المعارضة للدولة وللحكومات المتعاقبة،ولذلك لم نصنف في بموقع المعارضة لان البعض في المعارضة كان يعارض بالأساس اتفاق الطائف والبعض كان يعارض الحكومة ورئيس الجمهورية او السلطة القائمة .نحن وقفنا في الوسط،وأطلقنا اسم أخر غير الموالاة والمعارضة كنا نقول نحن في موقع المواكبة والمطالبة والمحاسبة والمتابعة.ولذلك لا يصح تسميتنا بالموالاة ولا المعارضة .
واضاف : تدخلنا الان في الشأن السياسي ليس من موقع الموالاة انما من موقع الحريص على الوضع الوطني العام ، لأننا رئينا ان هناك انقسام حاد في البلد وخلل في التوازنات الداخلية وهناك معارضة ليس لها خطاب واحد ،وبعض طروحات هذه المعارضة مقلق على المستوى الوطني خصوصا ما يرتبط بالمقاومة والشأن الإقليمي والعلاقة مع سوريا وعلى المستوى الداخلي ما يرتبط باتفاق الطائف .نحن تدخلنا على المستوى الداخلي ودعونا الى الحوار ولكن المعارضة كانت ترفض ولجأت الى الشارع واعتبرت الشارع ملكا لها. لكن اخذ الشارع الى عناوين سياسية لا صلة لها باغتيال الرئيس الحريري ولا خطه السياسي هذا الأمر هو المشكلة .وبالنسبة لنا نحن موقعنا اليوم هو الموقع الوطني لا موقع الموالاة ولا موقع المعارضة وان كانت هذه المواقع مواقع وطنية ولكن حساباتنا ليست حسابات موالاة ومعارضة .
ان سلاح المقاومة ليس مشكلة مطروحة في لبنان وان بعض اللبنانيين الذين يطرحون هذا الموضوع نتيجة الطلبات الأمريكية والفرنسيين لم يعتبروا موضوع سلاح المقاومة أولوية.
وحول عدم تطبيق بقية بنود اتفاق الطائف بسبب بقاء القوات السورية في لبنان كما يقول البعض قال : القوات السورية سوف تغادر لبنان مع نهاية هذا الشهر .ولا يبقى عقبة أمام تنفيذ بقية بنود الطائف .لكن هناك من لا يريد تنفيذ بنود الطائف ،و يريد تعديل اتفاق الطائف ويجاهر ويقول ان اتفاق الطائف أصبح من الماضي ،هذه نقطة خلافية أي ان تطبيق بقية بنود اتفاق الطائف مثل تشكيل الهيئة العليا لإلغاء الطائفية السياسية ،وموضوع الإصلاح السياسي ،والإداري هذه المواضيع كلها للنقاش .الى جانب موضوع العلاقة مع سوريا .
وعن حل الميليشات كما نص الطائف قال الامين العام لحزب الله ان الحكومة التي شكلت بعد اتفاق الطائف قامت بحل الميليشيات وأعلنت رسميا حلها واستلمت الأسلحة وألحقت جزء من عناصرها الى الجيش اللبناني .وهناك إعلان رسمي صادر عن الحكومة اللبنانية بهذا الخصوص . واعتبرت الحكومة اللبنانية التي تشكلت على اثر اتفاق الطائف واعترفت بها جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي ومجلس الأمن والمجتمع الدولي والولايات المتحدة ان المقاومة ليست ميليشيا.والحكومة الحالية تعتبر ان بند حل الميليشيات في اتفاق الطائف نفذ.والمقاومة ليست ميليشيا .ولذلك اليوم نحن نقول للإخوة في المعارضة ان لديكم مخرج اذا طالبكم السيد لارسن وساترفيلد او أي شخص أخر بهذا البند يمكنكم ان تقولوا له هذا الأمر نفذ في العام 91. وفي هذا النقطة أقول هذا شان داخلي لبنان لا يجوز ان يتدخل به الأمريكي ولا السيد لارسن ولا احد وليس من صلاحيات مجلس الأمن الدولي ،نحن اللبنانيين نجتمع ونلتقي ونتحاور في موضوع المقاومة وفي كل المواضيع التي تعني بناء الدولة والإصلاح السياسي والاقتصادي .
وعن سلاح حزب الله قال : طالما ان النقاش هكذا سمي حزب الله الحزب السياسي الكبير كما سماه الرئيس الفرنسي شيراك .أطلق عليه الملائكة ، الشياطين ، الجن ، البشر ، المهم بالنسبة لأمريكا وإسرائيل ان هؤلاء الشباب الموجودين في الجنوب الذين يملكون قدرة ردع إسرائيل من الاعتداء على لبنان يجب حلها ونزع سلاحها ،واستند في ذلك الى الطائف او ال1559 المهم الغاية .
