كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله في حفل استقبال الأسرى المحررين في قاعة سيد الشهداء (ع) في الرويس مساء الخميس 29-1-2004
كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله في حفل استقبال الأسرى المحررين في قاعة سيد الشهداء (ع) في الرويس مساء الخميس 29/1/2004
إنني في البداية وباسمكم جميعاً باسم السادة العلماء والوزراء والنواب والأخوة في قيادات الأحزاب الوطنية والإسلامية واللبنانية عموماً الحاضرين معنا، الأخوة في قيادات الفصائل الفلسطينية وباسم كل الذين شرفونا ومن بينهم وفد مجلس الشورى الإسلامي في إيران سماحة السيد علي أكبر محتشمي أرحب بالأحبة والأعزة الذين انتظرناهم طويلاً.. باسمكم أرحب بالأحبة وفي مقدمتهم سماحة الأخ المجاهد الكبير الشيخ عبد الكريم عبيد، وحضرة الأخ المجاهد الكبير الحاج أبو علي الديراني وكل واحد من الأخوة المحررين. في هذه اللحظات المشاعر تختلط، مشاعر السعادة والفرح ومشاعر الحزن والشوق. اليوم لسنا نحن فقط الذين نحتفل بعودة الأحبة، في العالم الآخر أيضاً يحتفلون بعودة الأحبة، الأولياء والأنبياء والصالحون. هنا نتذكرهم ونتوجه إليهم بالتهنئة، لروح الإمام العظيم روح الله الموسوي الخميني (قدس سره الشريف) أتوجه بالتهنئة إلى أرواح كل شهداء هذه المعركة وهذا الصراع وهذه المقاومة، ولا سيما أخواننا في المقاومة الإسلامية، إلى روح سيد شهدائنا وقائدنا وحبيبنا السيد عباس الموسوي وإلى روح شيخ شهدائنا وعالمنا وعزيزنا سماحة الشيخ راغب حرب، إلى كل الأحبة الذين مضوا في ذلك العالم كونوا على يقين أنهم يشاركوننا الليلة في هذه الفرحة العظيمة. نعم هناك ألم وحزن، فرحة لم تكتمل لأن هناك أعزاء ما زالوا في السجون وهؤلاء منذ البداية إلى الآن إلى ساعات التفاوض، وهذه اللحظة نفرح ولكن ف يقلوبنا مكان للأسى أيضاً. لكن نحن وأنتم تعوّدنا في هذه الأمة على أن تختلط لدينا في مناسبات عديدة مشاعر الفرح والحزن والفرح وألم، ووصلنا إلى مرحلة نستطيع أن نتغلب فيها على هذه المشاعر لنتخذ القرار الصائب ولنواصل الطريق ولنتابع العمل. نحن أمة لا يسقطها الحزن عندما تحزن في اليأس والقنوت والهزيمة، ونحن أمة لا يسقطها الفرح والنصر عندما تفرح في العجب والكبرياء وحب الذات. نحن أمة مؤمنة لديها فكر وثقافة وحضارة وتوازن وتستطيع أن تواجه كل هذه المشاعر والتحديات.
قلنا في ليلة شهادة أمير المؤمنين (ع) في شهر رمضان، بحفل إفطار هيئة دعم المقاومة الإسلامية قلنا: كما عادت إلينا بشرف وعزة ودون منة من أحد سيعود أسرانا بشرف وعزة ودون منّة من أحد، وها هم عادوا بشرف وعزة ودون منة من أحد. بعض النقاط يجب أن تقال في هذه الليلة، وللبحث صلة.
النقطة الأولى: إن هذا الإنجاز والإنتصار الذي نعتز به جميعاً، هو ينتسب إلى أمتنا وثقافتنا وحضارتنا وديننا وإلى قيمنا الإيمانية والإنسانية، نحن الأمة التي تؤمن بالانسان وبكرامته وبموقعه. نحن الأمة التي تؤمن بأن الله خلق الأرض والسماوات والأرض والدنيا والآخرة من أجل الإنسان، وأرسل إليه 124 ألف نبي من خيرة أوليائه أجله وأنزل إليه كتبه السماوية من أجله، هذا الإنسان عندنا له حرمة وهو حي وله حرمة وهو ميت، وقرآننا الذي يقول: من أحيا نفساً كمن أحيا الناس جميعاً.
