
كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله للرؤوساء والأمناء العامون للأحزاب اللبنانية في المؤتمر الصحفي في صالة اللؤلؤة 6-3-2005
عقد الرؤوساء والأمناء العامون للأحزاب اللبنانية لقاءً ظهر اليوم الأحد في قاعة اللؤلؤة- الرويس. وكان للأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله بعد اللقاء مؤتمراً صحفياً جاء فيه: اجتمع االرؤساء والأمناء العامون لعدد كبير من الأحزاب والقوى اللبنانية ً بشكل طاريء لتدارس الأوضاع في البلاد على ضوء المستجدات الأخيرة وخصوصا وبدءا من اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري والتصعيد الحاصل في البلد وصولا إلى الخطاب الذي ألقاه السيد الرئيس بشار الأسد يوم أمس.
أجمع الرؤوساء والأمناء العامون على الإشادة بخطاب الرئيس الأسد واعتبروه خطابا تاريخيا وتأسيسيا وبحق بداية لمرحلة جديدة على مستوى لبنان ومستقبله وعلى مستوى العلاقات اللبنانية السورية. وتوقفوا بإعجاب أمام الوضوح والشفافية والصراحة التي يصعب أن يتحلّى بها حاكم عربي أو رئيس حزب فضلا عن حاكم عربي وأن يقدم مراجعة نقدية وأن يعترف بأخطاء، يعني مدير مدرسة لا يعترف، فكيف برئيس دولة مهمة في العالم العربي. وأشاد المجتمعون بشجاعة الرئيس عمر كرامي وأيدوا خطواته الكريمة في تقديم إستقالة الحكومة التي ساعدت في تنفيس جزء كبير من الإحتقان في البلد وأعطت فرصة لإلتقاط الأ الأنفاس أمام الجميع.
الإخوة المجتمعون تحدثوا عن محاور عديدة :
المحور الأول
ما يتعلق بالوجود السوري والإنسحابات المزمع القيام بها. يجب أن أؤكد أن سوريا حكومة وشعبا وجيشا وخصوصا القوات السورية في لبنان كان لها خدمات جليلة وكبيرة في لبنان وقدمت إنجازات وتضحيات خطيرة في لبنان لا يجوز أن يتجاهلها أي منصف وأي صادق وأي وطني، كل اللبنانيين يعرفون أنّ سوريا هي العامل الأساسي في إيقاف الحرب الأهلية وفي تحقيق الأمن والإستقرار وفي توحيد البلد وفي توحيد الجيش وساعدت بشكل أساسي في بناء مؤسسات الدولة.
إذا كان يمكن اليوم للقوات السورية أن تنسحب إلى البقاع دون أن تحصل مشكلة في لبنان فبفضل إنجازات سوريا في لبنان التي ساهمت وساعدت في بناء مؤسسات تمكن اللبنانيين من الوقوف على أقدامهم والإعتماء على أنفسهم. هناك أخطاء ارتكبت في لبنان تحدث عنها الرئيس بشار الأسد بالأمس، ولكن للإنصاف أيضا لو وضعنا حجم الإيجابيات والتضحيات والإنجازات التي قدمتها سوريا في لبنان في كفة والأخطاء التي ارتكبت باسمها في كفة أخرى لرجحت كفة الإنجازات والتضحيات والإيجابيات. نحن معنيون كلبنانيين اليوم أن نتقدم بالشكر الجزيل لسوريا قيادة وشعبا وجيش وحكومة على كل ما ضحت به من أجل لبنان وأغلى ما ضحت به هو دماء أبنائها من جنود وضباط الجيش العربي السوري والمخابرات السورية في لبنان. ونحن لا ننسى خصوصا جيلنا على مدى عشرين عاما كيف كان يعمل هؤلاء في الليل والنهار ويخاطرون بأنفسهم في ظلام الليل الدامس ليوقفوا قتالا هنا وحربا هناك ومعركة هنا واشتباكا هناك. لذلك تقديم الشكر والإعتراف بالفضل هو من أقل الواجبات الوطنية ومن أقل الشيم والأخلاق التي عرف بها اللبنانيون على مدى السنين.
ثانيا، نحن ندين ونرفض أي محاولة لإذلال سوريا في لبنان والحديث اليوم عن انسحاب مشرف بعد سيل الشتائم التي أطلقت خلال الشهور القليلة الماضية غير كاف وغير مقبول، الحديث عن انسحاب مشرف بحاجة إلى خطوة ومبادرة أكبر من كلمات. واسمحوا لي في هذه النقطة الأخلاقية أن أكون قاسيا، لقد استخدم من الشتائم ضدّ سوريا في الأسابيع القليلة الماضية أكثر بكثير ـ وهي الصديق الذي قدّم كل هذه المساعدة للبنان ـ مما استخدم ضدّ العدو الإسرائيلي الذي اجتاح بلدنا واحتل أرضنا وارتكب المجازر، وعودة بسيطة إلى الحضور الإعلامي والجو والكلام الإعلامي يؤكد هذه الحقيقة.
ثالثا : نحن نعتبر أنّ خطوة الإنسحاب إلى البقاع خطوة إيجابية وهي لمصلحة سوريا ومصلحة لبنان لأننا جميعا حريصون على تنفيذ اتفاق الطائف بالكامل، وإذا كانت هناك أسباب معينة منعت التنفيذ فمن المفترض أن نتجاوز هذه الأسباب.
بالنسبة إلى بقاء القوات السورية في البقاع، يرفض المجتمعون وبالإجماع أنّ يكون خاضعا للقرار 1559 ويجب أن يكون خاضعا فقط لإتفاقية الطائف وبإرادة الدولتين اللبنانية والسورية اللتين تجتمعان وتحددان هذا الأمر على ضوء المصالح.
المحور الثاني :
رفض التدخل الأجنبي، السيادة أن نكون سادة أنفسنا والحرية أن نتخذ قرارنا بإرادتنا والإستقلال أن لا يتدخل أحد بشؤوننا، أمّا اليوم فنجد تدخلا علنيا لا يحتاج إلى استدلال ولا إلى معلومات ولا إلى وثائق من قبل الإدارة الأمريكية وبعض الدول الأوروبية وفي مقدمته فرنسا ودول أخرى في العالم.
