
حديث الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله لتلفزيون المنار (سؤال -جواب) 23-12-2005
بعض ما جاء في حديث الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله لتلفزيون المنار
سؤال : حزب الله وحركة أمل متهمان منذ فترة بسلوك سياسي ملتبس وغير مقنع ساهم في انزلاق البلد نحو عنق الزجاجة ، وآخر تجليات هذا السلوك تمثل بقرار تعليق المشاركة في الحكومة الأمر الذي فجر أزمة سياسية أدت إلى تعميق الإنسقام والشرخ الداخلي، لماذا وصلتم إلى هنا؟
السيد نصر الله : لا أريد أن أحكام التوصيف السياسي لما تقدمت به. لماذا وصلنا إلى تعليق العضوية؟ طبعا في الأشهر الماضية لوجودنا في الحكومة كان هناك تعاون وإيجابيات والأمور ماشية بشكل طبيعي جدا في الحكومة، يوم الخميس الذي سبق يوم الإثنين أي يوم حادثة اغتيال النائب جبران تويني وجلسة مجلس الوزراء الإستثنائية، يطرح على جلسة مجلس الوزراء من خارج جدول الأعمال بند المحكمة الدولية، في الأول يحكى عن بند طلب التمديد للجنة التحقيق الدولية لمدة ستة إضافية أشهر قابلة للتمديد، وزراء حركة أمل وحزب الله لم يكن عندهم مانع وقد صوتنا لمصلحة التمديد تأكيدا على أننا حريصون ـ مثل بقية اللبنانيين ـ على كشف حقيقة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ومعرفة القتلة وبالتالي سوقهم إلى المحاكمة. هذا الأمر لا تراجع عنه ولا تسوية عليه ولا مجاملة فيه أو استهانة،و عودة عنه وهذا موقف وطني وهذا ليس تسليفا أو مقايضة وهذا موقف وطني وأخلاقي وديني وإنساني وقومي.
ورغم أنّه كان لدينا ملاحظات على أداء وعمل لجنة التحقيق الدولية وعبرنا عنها في بعض المناسبات، مع ذلك لا بد من استمرار التحقيق وتصحيح الملاحظات ، فلتستمر لجنة التحقيق الدولية. الإخوان في الحكومة طرحوا من خارج الجدول الأعمال موضوع المحكمة الدولية. كان لنا سابقا نقاش حول الموضوع وقلنا أنه قد يكون لدينا تحفظ حول المبدأ ولكن يمكن أن نتجاوز تحفظاتنا عن المبدأ إذا فهمنا ما هي المحكمة الدولية، أنتم في الجلسة ومن خارج جدول الأعمال : لا يوجد نص ولا ورقة وليس مفهوما ما هي المحكمة الدولية وماهيتها وطبيعتها ومرجعيّتها القانونية والإدارية، على أي قانون سوف تقاضي وأي قانون سوف تحكم به، مثلا هناك قوانين تقبل الشاهد الواحد وقوانين تريد شاهدا واحدا ومعه قرينة حسية وهناك قانون يطلب شاهدين، على أي قانون سوف يتم الحكم، هل هناك إعدام أو لا ، هل هناك مؤبد في هذه المحكمة أم لا، كيف تشكل ومن يشكلها، اللبناني ما وضعه في هذه المحكمة والدولة اللبنانية ما علاقتها به، أي هناك مجموعة أسئلة يمكن إذا تمّ الإجابة عنها نمشي بها...
وبعد جدل طويل عريض وكان هناك إصرار قوي داخل الحكومة على التصويت لطلب محكمة دولية من مجلس الأمن وأن تخرج النقطتين مع بعضهما إلى مجلس الأمن : التمديد للجنة التحقيق لمدة ستة أشهر وطلب المحكمة الدولية. هذا الخميس قبل محاولة اغتيال النائب تويني.
سألنا لماذا الإستعجال، ميليس يقول أن التحقيق قد يطول ستة أشهر أو سنة أو سنتين ويقول لا عمل للمحكمة الدولية قبل انتهاء التحقيق، طلبنا المناقشة بطبيعة وقانون ومهام وتشكيل هذه المحكمة ونأتي بهذا الطلب إلى جلسة مجلس الوزراء من داخل جدول الأعمال بنص مكتوب ونناقش به ونصوّت عليه. بعد ثلاث ساعات نقاش، وفعلا يومها كان هناك قرار جدي من أمل وحزب الله أنّه إذا كان هناك إصرار على التصويت بدون الإجابة على هذه الأسئلة نحن نستقيل من الحكومة وليس تعليق العضوية، والإخوان هم أكثرية وبمقدورهم التصويت وأخذ القرار الذي يريدونه وإدارة البلد... بعد ثلاث ساعات من النقاش تمّ الإتفاق على التمديد للجنة التحقيق ونؤجل بحث المحكمة الدولية لمزيد من النقاش والتشاور وانتهت جلسة الخميس على خير.
بناء على جلسة الخميس جرى لقاء أولي بين المعاون السياسي الحاج حسين الخليل والنائب بهيج طبارة وطرحت مجموعة أسئلة، وسأل النائب طبارة عن هواجسنا فقلنا أن ليس لدى حزب الله أي هواجس ذات طابع حزبي أو فئوي أو طائفي أو شخصي، لا بالمحكمة الدولية ولا بلجنة التحقيق الدولية. والمحكمة الدولية يقال أنها محكمة خاصة بمحاكمة قتلة الرئيس الحريري فلماذا يكون عندنا هواجس وحتى عندما سيطلبها مجلس الوزراء سيطلبها كمحكمة خاصة لمحاكمة المتهمين بقتل الرئيس الحريري ولا علاقة لها بأي أمر آخر جرى في لبنان، لا بالـ 82 ولا بالثمانينات ولا بالتسعينات ولا فيما بعد. نحن نريد ضمانات أنّ هذه المحكمة ستحكم بالعدل وأن لا تجري تسويات سياسية على حساب قضية دماء الرئيس الشهيد رفيق الحريري.
من أحد الهواجس التي لدينا أنّه إذا كان مجلس الأمن سيعين المحكمة الدولية وسيضع قانونها وسيشكلها ويعين قضاتها، يعني للأمريكان الشرط الأساسي. من هو مندوب الأمريكيين في مجلس الأمن، هو جون بولتون، وهو الشخص الذي نشرت الصحف بيانا لمنظمة صهيونية أمريكية قبل كم يوم تشيد به وبإنجازاته التاريخية حيث كان له دور في إلغاء مساواة الصهيونية والعنصرية وأنه خلال فترة وجيزة لوجوده حاليا كممثل للولايات المتحدة في مجلس الأمن أنجز إنجازات لإسرائيل لم يعملها أي ممثل سابق للولايات المتحدة الأمريكية ... إذا نحن عندنا خشية أنّه لربما قدر جون بولتون على التحكم برقبة البلد والمنطقة ...
وعن مقولة البعض أنّ مجلس الأمن تبنى وجهة نظر حزب الله وأعاد الكرة للحكومة اللبنانية بموضوع المحكمة الدولية، قال السيد نصر الله : نحن كنّا نطرح شيء منطقي ونقول يا إخوان لا أحد يطلب شيئا مبهما وأنا لا أستطيع أن أصوّت على أمر مبهم...