نحن لم ننسَ ولم نتجاهل، ولن ننسى ولن نتجاهل، في هذا السياق وفي ظل هذا العنوان، أخواننا في السجون. الإنسان هو مسؤوليتنا، فكيف إذا كان هذا الإنسان هو الأفضل والأشرف والأنبل والأكثر عطاءً وجوداً، وبالتالي تصبح المسؤولية تجاهه أكبر ومضاعفة. ولذلك عندما يكتب البعض متسائلاً عن أسباب هذا الاهتمام من قبل حزب الله بملف الأسرى والمعتقلين، أقول: هذا ما تأمر به ثقافتنا وقيمنا وانتماؤنا وديننا ونبينا وأهل بيت نبينا والسلف الصالح من الصحابة الأخيار مع نبيينا والذين جاؤوا لعده. نحن إذا لم نكن نتحمل هذه المسؤولية فنحن ننتسب إلى أمة أخرى، وسنكون أجانب عن هذه الأمة، والآن لسنا حزباً أجنبياً. لذلك ما يجري من عمليات تبادل يأتي في هذا السياق. واسمحوا لي أنه بالنسبة للعدو، هذا عدو بيننا وبينه حرب طاحنة، ونقر بوحشيته وهمجيته ولكن، حتى الإسلام يدعونا إلى أن نعترف بإيجابية عندما يكون لدى هذا العدو إيجابية. أياً يكن السبب لدى الصهاينة الذين يدعوهم إلى الاهتمام بأسراهم أو بموتاهم أو بأجساد موتاهم فهذا أمر يجب أن يحترم. نحن العدو اللدود لإسرائيل، أنا أقف اليوم وأحترم هذا العدو الذي يهتم بأسراه وبأجساد جنوده، ويعمل من أجلهم في الليل والنهار، ويعلن أنه حاضر أن يدفع ثمناً باهظاً أحيناً من أجل استعادتهم. أقول لكم: بالنسبة إلينا هذه هي قيمنا ولكن للأسف الشديد عندما تحصل عمليات تبادل، نحن يكون لدينا واحد واثنان وثلاثة.. والإسرائيلي لديه أعداد كبيرة، هذا ليس ناشئاً من الخلل في القيم، بل ناشئاً من الخلل في موازين القوى، هو دولة كبيرة وجبارة ومدعومة من أقوى طواغيت العالم، وهو يستطيع أن يعتقل الآلاف من اللبنانيين ويزج بالآلاف من الفلسطينيين في السجون وقتما يشاء، ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بشكل دائم وبأعداد كبيرة. المسألة ترتبط بموازين القوى وليس باحترام القيم.
النقطة الثانية: يجب أن نصحح خطأ ً وقعنا فيه جميعاً، ووسائل إعلامنا أيضاً. عندما نتحدث عن تبادل الأسرى، ما يصح قوله أنه مت حصل في هذه الأيام هو مبادلة أسرى برهائن، أسرى خطفوا من أرض لبنانية محتلة برهائن خطفوا من بيوتهم، هذه هي المعادلة الصحيحة، قد يصح في البعض أننا تبادلنا أسرى، ولكن بالأعم الأغلب نحن بادلنا أسرى برهائن، ومن حق هؤلاء الرهائن بأي موقف يريدونه من المجتمع الدولي وإذا كان يترتب على ذلك أي مسؤوليات فهذه المسألة تعني الدولة والأخوة الأعزاء.
النقطة الثالثة: من البديهي أنه ما كان لهذا الإنجاز أن يحصل لولا المقاومة، ولولا قيام الأخوة المجاهدين بأسر جنود إسرايليين، أحياء أموات انتهينا من هذه المسألة. والإحتفاط بمصيرهم والتفاوض عليهم. البعض في هذه الأيام قال إن عملية التبادل تؤكد أن الوسائل السلمية ناجعة ومنتجة. أقول لهذا البعض إن الوسائل السلمية المعتمدة على المقاومة وتأتي بثلاث جنود في عملة عكسرية وبضابط احتياط بعملية أمنية هي التي يمكن أن تنتج أما الوسائل السلمية المرتكزة على الضعف والخنوع وتقبيل أعتاب السفارة الأميركة في عوكر. هذه الوسائل لا يمكن أن تأتي بنتيجة.