التدخل في الشأن اللبناني: هذا مسموح وهذا ممنوع وهذا مقبول وهذا مرفض، يقولون الإنتخابات في لبنان قبل انسحاب القوات السورية الكامل هي انتخابات غير شرعية وغير نزيهة وغير حرة، والوجود السوري في لبنان هو وجود قانوني، أمّا الإنتخابات العراقية في ظل الإحتلال وبمعزل عن موقفنا منها فهي انتخابات يشيد بها العالم كله. هذا التدخل نرفضه بالتأكيد وهناك أسئلة كثيرة يجب على الإخوة في المعارضة أن يقدموا أجوبة عنها عن مدى تدخل السيد ساترفيلد بإدارة المعركة القائمة والسفيرين الأمريكي والفرنسي بالتحديد. أنا لا أوجه اتهامات وإنّما أوجه أسئلة، وإذا كنّا ندعو بعضنا البعض للإنضمام إلى انتفاضة الاستقلال والسيادة والحرية يجب أن نقنع بعضنا البعض بأنّ ما نعمل له حقا وصدقا وواقعا وبدون أي التباس هو استقلال وحرية وسيادة.
الأسوء في هذا المحور، هو التدخل الإسرائيلي، هناك أيضا التباس بالنسبة لنا يثير حساسيتنا جميعا في الأحزاب والقوى اللبنانية، وهو ما كشفت عنه الصحف الإسرائيلية هآرتس ويديعوت أحرونوت ومعاريف، أنّ بعض قادة المعارضة اللبنانية اتصلوا بأصدقاء قدامى في الكيان الإسرائيلي وطلبوا منهم المساعدة الإسرائيلية للضغط على الإدارة الأمريكية حتّى تكمل موقفها تجاه لبنان وأن لا تتراجع خشية أن يتبدل الموقف الأمريكي في ظل أي توافق سوري أمريكي جديد له علاقة أو صلة بالعراق. أنا لا أتهم أحدا في المعارضة ولكن ما كشفته الصحف الإسرائيلية بحاجة إلى جواب واضح من المعارضة، وأنا شخصيا أشهد أنّ في المعارضة قوى وشخصيات أساسية وطنية لم تكن في يوم من الأيام على صلة في يوم من الأيام على صلة بإسرائيل وترفض بشكل قاطع الإتصال بإسرائيل ولا يمكن أن تراهن على إسرائيل.
أقول لهؤلاء الذين أشهد بهم أن عليكم أن تتأكدوا من رفاقكم وتتثبتوا هل فعلا قاموا باتصالات من هذا النوع مع الإسرائيليين أم لا ، هنا يكون قد تجاوزا الخط الأحمر يجمع اللبنانيون على أنّه خطا أحمر، وهذا يعطي مصداقية أكبر لما قاله الرئيس بشار الأسد من تحضير لـ 17 ايار جديد. وأنا أقول للبعض لو كانوا حقا على اتصال مع الإسرائيليين هؤلاء أيها السادة لا يهمهم لا دمكم الذي تركوه يسفح عندما خرجوا من لبنان ولا يهتمون بماء وجهكم. بالأمس يقول الرئيس بشار الأسد انتبهوا لـ 17 أيار جديد ويقف اليوم وزير خارجية العدو سلفان شالوم ليؤكد أنّه يمكن إقامة اتفاقية سلام مع لبنان بعد الإنسحاب السوري من لبنان مباشرة. هذه أسئلة برسم المعارضة يجب أن تجيب عليها ليطمئن اللبنانيون وخصوصا المقاومون وعوائل الشهداء والذين قدموا تضحيات كبيرة في مواجهة العدو الصهيوني.
المحور الثالث :
تأكيد الرؤساء والأمناء العامين للأحزاب المجتمعة على التمسك بالسلم الأهلي، وبالعيش المشترك ورفض أي محاولة للإخلال بالأمن تحت أي عنوان أو ذريعة من الذرائع وتحت أي سبب، وممنوع. في الحقيقة أنّ الإخلال بالأمن يعني أنّ سوريا لم تنجز شيئا في لبنان ونقول أنّ الإخلال بالأمن هو تآمر على سوريا وعلى لبنان. نحن عندما نختلف أو نتظاهر يجب أن ندير خلافنا بالوسائل السلمية الديموقراطية المدنية الحضارية وهذا ما يجب أن نؤكد عليه. لكن يجب أن نلفت إلى أنّهدف أمريكا وإسرائيل ـ وأنا لا أطلق اتهاما وإنما هذا هو الواقع ـ تريدان بالفعل إشاعة الفوضى في لبنان وإعادته إلى حالة الفوضى من أجل إيجاد الذرائع لتدخل دولي أو من أجل قيام بعض اللبنانيين بالدعوة إلى تدخل دولي أشارت له قبل أيام وزير خارجية الولايات المتحدة كونداليزا رايس. الفوضى ممنوعة والسلم الأهلي خط أحمر وأي خلاف في السياسة أو في الحكم أو في الشارع يجب أن يدار بالوسائل الديموقراطية، ولدينا في مؤسسات الدولة السياسية والعسكرية والأمنية ومن وعي الأحزاب والمواطنين ما يكفي ليثبت أنّ لبنان بمستوى هذا التحدي.
المحور الرابع:
نحن نشعر في الأحزاب والقوى اللبنانية بقلق اتجاه الوضع السياسي القائم في لبنان ونتساءل هل يريد بعضنا في لبنان ، وعندما نتحدث كأحزاب لا نتحدث من موقع السلطة لأنّ بعض هذه الأحزب في السلطة ، هل المطلوب أن يذهب لبنان إلى الفرغ وأن تنهار مؤسسات الدولة الواحدة تلو الأخرى ، هل المطلوب أن نصل إلى مكان يقال فيه أن اتفاق الطائف لم يعد صالحا وعلينا البدء من جديد ، نحن معنيون جميعا بأن نحمي مشروع الدولة ولا أتحدث عن رئيس أو حكومة أو مؤسسات محددة ، لأنّ الدولة في لبنان هي التي تحمي الجميع ، ليست الميليشيات التي تحمي طوائفها والجيش اللبناني والقوى الرسمية التي تحمي اللبنانيين ، الدولة التي هي قادرة على حل الأزمات التربوية والسياسية والإقتصادية ، والحل هو الإنخراط في مشروع الدولة وفي مشروع حماية الدولة ، وإذا شعرنا أنّ هناك من يريد أن يعود إلى ما قبل اتفاق الطائف ، ومن موقع المسؤولية الوطنية الكبرى عن هذا البلد سوف نقف جميعا له بالمرصاد.