جرى اللقاء الأول والنائب طبارة أراد مراجعة بعض الأمور القانونية، فاتفقنا على التواصل يوم الإثنين أو الثلاثاء ونحدد موعد ويكون اللقاء معي، جرت حادثة اغتيال النائب جبران تويني والتي هي جريمة بكل ما للكلمة من معنى وقد أدنّاها وندينها وندين كل الجرائم المماثلة. دُعِيَ إلى جلسة مجلس وزراء استثنائي واستجدت نقطة إضافية خبرنا بها قبل الجلسة بقليل، لا أعرف هل خبرنا بها متزامنا مع تبليغ سفراء الدول الكبرى أم قبل أم بعد، هنا لن أقول أمرا غير متأكد منه مئة بالمئة. لكن نحن خبرنا الموضوع متأخرين أنّ هناك نقطة عن طلب توسيع مهام لجنة التحقيق الدولية الحالية لتشمل محاولة اغتيال الوزير مروان حماده إلى جريمة اغتيال النائب جبران التويني أو تشكيل لجنة تحقيق جديدة لمتابعة هذه المهمة أي صار لدينا نقطتين، ونريد أيضا الحديث عن محكمة دولية اليوم ونريد أن نأخذ قرارا بذلك...
طبعا يمكن أن تقول لي لماذا الخميس استقالة والإثنين اعتكاف، ذلك لأن ما حصل الإثنين جريمة كبيرة حصلت في البلد وحصل توتر سياسي وأمني كبير وليس من الحكمة أن تذهب إلى آخر الخط، تعلق العضوية وتفتح الباب للحوار والنقاش ونحن بالنهاية نتصرف ونأخذ بعين الإعتبار المصلحة الوطنية. بموضوع المحكمة الدولية في مجلس الوزراء قلنا يا إخوان طولوا بالكم إلى الخميس المقبل ويكون بين يدينا نص مكتوب، طولوا بالكم إلى الخميس المقبل أو الذي بعده لكن لم يكونوا جاهزين لذلك. نحن نقدر المشاعر والعواطف لكن قيادة البلد التي هي الحكومة تريد التصرف بمعزل عن المشاعر والعواطف وعليها البحث عن مصلحة البلد في النهاية، نفس هذا الإشكال (غليان الشارع) ذكره لي دولة الرئيس السنيورة وقلت له إذا تصرفت ـ ونحن قيادة حزب وليس قيادة بلد ـ قيادتنا وكوادرنا بعواطفنا ومشاعرنا كلما حصل أمر في الشارع عندها نرتكب أخطاء كبيرة، يوم 13 أيلول 1993 كان لنا 10 شهداء في الشارع وخمسين جريحا جراء إطلاق النار على الرأس والصدر، لكن نحن لملمنا شهداءنا ودفناهم وأخذنا جرحانا إلى المستشفيات ولم نقدر على عمل رد فعل وتصرفنا تصرف وطني، في الوقت الذي كان مطلوب جرنا إلى محنة كبيرة جدا... أنتم تعرفون موقفنا يوم الخميس أنّ هذا الموقف يؤدي إلى الإستقالة وقد أصروا على التصويت، الوزير صلوخ عرض تأجيل البحث فقيل له عشر دقائق أو ساعة لا مشكلة لمراجعة المرجعيات السياسية ولكن أكثر من ذلك نحن لا نقدر.
أعيد التذكير بموقفنا عن المحكمة الدولية، لأنّه للأسف ما قيل خلال العشرة أيام جزء منه لا يعبّر عن حس المسؤولية، نحن نقول من يكشفه التحقيق متورطا في جريمة اغتيال الرئيس الحريري يجب أن يحاكم وأن لا يجريَ تسوية بهذا الأمر، نريد من المحكمة ـ أي محكمة ـ أن تكون عادلة لكي لا نحاكم من ليس له علاقة ونضيع القتلة، اثنان أن لا تسيس، ثالثا أن لا تأتي هذه المحكمة بوصاية دولية على لبنان بمعنى أن لا تستغل المحكمة لفرض شروط والتزامات على لبنان هي ليست من مصلحته الوطنية. اليوم هناك حديث عن محكمة ذات طابع دولي ونحن منفتحون على النقاش وقلنا لهم رأينا ـ سواء رجعنا إلى الحكومة أو لا ـ لنرى ما هي المحكمة ذات الطابع الدولي وإذا تضمن هذه العناصر الثلاثة فنحن منفتحين على النقاش ويمكن لموقفنا أن يكون إيجابي.
وعن القراءات غير الدقيقة لموقف حزب الله من المحكمة الدولية وأنه تهاون في التعامل مع دم الرئيس الحريري، قال السيد نصر الله : عند موافقتي على التمديد للجنة التحقيق الدولية رغم ملاحظاتنا عليها وعندما أقول أنه لا يجب أن يكون هناك تسوية وأنّه يجب أن يكون هناك محاكمة منصفة وتعاقب القتلة فهذا ينم عن حرص، لأنه أحيانا بالشائعات والتهويل والعجقة يحاسب البريء ويدان ويجهل الفاعل ويعفى عنه، هذا الموقف لا أبيعه لأحد وليس للمقايضة مهما كان أداء شركائنا أو أصدقاءنا في الحكومة وبقية القوى السياسية من المقاومة وسلاح المقاومة " ببطلو بيزيدو بينقصو" هذا الأمر لا علاقة له، هذا ليس موقفا للمقايضة وهذا موقف منطلق من خلفيتنا العقائدية والدينية والأخلاقية والقومية والوطنية.
وعن قبول حزب الله بالتحقيق الدولي ثمّ يتحفظ محكمة ذات طابع دولي، أوضح السيد نصر الله أنّ موقف حزب الله معروف من التحقيق الدولي وفي البداية دعينا للجنة تحقيق سورية لبنانية وبعدها دعينا لتحقيق لبناني عربي، ولنا ملاحظات على التحقيق الدولي لكن لم نكن شركاء في السلطة وعندما دخلنا الحكومة كانت لجنة التحقيق الدولية موجودة وعند طلب التمديد للمحكمة الدولية مددنا لمحكمة موجودة وعبرنا عن ملاحظاتنا لكن أحببننا أن نتيح الفرصة أمام اللجنة وبهذا الأمر ـ حقيقة ـ أخذنا اعتبارات ومشاعر بقية أصدقائنا.
أضاف : نحن لم نطرح خيارا خاصّا، الحديث جرى عن محكمة مختلطة لبنانية ودولية ومحكمة لبنانية عربية وجرى الحديث عن القضاء اللبناني وهناك جهات تحدثت عن محكمة لبنانية سورية، بالنهاية هناك خمس أو ست خيارات ونحن منفتحون على الناقش في كل هذه الخيارات، أنا لا أقول أريد هذه دون تلك، أنا أقول أي خيار من هذه الخيارات حاضرين لمناقشته ومنفتحون عليه بشرط أن تكون عادلة وعدم مسيسة وأن لا تفرض التزامات على لبنان .
واعتبر سماحته أنّ النقاش تجاوز المبدأ لأنّه أحيانا التفاصيل تمكنك من تجاوز المبدأ. موقف حزب الله بالتحديد هو : حسنا المحكمة الدولية التي نتحفظ عليها، يمكن إذا أتيتم بالقوانين والماهية والمرجعية وكيفية تعيينها ودور لبنان فيها يمكن أن يرفع التحفظ عن هذه المحكمة الدولية، إذا نحن منفتحون : لا نقول لا ولا نقول نعم بل نقول أفهمونا المحكمة الدولية لنقول نعم أو كلا. أنا كأمين عام حزب الله إلى الآن لم أفهم المحكمة الدولية وإذا سألنا الإخوان عن المحكمة الدولية فكل واحد منهم يمكن أن يشرح لنا على طريقته، السبب عدم وجود نص أو دراسة، في الوقت الذي نسمع فيه من الخبراء والحوارات وبعض وسائل الإعلام أنّ هناك أشكال متعددة لهذه المحكمة الدولية، بالنهاية ليس الحديث عن أنّ مجلس الأمن تبنّى وجهة نظر حزب الله وحركة أمل، مجلس الأمن صادف معضلة أنّ الإخوة في الحكومة اللبنانية تريدون محكمة ذات طابع دولي ما هي هذه المحكمة ذات الطابع الدولي؟ ...