يتحدثون في العالم العرب يعن طرق وخيارات. لنكن موضوعيين، طريق المقاومة لا نقاش بأنه موصل للهدف، قطعاً، يقيناً، تحقيقاً، هو موصل للهدف أما الطرق الأخرى ففيها نقاش. أما هنا فنحن نسير على يقين، نحن أهل اليقين نختار طريق المقاومة ونرفض أن نمشي في طريق الظنون والشكوك والشبهات حتى لا نضيع ولا نضيّع أهلنا وأمتنا ومقدساتنا. هذا الإنجاز اليوم الذي حققته المقاومة الإسلامية بسواعد مجاهديها، لا نريد إنجازاً لمجموعة ولا لفئة ولا لحزب ولا لبلد. نحن نريده إنجازاً لثقافة ونهج، وهذه الثقافة والنهج والخيار هو خيار ونهج وثقافة المقاومة على كل الأرض التي يوجد فيها محتلون وشعوب أبية ترفض الاحتلال وتقاتله وتقاومه، هذا الانتصار هو انتصار لهذا المنطق ولهذه الثقافة.
النقطة الرابعة: يجب أن يراجع المجتمع الدولي من بدأ الخطف في لبنان؟ اللبنانيون أم الإسرائيليون؟ هل نحن الذين بدأنا خطف الإسرائيليين أم هم الذين احتلوا أرضنا ودمروا بيوتنا وقتلوا نساءنا ورجالنا وأطفالنا وأقاموا لنا السجون في معتقل أنصار أول وثاني والخيام وعتليت، ومن بقي من الأحبة زجوا به في سجون الداخل. نحن ما قمنا به هو رد فعل. حتى عندما زارنا كوفي عنان بعد تحرير الجنوب. قلت له يمكن أن تنتظر أسابيع أو اشهر قليلة، عليك أن نأتي بالأخوة في السجون ليكتمل التحرير في بعض أبعاده وإلا فعل المجتمع الدولي أن يتحمل المسؤولية، ولم يفعل شيئاُ. ما نقوم به هو رد فعل مشروع وسوف نبقى نقوم برد الفعل المشروع طالما أن العدو يمارس العدوان والاحتجاز.
النقطة الخامسة: نحن في هذا التبادل، حتى يرتاح المحللون السياسيون قليلاً، نحن قمنا بعملية إنسانية بحتة، استعدنا أخواننا الأعزاء وأجساد شهدائنا، وأعطينا للعدو من خلال الوسيط ما كان ومن كان لدينا. نحن طوال المفاوضات لم نتحدث في المسائل السياسية مع الوسيط الألماني، وهذا الوسيط الذي شهدت له بنزاهته، وأعود وأشهد له وأشكره واشكر الحكومة الألمانية من ورائه، لم يتحدث معنا في السياسة. نحن لم نضع شروطاً سياسية لعملية التبادل كما لم نكن نقبل أن يرح عدونا أو يضع شروطاً سياسية في عملية التبادل. وهذه العملية لم ترتبط بأي أمر سياسي أو ميداني والدليل ضرب الجرافة. الإسرائيليون قالوا إن الأخوان يفاوضون وأنهم سيمررون الحادث.. في الميدان من يعتدي على بلدنا سنواجهه وسيدفع الثمن، هذا أمر آخر. اختصاراً أقول لكم. حزب الله الذين يتساءلون عنه، ومع احترامي لكل الملفات الداخلية المحلية على أهميتها، بدأوا يحللون هل انتهت وظيفة حزب الله، وهل سيتحول إلى حزب سياسي؟ بكلمة واحدة حزب الله المحتشد هنا وفي الشوارع والموجود في كل القلوب والبيوت، بعد التبادل هو عينه حزب الله قبل التبادل، بل أشد عزماً وأقوى إيماناً ويقيناً وتصميماً على مواصلة طريق المقاومة، ويأتي هذا الإنجاز ليؤكد صوابية هذا الطريق. أرضنا ما زالت تحت الاحتلال، ما زال هناك أسرى لبنانيون في السجون الإسرائيلية، ما زال العدو يعتدي براً وبحراً وجواً، وما زال لبنان في دائرة التهديد بسبب وبلا سبب، ويحزننا بعض الذين يتحدثون عن سحب الذرائع من العدو، وهل كان هذا العدو بحاجة إلى ذرائع عندما تقتضي مصالحه العدوان على لبنان وسوريا أو أي بلد آخر؟ ولذلك أقول لكم: المقاومة، حزب الله مستمر الحركة الجهادية المقاومة الملتزمة الدفاع عن وطنها والمساهمة في الدفاع عن أمتها ومقدساتها وحقوقها، لم يتغير ولن يتغير.