المحور الخامس:
أكدّ المجتمعون على وجوب كشف الحقيقة في جريمة اغتيال رفيق الحريري واعتبار أنّ هذا الأمر أمرا وطنياً جامعا ، الكل يطالب بكشف الحقيقة والإسراع في ذلك وسوريا ولبنان هما أول المستفيدين من كشف حقيقة الرئيس الشهيد رفيق الحريري لأنّه قد يكون في اغتياله في هذا الظرف والمناخ السياسي فخا أو لغما كبيرا جدا ومؤامرة على لبنان وسوريا وهي كذلك بالتأكيد ، ولا يجوز أن تكون هذه القضية قضية فئة محددة وأن تصادر هذه القضية.
المحور السادس:
نؤكد على رفضنا لعزل أي حزب لبناني ولبنان لا يقوم إّلا على كل أبنائه ، يجب أن يكون هناك حوار وتوافق شامل وخصوصا أننا نملك أساس للتوافق وهو اتفاق الطائف الذي يجب أن نعمل على تنفيذ كامل بنوده خصوصا بعد لقاء المجلس الأعلى بين سوريا ولبنان. المرحلة الآن ليست مرحلة حوار بعض اللبنانيين مع سوريا وإنما مرحلة حوار اللبنانيين مع بعضنا البعض.
بناء على كل ما تقدم، الأحزاب لن تكتفي بالحضور الإعلامي والسياسي وهي ترفع صرختها وصوتها في هذه المرحلة التاريخية من حياة لبنان وسوريا والمنطقة ، بل ستعبر عن رأيها من خلال الوسائل السلمية المختلفة سواء كانت اعتصامات أو تظاهرات أو تجمعات وهي ليست ردا على أي تظاهرات أو تجمعات، لكن هناك عناوين أخرى حساسة جدا قد تكون موضع اختلاف أو اتفاق، حماية المقاومة على ما يبدو في ظاهر الحال هي نقطة اجماع وطني وكذلك مسألة التوطين وسقف اتفاق الطائف. فإذا فتشنا عن نقاط الإجماع سوف نجد نقاط اتفاق مهمة ، تبقى نقاط خلاف في المبدأ أو في الشكل.
إذاً قرر المجتمعون البدء بسلسلة تحركات شعبية تبدأ في العاصمة وتنتقل إلى بقية المناطق اللبنانية ولن يكون هان تجمع ثابت كي لا يقال أنّ هذا التجمع مقابل ذلك ، وأنا أقول من الآن
ما سترونه من حضور شعبي يؤكد على العناوين التالية :
سندعو يوم الثلاثاء المقبل بعد غد الساعة الثالثة بعد الظهر لأول تجمع شعبي جماهيري سليم حاشد في ساحة الرئيس رياض الصلح قرب مبنى الإسكوا وليس في ساحة الشهداء، أولا احتراما لعائلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري واحتراما للضريح والأضرحة وما فيها من شهداء ونحن نحترم، وأيضاً احتراما للرأي الآخر في بلدنا .
وسيكون اللقاء هناك ، طبعا شعاراتنا ستكون موحدة والعلم الوحيد أيضا هو العلم اللبناني . باسم حزب الله وباسم الأحزاب والقوى اللبنانية المجتمعة اليوم هنا أوجه الدعوة إلى كل اللبنانيين من كل الأحزاب والطوائف والفئات ومن كل المناطق إلى هذا اللقاء وإلى هذا الحشد الجماهيري الحاشد رفضا للتدخل الأجنبي المنافي وتنديدا بالقرار الفتنة وشكرا ووفاء وتقديرا لسوريا قيادة وشعبا ‘على انجازاتها الكبرى في لبنان ومطالبة بكشف الحقيقة الكاملة في قضية اغتيال الشهيد رفيق الحريري ومن قضى معه في تلك الجريمة وتأكيدا للسلم الأهلي والعيش المشتنرك وحماية ورفضا لأي 17 أيار جديد في لبنان والمنطقة ورفضا للتوطين وتأكيدا على وجوب تنفيذ اتفاق الطائف في كل بنوده من خلال حوار اللبنانيين وتلاقيهم نحن على الموعد.
أسئلة وأجوبة
سؤال : هل نحن أمام حرب مساحات ومن سيضمن الشارع اللبناني يوم الثلاثاء المقبل ؟
جواب : أولا هناك قرار سياسي واضح من الأحزاب الداعية ولقد شددت على أنّه ممنوع الفوضى، فالسلم الأهلي خط أحمر، أي مظاهر مخلة بالأمن ممنوعة. ثانيا : عندنا جيش لبناني وقوى أمنية وعلى كل حال الأحزاب المشاركة ومن ضمنها حزب الله معروفين بقدرتهم الفائقة على التنظيم، نحن نتولّى تنظيمك هذا الحشد ولن تكون هناك أي مشكلة على الإطلاق فالكال متفاهم على هذه المسألة.
