
كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله في افتتاح مسجد مجمع المصطفى في بعلبك 14-8-2005
طالب الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله في حفل افتتاح مسجد مجمع المصطفى في بعلبك الدولة بتحديد اولوياتها بدقة ومعالجة ألازمة المعيشية والاقتصادية والأمنية .وأكد ان إثارة ملف العملاء يثير مخاوف وردات فعل طبيعية ،فهو ملف له علاقة بالأمن القومي وليس مسالة إنسانية .والذين أثاروا الملف عليهم ان يعرفوا انهم وضعوا إصبعهم على الجرح ،لان ما فعله العملاء يعني الوطن والشعب كله ،ونأمل ان يطوى هذا الملف وان يختم على قاعدة انه ملف حساس جدا وله علاقة بالكثير من الشهداء والمحررين وله علاقة بالأمن القومي وليس مسالة إنسانية كما يصورها البعض .
اما بالنسبة الى الطلب من حزب الله ان يكشف نواياه أقول : ان أداء المقاومة منذ العام 82 الى العام 2000 كاف لكل مراقب ومحلل ودارس يريد ان يفهم الحقيقة .بان يعرف ماذا يريد حزب الله في الممارسة والسلوك ،إضافة الى الخطاب السياسي .
وأعلن سماحته :من يريد ان يطمئن أمامه الحقائق ما يطمئنه .
اما في موضوع السلاح قال : اننا اليوم ما زلنا في الجدل حول سلاح المقاومة ،وفي نفس الوقت يسجل انتصار على ارض فلسطين ،انتصار اخر لمنطق السلاح وجهاد المقاومة ،فرغم مكابرة شارون اعترف بالأمس بدور المقاومة في الانسحاب من غزة .
وهنأ سماحته أهلنا في فلسطين في الإنجاز الذي تحقق في غزة معتبرا انه ليس النهاية بل بداية لتحرير كل فلسطين لانه لا هزائم بعد اليوم وهذا ما قلته في العام 2000 في مدينة بنت جبيل .
واضاف :اليوم في لبنان تجاوزنا مرحلة صعبة ،ونحن امام مرحلة جديدة هي مواجهة ألازمة المعيشية والاقتصادية ،والإهمال والحرمان الذي يطال العديد من المناطق ،وعلى الحكومة ان تشعر المواطن بالجدية والاطمئنان .
وقال :ان البداية الصحيحة هي بان تعمل الحكومة على كسب ثقة الناس ولا تكتفي بثقة مجلس النواب ،فالناس تعطي الثقة بعد مشاهدة السلوك والجدية في المعالجة للمشاكل .والمطلوب اليوم معالجة الملف الأمني بخلفية وطنية ،وتأسيس أجهزة أمنية قادرة على حماية المواطن والوطن ،وبذلك تستطيع الحكومة ان تنال ثقة الناس .
.
وأبدى جهورية حزب الله للحوار حول موضوع المقاومة ،وقال نحن لدينا خطة تفصيلية ومشروعنا واضح .واليوم يتحدث البعض عن حوار معنا ونحن جاهزون ،ونقول لكل من يريد ان يتحاور معنا ان يقدم لنا خطة ،لانه حتى ألان لم يقدم احد لنا أي خطة ،ولكن نحن لدينا خطة تفصيلية ومشروع واضح ..
وحول المسجد ودوره قال سماحته : المسجد من أهم المؤسسات التعليمية التي تربي الكانسان المتدين ،ولكن للأسف أصبحت في أيامنا تثير القلق ،وأصبحت كلمة جهاد كلمة مخيفة أمام الأعمال التي ترتكب .وأكد ان التدين في مظهره الخارجي كأي ظاهرة ،وهو كظاهرة العلم الذي يمكن ان يستخدم للدفاع عن الأرض والشعب ،ويمكن ان يستخدم العلم للقصف النووي ،كما حصل في هيروشيما ،وكذلك التدين هو ضمانة للمجتمع ،والانتماء الى الدين هو الانتماء الى الحق ،والتدين عامل اطمئنان وثقة ،ويصبح مثار للقلق عندما يبتعد عن مضمونه ،وفي تجربة المقاومة الإسلامية ،كان التدين دافعا للجهاد وتقديم التضحيات من اجل كل لبنان وشعبه ،وكل طوائفه .وليكون لبنان قويا عزيزا في مواجهة الأعاصير .واعتبر ان الجوهر الحقيقي للإسلام هو الاعتدال ،وبتنا نخشى كلمة الاعتدال لان البعض يفسرها بالخنوع للعدو ..