كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله لمناسبة الذكرى التاسعة لاختطاف الحاج مصطفى الديراني في حسينية السيدة الزهراء(ع) في حارة حريك بحضور شخصيات نيابية وسياسية وفعاليات 8-6-2003
أكد الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله أن المقاومة الإسلامية ستواصل العمل بقوة لاستعادة الأسرى والمعتقلين اللبنانيين والعرب وأكبر عدد من الأسرى الفلسطينيين في سجون العدو، ولفت إلى أن حكومة العدو لم تعمل بشكل جدي لاتمام عملية تبادل الأسرى وانها تتعامل مع القضية في إطار سياسي بعيداً عن بعدها الإنساني.
وقال سماحته في كلمة ألقاها في الاحتفال الذي أقامه حزب الله والمقاومة المؤمنة لمناسبة الذكرى التاسعة لاختطاف الحاج مصطفى الديراني في حسينية السيدة الزهراء(ع) في حارة حريك بحضور شخصيات نيابية وسياسية وفعاليات:" أول ما نتذكر عندما نحي قضية الأسرى نتذكر إمام وقائد هؤلاء الإمام المغيّب السيد موسى الصدر أعاده الله بخير ورفيقيه.. وجميع الأسرى من اللبنانيين والفلسطينيين والعرب.. الذين خطفوا الإمام موسى الصدر أرادوا أن يخطفوا فكرة ومنطق وروح المقاومة، ومن تهدي يده إلى قبلة المجاهدين الحقيقية، أرادوا أن يخطفوا القائد الهادي الذي يدعو الناس عندما تضل بهم سبل الفتن ويغرقوا في ساحات القتال الخاطئة إلى ساحات القنال الصحيحة، أرادوا أن يخطفوا صوت الوحدة الإسلامية وصوت الوحدة الوطنية، أرادوا أن يخطفوا من تتجمع فيه أكبر قدر من عناصر القوة ليفقدوا أمته كل عناصر القوة التي تتجمعوا فيه.. وكذلك عندما استهدفوا الأخ أبو علي الديراني والشيخ عبد الكريم عبيد من منزليهما واعتقلوا بعض المجاهدين من بيوتهم أو من ساحات القتال.."
وعلّق سماحته على ما جرى في قمتي شرم الشيخ و العقبة، وقال " كل ما يرتبط بالمظلومين والمقهورين وبالمستضعفين وبالمعتدى عليهم لا مكان له. لا الأرض المحتلة لها مكان، ولا المعتقلون في السجون الإسرائيلية وفيها 8000 فلسطيني، ولبنانيين وسوريين وأردنيين ومصريين وعرب كان لهم ذكر أومكان. ولا ألاف البيوت المهدمة والأراضي الزراعية المجروفة ولا لكل شهداء هذه الأمة لهم مكان، المكان الوحيد هو "لإسرائيل اليهودية" وللشعب الإسرائيلي الذي يجب أن يقف العرب والأميركيون لضمان أمنه والدفاع عنه وحمايته".
وقال سماحته " قبل أيام كنت أقرأ بعض المقالات وأستمع إلى بعض المحللين يقولون في هذه المرحلة التي خفتت فيها الأصوات وتخف فيها الأصوات لماذا يرتفع عالياً وأكثر من اللازم حالياً صوت حزب الله وصوت أمينه العام، وهم يفترضون أن هذه المرحلة هي مرحلة الهدوء والنبرة الخافتة والتعقل.. البعض الذين يدعونا إلى أن نخفت أصواتنا هو لا يدعونا إلى جديد، هو من 20 سنة يدعونا إلى أن نخفت أصواتنا، وإذا رجعنا إلى الأرشيف سنجد أن الذي ينتقد خطاب المقاومة ومنطق المقاومة وعزم المقاومة الآن هو نفسه الذي كتب في العام 82 و83 مقالات أو تحليلات: العين لاتقاوم المخرز، والواقعية في التعاطي مع الاحتلال الإسرائيلي والتعايش مع العصر الإسرائيلي ولنرى ماذا سيعطينا الإسرائيليون ونكسبهم قبل أن يتراجعوا وما شاكل..؟؟ بالنسبة إلينا نحن لا نسمع شيئاً جديداً، ونعتقد أن هذه المرحلة لا يجوز أن تخفت فيها الأصوات. السكوت في هذه المرحلة حرام، وتضييع لكل الجهود والتضحيات السابقة، ويجرّء أولئك المتغطرسين الذين يظنون أنهم قادرون على كل شيء وهم ليسوا قادرين عل كل شيء. الصمت والإخفات في هذه المرحلة يعني أننا نقول لأميركا وبوش وإسرائيل وشارون تعالوا هذه المرحلة هي مرحلة الخوف والذعر والرعب، الآن يمكنكم أن تفرضوا شروطكم وتغيروا الموازين وتقتلعوا جذور المقاومة في لبنان وفلسطين وكل المنطقة. الإخفات والصمت تشجيع للعدو على العدوان، أما الصوت المرتفع، ونحن لا نرفع صوتنا لا بانفعال ولا بحماس لا يستند إلى واقع وإلى حقيقة وتجربة. الصوت المرتفع هو أحد أسلحة هذه المعركة، وأحد أسلحة هذه المواجهة".
