كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله في المؤتمر الصحافي الذي عقده بعد ظهر السبت تعليقا على أحداث حي السلم 29-5-2004
كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله في المؤتمر الصحافي الذي عقده بعد ظهر اليوم السبت 29/5/2004 للتعليق على أحداث يوم الخميس الماضي
رأى الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله أنّ أحداث الضاحية الجنوبية أخذتنا وأخذت لبنان والأجواء السياسية والحركة العمالية والوضع الأمني إلى مكان آخر تماما، ولا يمكن لأي إنسان أن يتجاوز هذه الأحداث الدامية أو يتناساها أو يتغافل عنها، مؤكدا أنّه لا يجوز أن تضيع هذه الدماء ولا أن تضيع المطالب المحقة التي سقطت من أجلها هذه الدماء في عجقة التحليلات السياسية وتوجيه الرسائل والقراءات السياسية.
وقال سماحته :" الكثيرون تناولوا أحداث الضاحية الجنوبية من زاوية سياسية وكأنّ الضاحية وأهلها صندوق بريد يتم إرسال رسائل أو تبادل رسائل سياسية فيها بدماء الناس وكراماتهم وأمنهم وحياتهم، وهذا مرفوض في الضاحية الجنوبية وفي غيرها"، مؤكدا أنّها ليست ساحة تصفية حسابات بين أحد ومع أحد.
أضاف : للأسف الشديد خلال اليومين الماضيين قرأنا وسمعنا وشاهدنا الكثير من التحليلات والتعليقات، والمنسي الأول هم الضحايا والشهداء والجرحى وكأن لا قتلى سقطوا في البلد. وتساءل : هؤلاء الذين قتلوا أو الذين جرحوا وبعضهم في حال الخطر الشديد من المسؤول عنهم وأين دماءهم وكراماتهم وكرامة أهاليهم وأين معاناة أقاربهم وعائلاتهم وأحبائهم؟ لافتا أنّهم لا ينتمون سياسيا إلى تيارنا أو إلى حزبنا لكن هم من أهل الضاحية من شعبنا اللبناني الذي نعتبر أنّه من مسؤوليتنا ونحن جزء منه ويعنينا ما يعنيه ويؤلمنا ما يؤلمه ويحزننا ما يحزنه.
وقال :" أريد أنّ أسأل الدولة اللبنانية من يتحمل مسؤولية هذه الدماء والقضية لا تقتصر عند الدماء فقط بل كرامة الذين قتلوا والذين جرحوا؟ هل هم خارجون عن القانون وهل هم متمردون وهل هم شذاذ آفاق، من هم؟ وفوق أن نقتلهم نسيء إلى سمعتهم وإلى كرامتهم وكرامة أهلهم؟. إذا كان في لبنان من لا تعنيه الدماء والكرامة، ولا يهمه أن يقتل خمسة أو خمسين فهذا الأمر بالنسبة لنا لا نقدر على السكوت عليه أو أن نتجاوزه.
وتساءل لماذا فقط في الضاحية الجنوبية يجري تصادم المتظاهرين مع القوى الأمنية ويطلق عليهم النار وفي كل لبنان جرت المظاهرات والإضرابات والإعتصامات، وقال :" لماذا أتت مجموعات وتعمدت بعد أحداث حي السلم أن تنشر الشغب في أماكن متعدة في الضاحية ولماذا المكان الوحيد الذي تمّ حرقه ونهبه هو وزارة العمل الواقعة في الضاحية الجنوبية؟.
وأكّد أنّ الضاحية الجنوبية هي المستهدفة وأهلها، مشيرا إلى أنّه قبل عدّة أشهر جرت مسيرتان لحزب الله وحركة أمل في ذكرى عاشوراء ونزل عشرات الآلاف إلى الطرقات وجالوا في أحياء الضاحية الجنوبية وكان هناك تعاون مع القوى الأمنية ولم يحدث حادث صغير وقدّمت الضاحية مظهر حضاري. كما أشار سماحته إلى مسيرة غاضبة وساخطة جرت قبل عشرة أيام بمئات الآلاف وهي مسيرة الأكفان التي جالت في طرقات الضاحية الجنوبية وأيضا لم يحدث إشكال بسيط ولم تجرِ ضربة كف.
