كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله التي ألقاها خلال إحياء مراسم يوم القدس العالمي في جادة الشهيد هادي نصر الله –بيروت 28-10-2005
كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله التي ألقاها خلال إحياء مراسم يوم القدس العالمي في جادة الشهيد هادي نصر الله – بيروت
إن أفضل الشهور عند الله هو الشهر المبارك وأفضل أيامه ولياليه، وأفضل الايام هي العشر الأواخر وأفضل الأيام هو يوم الجمعة هذا ، لهذا اختاره الامام الخميني "قد"اعظم يوم واقدس يوم واشرف يوم ليكون يوماً للقدس العظيمة والشريفة والمقدسة ، إن عبقرية الامام الخميني وهو العارف بزمانه أوصلته إلى هذا الربط العميق فكريا وعقائديا وسياسيا وعاطفيا وشعبيا ، بين أغلى مناسبة دينية إسلامية وأقدس وأهم قضية. إن شهر رمضان هو شهر القيام والصيام، وعلامة قبول الصلاة هي الصلاة التي تنهى عن الفحشاء والمنكر.وعلاقة قبول الصيام انه يحدث في نفس الانسان حالة التقوى التي تعني اجتناب المعاصي والاثام .
أيتها الأمة الإسلامية القائمة الصائمة في شهر رمضان أي منكر وأي فحشاء وأي معصية .من اكبر واشد من أن تسكت أمة المليار مسلم عن احتلال مقدساتها وهتك حرماتها في بيت المقدس وفلسطين من قبل عصابات إرهابية ودموية أسست كيانها،على المجازر والاغتصاب والقمع والإرهاب يا امة المليار الصائمة والكاظمة ،كيف يكون الصيام والقيام والعيد وأهلكم في فلسطين في جنين وطول كرم وقطاع غزة تسفك دمائهم في كل يوم ويقصفون في كل ليل ويقتلون في كل ساح ،ألا تكون هذه الأيام حجة إلهية على أمة المليار مسلم وهي تشهد أعظم الفساد واعظم المنكر دون أن تحرك ساكنا ودون ان تأمر بمعروف أو تنهى عن منكر.او تنطق بكلمة او تغير بيد .
نحيي يوم القدس هذا العام ،ونحن نواجه تحديات كبيرة وخطيرة ، فعلى مدى 25 عاماً من الصراع مع العدو الصهيوني في هذه المنطقة كان عبئ هذا الصراع يقع مباشرة على عاتق الشعب الفلسطيني وعلى لبنان وسوريا، بعد أن أخرجت اتفاقية كامب ديفيد اكبر دولة عربية اعني مصر من المعركة،وكان الشعب الفلسطيني في لبنان وسوريا يحضون دائما بدعم واضح من ايران بعد انتصار ثورتها الإسلامية ومن الشرفاء، في انحاء العالمين العربي والإسلامي والعالم كله فيما كنا وما زلنا نخوض هذا الصراع اما في ظل صمت عربي رسمي ودولي مطبق أو في ظل انحياز واضح وظالم للعدو في أغلب الحالات وبالرغم من كل الظروف القاسية والصعبة استطاع الشعب الفلسطيني ان يتابع مقاومته وصولاً إلى انتفاضة الأقصى المباركة التي انجزت حتى الان تحرير قطاع غزة ، واستطاع لبنان بالمقاومة والشعب وكل قواه الوطنية وحدته وحدة الدولة والجيش والشعب من تحقيق أنجاز تاريخي في الخامس والعشرين من أيار، وقبلها من اسقاط المشروع الامريكي الصهيوني وإلغاء اتفاقية السابع عشر من أيار ، وطرد الصهاينة اذلاء من ارضنا على مراحل ، واستطاعت ايضا خلال خمسة وعشرين عاما سوريا قيادة وشعباً وجيشاً أن تصمد في موقع الممانعة ورفض الاستسلام والخضوع للشروط الأميركية والصهيونية ،وان تستمر في وقفتها التاريخية الى جانب المقاومة في لبنان والى جانب المقاومة في فلسطين لتستكملا مسيرتهما في النصر والتحرير ، وحصلت بعد ذلك أحداث، كانت أحداث 11 أيلول وحرب افغانستان وغزو العراق وتطورات خطيرة في منطقتنا وضعتاه على خط الزلزال وجاء القرار الدولي1559 وبعده الحادثة المأساوية بكل المقاييس الانسانية والوطنية حادثة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه وأصبحنا في مرحلة واقع صعب وقاس ومرير لكننا من خلال هذه التطورات نشعر ان ما يجري الان يستهدف هذا المثلث ومن يقف ورائه ويدعمه وعلى صعيد الدول العربية والإسلامية اصبح تقديم الدعم المالي والمعنوي لحركات المقاومة في لبنان وفلسطين جريمة يحاسب عليها قانون مكافحة الارهاب او تحريضا على الارهاب ومعاداة للسامية وها هي الجمهورية الإسلامية،تواجه الصعوبات الجمة بسبب موقفها العقائدي الحاسم في هذا الصراع ،ام في فلسطين المحتلة فان السلطة الفلسطينية تتعرض لضغوط هائلة من امريكا واسرائيل والمجتمع الدولي من أجل نزع سلاح فصائل المقاومة وقمع هذه الفصائل باعتبارها منظمات إرهابية ومنعها من ممارسة ابسط حقوقها المدنية حتى على مستوى المشاركة في الانتخابات النيابية مع أن الاحتلال الصهيوني ما زال قائماً وما زال قطاع غزة مهددا ومعتدى عليه ومحاصرا وما زالت القدس مغتصبة وما زال اللاجئون الفلسطينيون مشردين في الشتات ،