وتابع" عندما اجتمعوا في شرم الشيخ عام 1996، وكان هدف الاجتماع شن حرب نفسية لا هوادة فيها كمقدمة للحرب الأمنية والمالية والمادية والسياسية والعسكرية لتصفية حركات المقاومة وإرادة المقاومة في شعوب هذه المنطقة، في تلك المرحلة لم يتملك الخوف من أحد منكم ( المقاومة وشعبها) كانت قلوبكم مطمئنة بذكر الله سبحانه وتعالى، ولكن في أكثر من مناسبة وقفنا وقلنا إن الرد على حشد الطواغيت في شرم الشيخ 1996 هو قوله تعالى:" الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فازادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل". في هذه المرحلة أيضاً، نحن بحاجة إلى اليقين والثقة والتوكل والصبر والثبات كما قال قبل أيام سماحة الإمام القائد السيد الخامنئي دام ظله الشريف:" الأميركيون من خلال كل وسائل الإعلام في العالم وسفاراتهم وأجهزتهم المخابراتية يريدون نشر فيروس الخوف في كل أنحاء العالم" هي يريدون أن يقهرون دون حرب، يريدون أن يملؤا قلوبنا رعباً لنلقي أسلحتنا ونيأس ونقف ونقول: ليس أمامنا أفق.. وليس لنا إلا أن نستسلم لإرادة القوة والعظمة والغطرسة والعلو الذي تمثله أمريكا. هذا هو المطروح الآن، هل نقبل بذلك؟؟ المؤمنون بالله لا يمكن أن يقبلوا بذلك، القبول بذلك يتنافى مع إيمانهم بالله سبحانه وتعالى. لذلك، الحصانة والمضاد لفيروس الخوف هو الإيمان والتوكل، والمتوكلون والمحتسبون قلوبهم مطمئنة، أما الذين نسوا الله أنساهم أنفسهم فتحولوا إلى قطعان بقر". وأكد "أنه بهذه الروحية نستطيع أن نواجه هذه المرحلة ونتجاوزها".
وتابع" اليوم، نحن بحاجة إلى كل صوت مرتفع كما ارتفعت الأصوات الآن في فلسطين. قبل شرم الشيخ والعقبة كانت الفصائل الفلسطينية تعلن انها مستعدة للحوار وللنقاش وللقاء ودراسة التطورات والظروف الجديدة بما ينسجم مع مصلحة الشعب الفلسطيني، ولكن فصائل المقاومة في فلسطين والشعب الفلسطيني كله شعروا بالاهانة لما سمعوه في شرم الشيخ ، وشعروا بالاهانة العظمى لما سمعوه في العقبة: هناك من لم يعترف بهم وببشريتهم وبحقوقهم الإنسانية وبشهدائهم ومعتقليهم... وكأن القصة في هذه المنطقة هي إسرائيل وأمنها وسعادة شعبها، ولذلك ارتفعت الأصوات الفلسطينية لأنها لا تقبل بهذه الإهانة، وعبّرت اليوم أيضاً عن غضبها من خلال العمليات الجهادية المشتركة التي سقط فيها شهداء من عدة فصائل، يمني الإسرائيلي والأميركي النفس أن تتقاتل هذه الفصائل فيما بينها كرمى لعيون الإسرائيليين فإذا بها تتوحد لتقاتل الإسرائيليين ولينزف دماء الشهداء من ثلاثة فصائل فلسطينية كأعمق وأجمل وأقوى تعبير عن إرادة الفلسطينيين في وحدتهم الوطنية المتمحورة حول المقاومة ورفض الشروط المذلة والإهانة التي وجهت للشعب الفلسطيني وللفلسطينيين خلال القمم الماضية".