وقال :" لماذا اعتصام أو مظاهرة فيها عدّة مئات، مئتين إلى ثلاثمئة شاب، تتحول إلى مواجهة دامية في الضاحية الجنوبية وكيف يقدر مئة إلى مئة وخمسين شابا أن يحولوا الضاحية وطرقاتها إلى أماكن شغب؟ من المقصود فيه، هل هناك من يريد أن يقدم الضاحية الجنوبية على أنّها منطقة متمردة و"عصيانه" ومنطقة مشاغبة وأهلها غير حضاريين ولا يستطيعون التعبير ديموقراطيا عن مطالبهم ومسائلهم وصرختهم؟ في حين كل المناطق اللبنانية متحضرة ومتمدنة إلاّ الضاحية الجنوبية، من الذي كان يريد أن يوصل الضاحية الجنوبية إلى هذه النقطة بالتحديد".
أضاف : أمّا الزاوية الثالثة فهي الأخطر، هل هناك من كان يريد أن يذهب بالضاحية الجنوبية إلى القتال والحريق الشامل؟ فلولا لطف الله والثقة القوية القائمة بين قيادة حزب الله وقيادة الجيش اللبناني وبين الإخوة المسؤولين السوريين مع الناس أيضا لذهبت الأمور في الضاحية إلى مكان خطير جدا، بعد سقوط قتلى وجرحى بالعشرات.
وأوضح : هناك خمسة شهداء وعشرات الجرحى وأغلب الإصابات هي في الجزء الأعلى من الجسد، وهؤلاء عندهم أهالي وعائلات وعشائر واخوة، فهل كان المطلوب أن يحصل اشتباك بين المعتصمين وبين جنود وضباط الجيش اللبناني ليطلق النار على هؤلاء فيقتل منهم ثمّ يطلق النار على الجيش اللبناني فيقتل منهم ثمّ يفلت الوضع في الضاحية الجنوبية ونصبح أمام واقع لا يمكن أن يمسكه أحد أو يتورط فيه الجميع أي الجيش وحزب الله وسكان الضاحية الجنوبية؟.
وأكّد سماحته أنّ تأجيل المؤتمر الصحافي يوم أمس كان للتأكد من بعض المعطيات، وأقول لكم بعد إطلاق النار وسقوط قتلى وجرحى في حي السلم قامت مجموعات أدارها أشخاص مرتبطون بالسفارة الأمريكية في بيروت بنقل الإشكالات إلى أحياء مختلفة في الضاحية الجنوبية ونقل التوتر والمواجهات إلى أحياء مختلفة. وقال :" لمصلحة من، ولدينا الأسماء وزودناها للجهات الرسمية المختصة".
أضاف : الذي حصل يوم الخميس أنّه تم ّتجاوز محنة كبيرة وخطر كبير كان يواجه الضاحية الجنوبية ويستهدفها ويستهدف الجيش اللبناني وحزب الله والمقاومة وسكان وأهالي الضاحية الجنوبية ومن بعدهم كل لبنان...
وأكّد سماحته على نقاط عدّة وهي :
1 ـ فيما يتعلق بالجيش اللبناني المؤسسة الوطنية التي ندعمها ونؤيدها ونحترمها، " أنا أضم صوتي إلى صوت كل الذين اصطفّوا هذين اليومين ليقولوا أن الجيش اللبناني خط أحمر، وأنا أيضا أقول وحزب الله يقول أنّ الجيش اللبناني خط أحمر، ونحن حريصون عليه ومن موقع حرصنا نقول : يجب فتح تحقيق دقيق وشفاف فيما حصل في حي السلم حرصا على الجيش اللبناني. وطالب سماحته بالحصول على إجابات، فلمصلحة من زج الجيش اللبناني في الأحياء والزواريب، هل هي مسؤولية الجيش اللبناني أساسا، لماذا تذهب قوة من الجيش اللبناني إلى حي ليس برئيسي بحيث إذا نزلت الناس "وقطعوا باب الحي لن تخرب الدنيا، فليس هناك طريق مطار قطع ولا أوتوسترادات انقطعت ولا هناك طرق رئيسية ولا الحياة العامة تعطلت لا في الضاحية ولا في بيروت، فلنتركهم ساعة أو ساعتين وبعدها سيفلون فلماذا نلحقهم إلى فوق".
أضاف : نحن نرفض أي اعتداء على ضباط وجنود الجيش اللبناني وهم إخواننا وأعزاؤنا، لكننا ندين بشدة أن يرد على الحجارة بالرصاص الذي يستهدف الصدور والرؤوس حتّى من مؤسسة وطنية شريفة فهذا مرفوض.
