مؤتمر صحافي للأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله عن آلية تنفيذ صفقة تبادل الاسرى والمعتقلين بين الحزب واسرائيل 25-1-2004
عرض آلية المبادلة محدداً الخميس والجمعة لمرحلتها الأولى
نصرالله: ملتزمون العمل على إطلاق القنطار خلال شهرين أو ثلاثة
ولجان للبحث عن مصير رون آراد والديبلوماسيين الايرانيين
أعلن امس الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله آلية تنفيذ صفقة تبادل الاسرى والمعتقلين بين الحزب واسرائيل محددا يومي الخميس والجمعة المقبلين موعدا للمرحلة الاولى منها على ان تتم المرحلة الثانية خلال شهرين او ثلاثة للافراج عن المعتقل سمير القنطار.
وشدد على التزام الحزب العمل على الافراج عن القنطار، لافتا الى ان اي معالجة ايجابية لقضية الطيار الاسرائيلي رون أراد ستفتح الباب لاطلاق معتقلين فلسطينيين وعرب من جنسيات مختلفة. ورفض الافصاح عن مصير الجنود الاسرائيليين الذين يأسرهم الحزب منذ نحو ثلاثة اعوام وهل هم أحياء او أموات.
أمام حشد كبير من الصحافيين عقد نصرالله مؤتمره الصحافي في قاعة الزهراء في مسجد الامامين الحسنين في حارة حريك عوضا عن المكان المعلن سابقاً وهو مقر الوحدة الاعلامية في الحزب.
استهلالا تلا نصرالله بيانا مكتوبا جاء فيه:
"أتوجه بالشكر الى مجاهدي المقاومة الاسلامية وفوارسها الذين لولا جهادهم وتضحياتهم لم تتوفر لدينا هذه الفرصة الغالية لتحقيق هذا الانجاز، أتوجه بالشكر الى عوائل المعتقلين والاسرى الذين واكبونا بالصبر والاحتساب والثقة طوال الفترة الماضية والذين نعتز بصلابتهم ورباطة جأشهم وخصوصا بعض الامهات والزوجات. وأتوجه بالشكر الى الاخوة في حزب الله والفريق الذي تابع المفاوضات وأمضى اياما وساعات طويلة ومضنية للوصول الى هذه النتيجة. نتوجه بالشكر الى الوسيط الالماني ومن ورائه الى الحكومة الالمانية، هذا الوسيط الذي نشهد من خلال التجربة بجديته ونزاهته وصدقه والذي عمل معنا في ظروف صعبة ومعقدة. ويجب ان نشكر ايضا الوسطاء السابقين على الوسيط الالماني دون تسميتهم لأن وساطتهم بقيت طي الكتمان ولأنهم بذلوا جهودا كبيرة ولكن لم تساعدهم الاوضاع والتعقيدات في ذلك الوقت على انجاز هذا الامر. والشكر للأكثرية الساحقة من اللبنانيين الذين أيدونا ووقفوا معنا في هذه القضية خصوصا بعد التحرير، ومن ضمنهم الشخصيات والعلماء ورجال الدين وجمعيات المجتمع المدني والاحزاب السياسية والقوى المختلفة.
أتوجه بالشكر الى الدولة اللبنانية بمؤسساتها المختلفة الامنية والعسكرية والسياسية والحكومة ومجلس النواب وعلى رأسها فخامة الرئيس العماد اميل لحود على المساعدة والتنسيق والدعم طوال مراحل هذه العملية الى حين انجازها ان شاء الله. أتوجه بالشكر الى سوريا الابية والصامدة ولقائدها الرئيس بشار الاسد الذي حمى وما زال يحمي هذه المقاومة الشريفة رغم كل الضغوط والتهديدات والزلازل في العالم والمنطقة والذي كان لديه كل الاهتمام لتصل قضية التبادل الى افضل نتيجة ممكنة. الشكر للجمهورية الاسلامية في ايران والى سماحة الامام القائد السيد الخامنئي دام ظله والى سماحة رئيس الجمهورية السيد خاتمي على كل المساعدة والدعم للبنان والمقاومة وفي هذه القضية بالتحديد والتي كانت دائما وخلال السنوات الماضية موضع اهتمامهم ومتابعتهم ودعائهم. وأخيرا الشكر لكل الاخوة في القوى والفصائل الفلسطينية المجاهدة الذين واكبونا خلال العمل وأمدونا بالمعطيات والمعلومات والاقتراحات، وكذلك بقية الجهات الحزبية والاهلية في أكثر من بلد عربي لما قدمته من مساعدة على هذا الصعيد.
لائحة الشكر هذه ليست من باب المجاملة انما هي من باب الواجب خصوصا في هذا الزمن الذي اصبح فيه تأييد المقاومة او حمايتها مكلفا جدا بفعل الغطرسة والكبرياء الاميركي والسيطرة الاميركية على العالم".