إن المجتمع الدولي لا يريد مصلحة الفلسطينيين ولا اللبنانيين ولا العرب، ولا هذه المنطقة إن المجتمع الدولي يبذل كل جهده ليحقق مصالح امريكا وإسرائيل فقط وفقط وفقط ان المجتمع الدولي يدفع بالفلسطينيين الى التقاتل والتصارع من اجل ان تامن اسرائيل وترتاح ، وترفض شروطها وسيطرتها بشكل نهائي على هذا الشعب المظلوم. في فلسطين المحتلة يبارك المجتمع الدولي عدوان اسرائيل وهمجيتها وقتلها وتشريدها للناس أو بالحد الأدنى يسكت، ولكنه يسارع إلى إدانة الفلسطيني الذي يدافع عن شعبه ويتهمه بالإرهاب، وكما في فلسطين تستهدف قوة المقاومة في لبنان سواء كانت لبنانية ام فلسطينية ولكن هذه المرة بواسطة المجتمع الدولي أيضاً، بعد أن عجزت إسرائيل عن الحاق الهزيمة بالمقاومة اللبنانية بل اندحرت امام بطولات رجالها ،وبعدما عجزت عن سحق الانسان الفلسطيني في مخيمات لبنان وتهجيره من لبنان، أصدر مجلس الامن الدولي القرار 1559 وعين له متابعاً وناظرا ،ومسؤولا ،وهو السيد لارسن وطلب منه أن يقدم تقريراً مفصلاً عن متابعته لتنفيذ القرار كل ستة أشهر ، وقد اتحفنا هذه الايام بتقريره النصف السنوي.وما هو يجب أن نتوقف عنه قليلاً ونبدي بعض الملاحظات السريعة .
أولاً : قبل أن نقرأ تقرير لارسن في الصحافة العالمية وقبل أن يصل إلى يد كوفي عنان ومجلس الامن الدولي اطلعنا بكل فخر واعتزاز على مضمون تقرير لارسن من الصحافة الإسرائيلية وتبين فيما بعد أن كل ما قالته الصحافة الاسرائيلية عن مضمون تقرير لارسن كان صحيحا .
ثانياً: من الغريب ان مجلس الأمن عندما اتخذ القرار 1559عين له ناظرا ومتابعا ومسؤلا لماذا ؟ لأنه يتطلب استحقاقات من سوريا ولبنان،وطلب من هذا الناظر ان يقدم له تقريرا للمتابعة كل ستة اشهر الغريب والعجيب أن كل قراررات مجلس الأمن المتعلقة بإسرائيل لم يعين لها ناظر ولا متابع ولا مسؤول ولم يحدد لها مدة زمنية ولم يطلب فيها تقارير متابعة ولا يسأل عنها مجلس الأمن إسرائيل منذ عشرات السنين، ولم يعين ناظر في القرار 194 و242 338 و425 بمعزل عن موقفنا من بعض هذه القرارات الدولية ، لماذا ؟ لأن المطلوب في مجلس الامن أن تحمى إسرائيل وان تكون اسرائيل قوية ،اما لبنان واما سوريا والعرب فعليهم دائما ان يدفعوا الاثمان تحت السيوف التي يسلطها عليهم المجتمع الدولي حامي اسرائيل .ثالثلاُ : من الواضح في تقرير لارسن ومن التفاصيل الواردة فيه أنه يمارس وصاية دولية على لبنان، هذه الوصاية التي ننكرها في لبنان،او ننفيها في لبنان ولكنها واضحة هو يتحدث عن كل شيء لا يتحدث فقط بنود 1559 تحدث عن إجراء الانتخابات النيابية والحكم عليها،ما علاقة هذا بالقرار 1559 ، تحدث عن مشاركة حزب الله بالحكومة، تحدث عن طبيعة العلاقات التي يجب أن تقوم بين لبنان وسوريا، تحدث عن طبيعة العلاقات التي يجب ان تقوم بين لبنان والفلسطينيين ،تحدث عن قانون الانتخاب المطلوب ،تحدث بالنص أنه ينوي تأسيس إطار عمل ملائم ،مهنيا وقانونيا بتامين عملية انتخابية عادلة وحرة في لبنان ، ما علاقته بقانون الانتخابات القادمة؟ تحدث عن الاصلاح السياسي والاقتصادي والمالي ،تحدث عن تعيين مدراء واجراء تغييرات على مستوى الموظفين ، والأخطر تحدث عن تغيير الثقافة، أي ثقافة هي التي يطالب لارسن اللبنانيين أن يبدلونها،هذا كله يعبر عن ممارسة لوصاية دولية كاملة على لبنان مندوبها السامي هو السيد لارسن نفسه يحمل سيف 1559 ويلاحق به السلطة واللبنانيين والفلسطينيين والسوريين ،وعلينا أن نقف في لبنان كل ستة أشهر على ارجلنا باحترام لنقدم اجوبة للسيد لارسن ،على رؤسائنا ووزرائنا ونوابنا واحزابنا كل ستة اشهر ان يقدموا امتحانا شفهيا او خطيا للسيد لارسن ،اين اصبحتم في تنفيذ التوصيات الدولية .