ولاحظ أنّه عندما تجري مظاهرات في بعض المناطق ويجري ضرب المتظاهرين بالأيدي والهراوات وخراطيم المياه يخرج بعض السياسيين من دعاة حقوق الإنسان والديموقراطية في البلد ويتحدثون عن الصيف والشتاء تحت سقف واحد، الآن الذي جرى هل هو شتاء أم صيف وإذا كان الذي يجري عندهم شتاء "فيا ريت تشتّي عندنا مثلهم"، وإذا كان الذي يجري عندهم صيف "فيا ريت تصيّف عندنا مثلهم".
وقال :" لماذا في أماكن أخرى هناك خراطيم مياه وعندنا في الضاحية رصاص، في 13 أيلول 1993 رصاص ويوم الخميس الماضي رصاص ولا يوجد خراطيم مياه عند هذه الدولة لتستخدمها في الضاحية الجنوبية، أم أنّ الضاحية الجنوبية يجب أن تكون محرومة من المياه وليس فقط من مياه الشرب بل حتّى من مياه تفريق المظاهرات ويجري ضرب الناس في الضاحية الجنوبية بالرصاص، هذا مرفوض ومن أيٍّ كان مرفوض ولا نقبله ولا نسكت عليه. وأعود وأكرر : ندين الإعتداء على ضباط وجنود الجيش إذا كان الاعتداء ابتدائي ولكن ندين بشدة ابتدائي وغير ابتدائي (إطلاق النار على المتظاهرين)، وأقول للناس عند حدوث أمر آخر ويكون هناك متظاهرين وقطع طرق ويأتي الجيش اللبناني : افتحوا الطريق واسمعوا كلمة الجيش اللبناني ولا تتصادموا معه ولا يجوز التعرض والصدام مع الجيش... ".
وأكّد سماحته أنّ الذي يحمي الجيش اللبناني ليس تصريحاتي وتصريحات غيري أنّ الجيش خط أحمر، بل إجراء تحقيق والقول للناس : أنتم مخطئون إذا كانوا فعلا مخطئين، أو القول للضباط والجنود أنتم مخطئون إذا كانوا فعلا مخطئين، مشددا على أنّ قوة الجيش ومعنوياته هي في احتضان شعبه له، وأصل وظيفة الجيش هي الدفاع عن الوطن والشعب والكرامات والسيادة والشرف والحرية والحقوق ولا يجوز تحت هذا العنوان أن يتم انتهاك لأي كرامة أو دم أو حق. الجيش خط أحمر نعم ودماء الناس خط أحمر وكرامات الناس وأعراضهم وأمنهم خط أحمر، فلا خط أحمر واحد فقط.
وعلى كل حال سمعنا فخامة الرئيس يطالب بالتحقيق وأخذنا علما أيضا من قيادة الجيش اللبناني أنّهم فتحوا تحقيقا ونحن نتمنّى أن يكون التحقيق جدي وسريع وشفاف وأن يعطي نتيجة واضحة وأن لا يكون على طريقة التحقيقات والملفات التي تجري عادة في لبنان.
2 ـ ولفت السيد نصر الله أنّ الدعوة التي وجهت من قبل الإتحاد العمالي العام تقول "ليكون يوم الخميس يوم الاحتجاج الوطني العارم بالإضراب والتجمع الساعة العاشرة صباحا أمام مقر مجلس الوزراء وأمام السرايات والمراكز الحكومية في المحافظات والأقضية"، أي أنّه لا يوجد اعتصامات وتظاهرات في الضاحية الجنوبية بل إضراب مثل بقية المناطق، وهناك تظاهرة واعتصام أمام مجلس الوزراء وقد نزل نقابيونا إلى المتحف وأمام مجلس الوزراء وشاركوا في التظاهرات والإعتصام.
وطالب السيد نصر الله الإتحاد العمالي العام باسم حزب الله بإجراء تحقيق عن الذي طلب من الناس أن تتظاهر بالضاحية وأن تعتصم وتقطع الطرقات بالضاحية وتحرق وتتصادم مع القوى في الضاحية، وسأل : من في الإتحاد العمالي العام طلب ذلك؟ نريد جوابا.
أضاف : إذا قال التحقيق أنه لا أحد، عندها نبحث نحن على خلفية الأمور التي حصلت ونحن لا زلنا نبحث، مؤكدا أننا حريصون على معرفة الحقيقة ولا نريد للشكوك والأوهام والهواجس أن تأخذنا إلى تحليلات خاطئة بل نريد معطيات صحيحة وحريصون أن نصل إليها ونريد من الإتحاد العمالي العام أن يساعدنا.