وعن طلب توسيع صلاحيات لجنة التحقيق لتشمل محاولات الإتيال منذ اتسهداف الوزير مروان حمادة حتى اغتيال النائب جبران تويني واعتراض حزب الله على هذه الخطوة، قال السيد نصر الله : قبل اغتيال النائب تويني حصلت العملية الفاشلة التي استهدفت الإعلامية مي شدياق والله نجّاها، يومها طالب أحد الوزراء بتوسيع مهام لجنة التحقيق الدولية لتشمل الجرائم من محاولة اغتيال مروان حمادة إلى محاولة اغتيال مي شدياق، يومها الإخوة في قيادة تيار المستقبل وقيادة الحزب التقدمي الإشتراكي اتصلوا فينا وقالوا يا إخوان نحن لسنا متبنين هذا الرأي وإذا طرح في الحكومة نتمنّى أن لا تصوّتوا على هذا الرأي، نحن نريد أن يظل اختصاص لجنة التحقيق الدولية باستشهاد الرئيس رفيق الحريري لأنّه إذا كبرنا الملف لن نخلص بعشر سنين، قلنا لهم لا مشكلة وبالتالي انتهى الموضوع، أتذكر يومها أن الحزب التقدمي الإشتراكي أصدر بيانا رسميا بهذا الموضوع .
إلى أن حصلت حادثة اغتيال النائب جبران تويني، موضوع بهذه الحساسية والأهمية ألا يحمل مناقشته الثلاثاء أو الأربعاء أو الخميس مع اعترافنا بهول الجريمة والمشاعر والعواطف، قلنا لهم أنّ هذا الأمر جديد وهذا الأمر بحاجة إلى نقاش ولدينا ملاحظة وملاحظتنا وطنية. عندما تكرر الحكومة اللبنانية بعد حادث الإغتيال خطأ ارتكب بعد محاولة اغتيال الصحافية شدياق حينما اجتمع مجلس الأمن المركزي برئاسة رئيس الحكومة وأجرى وزير الداخلية مؤتمرا صحافيا، ولا شك بأن وزير الداخلية إنسان لديه عاطفة صادقة وكان قلقا ومزعوجا من الوضع، لكن وقتها قال ـ وسمعه كل اللبنانيين ـ أننا نواجه أشباحا، هذا الأمر عمل حالة إحباط عند اللبنانيين حيث الداخلية اللبنانية تقول لا أقدر على عمل شيء. اليوم ليس وزير الداخلية الذي يقول هذا الأمر بل الحكومة تطلع كلها وتقول أنّه إذا قتل أحد منكم أيها اللبنانيين نحن الحكومة اللبنانية لا نعرف من الفاعل و "وزت التهمة على سوريا حكي سياسي"، ليس لدينا أي معلومة ولسنا قادرين على معرفة أي شيء ولا نقدر على منع القتل عنكم، نريد أن نذهب لمجلس الأمن لتوسيع مهام لجنة التحقيق الخاصة باستشهاد الرئيس الحريري أو أنشيء لنا لجنة جديدة لكي تكشف عن قتلة هؤلاء اللبنانيين... هذا إعلان فشل، هذه رسالة خطيرة جدا للبنانيين، هذا بدل استيعاب الشارع وإعطائه معنويات وأننا نبني أجهزتنا القضائيّة ونحن متضامنين سياسين. في أحسن دول العالم تحصل جريمة يبقى المحققون سنة وسنتين لكشفها إلاّ في لبنان يجب كشف هذه الجرائم في جمعة(...). وبذلك نقول للمستثمرين في لبنان أن لا أمن حمّلوا وامشوا، ونقول للمستثمرين الذين أريد أن يأتوا إلى لبنان : لا تأتوا إلى لبنان فهناك سلطة عاجزة في لبنان (...) . نحن احتراما لدماء النائب جبران تويني وللمشاعر الغاضبة التي عبرت عن نفسها في الشارع ومراعاة للمصلحة الوطنية اكتفينا بتعليق العضوية ولم نذهب إلى الإستقالة التي كنّا ذاهبين إليها قبل كم يوم.
وعن موضوع التدويل وتفاهم نيسان، رأى السيد نصر الله أنّ لتفاهم نيسان ميزة مهمة وهي موافقتنا على نص كامل من ألفه إلى يائه، في هذا النص ناقشنا في تفاصيل محددة حتى في المصطلحات. الإتفاق في صيغته الأولى صياغة فرنسية وتغيرت حتى سبعة نصوص، النص الأخير قال : الميليشيات اللبنانية ودولة إسرائيل فقلنا لهم أننا لسنا ميليشيات لبنانية وعليكم كتابة "المقاومة" وبقينا نجادل بمصطلحي "مقاومة أو ميليشيات" إلى أن وقف الإتفاق على المصطلح فارتضينا عبارة المجموعات اللبنانية المسلحة واضطر الأمركيين والفرنسيين والإسرائيليين بالقبول بهذا التوصيف، إذا بتفاهم نيسان لا يوجد كلمة ميليشيات.
ثانيا، بعض التفاصيل التي كنت أتابعها في الشام، وهذه التفاصيل تابعها الرئيس الراحل حافظ الأسد والرئيس الشهيد رفيق الحريري كان يجوب عواصم العالم يتابع الموضوع وكان هناك اتاصل معنا وتفصيل، والموضوع كان جملة بالإنكليزية تعني "إلإنطلاق من بين المجمعات السكنية" وبقينا يومين نناقش فيها ولم نقبل بها فنحن مقاومة شعبية ولا سكنات لها، وعندما تقول ممنوع الإنطلاق من بين المدن والقرى فمن أين ينطلق المقاومة من السماء أو من سكنات المقاومة؟ قلنا "إطلاق النار من بين المجمعات السكنية".
الأهم من ذلك في تفاهم نيسان ـ وعزيزي الأستاذ وليد جنبلاط يقدر على مراجعة النص ـ لبنان له حق الفيتو حيث قرارات اللجنة بالإجماع، يعني إذا فرنسا وأمريكا وإسرائيل وافتراضا سوريا اتفقوا على أمر ولبنان قال لا لا يصير قرار في تفاهم نيسان، فهل هذا تدويل؟ أنا أتيت بالدول لأستعين فيها ولكن لي حق الفيتو وأنا لا أمسك العصا من النصف بل أمسك بالعصا كلها وشريك حقيقي فيها. بالمقابل ليس كمن يعمل لجنة لا صوت ولا فيتو لي فيها كلبنان وأحكمها بلبنان. لذلك قياس تفاهم نيسان على المحكمة الدولية أو محكمة ذات طابع دولي عنوان مبهم حيث لا كليات عدا عن التفاصيل، ولذلك أنا آتي بالتفاصيل ونتناقش.
س : تتكلمون عن التدويل والبعض يعتقد ان مخوافكم وهواجسكم غير واقعية وغير مشروعة ،لماذا تبالغون في تصور امور لا علاقة لها بالواقع ؟
ج : عندما انجز قرار 1559 وضع ناظر لهذا القرار ،مع العلم ان كل القرارات الدولية التي لها علاقة في الصراع العربي الاسرائيلي لم يوضع لها ناظر للتنفيذ .ومنذ اصدر لارسن تقريره قلت ان لارسن هذا يتحدث في قانون الانتخاب وفي الشأن الداخلي ويطالبنا كل ستة اشهر كرؤساء ووزراء لاجراء الامتحان .ويسأل ماذا فعلتم في سلاح حزب الله وفي السلاح الفلسطيني ؟هذا ماذا يعني ؟ولماذا هذه الاسئلة من قبل لارسن ؟ولماذا علي كل ستة اشهر ان اقدم تقرير الى السيد لارسن ،حتى يقدمه الى مجلس الامن .انا اسأل هنا من أي موقع يريد لارسن ان يسألني عل هذه مساعدة ام حشر للبنانيين .انا اقول بكل صراحة هناك من كان يريد ان يدفع الامور نحو الحرب بين الجيش اللبناني والفلسطينيين .
