كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله في الليلة الأولى للمجلس المركزي الذي يقيمه سماحته بمناسبة ذكرى عاشوراء في مجمع سيد الشهداء"الرويس" 9-2-2005
كلمة سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في الليلة الأولى للمجلس المركزي الذي يقيمه سماحته بمناسبة ذكرى عاشوراء في مجمع سيد الشهداء"الرويس" .في 9\2\2005
استعرض سماحته في بداية كلمته هجرة الرسول "ص" من مكة الى المدينة بالتحديد وقال :رسول الله "ص" دعا الناس الى ما يحييهم حياة عزيزة في الدنيا والآخرة ودعاهم الى الوحدة .وكانت رسالته رسالة حياة عزيزة شريفة آمنة للناس وليست رسالة موت وارهاب ،رسالة النبي "ص" رسالة للتاريخ وللحياة .ودعاهم لما يحييهم لعبادة الله الواحدالاحد وترك عبادة الأصنام ،ودعاهم لحفظ النفس المحترمة ،وليعتني الجار بجاره وليصل الرحم رحمه ،دعاهم ليكونوا امة العلم والمعرفة والنور والتاريخ والحضارة .
كان النبي "ص" يتحدث مع اعدائه بالمنطق ويحضر لهم الدليل ،ولم يحمل في البداية سيفا ولم يطلق سهما ولم يدعوا الى قتال وجادلهم باالتي هي أحسن .ثم يصنف هذا النبي "ص" بأنه نبي الإرهاب ودينه دين الإرهاب .
وخلص سماحته وقال :نحن في المقاومة وغيرنا في المقاومة يملك منطق وكلام ودليلا وأصولا ومشروعا وفهما .المقاومة ليست جذوة انفعال ولا هواية ولا عادة .البعض يبسط الأمور بطريقة غير منصفة ،عندما يقول ان البعض تعودوا على حمل السلاح ،وعليهم ان يتعودوا على إلقاء السلاح .الذين قاوموا وقاتلوا في لبنان لم يحملوا السلاح قبل المقاومة .
المقاومة منطق وفكرة وفهم ودليل ورؤية وهي حاضرة لان تناقش الجميع .أبناء المقاومة في لبنان وفلسطين وكل المنطقة ونحن منهم نقول نحن لم نعتدي على احد .ولم نبدأ أحدا بقتال ولم نحتل ارض احد ولم نهدم بيت احد ولم نهتك حرمة مقدسات احد .اما الصهاينة هم الذين جاؤوا من كل أنحاء العالم ولذا سموا بشذاذ الأفاق ،او جيء بهم من كل أنحاء العالم ،الى منطقتنا والى بلادنا وهم الذين احتلوا ارض العرب والمسلمين في فلسطين وبعضا من أرضنا في لبنان وسوريا والأردن ومصر ،الصهاينة هم الذين بدؤوا القتال والعدوان وهدموا البيوت واحرقوا الحقول وارتكبوا المجازر وذبحوا النساء والأطفال .ودنسوا المقدسات والحرمات ،وهم الذين طردوا الناس من مدنهم وقراهم وهجروا وشردوا وعتوا وعلوا وقتلوا وقصفوا واحرقوا .هم كانوا بداية الإرهاب وطبيعته ،وبعد ذلك جاء الصهاينة ومن ورائهم كل العالم المستكبر ليقولوا لشعوب هذه المنطقة .اما ان تعترفوا بإسرائيل وتسلموا وتستسلموا وتخضعوا وتسكتوا وتقبلوا بهذا الواقع .واما ان تقتلوا بتهمة الإرهاب ،والأجرام والخروج والمروق على السلام الدولي والأمن الدولي والمجتمع الدولي والشرعية الدولية .وسأل سماحته كلمته وقال : هل العيش الذليل المقيت في ظل أسياد محتلين مستكبرين طغاة ،ظلمة حياة .في المقابل كان للمقاومة منطق ورؤية .وهي تقول المقاومة رغم كل الذي حصل نحن لا نريد ان نقتل أحدا ولسنا هواة سفك دماء ,ولا نريد ان ننتقم من احد ،ولا نحمل روحية انتقام .واعاد التذكير سماحته وقال "في عام 2000 عندما دخل المجاهدون الى المنطقة الحدودية لم يلحقوا هاربا ولم يجهزوا على جريح ولم يقتلوا أسير .ولم يؤذوا معتقلا" ،بالرغم من ان في هؤلاء من قتل ومن اغتصب ومن هدم وعذب . مع ذلك لم نتصرف بروحية الانتقام .المقاومة تقول اخرجوا من أرضنا ،أعيدوا إلينا أسرانا ،هكذا تقول المقاومة في لبنان والمقاومة في فلسطين والأمة كلها تقول هذا عن كل شبر محتل من أرضنا ,عودوا من حيث أتيتم ،لا نريد ان نقتل أحدا ولا نريد ان نلقي احد في البحر ،أعيدوا البيوت الى أصحابها والحقول الى مالكيها والديار الى أهلها وأطلقوا المسجونين ودعونا نعيش في هذه المنطقة .دعوا شعوب هذه المنطقة تعيش في امن وسلام وكرامة ،هذا هو مشروع المقاومة .وليس هو مشروع حرب ،مشروع المقاومة هو مشروع سلام واستقرار لشعوب هذه المنطقة مع عز وكرامة .