وخاطب سماحته الذين يقولون أن حركات المقاومة لا تقرأ إلا بكتاب واحد وقال: أنتم لا تقرؤون عقل الإدارة الأميركية، وكتب الصهيونية الأميركية.. فبوش عندما تحدث في العقبة عن دولة "إسرائيل اليهودية" كان يعلن من أرض عربية عقيدته، وليس مشروعه السياسي.. نحن الذين نقرأ، نقرأ بأن الأميركيين يريدون فلسطين دولة يهودية صرفة نقية. أقصى ما يمكن أن يحصل عليه الفلسطينيون في أحسن الأحوال قطعة صغيرة هامشية من أرض فلسطين يقيمون عليها دولتهم المؤقتة، أما بقية فلسطين هي الدولة النقية التي ستعمل إدارة بوش العقائدية على تجميع اليهود وحثهم للهجرة إليها، وستكمنها من تهديم المسجد الأقصى وإقامة الهيكل. إن إقامة الهيكل في القدس هو مطلب جورج بوش والإدارة ألأميركية قبل أن يكون مطلب شارون واليمين المتطرف في إسرائيل. هكذا نقرأ في الصحف والمجلات والكتب. أنتم ماذا تقرأون عن الوعود الكاذبة التي يطلقها كولنا باول ورامسلفيد وغيرهم ...
وأضاف " الذين ما زالوا يروجون للمنطق الأميركي هم صنفان لا ثالث لهما: إما بسطاء لا يفهمون ما يجري حولهم وإما خونة عملاء يروجون للمنطق الأميركي. من يصدّق مواعيد وسراب الأميركيين؟؟ خلال الأشهر القريبة الماضية ألم يقل الأميركييون أنهم جاؤوا إلى العراق لإقامة نظام ديموقراطي والتخلص من الدكتاتور، أين هو النظام الديموقراطي؟ أين هي الانتخابات؟ أين هي مواعيد الانتخابات؟ اليوم، الحاكم الأميركي يقول :"لا مواعيد انتخابية". وحتى الكلام أصبح ممنوعاً، بدليل التعميم الذي وزع على كل أئمة المساجد في العراق، وفيه تحذير من أن أي إمام يتحدث عن الاحتلال ويحرّض على المقاومة والتحرير يمنع من الخطبة ويعتقل ويزج به في السجون!.
وأكد" أن أي عون أو مساعدة أو رهان على كل المشاريع التي تطرح لمنطقتنا هو طعن لهذه الأمة وإضعاف لها وإنقاذ لإسرائيل المرعوبة من شباب وشبات فلسطين المستعدين دوماً للشهادة.. البعض لا يستطيع إلا أن يقرأ من جهة واحدة فيرى سلاح إسرائيل القوي والنووي، ولا يرى من ناحية الثانية معنويات وإقتصاد واستقرار الإسرائيليين المنهار.."
ومضى سماحته يقول: " الذين يساعدون اليوم على تنفيذ خارطة الطريق هم يساعدون على إنقاذ إسرائيل وليس إنقاذ الشعب الفلسطيني، هم يعملون حرس حدود لحماية إسرائيل وليس حماةً للشعب الفلسطيني. وكذلك الذين يستسلمون في هذه المرحلة للإرادة الأميركية والذين يرتعبون بفعل التهديدات والتهويلات الأميركية هم يضيعون أمتهم في وسط هذه المرحلة التاريخية. أما عندما يتوفر مقاومون ومجاهدون على شاكلة هؤلاء الكبار الذين نحي ذكراهم وفي مقدمتهم الأخ ابو علي الديراني، يمكن مواجهة المرحلة وتجاوزها والتغلب عليها والتأسيس لانتصار كبير وقادم. هناك تحاولات كثيرة سوف تحصل في منطقتنا وفي هذا العالم وبناءً على قراءة سياسية موضوعية، الأمور هي لا تسير ولن تسير كما يهوى الأميركيون".