س : من كان يريد ذالك ؟
ج : اولا الاسرائيليين ،ثانيا الذي يريد تنفيذ القرار 1559 كيفما يريد ؟
س : من في الداخل ؟
ج : انا لا اريد ان اتهم احدا في الداخل ،انا اتحدث عن الخارج وبالنسبة للمواقع الفلسطينية خارج المحيمات ،انا لم اسمع بها من قبل .وسأل سماحته لماذا نقل الجيش اللبناني الى هذه المواقع المعزولة وناتي بالفضائيات العربية وتصور ،ونخلق مشكلة اسمها السلاح الفلسطيني ،في الوقت الذي كنا متفقين في هذا الموضوع ونتحاور في شانه وانا شخصيا دخلت في الوساطة لحل هذا الموضوع ،والاخوان الفلسطينييون تجاوبوا في هذا الامر والاخوان في الحكومة كانوا غير مقتنعين بالنسبة لهذا الموضوع وكان مضغوط على امرهم من قبل المجتمع الدولي وجرى حل هذه المسألة .
س : لماذا لا تراعون الفارق بين السلاح الفلسطيني داخل المخيمات وخارجها ؟
ج : انا في خطاب هيئة الدعم ميزت بين السلاحين وقلت يومها ان سلاح المخيمات نحن ضد نزعه ،ولماذا نريد نزعه ؟هل لاجل اسرائيل وامريكا ،وان هناك مطلب دولي ؟اذا اردنا نزع هذا السلاح يجب كلبنانيين ان ننزعه في اطار حق العودة ؟والا كيف علينا ان ننهي موضوع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان ،اما السلاح خارج المخيمات نحن مع حله لكن بالحوار .
س : حله كيف ؟
ج : نصل الى الحل بالحوار قبل ان نرسل الجيش الى هذه المواقع والفلسطيني اعتبر ان هذا الامر تحد له ولذلك جمد هذا الموضوع وقلنا للفلسطينيين اعملوا حوار مع الحكومة اللبنانية لحل هذا الموضوع .
لان هذا الموضوع في لبنان حساس جدا ولا يجوز ان "ندعس " على الالغام نتيجة انفعال او ضغط خارجي ؟
وهناك الكثير من الملفات امام اللبنانيين يجب ان يعملوا على حلها .وهي ملفات لها علاقة بالازمة الاقتصادية والوحدة الوطنية ولها علاقة بالمناخ المذهبي والطائفي ،وملفات لها علاقة ببناء الاجهزة الامنية والقضائية ،الاصلاح الاداري هذه كلها اجندة وطنية...انا لا يجب علي ان اكون محشور في ملف استطيع تاجيله الى حينه .
انا قلت في موضوع القرار 1559 ان هذا القرار ليس موافق عليه من قبل كل اللبنانيين واغلب القوى السياسية اعلنت رفضها له .
س :لماذا تقطعون الطريق امام توسيع صلاحيات لجنة التحقيق الدولية وهذه المسألة تتعلق في الحياة والموت ؟
ج : لجنة التحقيق الدولية تشكلت بعد استشهاد الرئيس الحريري ،هل توقف القتل ،ام زاد ؟اذا الذي يقتل غير مكترث اذا كانت هناك لجنة ام لا .اذا لجنة التحقيق لوحدها لا توقف القتل ،بدليل ان القتل الذي حصل بعد لجنة التحقيق ليس اقل من القتل الذي حصل قبلها ؟اذا هذا لا يحمي ،ما الذي يحمي ؟هذا يمكن ان نحصره في الملف الامني .
س : من ينفذ جرائم الاغتيال في لبنان من وجهة نظر حزب الله ؟ومن المستفيد ؟
ج :لا اعتقد ان احدا مختلف حول من المستفيد حتى من عندهم موقف حاد من سوريا ،فالاسرائيلي هو المستفيد الاول سواء له علاقة ام لا ،لكن نحن في هذا الموضوع جميعنا نحلل ولا احد لديه معلومات بدءا من محاولة اغتيال الوزير مروان حمادة وصولا الى اغتيال الاستاذ جبران تويني ويستخلص في التحليل ان هؤلاء الاشخاص كونهم متهمين بانهم على خصومة مع سوريا ،فاذا سوريا هي التي قتلتهم هذا ليس دليل ،انا لا اريد ان اتهم ولا اريد ان ابرئ ،طالما نتكلم عن التحليل ،وقدم سماحته تحليل اخر تحليل اخر ولا اقول ان هذا التحليل صح ؟اذا جئنا وتابعنا التصريحات الاسرائيلية خلال سنة نرى ان هناك الكثير من التصريحات والدراسات الذي يكتبها بعض المحللين من عسكريين وامنيين وسياسيين يقولون نحن في لبنان مطلوب ان نصل الى مكان ننهي فيه موضوع المقاومة ،وننزع سلاح المقاومة والسلاح الفلسطيني .والطريق الموصل الى هذا والذي يساعدنا على تنفيذه وتنفيذ القرار 1559 هو ايجاد ازمة بين لبنان وسوريا وصولا الى مرحلة العداء انا اسأل كيف يستطيع الاسرائيلي الوصول الى هذا الشيء؟
من الطبيعي جدا ان الاسرائيلي يريد ان ياخذ لبنان الى عداء مستحكم مع سوريا ؟فياتي ليقتل اناس على خصومة مع سوريا لان التهمة ستوجه الى سوريا بشكل مباشر ؟وتلاحضون ان العمليات التي نفذت فيها احتراف عال وفيها مهنية فنية كبيرة .اليس هذا مؤشر ؟
وكلما اتخذت اجراءات اكثر ضد سوريا وضد اصدقاء سوريا ،هذا يشجعه على ان يكمل .
س : وليد جنبلاط يقول ان النظام السوري يستهدف عدد من الشخصيات الغالبية النيابية وبعض حلفائها من اجل تغيير صورة المجلس النيابي تمهيدا لعودة الحكم السوري الى لبنان ؟
ج : جنبلاط عنده قراءة ،وانا عندي قراءة ،وقد تكون هناك قراءات اخرى ..وانا احترم قناعته وتحليله ورأيه
،لكن انا ماذا اقول ،اقول انه في هه القراءة هناك لغم انتبهوا ان يكون هناك لغم كبير يجري نصبه هنا ؟في للبنانيين مسلمين ومسيحيين ،في سياق هذا النقاش هل معقول ان اسرائيل تقتل فلان وفلان ،انا اقول وقلت لهم ،من غير اللائق ان نقول ذالك ،وكانما نقول ان اسرائيل لا تقتل هؤلاء ؟وهذه اهانة لهم ؟ولماذا الاسرائيلي لا يقتلهم ؟هل هم اصدقاء اسرائيل ؟هل رفيق الحريري كان صديق لاسرائيل ؟وهو معروف دوره وتحدثت معه مطولا .ولماذا استبعاد اسرائيل نحن كمسلمين في القرأن نقول ان هؤلاء بني اسرائيل قتلوا اتبيائهم وقتلوا المسيح وصلبوه كلنا يعرف ماذا فعلت الحركة الصهيونية في اوروبا اذا لماذا الاستبعاد ؟ولماذا استبعاد اسرائيل ؟ولماذا اسيتبعادها ؟
س : هناك من يقول لك سوريا ،تريد ان تنتقم لما حصل لها في لبنان ؟
ج: سوريا خرجت بعد موضوع مروان وبعد موضوع الرئيس الحريري ،هذا الكلام حصل لاحقا سوريا كانت في لبنان ،لذلك قلنا دعونا نفتش عن معطيات حقيقية ولا نستعجل في التحقيق ،نحن نقول لا امن من دون سياسة ،انا اقول او اولوية الحكومة منذ ان تشكلت ان تعمل حوار وطني لا ان تدير ظهرها للناس ،يكون على قاعدة كتل ممثلة من مجلس النواب .ونستطيع ان نقول هذه قاعدة يمكن ان يؤسس عليها لحوار وطني اوسع يضم القوى السياسية الاخرى التي لم يحالفها الحظ لان تدخل البرلمان ؟التي لا يمكننا تجاهلها .واضاف فلنعمل على تاليف حكومة وحدة وطنية ،هذا مخرج ،سواء كانت حكومة اقطاب او غير اقطاب هذا لا يهم .