اضاف "الاتفاق الذي اعلنه امس الوسيط الالماني هو اتفاق واحد ولكن له مرحلتان: المرحلة الاولى هي التي ستنفذ خلال هذا الاسبوع والمرحلة الثانية سيبدأ تنفيذها من خلال الامور اللازمة فيها بعد اسبوع اي بعد انتهاء المرحلة الاولى مباشرة.
طبعاً، كان هناك حاجة الى مرحلتين لانه عندما نريد الوصول الى حل شامل فإن ما عند حزب الله من اسرى لا يكفي خصوصاً وان هناك مفقودون اسرائيليون آخرون موجودون في لبنان. الحل الشامل يجب ان يتناول هؤلاء المفقودين في المرحلة الثانية ليكون هناك مرحلتان وبالتالي اتفاق واحد يضم المرحلتين، هذا من جهة الاسرائيلي، ونحن ايضاً حاجتنا الى الجزء الثاني لاننا نعرف بأن ما عندنا لا يحل مشكلة كل المعتقلين وهذا ما قلناه منذ البداية وانا منذ اليوم الاول كنت اقول: كل اللبنانيين واكبر عدد ممكن من المعتقلين الفلسطينيين والعرب، لنبقي حقنا ولا نحتاج بعد ذلك للمفاوضة على المبدأ. منذ ان اسرنا الجنود الصهاينة من مزارع شبعا عام 2000 بقي سنة الاسرائيلي سنة يرفض مبدأ اطلاق فلسطيني في عملية التبادل. الآن من خلال المرحلة الثانية ثبتنا مبدأ اسمه شمول معتقلين او بقية معتقلين فلسطينيين، وعرب - اذا بقي احد منهم في السجون - ومعتقلين آخرين قد يكون لهم اوضاع صعبة واحكام عالية، هذا الامر من حيث المبدأ ثبتناه في المرحلة الثانية، بالتالي عندما نذهب الى المرحلة الثانية سنكون امام مفاوضات اجرائية وليس امام نقاش في المبادئ.
في المرحلة الاولى، سيتم اطلاق 23 لبنانياً واسماؤهم تم تداولها امس وفي مقدمهم الشيخ عبد الكريم عبيد والحاج ابو علي مصطفى الديراني وانور ياسين وبقية الاسرى. هناك ملاحظة اولى، نحن في المفاوضات طالبنا بكل اللبنانيين وان لا يبقى اسير لبناني سجين في السجون الاسرائيلية بغض النظر عن طبيعة اعتقاله السياسية او اسباب غير سياسية لا علاقة لها بالصراع مع العدو فلا مشكلة بعض هؤلاء المعتقلين لا علاقة لهم بالصراع مع العدو واعتقلوا لاسباب اخرى وعندما يعودون شأنهم بيد الدولة اللبنانية وهي التي تقرر طريقة تعاطيها مع هذا الموضوع ونحن لن نتدخل فيه وليس لدينا اقتراح خاص، اما معتقلو المقاومة والصراع مع العدو هؤلاء طبعاً سيكرمون وسيحتفل بهم رسمياً وشعبياً.
الملاحظة الثانية لها علاقة بالاخ سمير القنطار، نحن بقينا نفاوض في شهر رمضان وشوال وذو القعدة، وكانت العقدة الاساسية التي اخّرت الاتفاق الى الآن هي عقدة الاخ سمير القنطار. لا شك في ان هذه العقدة كانت مفاجأة لانه منذ البداية اخذنا موافقة خطية من الوسيط الالماني بأن شارون قبل باطلاق جميع اللبنانيين ولم يكن في يوم من الايام مشكلة اسمها سمير القنطار ليس مع الوسيط الالماني ولا قبل الوسيط الالماني، وفي مرحلة من المراحل كانت هناك مشكلة الشيخ عبد الكريم عبيد وابو علي الديراني ولم تكن هناك مشكلة سمير.
لقد وصلنا في الاتفاق الى نص - وهو النص المتفق عليه والمعلن من الوسيط الالماني - يقول: "سيتم اطلاق المواطن اللبناني سمير القنطار الى لبنان دون اي تأخير حالما تنتهي بنجاح المفاوضات الجارية في شأن حالته، ويأمل جميع الاطراف - يعني حزب الله والعدو والوسيط الالماني - ان هذا سيحدث ضمن شهرين او ثلاثة اشهر". ما الذي يمكن ان يحدث، علينا ان لا نستعجل الامور وان لا نحكي، وذلك لمصلحة معالجة قضية سمير القنطار.
