كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله في افطار مديرية الأنشطة النسائية المركزية في هيئة دعم المقاومة الإسلامية 23-10-2004
برعاية الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله أقامت مديرية الأنشطة النسائية المركزية في هيئة دعم المقاومة الإسلامية حفل إفطارها السنوي في قاعة حديقة بلدية الغبيري بحضور عقيلات رؤساء ووزراء ونواب وحشد كبير من الشخصيات النسائية والفاعليات.
وألقى السيد نصر الله كلمة قال فيها: (...) في منطقتنا هناك التزام أميركي مطلق بأمن إسرائيل، وهناك تسابق بين بوش وكيري من يثبت وفاءه لإسرائيل أكثر، كما أن هناك – للأسف- سباق أميركي – فرنسي على اعتبار كل من يناهض إسرائيل معاد للسامية، على الرغم من أن إسرائيل دولة طاغية ومستبدة. فهل هناك أسوأ من هذا الزمن الذي أصبح فيه كل من يقول كلمة أو يكتب قصيدة أو ينشد شعراً مناهضاً لاعتداءات إسرائيل معاد للسامية بحسب القوانين الأميركية والفرنسية!.
ثم قال سماحته "لأن الحديث عن المقاومة في هذه المناسبة على مأدبة إفطار هيئة دعم المقاومة، نتحدث كما في الماضي عن جدوى المقاومة ومبررات الحاجة إليها ونحن منفتحون على النقاش. فهناك أولاً مزارع شبعا وقضية الأخوة الأسرى ونحن مصممون على استعادتهم. وبغض النظر عما إذا كانت مزارعا شبعا لبنانية أو سورية ونحن نعتقد بأنها لبنانية ولدينا من الوثائق ما يثبت ذلك، وبغض النظر عما إذا انسحب الإسرائيليون منها غداً أو بعد غد، فإن المشكلة الحقيقة هي التهديد الإسرائيلي الدائم للبنان بحجج وذرائع متنوعة ومختلفة. هناك أطماع دائمة لدى الصهاينة بلبنان، خصوصاً المياه اللبنانية التي يعتبر العدو أنه بحاجة إليها وأنها تذهب إلى البحر".
وعلّق سماحته على كلام الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان ستيفان دي ميستورا الذي أشار إلى أنه " منذ أربعة أشهر لم تخرق المضادات الأرضية في جنوب لبنان الخط الأزرق_ وأنا آسف أنها لم تخرقه_ بينما في المقابل يشهد دي ميستورا بالخروقات اليومية المتزايدة". وسأل سماحته : هل عندما نهدأ يتراجع الإسرائيلي عن عدوانه؟ التجربة تقول أننا عندما نزداد هدوءاً يزداد العدو غطرسةً. وأضاف " نريد أن يقتنع اللبنانيون معنا أن هذا العدو لا يمكن أن تنفع معه الدبلوماسية. في الماضي قلت أن أي خرق بري وأي خرق في المياه الإقليمية سيواجه في الجنوب، ولم يحصل أي خرق في المجالين لأن هناك رجال في الجنوب يحملون السلاح، أما في الجو، لكن "العين بصيرة واليد قصيرة" وعندما نتمكن من منع الخروقات في الجو فسنفعل". وسأل سماحته هل اجتمع مجلس الأمن لمواجهة الخروقات الجوية الإسرائيلية اليومية لأجوائنا؟ هل أصدر بياناً رئاسياً واحداً لأن هناك عدوان على السيادة اللبنانية؟ أبداً، لم يصدر أي قرار أو بيان لأنه في نظر مجلس الأمن التهديد الأمني غير مدان أم التدخل السياسي فهو مدان.