وفي موضوع الجهزة الامنية التي تحتاج الى تأن لانه انا عنما اتي لضباط عندهم خبرة وكفائة وتجربة وابعدهم عن المراكز الامنية بحجة ان هؤلاء كانوا في زمن الوصاية ،وسأل سماحته الم تكونوا انتم في زمن الوصاية ،وكل ما هنالك انتم علقتم الامر قبلهم ،لا يجوز ان نحاسب الناس على الماضي .المعيار يجب ان لا يكون هو المعيار السياسي او الولاء السياسي .
ويقال لنا انتم كحزب الله لديكم تجربة بسبب صراعنا مع اسرائيل ،اقول أي خدمة واي مساعدة او مساندة نستطيع ان نقدمها للاجهزة الامنية اللبنانية نحن جاهزون ومستعدين وغير مقصرين نحن جاهزون للمساعدة هذا بلدنا وامن بلدنا ،وهؤلاء سواء كنا نختلف معهم ام لا .نحن لسنا هاربين ،نحن جماعة 8 اذار في 8 اذار ما كانوا الشيعة ،وكان هناك طوائف اخرى لذا اقول نحن لم ناتي لنضع فيتو،ولكن تركيبة البلد ،عندما نقول وفاق وطني لا يعطوك امثلة .في زمن الرئيس فلان عندما قاطعوا وكيف تشكلت الحكومة ،رغم ان صدر فيها مراسيم ،في سابقة حتى عند الرئيس الحريري في موضوع الزواج المدني ،رئيس الجمهورية وقع و20 وزير صوت ،الرئيس الحريري لماذا لم يصوت ،خالف الدستور ،صحيح خالف الدستور ،لكن انا لو كنت مكانه لفعلت نفس الشيء ،لان هذا القانون كان سيعمل مشكلة كبيرة في البلد ،وهذا خلاف الوفاق الوطني .وعندما تكون شريحة كبيرة لها تمثيلها في الحكومة وعندها رأي مختلف من حقها ان تمارس هذا الحق الديمقراطي ،نحن لم ناتي وقلنا فشلوا الحكومة جئنا لنقدم استقالتنا فقط .
س :انت تعرف ان هذه الصيغة لا تركب ؟
ج : اذا فلنتفاهم ،قلنا نحن لدينا حق فيتو وكذلك غيرنا ،في القضايا المصيرية ؟لماذا نرجع الى الدستور واتفاق الطائف ؟
س : لوحت اكثر من مرة بسلاح الاكثرية والاقلية ،ويومها جاء من يرد عليك بالنوعية والكمية ،اليوم انقلبت الادوار هل تشعر انه من الخطأ ان تلوح في الماضي في هذا السلاح ؟
ج :هذا الكلام قلته بعد صدور القرار 1559 وقلت ان هذا القرار لا يعبر عن الارادة الوطنية واذا اختلفنا في موضوع حساس ،ما هي المرجعية التي يجب ان نعتمد عليها ،نحن جاهزون ،اذا توافقتم وبالتالي ليس هناك من توافق على القرار 1559 يمها كانت الاكثرية النيابية والوزارية ضد القرار وكذلك من المفترض اليوم ان يكونوا ضد القرار .
انا لم اطرح الاكثرية كخيار ،انا قلت ماذا تريدون ،توافق ،موافقين ،اكثرية موافقين ،اكثرية شعبية موافقين .هذا الكلام اخذوه على انه انا اهدد بالاكثرية "وقامت القيامة" لحسن الحظ انا الان غير متحمس للاكثرية والاقلية ،انا اقول اذا كنتم تريدون ان تعملوا هكذا ،فأتوا بالبديل ونحن نذهب الى المعارضة لا نقول غير ذلك .الان يقال نحن في لبنان نقبل بالاكثرية وليس من هناك من مشكلة واتمنى ان لا ينقز احد نحن نقبل ونذهب الى المعارضة وانتم احكموا ليس لدينا من مشكلة .ولكن هل هذه الاكثرية ثابتة ؟فلننتظر ثلاث سنوات للانتخابات القادمة هذا في حال لم تحصل انتخابات مبكرة .في النهاية هذا البلد لا يوجد فيه اغلبية ثابتة ودائمة وانتم تعرفون كيف تتبدل التحالفات والمواقع والمواقف .ووجه كلامه للبنانيين وقال :يا اخواننا واهلنا وشعبنا نحن كلبنانيين لدينا الاصرار على العيش معا لا احد يستطيع ان يعزل الاخر وخصوصا نحن .واضاف البعض يقول لنا اننا منعنا ان يعزل حزب الله ؟اقول :ان حزب الله موجود في قلوب وعقول ،المصريين والسوريين والجزائريين وشمال افريقيا وفي العالم العربي والاسلامي وايران وباكستان والهند وعلامنا ترفع في فلسطين .
س: لكن فريق الاكثرية يقول انه يحمكم ؟
ج: دع موضوع الحماية جانبا ..انت تقول انك تعزلنا ؟هذا الكلام فيه مبالغة ،ونحن نريد ان نقول اننا كلبنانيين خيارنا ان نعيش مع بعضنا الببعض وقدرنا وارادتنا العيش المشترك نريد عيش مشترك وشركاء حقيقيين .سواء كنتم تريدون الاكثرية بالعددية او النيابية او الوزارية ماذا تريدون ايها اللبنانييوم انا موافق .
س :هل تؤيد اجراء انتخابات مبكرة ؟
ج :اذا لم يكن هناك مخرج للازمة الحالية انا افضل ان تعالج الامور بشكل ايجابي واذا لم تعالج هناك حلين .الحل الاول ان يترك وزرائنا مجلس الوزراء ويتم استبدالهم والحل الاخر ان تستقيل الحكومة وتشكل حكومة وحدة وطنية لكن البعض قال ان الحكومة غير قادرة ان تكمل بدون هؤلاء الوزراء وهذا ما قاله الشيخ سعد الدين الحريري وهذا الموقف هو موقف الحريص والمسؤول .والحل الثاني ان نلجأ الى الانتخابات المبكرة .
س :هل انت نادم على تحالفاتك الانتخابية ؟
ج :انا لست نادما واعتبر تحالفاتنا صحيح مئة في المئة ولم نرتكب خطأ والايام تثيت ذلك وكنا نفضل في بعبدا عالية ان تحصل تحالفات جامعة .
س :انتم حشرتم الجنرال عون وطلال ارسلان ؟
ج : نحن علينا ان نختار ،في جبيل كان لنا رأي اخر محترم وفي بعبدا عالية لو اتفقت الناس كنا مسرورين ولم تكن لدينا مشكلة مع العماد عون ولكن عندما اختلفوا اصبحنا بين خيارين بين ان اتحالف مع تيار المستقبل والاشتراكي وبين التيار العوني التي لا توجد حساسية معه الموضوع السياسي كان بالنسبة لنا حساسا جدا وكان الخطاب واضح برفض القرار 1559 اما العماد عون فلم يكن لديه نفس الوضوح بالنسبة لهذا القرار .في ذلك الوقت ونتيجة للاعتبارات السياسية كنا امام خيارين اما ان نعلن تحالفنا مع قوى تعلن رفضها للقرار 1559 وبين قوى عندها رأي محتلف بالتالي اخذنا خيارنا المعروف .هناك البعض يسأل اذا كان بعد من محبة اقول انا ادعوهم ،ان هناك رجل كبير وقف على جسد ابنه وقال انا ادعوا الى دفن الاحقاد .ونحن مدعوين الى دفن الاحقاد .