رابعاً: في تقرير طويل تكرم علينا السيد لارسن وخص الإسرائيليين بسطرين فقط تحدث عن استمرار الخروقات الجوية وقال: "إن إسرائيل تعلن انها تفعل ذلك للحفاظ على امنها ، يذكر حجة إسرائيل ودليلها ،ولكن عندما ينتقد المقاومة لا يرى لها حجة ،في تقريره ،ايها الاخوة والاخوات لتروا عدالة المجتمع الدولي ، هذا المجتمع الدولي الذي نراهن عليه ليعيد إلينا حقوقنا،او الذي يطالب السيد لارسن الحكومة اللبنانية لتلجأ اليه ليعيد اليها حقوقها من اسرائيل لتروا بعض مشاهد هذه العدالة . في الوقت الذي تجاهل القصف الإسرائيلي،وترويع المزارعين في منطقة شبعا وكفر شوبا ، وتجاهل خطف الرعاة اللبنانيين،الذين اعادتهم قوات الطوارئ الدولية الى لبنان بعد تهديد المقاومة . وتجاهل احتجاز إسرائيل لأسرى لبنانيين في سجونها ،فسمير القنطار ويحي سكاف ونسيم نسر ليسوا بشراً وليست لهم حقوق الانسان حتى يتطلع اليهم السيد لارسن من عليائه ، أما مزارع شبعا فهي لا يعترف بلبنانيتها .
خامساً: عندما يتصل الأمر باللبناني او الفلسطيني او السوري يسمي الأشياء بأسمائها.لكن عندما يتصل الامر باسرائيل يجهل الفاعل .هذه عدالة التقرير الدولي . يقول في 29 حزيران ادى تبادل كثيف لاطلاق النار بين حزب الله واسرائيل الى سقوط احد عناصر قوة حفظ السلام الدولية وجرح اربعة اخرين ."مشيرا في ذلك الى الضابط الفرنسي"لان اسرائيل قتلت الضابط الفرنسي وجرحت اربعة اخرين من قوات حفظ السلام الدولية ،لانها القاتل يجهل لارسن القاتل ويقول ان هؤلاء قتلوا او جرحوا في اشتباك بين حزب الله وإسرائيل .
سادساً: يقول ان لا شرعية للمقاومة في مزارع شبعا ،أساساً هو لم يعترف بشرعية المقاومة في يوم من الأيام،وانا اعلن من هذا المنبر ان ارض مزارع شبعا ،لم اقل ان انها لبنانية لم يقل حزب الله انها لبنانية ، قالت ذلك حكومات الرئيس الشهيد رفيق الحريري والتي سبقتها والتي تلتها والحكومة الحالية ،قالها المجلس النيابي اللبناني ،ونحن في المقاومة كما أعلنا عشية الاندحار الإسرائيلي من لبنان ،ان كل ارض تعتبرها الدولة اللبنانية لبنانية ،نحن ملتزمون بتحريرها بدمائنا وبنادقنا وتضحياتنا واعناقنا لم ننتظر شرعية من لارسن ولن ننتظر شرعية من لارسن أو غيره.