سؤال : هل تعتقدون أنّ القوى والأحزاب اللبنانية التي اجتمعت اليوم، لم تكن على قدر المسؤولين في حماية مشروع الدولة حتّى جاء هذا التحرك؟
جواب : بكل صراحة ليس الضغط الدولي ولا حجم تحرك المعارضة هو الذي يمكن ن يؤخر تحركا آخر، هناك زلزالا كبيرا حصل في لبنان اسمه اغتيال الرئيس رفيق الحريري. اصلا لو لم يكن هناك أزمة في البلاد هذه الحادثة سوف تجعل البلد في صدمة نفسية وسياسية لمدة طويلة من الزمن، فكيف وقد جاء من يحمل دم الرئيس الحريري ويتهم به جهة محددة ويحسم أحكاما بشكل قاطع ويشن هجمة واسعة. وفي الحقيقة أنا قلت للإخوة في الأحزاب، كلنا بحاجة إلى وقت للخروج من الصدمة، ليس صدمة تحرك المعارضة والتي صار له مدة، وإنّما صدمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. وأعتقد أنّ الأيام التي مرت استيعاب بعض تداعيات هذا الإغتيال قد حصل، وطبعا هناك تداعيات كبيرة لم يتم استيعابها حتّى الآن. وخطاب الرئيس السوري بشار الأسد هو الذي دعا هذه القوى إلى المسارعة للقاء اليوم.
سؤال : أشرتم إلى اتفاق 17 أيّار أكثر من مرة، ما رأيكم بالكلام الذي أطلقه الرئيس الأسد باتجاه القوى الوطنية لجهة الإستعداد إلى معركة 17 أيار من جديد، فماذا يعني لكم اتفاق 17 أيار الآن بالتحديد، وهل الإنسحاب السوري هو طبقا لاتفاق الطائف ولكنه يستجيب لبند من بنود القرار 1559، وما هو موقفكم بخصوص سلاح المقاومة؟
جواب : ما يعنيه هو ما قاله وزير خارجية العدو الإسرائيلي شالوم الذي تحدث اليوم عن اتفاق سلام مع لبنان بعد الإنسحاب السوري : نعمل ليكون هناك سلام بين لبنان وإسرائيل. طبعا هناك أصوات صدرت من المعارضة ممتازة وجيدة ونحن نراهن على هؤلاء، الضغط الدولي يريد أن يرسل لبنان إلى اتفاق 17 ايار، اللبنانيون معنيون برفض حصول هذا الأمر. رسالتي اليوم ورسالتي إلى المعارضة أن تعلم بإجماع كما نعلن نحن بالإجماع ويجب أن يعنل كل لبناني بالإجماع رفضه لأي اتفاق 17 أيار من جديد.
فيما نسمعه اليوم إذا تحدثنا عن الولايات المتحدة هي ليست من الآن بل من العام 1982 لا تريد سلاحا للمقاومة في لبنان، وإذا كنّا نتحدث عن المجتمع الأوروبي فهو لم يتخذ موقفا حاسما حتّى الآن، فإسرائيل تطالب بنزع سلاح حزب الله. بالنسبة لهؤلاء المسألة مطروحة ولكن ما سمعناه حتّى الآن من الموالاة والسلطة والمعارضة والقوى التي تقف في الوسط، فالجميع مجمع على حماية المقاومة، وإذا كان هناك إجماع وطني على حماية المقاومة لن تكون هناك مشكلة اسمها سلاح حزب الله أو سلاح المقاومة.
سؤال: تحدثتم عن التمسك باتفاق الطائف ولكن ربطت الإنسحاب بمصالح لبنان وسوريا وهذا خارج الإتفاق الذي يقول بتوقيع الحكومتين اتفاقا على فترة بقاء هذه القوات السورية وحجمها ، ما رأيكم بالذي حصل في ساحة ساسين في الأشرفية
جواب : إنّ اتّفاق الطائف يقول بأنّ الحكومتان تحددان مدة بقاء القوات السورية، وبالتالي بقاء هذه القوات خاضع إلى تحديد المصالح، ربما سنة أو سنتين أو 5 سنوات أو عشر سنوات قابلة للتمديد وهذا يعود أمرها إلى الحكومتان، وهنا يختلف اتفاق الطائف مع القرار 1559 وهنا لم نربط الوجود وبقائه بفترة زمنية بل قلنا أنّ مدة الوجود مرتبطة بتوافق الدولتين.
وردا على سؤال قال السيد نصر الله : أنا لا أعرف شو صار في الأمس ليلا في ساحة ساسين في الأشرفية، ولكن أي مظهر مسلح أو أي عمل يخل بالأمن نرفضه وندينه ومن أي جهة صدر وحتّى لو كان من شباب حزب الله.
سؤال : ما رأيكم بكلام البطريرك صفير بأنّه يرفض توقيع لبنان لأي اتفاق سلام، بل سيكون آخر دولة توقع اتفاق سلام مع إسرائيل؟
جواب : ما صدر عن البطريرك صفير ينسجم مع مواقفنا لجهة أن يقوم لبنان ويقول بأنه آخر من يوقع بمعزل عن موقفنا كحزب الله من أساس توقيع معاهدة سلام مع إسرائيل، وهذا يعني بأنّ البطريرك صفير يطمئن اللبنانيين سوريا بأنّ لا 17 أيار جديد في لبنان.
سؤال : قلتم أنّكم حفاظا على مشروع الدولة سوف تقفون بالمرصاد في وجه المحاولات لنسف هذا المشروع، ما المقصود بالمرصاد؟
جواب : يعني أننا لن نسمح بانهيار مؤسسات الدولة بمعنى أنّه يجب أن نشكل حكومة في البلد وقد لا نشارك في حكومة مقبلة ولكن قد نعطيها الثقة، ولو وجدنا بأنّ ثقتنا ستؤدي إلى تشكيل حكومة، بقاء البلد بلا حكومة خطأ وإذا شكلنا حكومة هل يعني العودة إلى إسقاط الحكومة من جديد، ماذا يعني، وهذا ما أقصد به، طبعا أقصد الوسائل السياسية والقانونية والسلمية، لا يذهب أحد بتفكيره إلى مكان آخر.
سؤال : أشرتم إلى نوع من الإشادة بتصريحات المعارضة اللبنانية عن حماية المقاومة فهل هي تصرحيات مرحلية لغاية إعادة الإنتشار الجيش السوري، ومن بعدها التفرغ للمقاومة وسلاحها؟
جواب : بالنسبة إلى بعض المعارضة أكيد لا، وخصوصا إلى أنّ بعض المعارضة لجهة أنهم صادقين فيما يقولون، وبالنسبة إلى بعض المعارضة الأمر يحتاج إلى تأكد وتثبت والفرضية التي طرحت واردة.
