كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله في ذكرى أسبوع زكريا حمزة في مركز الإمام الخميني 19-11-2004
أكّد الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله أنّه إذا كان الأمريكيون يعتبرون أنّ كل مواصفات المنظمات الإرهابية تنطبق على حزب الله من قبل الشيطان الأكبر أمريكا فهي شهادة نعتز بها في الدنيا والآخرة.
وقال في ذكرى أسبوع زكريا حمزة في بعلبك، لقد :" طلبت الحكومة من وزارة الخارجية اللبنانية أن تذكر السفراء بالإلتزام بالضوابط الدبلوماسية، السفراء البريطاني والأمريكي والفرنسي وغيرهم "يفتلون من وزير إلى وزير" يسألون الوزراء ماذا يسألهم النواب في المجلس النيابي، علما أنّه إذا كان من هناك أشخاص يحق لهم أن يسألوا الوزراء عن مشاريعهم وبرامجهم هم النواب والناس في لبنان". أضاف : السفير الأمريكي يبرم من وزير إلى وزير ويسألهم : ماذا ستفعلون. وأكّد أنّه يتدخل في تفاصيل عمل الوزارات ويخرج إلى الباب وبكل وقاحة ويملي رغبات وتوجيهات وإملاءات.
وأشار سماحته إلى موضوع الغيرة الوطنية، وقال :" الذين يعترضون على التدخل السوري في لبنان يلزم عليهم بالأول انتقاد السفير الأمريكي على التدخل بشؤون وزارات الحكومة اللبنانية لكنهم غائبون.
أضاف : لكن لأنّهم أمريكيين فلا بأس، فليتدخلوا، الفرنسيين تدخلوا لا بأس، سوريا تتدخل فهذا انتهاك للسيادة اللبنانية وهذا خطر وهو أمر يهدد الكيان اللبناني، وهذه فضيحة.
ودعا سماحته إلى التعبير بصراحة، وأنا ضدّ التدخل الأمريكي، ولا داعي للضحك على بعضنا بعبارات ومصطلحات كل منّا يفهمها بشكل آخر . تابع : أنا لا أمانع بتدخل الأصدقاء والأشقاء عندما يريدون مساعدة البلد على المستوى الأمني والسياسي أو على أي مستوى من المستويات. لكن من يناصر عدو هذا البلد الذي هو الكيان الصهيوني فنحن لسنا مع أن يتدخل في شؤوننا ولا أن يساعدنا بشيء. فلنكن صريحين ونستعمل معايير مختلفة.
واعتبر سماحته أنّ مطالبة السفراء بالإلتزام بالضوابط أمر جيد، لكن إذا لم يلتزموا ماذا سنفعل؟ وإذا كانوا سيستمرون بالتدخل بشؤون الوزارات وبالشؤون الداخلية وبالتعليق على كل موضوع، وأنا أعرف وأنتم تعرفون أنّ بعضهم يلعب دور الفتنة في البلد، وقال :" بعض السفارات يفتنون اللبنانيين ويوقعون بينهم ويحرضون بعضهم على بعض ويشجعون اللبنانيين على مواجهة بعضهم البعض، فإلى متى سوف يظلون "آخدين راحتهم" بهذه الطريقة.
وطالب بموقف وطني ورسمي وشعبي وسياسي، وأن تعبر الناس عن رأيها ورفضها لهؤلاء ومنطقهم ولغتهم وخطابهم. حتّى المراهنين في لبنان اليوم، عندما تجري نقاشات حول موضوع المراهنة على إسرائيل يؤكدون أنّ ذلك لن يتكرر، مذكرا أنّ إسرائيل رغم كل التوسلات من حلفائها في حرب الجبل رفضت تأجيل انسحابها أسبوعا واحدا وأوقعت بين اللبنانيين، مؤكدا أنّ مصالحها مقدمة ودماء جنودها مقدمة، كما تحدّث سماحته عن تجربة انطوان لحد والعملاء الذين لم يعطوا علما حتّى قبل ساعات من عملية الانسحاب من الجنوب والبقاع الغربي، وتركوهم كالغنم كالجزار ظنا منهم أنّ المقاومة ستلعب دور الجزار...
أضاف : هناك أناس يؤكدون أنّهم لن يراهنوا على الإسرائيليين بل يراهنون على الأمريكيين، لكن هل الأمريكيين لم يتركوا جماعتهم عند قرار ذهابهم، متحدثا عن فرارهم من الصومال ولبنان وفيتنام. وقال :" عندما تصل المسألة عند الأمريكي إلى افتراق المصالح بينك وبينه يغادرك ويتركك كما ترك العدو الإسرائيلي جماعة انطوان لحد وهذه هي الحقيقة، وأقول هذا لمن يحسن الظن ولمن يراهن عليهم. وأكّد أنّه من يثق بالولايات المتحدة تصرعه.
وأبدى السيد نصر الله ارتياحه للأداء الحكومي حتى الآن وقال : " نحن لا نطلب من الحكومة المستحيل وأن تحل كل المشكلات التي تراكمت خلال ما يزيد عن عشرات الأعوام في ستة أشهر ، ولكن ستة أشهر ليست بقليلة في التخفيف عن هذا المواطن الذي ينوء تحت ثقل الأزمات، مبديا ارتياحه للقرار الحكومي بتخفيض سعر صفيحة المازوت رغم أنّ البعض لا يراه كاملا، وملف المتعاقدين وغيره.