كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله في المجلس العاشورائي المركزي في مجمع سيد الشهداء " الرويس" - الليلة الثالثة 23-2-2004
مقتطفات من كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله في المجلس العاشورائي المركزي في مجمع سيد الشهداء " الرويس" - الليلة الثالثة 23/2/2004
"نحن تعلمنا من الإمام الحسين (ع) أن القلة والكثرة حولنا لا تزيدنا قوة ولا تزيدنا ضعفا.. نحن نستمد القوة من الله سبحانه وتعالى ولكن عندما يكثر الأنصار والأصحاب ستتغير موازين ومعادلات في الدنيا لمصلحة الإسلام والأمة وكرامتها". وأكد سماحته على مواصلة نهج المقاومة الإسلامية النموذجية التي تستهدي بالإمام الحسين وزينب وتستهدي بوضوح وإيمان وشفافية الحسين (ع) ولن يكون لمن يمشي في ركاب الحسين إلا النصر والفتح.
وقال: "من وحي هذه الروح الحسينية التي عاشها الأباء والأمهات والأزواج والزوجات والشهداء والمجاهدون والأسرى والجرحى، نتحدث اليوم بثقة وعنفوان عن حماية بلدنا ومواجهة العدو، والدفاع عن كرامتنا وسيادتنا وعزتنا ونعرف إننا نتكل على الله الذي نرضى برضاه، ونستند إليكم والى أهل المقاومة المجربين والأباء والأمهات، الذين إذا سقط من أبنائهم شهيد أو شهيدان لم يبخلوا ببقية الأبناء، بل كانوا يقدمونهم من اجل أن تتواصل المقاومة.
وأضاف: "اليوم قوة لبنان هنا وقوة شعب لبنان هنا، وحتى عندما نتحدث عن قوة حزب الله فهي هنا وفي توكلنا على الله، قوتنا في هؤلاء الناس الصادقين المخلصين الذين تقول لهم ليس عندي دنيا أوزعها عليكم وليس لدي مناصب أقدمها بينكم ومن كان يريد مواصل الطريق معي فالطريق فيها حرمان وقتل وغربة ووحشة وفي نهاية الطريق قد يكون هناك موت وشهادة، رغم ذلك يواصلون الطريق ويتحملون كل تبعاتها.. عندما تكون أمام أناس من هذا النوع من حقق أن تكون قويا واثقا ومن حقك أن تقف في وجه إسرائيل وغير إسرائيل".
وأضاف: "كيف إذا كان لدينا هذا السيل الهادر من الرجال والنساء والشباب الاستشهاديين ومن المجاهدين الأبطال ومن الرجال والنساء الذين حملوا طوال السنين الماضية دمائهم على الأكف، ورؤوسهم على الأيدي كانوا دائما مستعدين لبذل الروح.. من أي شيء نخاف ومن أي عدو، وهل يجوز لأحد منا أن يشعر بالضعف؟ هذه خيانة لأمانة الناس الشجعان المضحين والأوفياء، إن كان في كربلاء بضعة نسوة كانت الواحدة منهن مستعدة أن تلبس ولدها لامة الحرب وتبعث به ليقتل بين يدي الحسين (ع)، ففي أمهاتنا ونسائنا في لبنان وفلسطين، وفي هذه الأمة مئات الآلاف من النساء الحاضرات أن تلبس الواحدة منهن ولدها وعزيزها وفلذة كبدها لامة الحرب ليقتل دفاعا عن الإسلام وعن الأمة..هذه الخصوصية ليست خصوصية لبنانية هكذا في فلسطين وعلى امتداد عالمنا الإسلامي والعربي، حيث هناك مؤمنون بالله واليوم الآخر يوجد لدينا هذا السيل الهادر من الرجال والنساء والشباب والشابات المستعدين للتضحية، لكن المشكلة في ضعف القيادات التي لا تثق بالناس وبشعوبها ولا تفهم حقيقة الروح الجهادية الراقية التي توجد في هذا الزمن".
وفي ختام المجلس العاشورائي، وجه سماحة السيد نصر الله دعوة لإحياء الذكرى السنوية لاستشهاد السيد عباس الموسوي والشيخ راغب حرب لمناسبة أسبوع المقاومة الإسلامية، وتكريم الأسرى والشهداء المحررين وللحاج مصطفى الديراني، وهي المناسبة التي تعذر إحياؤها على مدى أسبوعين بسبب العاصفة الجوية التي ضربت منطقة البقاع، بعدما كان مقرراً إقامة احتفال للمناسبة في مقام السيد عباس الموسوي (رضوان الله عليه) في بلدة النبي شيت. على يكون إحياء المناسبة في نفس موعد إقامة المجلس العاشورائي عند الساعة السابعة والنصف من مساء غد الثلاثاء في مجمع سيد الشهداء في الرويس، وتتخلله كلمة للأمين العام سماحة السيد نصر الله.