س :هل تعرض حزب الله الى ما يشبه الخيانة من حلفائه ؟
ج: هذه عبارة قاسية ..كان يفترض ان لا يحصل ما حصل .كان يفترض ان نصبر على بعضنا اكثر ،واذا كانوا حريصين على الشراكة يفترض يعطون مهلة يوم او يومين لنصل الى حل .
س: الخلاف السياسي على مستوى القمة يعاد انتاجه على مستوى القاعدة ليتحول الى مناخ مذهبي ؟ماذا تفعلون للسيطة عليها ؟
ج :هذه مشكلة حقيقية نحتاج الى الانتباه من القيادة السياسية ومن وسائل الاعلام بالنهاية مهما كان هناك من خلاف فلياخذ طابعه السياسي لا البعد المذهبي والطائفي وعلى القيادات السياسية تحمل المسؤولية .
نحن اهل حوار واهل منطق لا نريد ان يخاف منا احدا وليس لدينا خطوط حمراء في الداخل والخطوط الحمراء عندي هي وحدة لبنان وعروبته والسلم الاهلي والعيش المشترك والاصلاح السياسي والاداري .
س: لا تخشى من ان ينعكس هذا الاصطفاف على المقاومة ؟
ج: لا شك ان البلد عندما يذهب الى الاصطفافات يحصل ان كل الناس تفكر بطريقة طائفية والقضايا الوطنية تتاثر سلبا في النهاية نحن املنا ان تعالج الامور بالحكمة والناس في طبيعتها بالنسبة لموضوع المقاومة تبقى مؤيدة واتمنى في حال اخطأنا في ادائنا السياسي ان يبقى موضوع المقاومة حياديا .
س: فريق الاكثرية يقول انه سلفكم موقف مهم عندما اصر على موضوع المقاومة ما دامت مزارع شبعا محتلة ؟
ج: الجهد الذي بذلوه الاخوة سعد الحريري ووليد جنبلاط في المحافل الدولية مقدر وطيب ،ونحن لم نتجاهله او ننكره هؤلاء مارسوا قناعاتهم ويشكرون في النهاية هناك اناس قدموا الدماء .وصدر بعض الكلام عن مقايضة وهذا غير صحيح ليخرج احدا لان بقول نحن عدلنا عن حماية المقاومة ؟هذا لا يغير في مواقفنا من ادانة جريمة اغتيال الرئيس الحريري والجرائم الاخرى هذا الموقف غير قابل للمقايضة لانه موقف اخلاقي وانساني ووطني وهكذا في موضوع المقاومة .
س : هل شعرت بان هناك مقايضة بين المحكمة الدولية والتحقيق الدولي ودعم المقاومة ؟
ج : بعض الاصوات تحدثت في هذه اللغة لكن ليس في الصف الاول .
س:سعد الحريري قال لا للمساومة على المحكمة الدولية ولا على المقاومة ؟
ج:نعم ولكن لم يعرضهم على سبيل المقايضة .س: هل تخبرنا الى اين انتهت المفاوضات بينك وبين الرئيس السنيورة ؟
ج:في الايام الماضية حصل اكثر من لقاء مع دولة الرئيس السنيورة وبينه وبين الرئيس بري ومع اصدقاء اخرين وكنا على اتصال مع الشيخ سعد الحريري .واقول اليوم حصل لقاءات مكثفة والمناخ ايجابي لكن حتى اللحظة لا استطيع ان اقول اننا اتخذنا قرار انما مسار الامور ايجابي واعتقد ان الامور تحتاج الى التعاون من الجميع للوصول الى نتيجة ايجابية .
س: اذا لم تحسم الصورة هذه الليلة ؟
اعتقد ان النقاشات وصلت الى خواتمها ولا اتصور ان الموضوع يتجاوز هذين اليومين نحن ما يهمنا ان يكون البلد مرتاح والحكومة مرتاحة ؟
س: حكي عن شرطين وضعهما حزب الله وحركة امل للعودة الى الحكومة هل هذا صحيح ؟
ج: هناك عنوانين الاول هو عندما مشينا معا اتفقنا ان نتوافق على القضايا الاساسية ونحن نعتبر ان الذي حصل يوم الاثنين خلاف ذالك وقلنا تعالوا لنحدد ما هي القضايا الاساسية التي يجب ان نقول ان عليها توافق حتى اذا اختلفنا لا ناخذها الى مجلس الوزراء هذا الموضوع تتم مناقشته وانا اعتقد انه في هذه النقطة الجو ايجابي .
س:ما هي القضايا التي يجب التوافق عليها ؟
ج:لندع الشباب يكملوا النقاش هناك قضايا مصيرية تحتاج الى وفاق وطني وقضايا اساسية يتخذها مجلس الوزراء بالتوافق او باكثرية الثلثين ،نحن الاربعة يجب ان نتفق عليها مع شركائنا الاخرين في الحكومة حتى لا تحصل سجالات داخل مجلس الوزراء .
النقطة الثانية موضوع الطلب من الحكومة الا تصدر بيانا تطلب فيه من مجلس الامن الدولي تقول انه جزء من 1559 نفذ واخر لم ينفذ أي تطلب الغاء الذي لم يتفذ أي البندين اللذين يتعلقان بسلاح المقاومة وتعتبر هذا من الشأن اللبناني ومن خلال المؤسسات اللبنانية بعالج هذا الامر وبذلك يكون القرار 1559 قد نفذ هذا شرط تكلمنا فيه في جلساتنا الداخلية ولم نعلنه لكن كيف سرب الى وسائل الاعلام لا اعرف واعتبر تسريبه كا خطأ ويشكل حرج لنا ولهم نحن طرحناه للنقاش الجدي في الداخل واعتقد بين اليوم وغدا هناك امكانية للوصول الى معالجة الموضوع .
وليد بيك يرفض الـ 1559 ولم يغير رايه فيه ، وإذا كان يرفض الـ 1559 يكون رافضا لكل القرارات ؟ لا ربط فكل قرار لوحده وإذا هناك قرارين متلازمين وخصوصا فيما يتعلق باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري فلا صلة بينه وبين القرار 1559.
وعن العلاقة مع سوريا، قال السيد نصر الله : (...) هناك خلاف على الوضع الحالي، ونفترض أننا متفقون على المقاومة وعلى مزارع شبعا وعلى كثير من القضايا وعلى كثير من القضايا، لكن مختلفون على التعاطي مع الوضع السوري وأنا لا أنكر ذلك، نحن لدينا وجهة نظر والحلفاء والباقون لديهم وجهة نظر. هناك ملف موضوع استشهاد الرئيس رفيق الحريري يجب أن يستمر التحقيق فيه، ليس مطلوبا وليس مسموحا أن تجري تسوية على هذا الدم والتحقيق يجب أن يستمر وأن يتوصل بالأدلة القضائيّة لإتهام وهؤلاء المتهمين يجب أن يحاكموا (...).
بقية الجرائم التي تمّ ارتكابها والتي هي من مسؤولية القضاء والأمن اللبناني لا أقول أنّها قابلة لأن تجرى عليها تسوية وهي دماء محترمة وبالتالي التحقيق اللبناني والقضاء يجب أن يستمر ونحن لم يكن لدينا مشكلة عندنا في الإستعانة بالخبرات الأجنبية كي نعرف من الجاني ومن ثمّ نحاكمه بمعزل عن أي تسوية سياسية.