الذي اريد التأكيد عليه هو ان حزب الله ملتزم قضية سمير القنطار، وطبعاً بعد الخميس والجمعة لن يبقى هناك اي معتقل لبناني في السجون من المعلنين، وسوف يكون سمير هو القضية المركزية للمقاومة الاسلامية ولحزب الله في الساعات والايام والاسابيع المقبلة، وهذا التزام قاطع وفي هذا الصدد، يجب ان نقف بإجلال واكبار امام الروح الكبيرة والعزم والمعنويات التي تجلت في موقف الاخ سمير القنطار من خلال الرسالة الشفهية الهاتفية التي بعث بها ليلاً، وانا اشكر ثقته المتجددة بنا وكذلك موقف عائلة الاخ سمير القنطار، وقد تم الحديث معهم امس من قبل الاخوة في "حزب الله" ووضعوهم في الجو العام، وموقفهم هو موقف مشرّف. بكل الاحوال نحن نقوم بواجبنا ولا نتخلى عن هذا الواجب واريد القول لسمير ولعائلته اننا سنكون بالتأكيد عند ثقتهم وعند حسن ظنهم ولن نخيّب آمالهم ان شاء الله.
الملاحظة الثالثة لها علاقة بالاسير يحيى سكاف، هناك جدل في كل المرحلة الماضية وفي المفاوضات، اهل يحيى يؤكدن انه حي يرزق وموجود داخل كيان العدو، والاسرائيليون في المفاوضات انكروا دائماً وجود يحيى سكاف، وقالوا ان هذا الاسم - حتى مفاوضات الايام الاخيرة - الذي تطالبون به غير موجود عندنا، وفي نهاية المطاف لم نصل الى نتيجة وهذه القضية ستتابع، واذا استطعنا اثبات وجوده ساعتئذ يمكن للموضوع ان يعالج بطريقة اخرى.
هناك قضية اخرى واسمها اللبناني نسيم نسر الذي اعتقله الاسرائيليون بتهمة التجسس للمقاومة، ومشكلة نسيم في المفاوضات انه يمتلك الجنسية الاسرائيلية فهو من اب لبناني ومن ام يهودية.
العنوان الثاني هو المفقودون لقد تحدثنا خلال المفاوضات عن مئتين وخمسين اسم وحالة مفقودة في لبنان سنة 1982 خلال الاجتياح الاسرائيلي، هؤلاء اما انهم قتلوا او اعتقلوا من الاسرائيليين او من ميليشيات مسلحة لبنانية كانت متعاونة مع الاسرائيليين في ذلك الوقت، طلبنا معلومات عن هؤلاء المفقودين وكان جواب الاسرائيليين ان لديهم معطيات عن 24 حالة واسم وسيتضح في يوم التبادل ما هي حالتهم اذا كانوا احياء او امواتاً او المعطيات التي ستقدّم.
الفلسطينيون والعرب
وفي العنوان الثالث، في بداية التفاوض كان مبدأ الافراج عن الفلسطينيين مرفوض، حتى ان الرفض الاسرائيلي طال المعتقلين العرب، يعني مبدأ غير اللبناني لم يكن وارداً وبقينا نفاوض عليه اكثر من سنة. حتى عمليات تبادل سابقة في الـ92 والـ96 حاولنا ان نفرج عن فلسطيني واحد لكي نثبت المبدأ ولم نوفّق، لكن في هذه العملية كان هناك اصرار من قبل قيادة حزب الله ان العملية لن تمر دون كسر الرفض الاسرائيلي ويجب ان تضم فلسطينيين بمعزل عن العدد، يجب ان تضم العملية عرباً اضافة الى اللبنانيين وان لا يقتصر التبادل عليهم، في الحصيلة الاتفاق حالياً يشمل 400 اسير، والنص الالماني يقول "اطلاق 400 فلسطيني الى بيوتهم في الضفة الغربية وغزة شرط ان لا يكونوا من الجنائيين". اي لا يعنينا من كان قد ارتكب جرائم قتل او سرقة او تاجر بالمخدرات او من اعضاء المافيا، ولكن 400 فلسطيني من جماعة الانتفاضة واعتقلوا بسببها. الامر الثاني، كان هو الخشية من ابعاد المفرج عنهم الى خارج فلسطين او ابعادهم من الضفة الى غزة ولذلك كان القيد في الاتفاق "الى بيوتهم" في الضفة الغربية وغزة فيذهب ابن الضفة الى الضفة وابن غزة الى غزة، حتى لا نقع في موضوع الابعاد او لا نفاجأ بشيء من هذا القبيل.
لدينا لائحة اجمالية بتوزيع الاعداد وابلغنا الوسيط ان العملية سوف تشمل كل القوى والفصائل الفلسطينية من الجهاد وحماس وشهداء الاقصى وفتح واجهزة السلطة والجبهة الشعبية والى آخره، واغلبهم من المحكومين وعدد منهم من الموقوفين ادارياً اي الذين لم تصدر بحقهم احكام من محاكم اسرائيلية. سيتم اعلان الاخوة الفلسطينيين في غضون يومين او ثلاثة ايام على اقصى تقدير.