وفيما يتعلق بقضية المعتقلين والأسرى وخلاصة المفاوضات التي تم التوصل إليها، قال السيد نصر الله: إن الإسرائيلي لم يدخل العامل الإنساني لحظة واحدة على الإطلاق في الحسابات، ليس فقط العامل الانساني المرتبط بعائلات المعتقلين اللبنانيين والفلسطينيين والعرب، ولكن حتى العامل الإنساني الذي يرتبط بعائلات الأسرى الإسرائيليين الموجودين عند حزب الله. وتعاطى مع هذه القضية تعاط سياسي بحت وبحسبات سياسية بحتة. في السابق كانت تجربة التفاوض حول الأسيرين الإسرائيليين الميتين، والتبادل تم على جثتين، وحصلنا على عدد كبير من الأسرى وأجساد الشهداء. وفي عملية التبادل الثانية مقابل أشلاء وليس جثث، تم إطلاق عدد جيد من الأخوة وعدد كبير من أجساد الشهداء.. الغريب الآن، أنه في مقابل الأسرى الأربعة الموجدين لدى حزب الله، لم يبدِ الإسرائيلي أي استعداد جدي لمعالجة جدية وحقيقية عندما ندخل في لغة الأرقام. قد يتساءل أحد ما هو الفارق؟ الفارق أن إسرائيل بعد الانتصار في لبنان أصبحت مختلفة قليلاً، إسرائيل بعد الانتفاضة في فلسطين المحتلة أصبحت مختلفة قليلاً أيضاً. أظن أنهم يحسبون بهذه الطريقة: إطلاق سراح هؤلاء الأسرى والمعتقلين بمعزل عن العدد في إطار عملية تبادل مع المقاومة هو انتصار كبير للقاومة، هو معنويات للمقاومة، هو تقوية لخيار المقاومة ولخط المقاومة في لبنان وفي فلسطين، وحساباتهم في هذا الموضوع هي حسابات سياسية".
واضاف "عندما كنا نقول: نحن حاضرون أن نقدم معلومات في مقابل عدد من الأسرى، وفي مقابل معلومات لم نتطلب أعداداً كبيرة أصلاً، لأنه في النهاية سوف نبادل على الأشخاص، في هذا الأمر لم يعط الإسرائيليون أي جواب خلال كل شهور التفاوض، ولم يكونوا مستعدين لإطلاق سراح حتى مجموعات صغيرة من المعتقلين في مقابل معلومات موثقة ومستندة عن أسراهم لدينا".
وأضاف سماحته:" ثم وُضع خيار المعلومات جانباً، على أساس أن تتم صفقة شاملة من دون أن نجزأ فنقول المعلومات مرحلة والتبادل مرحلة آخرى فلنقم بصفقة شاملة تكون فيها المعلومات والتبادل في وقت واحد، فنأتي ونقول: هؤلاء وضعهم هكذا فتعالوا وخذوهم. وكان الحكي مع الوسطاء تفضلوا لنناقش صفقة شاملة. وبمعزل عن اللبناني والسوري والأردني.. أي اللبنانيين والعرب الذين عددهم صغير ومع ذلك يوجد بعض التعقيدات، لكن عندما أتينا إلى الموضوع الفلسطيني، في البداية قالوا ما في فلسطينيين، ثم وافقوا على ذلك، وبدأنا من 25 فلسطيني، وآخر مرة التقينا نحن والوسطاء أصبح العدد 220.
ولفت سماحته إلى : أننا عندما أخذنا الأسرى الإسرائيليين كان يوجد 1500 معتقل فلسطيني في السجون، أما الآن فيوجد 8000 معتقل فلسطيني، ومع ذلك فإن العدو لا يبدي استعداد لإطلاق سراح أكثر من 220 أو 250 فلسطيني في إطار صفقة تشمل الأسرى الأربعة. والأسوأ من هذا أنه حتى الـ 220 يريد العدو تسميتهم. بالتأكيد لا أحد يمكن أن يقبل بطرح أو بصيغة من هذا القبيل".
وأضاف سماحته " بعد هذا الكلام، سيطلع المحللون الإسرائيليون ويقولوا أن هذا الرجل يشتغل حرب نفسية على عائلات الجنود الإسرائيليين، علماً أن هذه هي الحقيقة المؤكدة. وأن حكومتهم لم تبد أي استعداد حتى لإطلاق عدد قليل من المعتقلين مقابل التأكد من حياة أو موت الجنود الثلاثة وأن حكومتهم لم تبد أي جدية في الوصول في هذا الملف إلى نتيجة حقيقية".