سابعاً: إن أخطر ما في تقرير لارسن هو التحريض وبث سموم الفتنة بين اللبنانيين من جهة والفلسطينيين ،بين اللبنانيين والسوريين ،بين اللبنانيين انفسهم ،بين المقاومة والحكومة، من خلال ادعائه لأقوال والتزامات يقول أن رئيس الحكومة اللبنانية قدمها له أو أن الحكومة اللبنانية قدمتها له، عندما يقول السيد لارسن هذه المسائل،ويذكرها كتابة في تقريره ،هو يضعنا وجه لوجه، يريد أن يثير الشكوك فيما بيننا كلبنانيين، يريد ان يبعث الفتنة في ما بيننا كلبنانيين ،لأن ما قاله في تقريره هو غير ما نقوله لبعضنا البعض في جلساتنا الخاصة وهو غير ما يقرر في مجلس الوزراء، وهو غبر ما اعلن في البيان الوزاري ،سواءً لحكومة الرئيس ميقاتي أو حكومة الرئيس السنيورة، مثلا : "يقول في الفقرة 49" أكدت لي الحكومة اللبنانية أنها تبقى ملتزمة تنفيذ كافة بنود القرار 1559 ،ولكن ذلك يتطلب وقتاً ،أية حكومة لبنانية أكدت ذلك"، لكن المسألة تحتاج الى بعض الوقت .انا هنا اريد ان اسأل هذا السيد لارسن اية حكومة لبنانية التي اكدت ذلك ؟ حكومة الرئيس ميقاتي ؟ام حكومة الرئيس السنيورة ؟وفي البيانيين الوزارين لم يرد شيء من هذا . اية حكومة التي قدمت هذا التاكيد وهذا الالتزام ،السيد لارسن من خلال هذا الكلام يريد أن يقول لنا في حزب الله ،ويريد ان يقول للفلسطينيين ،ونحن اللذين وافقنا ونوافق على ان يكون هناك حوار داخلي لبناني لبناني ،حول مسألة حماية لبنان وحماية سلاح المقاومة.وحوار لبناني فلسطيني حول مسائل السلاح الفلسطيني خارج المحيمات ،وتنظيم السلاح داخل المخيمات . السيد لارسن يريد ان يقول لنا انهم يضحكون عليكم .لتضييع الوقت ،يحرضنا على الحكومة ،ويحرض الفلسطينيين على الحكومة ،ويخون المسؤوليين في الحكومة ،لانهم قالوا لنا شيئا ،ويدعي السيد لارسن،انهم قالوا له شيء اخر . وإن كان بالامس موقف مجلس الوزراء او ما نقل من مواقف في مجلس الوزراء تقطع الطريق بنسبة كبيرة على هذا التحريض وعلى هذه الفتنة.ايضا عندما يتحدث السيد لارسن أنه موعود بحوار.نتيجته تطبيق القرار 1559 . إذا ما جدوى ان نذهب الى الحوار ،في المقاومة لماذا نتحاور .الفلسطيني لماذا يحاور ،اذا كان المطلوب من الحوار الوصول إلى نتيجة واحدة، هي نزع السلاح .قد يقال لنا ولماذا نتحاور اذا كان المطلوب من الحوار ابقاء السلاح .نحن لا نطرح هذه المقولة .نحن نقول تعالوا لنتحاور كيف نحمي لبنان .هل للمقاومة دور ووظيفة ام لا ؟على أساسها نحكم للسلاح،اما السيد لارسن يقول انه موعود بتنفيذ البنود ولكن المسألة ستتحقق من خلال حوار داخلي .ويقول ايضا السيد لارسن ،وقد ابلغني رئيس الحكومة انه سيقوم كخطوة اولى بارساء النظام والسيطرة على مثل هذه المجموعات الفلسطينية في المخيمات .هذا يعني تنظيم السلاح داخل المخيمات ،هذه هي الخطوة الاولى .وسأل سماحته ما هي الخطوة الثانية ؟عندما يحرض لارسن على ترسيم الحدود مع سوريا ؟وهذا مطلبه ،ويصر على هذا المطلب رغم الاجواء المتوترة بين لبنان وسوريا لماذا ؟ عندما يمتدح لارسن نشر القوات المسلحة اللبنانية على الحدود مع سوريا ماذا يعني هذا ؟او عندما يمتدح محاصرة المواقع الفلسطينية خارج المخيمات ماذا يعني هذا ؟ان الغاية القصوى للارسن واسياده هو نزع سلاح المقاومة والفلسطينيين في لبنان .سلاح المخيمات المتواضع ،الذي يحمي الفلسطينيين في مخيماتهم ويحمي اعراضهم بعد كل التجارب الاليمة التي مرت عليهم .وسلاح المقاومة الذي لو غضينا النظر عن مزارع شبعا .يبرره التهديد الإسرائيلي الدائم للبنان .هذا غير مقبول عند الامم المتحدة ؟انظروا الى مقاييس المجتمع الدولي .حزب الله او لبنان او الفلسطيني في داخل فلسطين ،ان يكون لديهم سلاح متواضع ،ليدافعوا عن انفسهم وعن بلدهم وأوطانهم .هذا امر خارج القانون والسيادة .ويجب ان ينزع .مع اننا نقول ان ارضنا مهددة وبلدنا مهدد وامننا مهدد وسيادتنا مهددة . ولكنهم يقبلون ويسكتون بل يقرون امتلاك اسرائيل لمائتي راس نووي بحجة ان اسرائيل مهددة .اسرائيل مهددة لا مانع من امتلاكها للسلاح النووي .خلاف لكل القوانين الدولية والموازين .لا مانع من دخولها الى الوكالة الدولية للطاقة النووية .ولا مانع اذا لم توقع على البروتوكول الذي يحضر من انتشار اسلحة الدمار الشامل .لماذا ؟ لان اسرائيل مهددة اما الفلسطيني الذي يذبح في كل يوم في فلسطين ،ليس مهددا ،اما اللبناني الذي استباحت اسرائيل ارضه ويمكن ان تجتاح ارضه في أي يوم من الايام هذا ليس مهددا ولا يحق له ان يمتلك السلاح .ويختم الذي لا يحترم ارادة اللبنانيين ويتعاطى معها بعلو واستكبار ،عندما يقول ان اللبنانيين يعتبرون ان حزب الله ليس ميليشيا ،بل حركة مقاومة ،ولكنه يعترض على رأي اللبنانيين لانه مزارع شبعا ليست لبنانية والمقاومة ليست شرعية ووجود حزب الله المقاومة مخالف للقرارات الدولية .هذا مع السيد لارسن مع الوصاية الدولية التي من ينكرها وهي بينة واضحة كعين الشمس تفرض توصف تحكم تميز وتفرض التفاصيل، وتتابع حتى اصغر المسائل في لبنان .هل هذه هي السيادة ؟هل هذا هو الاستقلال ؟هل هذه هي الحرية ؟هل هذا هو الذي يسعى اليه اللبنانيون ويتطلع اليه اللبنانيون؟.