المفرج عنهم في المرحلة الاولى اي الـ400 اسير قد لا يكون فيهم من يُتوقع، من حالات صعبة ومستعصية وكذلك (من المحكومين) احكاماً عالية ولكن هذه الحالات ستتم معالجتها بكل تأكيد في اطار المرحلة الثانية. بالتأكيد هناك جو عند عوائل الاسرى وتوقعات كبيرة داخل فلسطين المحتلة، نحن ننظر بايجابية لهذه التوقعات لانها تعبر عن ثقة الشعب الفلسطيني بفصائل المقاومة وبالمقاومة، ومن جهة ثانية 400 فلسطيني من اصل ستة آلاف او سبعة آلاف معتقل سوف يكون منهم اشخاص سيفرج عنهم واشخاص لن يفرج عنهم، اقول للاخوة الفلسطينيين بكل تأكيد هذا الامر مرحلة اولى وليست نهاية المطاف الافراج عن 400 فلسطيني واقفل الباب، الباب ما زال مفتوحاً والمرحلة الثانية ستكون مهمة جداً وخصوصاً للفلسطينيين نوعاً وكماً حيث ان المرحلة الثانية لا يوجد لبنانيون وسمير مفترض بعد شهرين او ثلاثة ان نجد حلاً لموضوعه، بالتالي المرحلة الثانية تخص الفلسطينيين وتعنيهم بشكل اساسي وستكون مهمة جداً نوعاً وكماً وانا من موقع المفاوضات اعرف اهمية ما تمثل المرحلة الثانية للاسرائيلي واهمية الثمن الذي ابدى الاسرائىلي استعداداً لدفعه من اجل انجاز المرحلة الثانية.
رابعاً: لقد كان لدينا في المفاوضات لوائح من 25 معتقلاً اردنياً، وفي مرحلة سابقة للجلسة المشؤومة لمجلس الوزراء الاسرائيلي كان شارون موافقاً على اطلاق كل الاردنيين اي الـ25 معتقلاً وفي الجلسة المذكورة "بطّلوا" عن الاردنيين وقالوا ان هذا الموضوع ثنائي يحل مع الحكومة الاردنية. نحن لا مشكلة لدينا بذلك والمهم يفرج عن المعتقلين والاسرى، وفي عيد الفطر اطلق سراح تسعة او عشرة اشخاص، وكنّا نطالب ونؤكد على الوسيط الالماني في مفاوضات الشهرين الماضيين وقد اكد لنا ان بقية المعتقلين الاردنيين سيطلق سراحهم في اطار ثنائي اسرائىلي اردني، المعطيات التي لدينا كحزب الله تقول انه يمكن اطلاق بقية المعتقلين الاردنيين قبل عيد الاضحى وبشكل متزامن مع التبادل الذي سيحصل مع حزب الله. على كل حال، اذا جرى الافراج عن الاردنيين ام لا، هذا الامر من مسؤولية الحكومة الاردنية وعليها هي ان تتابعه وتتصل وتؤكد وبالتأكيد يمكنها الحصول على هذه النتيجة الطيبة. نحن هاجسنا ان يعود المعتقلون الى بيوتهم وعائلاتهم ولا نفتش عن مكسب معنوي ولا سياسي بل نقوم بالواجب، وفي كل الاحوال نحن نأمل ان يطلق سراح بقية الاسرى الاردنيين الى عيد الاضحى، ولكن - لا سمح الله - اذا لم يتحقق هذا الامر نحن سنتابعه بكل تأكيد في اطار المرحلة الثانية.