أقول ذلك لكي لا أحد يدّعى أننا نطرح طرحا سياسيا معينا هدفه تضييع دم الرئيس الشهيد الحريري أو تضييع بقية الدماء المحترمة. اليوم هناك أناس يتهمون سوريا وآخرون يقولون إسرائيل متهمة وأناسا ضائعين لا يعرفون من ارتكب هذه الجرائم. هناك مشكلة بين لبنان وسوريا وهذا التحقيق قد يستمر سنة وسنتين وثلاثة والله يعلم كم سيستمر ليطلع القرار الظني وإذا انعقدت محكمة قد يبقى الموضوع سنة وسنتين وثلاثة وهناك محاكم دولية بقيت سبع سنين. ماذا نعمل بين لبنان وسوريا بانتظار لجنة التحقيق ونتيجة المحاكمة؟ هناك ثلاثة خيارات ـ وهنا المرحلة تتطلب شجاعة وهنا لست بوارد كلام يرفع شعبيتي، أو يخفضها، عندما أقدر أنّه يوجد مصلحة لبلدي فسوف أقدم دمي في سبيل بلدي وحزب الله كله هكذا يفكر بهذه العقلية .
الخيار الأول أن نكمل كما نحن، حملات متبادلة بين لبنان وسوريا وهجمات متبادلة وبعض اللبنانيين يقولون أنّ السوريين والنظام الإرهابي يقتلنا، وفي سوريا يقولون أنّ هناك زعامات وقوى سياسية لبنانية متواطئة مع قوى أجنبية من أجل إسقاط النظام، ونحن ولبنان وسوريا عالقون في الوسط، ما العمل نكمل هكذا؟ تشخصينا أنّه إذا أكملنا بهذا الشكل لبنان هو الخاسر الأول ولن نصل إلى نتيجة (...).
الخيار الثاني أن يجتمع كل اللبنانيون ونعلن حربا عسكرية ضدّ سوريا، وأننا نريد محاربة سوريا وأن ننتقم منها ونريد إسقاط النظام ونذهب إلى الشام، وأنا أعلن نتيجة هذه الحرب : لبنان خاسر حكما. إذا ذهب لبنان إلى الحرب ضدّ سوريا فبسبب التاريخ والجغرافيا والوقائع المحلية والإقليمية والدولية نحن نخسر هذه الحرب ويدفع لبنان ثمن معركة ليست معركته. هل شغلتنا نحن اللبنانيون ما هو نظام الحكم في سوريا؟ أتمنى هذا الموضوع أن يكون فيه موقف واضح ونهائي أي ليس موقف بتغير النظام قبل الظهر وبعد الظهر لا نريد تغييره، كلا، النظام في سوريا والدولة والسلطة السورية شأن سوريا داخلي لا شأن لنا به، مثلما نطالب السوري وغيره أن لا يتدخل بشأننا يجب أن لا نتدخل بشأنه.
الخيار الثالث هو أنه يجب أن نوجد حلا مع سوريا، بين لبنان وسوريا، سوريا تشكي من لبنان من أمور ولبنان أيضا يشكي من سوريا أمور أخرى، لا شك هناك أزمة حقيقية ومشكلة في العلاقات يجب أن يعالج هذا الموضوع. لأنّه يوجد خلط في الأمور عندما تقول يجب معالجة المشكلة بين لبنا ن وسوريا إذا هؤلاء الذين يقولون ذلك يريدون تضييع دم الرئيس الشهيد رفيق الحريري، كلا الأمور ليست هكذا. أصلا معاجلة الأمور بين البلدين والطمأنة المتبادلة يساعد التحقيق ويجعل السوري يتعاون مع التحقيق أكثر ومطمئنا أكثر حتى ولوفرضنا أن التحقيق اشتبه أو اتهم أحدا من السوريين(...). إذا تعاونا يمكن أن نصل إلى نتيجة واللبناني معني أن يطمن السوري وهذا يساعد التحقيق ويساعد البلدين (...).
اليوم الحكومات العربية كلها تحكي بعملية سلام من مدريد وإلى يومنا هذا، مع من، مع العدو الذي ارتكب المجازر وقتل مئات الآلاف واحتل الأراضي وما زال يحتل فلسطين ويحتل القدس. حتى المبادرة العربية التي طرحت في بيروت هي نوع من تسوية مع إسرائيل، وهذا عدو. حسنا السوري قدم خدمات كبيرة في لبنان وارتكب أخطاء في لبنان ويقول أنه ارتكب أخطاء، هناك جرائم بعض اللبنانيين يتهمونه بها وهو يقول أنّه بريء منها وإلى الآن لم يقدم أحد دليلا حقيقيا على أنّ السوري له علاقة بها، في هذا الوضع نذهب إلى السوريين ونجلس إلى بعضنا ونتحدث كبلدين مستقلين ندين ذات سيادة ، لا مشكلة وبالحد الأدنى لنحاول ولنقيم الحجة.
هناك أناس يقولون أنّ السوري يريد العودة إلى البلد، أنا صديق سوريا أقول لهم أنّ السوري لا يريد الرجعة إلى البلد، هذه المرحلة انتهت بالنسبة إلى السوري وأنا مسؤول عن كلامي، تفضلوا لنتفاهم ونتحاور ونتحدث، إذا أخين أو جارين أخطأا وهناك مشكل ترك للتحقيق والمحاكمة، هل نترك بقية الأمور وندعهم يقوصون على بعضهم طيلة الوقت، إذا لم نقدر ثنائيا على المعالجة فليتفضل أحد من الأشقاء الكبار مقل مصر أو السعودية أو جامعة الدول العربية أو أحد غيرهم... الإستمرار في الوضع القائم ليس من مصلحة لبنان وليس من مصلحة سوريا وليس من مصلحة المنطقة وفي نهاية المطاف إذا لبنان وسوريا الإثنين يخسران فلبنان يخسر أكثر، والوقت ليس لمصلحة لبنان (...).
وعن التحالف مع حركة أمل وجه السيد نصر الله تهنئة للإخوة في حركة أمل الذين أنهووا مؤتمرهم العام، وكما أعلنوا تحالفهم الإستراتيجي مع حزب الله نحن بدورنا نؤكد تحالفنا الإستراتيجي معهم. وقال : برما بسبب وجودنا في الحكومة ولنا هذا الشكل من التحالفات ظهرنا وكأننا حلف ثنائي وإلاّ نحن رغبتنا لم تكن بالتحالف الثنائي بل كانت رغبتنا بالتحالف الرباعي أن يكون تحالفا حقيقيا وجديا وكاملا وإنشاء الله يصير هكذا ولا يبقى تحالف رباعي وأن يتوسع. بالنهاية لا نريد أن نقيم تحالفا ذات طابع طائفي، الظروف السياسية التي استجدت بعد الإنتخابات وتشكيل الحكومة فرضت أنّ يظهر هؤلاء الإثنان لديهم تحالف خاص لكن بالتأكيد خلفيتهم ليست خلفية طائفية.
وعن مبادرة الرئيس نبيه بري الحوارية وظهور الحركة بالمظهر المنفتح، رأى السيد نصر الله أنه في الفترة الماضية اشتغل كثيرا على هذا الموضوع، مثلا كتب أناسا مقالات تقول أنّ هذا الموضوع حزب الله وتابعا له حركة أمل أي حاولوا تقديم حركة أمل كأنها تابع لحزب الله وهذا فيه استفزاز لقيادة وكوادر أمل، الواقع ليس كذلك. لا حركة أمل تابعة لحزب الله ولا حزب الله تابع لحركة أمل. هناك اتفاق على القضايا الأساسية وهناك حوار وأخذ وعطاء وفي النهاية نتفق عندما نجري نقاشات، هناك أماكن عند الإختلاف فيها نصمت كلينا أو نوجد تخريجة للخلاف، وهذه التجربة ممكن تطويرها وتعمميها على بقية القوى السياسية. وبالتالي محاولة التحريض والتخويف هذا الموضوع لا يمشي، طبعا الرئيس نبيه بري هو رئيس مجلس النواب وعنده صفتين والمبادرة باعتباره رئيس مجلس النواب ونحن نؤيدها وداعمين لها ومشاركين فيها إنشاء الله. وعن اختزال الأطر الأخرى في الطائفة الشيعية، رأى أنّ الإنتخابات أوصلتنا إلى هنا ولكن نحن في حزب الله وحركة أمل لا نقول نحن أو لا أحد.