نأتي إلى ملف آخر، مهم وخطير وحساس، وهو ملف اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وتقرير ميليس والموقف من سوريا أو مع سوريا. عندما وقفت خطيباً بينكم في تظاهرة 8 آذار التي قال عنها تقرير ميليس نفسه أنها ضمت مليون شخصاً، إذا لم تكن مظاهرة حزبية ولا فئوية ولا طائفية، مليون شخص، وتكلمت باسم كل القوى التي شاركت في 8 آذار، قلنا يومها نحن جميعاً ندين جريمة الاغتيال، نحن جميعاً نطالب بتحقيق جدي وقضائي وحقيقي. نحن جميعاً نطالب بكشف الحقيقة ومعاقبة الجناة أياً كان هؤلاء الجناة. حول هذه المطالب توحد اللبنانيون ولم يكن هناك خلاف، لكنني قلت أيضاً، حرصاً على الحقيقة وعلى دماء الرئيس الشهيد وعلى لبنان، علينا أن لا نسمح بأي توظيف سياسي للجريمة أو للتحقيق، أخطأ البعض فهمي وتصوروا أننا نريد من خلال هذا الكلام أن نحمي أحداً أو ندافع عن أحد، ولكن كنا نطلب الحقيقة لأن التسييس يضيع الحقيقة، والعمل الجدي التحقيقي الفني يوصل إلى الحقيقة. دعونا، خوفاً من التوظيف السياسي، إلى لجنة تحقيق مشتركة لبنانية – سعودية، وبعدها دعونا إلى لجنة تحقيق عربية في إطار جامعة الدول العربية. طرحت لجنة التحقيق الدولية، تحفظنا وقلنا بصراحة: نحن نخاف من التسييس وإضاعة الحقيقة وفتح الباب أمام أمريكا وغيرها لعقد صفقات أو فرض شروط تخدم مشاريعها على حساب دماء الرئيس الشهيد رفيق الحريري. تشكلت اللجنة وانطلقت في عملها، وسكتنا احتراماً من لإرادة بعض اللبنانيين والذين لم يكونوا قلة، واحتراماً لمشاعر وإرادة عائلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وانتظر الجميع تقرير القاضي ميليس في 21 تشرين الأول، وأعلن في لبنان ما يشبه حالة الطوارئ، وكأن لبنان ينتظره زلزال آخر، وقيل لنا بأن التقرير في 21 تشرين الأول سوف يقدم الحقيقة كاملة للعالم بأدلة واضحة ودامغة وملموسة، وجلس الجميع، أيديهم على القلوب، في لبنان وسوريا وكل العالم العربي والإسلامي. فوجئنا بالاعلام الإسرائيلي أيضاً يتحدث عن محتويات التقرير الذي سيقدمه ميليس قبل أن يصل التقرير إلى السيد كوفي عنان أو إلى الحكومة اللبنانية، أو إلى أعضاء مجلس الأمن وكل ما ذكره الإعلام الإسرائيلي عن مضمون تقرير ميليس، للأسف الشديد أيضاً، كان صحيحاً. والسؤال الكبير: كيف تصل معلومات ومعطيات تقرير بهذه الحساسية والأهمية والخطورة إلى الإسرائيليين قبل أن يصل إلى الأمم المتحدة والحكومة اللبنانية. ثم فوجئنا بوجود نسختين مختلفتين عن التقرير، واحدة سربتها البعثة البريطانية وفيها أسماء، وأخرى أعلنها الأمين العام كوفي أنان مما أحرج ميليس أمام الصحافيين في اليوم الثاني وجعله مربكاً في إجاباته وتوضيحاته ومصداقيته. في كل الأحوال، نشر التقرير في وسائل الإعلام، وقرأناه جميعاً ودققنا فيه وتريثنا. في 22 تشرين الأول في اليوم الثاني وجه الأخ الشيخ سعد الدين الحريري خطاباً متلفزاً ومما قال فيه "إن النتائج التي توصلت إليها لجنة التحقيق الدولية لن تكون محل مساومة داخلية أو خارجية لأن دماء اللبنانيين، دماء رفيق الحريري ورفاقه باتت منذ اليوم غير قابلة للمساومة، وهي ليست معروضة لأي شكل من أشكال المقايضات السياسية"، ويضيف، "ولن نقبل أن تكون وسيلة للاقتصاص السياسي وغير السياسي في ساحات أخرى". أيها الأخوة والأخوات ، ليس مجاملةً، هذا كلام مسؤول وعاقل وحريص، ولكن ماذا حصل منذ 21 تشرين الأول، وبمعزل عن تقييمنا للتقرير، كيف تعاطت الإدارة الأميركية ومعها دول أخرى ومن بينها إسرائيل، وكيف وظفت سياسياً نتائج هذا التحقيق الذي لم ينته بعد. أيها السادة: ألم يبدأ الاقتصاص