خامساً: هناك عدد من المعتقلين السوريين وكان لدينا لوائح قدمناها في المفاوضات لكن هؤلاء المعتقلين قسمان: قسم لا يحمل الجنسية الاسرائىلية وهؤلاء سيطلق سراحهم في اطار هذا الاتفاق (...)، وقسم يحمل الجنسية الاسرائيلية بمعزل عن فرض هذه الجنسية عليهم او اخذوها بارادتهم. هذه المشكلة العامة واسمها حَمَلة الجنسية الاسرائىلية وهنا نرجع الى نسيم نصر والى بعض السوريين في الجولان ونأتي الى إخواننا من عرب الـ،48 هذه المشكلة مشكلة صعبة حتى الآن ولم يستطع احد ان يجد لها حلاً، يعني لم تجر مفاوضات تبادل اسرى حصلت منذ قيام هذا الكيان حتى اليوم استطاعت ان تتجاوز هذه المشكلة بدعوى اسرائىلية ان هذا المواطن اسرائيلي وبالتالي هو غير موضوع للتفاوض وللتبادل، ولذلك نحن نعتبر ان اكثر شريحة مظلومة في الحقيقة هي العرب سواء كانوا فلسطينيين او سوريين او لبنانيين ويحملون الجنسية الاسرائيلية، يجب ان لا نيأس امام هذه الحالة وهذا الجدار يجب ان نخترقه، كيف؟ هذا بحاجة الى تعاون ودراسة ولكن يجب ان يواجه وان لا يترك علماً اننا سعينا بالنسبة الى الاخوة في الـ48 لكن كنا نعرف ان هذه المشكلة مشكلة قديمة جداً. هذا الامر يجب ان نبحث له عن حل، حل قانوني او حل جهادي، ان يتخلى هؤلاء عن جنسيتهم، يجب ان نبحث كيفية الحل، لذلك حالياً وفي اطار المرحلة الاولى من الاتفاق سيشمل التبادل الاخوة السوريين الذين لا يحملون الجنسية الاسرائيلية والذين سيعلن عن عددهم واسمائهم خلال هذين اليومين ان شاء الله بالنسبة الى بقية العرب، خلال ثلاث سنوات ومن خلال وسائل الاعلام ومن خلال الانترنت ومن خلال اتصالاتنا مع احزاب وقوى سياسية في العالم العربي كنا دائماً نطلب منهم تزويدنا بأسماء المعتقلين وبلوائح عنهم، ما علمنا به - وأنا هنا عندما اقول لا وجود لمعتقلين عرب غير الذين اعلن عنهم، اكون انفي علمنا بغيرهم وقد يوجد معتقلون غيرهم ولا علم لنا بهم - لقد طالبنا بمن علمنا بوجوده وقلنا للاسرائىليين اننا نريد كل المعتقلون العرب فأجابوا هؤلاء هم المعتقلين العرب، وبالتالي لا استطيع المطالبة بشخص لا اعرف اذا كان معتقلاً ام لا والاسرائيلي ينكر وجوده. بناء عليه في الملف العربي لا يوجد معتقلون مصريون وهذا ليس لوجود فيتو او لم نطالب بل لانه في الاعوام الثلاثة وفي لوائحنا لم يوجد اسم مصري، وخلال هذه السنين الثلاث لم يزودنا احد اي معلومة ونحن فتشنا ولم ننتظر ان تأتي المعلومات الى عندنا. ما حصلنا عليه هو ثلاثة مغاربة وثلاثة سودانيين وليبي واحد وبالتالي يكون من المفترض (أن موضوع الأسرى العرب) انتهى.
اذا تم الوفاء بالتعهدات التي اعلنت او قيلت في موضوع الاردنيين من المفترض ان لا يوجد في المعتقلات الاسرائيلية مصريون والاردن تكون قد حلّت مشكلته وبقية العرب تكون قد حلت مشكلتهم، فيبقى عندنا فلسطينيون وحملة الجنسية الاسرائيلية من العرب. بكل الاحوال، من خلال هذا المؤتمر الصحافي اوجه نداء الى اخواننا في العالم العربي والعائلات والاحزاب والقوى، اذا كان هناك معتقل مصري او عربي او من اي جنسية ما زال موجوداً في السجون الاسرائيلية نرجو ابلاغنا به لمتابعته من خلال المرحلة الثانية انشاء الله.
ومن جملة الاحياء الذين سيطلقون في اطار المرحلة الاولى المواطن الالماني ستيفن سميراك الذي اعتقل داخل كيان العدو بتهمة العمل المعلوماتي لمصلحة المقاومة وحكم عليه بالسجن.
في موضوع اجساد الشهداء، لدينا 59 جسد شهيد استشهدوا على الجبهة اللبنانية، فيهم 40 رفات شخص معروفين بالاسماء وفيهم 19 رفات اسماؤها غير محددة لكن الاسرائىلي حدد زمان الاستشهاد ومكانه وبالتالي بقليل من الفحص يمكن ان نحدد هؤلاء الشهداء. وهؤلاء الشهداء بأجمعهم، ينتمون الى حزب الله وحركة أمل والحزب الشيوعي اللبناني وجبهة التحرير الفلسطينية. طبعاً العدد الاكبر من الشهداء هم من اللبنانيين وعندما يأتون سوف نحتاج الى بعض الوقت لفرزهم وتسليمهم الى الجهات والعائلات المعنية (...).
في تتمة المرحلة الاولى، هناك خرائط الالغام التي زرعها الاسرائيلي وجيش العميل انطوان لحد سوف يتم تسليمها لمساعدة الجهات التي تعمل على نزع الالغام في الجنوب وبالتالي سوف يتم تحرير الجنوب من الاحتلال المقنّع كما يقول اللبنانيون.