واشار سماحته إلى أنه "في هذه العملية كانت هناك أوضاع معقدة، ولا زالت هناك أوضاع معقدة .. حتى بعض العمليات السابقة كانت تبقى لسنين، ولكن في نهاية المطاف كان الإسرائيلي هو الذي يقبل بالشروط المطلوبة والمطروحة. نحن في هذه العملية، نعلن إذا كان الإسرائيلي يراهن على صبرنا وثباتنا وعواطفنا مما يجعلنا نقبل بتسوية خاسرة وغير مناسبة على المستوى الإنساني هو رهان خاطئ، ومن خلال ذلك لن يستفيد سوى بتعذيب عائلات الأسرى الإسرائيليين، لأنه لا يسأل عن عواطف ومشاعر عائلات المعتقلين اللبنانيين والفلسطينيين وغيرهم. ولكن نحن نصر على عملية مناسبة، ونقول نحن سنصل إلى عملية مناسبة، والأمر يحتاج إلى بعض الصبر، والله سبحانه وتعالى هو الذي يجعل للصابرين المحتسبين المتقين الثابتين المتوكلين، يجعل لهم من أمرهم فرجاً ومخرجاً ويرزقهم من حيث لا يحتسبون".
وأكبر سماحته لعائلات الأسرى اللبنانيين صدقهم وإخلاصهم وشجاعتهم وإيمانهم الكبير وإحساسهم بالمسؤولية وتضامنهم المعنوي والعاطفي والنفسي والإنساني مع بقية عوائل المعتقلين من غير اللبنانيين في السجون الإسرائيلية.
وقال : لعل هناك مشيئة إلهية في هذه المرحلة التي يتوحد فيها مصير شعوب هذه المنطقة أمام الهجمة، أن يبقى هناك رموز وعناوين للمقاومة اللبنانية إلى جانب الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، أن يبقى هناك أجساد لشهداء مقاومين لبنانيين في التراب الفلسطيني. قد يكون في هذا تعبير رمزي، نحن لا نقصد ذلك، نحن نريد استعادة إخواننا المعتقلين وأجساد إخواننا الشهداء في أسرع وقت ممكن.. أنا من الذين يؤمنون بأن هؤلاء الأخوة سيعودون إلينا بكل تأكيد، وهذا وعد الله سبحانه وتعالى. ونحن في هذا الإطار، والله سبحانه وتعالى يعلم أن المقاومين والمجاهدين بذلوا جهدهم ويبذلون جهدهم ويتابعون هذا الأمر بصدق وإخلاص ومصداقية وإحساس كبير بالمسؤولية بعقل وقلب في آن واحد وفي نهاية المطاف، الله سبحانه وتعالى سيمن على هؤلاء المقاومين والمجاهدين بتحقيق أمانيهم والأماني هي إطلاق سراح هؤلاء.
وأكد أن هذه القضية هي في عهدة المقاومة، وهدفها فك أغلال هؤلاء وتحريرهم وإعادتهم إلى عائلاتهم وإخوة الجهاد وهذا الهدف سيتحقق بعونه سبحانه وتعالى.
وختم سماحة السيد نصر الله : نحن مدعوون أن نبقى في هذا الخط وهذا الطريق، لا يزلزلنا لا خطف قادتنا ولا بقائهم في السجون ولا قتل قادتنا ولا التهويل ولا التهديد على رجالنا ونسائنا وأطفالنا. نحن كما كنا سنبقى إنشاء الله الثابتين والشجعان لأن هذه هي وسيلتنا الوحيدة للعيش في هذه الدنيا بكرامة.. نحن اليوم في لبنان لدينا مشاكل كبيرة جداً على المستوى الداخلي وأوضاع مؤسفة جداً أيضاً، ولكن اياً تكن هذه الأوضاع المؤسفة ، لاشك أننا جميعاً نشعر بالكرامة، واغلى ما عند الانسان هو كرامته ونحن استعدنا هذه الكرامة وحفظناها وما زلنا نحتفظ عليها بالدم والألم وعرق الجبين وليس منة ولا فضل من أحد في هذا العالم.. وإذا بقينا في موقعنا وثبتنا فيه لن تكون العاقبة سوى الانتصار إنشاء الله.