واضاف : اما اذا كنتم مصرين على القتل وارتكاب المجازر والعدوان والاحتلال والاغتصاب والإرهاب .هل تتوقعون منا ان نستسلم ونرضخ؟ .سوف نبقى نقاتل ونقاوم حتى يأذن الله سبحانه وتعالى بالنصر المحتوم في وعده . هذا هو منطقنا ومع الصديق نقول له ما هي خيارتك البديلة عن المقاومة والسلاح .والجهاد والصبر والصمود .الخيار الذي يعيد الدار والكرامة.في المقابل هناك ترهيب وترغيب انتم ارهابييون انتم رجعييون انتم قتلة انتم أعداء السلام انتم أعداء الأمن والشرعية الدولية .المقاومة ممنوع ان يسمع صوتها احد وفي امر لا سابقة له يتم وضع تلفزيون المنار على لائحة المنظمات الإرهابية .واذا جاء سفير دولة أوروبية او غيرها حتى يلتقي معنا ،تتبهدل دولته ووزارة خارجيته ؟لماذا ؟لأنهم لا يريدون للعالم ان يستمع إلينا لأنه عندما يستمع الينا سوف يجدنا أصحاب منطق ورؤية وطلاب سلام مع كرامة .هم يريدون ان تبقى الصورة القائمة في العالم هي صورة القتلة والمجرمين وقاطعي الأعناق اما صورة المجاهدين المستندين الى حق والى منطق والى رؤية ممنوع ان تصل الى أي مكان من العالم .المطلوب اليوم ان تحاصر المقاومة وسلاحها دوليا وإقليميا ومحليا وان يتم وضعها على كل لوائح الإرهاب في العالم .هذه المقاومة التي عجزوا عن الحاق الهزيمة بها عسكريا وامنيا وميدانيا يريدون اليوم محاصرتها وإرهابها وعزلها وإسقاطها نفسيا وسياسيا وداخليا .
في ذكرى ابي عبد الله الحسين "ع"انا وانتم نقول لهم لقد أخطئتم في الماضي وما زلتم تخطئون وترتكبون المزيد من الأخطاء .لأنكم لم تستطيعوا ان تفهموا حتى الان هذه المقاومة . ما زلتم تجهلون فكرها وجوهرها وروحها ورجالها ونسائها وجماهيرها .أيها المتآمرون اليوم على المقاومة في أي مكان من العالم يجب ان تفهموا ان المقاومة هي عبارة عن رجال ونساء مؤمنون بالله ورسوله وكتبه واليوم الأخر واثقون من وعد الله بالنصر لا يرهبهم تهديد ولا يخيفهم وعيد .قوم يقولون ليلة العاشر وفي هذه الليلة وسيقولون في كل الساحات والباحات لكل العالم للعدو وللصديق للمتآمرين نحن لن نركع ولن نخضع ولن نستسلم ولن نتخلى عن المقاومة وعن سلاح المقاومة وهذا العام هو عام التمسك بالمقاومة وحماية المقاومة والإصرار على المقاومة التي هي خيارنا وضمانتنا الوطنية والقومية الإسلامية .