لجان لآراد والايرانيين
بعد تنفيذ المرحلة الاولى ستشكل لجان من الاطراف المعنية مهمتها البحث على جهتين: عن الطيار الاسرائيلي رون آراد المفقود في لبنان بالاستفادة من كل الوسائل والتقنيات المتاحة وبالاستفادة ايضاً من المعطيات المتوافرة حتى الآن التي يمكن التأسيس عليها للوصول الى نتيجة في موضوع رون آراد، وثانياً للبحث عن مصير الديبلوماسيين الايرانيين الاربعة الذين خطفوا في لبنان في اثناء الاجتياح الاسرائيلي عام .1982 بالنسبة الى الديبلوماسيين الايرانيين واضافة الى الخلفية الاخلاقية والانسانية والدينية نعتبرهم ايضاً مسؤولية لبنانية ومسؤولية وطنية لانهم ديبلوماسيون ايرانيون معتمدون لدى لبنان وخطفوا على الاراضي اللبنانية، وللاسف الشديد لو كان هناك ديبلوماسي غربي لا يزال مفقود الاثر في لبنان كنا سنشهد ضجيجاً عالمياً، لكن اذا لم تحك ايران بديبلوماسييها او لم يذكرهم بعض اللبنانيين فلن يأتي على ذكرهم احد في العالم وهذا من ضمن الكيل بالمكاييل المتعددة (...).
في كل الاحوال اي معالجة ايجابية لحالة رون آراد كما ورد ايضاً في الاتفاق ستفتح الباب امام اطلاق معتقلين فلسطينيين وعرب من مختلف الجنسيات - ونحن محتاطون بعنوان العرب لانه من الآن الى ان نعالج مشكلة رون آراد قد يعتقل من غير الفلسطينيين - ومعتقلين آخرين فيهم الملفات الصعبة والمستعصية والعالقة سيتم معالجتها انشاء الله في اطار المرحلة الثانية والتي نعتقد ان نتائجها ستكون اكبر واهم بكثير من المرحلة الاولى بدون شك.
نحن في حزب الله ملتزمون العمل بجدية لانجاز هذه المرحلة قريباً ونراهن على انجازها لما لها من آثار مهمة على الفلسطينيين وغيرهم من المعتقلين ويحدونا هذه المرة أمل اكثر من اي وقت مضى بالتوصل الى خاتمة لهذه القضية المعقدة، وهذا هو الاتفاق بمرحلتيه.
بالنسبة الى الامور الاجرائية، منذ اللحظات الاولى مثلما كنا ننسق مع الدولة في اثناء مرحلة التفاوض بدأ التنسيق مع الاجهزة او الجهات المعنية في الدولة اللبنانية من اجل الامور الاجرائية، التنفيذ سيكون يوم الخميس الذي سيكون يوم التبادل للاسرى الاحياء المعتقلين سواء كانوا لبنانيين او فلسطينيين او عرباً او سميراك الالماني، والاسرى كما هو متفق عليه سيستقبلون رسمياً وشعبياً في مطار بيروت واجساد الشهداء الـ59 سيسلمون على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة يوم الجمعة.
بالنسبة الى الاسماء، كان من المؤكد بالحد الاقصى ان يتسرب الاتفاق اليوم بعد جلسة مجلس الوزراء الاسرائىلي لذلك قبلنا ان يعلن الالمان ليلاً الاتفاق حتى ولو كانت الاسماء غير جاهزة وغير معلنة حرصاً على ان لا يتم تسريب مشوه للاتفاق وبالتالي يكون هناك شيء من الاعلان المحترم للاتفاق ولا يكون هناك جدل في الموضوع. هاجسنا في حزب الله الآن هو تطبيق الاتفاق اي ان تسير الامور على خير يوم الخميس ويوم الجمعة وبعدها نحتفل ونعيّد".
حوار
سئل نصرالله عن دور الوسيط الايراني في عملية تبادل الاسرى وعن قوله ان المرحلة الثانية ستكون اهم من المرحلة الاولى، وهل يعني ذلك وجود علاقة لايران بالطيار الاسرائيلي رون آراد؟
اجاب: "طبعاً الوسيط الالماني اتصل بالوسيط الايراني حيث يوجد اربعة ديبلوماسيين ايرانيين مفقودين في لبنان. الاسرائيلي يدعي ان رون آراد موجود في ايران. وانا انفي ذلك بشكل قاطع بناء على متابعتي الشخصية، كما تنفي ايران هذا الامر. وفي كل الاحوال، الاخوة في ايران والاخوة في سوريا، عندما يتم الاتصال بهم من الالمان او غيرهم، يعدون بالمساعدة.
