كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله في حفل الإفطار السنوي الذي أقامته مؤسسة الجرحى غروب يوم الأربعاء في قاعة مجمع شاهد التربوي- طريق المطار 5-11-2003
ألقى الأمين العام لحزب الله السيد سماحة حسن نصر الله كلمة في حفل الإفطار السنوي الذي أقامته مؤسسة الجرحى غروب يوم الأربعاء في قاعة مجمع شاهد التربوي- طريق المطار، وأعلن فيها أنه مهما كانت نتيجة الرد الإسرائيلي فإننا لن نترك زمناً ولا وسيلة لإطلاق معتقلينا في السجون الإسرائيلية.
وقال: "إن شارون طلب من حكومته في الجلسة التي ستعقد يوم الأحد المقبل بت قضية صفقة التبادل وهذا يعني أن يوم الأحد، نحن كما الكل سوف نرى ما هي الإجابات الإسرائيلية الأخيرة والنهائية حول هذا الموضوع، وأياً تكن الإجابات سواء كانت ستساعد على إنتاج أو إيجاد نهاية طيبة وسعيدة لهذه القضية أو أخذت منحىً آخر، ما سيحصل هو لن يمت بأصل الموضوع وإنما بزمنه لأننا بكل الأحوال لن نترك وسيلة لاستعادة المعتقلين وتحريرهم.. أنا أقول لكم إنه منذ البداية لم تكن المشكلة عندنا وإنما عند العدو، في حومته وشارعه ومؤسساته ومزايداته السياسية والانتخابية".
وشدد سماحته على وجوب مواجهة مشروع القانون المطروح على الكونغرس الأميركي والهادف إلى توطين الفلسطينيين في البلدان الموجودين فيها، وعدم السماح له بالحياة، داعياً اللبنانيين إلى التعاون ضده، وقال: "اليوم تتدخل أمريكا من جديد، وهنا في الحقيقة نستطيع أن نكتشف المزيد من خلفيات قانون محاسبة سوريا. عندما يقترح الأشخاص أنفسهم قانوناً جديداً يتحدث عن توطين الفلسطينيين في أماكن إقامتهم، والهدف من خلال هذا المشروع هو حل أو إنهاء معضلة كبرى تواجهها المفاوضات الإسرائيلية – الفلسطينية، وفي الحقيقة تواجهها إسرائيل.. هذا القانون لا يريد فقط أن يقتلع الفلسطينيين من بيوتهم وحقولهم وأرضهم بل يريد أن يقتلعهم من كل تاريخهم وانتمائهم وقيمهم، ولذلك هذا القانون يجب أن يواجه. نحن اللبنانيون نرفض منح الفلسطينيين المقيمين في لبنان الجنسية، ونرفض توطين الفلسطينيين في لبنان، ويجمع اللبنانيون على هذا، ويختلفون في المنطلقات، هل المنطلقات قومية، إيمانية، طائفية، مناطقية، مذهبية، انتخابية.. أياً تكن الخلفيات نحن ملتقون على نتيجة واحدة وواضحة ومحددة وهي أننا نرفض توطين الفلسطينيين في لبنان..".
وتابع السيد نصر الله: "هناك مستوى أعلى وهو ما يجب أن نرتقي إليه، وهو أن نرفض توطين الفلسطينيين في لينان وفي غير لبنان أيضاً، وفي مواجهة هذا القانون لا يجوز أن نسمع مسؤولاً لبنانياً، رسمياً أو شعبياً أو سياسياً أو دينياً وفي أي موقع من المواقع يقول نحن نرفض توطين الفلسطينيين في لبنان ولكن وطّنوهم في أي مكان تريدون، هذا خطأ. ولكن في نفس هذا السياق، أريد أن أؤكد على أمر وهو أنه لا يجوز، ونحن نؤكد على رفضنا للتوطين، أن تستمر المعاناة الحياتية والإنسانية للفلسطينيين في لبنان. البعض يتصور بأن هذا التضييق على الفلسطينيين في لبنان في المجالات المدنية هو من وسائل مواجهة التوطين وأنا أقول أعيدوا النظر في هذه السياسة الخاطئة، وأنا أعتقد بأن الإصرار على التضييق على الفلسطينيين في لبنان في المجالات المدنية هو الذي يخدم مشروع التوطين. وأكاد أصل إلى استنتاج يقول أن هذا الإصرار الغير مفهوم على هذا الحصار اللاإنساني على الفلسطينيين في لبنان هو إصرار مشبوه".