وافترض أنّه لو أنّ أحداً من الإتحاد العمالي العام طلب من الناس أن تنزل إلى الشارع في الضاحية الجنوبية وأن تحرق الدولايب وتقطع الطرقات وأن تعتصم، فلماذا تركوا الناس في الشارع ولماذا لم يضعوا مديرا.
وقال : " عندما ينزل مئة ألف نضع جهة تديرهم فإذا حصل إشكال يعرف ضابط الجيش إلى من يتحدث، أو إذا نزل النواب يعرفون إلى من يتحدثون... وكذلك المشايخ، الذي يريد إنزال مئات الأشخاص إلى الشارع يجب أن يتحمل مسؤوليتهم وأن يضع إدارة لهم، وحتّى لو كان هدفه المواجهة فعليه أن يقف معهم ويواجه معهم وليس أن ينزل العالم ويذهب ليختبيء. هذا السؤال برسم الإتحاد العمالي العام ونريد جوابا عليه"،
وأبدى حرصه على هذه المؤسسة واقتناعه بها ودعمه لها، لكن نريد أن نعرف لأنّ الذي حصل أنّ هناك دماء سفكت وإساءة كبرى حصلت وتهديد خطير كانت تواجهه الضاحية والجيش والمقاومة، لذلك لا يستصغر أحد أي سؤال ولا يقطع عن أي سؤال، معلنا تعليق عضوية ممثل حزب الله في هيئة مكتب الإتحاد العمالي العام بانتظار إجراء الاتحاد تحقيق وإعطائنا جواب محقق، وتعليق كافة أنشطة حزب الله وتعاونه مع الإتحاد بانتظار الإجابة.
واستطرد أننا نريد جوابا واضحا ورسميا، وقال :" ليقول الإتحاد العمالي العام كلا لم ندعُ ولم ننزل العالم ولا أحد من عندنا دعا، وأنا أعرف أنّه ليس الاتحاد العمالي العام أكيد لكن هناك أحد في الإتحاد العمالي العام استغل وجوده في الاتحاد ودعا الناس إلى النزول إلى الشارع فهذا نريد جوابا عليه".
3 ـ وتساءل سماحته : ألا يستدعي الذي حصل جلسة طارئة لمجلس الوزراء؟ وألا يستدعي جلسة طارئة لمجلس النواب والاثنين مؤسسات مسؤولة عن البلد.
أضاف : يمكن أنّ الذين قتلوا في حي السلم فقراء أبناء فقراء وأبناء مناطق حزام البؤس، ويمكن أنه لو كان واحدا من الذين قتلوا من أبناء الزعماء أو كبار القوم أو عليّتهم أو نخبهم الحاكمة سياسيا أو اقتصاديا لربما كان وضع البلد أمر آخر، وهذا مؤسف ومحزن.
ودعا سماحته إلى عقد جلسة طارئة لمجلسي الوزراء والنواب، والأمر يستحق هذا التوقف وحرام أيّها اللبنانيون وأيتها السلطة كل السلطة الاستهانة بما جرى يوم الخميس في الضاحية الجنوبية وفي لبنان، حرام الاستهانة بدماء وكرامة الناس وبشرفهم، وهذه الاستهانة جريمة وليس فقط حرام.
ودعا سماحته إلى التوقف عند ما حصل لمعالجة النتائج ولمعالجة الأسباب، وفي معالجة النتائج المطلوب تحقيقات واضحة ومحاسبة كل المقصرين. وأقول للدولة اللبنانية وللقضاء ولكل الجهات المعنية : إذا كان حزب الله مقصرا فليحاسب فلا تتركوا غطاء على أحد لا على حزب ولا على تنظيم ولا على نقابة ولا على جيش ولا على قوى أمن ولا على أجهزة أمنية ولا على أي مدني، لكن بشرط أن يكون تحقيقا شفافا ومنصفا وحقيقيا.
وفي معالجة الأسباب فهي واضحة، هناك سياسات ظالمة للسلطة، المطلوب أن تتحمل السلطة مسؤوليتها وأن تعيد النظر بهذه السياسات وأن تغيرها (...). ثمّ لا يكتفى بأن يفقر الناس ويجوعون، فإذا خرجوا ليقولوا أنهم فقراء ولا نتحمل رفع سعر صفيحة البنزين ولا نتحمل ضرائبا جديدة، يقتلون.