وثانياً، الايرانيون لم يعقدوا العملية، وكان في مقدورهم ان يطلبوا منا عدم المضي فيها. قالوا لنا افعلوا ما ترونه مناسباً وما يسهل عملية التفاوض ويؤدي الى الافراج عن اكبر عدد من المعتقلين. اذ ان الايراني كان متجاوباً ومتعاوناً في هذه المسألة".
سئل: اسرائىل تقول ان الجنود الثلاثة الاسرى لدى حزب الله ليسوا احياء، هل يمكننا معرفة اذا كانوا امواتاً ام احياء؟
اجاب: "منذ البداية قلنا لن نكشف مصير الجنود الثلاثة، والآن ايضاً لن اكشف عن مصيرهم ويوم التبادل "يذوب الثلج ويبان المرج" لماذا العجلة؟".
سئل: قلتم انكم ستشكلون لجاناً لتقديم معلومات للاسرائيليين بناء على طلبهم، لماذا لم يتم تقديم هذه المعلومات في السابق والانتظار ثلاثة اشهر اخرى بحيث تتم صفقة كاملة تشمل كل اللبنانيين؟
اجاب: "قلت اننا سنفتش عن معلومات وليس اعطائهم معلومات عبر اللجان. اعطاء المعلومات لا يحتاج الى لجنة واللجنة للتفتيش. المعطيات المتوافرة حتى الآن هي معطيات غير حسية ولا يمكن التعويل عليها، اللجنة ستبحث عن معطيات حسية للبناء عليها سواء ما يتعلق برون آراد او بالديبلوماسيين الايرانيين الاربعة، وحتى تشكيل اللجان يتوقف على حسم بعض المبادئ".
سئل: شكل الصفقة يظهر انكم تراجعتم عن تأكيدات اعلنتموها سابقاً عندما قلتم ان سمير القنطار على رأس لائحة الاسرى وكذلك الامر بالنسبة الى الاسرى الاردنيين. ثانياً لماذا التكتم حول مصير الجنود الاسرائيليين الثلاثة؟
اجاب: "لقد شرحت النتائج التي توصلنا اليها بالنسبة الى سمير القنطار واشرت في الوقت نفسه الى وجود امل بالنسبة للاسرى الاردنيين واحتمال اطلاقهم قبل العيد، الموضوع لا يتعلق بالضغوط والمفاوضات جزء من المعركة.
اللبنانيون يعرفون ان حزب الله لا يناور ولا يغير مواقفه وقضية الجنود جزء من المعركة مع الاسرائيلي واخذنا قرارات ذاتية في ما يتعلق بهم.
لم نتعرض لضغوط وفي قضية تبادل الاسرى كنا امام خيارين اما ان تبقى الصفقة بكاملها معلقة واما الاتفاق على تبادل من مرحلتين الاولى يتم خلالها اطلاق عدد كبير من الاسرى اللبنانيين والفلسطينيين بما مجموعه اكثر من 435 عائلة سيعود اليها احباؤها واعزاؤها والبقية لم نتخل عنهم ووضعنا صيغاً لمتابعة قضيتهم. وفضلنا في اطار مسؤوليتنا الاخلاقية والشرعية اعتماد الخيار الثاني حتى ولو قيل في اطار معركة التفاوض عن وجود تراجع. لا مشكلة وانا شفاف في هذا الموضوع وسنتابع القضية في الاشهر المقبلة، ولا يمكن ان اتصرف بآلام ومشاعر مئات العائلات من اجل معنويات شخص او جهة.
وبالنسبة الى الجنود الاسرائيليين، رأينا من مصلحتنا ان نبقى متكتمين والاسرائيلي منذ البداية لديه قناعة ان الجنود الثلاثة اموات، ومن اجل الاحتياط وهاجس التطبيق الدقيق والسليم، ارتأينا حيثية التكتم في هذه القضية".
سئل: هل سيتم تسليم الجنود الثلاثة والاسير الرابع في اليوم الاول من العملية؟
اجاب: نعم يوم الخميس. الالماني يتسلم في تل ابيب الاسرى اللبنانيين والعرب المفرج عنهم، واذا كان هناك اسرى سوريون يذهبون الى الجولان والفلسطينيون يذهبون الى منازلهم في الضفة والقطاع، اما اللبنانيون فيأتون مع الالماني الذي يسلم ويتسلم في الوقت نفسه، وسيتسلم الالماني الاسرائيليين الاربعة سواء كانوا احياء ام اموات.
سئل: هل من ضمانات من الوسيط الالماني حول الذين سيطلقون في الاشهر المقبلة؟
اجاب: لمصلحة قضية سمير القنطار، يجب عدم الخوض في تفاصيل الصيغ والافكار والاطر المطروحة.