النقطة السادسة: يجب أن أؤكد في الإطار اللبناني، نحن كلبنانيين بموضوع المعتقلين هناك حتى الآن ثلاث ملفات مع العدو الإسرائيلي. الملف الأول: سمير القنطار، الملف الثاني: يحيى سكاف، الأسير اللبناني الذي ما زال العدو ينكر وجوده في الكيان الغاصب، الملف الثالث: هو الأخ نسيم نسر وهو لبناني ووالده لبناني وأمه كانت يهودية، فهي أصبحت مسلمة بعد أن تزوجها رجل مسلم، وهو حصل بشكل طارئ على الجنسية الإسرائيلية. عندنا ثلاثة ملفات عالقة بيننا وبين الإسرائيليين وهذا الموضوع يجب أن يتابع. بالنسبة لموضوع سمير ونسر، يجب أن يكون إطلاق سراحهما قضية وطنية، كما عملنا في قضية الأخوة، مقاومة ودولة، والبعض ينتقص من موقف الدولة، الدولة ساعدتنا وحمتنا ودعمتنا ونسقنا معها، وكانت التفاصيل تطرح في وقتها، وكانت مواكبة. اليوم الدولة والمقاومة وأغلبية الشعب اللبناني والأحزاب والقوى السياسية كلها، كما كنا معاً في معركة التفاوض والأسر وتحرير الأسرى، يجب أن نبقى معاً في المعركة المقبلة، سياسية، عسكرية، جهادية، مهما كانت طبيعتها، هذا يتحدد في الأسابيع والأشهر المقبلة. إذا كان العدو ينكر وجود يحيى سكاف ونسيم يحمل جنسية إسرائيلية، فسمير لبناني ولا يحمل جنسية إسرائيلية. أقو ل لكم إن الإسرائيليين كانوا حمقى ومخطئين، وقال أحد محلليهم إنهم حمير وحزب الله يركب عليهم، أنا أقول لهم إن هذا صحيح، والدليل أنهم احتفظوا بسمير القنطار. هؤلاء الحمقى لا يستفيدون من أخطاء الماضي. عندما خرجوا من لبنان بقوا في مزارع شبعا، وعندما خرجوا من لبنان احتفظوا بالأخوة في السجون. لو أطلقوا سراح الأخوة عندما خرجوا لما كان هناك قضية اسمها أسرى بين لبنان والعدو. هم الذين فتحوا لنا الباب، والآن هم حمقى لأنهم احتفظوا بالأخ سمير القنطار. كان يجب أن يطلق سراحه الآن وأن يكون على هذه الكرسي ولكنهم كما قال محللهم السياسي، هذه هي الحقيقة. لآن يعيدون نفس الخطأ، وأريد أن أقول كان يجب على العدو أن يطلق سمير القنطار الآن، ولأنه لم يفعل أنا أؤكد لكم أنه سوف يندم في المستقبل. أعود إلى سمير وبقية الأخوة المعتقلين في سجون العدو، إلى أخواننا الأعزاء والشرفاء من أسرى الجولان الذين