سؤال : هل تؤيدون اتجاه المعارضة نحو السير بالخط الوطني هل يعني التخلي عن القرار 1559، وهل حزب الله أو الجيش اللبناني سيوفر الأمن القومي اللبناني؟
جواب : أبدا كلا، حزب الله ليس مسؤولا عن أي مسؤولية أمنية داخلية لبنانية، سواء دخلت في دائرة الأمن الوطني أو الداخلي أو القومي، لا علاقة لنا بها من قريب أو من بعيد. البعض طلب أنّ نساعد في التحقيقات في حادثة اغتيال الرئيس الشهيد الحريري، ونحن لا يوجد عندنا تشكيلات أمنية بهذا المعنى. نحن مقاومة موجودة في الجنوب ندافع عن لبنان، وأنا قلت في أكثر من مناسبة وبوضوح إنّ المسألة ليست مرتبطة بمزارع شبعا، وأنا متفائل بخروج العدو الإسرائيلي قريب من مزارع شبعا، وإذا طلع من مزارع شبعا فالسبب يكون المقاومة وليس فقط بسبب ضغطها العسكري اليومي لأننا لا نعمل عمليات يومية، ولكنّا نقول للإسرائيليين من خلال الأمريكي وغيره : إذا بتطلع من مزارع شبعا تسقط الحجة القانونية والوطنية والشعبية من أيادي حزب الله ونأخذ سلاح المقاومة...
أما قلت بأنّ المقاومة وظيفتها ودورها ليس فقط تحرير مزارع شبعا وإنّما المساهمة مع الجيش اللبناني في الدفاع عن لبنان، طالما إسرائيل تعتدي وتخترق السيادة اللبنانية ولبنان في دائرة الأطماع الإسرائيلية يعني بأن حالة الحرب لم تنتهِ مع لبنان، وأن هدنة العام 1949 التي يدعو بعض الزعماء في لبنان إلى العودة إليها، أنا أذكرهم بأنّ هذه الهدنة لم تحمِ في يوم من الأيام في ظل هدنة العام 1949 ارتكبت مجازر في لبنان، دمرت الطائرات في مطار بيروت الدولي عام 1968 وفي كل سنة كان يحصل عدد هائل من الإعتداءات الإسرائيلي على لبنان، وحتّى قبل مجيء المقاومة الفلسطينية إلى لبنان. إذا هدنة عام 1949 لم تحمِ لبنان والذي يحميه تحالفه مع سوريا والتحالف بين الجيش اللبناني ومقاومته ، طالما أنّ لبنان بحاجة إلى الحماية إذا هو بحاجة إلى المقاومة وإلى سلاح المقاومة.
سؤال : ما رأيكم بالكلام الذي أطلقه وزير الدولة البريطانية للشؤون الخارجية بأنها وعدت نظيرها الإسرائيلي أنّ تقوم بدراسة جديّة لإدراج حزب الله الجناح السياسي ضمن إطار المنظمات الإرهابية، ومن المعروف أنّ الرئيس الحريري شكل صمام أمام عند الأوروبيين، فهل تتوقعون حصول هذا الأمر؟
جواب : اليوم كلا، لأنّ عندهم وضع قانوني لجهة العمل في المراجعة بشكل دوري كل فترة زمنية وربما كل 6 أشهر، ولكن إذا أرادوا إصدار القرار بشكل استثنائي الأمر ممكن، وفي أي وقت يريدون يقدرون على الإجتماع بهذا الخصوص، ولكن لا يوجد عندي أي شيء جديد في هذا المجال.
سؤال : ما رأيكم بدفاع المعارضة اللبنانية عن المقاومة وتحييدهم لحزب الله في الصراع الداخلي وهل الدعوة للنزول إلى الشارع كحزب الله ومقاومة يعني دخولكم في الصراع الداخلي اللبناني وتحديدا صراع الشارع؟
جواب : إنّ النقاط التي طرحت من قبلنا والتي سوف نتظاهر من أجلها لا تشكل نقاط خلافية، فالنقاط الأساسية ليست نقاط خلافية.
سؤال : تتحدث عن تطبيق اتفاق الطائف ماذا تقول في بند إلغاء الطائفية السياسية، وما هو الخطاب الذي توجهه للشباب اللبناني الموجود في ساحة الشهداء وأين الطائفة الشيعية إزاء ما يحصل في البلد؟
جواب : أولا في موضوع إلغاء الطائفية السياسية أنا لا أحب هذه الطريقة، يعني عند القول بانسحاب القوات السورية من لبنان نقول إلغاء الطائفية السياسية، ليس بهذا الشكل تدار الأمور. انسحاب القوات السورية سوف يحصل خلال يومين إلى البقاع، وسوف يحصل لقاء ينظم مدة وشكل وجود وبقاء القوات السورية، ومثلما قال الرئيس الأسد تكون سوريا في الشكل والقانون قامت بواجبها في موضوع اتفاق الطائف ويبقى بقية بنود هذا الإتفاق، وليس البند الوحيد هو إلغاء الطائفية السياسية، هناك بنود أخرى لم تنفذ في هذا الإتفاق وبحاجة إلى تنفيذ، الحل ما هو، ليس حوار المعارضة اللبنانية مع سوريا بل أن يجلس اللبنانيون مع بعضهم البعض، يريدون السير إلى البرلمان، أو قوى سياسية وحزبية، أو عقد مؤتمر وطني، أو التوجه نحو الإنتخابات النيابية، يوجد عندنا خيارات متعددة ولكن ما من أحد بإمكانه أن يفرض تفسيره لإتفاق الطائف والبنود التي لم تنفذ على الطرف الآخر. الموضوع بحاجة إلى حوار وتلاقي وتفاهم وتوافق ، وحزب الله جاهز على هذا الصعيد أن يقوم بمسؤولياته الوطنية. في هذه المرحلة لن يقف حزب الله على جنب أو أنه ليس له علاقة بما يحصل في البلد في خضم الموضوع ، فالحزب معني بما يحصل ونحن قدمنا الدماء والشهداء والإخوة من القادة والجرحى والأبناء في سبيل حفظ وصون وحماية هذا الوطن، ولن نتركه ينهار داخليا بعدما واجهنا الإحتلال الإسرائيلي.