وعن اللقاء المرتقب مع الجنرال ميشال عون قال السيد نصر الله، هناك تحضير لهذا الأمر وهناك بعض الترتيبات التي كان من الممكن أن تشكل عقدة في مرحلة من المراحل تمّ تجاوزها، ومثلما قال الجنرال عبارة جدا جدا أي ليس في 24 ساعة، أعتقد أننا على خط أن نلتقي قريبا جدا جدا.
أضاف : اللجنة التي تشكلت بين التيار الوطني الحر وحزب الله وجدنا مشتركات كثيرة بالشأن الداخلي، وفي موضوع المقاومة وسلاحها نقترب من تفهم بعضنا البعض وطبعا هذا الأمر يحتاج إلى التنضيج أكثر وأعتقد أنّ هذه النقطة أكثر شيء تتوقف على اللقاء بيني وبين الجنرال عون. وعن معركة الرئاسة قال السيد نصر الله : نتعاطى مع العماد عون أنه مرشح جدي وحقيقي لمنصب الرئاسة. الرجل يمثل وله تيار كبير وله امتداد كبير وإذا كنّا واقعيين علينا التعاطي مع هذا الترشيح بشكل جدي، وأعتقد أنّه إذا تواصلنا أكثر وتلاقينا أكثر وفهمنا على بعض أكثر فأكيد أنّ الأمور تتجه إيجابا.
وعن العلاقة مع القوات اللبنانية رأى السيد نصر الله أنّه كتنظيمين لا يوجد علاقة، ولم يحدث أي علاقة في إطار تنظيمي ما، النواب يرون بعضهم كزملاء ويتحدثون مع بعضهم كزملاء في المجلس النيابي. بكل الأحوال نحن حريصون على العلاقة مع كل الأطراف اللبنانية وقد تجاوزنا مرحلة الحرب وهذا الخطاب قلناه يوم بعبدا عاليه، وأنا قلت أنّه في خطاب الدكتور جعجع في الموضوع الإسرائيلي هناك تطور وهذا بالنسبة لنا أمر حساس جدا، لكن طبعا عندي توصية، هناك شيء يستلزم المعالجة وإذا كان أحد عنده ملاحظات على أدائنا التعبوي في داخل قواعدنا الحزبية فأنا حاضر لمعالجة الموضوع لأنّ خطابنا الداخلي هو ذاته خطابنا الخارجي. هناك بعض المناشير أتونا بها طلاب الجامعات وهناك بعض الـ CD توزع ولا أريد قول مضمونها التحريضي، يمكن أن يكون ذلك ناتج عن قيام شباب من القوات وليس قيادة القوات أو مؤسسة القوات، في الجو الجديد الذي تقول قيادة القوات أنّه تسير فيه مفيد أن ينزل ذلك على القواعد وعلى الكوادر، لأنّه بالنهاية لا يكفي أن يكون موقفي أو موقف سمير جعجع أو أي مسؤول في البلد موقف علني شيء والتعبئة الداخلية تبقى ماشية في مسار آخر، مؤكدا أنّه من الممكن أن يلتقي مع الدكتور سمير جعجع في أية لحظة.
وعن علاقته بالنائب وليد جنبلاط قال السيد نصر الله أنّ "وليد بيك بِيْمُون"، والعلاقة طبيعية وهو منذ كم يوم تحدث بشدة وتوتر ولامس بعض المسائل التي قد تحدثنا بها و"خلّصنا منها" من مثل "من شواطيء البحر المتوسط إلى أفغانستان" و "إلى أين" و "مزارع شبعا" و "القرى السبعة"، لا مشكلة أحترم خياراته وله طريقته الخاصة ونحن حريصون على العلاقة مع وليد بيك ومع الحزب التقدمي الإشتراكي ومع كل القوى السياسية في البلد، نحن لسنا بوارد افتعال أي مشكل مع أحد في البلد ومشينا سوا وحابين أن نكمل سوا.
وتمنى السيد نصر الله أن يكون النائب سعد الحريري بيننا، وأكّد أن وجوده في البلد والتواصل المباشر واللقاءات المباشرة معه والصداقة الشخصية والكلام المباشر له تأثيره، لكن ظروفه الخاصة ولا أحد يقدر أن يتحمل المسؤولية أمر آخر، الشيخ سعد يلعب دور إيجابي وأعتقد أنّه في هذه الأزمات التي تؤثر أحيانا في بعض الأماكن هو يكون له الدور الأساسي في فتح بعض الأقفال. واعتبر رفض الرئيس إميل لحود ترؤس جلسة مجلس الوزراء بغياب وزراء أمل وحزب الله بالموقف الجيد، قيل أن مصدرا قياديا في حزب الله ـ وبالمناسبة في الإعلام ليس لدينا مصدرا قياديا وأي شيء يكتب باسم مصدر قيادي نحن لا نتحمل مسؤوليته ـ اعتبر أن انعقاد الجلسة تحدٍ، نحن كنّا نتمنّى من باب المجاملة أن تؤجل جلسة مجلس الوزراء ولن يتعطل البلد، ولربما كنّا تلقينا ذلك كرسالة نفسية طيبة تساعد على حلحلة النقاط التي كنّا نناقشها. الرئيس لحود نتشكره بهذا الموقف لأننا نعتبره شكلا من أشكال التضامن معنا.
وعن زيارة وفد من حزب الله للصرح البطريركي، قال السيد نصر الله نحن دائما على تواصل مع غبطة البطرك وخصوصا في هكذا أزمات يفترض أن نضعه في الأجواء والتطورات وأن يسمع وجهة نظرنا كما ينقل الآخرون وجهة نظرهم، والموقع الطبيعي لغبطته ولبكركي تفرض هذا التواصل.
وتمنّى السيد نصر الله في ختام المقابلة أن يكون الحوار هو الحاكم بيننا حتى لو اختلفنا، فلا داعي للذهاب إلى اللغة والعبارات السلبية وإثارة الحساسيات لأنّه في النهاية نحن نختلف على موضوع سياسي وعلى تشخيص مصلحة البلد وبالنهاية أحد منا سوف يقنع الآخر أو يحيد للآخر، المهم أن تظل البلد ماشية ولا تتعطل. ثانيا : ليس بمقدور أحد أن يعزل أحد وقد جربنا تجارب العزل ورأينا إلى أين أوصلت البلد، وليس صحيحا استغلال أي حادثة لتصفية خط سياسي، اليوم نتحدث مستقبل اشتراكي تيار وطني حر لكن هناك قوى سياسية أخرى مصنفة أنها صديقة سوريا، لكن هؤلاء الإخوان كانوا أيضا أصدقاء سوريا. هذه قوى سياسية موجودة في البلد لا يجوز أن يتعاطى معها أحد بلغة التصفية السياسية، كلنا موجودين ولا حيثيّاتنا وكلنا نكمل بعضنا ويجب أن نتحدث ونجلس مع بعض.
عيد الميلاد المجيد والذي هو مناسبة عزيزة جدا على قلوب المسيحيين وعلى قلوب المسلمين أتوجه بالتهنئة والتبريك للجميع وخصوصا للمسيحيين وأيضا المسلمين، أتمنى أن يكون عيدا مجيدا مباركا ونقدر في هذه الأيام أن نتعاون مع بعضنا البعض وندع العالم تعيّد.