السياسي الأميركي والإسرائيلي والدولي في أكثر من ساحة، أعني سوريا لبنان الفلسطينيين. قامت قيامة الإدارة الأميركية من بوش إلى رايس إلى الآخرين، قالوا "إن التقرير أثبت تورط سوريا في الاغتيال وأن على مجلس الأمن أن يسارع إلى محاسبة سوريا وفرض عقوبات عليها. لقد أنهى الأميركيون التحقيق، ولم يعد هناك من داع لا إلى 15 كانون أول ولا أن تجدد الحكومة بعد 15 كانون الأول. انتهى التحقيق عند الأميركيين ووجهوا الاتهام، وجلسوا في موقع الإدعاء وموقع القضاء، وحكموا على سوريا وكل الموقوفين في لبنان وكل الموضوعين في دائرة الشبهة، وما على مجلس الأمن إلا أن يحدد العقوبة، ولولا بعض المواقف الدولية العاقلة وبعض المواقف العربية العاقلة، وأعتقد أن عائلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري كما الكثير من قوى 14 آذار ترفض هذا التوظيف وهذا الاقتصاص السياسي، لولا كل هذه المواقف لذهب أمريكا لتعلن حرباً على سوريا وعلى حلفاء سوريا وعلى أصدقاء سوريا، باعتبار أنه ثبت لديها بالدليل القاطع أن هؤلاء جميعاً ارتكبوا هذه الجريمة النكراء. فعل الأميركيون كل هذا، مع أن تقرير ميليس نفسه ختم بالقول في آخر ثلاثة أسطر فيه " إن اللجنة ترى أن جميع الأشخاص بمن فيهم أولئك الذي اتهموا بجرائم يجب أن يعتبروا أبرياء إلى أن تثبت إدانتهم في محاكمة عادلة"، عند أمريكا هم محكومون ويجب أن يعاقبوا بلا نقاش، مع أن التقرير نفسه أيضاً يقول أن التحقيق لم ينته، وأنه يحتاج إلى شهور وقد يحتاج إلى سنوات، ومع أن التقرير نفسه أيضاً يتحدث بلغة: يفترض ويتصور ولا يتصور ويرجح ويحتمل، ولا يتحدث بلغة قاطعة حازمة حاسمة. لم يقدم أدلة حسية واضحة ومباشرة على بعض استنتاجاته، نعم، أقصى ما يمكن أن يقدمه هو شبهات، قد يمكن الانطلاق منها في التحقيق، هذه الشبهات قد تصمد أو تسقط عند تحقيق جدي وحقيقي، ومع ذلك كله فإن الإدارة الأميركية تتعاطى وكأن الحقيقة بانت، والأمور انتهت ويجب تحديد العقوبة على سوريا والبدء بتنفيذها سريعاً.
أيها الإخوة والأخوات، إننا في يوم الحق وفي يوم القدس، في اليوم الذي لا يقبل فيه إنسان حر ولا عاقل ولا مؤمن ولا مسلم صائم قائم في شهر رمضان أن يطلب العدل بالظلم والجور. التقرير إلى العدالة هو التحقيق الجدي المهني البعيد عن التسييس الحريص على الوصول إلى الحقيقة الذي يرفض المساومة ويرفض الصفقات ويرفض التوظيف السياسي، نعم، هذا طريق العدالة. كلنا مع عائلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري في كشف الحقيقة، وكلنا مع عائلة الرئيس الشهيد في تحقيق العدالة، ولكن أيضاً يجب أن نكون كلنا رافضين للاقتصاص السياسي الذي بدأت تمارسه أمريكا وإسرائيل بحق سوريا قيادةً وشعباً ودولةً ووطناً، هذا مقتضى العدل أيضاً ومقتضى الحق. ما نشهده اليوم هو تذرع بتقرير ميليس لمعاقبة سوريا على جريمة لم يثبت أنها تورطت بها حتى الآن، والعقاب على خياراتها السياسية والاستراتيجية.
إننا في لبنان نرفض هذا التحريض الدولي والأميركي بشكل خاص للبنانيين على معاداة سوريا، نرفض الهتافات التي تستبدل إسرائيل عدو الله بسوريا عدو الله مهما كانت الاعتبارات العاطفية. نرفض أن يذهب لبنان إلى مواجهة سوريا وإلى محاربة سوريا وإلى اعتبار سوريا عدوة للبنان، فيما يتحدث الصهاينة عن البركة النازلة عليهم هذه الأيام ويقيمون أعراس الفرح ويتوقعون تغيرات كبرى في لبنان، وأن يدخل لبنان إلى العصر الإسرائيلي، وأن يستبدل لبنان حدوده إلى العالم العربي، حدوده البرية، من حدوده مع سوريا إلى حدوده مع فلسطين المحتلة كما قال كبار المحللين والمسؤولين الإسرائيليين.