وفي موضوع الانتخابات النيابية قال سماحته : تقنيا الأمر بات صعبا واذا استطاع الرئيس كرامي خلال الأيام القليلة القادمة من تشكيل الحكومة ونيل الثقة ،واذا بقي وزير الداخلية او جاء وزير جديد نحن بحاجة الى فترة من الزمن لترتيب الوضع .وارى ان التأجيل التقني واقع لا محالة .شهرين ثلاثة لا اعرف هذا الموضوع تقني . اعلن الوزير ميشال المر الذي لديه خبرة في هذا الموضوع اثناء لقاءه مع السفير الفرنسي ان أي وزير داخلية جديد يستلم مهامه في وقت قريب هو بحاجة الى ثلاثة اشهر ليتمكن من إجراء الانتخابات وفي لبنان هناك بعض الصعوبات بحيث لا يمكن إجراء الانتخابات دفعة واحدة اما التأجيل السياسي لا اعلم لأنه مرتبط بإرادة النواب
وعن الحوار بين اللبنانيين قال الامين العام الحزب الله ن اللبنانيين مدعوين الى الحوار والجلوس على طاولة واحد والتراشق الإعلامي غير مجدي والحوار من خلال وسائل الإعلام غير مجدي لان هذا الحوار هو لتسجيل النقاط.اما الحوار في غرفة مغلقة يمكن اللبنانيين والأقطاب من تقديم تنازلان لبعضهم البعض .خاصة بعد الانسحاب السوري والذي اكده الرئيس الأسدوتم إبلاغ مجلس الأمن بذلك .وفي المناسبة نشكر سوريا لما قدمته الى لبنان واذا كان هناك من أخطاء فهم ليسوا معصومين ولكن العدل والإنصاف يقول ان الايجابيات والإنجازات التي قدمها السوريين كانت اكبر من أخطائهم .
واضاف :إنا قلت إن لبنان ليس اوكرانية ولا جورجيا ولا أي بلد في العالم ،لبنان حالة خاصة ولا يمكن لأحد في لبنان ان يفرض شروطه على الأخر .ولا تسير الأمور الا في الحوار والتسويات الداخلية .ويسجل لنا في لبنان اننا لم نكن طرفا في الحرب الأهلية اللبنانية وان سلاحنا لم يستخدم الا في مواجهة المحتل وانا اشكر حتى بعض الجهات التي أعلنت في أكثر من مناسبة ومن المعارضة انها لا تخاف من سلاح حزب الله وهذا دليل وطنيتها .
وتابع سماحته انه خلال اثنين وعشرين سنة وفي أسوء الظروف نحن لم نستخدم السلاح في الداخل وهناك شواهد مثل 13 أيلول عام 1993 عندما سقط لنا إخوة وأخوات شهداء جراء إطلاق النار عليهم من قبل الجيش اللبناني.وفي العام 2000 عندما دخلنا الى المناطق المحررة لم نقتل او نجرح عميلا واحدا ولم نهدم بيتا ولم نقطع شجرة ولم نعاقب حتى أولئك الذين قتلوا شبابنا واغتصبوا نساءنا وجلدونا في معتقل الخيام ،والذين استسلموا لنا سلمناهم الى القضاء اللبناني .الذي اطلق سراحهم بعد فترة وجيزة بعد اجراء محاكمات شكلية لهم ولم نلاحق هؤلاء بعد إطلاق سراحهم .نحن نعفو ونتسامح هذا هو النموذج .
وحول مستقبل لبنان قال سماحة الأمين العام : اعتقد اننا نستطيع ان نتجاوز هذه المحنة لأنه في نهاية المطاف الكل سيعودون الى طاولة الحوار وسيسلمون في مرحلة من المراحل انه لا يوجد غلبة لأحد ولا يمكن الاستقواء في الخارج .والاستقواء في أمريكا لم يخرج القوات السورية من لبنان والذي أخرجها فقط القرار الصادر عن الأمم المتحدة والاستقواء بأمريكا لا يحل المسائل الداخلية بل يدفع الوضع في لبنان الى المجهول .وهذا ما اكد عليه وليد جنبلاط وهو القائل "اذا أردنا ان نبني بلدنا علينا ان نسير في اتفاق الطائف والقرار 1559 يأخذ بلدنا الى المجهول" هذه القناعة عندما تتسع دائرتها نصل الى الجلوس على الطاولة والحوار وتقديم التنازلات والتوصل الى تسوية داخلية نستطيع تجاوز هذه المحنة والناس عموما يريدون ذلك .