نقول للشباب اللبناني الموجود في ساحة الشهداء ونحن نحترم إرادتهم وصوتهم، وأنا أدعوهم إلى التظاهر معنا لأننا نخرج في هذه التظاهرة من أجل السيادة والحرية والإستقلال الحقيقي والذي يريدها وعندها ملاحظات على التدخل السوري ، والرئيس السوري يقول بأننا ارتكبنا أخطاء وهذا الأمر ماشي الحال فيه، اليوم في لبنان ما من أحد جاهز ليقول من كان في السلطة أيام 17 أيار 1983 بأنه أخطأ أو لم يخطأ، فالرئيس الأسد يقول بأنهم أخطأوا، إن سألتم الذين عملوا حروبا في لبنان هل هم جاهزين ليقولوا أنهم أخطأوا بحق هذا الوطن وشعبه ؟ سوريا تقول بأنها أخطأت وهناك أموار أخرى مهمة جدا تمّ القيام بها، وفي آخر الأمر انتهينا، تفضلوا لكي نكمل معركة السيادة والحرية والإستقلال يوجد تدخل أجنبي في بلدنا، نتمنّى على هؤلاء الشباب في مواجهة التدخل الإسرائيلي والخرق الإسرائيلي للسيادة اللبنانية بشكل مستمر وأن نراهم أيضا خلال إقامة الإعتصامات من أجل سمير القنطار ويحيى سكاف وبقية الشباب المعتقلين عند العدو الإسرائيلي، وهم قالوا بأنّ معركة السيادة لا تتجزء ولكنهم مارسوها بشكل مجزء ، تعالوا لنمارسها بشكل غير مجزء.
أمّا بالنسبة إلى الطائفة الشيعية لجهة موقعها ودورها، هذا التصنيف غير صحيح ، هل الموجودين من الشباب اللبناني هم كل السنة والدروز والمسيحيين ، هذا أمر غلط وخطأ ، 4 آلاف مواطن مواطن، أو ثلاثين أو خمسين ألف مواطن، هؤلاء ليسوا كل لبنان أو كل الشعب اللبناني، أخذ الموضوع على التصنيف الطائفي والمذهبي هو خطأ مشكوك فيه أو أمر مشبوه فيه وهذا أمر معيب، عندما اجتمعنا في عين التينة كان اللقاء منضويا فيه كل الطوائف والأحزاب التي التقت عندنا تمثل كل الطوائف ، هذا التصنيف مرفوض فالشيعة مثل بقية اللبنانيين. في هذا الموضوع لا يوجد شيعي أو سني أو مسيحي بل في معركة السيادة والتحرير والإستقلال الحقيقية والدفاع عن لبنان ومستقبله يكون بوجودنا جميعا.
سؤال : ما رأيكم بمواقف بعض الدول العربية ومنها المملكة العربية السعودية ومصر لجهة مطالبتهم حصول الإنسحاب الفوري للقوات السورية من لبنان.
جواب : إنّ المملكة العربية السعودية ومصر والجامعة العربية شاركوا بقوة بقوة في بلورة وتظهير اتفاق الطائف ونحن في لبنان ضمانتنا اتفاق الطائف ونحن ندعوهم إلى تفهم ظروفنا ووضعنا في لبنان وبالتالي الحرص على هذا الإتفاق. أنا أقول بشجاعة وجرأة المطالب الأمريكية هي صورة طبق الأصل عن المطالب الإسرائيلية وأقول للقادة في المملكة العربية السعودية ومصر إنّ المطلوب وقفة تأمل وبمعزل عن الإنفعالات التي أحدثتها وسببتها الأوضاع في لبنان وتداعيات استشهاد الرئيس الحريري، أنظروا ما تريده الولايات المتحدة وطابقوا لما يريده شارون وشالوم. ولا أخترع أي شيء جديد من عندي ، فالمطالب الأمريكية هي نسخة مكررة للمطالب الإسرائيلية.
سؤال : ما رأيكم بطرح المعارضة اللبنانية إلى إنشاء صيغة وطنية تضم كل الأطراف اللبنانية لتكوين البديل عن المقاومة في الجنوب من أجل تحرير مزارع شبعا لكي لا يبقى قرار السلم والحرب بيد حزب الله.
جواب : أي صيغة وطنية وشعبية نؤيدها ، وما نريد الإشارة إليه، في الفترة من العام 1982 إلى العام 2000 كانوا يقولون بأنّ حزب الله يحتكر المقاومة قلنا لهم الجبهة مفتوحة أمام أي تنظيم أو حزب الله يريد مقاتلة إسرائيل ولا يوجد أحد يقطع عليه الطريق، وهناك الكثير من الذين كانوا يتحدثون عن احتكار المقاومة لم يشرفوا على المقاومة . كان هناك أناس تريد المشاركة لكن لم يكن عندها الإمكانات فعملنا السرايا اللبنانية لمقاومة الإحتلال الإسرائيلي وكان هناك مشاركة لكن الذين شاركوا كانوا كلهم شباب مستقلين ولم يكونوا شبابا يتبعون تيارات سياسية كانت تتحدث عن احتكار المقاومة.
أيضا تكلموا في زمن ما قبل الإنسحاب الإسرائيلي عن صيغ للتنسيق في أطر المقاومة وكنّا نقبل وأيضا كان يحكى عن الشراكة في القرار، حسنا أنا اقبل أن يشاركني في القرار من يقاوم ولكن الذي يجلس تحت المكيف ويفتل العالم بأمان وعايش على مهله لماذا يكون شريكا بالقرار الميداني. المقاومة تصرفت ضمن استراتيجية الدولة والمقاومة اليوم تعمل ضمن استراتيجية الدولة، الذي يطالب ينوع سلاح المقاومة هو خارج استراتيجية الدولة وهذه هي الحقيقة ، هم الخارجين عن الدولة وليس المقاومة خارجة عن إرادة الدولة واستراتيجيتها.