إننا نرفض من حيث المبدأ أن يُحكم على أحد، أي أحد في لبنان أو في سوريا أو من الفلسطينيين دون دليل ودون محاكمة عادلة.
إننا في القدس نعبر عن خشيتنا الكبيرة جداً من أن تخرج هذه القضية الحساسة والخطيرة من تحت سيطرة أولياء الدم لتصبح سلاحاً فتاكاً في لعبة الكبار توظف إما لانتقام في خدمة مشاريعهم ومصالحهم وعلى حساب لبنان وسوريا أو لفرض صفقات مشبوهة على حساب لبنان وسوريا ودماء الرئيس الشهيد. إننا نشعر بحفلة تحريض مكشوفة في أكثر من موقع دولي وتقرير غربي لتخريب علاقات اللبنانيين فيما بينهم، وعلاقات اللبنانيين والفلسطينيين ، وعلاقات اللبنانيين والسوريين. فما هو الداعي، على سبيل المثال، في تقرير ميليس لذكر بعض أسماء شخصيات وقيادات سياسية بالاسم، وتقديم شهاداتها وبشكل مجتزأ، فيما تخفى أسماء أشخاص وشهود آخرين! لماذا؟ هل يراد حشر بعض هذه الشخصيات السياسية التي قدمت شهادتها في تحقيق مفترض أن يكون مهنياً ويفترض أن يكون سرياً ، ويفترض أن يكون جدياً، ثم تقدم شهاداتها مجتزأة للعالم للبنانيين، لتغلي فيما بينهم الخلافات والأحقاد والصراعات، ما هو الداعي؟ لماذا يتم زج أسماء سياسيين وجهات سياسية بشكل غير منطقي في التقرير مع أنهم ليسوا معنيين بالتحقيق مباشرةً ؟ لقد قال التقرير أنه عثر تسجيلات لمكالمات هاتفية، وهذه المكالمات الهاتفية تدل على مدى تدخل المخابرات السورية في الشأن اللبناني، لكن السؤال، لماذا من بين كل أشرطة التسجيل هذه لم يتم إلا اختيار تسجيل واحد أو مكالمة واحدة مع المستر "إكس" ثم تأتي بعض وسائل الإعلام لتتبرع وتقول أن مستر إكس، هو شخصية، وتشير بالاسم إلى شخصية شيعية كبيرة ومركزية في الحياة السياسية اللبنانية. هل ينقصنا في لبنان جوقات تحريض جديدة بين السنة وبين الشيعة؟ عندما يُذكر شيء عن المستر "إكس" ثم يبث هذا النص ويوزع ثم يقال للسنة انظروا ماذا قال مستر "إكس" الشيعي؟ ألم يجدوا سوى هذه المكالمة بمعزل أنها صحيحة أو غير صحيحة؟ وبمعزل أن المستر "إكس" هو من قالوا أو ليس من قالوا؟ لكن لماذا هذا التعمد هل هذا صدفة؟! أم هذا تحريض بين الشيعة والسنة في لبنان، أم هذه محاولة لزج أسماء جديدة وأطراف جديدة في هذا الاستهداف. أنا بكل صراحة، وباسم من أمثل، أعتبر أن ما ورد عن المستر " إكس" في تقرير ميليس هو إهانة وطنية كبيرة، وهو تحريض طائفي بامتياز. ثم نذهب إلى الفلسطينيين ليتم الحديث في تقرير ميليس عن تورط جهة فلسطينية محددة في الاغتيال وأنها قدمت دعماً لوجستياً في فقرة أسقطت إسقاطاً في التقرير ، وبعد يوم أو ساعات يخرج السيد ميليس في نيويورك بلسانه ليقول أن هذه الجهة الفلسطينية غير مشتبه بها. نعم، مع مواصلة التحقيق، نعم مع المطالبة بأدلة وليس بافتراضات وبتصورات وبترجيحات. إن من مصلحة الوصول إلى الحقيقة أولاً، وإلى العدالة ثانياً، أن يفند وأن ينقد هذا التقرير وأي تحقيق آخر، مصلحة الوصول إلى الحقيقة، مصلحة تحقيق العدالة، لا يجوز عندما يقف أي لبناني ليفند تقرير ميليس، يمارس عليه إرهاب فكري أو سياسي أو إعلامي وكأن ميليس نبياً من الأنبياء وتقريره كتاباً مقدس. مصلحة كشف حقيقة اغتيال الرئيس الحريري تقضي أن نفند وأن ننتقد لنصل إلى الحقيقة، حتى لا يُؤخذ البريء بجرم لم يرتكبه أياً كان هذا البريء. نحن لا نتهم أحداً ولا ندافع عن أحد، ولكننا نريد لهذه القضية الخطيرة أن تأخذ مسارها القضائي والطبيعي بعيداً عن توظيف الكبار.
