
كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله في ذكرى أسبوع فقيده عضو قيادة منطقة البقاع المجاهد الشيخ حسن يعقوب في حسينية الأمام الخميني (قده) في بعلبك 9-7-2005
أقام حزب الله في منطقة البقاع احتفالا تأبينيا حاشدا في ذكرى أسبوع فقيده عضو قيادة منطقة البقاع المجاهد الشيخ حسن يعقوب في حسينية الأمام الخميني (قده) في بعلبك ، حضره أمين عام حزب الله سماحة السيد حسن نصر الله ونواب منطقة بعلبك – الهرمل ورؤساء وأعضاء المجالس البلدية في المنطقة وشخصيات سياسية وحزبية واجتماعية وتربوية وثقافية ولفيف من العلماء الأفاضل.
وألقى السيد نصر الله كلمة اعتبر فيها أنّ انطلاقة حزب الله والمقاومة الاسلامية كانت من بعلبك، وكنا عام 1982 قلة في بعلبك والبقاع والجنوب، والفقيد الشيخ حسن يعقوب من تلك القلة التي عاهدت الله وبايعته بصدق ووفاء على مواصلة الطريق حتى النهاية. وبدأنا في مرحلة الغربة والوحشة والتحدي التي كانت فيها المقاومة جنوناً والمقاومون فيها مجانين في نظر الكثير من الناس لأنهم يؤمنون أن العين لا يمكن أن تقاوم المخرز. معتبرا أن من جملة الأمور التي أدت الى نجاح وسرية المقاومة، هي عملية انتقاء الأفراد وجملة الإجراءات الادارية والدراسات حول الفرد الذي يريد أن يصبح فرداً أصيلاً بهذه الجماعة، مؤكدا أنّه نتيجة هذا الالتزام استطعنا مواجهة أي حالة اختراق، وفي تجربة المقاومة الاسلامية أهم عنصر قوة في عملها هو الكتمان وجهل العدد بالتركيب والقدرات وزمان ومكان وقيادة العملية والمخازن والسلاح، والشيخ حسن يعقوب كان ممَّن يتحمَّلون مسؤولية هذا التشكيل بكل وفاء وإخلاص ولم يتطلع يوماً إلى عنوان أو منصب أو موقع، وهذا دليل الوفاء والصفاء والنقاء والاخلاص.
وفي الشق السياسي دعا نصر الله اللبنانيين إلى الصبر لمدة سنة أو سنتين على الضغوطات الأميركية التي هي ليست جديدة بل هي منذ 23 عاماً حيث أن أميركا منذ ذلك الوقت لم تقدم للبنان أي شيء ، ونحن اللبنانيون مستعدون أن نتحمل عدة سنوات أخرى، معتبرا أن للأمريكين مصلحة بايجاد النزاع والخلاف بين اللبنانيين، وحزب الله على لائحة الإرهاب قبل 11 أيلول أشخاصاً وحزباً، والحصار الاقتصادي الأميركي يمارَس على لبنان منذ سنوات، في وقت لم تقدم الولايات المتحدة الأميركية للبنان شيئاً، وحتى عندما يتم الحديث عن المساعدات الأمريكية للبنان لا نتذكَّر الا السفير الأميركي والأبقار، في حين تقدم أميركا لاسرائيل سنوياً 3 مليار دولار أمريكي وتصل مساعداتها مع التسهيلات الممنوحة لاسرائيل الى 10 مليار دولار سنوياً على أقل تقدير، مطالبا اللبنانيين بمواجهة الضغط لسنة أو سنتين لنحمي بلدنا ونحمي وحدتنا الوطنية ونحافظ على استقلال وكرامة وسيادة بلدنا، وإلى مواجهة الفتنة الداخلية والصدام الداخلي واعتبارهما بمثابة خط أحمر في لبنان.
وتساءل نصر الله هل يعتبر اللبنانيون اسرائيل عدواً? لأنه اذا كان هناك أحد لا يؤمن بأن اسرائيل عدو فهو لا يؤمن بالمقاومة أصلاً، وإذا كان البعض ينظر إلى إسرائيل كجار كبقية الجيران هنا يكون الخلاف جوهرياً. أضاف سماحته : الضغوطات الأمريكية واستعجال الأمريكيين في تطبيق بنود القرار 1559 لأن الكثير من مشاريعهم وصلت إلى طريق مسدود ولم يبق لهم سوى طريق الضغط ولم يعد لديهم الكثير من الخيارات رغم ما يحاوله الإعلام من وضعنا تحت الضغط النفسي في تضخيم الأمور وإظهارها على غير حقيقتها، ولذلك نرى أنّ الأمريكيين لا يريدون إعطاء الفرصة للبنانيين لالتقاط الأنفاس بعد الإنتخابات وما رافق ذلك من تكليف رئيس جديد للحكومة، وهمهم تطبيق بنود القرار 1559 وفي الماضي لم يسألوا عن مشاكل أحدثها العدو الصهيوني ولا يزال اللبنانيون يعيشون مرارة نتائج اعتداءاته.
