
كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله في اسبوع والد الشيخ مالك وهبي 9-4-2005
أكد سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في احتفال تأبيني ان ما يجري في بلدنا من سجالات ومن نقاشات ،مجرد اتصالات في مواضيع محددة وحتى ألان لم تتشكل أي حلقة حوار حقيقية او جدية أما أي شكل من أشكال الحوار الوطني الشامل والجدي والكامل والذي يتناول القضايا الأساسية والمصيرية التي تعني لبنان كوطن وشعب وكدولة ومستقبل لم يحصل شيء من هذا القبيل .
واضاف سماحة الامين العام : طبعا كل من يعطل أمرا من هذا النوع يتحمل المسؤولية طالما نقول جميعنا ان القضايا الأساسية والسياسية يجب ان تعالج من خلال الحوار والتوافق .
واضاف : كيف نتحاور؟وان لم نتحاور كيف نصل الى التوافق ؟ لا اجوبة على هذه الاسئلة . وكل منا يجلس خلف شاشة تلفزيون معينة او خلف منبر معين ويطلق مواقفه ،وعندما تقول للناس تعالوا لنتكلم بشكل جماعي وليس بشكل ثنائي يقولون لك بعد الانتخابات .
وسال سماحته : ما هو الفارق بين ان نتجاور قبل الانتخابات وبعد الانتخابات ؟ما دمنا جميعا ندعي أننا حريصين على وطننا وعلى مصيره ومستقبله .ولدينا ثوابت فهل تتبدل ثوابت البعض بعد الانتخابات؟ولا تتبدل بعد الانتخابات؟او العكس .في كل الأحوال هذا جزء من المشهد السياسي القائم حالبيا والذي يؤدي في طبيعة الحال الى الأفق المسدود والى عدم الوصول الى معالجات جدية وحقيقية للمأزق الموجودة في البلد على كل صعيد السياسي والاجتماعي والاقتصادي والأمني .
وقال : نحنا قبلنا ان تكون المقاومة وسلاحها ودورها موضوع حوار وطني داخليا ،لكن يجب ان نشير هنا الى ان تفاصيل هذا النقاش والأفكار يجب ان لا تطرح في وسائل الإعلام ،ومن يريد ان يدخل معنا في نقاش حول التفاصيل والمسائل لا يجوز ان يكون عبر وسائل الإعلام ، نحن قلنا تفضلوا لنتحاور ونحن جاهزون للتحاور في كل شيء في غرف مغلقة لنطرح المسائل كما هي .لاننا لا نريد ان ندخل في سجالات مع احد لتسجيل نقاط عليه او يسجل نقاط علينا.هذا من جهة ومن جهة ثانية عندما نقول نحن جاهزون للحوار في هذا الموضوع ،على قاعدة ان نتحاور في كل النقاط..ونحن ندعوا الى حوار وطني في كل القضايا والمسائل الأساسية العالقة .واذا كان البعض يريد ان يناقش في مسالة المقاومة ،فلتكن هذه المسالة من مجموع المسائل ،التي نجلس ونتحاور فيها ،اما ان يفترض البعض بان القضية هي حوار حول المقاومة وسلاحها ،اما بقية المسائل فلتكن محكومة لتوضع جانبا ،هذا ما نرفضه ونحن نحتاج الى حوار شامل في كل القضايا والمسائل الاساسية .وان البعض يتناول موضوع المقاومة وكانه مشكلة وليس الاحتلال .
وفي موضوع الخروقات الجوية الإسرائيلية قال سماحة الأمين العام : تكثفت الخروقات الإسرائيلية للسيادة اللبنانية ،وباتت تشكل مشكلة على المستوى السياسي والإعلامي والشعبي ،ولم تطرح من قبل احد .ومن يتكلم عن هذه الخروقات يتكلم عنها وكأنه أمرا ثانوي ..
ووجه سماحته كلامه للمعارضة بكل أطيافها وأطرافها .مطالبا ايها ان تتخذ موقف ولو أسبوعي او في المناسبات حول موضوع الخروقات لان مسالة السيادة لا تتجزأ وعندما تكون المسالة هي اعتداءات إسرائيلية على سيادة لبنان يجب ان تثار من قبل الأصوات التي تتحدث عن السيادة والاستقلال .
وفي موضوع المسجد الأقصى قال سماحته : نواجه اليوم التهديد الجدي للمسجد الأقصى ،وهناك تصريحات بهذا الخصوص ،وبناء على متابعات إعلامية وسياسية وميدانية تبين لنا ان هذه التهديدات جدية ،ونرى البعض يقول بان حزب الله يريد ان يخترع مشكلة ليست موجودة ،وان المسجد الأقصى بمنأى عن الخطر ،مع العلم ان الإخوة في فلسطين أصدروا بيانات تحدثوا فيها عن الخطر الذي يهدد المسجد ،بل ان بعض زعماء الصهاينة المتطرفين تحدثوا علنا ونادوا باقتلاع المسجد الأقصى ،ويتحدثوا عن استعدادهم لاعتماد مواد انتحارية لتدمير المسجد الأقصى .
وسال سماحته : أين جامعة الدول العربية ،اين الحكومات العربية والإسلامية اين منظمة المؤتمر الإسلامي اين الشعوب الإسلامية والعربية .من هذا التهديد وهل هم مقتنعون بانه ليس هناك من تهديد للمسجد الأقصى وبالتالي هذا الأمر لا يستحق الاهتمام او ان مسالة المسجد الأقصى هي مسالة فلسطينية وليست عربية .
وأضاف : عندما تخضع الحرمات والمقدسات الى هذا المستوى ،وتصبح غير ذات قيمة ،بالنسبة الى الكثيرين من الحكام العرب والمسلمين ؟ نعم يخشى على المسجد الأقصى ،عندما تترك عناصر القوة في هذه الأمة وفي مقدمتها سلاح المقاومة .ان المسؤولية خطيرة وكبيرة .
وحذر سماحته قائلا :ان اليد التي تمتد الى المسجد الأقصى بامكانها ان تمتد الى كنيسة القيامة .فالكل يعرف ان الصهاينة في فلسطين لا يعترفون بالسيد المسيح .ولذلك نقول ان مقدسات المسيحيين مهددة أيضا في فلسطين وعليه لا يمكن التساهل في هذا الأمر .