إن لبنان وسوريا يواجهان مأزقاً كبيراً وخطيراً وتحدياً مصيرياً نتيجة التطورات الخطيرة الأخيرة. هناك من يريد أن يدفع الأمور إلى الأسوأ والأسوأ. نحن جميعاً في لبنان وفي سوريا معاً، معنيون بالتفكير والتشاور والقيام بالمبادرات التي تمنع التوظيف الأميركي والإسرائيلي من جهة، وتسهم أيضاً في تأمين الفرصة المناسبة لتحقيق جدي يكشف الحقيقة كاملة لكل الأمرين، مواجهة توظيف والتعاون لإيجاد فرصة مناسبة وحقيقية لتحقيق جدي يكشف الحقيقة كاملة.
إننا ندعو جامعة الدول العربية إلى التدخل سريعاً وليس بعد فوات الآوان كما تفعل الآن في العراق، ندعوها إلى مبادرة عربية جدية لمعالجة المشاكل العالقة سواءً فيما يرتبط بالتحقيق أو فيما يرتبط بالعلاقات الثنائية بين لبنان وسوريا. على دول عربية مهمة، كالسعودية ومصر مسؤوليات كبيرة في هذا المجال، ولا يجوز لهم أن يقفوا جانباً ويتركوا لبنان والمنطقة للسيد الأميركي. ماذا ستكون نتيجة حاكمية السيد الأميركي في منطقتنا، الفوضى، القتال، الخراب، الدمار، التنازع، الفتنة، التقسيم وتحقيق مصالح إسرائيل. لا يجوز أن يترك لبنان لتتحكم به الأهواء الدولية وتستغل مصائبه ومآسيه لتحقيق مشاريع لا تمت إلى مصالحه بصلة.
إننا في ختام الكلمة، نقول وبكل صراحة وشجاعة ومسؤولية ونؤكد ما يلي:
نحن نرفض كل تحريض للبنانيين على بعضهم البعض ونتمسك بالوحدة الوطنية وبالتعاون وبالتآخي وباليد الممدودة. نحن نرفض كل تحريض للبنانيين على الفلسطينيين وبالعكس ونصر على الحوار وندد بأي إجراءات سلبية قد تلحق بأي منهما. نحن نرفض كل تحريض للبنانيين على السوريين وبالعكس، لأن مصيرنا شئنا أم أبينا في هذه المنطقة مشترك، وخصوصاً أن هدف كل هذا التحريض هو الوصول إلى مرحلة التقاتل خدمة لإسرائيل. ندعو إلى حل جميع مشاكلنا، لبنانيين، فلسطينيين، سوريين، عرب، إلى حل جميع مشاكلنا ومعضلاتنا بالحوار والتواصل وإطلاق المبادرات وعدم اللجوء إلى القوة أو السلبية. نؤكد مطالبتنا بالحقيقة وإجماعنا على وجوب كشفها، ونؤكد مطالبتنا بالعدالة والإجماع على لزوم تحقيقها. نؤكد أيضاً وبكل وضوح وقوفنا إلى جانب سوريا، قيادةً وشعباً في مواجهة الاستهداف الأميركي – الصهيوني لها ومحاولات الاقتصاص السياسي منها. سوريا تعاقب لأنها وقفت إلى جانب لبنان وإلى جانب مقاومة لبنان، ولأنها رفضت الصلح المنفرد، ولأنها وقفت إلى جانب الفلسطينيين. مقتضى الوفاء أن نقف إلى جانبها وأن لا نتركها طعمة لكيد الأمريكان والصهاينة. نؤكد التزامنا تجاه أهلنا الفلسطينيين في لبنان على كل صعيد، أمني وإنساني وسياسي، ومساعدتهم للعودة إلى ديارهم. نؤكد عزمنا على تحرير كل شبر من أرضنا المحتلة، ونؤكد في يوم القدس عزمنا على تحرير كل أسير في سجون الاحتلال. عهدنا من جديد لسمير القنطار ويحيى سكاف ونسيم نسر، لكل الشهداء والمفقودين والأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال، وسنفي بعهدنا إنشاء الله.
نؤكد وقوفنا إلى جانب الدولة والجيش وكل القوى اللبنانية الشريفة للدفاع عن بلدنا وحمايته من أي عدوان أو تهديد.
وأخيراً، نؤكد إيماننا بأن القدس ستعود حرة، عزيزة، أبيةً، طاهرةً، نقيةً من دنس الصهاينة. القدس التي قدمت أمتنا في سبيل إنقاذها مئات الآلاف من الشهداء، وسقط على طريقها قادة كبار، كعز الدين القسام وفتحي الشقاقي وأحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي وأبو علي مصطفى وأبو جهاد الوزير وعباس الموسوي وراغب حرب، هذه القدس لن تضيع طالما في الأمة قادة كهؤلاء الشهداء، طالما في الأمة رجال ونساء وأطفال وأجيال كتلك التي قاومت وتقاوم في لبنان وفلسطين وعلى امتداد عالمنا العربي.
في يوم القدس نجدد العهد للقدس ولشعب القدس ولقضية القدس ولإمام القدس أنها ستبقى في الوجدان وسوف تبقى القضية والمعركة والهدف.