سئل: ركزتم على المرحلة الثانية وقلتم ان لدى حزب الله خيارات متعددة، ماذا لدى حزب الله من قدرات لضمان نجاح المرحلة الثانية بعد تسليم ما لديه من اسرى اسرائيليين واعلانه انه لا يملك معلومات عن رون اراد؟
اجاب: "اولا نأمل ان نصل الى نتائج في ملف رون اراد وهذا سيشكل عنصر قوة مهما جدا، وعليه ستبنى المرحلة الثانية بشكل اساسي، ولكن سأفترض انه في اسوأ الاحتمالات، وخلال الشهرين المقبلين وطالما هناك معتقلون لبنانيون في السجون الاسرائيلية ومن منطلق الحق المشروع للمقاومة والاعتبار الوطني واللبناني، من حق المقاومة ان تلجأ الى اي اسلوب او طريقة تمكنها من امتلاك عناصر القوة لاطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، اعتقد ان الخيارات متعددة ومفهومة وسنتحدث عنها بعد يوم الخميس.
وقيل له لم تربطوا بين الاسير سمير القنطار ورون اراد، هل قدمتم التزاما لاسرائيل بايجاد معلومات عن رون اراد لاتمام المرحلة الثانية؟
اجاب: المرحلة الثانية عموما تتعلق برون اراد، ومن الطبيعي ان مسألة اطلاق سمير القنطار تتعلق برون اراد، ومن جهة ثانية الفت الى انه خلال المفاوضات فان الوسيط الالماني نقل عن الاسرائيلي ان بعض المعتقلين يحملون الجنسية الاسرائيلية وقد لا يكونون كذلك، ولهذا نقوم بالتدقيق بالاسماء والاعداد.
سئل: هل لا يزال حزب الله ملتزما تهديداته بأسر جنود اسرائيليين امام اي تعنت اسرائيلي بتنفيذ المرحلة الثانية من عملية تبادل الاسرى؟
اجاب: نعم.
سئل: اتسمت لهجتكم بالهدوء لتمرير الاتفاق. هل ستنسحب هذه اللهجة على الوضع في الحدود وما تعليقك على ما صرح به السفير الاميركي ان حزب الله منظمة اجنبية؟
اجاب: (ضاحكا) نحن منظمة المانية. وقال: "موضوع الحدود موضوع مختلف. الاميركيون احرار ان يروا ما يريدون. هناك ارض محتلة في مزارع شبعا والمقاومة لديها حق طبيعي في تنفيذ عمليات، وتوقيت هذه العمليات يعود لها ويخضع لاستراتيجيتها. وبالنسبة الى الحدود الدولية تلاحظون انها هادئة منذ ثلاث سنوات باستثناء بعض الحوادث المتفرقة. التزام حزب الله والدولة اللبنانية على الحدود هو التالي: اي خرق اسرائيلي من البر او البحر او الجو ستتم مواجهته وبكل الاسلحة المتوفرة لدينا والتي تسبب ازعاجا للاسرائيليين ولطائراتهم. وكما حصل مؤخرا فقد تصدينا لجرافة اسرائيلية خرقت الحدود وسنطلق النار على اي آلية فورا دون الرجوع الى القيادة المركزية، المقاومة على الحدود مفوضة بالتصدي لأي خرق وهذه مهمتها".
* استقبل نصرالله امس وزير الثقافة غازي العريضي وتداول معه في تفاصيل عملية التبادل والنتائج المعنوية المترتبة عنها، وبعد اللقاء صرح العريضي:"لسماحة السيد التقدير الكبيرلدوره ولعناده وحكمته وادارته لكل مشروع المقاومة ضد الاحتلال الاسرائيلي على المستويات السياسية والفكرية والثقافية والاجتماعية والاسرية فيما يخص عائلات الشهداء والجرحى والمعوقين والاسرى وايضا المقاومة الميدانية على الارض والمقاومة الديبلوماسية بما للكلمة من معنى لأن اخر عملية تفاوض حتى الان هي نوع من الصراع السياسي مع الاحتلال الاسرائيلي والحمد لله انهاتوجت بنجاح كبير كما اعلن اليوم بكثير من التفصيل". اضاف:"الاستقبال سيكون استقبالا رسميا وشعبيا والتنسيق قائم ودائم ومستمر مع الدولة اللبنانية". واكد ان خيار لبنان هو خيار المقاومة فالمقاومة ليست حالة خاصة في لبنان ولا تصادر القرار اللبناني او تهيمن عليه او تتفرد به، القرار اللبناني هو قرار المقاومة، والمقاومة هي مقاومة باسم كل لبنان ودفاعا عن كل لبنان والانجاز الاخير الذي تحقق يثبت ان المقاومة هي مقاومة عربية اسلامية بكل ما للكلمة من معنى لأن الاهداف التي تحققت من خلال هذا الانجاز لا تعني اللبنانيين فحسب انما هي انجاز للانتفاضة في فلسطين وانجاز لسوريا".