كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله في الليلة التاسعة من ليالي عاشوراء في مجمع سيد الشهداء (ع) الرويس 2003
في الليلة التاسعة من ليالي عاشوراء وفي المجلس المركزي الذي يقيمه سماحة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في مجمع سيد الشهداء (ع) الرويس تحدث سماحته وقال :نحن في كل ما نواجه في هذه الحياة من امور واحداث وقضايا سواء كانت صغيرة او كبيرة ،واي يكن حجم التحديات والاخطار التي نعيشها نحن بحاجة دائما الى الامل ،بالمستقبل وبالايام الاتية وبالتاكيد هذا الامل لن ياتي من فراغ ،الامل هو ككل شيء بحاجة الى سبب الى من يصنع ويبعث هذا الامل والله هو باعث هذا الامل وصانعه ،وهو املنا وعوننا وغوثنا.
وسأل سماحته: هل نحن برغم كل الصعوبات مقبلون على افق مسدود وبالتالي ليس امامنا سوى اليأس والاحباط ام ان املنا كبير وكبير جدا بحيث يمكن ان يعطينا من القوة ما نقوى فيه على مواجهة كل هذه الاخطار .
وقال : ها هي الامة تعود الى دينها والى اسلامها، وبالرغم من محاربة الاسلام ،بعنوان الحرب على الارهاب وبالرغم من محاربة هذا القران والدين والعلماء و محاربة الانشطة الاسلامية في العالم باسم الحرب على الارهاب ، لن يستطيعوا ان يعيدوا عقارب الساعة الى الوراء ،هذه الامة صحت على دينها واسلامها وها هي على امتداد العالم نجدها تزداد التصاق والتزاما بالاسلام، بل نجد ان ضاهرة العودة الى الدين حتى في الدائرة المسيحية والهندوسية والبوذية ،تكاد تكون ضاهرة ثقافية في العصر الحديث،هذه البشرية اليوم عانت وجربت كل الافكار والعقائد واستنزفت طاقاتها في العلم والمادة والشهوة ، تنتظر من يأتي ليأخذ بيدها الى الله ودينه .
وتابع سماحته قائلاً: العالم يتجه ليس الى المستقبل الذي تريد ان ترسمه امريكا واسرائيل وحلفاؤهما وعلى المنطقة والعالم ،نحن نسير باتجاه مستقبل واضح هو عودة الحياة والقوة والعزة الى هذه الامة ،وما نراه اليوم من تشرذم وضعف وتشتت ،ليس هو الحالة النهائية ،الامة ستخرج من هذه الاوضاع الصعبة لتستعيد عافيتها وقوتها.
نحن نسير نحو نهاية التشرذم والتفتت من خلال هذا الاما ونحن نسير الى نهاية وزوال دولة اسرائيل من هذه المنطقة ونهاية الغطرسة والهيمنة الامريكية على بلادنا وخيراتنا ،هذا هو المستقبل الذي نسير نحوه ،ولكن لنصل اليه نحن بحاجة الى العمل .
واعطى سماحته مثلاً: وهي التجربة اللبنانية وقال لو عدنا الى العام 1982 عندما اجتاحت اسرائيل لبنان وبغطاء دولي واقليمي وشبه عربي وكان لبنان في اسوء حال ،لقد ضن الاسرائيلي حينها بانه سوف يتمكن من ان يسيطر على لبنان والى الابد ،وضن بعض اللبنانيين وبعض العرب ان لبنان دخل في العصر الاسرائيلي ولن يخرج منه على الاطلاق ،ولم يكن احد ليتوقع انه يمكن ان تنطلق من شباب لبنان حركة مقاومة تستطيع ان تدحر اسرائيل بعد ثلاث سنوات وتهزم اسرائيل بعد ثمانية عشر عاما وتكون لاسرائيل اول هزيمة بهذا الحجم وتخرج اسرائيل بلا قيد ولا شرط من لبنان ،وخرج لبنان من العصر الاسرائيلي وادخل اسرائيل في العصر اللبناني والعصر العربي والاسلامي ،يعني عصر نهاية وجود هذا الكيان وهذه الدولة ،والتي تمثل الانتفاضة الفلسطينية في فلسطين شعلتها التي ستتواصل وتتكامل لانهاء هذا المشروع وهذا الكيان.
وقال ايضا: قد ياتي الامريكييون ويتمكنوا من اسقاط هذا النظام او ذاك النظام ولكن عسى ان تكرهوا شيء وهو خير لكم الم نكره الاجتياح الاسرائلي للبنان ولكن ماذا كانت النتيجة بهذا الامر الذي كرهناه والى اين وصلنا ووصل بلدنا وعلى أي طريق وضعت امتنا اقدامها ،اليوم نحن نبغض ونكره هذه الحرب وهذا العدوان ،ولكن اذا اصر هؤلاء الغزاة والطغاة على حربهم وعدوانهم سنقول ما قاله الله عز وجل (عسى ان تكرهوا شيئاً وهو خير لكم) قد يتمكنوا من اسقاط نظام هنا او هناك من تبديل خارطة سياسية هنا او هناك .لكن هذا الغزو الامريكي سيؤدي الى نهظة في هذه الامة وشبابها لا مثيل لها في العالم وتحول معنوي وجهادي وثوري وايماني وسوف يضع هذه الامة امام معركتها الحاسمة التي لن تستطيع ان تفر منها على الاطلاق وسوف يفرض على الامة وشعوبها وعلى بقية حكامها،ان يعيدوا النظر في خياراتهم.وبالتالي سوف نصبح امام وضع جديد وواقع جديد وبالتالي نحن لا يجوز ان نقلق او نخاف كثيرا على المستقبل اذا كنا من اهل الايمان .
واضاف : كل المعطيات المتوفرة تقول ان الادارة الامريكية التي تنتسب الى الصهيونية المسيحية ترتب الكثير من خططها واعمالها ومشاريعها على اساس النبؤات والقراءات ،وان هناك دراسات وقراءات امريكية محترمة تقول ان من اسباب اقامة قواعد في السعودية وفي منطقة شبه الجزيرة العربية وفي العراق ان قراءاتهم للاخبار والنبوءات تقول لهم ان القائد الذي ينتظره المسلمون سيخرج من مكة، وان اول حركته ستكون في شبه الجزيرة العربية والعراق. وهذا من اهم اسباب مجيء الجيوش الامريكية الى المنطقة مقاتلة هذه الامة ومقاتلة هذا القائد الذي سيخرج من مكة ويجمع الامة ويوحدها ويعيد العزة والكرامة لها. ومن الاسباب الاخرى لمجيء القواعد الامريكية الى هذه المنطقة ان الامريكيين بشكل جدي والاسرائيليين كذلك باتوا قلقين من بقاء ووجود الكيان الغاصب وان الانتفاضة لو دعمت واستمرت فهي قادرة على اقتلاع هذا الكيان من الجذور والامريكييون يأتون لحماية هذا الكيان .