وتساءل إلى أين ستؤدّي بالبلد هذه السياسات الظالمة وليس الخاطئة فقط، بالوقت الذي كلنا يعرف أنّ هناك أمورا ليست كبيرة جدا وليست عظيمة جدا يمكن القيام بها بموضوع المشتقات النفطية وبموضوعات عديدة ومختلفة على المستوى الاجتماعي الإقتصادي يمكن أن تشكل معالجات ويمكن أن تخفف معاناة وآلالام لا تقدم عليها السلطة لحسابات محتكرين ومتسلطين وبطون متوحشة لا تشبع من المال ونهب المال، بكل بساطة هناك قضايا يمكن أن تعالج لكن بحاجة إلى قليل من القناعة...
أضاف : قلنا سابقا أننا لا نطالب الآن بالمحاسبة، فالذي "سرق سرق والذي نهب نهب والذي عبّا عبّا، خليّنا نسكر ملفات الماضي"، لكن أوقفوا النهب والاحتكار والسمسرة والسرقة، ويأتي يوم يمكن أن نطرح تفاصيل (...). هذا الموضوع تجاوز كونه استحقاق داخلي وهو موضوع يتداخل فيه الأمني بالسياسي بالإجتماعي، الداخلي بالإقليمي، فإلى أين تذهبون بالبلد، ودعا إلى معالجة سريعة لمجموعة ملفات وهناك قضايا مطروحة وأفكارا وبرامجا مطروحة، وهناك الاتحاد العمالي العام والأحزاب اللبنانية وغيرهم وكلهم لديهم أوراقا مقدمة فلتناقش ولتعالج، مشيرا إلى التسويف والخوف من اجتماع مجلس الوزراء لَئلا يتخانقون، إذا ماذا نفعل بالناس التي في الشارع والذين يموتون والجرحى وبأزمات بلدنا ؟
وتساءل : حسنا، مجلس نوابنا لماذا لا يجتمع، بالنهاية هل هناك سلطة مسؤولية أم لا؟ وقال :" حزب الله الموجود في الضاحية الجنوبية لم يمارس أي سلطة أمنية ولم يقم بأي عمل أمني، لكن قولوا لنا لا يوجد سلطة، فنحن لا نقدر أن نترك ناسنا وأن تحترق سياراتها ومحلاتها ويعتدى عليها، لأنّ بعض مجموعات الشغب اعتدت على الناس في بعض الطرقات، لكن (بواقع أننا) لسنا سلطة والسلطة لا تمارس سلطتها لا على المستوى السياسي ولا على المستوى الاقتصادي أي لا تجد السلطة أن تمارس سلطتها إلاّ في بعض الجوانب الأمنية في بعض الزواريب والأحياء، هذا غير مقبول".
وكرر سماحته الدعوة إلى عقد جلسة طارئة لمجلس الوزراء وجلسة طارئة لمجلس النواب لكي يتحدثوا وهم نواب الشعب، والذين قتلوا ألم ينتخبوا نوابا، فليجتمع مجلس النواب وليقل النواب كلمتهم.
وختم أمين عام حزب الله بالتأكيد أنّه في كل السياق الذي تحدث به، حزب الله لا يريد إسقاط الحكومة ولا يستهدف رئيسا ولا جهة ولا وزيرا ولا تنظيما ولا مؤسسة ولا أحدا، حزب الله يطلب إنصاف الذين قتلوا وسفكت دماؤهم يوم الخميس، وما يطالب به هو إنصاف هؤلاء الذين نزلوا وتظاهروا وأضربوا وصرخوا يوم الخميس والذين يمكن أن يصبحوا ضحايا في أي يوم خميس آخر، مؤكدا على الجهوزية لكل تعاون وتنسيق لأنّ هذا الشعب شعبنا وهذا البلد بلدنا، داعيا أهالي الشهداء والجرحى وبعض أصدقاءهم إلى الهدوء، والمعالجة يجب أن تنتقل إلى مستويات أخرى فلنخرج من الشارع حيث لم يعد مقبولا هذا التواجد وهذا يمكن أن يفتح بابا "للناس الفايتين على الخط"، أدعوهم إلى الهدوء وأدعو السلطة على المستوى السياسي والأمني والعسكري والقضائي إلى معالجة جدية لما حصل.