يبقى هناك كلام كتخريج للمقاومة أن تكون تابعة لقيادة الجيش اللبناني وكلواء تابع للجيش اللبناني، هنا نكون نضيّع خصوصية المقاومة في لبنان، عندما تصبح المقاومة تابعة للجيش أو تصدي للمقاومة لأي اعتداء إسرائيلي يطلع الطيران الإسرائيلي ويقصف وزارة الدفاع ومؤسسات الدولة ، حينئذ السلطة اللبنانية كاملة ستتحمل مسؤولية أي رد فعل تقوم به المقاومة على أي اعتداء إسرائيلي.
اليوم نحن في لبنان بسبب التركيبة اللبنانية الخاصة يمكن أن لا يحدث ذلك في سوريا، يعني في سوريا البلد ممسوك صعبة لعبة المقاومة والسلطة. في لبنان نتيجة تركيبة البلد ونحن خارجين من حرب أهلية قدرنا أن نلعب لعبة مقاومة وسلطة. حتّى في فلسطين دائما أنصح السلة والمقاومة أن استفيدوا من هامش مقاومة وسلطة في فلسطين. ليس المطلوب من المقاومة أن تلغي السلطة وليس المطلوب من السلطة أن تلغي المقاومة. هذا جزء من النموذج اللبناني ، لماذا نضيّع هذا النموذج، قوة المقاومة اليوم بقدرتها على حماية لبنان لأنها خارج دائرة القرار الرسمي ولكنها تعمل ضمن استراتيجية القرار الرسمي .
سؤال : للمعارضة سلسلة من المطالب وقالت أنها لن تتنازل عنها ولن توقف تحركها في الشارع ما لم تنال هذه المطالب كيف ستوجهون ذلك. ثانيا هل ترون في الموقف العربي عزل لسوريا وهل تقبلون كلام الرئيس الأسد أمس لناحية أنّ من بينهم أوفياء ووطنيين وبين من يمدون يدهم للخارج؟
جواب : من حق المعارضة أن تطالب بما تشاء وتضع الشروط التي تشاء وتستخدم الوسائل السلمية لتحقيق هذه الشروط وهذه المطالب، أنا لا أستطيع أن أنتقص من حقهم، ولكن بكل الأحوال لنتفق أنّ هناك مدى وآخر للمدى ونريد أن نعرف إلى أين سنصل. المطلوب أن لا نصل إلى الفراغ وأن لا نصل إلى الفوضى وهذا أصل .
بالنسبة إلى الدول العربية لا أعتقد أنّ المواقف ستؤدي إلى عزل سوريا، سوريا دولة مهمة جدة في العالم العربي وفي الشرق الأوسط وفي الصراع العربي الإسرائيلي ولا أعتقد أن هناك إمكانية لأن تعزل ولا الدول العربية في وارد أن تعزلها، وأمس الرئيس بشار الأسد كوالده الرئيس الراحل حافظ الأسد يتمسك بالثوابت ولكن يتعاطى بحكمة وواقعية وأعتقد أنّ سوريا قادرة أن تتجاوز هذه المحنة وهذه المرحلة.
الرئيس الأسد يقدر أن يصنف لأنّه عاش هذه المعاناة، أمّا أنه هل يوجد لبنانيين يمدون أيديهم إلى الخارج نعم، منذ الـ 74 و 75 و 82 و 83 و 85 ، جيش إنطوان لحد هل هو جيش موزمبيقي ، كانوا لبنانيين ومدوا أيديهم للخارج.
سؤال : بعد محاولة احتكار الصورة والمشهد السياسي والإعلامي من قبل البعض وذلك في سياق نقل لبنان من موقع إلى موقع آخر، هل يمكن اعتبار هذا الإجتماع والذي نتج عنه تأسيس لحركة فعلية ومستمرة باتجاه إعطاء الصورة الحقيقية لإرادة الشعب اللبناني التي يعبر عنها حزب الله بقيادتكم وبشكل أساسي من خلال المقاومة وإنجازاتها العظيمة للبنان وللأمة العربية والإسلامية؟
جواب : لا شك أننا في مرحلة جديدة، وعلى كل حال طالما أننا في لبنان ـ وهذا من نعم الله علينا والتي يجب أن نشكره عليها بحفظنا لها ـ يوجد إمكانية أن يعبر الشخص عن رأيه بطرق مختلفة ومنها التظاهر والتجمع ، أعتقد أنّ التظاهر والتجمع سيعبر عن مواقف لها عمق شعبي وكبير في لبنان وأن لا يختصر لبنان لا بنا ولا بغيرنا . لا أحد يقدر على القول أنّه هو لبنان، لا أحد يقدر على قول ذلك. نزلت "شوية مظاهرات" في ساحة الشهداء أصبح يقال لنا هذا هو الشعب اللبناني تعالوا إلينا، نحن نزلنا مئات الألاف في الضاحية الجنوبية استحيت أن أقول أننا نحن الشعب اللبناني تعالوا إلينا، وقلت نحن جزء من لبنان ، نحن فئة من فئات الشعب اللبناني. الشعب اللبناني شعب كبير ولا أحد يختصره لا حزب ولا مجموعة أحزاب وحتى الذين اجتمعنا اليوم، لا بريستول ولا عين التينة ولا معارضة ولا موالاة وبالتالي كل يتحدث عن من يقدر على تمثليهم ولا يقدر أن يتحدث باسم الشعب اللبناني كله، وبالنهاية يمكننا الحديث عن أنّ هؤلاء كثرة أو قلّة وطبعا بدون لغة نوعية بغضية، هناك تمثيل نعم وقلت يوم استشهاد الرئيس رفيق الحريري هناك انقسام وطني في لبنان نعم صحيح هناك انقسام وطني ، أرفض أي لغة تخوين، هنا يوجد وطنيين وهنا يوجد وطنيين، هنا يوجد مخلصين وهنا يود مخلصين، إذا كنّا مصرين على الحرية والسياة والإستقلال ومخلصين لوطننا تفضلوا للجلوس بلا شروط وتحت سقف واحد محسوم هو سقف الطائف لننقذ بلدنا.