ظلمهم العدو في عملية التبادل، والذين نعرف تمسكهم بعروبتهم وانتمائهم لوطنهم سوريا ولأمتهم العربية، وأعود إلى الأخوة المعتقلين من أراضي الـ 48 وإلى الأخوة الفلسطينيين المحكومين بالأحكام العالية وأصحاب الحالات المستعصية والصعبة، إلى بقية العرب والأخوة الأردنيين الذين سوف سننتظر ماذا سيحصل من الآن إلى عيد الأضحى، ونأمل أن تتابع حكومتهم هذا الموقف بجدية وتستفيد من هذه الفرصة، إلى عائلات الأخوة الدبلوماسيين الأربعة المفقودين في لبنان، وهم بالمناسبة يجب أن يكونوا مسؤولية وطنية، لأنهم كانوا ضيوفاً على أرض لبنان ومعتمدين من قبل لبنان، وخطفوا على الأرض اللبنانية ومن قبل مجموعات لبنانية، ونقول إن هذه المجموعات سلمتهم إلى العدو، وإسرائيل تتحمل مسؤولية كشف مصير وحياة الدبلوماسيين الأربعة. أقول لهؤلاء جميعاً، ولسمير الذي هو العنوان الأكبر بالنسبة لحزب الله الآن وكل الأخوة الذين هم في هذه الوضعية مع سمير، وأقول لهم إننا لن نترك أحداً منهم ولن ننسى أحداً منهم.
يتساءل البعض ماذا يمكن أن تفعل، هناك عدة خيارات. هناك خيار يرتبط برون أراد، نحن مصممون أن نبذل كل جهد وفي أقصر وقت ممكن لكشف مصير الطيار الإسرائيلي رون أراد، وقد انتهينا من نقاش المبادئ، لكن خلال فترة من الزمن لا نعرف إلى أين سنصل. أنا لا أريد أن أعلّق مصير المعتقلين على مصير أراد. والخيار الثاني هو الحلول الإبداعية المعني بها الطرفان وبشكل أساسي الوسيط الألماني. وهناك خيار ثالث هو: خيار المقاومة. وأعاهدكم باسم مجاهدي المقاومة الإسلامية أنهم سيأتون بالجنود في المرة القادمة أحياء وليس أمواتاً كما في السابق.
سمير وكل الأخوة المعتقلين يستحقون تضحية، في عقيدتنا وثقافتنا وإيماننا، ونحن مستعدون للتضحية.. في جبشيت وبعد التحرير قلت، وكان واضحاً أن عنان لن يستطيع أن يفعل شيئاً، أننا نملك خيارات مفتوحة وسنفعل، وفعلنا والحمد لله ها هم الأعزاء اليوم بيننا، وقلت في ذلك الحين إن هذه مسؤولية وطنية، لبنان ودولته وشعبه كلهم يجب أن يتحملوا المسؤولية، لا يجوز أن أنعم أنا بالحرية وأن أكون يوم العيد مع عائلتي وهؤلاء الأخوة في السجون، واليوم نفس المنطق والموقف أؤكده وأعيده.