وحذّر سماحته من أننا في مرحلة حاسمة إذ أن الأمريكيين الذين عملوا الكثير ضدنا دون نتيجة وضعوا المجتمع الدولي في وجه حزب الله. ومواجهة الأمر بسيطة إذا توفرت الظروف على الساحة اللبنانية، إذ لو أنهم سمعوا أن اللبنانيين جميعاً قالوا أن هذه المقاومة وسلاحها شأن داخلي عند ذلك يمكن لنا كلبنانيين أن نتجاوز هذا الخطر، أما لو وجدوا من يساعدهم ويؤيدهم فعند ذلك سيكون لديهم أمل وسيعملون على ممارسة المزيد من الضغوطات ولمدة أطول. وقال : على الجميع أن يعلم أن بقية ما يطالب به الأمريكييون من بنود القرار 1559 هو مصلحة الإسرائيليين ، وطلب سحب الجيش السوري هو جزء من نزع سلاح المقاومة، وكنت فيما مضى ، قد قلت لإحدى وسائل الإعلام أن جوهر القرار 1559 هو نزع سلاح المقاومة بل إنهاء المقاومة وسلاحها تفصيل، والقرار 1559 جاء بعد أن استنفذت إسرائيل كل ما لديها من سبل، إذ أنها لو كانت قادرة على نزع ذلك السلاح عسكرياً وأمنياً لفعلت ولما كانت مجبرة على الخيار المذل عبر الإنسحاب في العام 2000 ، ولكن وصل هذا العدو إلى نتيجة مفادها أنه لا يمكن إنهاء هذه المقاومة عسكرياًُ وأمنياً، وليس ذلك نتيجة دراسة بل نتيجة تجربة، إذ أنها استعملت كل ما لديها من سبل إرهاب وقتل.
وحول مشاركة حزب الله في الحكومة الجديدة قال سماحته، لقد اخترنا المشاركة في هذه الحكومة بناء للتغييرات التي حصلت ومن باب رؤيتنا في المصلحة العامة. فنحن لا نريد منصباً حكومياً، ففي الماضي عرض علينا ذلك ولكن كنا نرفضه لأننا كنا نرى أن من المصلحة أن لا نشارك، أما اليوم فهناك مصالح كبرى تتطلب منا أن نكون في صلب القرار السياسي في لبنان، ونحن قررنا أن ندخل الحكومة على أساس سياسي وليس على أساس إنمائي، فالإنماء هو من جملة النتائج. أضاف: ندعو الجميع إلى المشاركة كي نجدد ونثبت الوحدة الوطنية دون استثناء أحد، ونحن اليوم اجتمعنا في المجلس النيابي رغم أن بعض القوى لم توفق بسبب قانون انتخابي غير سليم وعلينا التواجد في مجلس الوزراء جميعاً. نحن منفتحون على الجميع وقادرون في حالة التماسك والوحدة على مواجهة المرحلة وخدمة الأولويات التي نراها ملحة، ونحن مقبلون على مرحلة من الحوار مع إرادة على مواجهة أي تحد كما كنا في السابق.
أضاف : نحن لا نضع فيتو على أحد ولا نريد أن يضع أحد فيتو ولا سيما بالنسبة لبعض الحقائب، ونطالب بحكومة مسؤولة تنطلق لمعالجة كافة المصاعب ولا سيما المعيشية والإقتصادية والبطالة ومحاربة الفقر والحرمان بالإضافة للإصلاح الإداري والسياسي والمالي.
وعن الحوار حول المقاومة قال السيد نصر الله : لم يحدث حتى الآن جدل جدي حول هذه المسألة وثمة سؤال يجب طرحه كنقطة انطلاق لهذا الحوار هل أنكم تعتبرون إسرائيل عدو أم لا ، فإذا كانوا لا يعتقدون إسرائيل عدو فليس هناك مجال للحوار بشأن المقاومة ولا بالشؤون المتعلقة بها، ونحن لا نطلب هذا الأمر عقائدياً بل حواراً وهل تعتبرون إسرائيل عدواً ومن هنا يبدأ الخلاف، وعندما تعتبر إسرائيل من الجيران يصبح سلاح المقاومة تفصيل. وهل نعتبر لبنان لا يزال في دائرة الخطر؟ وهل أن مزارع شبعا بمعزل عن تحرير بقية الأسرى من سجون العدو لبنانية أم لا؟ فإذا اتفقنا على ذلك عندها نبحث ما نراه في مصلحة صون لبنان وحمايته ونناقش ذلك كأمر داخلي وعند ذلك يجلس الغرباء جانباً. فأولى علائم الوطنية أن يكون قرارك بيدك وصنع عقلك وارادتك وأن يكون من منطلق الحرص على المصلحة الوطنية، أما إذا كنا نناقش وسط الحديث عن ضغط دولي نصبح خارج دائرة الحوار.