وأكد سماحته أننا أمام هذا الوضع العربي المترهل وعندما تزداد قبضة أميركا على العالم وعندما تسقط كل الرهانات يجب أن نتمسك أكثر من أي وقت مضى بسلاحنا ومقاومتنا. وشدد على أن إسرائيل عاجزة عن مواجهة المقاومة وعن القضاء عليها مشيراً إلى كلام قبل أيام قاله وزير حرب العدو شاؤول موفاز بأنه يتوقع التخلص من حزب الله بعد عشر سنوات ! لماذا بعد عشر سنين؟ لأنه حسب زعمه يكون النظام في إيران تغير وأصبح موالياً لأمريكا وكذلك الأمر في سوريا! وتابع سماحته إسرائيل في كل التجربة الماضية فشلت في القضاء على المقاومة ولم تترك وسيلةً إلا وجربتها من قتل القادة وتدمير البيوت وقصف البنى التحتية لكنها لم تنجح لذا تريد أن تحقق ما عجزت عنه عن طريق الولايات المتحدة والقرار 1559. وقال سماحته أنه بالرغم من كل الاتهامات الإسرائيلية لحزب الله بأنه وراء العشرات من العمليات التي تنفذها الانتفاضة في فلسطين المحتلة لا يجرؤ العدو أن يعتدي على لبنان لأنه يعلم جيداً أن في لبنان من لديه شجاعة وعزم أن يرد الصاع صاعاً بل صاعين لذا هو يحسب ألف حساب للمقاومة. قبل أسابيع قال رئيس الاستخبارات الصهيونية أن لدى حزب الله صواريخ بعيدة المدى تطال تل أبيب، وهدفه من هذا الكلام أن يبرر لشعبه عدم القيام بأي اعتداء ضد لبنان.
وأكد سماحته أن المقاومة في لبنان جدية وليست استعراضية، وقوة هذه المقاومة أن عدوها لا يعرف عنها شيئاً لا يعرف لا النوع ولا الكم ولذلك هذه نقطة قوة حقيقية. وذكّر سماحته بعدوان عناقيد الغضب وعجز العدو عن تدمير منصة صواريخ واحدة.
وخاطب سماحته الداخل اللبناني وقال لا داعي لأي خوف من سلاح المقاومة خصوصاً بعد تجربة التحرير الناصعة. نحن قلنا لكل اللبنانيين في كل المناطق ومن كل الاتجاهات والطوائف أن هذا السلاح في مواجهة العدو فقط للدفاع عن لبنان وسيادته واستقلاله ونحن لا نستقوي في سلاحنا على أحد".
وخلص سماحته إلى أن الحاجة إلى المقاومة في هذا الظرف أشد وآكد من الماضي بل إن كان هناك إمكانية لنحصل على سلاح أقوى وأفعل فيجب أن نحصل عليه لأن المصلحة الوطنية تقتضي ذلك.
وتطرق سماحته إلى الوضع الحكومي وأوضح أن تسمية حزب الله للرئيس عمر كرامي لرئاسة الحكومة لا تعني إعطاء الثقة لها وهذا مرتبط بالتشكيلة الحكومية ونظافة أكف الوزراء وتصديها للمشكلات القائمة ومواجهة الضغوط الخارجية وحماية المقاومة. وحدد سماحته أربعة عناوين رئيسية إذا توفرت في الحكومة المقبلة يمكن أن تكسب ثقة اللبنانيين وهي:
1- يجب أن تكون تركيبة الحكومة كفوءة ونظيفة.
2- أن تعمد من الآن فصاعداً إلى إيقاف كل هدر وسرقة ولصوصية وسمسرة، وأي وزير أو مدير يرتكب ذلك اعزلوه وحولوه إلى القضاء.
3- أن تتصدى للأولويات كمشكلة عشرات الالاف من التلامذة الموجودين خارج المدرسة الرسمية بسبب عدم حل قضية الأستاذة المتعاقدين، ومشكلة الكهرباء. وقصة الكهرباء في لبنان أن في هذه الدولة بطون نهمة لا تشبع من السرقة و اللصوصية، فالمال الذي أنفق على الكهرباء في لبنان يكفي لإنارة العالم العربي.
4- أن تعمد لوضع قانون انتخاب يعتمد معياراً واحداً في كل لبنان وينصف الشباب اللبناني. لأن الحكومة الوطنية هي التي لا تخاف من شباب لبنان. يجب أن يعطى الشباب البالغ من العمر 18 عاماً حق الاقتراع.