النقطة السابعة: يجب أن نتذكر مع هذه الوجوه الطيبة، مع ابتسامة عائلات المعتقلين ودموع عوائل المعتقلين، يجب أن نتذكر في حفل المجاهدين والمقاومين إمام المقاومين والمجاهدين ومؤسس هذا النهج في لبنان، سماحة الإمام المغيّب السيد موسى الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والأستاذ عباس بدر الدين. ونحن هنا في مناسبة عميقة الصلة بهذا القائد وهذا الإمام وبهؤلاء الأخوة. هي مناسبة مقاومة ومعتقلين ومحتجزين ورهائن ومناسبة حرية. وأريد في هذه المناسبة الجليلة أن أتوجه وبكل هدوء ولياقة إلى العقيد معمر القذافي وأقول له: أنت اليوم تعمل على إغلاق ومعالجة الكثير من ملفاتك العالقة، ولا أريد أن أقيّم هذه المعالجة ولكن يجب أن تقبل أنك مسؤول عن قضية اختفاء الإمام موسى الصدر ورفيقيه في ليبيا. ويجب أن تبادر إلى كشف مصيرهم وإعادتهم إلى أهلهم ووطنهم ومقاومتهم، أقول للعقدي القذافي وبكل هدوء: يجب أن تمتلك كامل الشجاعة لتقول كل الحقيقة في قضية الصدر والتي تعرفها بدقة وأن تعمل على إغلاق هذا الملف المؤلم والمحزن مهما كانت التبعات. وبالنسبة إلينا أنا أقول للعالم العربي ولشعوبه وحكوماته في قضية الإمام الصدر، نحن لم نترك ولم ننسَ قضية المعتقلين العرب في السجون الإسرائيلية، ولا اللبنانيين ولا الفلسطينيين وغيرهم، لا في الماضي ولا الآن ولا في المستقبل، نحن في هذه اللحظة لا نطلب من العالم العربي مكافأة، ولم نطلب في مقاومتنا في يوم من الأيام مكافأة أو جائزة من أحد. نحن نؤدي واجبنا وليس لنا منة على أحد، وهمنا أن نقف يوم القيامة لنجيب الله إذا سألنا عما فعلنا. ولكن نطلب منهم تضامناً ومواساة مع المقاومة، والتعاون من أجل إعادة إمام المقاومة موسى الصدر إلى لبنان.ليس لأن الصدر إماماً شيعياً بل لأنه إمام المقاومة، وإمام يرسم طريق خدمة القضية الفلسطينية ولأنه كان الذي بعض المخطئين من الفلسطينيين في لبنان يطلقون النار على سيارته وهو يقول على المنبر سوف أحمي المقاومة الفلسطينية بعمامتي ومنبري. ونحن الذين نقف أمامكم، نحن أبناؤه وتلامذته هو وتعلمنا تحت منبره واتبعنا نهجه وطريقه، وإن كان هناك من شكر لا نريد مدائح أو ثناء ولا إطراء على امتداد العالم العربي. ساعدونا في هذه القصة.
النقطة الثامنة: إذا كان يوم الـ 25 من أيار يوماً وعيداً للتحرير، فيجب أن نعلن يوم الـ 29 من كانون الثاني يوماً وعيداً للحرية. هذا عيدنا جميعاً، عيد كل المقاومين الأبطال في لبنان وفلسطين وسوريا والعالم العربي والإسلامي، هو عيد أخواننا في الأحزاب الوطنية اللبنانية والإسلامية الذين قدموا الشهداء وتحملوا مخاطر كبيرة جداً في مواجهة الاحتلال قبل العام 1982 وبعده. هذا عيد كبير للجميع. وأتوجه بالتهنئة إلى مقام سماحة الإمام القائد آية الله العظمى السيد علي الخامنئي، وأيضاً إلى سيادة الرئيس الصامد في هذا الزمن العربي السيئ الدكتور بشار الأسد، وإلى سوريا قيادة وجيشاً وشعباً، وإلى لبنان وفخامة الرئيس العماد إميل لحود وإلى كل أركان الدولة الذين أيدونا وساعدونا ودعمونا، وأوجه التهنئة إلى كل أخواننا في الحركات والفصائل الفلسطينية وشعوب أمتنا العزيزة والكريمة. وأقول هذا ليس أول نصر ولن يكون آخر نصر. نحن على موعد مع الشهداء غداً الذين يمثلون الوحدة الوطنية لأنهم ينتمون إلى أحزاب وحركات متعددة، الذين يمثلون وحدة المعركة لأن بين الشهداء لبنانيين وفلسطينيين. غداً على موعد مع مواكب الشهداء من الناقورة إلى بيروت، والسبت على موعد مع تشييع الشهداء، يوم ألأحد والاثنين والثلاثاء عيد، وبعد العيد نلتقي في تكريم الأسرى وتكريم الشهداء وفي تحديد معالم الطريق لمتابعة المسؤولية، على أمل أن نحتفل قريباً جداً وهناك سمير القنطار ونسيم نسر ويحيى سكاف، هنا في لبنان وفي أعراس مشابهة على امتداد العالم العربي والإسلامي، كل نصر وأنتم بخير كل عام وأنتم بخير والسلام عليكم ورحمة الله.