سؤال : جددتم الدعوة للحوار علما أنّ المعارضة تتجه للتصعيد يوما بعد يوم ويقولون أنّه غدا هناك تظاهرة أمام مراكز الأجهزة، من ستحاورون وإلى أين ستتجه البلاد؟
جواب : (...). نحن نرفض أخذ الشارع إلى الصدام، هل تشك لحظة أننا اليوم الأحزاب المجتمعة وفي مقدمها حزب الله إذا أردنا أن نقيم مظاهرة غدا الإثنين، يمكن لنا أو لا، بإمكاننا، ولكن قلنا التظاهرة الثلاثاء احتراما للمعارضة التي دعت قبل أيام لتظاهرة يوم الإثنين. لماذا غيرنا الساحة لأننا لا نريد الإحتكاك ولا نريد صدام في الشارع ، لبنان يحوي شوارعا بقدر ما تريدون وساحات بقدر ما تريدون وتظاهروا بقدر ما تريدون وابتعدوا عن بعضكم وليقل كل شخص الذي يريد، ولا مشكلة.
سؤال : هناك أطراف في المعارضة تدعو إلى التدخل الدولي، وأيضا ترى في اتفاق الطائف روحية قرار الـ 1559 . كيف ستتعاطون مع هذا الأمر وكيف ستذهبون معهم إلى الحوار؟
الجواب : الطائف فيه رفض التوطين وهي مسألة إجماعية، الـ 1559 سيؤدي إلى التوطين. كثر كانوا يقولون أنك كنت تلتقي مع الرئيس الشهيد رفيق الحريري لقاءات طويلة لماذا الآن بيّنت؟ أنا لم يكن عندي مانع في إعلان هذه اللقاءات لكن الرئيس الشهيد كان يفضل أن تبقى هذه اللقاءات سرا لأسباب لها علاقة بلبنان ولها علاقة بحركته وعلاقاته خارج لبنان.
الرئيس الحريري هو الذي قال لي ويمكنكم أن تسألوا الذين كانوا في اللقاء وأصدقاءه المقربين : هناك من يعمل للتوطين ، وحتى قال لي أسماء، هناك أناس في واشنطن لديهم برنامج جاهز طويل عريض يعملون للتوطين. تصوروا أنّ الحرب الأهلية كلها قامت في لبنان من أجل أنّ الفلسطيني "مدري شو يعمل ومدري شو يساوي" وصولا غلى رفض التوطين بعض الذين حملوا السلاح في وجه الفلسطينيين يعملون الآن في واشنطن ولندن وباريس وعواصم العالم لتوطين الفلسطينيين. الرئيس الحريري قال لي هؤلاء لا يريدون التوطين حبا بالفلسطينيين وإنهاء لمعاناتهم الإنسانية وإنّما هناك تبادل للخدمات مع إسرائيل، تساعدينا يا إسرائيل في التوطين تساعدينا في التقسيم، و "إنّو نحنا بصراحة المسيحيين في لبنان ـ وهم لا يتحدثون باسم المسيحيين ولكن يريدون قول ذلك ـ : نحن أصبحنا في بلد الغالبية الساحقة من المسلمين وقد زيد عليهم 300 الف فلسطيني ولم يعد بمقدورنا العيش في هذا البلد، النوعية والنخبة والحضارة "فمنجي نقسّم". والآن المناخ مساعد باعتبار أنّ هناك حديث في المنطقة عن تقسم عن تقسيم في العراق إلى لبنان.
حسنا كيف ينسجم اتفاق الطائف مع الـ 1559 ، اتفاق الطائف حريص على المقاومة ولكن 1559 واضح، يريدون أن نجمع بين الطائف والـ 1559 في البند الخاص بالمقاومة، أمر هين : المقاومة ليست ميليشيا والدولة اللبنانية تقول المقاومة ليست ميليشيات. لا نريد من المعارضة أن تقول لي سنحمي المقاومة. بصراحة المقاومة تعتز بالتفاف أهلها حولها ولكن أ،ا شخصيا لا أريد أحدا يحميني. نحن حاضرين أن نقدم دماءنا دفاعا عن بلدنا نحن لسنا مجموعة تريد أن تأكل وتشرب وتعيش وتشتغل سياسة، نحن جماعة تضحية بالدرجة الأولى.
وبالتالي الذي يريد تطمين المقاومة عليه أن يقول لها في بيان واضح : المقاومة في نظر المعارضة ليست ميليشيا ويعني ذلك أنّها أصبحت خارجة عن الـ 1559 ، عظيم أصبحت خارج 1559 لنرى اتفاق الطائف ما يقول عن المقاومة ونحن نقبل به.
سؤال : قد يقال أنكم حشرتم الرئيس الأسد مرتين ، الأولى عندما اعتبرتم 1559 قرار إسرائيلي وفتنة وهو اعترف به ، الثاني عندما اعتبرتم أنّ الرئيس الأسد محشور دوليا ورفضتم ما أقر به ، هل أنتم في تنسيق ضمني مع السوريين أم أنكم تريدون حشر الرئيس الأسد؟
جواب : (...). أنا لم أقل قبلت سوريا بل قلت "كعضو في هيئة الأمم المتحدة من حقها أن تحترم"، قال نحترم وحتى لو قبل "فليصطفل" هو دولة، ونحن أحزاب وقوى شعبية من حقنا أن نرفض. سوريا توافق على المفاوضات مع إسرائيل وحزب الله لا يوافق على المفاوضات مع إسرائيل. حزب الله يعتقد أنّ كل حبة رمل في فلسطين هي ملك الشعب الفلسطيني ولا أحد مخولا أن يسلمها للإسرائيليين إذا مختلفين.
نحن لا نقول أننا نمثل السياسة السورية في لبنان ، سوريا دولة لها سياستها ونحن شعب وأحزاب وقوى ولنا موقفنا ولنا طرقنا. وهنا سوريا هل لا تتأثر بالضغوط الدولية وهل هي تعيش في المريخ؟ كلا موجودة على الأرض وهذا أمر طبيعي ومنطقي.